روايات

رواية طاقة حب الفصل الأول 1 بقلم أسماء محمود

رواية طاقة حب الفصل الأول 1 بقلم أسماء محمود

رواية طاقة حب الجزء الأول

رواية طاقة حب البارت الأول

طاقة حب
طاقة حب

رواية طاقة حب الحلقة الأولى

أنا غيرهن
كنت ولازلت مختلفة، فأنا لست أشبههن بداخلي إختلاف أعلمه جيدا
لا ملامحي ملامحهم، ولا صوتي مثلهم ولا حياتي كحياتهم ولا طبعي كطباعهم وحتى حبي مختلف عن حبهم
أعترف أني لست الأجمل ولست الأفضل لكني أرى في إختلافي طفرة لن تجد مثلها
إنقشع ظلام الليل، لتشرق الشمس في صباح يوم جديد بنورها الساطع معلنة عن بداية جديدة كيوم جديد
في حي بسيط من أحياء القاهرة المعزية القديمة، إستيقظت من نومها بخمول شديد نظرت في الساعة بملل شديد، نظرت للسرير الأخر المقابل لها والتي تنام وتتمدد فيه شقيقتها
قامت وهي تردد أذكار الإستيقاظ في سرها ثم خرجت كانت جدتها على سجادة صلاتها وبيدها المصحف وتتلو أيات قرآنية عطرة
كانت الساعة قد قاربت السابعة والنصف وصوت الراديو على إذاعة القرآن الكريم من القاهرة بصوت الشيخ محمد رفعت قد أنعشها كعادته وأعطاها طاقتها، إبتسمت لجدتها التي قامت بدورها وإبتسمت كتحية الصباح، دلفت للحمام وإغتسلت وتوضأت
ثم أدت فرضها وجلست بجانب جدتها التي لم تنتهي بعد من التلاوة وأمسكت مصحفا اخر قرأت وردها اليومي
وحينها صدقت جدتها : حرما يا روحي
ابتسمت براءة : جمعا إن شاء الله
الجدة (وفاء) : عدالة صحيت؟
بإبتسامة هادئة : ودي بتصحى دلوقتي؟ معقولة؟
الجدة بهدوء : بس دي قايلالي من بليل عليها محاضرات بدري وموصياني أصحيها
براءة بضيق : أنا سألاها بليل مقالتش كدا
وفاء : يعني دلوقتي عليها محاضرات تصحيها ولا لا، محدش عارف البت دي بتفكر ازاي؟
براءة بسخرية :لا يا تيتة طالما قالتلك عندها محاضرات بدري يبقي عندها مش بتحور عليكي، عدالة عمرها ما هتتغير هتفضل هي هي مهما مرت السنين
ثم تابعت بدموع لامعة : هيفضل اللي بينا زي ماهو عمرها ما هتنسى
وفاء بضيق : معلش يا براءة أختك مدلعة شوية، مسيرها هتتعدل وهي اللي هتتمنى رضاكي
براءة بدموع : نفسي يا تيتة، عارفة أنا بتمنى أدخل جوا عقلها وأعرف بتفكر إزاي؟ هي ليه مش مصدقة إني مش كدا وإني مليش ذنب في أي حاجة، أنا ضحية زيها بالظبط
جففت لها وفاء دمعاتها وضمتها بحب تواسيها : معلش يا براءة، معلش يا قلب ستك، انتي عارفة ان كمال هو اللي مقويها ومكبر الفجوة بينكم
براءة ببكاء : أنا بس مش بعرف أفك مع حد غيرك يا تيتة انتي الوحيدة في البيت ده درعي القوي، ربنا ما يحرمني منك
وفاء بحب : ولا منك يا روحي
صمتت براءة قليلا ثم نظرت لجدتها برجاء : اوعي تسيبيني لأي سبب كفاية اللي فارقوني، مش هتحمل وجع تاني
ضمتها جدتها بقوة وهي بالفعل تخشى عليها من القادم فهي الدرع الحامي لها في هذه الحياة فجدها دائما يتجنبها وشقيقتها تمشي على خطى جدها
جففوا دموعهم وحاولت وفاء تغيير الموضوع كعادتها : يومك ايه النهاردة؟
اعتدلت براءة في جلستها : معنديش حاجات كتير يعني هرجع بدري، يعني عندي ميعاد الساعة 9 في الجامعة، دكتور سامي طالب يقابلني، وبعدها هروح المستشفي وبعدها هرجع على البيت
ابتسمت وفاء : ياما نفسي أشوفك في أعلى المناصب يا براءة يا بنت أعز الناس
ابتسمت لها بحب ثم نظرت في ساعتها وقد أتمت الثامنة
قبلت براءة جدتها : يلا يا فوفا، قاعدين والوقت بيفوت، هقوم احضر الفطار
وفاء : وأنا هصحي ست الحسن
في ذلك الوقت دلف كمال من غرفته وألقى سلاما باردا كعادته
براءة : صباح الخير يا جدو
كمال : صباح الخير
دلفت براءة للمطبخ كي تعد الطعام الإفطار بينما دلفت وفاء لتوقظ الجميلة النائمة ولكنها تفاجئت بها مستيقظة
وفاء : صباح الخير
توترت عدالة يبدو أنها كانت تفعل شيئا لم ترد أن يعلم أحد عن هويته شيئا
فقامت لتقابل جدتها عند باب الغرفة : صباح الفل يا تيتة
وفاء بشك : إيه دا ما إنتي صاحبة بدري أهو؟ اومال بتقولي صحيني الصبح بدري يا تيتة عندي محاضرات كتير يا تيتة، ما إنتي بتعرفي تصحي بنفسك أهو
قاطعتها عدالة بتأفف : تيتة الحمدلله صحيت مش ناقصة هي محاضرة عالصبح كفاية الكلية
وفاء بضيق : ودي طريقة؟ دي طريقة تكلمي بيها معايا، وبعدين تعالي هنا إنتي مش هتبطلي طريقتك دي؟
عدالة بضيق : طريقة إيه إن شاء الله؟ اتحفيني
كانت تعلم أنها تقصد شقيقتها ومع ذلك تركتها تتحدث
وفاء : يعني مش هتبطلي تعاملي أختك كدا،؟ دي أختك الكبيرة
قاطعتها عدالة بضيق : تيتة! لو سمحتي مش عايزة أعكر مودي عالصبح
وفاء : إنتي قليلة الأدب ومش طمران فيكي حاجة يا
قاطعتها عدالة بلا مبالاة : تيتة أنا عندي محاضرات وهتأخر فلو سمحتي بقي بطلي تدافعي عنها ادامي زي الدرع الحامي ليها، أوعدك لو بطلتي دور الحامي وسبتيها مني ليها علاقتنا دي احنا نحددها اوعدك ساعتها هرجع أتعامل معاكي أحسن من الاول
ضربت كف بكف فهي كما هي ولن تتغير
تركتها وخرجت بدون أن تنطق أي كلمة أخرى
أما عدالة فتنهدت وألقت بنفسها على السرير وهي تتمتم بضيق : ادي آخرة الشركة، طول ما ليك شريك في أوضتك مش هتعرف تاخد راحتك فيها ولا تعتبرها مملكتك الخاصة زي باقي خلق الله
أما في مكان آخر أكثر رقي ومجتمع راقي، كان يجلس يحتسي قهوته بجانب زوجته وفي يده جريدة الأخبار ويتطلع عليها كعادته وزوجته تتصفح هاتفها
كان الصمت يسودهم وكل منهم شاردا في أفكاره
قطع صمتهم دلوفه من بوابة القصر يترنح بهدوئه حينما وجدهم يجلسون جلستهم الروتينية المعتادة
قطع أحبال الصمت وألقى التحية عليهم وإتجه يصعد إلى حيث غرفته حينما إستوقفه صوت والده فتمتم بضيق : بدأنا صياح كل يوم
إستدار بهدوء تام، ذاك الهدوء الذي دوما يستفز والده
وقف والده العميد صفوت البارون يتطلع عليه بحده وصمت وهو يسأله بصمته عن هوية المكان الذي ظل فيه إلى الأن ووصل بيته في الثامنة هكذا؟
فريد : مساء الخير يا بوب
ساخرا : مساء النور يا حبيبي، معلش بس إبقي عدلها وبدل مساء خليها صباح
إحتد صوته : إنت عارف الساعة كام؟ كنت فين يا باشا؟
اقتربت منه زوجته والتي تسمى سمر وحاولت تهدئته : مش كدا يا صفوت بالراحة عليه هيكون فين يعني؟ إنت عارف إنه مطحون في الشغل ليل نهار و
قاطعها بحدة : أيوة يا هانم أيوة حاميله، ما إنتي السبب في دا كله
سمر : أنا؟ سبب في ايه ان شاء الله؟
صفوت : في فساده وسرمحته. بسبب دلعك الزيادة ليه؟ تقدر تقولي كنت فين لحد دلوقتي؟
فريد بهدوء :كنت بشتغل، حضرتك عندك شغلك وانا زيك عندي شغلي اللي لاهيني ليل نهار
صفوت ساخرا : وشغلك دا بقي بيحتم عليك ترجع البيت تاني يوم الضهر؟
فريد بتأفف : ضهر إيه بس يا بابا دي لسه الساعة مجتش 10
صفوت : شغل ايه دا بقي؟
فريد : أبدا كنت مشغول في حتة أرض إنما إيه لقطة يا بابا
صفوت : امم حتة أرض لقطة يا بابا، حتة أرض مسهراك طول الليل كدا ومغيباك عن بيتك كل ده؟
فريد : ما أنا مقولتلكش دي طلعت عليها حوارات واحكي يا شهرزاد
صفوت ساخرا : وقالت ايه شهرزاد؟ ويا ترى عجبت شهريار؟
فريد بشرود : أوي يا سلام، دي عليها جسم، ولا خطوتها تسحر القلب الفريد
صفوت : عوضي علي الله في الولد اللي حيلتي
فريد : خلاص بقي يا بابا متقفلهاش، انا عارف اللي بعمله كويس فكك بقي يا بوب، أنت شغلك غير شغلي خالص، خلاص بقي، بقولكم إيه تصبحوا على خير، أنا هموت وأنام، سلام
وصعد دون أن ينتظر أي رد منهم
صفوت : اتفرجتي يا هانم آخرة تربيتك المشرفة
جلست سمر على الكرسي بخزي : مكنتش أعرف إن دلعي ليه هيبوظه بالشكل ده
صفوت : وأدركتي؟
سمر : ارجوك يا صفوت مش ناقصة الله لا يسيئك سيبني في حالي وعوضي على الله في الحيلة، هقول ايه غير ربنا يهديه، في إيدي إيه أعمله
صفوت : حسبي الله ونعم الوكيل
سمر بحزن : أبوس ايدك يا صفوت، أنا مش جاهزة للخناق ،اتفضل سيبني شوف وراك ايه؟
ضرب كفا بكف : مفيش منه فايدة الكلام، يعوض عليا عوض الصابرين، أنا ماشي رايح الجامعة
أخذ مفاتيح سيارته ورحل بينما جلست سمر وبقيت تبكي بسبب ضياع إبنها كعادتها ولا تعرف ما العمل، فكلما وقعت بمشكله كانت تتأني ولا تأن حتى تحلها حتي لو كانت أعته المشاكل حتى أصبحت محامية كبيرة تمتلك مكانة مرموقة في مجالها ولكنها الأن أمام أكبر مشكلة لا بل عاصفة تكاد تهدم وتهاجم كل ما بنته وتعبت من أجله، إبنها فلذتها الوحيد،. تشعر بالندم الأن لأنها تركته أفكاره وأهوائه تلعب به كما تشاء كانت تعتقد أنها تربيه وررغم كل أفعاله الطائشة لكنها كانت ترفض دوما الإعتراف بذلك وكانت تشاجر زوجها ولكن الآن لا وها هي تواجه مشكلة حقا وعليها ان تحلها كما تعودت أن تتعامل مع مشاكلها لكن الآن عليها أن تنتبه لان هذه المرة متعلقة بها وان خسرت ستكون خسرت ولدها وهي لا تود ذلك
وضعت براءة كوب الشاي بالنعناع لجدها وقدمت اخر لجدتها
الجد بإقتضاب : شكرا
فتنهدت براءة وإبتسمت بتوتر : بالهنا يا جدو
هذه المرة أجبتها جدتها : هناكي الله يا حبيبتي
تذوقت شايها بإستمتاع تحت أنظار الحنق من زوجها ولكنها تجاهلته ونظرت لبراءة : مسكرة كفاية الحب اللي فيها، يلا يا حبيبتي اتكلي على الله هتتأخري على معادك
براءة : حاضر يا تيتة أنا داخله أغير هدومي خمس دقايق
تركتهم وطرقت الباب على شقيقتها بينما نظرت وفاء لزوجها تلومه بعينها فنظر لها بلا مبالاة
براءة : ايه مش هتروحي الجامعة؟
عدالة بهدوء : ماشية حالا
براءة بحب : ايه رأيك لو تستني هغير هدومي حالا ونمشي سوا أنا رايحة الجامعة برضه
عدالة بإقتضاب : أنا هتأخر كدا على محاضراتي انتي براحتك انتي مش طالبة زينا هتتحاسبي على التأخير إنتي معيدة وقريبا هتبقي دكتورة
براءة بتمني : يسمع منك ربنا، أمنية حياتي أخد الدكتوراه وأبقي دكتورة بجد وأحقق حلم بابا الله يرحمه
عدالة بجمود : ان شاء الله عن أذنك
تركتها عدالة وخرجت بينما خانتها دمعتها من علاقتها بشقيقتها الاي دوما تستمع عن معاملة الأشقاء ومضايقتهم لبعضهم التي تنم عن حبهم ليس أبدا التي تدل جفائهم كحالها مع شقيقتها لم تعرف أبدا كيف ترضيها ولا كيف تكسب قلبها ولا حتى تكن لها مثابة الأخت الكبيرة
جففت دموعها سريعا وبدلت ملابسها وجهزت حقيبتها سريعا وخرجت
مرت من أمام مطعمهم الصغير الذي يدير منزلهم والذي تربت منه وصرف على تعليمها هي وشقيقتها مرت ذكرى حزينة على مخيلتها في لحظة ولكن سرعان ما قطعتها حينما وجدت المطعم مفتوحا وتطل منه فتاة شابة تديره وتخدم هي وبعض العمال على الزبائن
ابتسمت براءة واقتربت لتحي العمال وتوجهت لتلك الفتاة بحب : صباح الخير يا رضوي!
رضوى بسعادة : صباح الفل يا دكتورة
براءة وهي تتفقد المكان : إيه الأخبار؟ الشغل تمام؟
رضوى بإبتسامتها الجميلة التي تزين ملامحها الصغيرة : صباحه رزق، الحمدلله
اقتربت منها براءة : مبسوطة يا رضوي؟
رضوى بحب : دا سؤال يا دكتورة؟ ربنا يبارك فيكي ويحفظك وينولك اللي في بالك ويخليكي ويرزق من حيث لا تحتسبي
ضحكت براءة ببرائتها : كفاية عليا الدعوة دي عالصبح، المهم خللي بالك من الشغل ولو عوزتي حاجة كلميني أنا زي أختك، أنا مش هتأخر هعدي عليكم بعد ما أخلص المستشفي شوفي طبق اليوم ايه؟ وانا ان شاء الله مش هتأخر
رضوى : تروحي وترجعي بالسلامة
تركتها براءة وتوجهت لمقصدها وهي تحاول الإبتسام في كل الوجوه وخاصة في هذا الوجه الاتي من بعيد
صباح الفل والورد والياسمين على دكتورة حتتنا
إبتسمت براءة وكسى وجهها الخجل : صباح الخير يا بشمهندس
عمرو : على فين بدري كدا ؟
براءة : رايحة الجامعة، وبعدها المستشفي
عمرو : طب يلا أوصلك في طريقي
براءة : لا مينفعش انت عارف اللي فيها
عمرو : بس انا عايزك في موضوع، ومش هينفع نتكلم فيه هنا
دخلت من بوابة الجامعة وقد إستوقفها الأمن يتأكد من هويتها وهي تتأفف لان الجو حر والجو لا يحتمل
قابلت صديقتها والتي لم تكن سوى عالية جارتها
استقبلتها بودها الزائف كعادتها : دودو ،إتأخرتي ليه مستنياكي من بدري
عدالة بتأفف : مش وقته يا عالية، خليني الأول اغير مودي
عالية بخبث : شكلك اتصادمتي مع براءة وعكرت دمك كالعادة
نظرت لها عدالة بتشوش وهي صامتة
عالية : تعالي تعالي هنبتديها سرحان، تعالي يلا عشان عندنا شغل طويل النهاردة وحلم هنبدأ في تحقيقه من هنا
عدالة بتوجس : تفتكري؟
عالية بخبث : أنا متأكدة يلا بلا محاضرات بلا هبل البي هيفيدنا ويغير حياتنا مستنينا يلا يلا بلا عطلة
نظرت لها عدالة.
ثم ………..

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طاقة حب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى