روايات

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الفصل الثاني والثلاثون 32 بقلم إسراء الشطوي

رواية قد انقلبت اللعبة الجزء الثاني والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة البارت الثاني والثلاثون

رواية قد انقلبت اللعبة
رواية قد انقلبت اللعبة

رواية قد انقلبت اللعبة الحلقة الثانية والثلاثون

عنوان اللعبة الثانية والثلاثون –« ‏- لا موطن لي إلا بين يديك.»
| شعور يُراودني دائمًا أنني أخطأت في حق نفسي وبحقها أيضًا ، عندما تمسكت بها وفي النهاية قيل لي إنني سبب كُل ماحدث، لَم أكُن أعلم أن علي المُحب الصمت حتي يسعد حبيبه، لَكن معذرة أيُها الحُب كيف يمكن للحبيب أن يَصمُت في الحُب ألا تقولوا أن الحِب أساس النيران التي تشتعل كاللهب في سبيل الحبيب. |
#بقلمي
* عند عز وخلود
أستمعت إلي ما قاله والصدمة أحتلتها..
أردفت بدموع ونبرة مخنوقة تُحاول جاهدًا عدم البُكاء، قائلة وهي لا تزال لا تستوعب ما استمعت إليه:
– أنت بتخرف بتقول إي؟ عز أنت أكيد بتهز مش كده
حرك راسه بالنفي وكاد أن يتحدث، لتصرُخ خلود بوجهه وهي تبتعد عنه تلطُم علي وجهها عدة مرات قائلة:
– يانهار أسود إي اللي أنت عملته ده ليييه حرام عليك أنت مش شايف حالة جوزها عامل أزاي ده هيروح فيها ده هيموت وراها حرام عليك يا عز جني ماتستاهلش كده
صعد علي الفراش يتكأ علي رُكبتيه، وحاوط كتفيها قائلًا:
– خالد ده يستاهل المو_ت ده أنا كده رحيم عليه أنتِ تعرفي أن جني مُمكن ماتحملش تاني عارفة يعني إي ست تتحرم من الأمومة حطي نفسك مكانها
صَرخت بوجهه قائلة:
– أنت مااالك دي حاجة تخُصها هي وجوزها ليه تكرر عنها حاجة بدون وجه حقك فين رائيها هيا موافقة علي اللي حصل ده أنطق يا عز
أردف بنبرة جادة قائلًا:
– جني لسه عيلة ومش عارفة مصلحتها ده متجوزها بالغصب يعني ده أحسن حل أنا عملته أختي أتسممت وهي في بيته إي هستنا لمًا تموووت أنا عارف أنا بعمل إي كويس دي أختي وماحدش هيخاف عليها قدي.
حاولت الهدوء قائلة:
– طب هي فين؟ طمني عليها؟
أبتسم عز وهو يطبع قُبلة علي وجنتها قائلًا:
– هي فأمن مكان مُمكن تكون موجودة فيه دلوقتي
نظرت إليه بشرود وكأنها تُحاول قراءة افكاره، ليأتي صوته قائلًا:
– في أخر الممر الاوضة اللي جهزناها ليها فاكرة
فَتحت ثغرها بصدمة غير مستوعبة حديثه، لَم تمُر دقائق ودفعته تَركُض خارج الغُرفة ليبتسم وهو يتحرك خلفها.
فَتحت باب الغُرفة لتحتلها الصدمة، رآتها مُمدة علي الفراش والأجهزة موصلة جسدها النحيل وغائبة عن الوعي.
أقتربت منها المُمرضة قائلة:
– جني هانم كويسة
شعرت بذقنه علي كتفها ويداه تُحاوط خصرها، وهو يأومأ للمُمرضة لتنسحب داخل الغُرفة كما كانت، همس لخلود بجانب أذنيها قائلًا:
– استغليت الدفنة وخليتهُم ينقلوها بدون ما حد يعرف لهنا.
لا تزال الصدمة تحتلها، لتقول:
– هو إي كمية الأجهزة والمحاليل اللي متوصلة بجسمها دي؟
أردف عز بنبرة مُتألمة علي حالة شقيقته قائلًا:
– للأسف تعرُضها لعملية إجهاض سبب ليها تعب وأضرار كتير غير التسمُم ف الأجهزة والمحاليل دي هي محتجالها
خلود: وحالتها الصحية إي؟
عز: مُستقرة بس أنا هسافر بيها عشان أطمن عليها وعلي الرحم بتاعها وعاوز أدلعكُم يومين كده
أستدارت خلود إليه قائلة:
– طب وخالد
صَك علي اسنانه قائلًا ببرود:
– طُز أنا أهم حاجة عندي أختي
خلود: طب لو قامت وعاوزة ترجعله
عز: وقتها يحلها ربنا .. ويلا عشان نسبها ترتاح
نظرت إليها قائلة:
– أفرض حصلها حاجة يا عز
سحبها من خصرها وأغلق الباب عليها قائلًا:
– حبيبتي لو جني حالتها مش مُستقرة مش عيبها لحظة في مصر
خلود بقلق:
– طب هي ليه نايمة كُل ده
عز: الأدوية اللي محقونة في المحاليل بتنيمها.. وكفاية أسئلة ويلا عشان ننام أحنا كمان
تحركت معه إلي الغُرفة لتتوقف قائلة:
– جاسر يعرف
عض شفته السُفلية قائلًا:
– لاا مش عارف أقولوا ولا لا عايز أقولوا عشان مايتعبش أكتر ما هو تعبان وبنفس الوقت خايف يعارضني ويقول لخالد حاجة
سحبت كفيه بين راحة يدها قائلة:
– لازم تروح وتتكلم معاه عشان مايتعبش
أومأ إليها بالإيجاب وهو يسحبها داخل حضنه.
* عند قاسم/ داخل المطبخ
رَفع يديه يَحُك جبهته بتوتر وحاول رسم إبتسامة علي شفتيه وقال بتلعثُم:
– إإ .. إيلا قامت الحمد الله بس جعانة ف.. ف قالتلي أقوم أجبلها من التلاجة الأكل اللي أنتي .. أووووف
أغلق باب التلاجة وتحرك للخارج يسير بجانب أروي وكاد أن يخرج برًا المطبخ، ليتوقف علي صوت أروي قائلة:
– طب وفيها إي البيت بيتك عادي أنا جيت عشان أشرب بس .. استنا هطلعلك الأكل وتسخنه ف الميكرويف تلاقيكُم علي لحم بطنكُم من الصُبح
تحركت تُخرج الطعام من الثلاجة تحت أنظار قاسم المُحرجة وأدخلت الطعام في الميكرويف ثُم سحبت زُجاجة المياة وأرتشفت منها.
رفعت عيناها إلي قاسم وقالت بتردد:
– بتحبها للدرجادي
أنصدم من سؤالها ولَكن حمحم حنجرته قائلًا:
– أكيد
ابتسمت قائلة:
– عرفت أزاي أنك بتحبها .. أقصُد وهيا أختك يعني مافكرتش في رد فعل اللي حواليكُم
أقترب إليها إلي أن وقف أمامها بمسافة تفصلهُم، وقال:
– اللي بيحب مابيفكرش في التقاليد ولا اللي حواليه اللي بيحب تلقائيًا بيلاقي نفسه مُستسلم بكُل جوارحه لحبيبه
رفعت يدها تتحسس شعرها قائلة:
– عارف إي اللي محيرني في علاقتكُم! إيلا تَقبلت حُبك أزاي وأزاي حبيتك وهيا عاشت سنين فكراك أخوها
شرد بحبيبته وتحدث قائلًا بصدق ونبرة عاشق وكأنه يتحدث مع نفسه:
– عُمري معاملتها أنها أختي وبس دايما بعاملها أنها أختي وبنتي وحبيبتي مشاعري دايما مُضطربة ناحيتها لدرجة خلتها زي كُنت كُل ما أغير عليها من إي ولد بقت بتعمل زي مش عايزة إي بنت تقرب مني مهمًا كان أنا علمتها كُل حاجة بنفسي هيا بنتي فعلًا مش كلام وبس، لحد ما كبرت وشافت صُحابها اللي بيحبوا بيتعاملوا أزاي مع بعض .. بدأت تتشوش أوقات كتير بتسالني ليه دائما بتحس بشعور غريب لما بتقرب مني إيلا حبتني من حُبي وحنيتي عليها عشان كده هيا فعلًا حبيبت قلب أبوها
لَم يستيقظ من حالة شروده ألا عندما شعر بها ترتطم بجسده تحضتنه وتدس رأسها مُحاولتًا في وصولها لصدره تتمسح به كالقطط.
حاوط خصرها بذراعيه والابتسامة تعتلي وجهه، ليأتي صوتها قائلة بنبرة غيرة:
– أتاخرت ليه
هَمس بأذنيها قائلًا:
– اتقفشت ف اروي جت طلعت الأكل وبتسخنه في الميكرويف
أقتربت أروي منهُم بصينيه الطعام وقالت:
– يلا أدخلوا كُلوا عشان بطتي ماكلتش من الصُبح
رفعت إيلا رأسها تبتسم لها قائلة:
– مين بطتك؟ أنا صح!
طبعا قُبله علي وجنت إيلا قائلة:
– أكيد
أبتعد قاسم عن إيلا وسحب الصينيه بيد واحده واليد الاخري حاوط بها خصر إيلا.. ليتحركوا داخل الغُرفة وهي تضع رأسها علي صدره.
دَخلوا الغُرفة ليأتي صوته وهو يضع الصينية علي الفراش قائلًا:
– تعالي يا غيورة
رَكضت إلي الفراش تعتليه قائلة:
– مش غيرانه قلقت عليك لما سمعتك بتتكلم
أومأ إليها وهو يُربع رجليه علي الفراش قائلًا:
– غيري براحتك يا ملبن
غرز الشوكة في البشاميل ثًم رفعها علي فمها ويداه أسفلها، لتقطم المكرونة باب قائلة:
– مابحبش أشوف حد قُريب منك حتي لو صحبتي
أبتسم لها وهو يُبادرها بوضع الشركة المليئة بالطعام أمامها، وقال:
– أعملي اللي تحبيه، أنا كده كده مش شايف غيرك
إبتسمت علي طريقته معها، لتمسك الشركة من يداه وتوجها أمام ثغره قائلة:
– أنت حبيب الأيام وحبيب كُل السنين اللي جاية .. بحبك
قَطم الطعام والإبتسامة تعلو وجهه قائلًا:
– حبيبة بابا بتقول كلام حلو زيها .. بحبك يا ملبن غزو ثقافي
ضَحكت بقوة وهي تقول:
– الله قولهالي تاني وحشتني.. ماتبطلش تقولي كلام المُميز ده
أومأ لها براسه وهو يطعمها بحنية تحت نظرات العشق التي تمتلك كُلًا منهُم♡
* داخل منزل أهل مُعتز/ تحديدًا داخل غُرفة مُعتز ليلًا
يتمدد مُعتز علي الفراش يمسك هاتفه، وبجانبه تجلس نور تقطم أظافرها، لتردف قائلة:
– مُعتز
ألقي نظر عليها قائلًا:
– ايه
لوحت إليه بيدها قائلة:
– قرب مني تعالا
رفع ظهره ومال بجسده للأمام ليُصبح رأسه بجانب رأسها ، حركت يدها علي شعره قائلة:
– مش مامتك عزمت عليك بساندوتش كُفته، وأنت مارديتش تاخده
أومأ لها بالإيجاب وقال:
– حصل
وأضافت قائلة:
– وعزمت عليك بكُنافة بالمانجا وأنت باردو مارديتش تاخُدها
حرك رأسه بالإيجاب وهو يكتم ضحكته، وقال:
– حصل .. إيه هتتخانقي معايا عشان مَخدُهمش
انفلتت ضحكة من ثغرها تُحاول كتمها قائلة:
– روح هاتهُم
ضَحك بقوة وهو يميل بجسده عليها يدفن رأسه بكتفها، لتضرب كفه بخفه
وهي تُحاول إيقاف ضحكتها قائلة:
– وطي صوتك هيصحوا ويسمعونا يلا روح هاتهُم أنا جعانه .. هو ساندوتش الكُفتة قالتلك فين؟
كان يُحاول كتم ضحكاته ولَكن تنفلت من ثغره بدون إرادة، وقال:
– في الثلاجة
نور: والكُنافة
مُعتز: في الثلاجة التانية
نور: اللي في الممر جمب أوضتهُم
أومأ إليها بالإيجاب، لتقول:
– بلاها كُنافة دلوقتي روح هات الكُفته الأول
تحرك وكاد أن يهبط الفراش لتمسك معصمه ترجعه مرة أخري قائلة:
– في طبق حلويات أنت كُنت جايبة
ضحك وقال:
-إيه عاوزاه ده كمان!
حركت رأسها للأسفل عده مرات وهي تضحك قائلة:
– ااه وفي طبق بسبوسة أبوك كان جايبه هاتوا ده كمان
ضَحك بقوة قائلًا:
– ما اجبلك التلاجتين ونخلص
حركت رأسها بالنفي وهي تضحك قائلة:
– لا لا كفاية كده يلا روح هات
ألتفت حتي يتحرك لتمسك يده قائلة وهي تلوح بيدها الأخري:
– لو حد دخل عليك أعمل نفسك بتشرب
مسك يدها قائلًا:
– طب لمًا يصحوا ويسألوا الحجات راحت فين هنقول إي؟
نور بضحكات مُتفرقة:
– أنت اللي اختهُم ماتجبش سرتي أنت ابنهُم عادي تتقفش أما أنا لا أنت أبنهُم عادي بس أنا مش لوجيك
رفع حاجبه مُحاولًا كتم ضحكاته قائلًا:
– لوجيك! هو إي اللي ف الموضع لوجيك من الأساس
ضَحكت وقالت:
– أحنا هنقول أنك جوعت بليل وأكلتهُم .. أنا ماعرفكش
ضَحك بقوة، لتستكمل قائلة:
– بُص أنت لو اتقفشت يبقي أنت اللي عملت ولو أنا اللي اتقفشت يبقي أنت اللي عملت وعزمت عليا .. أنا ماليش دعوه
مُعتز: أنتي هتاكلي بس
أومأت له بالإيجاب وقالت:
– ايوه.. يلا روح هات الحاجة بسُرعه وتعالا علطول
مُعتز: طب ماتيجي معايا
نور: لاا أنا لو طلعت هنتقفش علطول
ضَحك وهو يمسك يدها قائلًا:
– بتشجعيني أسرق أهلي
حركت رأسها بالنفي قائلة:
– لا دي مش سرقة هُما عزمو عليك ف أحنا هناخد اللي هُما عزموا عليك
ضحك وقال:
– وهُما عزموا علينا بطبق الحلويات اللي أنا جايبة وطبق البسبوسة اللي أبويا جايبوا
نور: يابني علميًا أنت ابنهُم يعني إي حاجة ف البيت تخُصك
نظر لها برفعه حاجب، لتقول:
– صدقني العُلماء اثبتوا كده يلا بس قوم
أومأ لها وقال:
– أقنعتيني
ثُم تحرك للخارج وهي تقول:
– هستناك
مر دقائق وأتي مُعتز الغُرفة، جلس علي الفراش بجانبها ورفع ساندوتش الكُفتة وعلبه البسبوسة
نظرت نور عليهُم وقالت:
– فين الكُنافة وطبق الحلويات بتاعنا
ضحك وهو يضع البسبوسة علي الفراش وضرب كتفها بخفه وقال:
– بتاعنا يا طفسه أحنا جايبينه لينا ولا ليهُم
نور: خلاص هنرضا بقليلنا بس لو ماشبعتش هتروح وتجيب باقي الحاجة
أومأ لها بالإيجاب، لتقول:
– أقسم الساندوتش بعدل ربنا
قسم الساندوتش وأعطاها النصف، لتنظُر إليه برفعه حاجب قائلة:
– والله ده بعدل ربنا أخر النُص الكبير ومديني البواقي
وضع يده علي فمها قائلًا:
– ااه وطي صوتك ..ماشافهومش وهما بيسرقوا شافوهُم وهُما بيقاسموا
مسكت يدها وأبعدتها عن ثغرها قائلة:
– بيتحاسبوا مش بيتقاسموا
مُعتز: في الوضع اللي أحنا فيه بيتقاسموا زي ما أحنا بنتقاسم دلوقتي واخلصي وأرضي بقليلك أنا راجل يعني علميًا جسمي بيحتاج أكل أكتر منك
صكت علي اسنانها بغضب ثُم قطمت الساندوتش وهي تنظر إليه بغل، ليقطم الساندوتش وهو يكتم ضحكته.
لتنتهي من الساندوتش وهي تنظُر إليه أقترب منها وقرب أخر قطعة من الساندوتش لها قائلًا:
– مايرضنيش زعل الغزالة بتاعتي
قطمت أخر قطعة من الساندوتش علي مرتين بإبتسامة تعلو وجنتها
أقترب منها وهو يُحاصرها بين ذراعيه ثُم دفعها علي الفراش واعتلالها وهو يخطف قُبلات من جبهتها وجنتها وأنفها إلي أن توقف أمام شفتها، أقترب أكثر وهمس ضدتها ليتلمسها:
– وحشتيني يا غزالة
ليسحبها معه لبحر عشقهُم..♡
* عند خالد والديب
تَجمع الحرس سريعًا حول باب الفيلًا بعدما رأوه سيارة الديب تقترب، ليضغط واحد منهُم علي زر البوابة لتفتح تلقائيًا لتدخُل السيارة وهي تترُك دُخان خلفها أثر سُرعة السيارة.
هَبط خالد من السيارة بعد أن صفها الديب جانبًا، تَجمع الحرس سريعًا حول خالد يُريدون أن يتطمئنوا عليه وعلي زوجته ف لَم يصل إليهُم الخبر.
هَبط الديب وتوجهه إلي خالد عندما رآه كبير الحرس يتحدث إليه فعلم أن سيسألوا عن حالة جني.
بعد أن باشر الحارس بالسؤال عني جني تلقي ركله في معدته ثُم مَد خالد يده وسَحبه من ياقة سُترته وسَحبه خلفه إلي غُرفة المُراقبة، رَكض الديب خلفهُم أن أوقف باقي الحرس وأمرهُم أن يظلوا علي البوابة.
دَلف خالد وخلفه الحارس الغُرفة ليدفعوا علي المقعد، وقال بصوت غاضب مُرتفع:
– شغل الكاميرا عاوز أشوف إي اللي حصل في غيابي وأنت مش واخد بالي معينك وجهه مش كده يا ابن الكلب
قال حديثه وهو يصفعه علي وجهه بقوة، ليتدخل الديب أسمك يد خالد ووجه حديثه للحارس، قائلًا:
– أخلص
حرك الحارس وجهه علي الجهاز اللوحي ويده كانت ترتعش وهو يُحرك أطراف أصابعه علي زر التنقل إلي أن أشتغل مقطع يوم الحادثة، ليهتف الحارس قائلًا:
– الفيديو ده في اللي حصل البوم كُله يا خالد باشا
كاد أن ينهض ليضع خالد يديه علي كتفيه وهو واقف خلفه ليجبره علي الجلوس ثُم بدأ في مُتابعة المقطع هو والحارس ومُختار.
بدأ المقطع بخروج خالد صباح البوم ومر اليوم بسلام إلي أن حل الغروب ووصل عامل التوصيل التي طلبت جني منه الوجبة الجاهزة أستلمها الحارس ف كان لديهُم علم بوصوله من جني، ودَلف الحارس وأعطاها إلي جني من أمام البوابة الداخلية ، فقط هذا ما حدث وبعدها جاء خالد والديب في المساء لَم يَحدُث شيئًا أخر.
ضَرب خالد يديه علي كتفيه الحارس، وصاح بغضب عارم قائلًا:
-يا ابن الكلب يا ابن الكلب وديني لاقتلك لو اللي في دماغي طلع صح
انكمش الحارس علي ذاته وهو يَقسم لخالد أنه لا لديه علم بشيء وأنه مُخلص إليه.
نَظر الديب إلي خالد وقال:
– أنت شاكك فيه؟
حرك رأسه بالنفي قائلًا:
– لا طبعًا لو شاكك فيه كان زمانه مَي_ت
تنهد الحارس علي الفور، ليُكمل خالد حديثه قائلًا:
– عاوز كاميرات للطُرق اللي حوالينا كُلها أكيد في حاجة حصلت، أنا مُتأكد أن الموضوع ده ماخرجش من عند داوود
نَهض الحارس علي الفور، وقال:
– أديني وقت وهجبلك كُل الكاميرات يا باشًا
أومأ إليه خالد، وقال وهو يَضرب كتفه بخفه:
– قوام مش عاوز تأخير
أومأ إليه وقال:
– إي أوامر تاني يا خالد باشا
لوح إليه بيداه أن يتحرك للخارج، ليتحرك علي الفور للخارج.
رمي جسده علي المقعد وهو يزفُر بغضب مَكتوم وأغمض عينيه بشدة ، كان جَسده مُلقي علي المقعد بضعف وكأنه يُريد رمي الحمل لدقائق علي المقعد حتي يستعيد ذاته ويخرُج من حالة الحُزن التي تملكته حتي يستعد للانتقام.
كَتف الديب يداهمون بعضهُم، وقال:
– رسيني علي اللي بيدور في دماغك عشان أكون في الصورة ، أنا حاسس إنِ مُشتت ومش عارف المفروض إي اللي يتم دلوقتي
نَهض الشيمي وتحرك للخارج، وهو يقول:
– سبني دلوقتي عاوز اختلي بنفسي شوية وبعدها هفهمك إي اللي هيتم ، وخليك الليلة معايا هنا
دَلف الفيلا وتحرك علي الدرج وخلفه الديب ، ليقول:
– طب إي رأيك تطلع تاخُد شاور وننزل نشم هوا، مش عايزك تفضل لوحدك الليلة دي وجن…
صَمت الديب غير قادرًا علي أستكمال حديثه ، ليستدير خالد إليه، وقال بَحُزن دفين:
– لازم اتعود لأن الأيام اللي باقيالي هكون لوحدي
بعد أن قال كلامه ألتفت حتي يصعد ، لتوقفوا يد الديب التي تَمسك معصمه وجعله يستدير، ليقول الديب:
– أنت بتخرف بتقول إي؟ إي هتوصل معاك أنك تقتل نفسك
أضاف خالد قائلًا بتوهان:
– صدقني مش عارف
ليبعد يد الديب عن معصمه وتحرك لأعلي، ليركُض خلفه الديب، كاد أن يَدلف خالد غُرفته ليَقُف علي صوت ريتاج قائلة:
– خالد .. جني عاملة إي دلوقتي ؟ أحسن مش كده
ألتفت إليها ونظراته كانت مليئة بالشك والغضب، وفجأة أطبق علي عُنقها بيداه، وصاح بها بنبرة غضب وصوت عال:
– أنطقي ياا بت إي علاقة بالظبط با اللي حصل ل جني .. داوود اللي قالك تعملي كده صح .. أنطقيييي بدا ما أدفنك حالًا تحت رجلي وديني لاقتلك يا ريتاج .. أنطقييييي
كان يصرُخ عليها وهو يهزها بقوة وهي تُحرك رأسها وتنفي جميع اتهاماته إليها .. اما الديب كان يُحاول إبعاده عنها .. لتصرُخ بشدة بعدما صفعها بقوة وكاد أن ينهال عليها بالضرب لولا يد الديب بعد أن وَقف أمامه، وقال:
– خاالد أهدأ ماينفعش كده.. مالهاش لازمة الضرب والعصبية مش هتحيلك الميت يعني
أحتقن وجهه خالد بالغضب ف تلك الكلمة أيقظت نار الغضب داخله، كَور كفوف يده بقوة يُحاول السيطرة علي ذاته حتي لا يَخرج غضبه علي صديقه، ليستدير ويدلف الغُرفة وأغلق باب الغُرفة بقوة هزت جُدران الدور وأغلق الباب عليه من الداخل.
طَرق الديب علي الباب الموصد عدة طرقات وهو يصيح علي خالد يترجاه أن يفتح:
– خاااالد أفتح الباب .. خاااالد .. أرجوك أفتح
تريث قليلًا وهو ينتظر رده فعله ولَكن لَم يجد إي رده فعل منه، فهتف قائلًا بأنفعال:
– أفتح يا خالد ، مَتخلنيش أكسر الباب .. خاالد
اخيرًا سَمع صوت خالد الذي قال له بَنبرة ضعف وتألم:
– سيبني لوحدي
تحدث الديب بنبرة حاول إخراجها هادئة:
– أفتح بس هنقعد شوية مع بعض لحد ما اطمن أنك كويس
كانت ريتاج نَهضت ووقفت خلف الديب ، ليأتي إليهم صوت خالد بقول:
-ابعد عن وشي دلوقتي يا ديب عشان مَخرجش غضب اليوم عليك
ليردف الديب علي الفور قائلًا:
– موافق أفتح الباب ودخلني وطلع عليا اللي أنت عاوزه المُهم عندي تكون كويس
ضَرب خالد رأسه عده مرات علي الباب ف كان يجلس علي الأرضي يولي ظهره للباب ، وقال بنبرة مُتألمة:
– سبني لوحدي .. أنا مش هكون كويس ف سبني لوح…
قاطع الديب حديثه قائلًا:
– أرجوك يا خالد أفتح الباب .. أفتح يا خالد ما أنا مش هاسيبك
هَتف خالد بنبرة خافتة وصوت مُهتز، قائلًا:
-أرجوك أنت سبني لوحدي ، أنا تعبان سبني سبني معاها شوية سبني ولو دقايق أفتكرها ارحمني وسبني
أغمض الديب عينيه بضيق بسبب نبرة خالد المُنكسرة ف أنكسار صديقه يألمه، كَتم أنهياره وقال بنبرة حاول قدر الإمكان أن تكون هادئة:
– حاضر يا خالد هسيبك علي راحتك ، بس لو احتجتيني هتلاقيني جمبك
ألتفت ليرتطم جسده في ريتاج، رَفعت عينيها المليئة بالدموع، وقالت:
– هو خالد مالو، ليه مد أيدو عليا أول ما سألتوا عن جني
حرك رأسه لأعلي وقال بمُحاولة من التماسك ف قلبه حقًا يتألم علي ألام صديقه وقال:
– ماتت ، جني ماتت يا ريتاج
تركها تواجه الصدمة التي ألقى بها في وجهها، سَقطت علي الأرض وهي غير مُصدقة لمًا سمعتهم بالتأكيد جني لَم تَمُت، لَم تشعُر بحالها إلا وهي تنتحب بشدة ورفعت يدها علي ثغرها تُحاول كتم أنينها.
نعم ف هي لَم تَكُن تُحب جني ولَكن لَم تكرها هي فقط كانت تُريد خالد ف أحبته بسبب حديث خالتها المُستمر عن خالد ، ألقت علي ذاتها الذنب ف هي جرحت جني عندما كانت تُحاول التقرب من خالد وكانت عازمة علي أن تجعلها تشُك به، ولعبت علي نُقاط ضعف جني أنها لا تثق في خالد بسبب نزواته التي عرفتها ولَكنها ندمت حقًا وكانت ستطلُب منه أن يُطلقها بعد أن تأكدت أن خالد لَم يتقبل حُبها مهما حصل لأنه لا يعشق إلا جني.
* داخل الغُرفة
نَهض خالد بضعف ومشي حتي وصل علي الفراش وألقي بجسده عليه ، ظل يتحرك إلي أن تسطح في مكان جني ، حتي سَقطت عيناه علي أسفل الفراش ، المكان التي كانت فيه. يوم الحادثة مازالت صورتها في ذهنه ، مد يده وتلمس ملاءه الفراش المُنساب علي الأرض أثر سَحب جني إليه عندما كانت تُعافر لتنساب دموع حارقة علي خديه ، حرك عينه علي الستارة ليري أثار أطرافها المُتسخة من الطعام علي الستارة ، ثُم تدحرجت عيناه لأسفل ليري اثار الرغوة التي كانت تتدفق من تجاويفها حتي سَقطت عيناه علي دماءها المُختلطة بدم طفلهُم الذي كان يتكون في أحشائها.
وفجأة دفع نفسه من علي الفراش وسقط علي مكانها ، وصوت أنينه يَشُق جُدران الغُرفة. كان يدس وجهه علي الأرض وهو يأتي ويمسك الملاءة بيد واحده ويعتصرها بين يده وباليد الأخري يَضرب الأرض بكُل قوته وصوت شهقاته تعلا وهو يلعن تاره ذلك اليوم وتاره يلعن ذاته وحظه وانتقامه. وتاره يتوعد ل داوود وكُل من تسبب في رحيلها وتاره يدعي ربه أن يَرُدها إليه.
نَهض بضعف وتحرك إلي غُرفة الملابس التي تقبع داخل الغُرفة وفتح بابها ودخلها حتي وقف أمام ثيابها ، مَد يداه وسَحب فُستان زفافها وأخذه بين يديه.
ظل يتأمله كما لو كانت تَقُف أمامه وأغمض عينيه وهو يحتضن الفُستان.
ترك كُل شيء من حوله وصفي ذهنه حتي بدأ بالفعل بالانعزال وتذكر مشهد بينهم قَديم ليتخيلها واقفه أمامه ، كانت ترتدي فُستان الزفاف وشعرها مُنساب حولها بلونه الذي يُشبه حبات البُندق الخاطف للنظر.
* مشهد الأسترجاع ولَكن بالتَخيُل الذي يوجد في ذهن خالد ( تلك المشهد حصل بالفعل ولَكن لَم تَكُن جني ترتدي هذا الفُستان).
خطي خطوة للأمام وعلي وجهه إبتسامة مُشرقة وقال بنبرة عشق صادقة:
– فاكرة أول مرة شوفتك فيها؟ فاكرة كلامنا سوا ؟
توسعت إبتسامتها بعد أن حضر في ذهنها ذكري رؤيتها إليه أول مرة، لتقول بشرود:
– مَكُنتش متوقعة خالص إنِ أحبك أنت ، أول ما شوفتك بصتلك بغيظ عشان كُنت أطول مني خالص وقومت مزعقة في وشك من غير سبب وقولتلك أنت نوتي
توسعت إبتسامته، وقال:
– وقتها أفتكرت أنك قولتي كده عشان عرفتي إنِ ابن البواب وأمي خدامة عندكُم بس…
قاطعت حديثه، قائلة:
– بس !! سبني أكمل يا مُغفل وقتها قولت كده من حقدي عليك بسبب طولك ، فاكرة نظراتك ليا وقتها كانت كُلها زعل وغضب وحجات كتير أوي واتقمصت مني وروحت لمامتك بس فاكر أنا عملت إي بعدها
ألتقط نفسه بَعُمق وقال:
– جتيلي بكُراسه الرسم المطبوعة وقومتي قيلالي بكُل براءة مش فاهمة السؤال ده يا الد اشرحهولي
ضَحكت بشدة، وقالت:
– كُنت بقولك ألد من كُتر ما أنا مش عارفة أنطقه قومت شايلة ال خ
أردف خالد قائلًا:
– إلا لما فتحت الكُراسة وبدأت أدور في الصُفح علي السؤال وأنا مصدوم مش لاقي أسأله لاقي رُسومات كارتونية وبس .. ولما سألتك قومتي قيلالي بكُل سهولة
أستكملت قائلة بدلال:
– مش عارفة ألون فُستان باربي بينك ولا لبني ساعدني يا ألد لون فُستان باربي كان إي
تشاركوا الضحك، ليردف قائلًا:
– مَكُنتش متوقع إنِ أقع في حُب بنت الباشا ، اتربينا سوا من وأحنا أطفال لحد ما كبرنا وبقينا شباب في فترة مُراهقتهُم
أتنفست بَعُمق وهي تترُك قلبها هو من يتحدث وقالت:
– بدأت مشاعري تتلجلج كُل ما تيجي مُناسبة فلانتين عيد ميلادي عيد العُمال إي مُناسبة والاقيك قاطفلي وردة من الجنينة وبتقرب مني وتحُطها بين خُصل شعري وكُل مرة تغنيلي جُزء من أغنية صباح
قال والابتسامة لَم تُفارق وجهه:
– ب فتحة با بحبك
علت صوت ضحكاتها وهي تقول:
– ب كَسره بي بشده
ضمها داخل حضنه وهمس بأذنها وقال:
– و ضَمه روحي روحي جنبك
* أنتهاء مشهد التخيُل
كان يَضُم الفُستان إلي أنفه يَشم عبيرها لتنهمر دموعه بشده علي الفُستان، ليقول بنبرة جاشة من البُكاء مع أرتفاع صوت شهقاته:
– كُنتِ بالنسبالي حُب بعيد ص .. صَعب أوصله بس مَعرفش إي اللي خلاني اتحدا كُل التقاليد واخالفها بأكملها عشانك أأ.. أنا أذيتك من غير ما أقصد بس كُل اللي عملتو عشانك اه والله عشانك
علت أنينه وهو يدفع الفُستان بعيدًا وبدأ يركل كُل شيء في الغُرفة ويسحب ثيابه وثيابها وكُل شيء رآه أمامه يقذفه علي الأرض وهو يَصرُخ بقوة:
– غبي أنت غبييي يا خالد مَفكرتش ولو للحظة فيكي وأنا بخطط لخطفك أنا فكرت ف نفسي عملت كُل حاجة خارج قانون الحُب ، مفكرتش أن اللي بيحب بيكون عاوز يخلي حبيبته مَبسوطة ، ب .. بس انا كُنت فاكر أنك بكده هتكوني مبسوطة وأنتي جنبي ااه ده كان غرضي
صاح بشدة وهو واقف أمام المرآه وكور يداه ويرد علي ذاته بهمجية كان المشهد وكأن يوجد شخصان في نفس الغُرفة بنفس الشكل يتحاورون سويًا أحدهُم ملاك والأخر شيطان إبليس أو شخص مُغيب ليرد عليه الشخص الذي في المرآه الذي بالأساس ليس سوا أنعكاسه:
– كداااااب .. كداااااب يا خالد أنت كُل اللي عملته ده مش بدافع الحُب لاا بدافع الغل والغضب اللي أتكون جواك مش مُتقبل فكرة رفض عز ليك أنت عملت كده بغرض الانتقام.
أقترب من المرآة وصاح بها:
– لااا أنا مش بالوحاشة دي أ.. أنا عملت كده عشان بحبها لو مَكُنتش عملت كده كان زمانها مع حد غيري ، أيوه زمانها متجوزة من حد تاني اااااه كُنت عايزني أسيبها تروح لحد غيري اللي أنا عملته ده رد فعل علي كسره نفسي وخاطري من عز ليه مفكرش ولو للحظة أنِ بحب أخته بجد ليه مادنيش فُرصه لييه مسألهاش ليه رفض بدون وجه حق.
رد عليه صورته في المرآه بهدوء:
– وإي اللي حصل في الأخر.. حققت رغباتك إذا كانت حُب أو إنتقام عن كرامتك أو إي كانت فين جني دلوقتي؟ .. فلوسك اللي جمعتها من الحرام نفعتك دلوقتي قدرت تغير بيها قرار المولي عز وجل .. قدرت فلوسك وسُلطتك تخليك مبسوط دلوقتي
تجمعت دموعه حول عينيه بشده غير الدموع التي تنساب وتحرق خديه، ليقول وهو يُحرك رأسه بالنفي:
– لاا بقولك إي مترميش عليا اللوم أنا ماخترتش العيشة دي مَكُنتش عاوز أعيشها عز السبب مش أنا .. أنا كُل اللي كُنت بتمنا من الدُنيا وبدعي لربنا بيه وأنا بصلي أنه يرزقني الرزق الحلال عشان أقدر أعيش معاها ويكون معانا اللي يستُرنا يبقي مين السبب عز وإي حد أتسبب في فُراقنا، هُما اللي خلوني أكون كده أنا كُنت كافي خيري شري مَكُنتش عايز حاجة من حد كُل اللي طلبته جني واستخسروها فيا .. عشان كده مشيت في الطريق ده ف متجيش دلوقتي ترمي الذنب عليًا
أردف صورته في المرآه :
– ومادام كده ليه خدها بالقوة في أول أسابيع جواز ليه بقيت تجرحها ف أُنوثتها
أنسابت دموعه علي وجهه، وقال بحُزن دفين:
– عشان ماقبلتنيش ، وقفت في وشي بعد كُل اللي عملتوا عشانها وقالتلي يومها هتلمسني غير علي جُثتي وفضلت تستفز فيا وتطعني ف رجولتي وأنِ مش راجل عشان اجوزتها في الدرا أتهمتني أنِ محبتهاش وأنِ مَحاربتش عشان أخدها في النور مع أنِ فضلت سنين كُل يوم بطلبها من عز والصياد وردهُم عليًا لا والصياد مكتفاش بكده قام طردنا أنا وأهلي وقطع عيش أبويا ، أنا ماملتش من طلبها أنا وصلت معايا أنِ طلبتها من جاسر اللي مكنش ليه إي قرار في البيت وقتها قالي الرأي عند عز والصياد ونفس الكلام قالتلو أنها كانت عايزني أعمل إي .. هاااا أحط أيدي علي خدي واستنا أشوفها وهيا بتضيع من أيديا أنطق عايزني أعمل إي
لَم يشعُر بذاته إلا وهو يكور يده ويضربها في مُنتصف المرآه وهو يصرُخ بغضب ليَتخيل أن جني تَقُف أمامه:
– مش من حقك تتهمني بحااااجة أنا ماكونتش أتمني أعيش العيشة دي هُما السبب هُما السبب قللو مني رفضوا يدوني فُرصه ااه أنا عملت كده بدافع الحُب والأنتقام عملت كده عشانك وعشانك كرامتي لو كُنتي اتكلمتي معايا بُراحة مَكُنتش هجرحك وأنا كُل يوم رجعلك بريحة ست تانية عارف أن قلبك كان بيدغدغ كُل يوم بس أنتي كمان كُنتي بدغدغي قلبي كُل يوم لما بأجي أقرب منك وترفضيني بأبشع الطُرق .. رفضك ليا بيقتلني يا جني كلامك لسه بيتردد ف ودني دايما بتحسسيني أنِ مَستهالكيش علطول حاسس نفسي قُليل بسببك كلام عز وأبوكي وجيتي كملتي عليا برفضك
خارت قواته وأنهار جسده علي الأرض ويده تنزف بشدة من كسر المرآه، ليقول بضعف:
– ليه رفضوني أأ .. أنا والله كُنت بحبك فعلًا، الأوهام اللي في دماغ عز وابوكي دي كانت مش ف دماغي، رفضوني بدون مُراعاة لمشاعري اللي دغدغُها وقتها كُنت شاب طموح وحابب أنِ أعيش بسلام بس أتهموني وقتها بالجراءة وأنِ أزاي مفكرتش قبل ما أجي وأطلب طلب زي ده .. وأن بسبب طلبي ده شكوا أنِ طمعان فيكي مش ف حُبك بس أنا فعلًا كُنت طمعان بس طمعان في حُبك .. كُنت محتاج موافقه بس وهشتغل علي نفسي باللقمة الحلال عشان أجبلك بيت يلمنا سوا دعيت كتير ل ربنا.. صدقيني حاولت أبعد بس كُل الطُرق اللي تؤدي ليكِ اتقفلت ف وشي .. إي اللي كان مطلوب مني وأنا معملتوش طيب
تنهد بقوة وهو يراها تَجلس أمامه، مَد يده وسحبها داخل حُضنه وسَند رأسه علي رأسها وشرد في أحلامه التي كان يرسمها لهُم، وقال:
– أنا عارف إنِ مَكُنتش الشخص الواو اللي يستاهلك ، بس أنا صارحتك من أول ما اعترفتلك بحُبي أن هنواجهه مصاعب وأنتي قولتيلي بلسانك أنك هتواجهي كُل ده معايا ، بس ملاقتش منك غير الضعف والسكوت قُدام رفض أهلك مواجهتيش إي شيءٍ معايا سكتي وبس شوفتيهُم وهُما بيطردوني أنا وأهلي وبيهنوني وسكتي ، جرحوني وسكتي كُنتِ عاوزني أسكُت زيك طب إزاي أنا خلاص كُنت اتعلقت بيكي مش عارف أبعد كُل ما كُنت بحاول انساكي واتجاهل مشاعري من ناحيتك قلبي وكياني بأكمله بيطالب بيكي أنا ادمنتك فعلًا وأنتهي الموضوع .. ودلوقتي أنا انتهيت .. حاسس أنِ علي حافة الوقوع في الهاوية.
رَفع رأسه بعد أن قابل صمتها، لينتفض بعيدًا بعد أن أختفت من بين يده، حرك عيناه حوله علي الغُرفة يبحث عنها لينهض بتشتت وهو يصرُخ بهستريا بأسمها.
– جنييييييي .. جنييييييييي
تَحرك خارج الغُرفة بأكملها وهو يَصرُخ بنبرة عالية وهو يسير في ممرات الغُرف يبحث عنها وهو يصيح بأسمها، ليصل صوته إلي مُختار وريتاج ليركضوا خارج غُرفتهُم ليروا حالته كان يصرِخ بهستريا ويده تنزف بشده وأزرار قميصه مَفتوحة بعشوائية وشعرُه مُشعت وحالته لا يرثي بها حقًا.
رَكض الديب عليه وهو يمسك يده يتفحصها ، ليدفعه خالد بعيدًا وهو يركُض علي الدرج يبحث عنها ليركُض الديب وريتاج خلفه.
وَقف أمام بآب الفيلا وفتحه ثُم صاح علي الحُراس ليتجمعوا أمامه علي الفور وخلفه يَقُف الديب وريتاج، صاح بَهُم خالد وقال:
– عايزكُم تسمعوا الكلمتين دول كويس أوي وتفتحوا دماغكُم معايا .. جَني هانم مراتي اللي كُل واحد فيكُم عارف هيا بالنسبالي إي بيحاولوا يقنعوني أنها ماتت وأدفنت كمان بس أنا مش مصدق ولا هصدق جني عااايشة أنا مُتأكد من كلامي إحساسي عُمره ما كدب وأنا إحساسي بيقولي أنها عايشة، ليه بقولكُم الكلام ده عشان جه الوقت اللي كُل واحد فيكُم خدمتوا في إي شيء من فلوس لأولاد لمُعاملة لإي خدمة خدمتهالكُم جه الوقت أنكُم ترُدوا ليا حاجة منها ومش ببلاش اللي هيساعدني أنِ الاقي جني ليه مُكافئة مالية كبيرة مش هيتوقعها واللي هو عاوزه هنفذهوله بس عاوزكُم في ضهري هاااا قولتوا إي؟
صاحوا بصوت واحد وبنبرة عالية قائلين:
– معااااااك يا خالد باشا ، علي الحلو والمرة معاااك ومن غير حاجة كمان أحنا نفديك برقبتنا
لوي شفته بسُخرية، وقال:
– بإذن الله مش هتوصل للرقبة
تحرك الديب ووقف أمامه وقال بصدمة:
– أنت بتقول إي! جني ماتت وأدفنت كمان
حرك رأسه بالنفي وقال بثقه:
– جني عايشة
تنهد الديب وقال:
– إي دليلك؟
اردف خالد بثقه وقال:
– وقت ما عز رفض أني اشيل الكفن من علي وشها أتأكد أنِ في حاجة غلط لي يمنعني من حاجة زي كده
صَدم الديب وقال:
– والله!! بتهزر مش كده الراجل كان مصدوم أخته ماتت
رفع خالد حاجبه وقال:
– عز اللي اعرفه أن لو حد من أهله حصلوا حاجة هينهار مش هيقُف وياخُد جنازتها بدون ما يرفلوا جفن .. أنا أعرف عز كويس
زفر الديب بضيق، ليضيف خالد قائلًا:
– معايا ولا عليًا يا صاحبي
ضَرب كتفه وقال:
– من أمتا وأنا عليك أكيد معاك يا منيل
إبتسامة أرتسمت علي وجهه خالد، ليُحرك عينيه للحرس وقال:
– دلوقتي هشوف كاميرات الطُرق اللي حوالينا، وبعدها هقولكُم إي اللي هيتم بس ريتاج هانم يا ولاااد ملهاش خروج من البيت وممنوع تتواصل مع حد فاكرين الأوامر الصارمة اللي كُنت حطتها هتم بس أضعاف مُضاعفة أسلاك الكهرباء بأكملها تتفضل مش عاوزها تعرف تتواصل مع الدبان اللي بيطير في الجو مَفهووووووم
سَمع شهقتها وهو يلبي علي حُراسه الأوامر، لتركُض داخل الفيلا سريعا بعد أن سمعته يصرُخ عليها بأن تدخُل ولا تخرُج لتُنفذ أوامره.
تَحرك خالد والديب ومعهُم كبير الحرس إلي غُرفة المُراقبة، وبدأو في مُشاهدة المقاطع إلي أن جاء مقطع عامل الديلفري كان يقود لتَقُف أمامه سيارة ويَهبط منها رجال أنتشلوا من علي الماكينه ونزعوا سُترته العلوية التي تَخُص زي العمل ووضعوا داخل السيارة ليهبط أحد من رجالهُم ويرتدي السُتره ليتقدم واحد أخر وفتح صندوق الطعام الكبير ويُبدل وجبة الطعام بوجبة أخري من نفس المحل ولَكن يوجد بها سم، ليصعد الأخر علي الماكينة ويتجهه إلي بوابة الفيلا وقام بتسليم الأوردر إلي الحرس والحرس سلمها إلي جني.
صاح خالد وهو يسب داوود بعد أن تأكد أنه من فعل هذا ف هو يعرف رجال داوود:
– يا ابن الكلب يا داوود .. وديني ماحد هيعرف يرحمك من تحت أيدي ااه اااه يا ابن الكلب يا ********
ربط الديب علي كتفه وقال:
– هنعمل إي؟
نَهض خالد وقال:
– هندخُل المكتب بتاعي نشوف كاميرات يوم ما جني كانت عندك، وقتها جني جت هنا الأول ف تعالي نروح وهقولك إي اللي هيحصل.
تحركوا سويًا داخل الفيلا ومعهُم كبير الحرس، دَلفوا المكتب وبدأ خالد بتشغيل المقطع.
ليروا بالفعل أن جني أتت بسيارة عز ومعها مؤمن الذي هبط من السيارة ولَكن يوجد شخص أخر لَم يهبط السيارة ، ليشاور خالد بأصبعه علي هذا الشخص بعدما قام بتكبير الصورة عليه وقال:
– علامات الأستفهام كُلها بتتوجه ناحية الشخص ده حاسس أن وراه حاجة مش عارف ليه شاكك في عدم نزوله طب ليه جه من الأساسا
أردف الديب قائلًا:
– عادي مُمكن عز حب يبعت معاها حارسين عشان يطمن
تنحنح الحارس مُقاطع حديثهُم، وقال:
– باشا أنا عارف الشخص ده كويس ده منصور
حرك خالد والديب رأسهُم ناحية الحارس ، ليردف خالد قائلًا:
– تعرف مكانه؟
أومأ إليه الحارس وقال:
– ده جاري يعني الباب في الباب
تحدث خالد سريعًا وقال:
– مُمكن دلوقتي يكون في البيت
أردف الحاسر قائلًا:
– مش عارف بس ثواني وهعرفلك من حبايبي في المنطقة
أومأ إليه خالد ليتحرك بعيدًا حتي يتحدث..
حرك الديب رأسه وقال:
– هنعمل إي في الولدين والبت اللي طلعوا عندي الشقة؟
ابتسم خالد وقال:
– دول أنا عارف هجبهُم أزاي معاك بس صورتهُم اللي صورتها من الفيديو
أومأ إليه الديب، ليبسط خالد يده وقال:
– هات موبايلك
سَحب هاتفه وفتحه علي الصورة وأعطا الهاتف لخالد، سَحب خالد الهاتف وتحرك إلي ماكينة الطباعة وأوصلها بالهاتف ثُم طبع الصورة وتحرك خارج الفيلا وصاح علي واحد من الحرس.
أردف الحارس بإحترام قائلًا:
– أمرك يا باشا
بَسط الصورة أمامه وقال:
– عاوز كُل حاجة عن التلات دول من أول ما أتولدوا لحد أخر حاجة دخلت في بطنهُم النهاردة فاهمني مش كده
أومأ إليه الحارس وسحب الصورة وتحرك علي الفور..
دَلف خالد إلي الفيلا مرة اخري إلي غُرفة المكتب، ليردف قائلًا إلي الديب:
– مش عاوز داوود زفت ده يعرف أنِ شاكك فيه ف موضوع جني عاوزة يطمن أنِ ماعرفتش حاجة ، وكويس مش هنستنا كتير مش فاضل علي تسليم الشُحنة أربع أيام مش كده
أومأ إليه الديب وقال:
– كده
تحرك الديب وقال:
– حلو وقتها هنشوف عز هيروح ولا هيكون زعلان علي موت جني اللي بيدعي أنها ماتت
الديب: إي اللي في دماغك بالظبط
أردف خالد بنبرة شر قائلًا:
– عز هيعرف كُل حاجة وقتها ، هخرب الدُنيا عليه وديني ماهسيبه يتهنا لحظة بعد اللي عمله في جني
الديب: طب وعز
أردف خالد بإبتسامة قائلًا:
– هيشكُرني وقتها أنِ أنقذتوا من وساخة ولعب اللي مفكروا بيحبوا.. ديب عارف مين اللي هاجم جاسر
حرك رأسه بالنفي، ليردف خالد قائلًا:
– عز بعت رجاله يجيبوا الكاميرات اللي في الشارع لأنه يعرف أن في كاميرات حوالين شقة جاسر بس للأسف داوود مايعرفش
رفع الديب حاجبه بأستفهام وقال:
– وإي دخل داوود باللي حصل لجاسر
رمي جسده علي الاريكة وهو يبتسم وقال:
– لأنه هو السبب .. وقتها بعت رجالتي يجيبوا المقطع اللي سجلتوا الكاميرا في الوقت ده وخلتهُم يمسحوا من علي الكاميرات.. المقطع كان في عربية داوود ورجالته وطلعوا لشقه جاسروهو فضل مستني فوق وحصل اللي حصل ضربوا لحد الموت بس مش عارف السبب بس كُنت ساكت وماردتش أتكلم إلا في الوقت المُناسب وأهو الوقت المُناسب جه واحتجت المقطع ده .. ودلوقتي هروح عند عز وهحسسه أنِ مش مصدق أن جني ماتت عشان يغلط ويعمل إي شيء مُتهور
الديب: وبعدها
أبتسم خالد وقال:
– هنلعب شوية مع داوود
الديب: إزاي
خالد: عاوز داوود يكون لوحده في القصر
الديب: ودي هنعملها أزاي؟
خالد: أنت تقدر تخرج مي من البيت بأي حجه، ومراته هحاول أشوف إي طريقة
الديب: طب ما أسهل من ده كُله أكلم اللي عندو في القصر تبعي ووفي واحد منهُم لي علاقة مع واحده من الشغالين وهخليه يخليها تَحُط منوم ليهُم
خالد: حلو .. هروح أنا أخلص مُهمتي عند عز وهجيلك القصر تكون أنت ظبط كُل حاجة
أومأ إليه الديب، ليتحرك خالد علي الفور عند عز..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية  كاملة اضغط على : (رواية قد انقلبت اللعبة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى