روايات

رواية رحيل الفصل الثاني 2 بقلم شهد وائل

رواية رحيل الفصل الثاني 2 بقلم شهد وائل

رواية رحيل الجزء الثاني

رواية رحيل البارت الثاني

رواية رحيل الحلقة الثانية

-خلاص أنا تعبت، أنا هطلق.
مجرد ما خلصت الجملة لاقيت ماما بتزعق في وشي،
أصل ازاي اطلق يعني بعد ٣ سنين جواز؟
عايزة الناس يقولوا علينا ايه؟!
مطلقة لا سمح الله!
لا أنا أفضل اتهان واتذل واتضرب علشان كلام الناس.
-هو أنتِ كل مرة تيجي تقوليلي هطلق؟
ايه غاوية خراب على نفسك يعني؟
لأول مرة أخرج عن صمتي واتكلم لما تقولي بلاش طلاق وبلاش اخرب بيتي..
-اه أنا غاوية خراب،
لا يا ماما أنا بيتي اصلا مخروب من أول شهر بس حضرتك مش واخدة بالك، أو مش عايزة تاخدي بالك.
من أول شهر وأنا بقولك يا ماما مش هو نفس الشخص اللي كان في الخطوبة تقوليلي امال أنتِ فاكرة الجواز ايه؟ حب وضحك وفسح ومرقعة!
لا ماكنتش فاكراه حب ومرقعة بس بردو ماكنتش فاكراه ضرب وذل وإهانة وخدمة أهله ومعاملتي على أني الخدامة اللي جابوها مش مرات ابنهم!
من أول شهر وهو مش قاعد في البيت، اكيد مش اعتراضي على الشغل بس هو بيرجع من الشغل ياكل وينزل لصحابه ويرجع ٢ بليل ينام وتاني يوم يعيد نفس اللفة،
طب أنا فين من كل دا؟
ويوم ما أقوله أنا زهقت من البيت، أنا على طول لوحدي يقولي انزلي اقعدي مع أمي، كنت الأول فاكرة أنه علشان ماازهقش لكن أتضح أن دا واجب عليا، انزل لها اقوم بشغل البيت كله وهي وجوزها وابنها التاني مرتاحين، ما أنا الخدامة اللي جابها ابنها
قلتيلي هاتي له عيل، بكرا لما يبقى عنده عيل يهدى عليكِ… اربطيه بعيل!
جبت له ولد، ايه اللي حصل بقى؟
هدي؟ لا والله ما هدي
قعد في البيت؟ مابنشوفهوش إلا صدفة
حماتي بتسيبني لبيتي وابني؟ قعدتي كلها في بيتها ورامية ابني وبيتي بسببهم ويوم ما يتعب ابقى أنا الأم المهملة اللي رامية ابنها، قال يعني ورايا الديوان لا بس أنا كان ورايا خدمة أمه وأخوه وابوه واللف وراه..
بدأت دموعي تنزل، مابقتش قادرة اسكت خلاص..
-آه هو أنا ما قلتلكيش!
مش هو طلع بتاع بنات كمان، أشكال وألوان واعمار مختلفة، بصي مش بيحرم نفسه من حاجة يا حبيبي
ويوم ما جيت أعاتب عارفة قالي ايه؟
هو أنتِ فاضية ليا؟
لا يا حبيبي مش فاضية، أنا مدفونة معاكم بالحيا!!
تعرفي؟ أنا عارفة بقالي شهر، وساعتها طلبت الطلاق، تعرفي قالي ايه؟
قالي هتطلقي وتروحي فين؟ أمك هتستحملك أنتِ والواد ومعاش أبوكِ ماكنش مكفيكم اصلا!
سكت، اصل معاه حق فبقى يسوق فيها، بقى يكلمهم قدامي، مش عامل ليا احترام ولا تقدير!
شهقاتي بدأت تعلى، بدأت اتشحتف..
-أنا تعبت، صدقيني تعبت، مابقتش قادرة أصبر، مش كفاية ٣ سنين في عذاب؟ هو العمر فيه قد ايه علشان افضل تحت طوعه كدا..
أنا اسفة يا ماما، مش هقدر أرجع، أنا مشيت من البيت وطلبت الطلاق وصدقيني هو ما هيصدق، أنا ورحيم مش فارقين له اصلا، بكرا يجيب خدامة جديدة لأهله، واحدة تفضل مغفلة لغاية ما تعرف حواراته، واحدة تتذل وتضرب وفي الاخر تطلب الطلاق زيي.
سكت بس صوت عياطي مكمل، أنا بجد تعبت!
قامت ماما حضنتني، باست راسي وبدأت تتكلم:
-صدقيني يابنتي أنا ماكنتش عايزة إلا مصلحتك، إلا أنك تبقي تحت حماية راجل، ماكنتش عايزاكِ يطلع عينك في الشغل زي ما كان بيحصل، طول عمرك طالع عينك من بعد موت محمد لغاية ما اتخرجتي، اتخرجتي وبردو اشتغلتي سنتين علشان تجهزي نفسك وتتجوزي، أنا ماكنتش عايزة إلا راحتك يابنتي، حقك عليا…حقك عليا.
عدى شهر،
وبفضل الله انفصلنا ورجعت بيت بابا من تاني بس المرة دي مش لوحدي! المرة دي معايا رحيم، ابني…
الشهر عدى وأنا اكيد ما اتعافتش،
أصل أنا مش هتعافى في يوم ولا شهر ولا حتى سنة ورغم دا قررت أرجع أشوف حياتي، اصل حاليا معاش بابا مش هيكفينا وابني محتاج حاجات وأنا كمان فبدأت أشوف شغل والحمدلله أني متخرجة بتقدير كويس واشتغلت لمدة سنتين، آه مش معايا خبرة كفاية بس ربنا معايا، أنا كنت واثقة أنه هيوفقني وفعلا لاقيت شغل، رنيم صديقة الطفولة هي اللي جابته، اصل الشركة اللي شغالة فيها محتاجين موظفين في الحسابات فهي عرفتني… الحقيقة أن رنيم طول عمرها بتحب تساعد غيرها بالذات أنا؛ أصل احنا مش صحاب يوم ولا سنة لا دا احنا صحاب عمر بحاله، ورغم عدم تواصلنا المستمر فترة جوازي إلا أنها كانت على طول بتحاول تطمن عليا وتبعتلي وكلامها الحقيقة كان بيخفف عني..
كل ما ببص لرنيم مابيجيش في بالي غير أن طب لو هي مش موجودة كنت هبقى عاملة ازاي؟
مين هيشيل عني؟ مين غيرها كل ما اقع هلاقيه أسند عليه؟ الدنيا كانت هتبقى وحشة اوي من غيرها الحقيقة.
تاني يوم نزلت علشان انترفيو الشغل وسِبت رحيم لماما،
كنت قلقانة يتعبها بس ما باليد حيلة…
وصلت الشركة ودخلت وأنا بقدم رجل وبأخر رجل، الخوف متملك مني تجاه أي خطوة جديدة رغم أني ماكنتش كدا من ٣ سنين،
كان عندي ثقة في نفسي،
كنت على طول حاسة أني أقدر أضيف شيء مميز لأي مكان،
حتى لو مش شيء عظيم لكن على الأقل لو مشيت من مكان هيقولوا أني كنت خفيفة على قلوبهم، روحي حلوة لكن دلوقتي أنا مابقتش البنت السعيدة اللي شايفة الحياة وردي رغم الضغوطات،
أنا شيلت الهم بدري اوي.
فضلت مستنية شوية حلوين بين كل الشباب والبنات اللي جايين يقدموا لغاية ما جه دوري ودخلت لاقيت قدامي راجل في التلاتينات مثلا بس مش هو مدير، اللي أعرفه عن أستاذ حسان أنه في أواخر الخمسين…
قعدت قدامه بعد ما سمح لي وكان قدامه ال CV بتاعي بس طلب مني اتكلم عن نفسي وفعلا اتكلمت..
-رحيل محمد قاسم، عمري ٢٨ سنة اتخرجت من ٥ سنين من كلية التجارة بتقدير جيد جدا واشتغلت لسنتين بعد كدا وقفت…
كانت مقابلة بسيطة، هو يسأل وأنا اجاوب بعد كدا قالي أنهم هيتواصلوا معايا بعد يومين… مشيت من هناك وأنا مش عارفة، هل أنا هتقبل ولا لا؟ بس مابقاش عندي أمل في حاجة، أنا بس عايزة الشغل المرة دي علشان أعيش مش اكتر.
بعد يومين فعلا كلموني بيبلغوني أني اتقبلت والمفروض أروح من تاني يوم الساعة ٨ الصبح، فرحت، حسيت وكأن الدنيا بتفتح لي دراعاتها بس فضلت خايفة لتخنقني بيهم..
صحيت تاني يوم، لبست دريس بسيط ولفيت الطرحة واتطمنت أن رحيم مع ماما ونزلت،
يا أهلا بالحياة مرة أخرى..
وصلت الشركة قبل معادي بخمس دقايق ولاقيت رنيم هناك، بلغتني أن أستاذ أحمد عايزني في مكتبة علشان يقولي طبيعة شغلي واللي هيحصل..
بالفعل روحت له…قالي أن أول أسبوع هيكون في شخص مسؤول عن تدريبي وهو أستاذ علي واللي بعد كدا عرفت من رنيم أنه يبقى ابن اخو أستاذ حسان وبيعتبره ابنه لأنه ماعندهوش اولاد..
سألت عن أستاذ علي بس قالوا أنه عند المدير، آه شكله شغل وسايط بقى وكدا!
دخلت اوضة مكتبي، هو مش مكتبي لوحدي، فيه معايا ٣ في نفس المكتب، ياسر، محمود، أميرة… ما اتعاملتش معاهم الحقيقة، يا دوب اتعرفت عليهم وخلاص وبعد كدا جاتلي بنت وقالتلي أن أستاذ علي منتظرني في مكتبه واللي اتضح لي بعد كدا أنها السكرتيرة بتاعته… أنا قلت الموضوع فيه وسايط وأنا اللي أروح له بقى وكدا محدش صدقني!
روحت مكتبه فقالتلي هدى أنه منتظرني جوا وممكن ادخل فخبطت على الباب وسمعت صوته بيقولي أدخل فدخلت لاقيته واقف بعيد عن المكتب مديني ضهره وبيتكلم في التليفون، كدا هو منتظرني يا أستاذة هدى!
شاورلي على الكرسي علشان اقعد وفضل مستمر في المكالمة بتاعته لمدة عشر دقايق، قلة ذوق دي ولا أنا اللي بكره الرجا.لة دلوقتي علشان كدا شايفاه قليل الذوق وبيشتغل علشان معاه واسطة وكدا؟
قطع وصلة التهزيق وهو بيتكلم:
-بعتذر لك بس كان تيليفون مهم..
لا ولا يهمك يا حلو يا أبو صوت حلو أنت براحتك… هنخيب ولا ايه؟ احنا مش لسه طالعين من علاقة ماسحة بينا الكوكب!
-ولا يهمك يا فندم..
-تمام يا آنسة…
-رحيل، مدام رحيل..
-تمام يا مدام رحيل، نقدر دلوقتي نبدأ الشغل..
-بس ياستي، من هنا بدأنا الشغل..
-الله يكون في عونك يا رحيل، دا معظم اللي في الشركة بيخافوا منه اكتر ما بيخافوا اكتر ما بيخافوا من مستر حسان..
-هو لغاية دلوقتي هادي، هما ٣ ايام اللي قضيتهم معاه يا رنيم يعني لسه ما شوفتش عصبيته اللي بتتكلموا عليها دي.
-بكرا تشوفي يا غالية.
رميتها بالمخدة، هو أنا ناقصة كلامها، ما كفاية الرعب اللي في حياتي!
-الله يبشرك بالخير يا رنيم، قومي اطلعي برا بقى.
النهاردة اخر يوم في الاسبوع بعد كدا هرجع للمكتب اللي مش بدخله إلا الصبح عقبال ما يجي مستر علي وبعد كدا بفضل طول اليوم في مكتبه علشان اتعلم منه، تقريبا مش عاجبه مكتبنا والدوشة وكدا..
اثناء شرحه ليا لملف ماما اتصلت اكتر من خمس مرات وكل شوية اكنسل لكنها بتتصل بردو لغاية ما بصلي وقال:
-تقدري تردي، واضح انها مكالمة مهمة.
-اه دي ماما، شكرا لحضرتك..
ورديت عليها والحمدلله أنها خلاني ارد..
-السلام عليكم يا ماما، خير في حاجة؟
-…
-ماله رحيم؟
-…
-مستشفى ايه؟
-…
-طب أنا جاية حالا!
قلت له وأنا بلم حاجتي من على المكتب بسرعة وأنا متوترة
-بعتذر يا مستر، ممكن امشي دلوقتي؟
-خير يا رحيل؟
-رحيم وقع وراح المستشفى ولازم أروح له، ماما مش هتعرف تتصرف لوحدها..
-طب يلا،
أنا رايح معاكِ!
-مالهوش داعي حضرتك أنا ماشية..
مردش عليا واخد مفاتيح عربيته ومشي قدامي، الحقيقة الحمدلله أنه راح معايا لأني كنت هاخد وقت طويل على ما اروح المستشفى لوحدي..
طول الطريق ايدي بتترعش وساكتة، خايفة ومتوترة، لا أنا مرعوبة… شعور أن ابني الوحيد اللي عندي استعداد أم.وت من التعب علشانه تعبان شعور صعب اوي..
وصلنا المستشفى واتصلت بماما أعرف مكانهم وفي ثواني كنت عندهم وباخده في حضني، رغم عياطه ووجعه أنا اللي كنت محتاجة للحضن دا مش هو، محتاجة اتأكد أنه في حضني وأنه بخير..
بصيت لماما اسألها دا حصل ازاي والدكتور قال ايه
-كانت سميرة عندنا ومعاها احفادها وكانوا بيلعبوا سوا وهما بيلعبوا وقع مش عارفة ازاي وفجأة بقى يصرخ ومش مبطل عياط فجيت به على هنا وكلمتك،
الدكتور قال إنه شرخ وعمله جبيرة وقال هيبقى اسبوعين ويجي يفكها..
الحمدلله، الحمدلله انها جت على قد كدا.
فجأة بدأت أركز أن مستر علي لسه هنا وواقف معايا لما ماما بصتلي وبصت له كأنها بتسأل مين دا!
-ماما، دا مستر علي اللي بيدربني في الشغل، حكيت لك عنه ولما عرف أنكم في المستشفى أصر يجيبني بسرعة..
مستر علي، دي ماما ودا رحيم، ابني..
حسيت أن بان على وشه الصدمة بس خفاها بسرعة، اصل محدش يعرف تقريبا أن ليا ابن، مليش اختلاط مع حد اصلا علشان اعرفهم..
سلم على ماما اللي شكرته على موقفه وبعد كدا بص لرحيم وسلم عليه..
-الف سلامة عليك يا بطل، خلي بالك بعد كدا..
رحيم ضحك له وكأنه فاهم كل حاجة وبعد كدا استأذن مستر علي علشان يمشي واحنا مشينا بعده بس لما نزلنا علشان ندفع فلوس المستشفى قالوا إن الشخص اللي كان معانا دفع الفلوس وهو ماشي..
-بس كدا، وجيت النهاردة الصبح روحت له المكتب علشان اسيب له الفلوس اللي دفعها امبارح وبلغته هدى أني برا فدخلت…
أول ما دخلت شاورلي على الكرسي اللي قدامه وقالي:
-رحيم عامل ايه النهاردة؟
ما اخدتيش النهاردة اجازة ليه وقعدتي معاه افضل؟
ابتسمت له وقلت:
-رحيم بخير بفضل الله،
الحقيقة مش هقدر اخد اجازة بعد أول أسبوع شغل كدا فهو قاعد مع ماما… المهم شكرا لحضرتك على سؤالك وعلى موقفك معانا امبارح…
بعد كدا طلعت الظرف اللي فيه الفلوس من الشنطة..
-دي فلوس المستشفى اللي حضرتك دفعتها امبارح، ماكنش له داعي تكلف نفسك، شكرا لحضرتك..
بصلي ثواني من غير كلام بعد كدا قال:
-الفلوس دي مني لرحيم يا مدام رحيل..
اصريت أنه ياخدهم وهو رفض كتير لغاية ما قال بعصبية بسيطة:
-مدام رحيل، أظن الشغل اللي ورانا مينفعش يتأجل علشان مبلغ بسيط زي دا..
اتحرجت وقمت بس وأنا قايمة سبت الظرف على الكرسي ومشيت..
بصتلي رنيم بحيرة من أمره:
-مش عارفة الراجل دا غريب معاكِ ليه، امال مصدر لنا احنا الوش الخشب ليه!
يلا المهم يا دبلة الخطوبة عقبالنا كلنا، باين له العوض يابت يا رحيل!
بصيت لها بقرف، عوض ايه بس مش لما اتعافى الأول.
– يابنتي اسمعي مني، راجل وسيم، شاطر في شغله، اي واحدة تتمناه كدا بس عيبه الوحيد أنه منفصل يعني هتلاقي تس تس أنا الثعبان في حياتك.
ثانية واحدة! هي قالت منفصل؟ لا دا أنا اسألها عن السبب بقى..
-لا اكيد محدش يعرف السبب، بس احسن هي كانت رخمة ومحدش بيقبلها.
البريك خلص وطلعنا مكاتبنا، الحقيقة أنا لسه مش عارفة اتأقلم مع زمايلي في المكتب، حاسة أنهم صحاب وشلة مع بعض وأنا الدخيل الجديد علشان كدا مش بقرب منهم.
أثناء شغلي كالعادة لاقيت هدى جاية ليا بتقولي أن مستر علي عايزني، يلا استعنا على الشقا بالله.
-مدام رحيل، تقريبًا أنتِ نسيتي الظرف دا هنا
قالي كدا من أول ما دخلت المكتب، حتى ما قاليش اقعد..
-لا يا فندم أظن دا ظرف حضرتك مش بتاعي..
وبعد صراع دام لعشر دقايق مثلا استقرينا على أن اخد الظرف وفلوس المستشفى يبقى ياخدها من أول مرتب ليا..
-مدام رحيل،
هو زوج حضرتك فين؟
صدمني سؤاله، حتى هو لاحظ رد فعلي فقال:
-أنا أسف لو بتدخل في اللي ما يخصنيش بس يعني لما روحنا المستشفى ماكنش موجود ويعني ماشوفتكيش بتردي عليه مرة مثلا… ولو مش حابة تردي دي حريتك وأنا بعتذر لك تاني..
-أنا منفصلة يا مستر علي، والد رحيم مشغول في حياته وأنا في حياتي.
مينفعش اسأله أنا كمان عن سبب انفصاله؟ اممم بدأ الفضول يشدنا اهو.
أستاذنته أرجع مكتبي وفعلا رجعت بس أول ما دخلت لاقيت زميلي ياسر بيبصلي من فوق لتحت وبيقول لأميرة:
-غريبة يعني، ناس من أول أسبوع ليهم وهما ليهم مكانة عند الكبار واحنا اللي بقالنا سنة بنخاف منهم لسه..
أدركت أن الكلام عليا بس سكتت، مش عايزة ابدأ مشاكل هنا، أنا جاية اشتغل مش جاية أدخل معارك..
بتمر الأيام وبينتهي تاني أسبوع ليا معاهم اللي عدى من غير أحداث كتير غير أني طبعا مش مرتاحة مع ياسر وأميرة، من الواضح جدا أنهم مش بيحبوني ولا طايقين وجودي على عكس محمود اللي بيتعامل معايا عادي، مجرد زميلة في الشغل، يعني صباح الخير، فين الملف كذا، مع السلامة…
دخلت المكتب زي كل يوم، مش طايقة دبان وشي وصاحية مقريفة لأني معرفتش انام كويس بسبب تعب رحيم وطبعا مينفعش اخد اجازة…
في البريك طلع محمود وفضلوا أميرة وياسر معايا في المكتب، أنا مخرجتش بسبب أني مش قادرة حتى أنزل فتقريبا هما استغلوا فرصة أني قاعدة فبدأوا في وصلتهم المعتادة..
-مش بتتكلمي معانا ليه يا رحيل؟ دا حتى احنا صحاب في مكتب واحد يعني قاعدين مع بعض طول اليوم
رد عليها ياسر بقلة ذوقه المعروفة بالنسبة ليا دلوقتي:
-ما احنا مش قد المقام بقى يا ميرا، تقريبا رحيل بتصاحب الناس اللي فوق بس!
كدا كفاية، مش هفضل ساكتة اكتر من كدا اكيد…
-اسمي مدام رحيل يا أستاذ ياسر، احنا مش صحاب فبلاش ترفع التكاليف وتتخطى حدودك مادام أنا ماسمحتش بدا، وبعدين أنت صح، أنا مش بصاحب إلا الناس اللي فوق علشان كدا تلاقيني في القعدة الواطية دي مش قد كدا..
-أنتِ متجوزة!
كان رد استنكاري من أميرة وهي بتبص لصوابع كفي الفاضية، مفيش دبلة، تقريبا سابت كل الكلام ومسكت في اللي تقدر تعمل منه مشاكل.
-مطلقة يا آنسة أميرة، واظن مفيش داعي لتدخلكم في حياتي الشخصية، عن اذنكم أصلي مش فاضية.
عدى ست شهور من أول يوم ليا في الشركة، حصل فيهم أحداث كتير جدا واهمهم أني بقيت قريبة اكتر لعلي… علي وبس من غير مستر.
تاني يوم من كلامي مع أميرة وياسر لاقيت انتشر في الشركة أني مطلقة، وكأن دا شيء يعيبني، وأن ازاي من أول يوم ليا ماقلتش دا، أصل اكيد عايزة ابان الصغيرة اللي بتلف على ابن اخو مدير الشركة! أو عايزة الفت أنظار اللي حوليا رغم من قلة كلامي مع الكل لكن أنا الوحشة في رواية الشركة دي آه.
بسبب كلامهم وانتشار الكلام عني اتخصم لياسر وأميرة، وهددهم بالطرد من الشركة ومفيش تفاهم بعد كدا، مش وعلشاني وبس، اصل دي سمعة يا جماعة!
وبردو بسبب كلامهم انتقلت من مكتبي معاهم، أصل لو فضلنا سوا كمان هروح فيها… اتنقلت لمكتب مستر علي! جينا نكحلها عميناها تقريبًا بس دا لأن هدى أخدت اجازة مفتوحة لأنها هتسافر مع جوزها برا ومكانها أصبح فاضي حاليا.
وبسبب أني بقيت السكرتيرة بتاعته، بقينا قدام بعض معظم الوقت، في الاجتماعات سوا، لو محتاج ملف يطلبه مني، لو محتاج قهوة يطلبها مني، كل شغلنا أصبح سوا.
من شهر تعبت، سخنت جدا وماكنتش قايمة من السرير فبعت لرنيم قلت لها تعتذر لمستر علي علشان مش هقدر انزل ونمت لغاية بليل، دخلت غيبوبة تقريبا…
بليل صحيت على صوت الفون بيرن…
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نعم! دا صوته مش كدا؟ أنا اه مسجلة رقمه بحكم الشغل بس أنا ما اخدتش بالي من مين بيتصل من التعب، وما جاش في بالي يكون حد غير رنيم!
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
-عاملة ايه يا رحيل دلوقتي؟
بعتذر لو بتصل بيكِ بس رنيم قالت أنك تعبانة علشان كدا ماقدرتيش تيجي.
رحيل؟ آه رحيل عادي ما احنا اتفقنا نرفع الألقاب برا الشغل… لا هو احنا بصراحة ما اتفقناش هو اللي رفع الألقاب وأنا ما اعترضتش.
المهم، بقيت بخير لما سمعت صوتك معروفة يعني
-بخير بفضل الله،
سخونية بس لكني بقيت تمام وبإذن الله ارجع من بكرا الشغل.
-لا لا شغل ايه، تقدري تاخدي اليومين دول اجازة لغاية ما تبقي بخير.
مهتم؟ اتوكع مهتم.
من فترة بدأنا نبقى صحاب اكتر، يعني مش مديري وبس ودا شيء غريب، مستر علي العصبي اللي مش قريب إلا لناس يتعدوا على كف الايد بقى في بينا كلام خارج الشغل، بقيت مهتمة أعرف عنه اكتر، اراقبه من بعيد، اشوف شخصيته عن قرب، يا غالي وأنا بتعافى وقعت في حبك ومش عايزة حد يقومني.
النهاردة المفروض عندنا ميتينج شغل بس برا الشركة، عرض عليا يجيلي عند البيت ونروح سوا بس اكيد رفضت، اصلا الفكرة كلها مرفوضة عند ماما بس قبلت بالعافية اني انزل بليل، اقولها بقى يوصلني!
وصلنا، كان ميتينج لطيف، واليوم كله كان الطف بالذات بعد ما الشركة التانية مشيت…
لما مشيوا طلب مني نفضل شوية نخلص حبة شغل، كنت عايزة اتخانق معاه، شغل ايه تاني يا علي أنا بنام بدري!
الحقيقة احنا ما اشتغلناش، لا لو كدا أنا بنام الفجر براحتك يا غالي.
-رحيل،
الحقيقة أنا راجل صريح، مش هفضل افليرت معاكِ، من أول ما اشتغلتي معانا وأنتِ فيكِ حاجة غريبة شداني ليكِ وبالذات لما بدأنا شغل سوا بس…
في البداية من غير اي كلام، أنا عارف انك مطلقة ومعاكِ رحيم علشان ما تقوليش الكلام دا، أنا حابب وجود رحيم وطبعا كونك مطلقة شيء ما يعيبكيش، ممكن تستغربي ليه بقولك كدا بس أنا بقيت عارف طريقة تفكيرك، عارف خايفة من ايه وهل ممكن اتقبل رحيم ولا لا..
رحيل، أنا حابب اجي اتقدم لك رسمي، اجيب عمي ونقعد مع والدتك بس محتاج اعرف الأول أنتِ رأيك ايه؟
حل الصمت، يعني ايه يتقدم؟ أنا لسه بخاف…
-ممكن أروح؟ أنا اسفة بس مش مستعدة اتكلم حاليا.
-رحيل،
لو كلامك ضايقك كأني ماقلتش حاجة، أنا لسه علي مديرك وصديقك وأنتِ رحيل عادي.
-لا لا مش مضايقني، بس محتاجة اروح، عن اذنك.
روحت البيت، طول الطريق بفكر في كلامه، مش هنكر أني معجبة بيه، بشخصيته، بطريقته معايا طول الست شهور بس أنا لسه بخاف، أنا لو الأول كنت بخاف عليا بس دلوقتي خايفة على ابني كمان، علاقتهم هتبقى عاملة ازاي؟
أنا محتاجة اتكلم مع حد…روحت البيت جريت على ماما حضنتها، رغم كل حاجة، رغم عدم اتفاقنا كتير بس حضنها هو الوحيد اللي قادر يهديني، هي قادرة تطمني.
حكيت لها اللي حصل، وصفت لها شعوري تجاهه، قلت كل حاجة بصدق وكأنها مرايتي… سكتت وفضلت تسمعني بعد كدا قالتلي اصلي صلاة استخارة.
تاني يوم حكيت لرنيم في الفون، اصلي ماروحتش الشغل…
قالتلي ادي نفسي الفرصة، مش كل العلاقات مؤذية، الجواز مش وحش، الفكرة في الشريك، قالتلي اجرب احنا عايشين علشان نجرب حتى لو خطوبة مدتها طويلة لغاية ما اكون اتعافيت، بلاش ادفن نفسي بالخوف.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية رحيل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!