روايات

رواية غرام العنقاء الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم داليا أحمد

رواية غرام العنقاء البارت التاسع والعشرون

رواية غرام العنقاء الجزء التاسع والعشرون

رواية غرام العنقاء
رواية غرام العنقاء

رواية غرام العنقاء الحلقة التاسعة والعشرون

لا تقلق بشأن الانتقام من أي شخص
فالقدر مبدع في تصفية الحسابات
ومن جعلك تبكين قهرا, فالقدر سيعتني ببكائه مثل المطر ذات ليلة، بينما أنت تبتسم !
ـ ليه؟.. ليه؟؟.. دي كاميليا كانت ممكن تموت في ايدي!!!
نطقها سامح لاخته بذهول..
صرخت سميحة بانهيار وهي تواجه شقيقها:
– انا .. انا..
حاولت تقترب منه إلا أنه مد ذراعه على طولها ليمنع اقترابها صارخاً بعنف:
ـ ابعدي عني..اياكي تقربي مني
اقتربت منه قائلة بندم:
– أنا مكنش قصدي يا سامح
صفعة قوية وألم شديد و جذب شعرها بقوة.. وصراخ سميحة حتى دلفت أمها إلى الغرفة :
– مكنش قصدك !!!!

 

ظلمتيني وبوظتيلي حياتي وتقولي مكنش قصدك ؟؟؟
كاميليا كانت مظلومة!!!
ابتسم عبدالله بتشفي قائلا :
– كاميليا اصلا كانت ملتزمة بالحضور المحاضرات ومغابتش إلا لما كانت امك بتمنعها تروح بس !
ليقص عليه سريعا ما حدث وما فعله بتخطيط اخته ومعرفة امها
ليلتفت نحو أمه صارخا بصدمة :
– حتى انتي يا ماما !!! حتى انتي كنتي عارفة !!!
عارفة وموافقة !!!
ليردف بحرقة:
– كنتي عارفة اللي بنتك وجوزها ناوية تعمله !!!
كنتي عارفة.. ليه عملتي كده .. ليه دمرتي حياتي وحياة بنت بريئة مالهاش اي ذنب
منك لله يا شيخة
اندفعت سماح “أمه” نحو سامح متجاهلة تحذيره وهي تصرخ به بدورها:
ـ اسمعني يا سامح.. افهمني يا بني.. أنا عملت كده عشانك..هي كانت هتاخدك مني وانت وانت كنت بتحبها..
صرخ بقوة:
ـ عشاني!!.. أنتِ عارفة أنتِ قلتِ إيه؟.. فاهمة أنتِ وبنتك عملتوا ايه !!

 

دمرتولي حياتي !!
طلقت واحدة مظلومة… سيبت مراتي وبنتي تتربى بعيد عني
ده انتوا حتى شككتوني في بنتي
قاطعته أمه بصرخة :
ـ انا اسفة يا سامح … والله انا كنت فاكرة هتعلمها الادب شوية وترجع معرفش انك كنت هتطلقها وتضربها
صرخ باندفاع وكسرة:
ـ مكنتيش تعرفي!!!!.. ده انتي اكتر واحدة شجعتيني على الطلاق
عيشتيني انتي وبنتك وجوزها كل السنين دي في عذاب !!
عذاب مش طايق نفسي… عذاب وانا مصدوم في كاميليا انها خانتني!
كانت صرخة مشروخة.. وهو يتأملهم محاولاً التحكم في دموعه التي تساقطت.. ومجاهداً كل شياطينه التي تحثه على الانتقام.. ولكن أينتقم من أهله؟!!.. كيف؟..
مسح وجهه بكفيه وهو يصارع للخروج من حيرته… وصدمته بهم
كانت صدمته بأمه اصعب واصعب!!
شعر بأنامل والدته تملس على جبهته بحنان.. فابتعد عنها صارخاً:
– اوعي تقربي مني

 

ترقرقت الدموع بعينيّ سماح وهي تلومه بألم:
ـ للدرجة دي.. للدرجة دي واحدة زي كاميليا دي خليتك تكرهني وبقيت مش طايق لمسة من أمك..
ضرب بقبضتيه بعنف على الجدار خلفه وهو يبتعد عنها هاتفاً بقوة:
– كاميليا !!!! كاميليا اللي ظلمتيها وبوظتي حياة ابنك !
كاميليا اللي كانت مراتي.. وكل ده ليه.. ليه.. لييييييييه؟؟؟؟..
علا صوته بصراخ هيستيري وهو يلمح شفتي والدته تتحركان.. فقاطعها بقوة:
– كنتي بتفهميني دايما عشان ابقى راجل اني امشي كلمتي على مراتي و تكون كلمتي هي الكلمة المسموعة و اطيع امي طبعا عشان ده البر !!
ربته بأنانية بحب مشروط يجب عليه أن يفعل لها شيء مقابل حبه لامه
ليردف بنبرة متحشرجة وهو يجلس على الأرض أمامها:
– ليه عملتي فيا كده ؟ ده انا كنت من ايدك دي ل ايدك دي … كنت بخلي كاميليا تسمع كلامك في كل حاجة… بعد كل ده تعملي فيا كده ؟؟؟

 

صرخت أمه بقوة مبررة له :
– لا لا يا سامح متقولش كده.. انا كنت خايفة … كنت خايفة اسمح لواحدة تدخل تنافسني و تاخد اهتمام ابني … انت ابني الكبير … ابني اللي كنت بشوف فيه املي.. انا عمري ما دوقت حنية من ابوك… مكنش بيتكلم الا بايده… كان بيضربني … عيشت واستحملت عشانك انت وأخواتك..
كانت تبالغ في عواطفها و تعلقها بابناءها .. كانت تحاول تعويض النقص الذي عاشته مع والدهم… كانت خائفة ان تصير زوجته منافسة لها …
ردد بهمس مذهول:
– عشان كده حبيتي تدوسي عليا انا ؟؟؟ تذلي طليقتي ؟؟
قاطعته بحقد :
-كنت شايفاها ضرتي… مش مرات ابني !!!!
تجمد للحظات وهو يسمع جملتها الغريبة التي افاقته من غشاوة عينيه الظالمة… لينهض من مكانه ليقترب من اخته يهزها بعنف :
– وانتي ؟؟؟ عملتلك ايه كاميليا يا سميحة عشان تعملي فيها كده !
ردت بلا مبالاة وغل:
– عشان هي كانت عاملة فيها انها رقيقة ومن حتة تانية ؟!
عشان يعني هي كانت عايشة طول عمرها بره مصر ! كرهتها.. كاميليا !!! مين دي عشان تكون متدلعة من اهلها و انا لأ… و اخويا يتجوزها ويكون بيحبها !

 

كان لازم الرؤوس تتساوى يا سامح .. كان لازم هي تجرب اللي انا عيشته مع امي … تجرب أن حد يأمر وهي تسمع الكلام…تجرب حياتي مع حماتي…زي ما انا بشتغل واعمل بيت حماتي…
كانت تراها منافسة ليها لازم يجب أن تهزمها بكل الطرق
لتردف بحرقة:
– كنت فاكرة انك هتمنعها من التعليم…زي ما انا اتحرمت منه زمان…زي ما اتحرمت ادخل معهد ولا كلية زي باقي البنات اللي كانوا قدي… زي ما امي حرمتني منه
هتف عبدالله بذهول:
– بتتحرقي من اي واحدة متعلمة…بتضايقي و تبوظي حياة اي واحدة اتعلمت؟؟؟ عشان كده حاولتي تدمري دنيا وخليتي اخوها يمنعها متدخلش 3 ثانوي وتقعد في البيت…عشان كده كنتي بتضايقي ميادة عشان هي كمان اتعلمت..
هزت رأسها باستنكار:
– ليه هما يتعلموا وانا لا … ليه ميادة الفقيرة دي تتعلم.. وانا انا مش زيها … حتى دنيا العيلة المفعوصة عايزة تكمل تعليمها!! انا من حقي اخليهم زيي..
لتنظر إلى امها قائلة:

 

– اتحايلت عليكي يا ماما تخليني اكمل دراستي…بوست ايدك ورجلك قولتيلي معنديش بنات تكمل دراستها !!
انتي السبب … انتي السبب في اللي انا فيه… ضيعتيلي مستقبلي
سخرت منها امها بحدة:
– تعليم ايه و زفت ايه ؟ دي غلطتي اني كنت عايزاكي تتجوزي وتبني حياتك…هو ده مستقبلك..
صرخ بهم سامح بغضب لأمه وشقيقته :
– انتوا ايه ؟؟؟؟ انا حاسس اني بشوفكم لأول مرة.. انتوا اهلي !!!!
حاولت أمه الاقتراب منه ليدفعها برعب وكره … لتمسكه من كتفيه بقوة قائلة بهستيريه:
– بقيت تكره امك!! امك اللي استحملت في جوازة عشانك انت وأخواتك…
امك اللي استحملت ابوك اللي كان بيضربها !
ده أنا كملت في جوازة مقرفة عشانك انت وأخواتك !
كانت تشعره دائما انها مظلومة… فيشعر بتأنيب الضمير تجاهها
كانت تجعله يشعر انها لن تحبه ولا ترضى عنه إلا عندما يطيعها … وان رضا ربنا عنه أو نجاحه بحياته مربوط برضاها هي فقط!
كان والده عنيف جدا ويعنف امه واولاده … لذلك كانت دائما تشعر أطفالها أنها مستمرة في العلاقة من أجلهم… لتشعرهم انهم مديونين لها طوال العمر
ابتعد عنها وهو يهز رأسه قائلا بنبرة قاسية للغاية:
– ما انا مش هعيش مديونلك طول عمري !

 

يا إلهي … اتت اللحظة التي فاق منها ابنها وهو ينكر جميلها عليه !!
تذكر ذلك جيدًا يا من تؤلم غيرك وتمضي وكأنك لم تفعل شيئًا أو توهم نفسك أنك فعلته من أجل مصلحته ليرتاح ضميرك…
فإن زرعت خيراً جنيت خيراً .. و إن زرعت شراً جنيت شراً
إن الله عادل ، وإن لم يكن في الدنيا عذاب ففي الآخرة
حسبنا الله في من خدعونا
حسبنا الله في من كذبوا علينا
حسبنا الله لمن غشونا وخدعونا بما لا يحق لنا التعب.
كان عبدالله قد قرر اتخاذ وضع المتفرج في النقاش الدائر بين أهل زوجته..
التفت لحماته.. وأخيراً قال بعنف مكبوت:
-ياريتك ما كملتي في الجوازة دي
شهقت سماح بصدمة:
– ايه اللي بتقوله ده !
هز كتفيه باستهانة:
– ساعات الطلاق بيكون ارحم بكتير من انك تخلفي عيال مش سويين نفسيا .. بصي لعيالك وانتي تعرفي ليه.. ربيتي ابن معندوش شخصية قدامك وبنت متتصرفش خطوة إلا بمعرفتك.. وظلمتي ناس تانية معاكي

 

ليردف بعدها بغيظ :
– انتي ربيتي عيالك انهم انهم ميعرفوش ياخدوا قرار من غيرك
حتى عندما كانوا يأخذوا قرار وحدهم ويصبح خطأ .. كانت تتصيد الاخطاء لهم حنى تثبت انهم لا يستطيعوا فعل شيء بدونها
ليضيف عبدالله بكبت :
– و ربيتي عيالك انهم ميعرفوش يختاروا حاجة لوحدهم.. حتى اللبس والاكل وده انا عيشته مع مراتي .. بنتك سميحة متعرفش تشتري طرحة من غيرك ولو انتي مش معانا بتكلمك فيديو دايما … حتى أدوية عيالها وادويتها لما تتعب متعرفهاش … انتي اللي بتشتريها معاها… سميحة اللي هي عدت التلاتين متعرفش تتصرف خطوة من غيرك !!!
فما بالك بقى باللي عملاه مع اخواتها الولاد اللي منهم واحد متجوز ومخلف !
ردد سامح بذهول وهو يفهم كلام زوج اخته جيداً :
– كنت مقتنع طول عمري اني اعمل كل إللي تقولي عليه يا ماما من غير تفكير !!
قاطعه عبدالله بقوة:
-و على حساب مين؟؟ .. ظلمت نفسك وغيرك وفاكر إن كده بترضيها فيرضى ربنا عنك!
دافعت الأم بحدة :
– انا انا السبب في كل اللي هما فيه ده واللي هما وصلوله.. لولايا مكنش هيعيشوا في المستوى ده … انا استحملت أبوه استحملت كل حاجة عشان متطلقش ويتبهدلوا .. ابوهم هددني مش هيصرف على عياله ولا جنيه وهتمرمط لوحدي وحتى اهلي هددوني لو اتطلقت محدش هيساعدني في مصاريفهم … مكنش هيستحملوا الفقر… انا بسببهم كملت مع ابوهم لحد مات .. استحملت معاه كل حاجة … كنت اعمل ايه !!! اتحوج لاهلي ! اللي كانوا رافضين الطلاق ب ٣ عيال !
ولا اكمل مع ابوهم اللي كان هيعيشهم في مستوى كويس وكل واحد في عيالي له شقة..
انا استحملت عشانهم…
لتضيف بجمود :
-إيه المشكلة انهم يضحوا عشاني ولو بحياتهم كلها علشاني زي مانا..

 

قاطعها عبدالله باستهزاء:
– زي ما فهمتيهم إنك ضحيتي بعمرك علشانهم!!
فاسمع بقى كلام امك يا حبيبي .. وخليك ابن امك فعلا
فابنها أصبح لعبة في أيديها وبين يدي رغباتها رغماً عنه .. هو ضعيف أمامها
هزت رأسها باستنكار:
– عشان الناس مش هتخاف عليهم زيي .. ولا حد هيحبهم قدي..
وقف أمامها سامح يواجهها بنبرة باكية :
– وانا قصرت معاكي في ايه ؟؟
ده أنا كنت عايز اعوضك بأي شكل…
حسناً … حب الام لا خلاف عليه ..
ولكن !! ليس لدرجة أنه يطيع أمه طاعة عمياء ! أليس كذلك؟
صاح عبدالله بنبرة ساخطة:
– واهو مقابل كل ده حصل ايه !!!
جبتيله زوجة جديدة بس نسخة منك … شبهك بالظبط … سيطرت عليه وخلته يسمع كلامها هي … هو اه مش بيسمحلها تقول حاجة ولا تضايقك … لكن اخدته منك شوية .. بتخليكي تشوفي ابنك وتكلميه بمواعيد !
ضيعتي من ايده واحدة ملاك زي كاميليا!
توسعت عيناهم بذهول لرد عبدالله.. ليفاجئه سامح برد آخر يسأله بقهر:
– ليه يا عبدالله ليه عملت كده؟
ليه خلتني اخسر كاميليا..

 

رد عبدالله بتبرير :
– مكنتش شبهك .. مكنتش تستاهلك قولت اخلصها منك .. ده جزاتي ؟
شتمه سامح بغضب :
-انت *** يلا
ابتسم عبدالله بتشفي:
– ده انت بالظبط
ردد سامح بغيظ وعيون حمراء :
-ليه سمعت كلام اختي ! وساعدتها تخرب عليا حياتي
هتف عبدالله بصراحة ؛
– وانت كان فين مخك .. مافكرتش ليه تدور وراها كويس وتتأكد!
هز كتفيه بحرقة :
– عشان … كنت واثق فيكم.. بس انت ظلمتني زيهم يا عبدالله انت السبب انت واهلي
هتف عبدالله بقوة مقاطعاً:
– لا يا سامح انا مظلمتكش … انت اللي ظلمت نفسك لما عميت عينيك عن الحقيقة
ليضيف بنبرة صارمة :
– انا صحيح اديتلك السكينة آه .. بس مقولتلكش ادبحها يا سامح !
لينظر بعدها سامح إلى أمه قائلا:
– بتزعلي لما ميادة بتمنعني اكلمك بعد الساعة 8 !!!
انا بقى ولا يفرق معايا اكلمك ولا اشوفكم .. ومش هسكت لحد ما ارجع كاميليا
قاطعت سماح كلامه وهي تصرخ بهيستريا:
ـ أنا كان عندي حق.. عندي حق.. أهي كاميليا بسببها كرهتني أهو.. وكمان ميادة بتحاول تبعدك.. ومش عايزاك تقعد معايا كتير.. سامح يا حبيبي… انت تطلق ميادة دي وتنسى كاميليا هي اصلا اتجوزت خلاص.. ولو على بنتك ناخدها منها
صرخ سامح مقاطعاً:
ـ مامااااااااا

 

قال لها بصوت حاسم:
ـ أنا حاولت.. والله العظيم أني حاولت اعوضك عن كل اللي مريتي بيه مع ابويا بسببنا .. رغم أنك آذيتني وآذيتي طليقتي وبنتي.. ودلوقتي عايزة تأذي مراتي
ابتلع ريقه بصعوبة وهو يكمل:
ـ انا مش هسمحلك تقربي من حد يخصني تاني عشان لو حاولتي تعملي حاجة تاني من ورايا… وقتها فعلاً هتكوني خسرتيني بجد..
دخلت ام عبدالله إلى الغرفة قائلة بضيق :
– المأذون وصل
صرخت سميحة وهي تتمسك بزوجها من قدميه وهي تبكي تحت قدميه بكل ذل وقهر :
– والنبي يا عبدالله ما تطلقني والنبي… والله انا مظلومة
دفعها عبدالله وهو يخرج مع أمه فحاولت أن تخرج خلفه تقنعه ليوقفها سامح قائلا بنبرة شيطانية وهو يجذبها من شعرها وقوة :
– عارفة يا بت اللي حصلك من جوزك ده واللي عمله فيكي ده اقل حاجة… ده انتي هتعيشي معانا ايام زي الزفت… تنسي بقى الحب والحنية اللي كنت بديهالك … من هنا ورايح هطلع عليكي القديم والجديد كله … اسوء معاملة هتشوفيها مني … عشان تفتكري في كل لحظة نتيجة عمايلك فيا… وعشان اللي عملتيه فينا وفي نفسك ده
هزت رأسها بعنف :

 

– انا انا مظلومة يا سامح..
انت ليه مش مصدقني
لتصرخ باستنكار:
– ليه أهل كاميليا كانوا مصدقينها … ليه انتوا بتبصولي كده !!!
لتضع رأسها على الأرض بانيهار وهي تردد:
-انا بكرهكم…. بكرهكم
طوال سنوات حياته السابقة كان كل شيء مختلفًا لم يكن ليتصور نفسه هكذا والآن بعد أن نظر للامام، أدرك أن موقف واحد يمكن أن يفعل الكثير للشخص.
موقف واحد آفاق تفكيره ونور بصيرته
يوما ما ستفهم أن الدنيا تدور، ثم تعود وتقف أمامك
لتفعل بك ما فعلته بالآخرين
تذكر ذلك جيدًا ، يا من آذيت الآخرين، وتستمر كما لو أنك لم تفعل شيئًا
لدينا قانون يسمى الدوران لا يمكن لأحد تجاوزه
ثق تمامًا بأن كل ما تفعله سيعود إليك
يجب أن تشرب من نفس الكأس مثل أفعالك
لذا قم بتحسين مشروبك!
__________
يجلس في غرفة المعيشة على الأرض فوق السجادة ويضع على فخذيه وسادة صغيرة ومنشفة صغيرة عليها… بينما يرتدي منامة باللون الرمادي.. ودانا ترتدي صغيرة منامة باللون البترولي الفاتح، ترتدي تجلس فوق الأريكة.. وتضع قدميها الصغيرتين فوق المنشفة ممسكاً بها نديم ويضع لها طلاء اظافر باللون الوردي باهتمام، كانت كاميليا دوما تجد صعوبة بوضع الطلاء الاظافر على اظافر طفلتها من صغر اظافرها…والطفلة تبتسم له وتقبله من وجنته بحب
ليسألها نديم بتوجس:
– بعرف احط ولا لا؟

 

– انت شطور يا ديم … بتعرف تحطلي احسن من مامي
تدخلت كاميليا قائلة بعتب:
– يا بكاشة بقى نديم اكل الجو يعني !
رفعت دانا أصابعها وهي تتسلق من على الأريكة لتتجه ناحية امها قائلة:
– بصي يا ميكي… ديم حطلي لون جميل اوي
ابتسمت كاميليا بتأثر وهي ترمق نديم بإعجاب :
– ديم بيعمل كل حاجة جميلة اصلا
ليغمز لها نديم قائلا بعبث :
– طب ايه ؟ ديم ميستاهلش بوسة على اللي عمله ده
لتركض تجاهه الطفلة وهي تقبله من وجنته عدة قبلات ليعناقها وينهض من مكانه ويرفعها بالهواء فتتعلق بحضنه مرة أخرى وتختبئ بصدره فتقترب منهم كاميليا ليشير إليها بأن تكافئه مثل دانا وما أن اقتربت منه لترتفع على أطراف قدميها وتتمسك بكتفه حتى تقبله على وجنته فأدار وجهه سريعا لتسقط القبلة على شفتيه فتبتعد بخجل وهي تلكزه بخفة على ذراعه فيقبل دانا التي لا تفهم اي شيء
بعد مرور أقل من ساعة كانت نامت دانا مبكرا كعادتها مؤخراً كما أخبرتها المربية خاصتها بتأكيد النوم باكرا .. في البداية احيانا تنام كاميليا بغرفتها واحيانا تنام بجانبهم وتنقلها كاميليا إلى غرفتها.. ولكن مؤخرا أصبحت تنام وحدها, حتى تعتاد على النوم بغرفتها
لترتدي كاميليا فستان ابيض بوردات صغيرة زرقاء نصف كم ضيق من الاعلى وينزل باتساع قليلا من الخصر.. ومفتوح من منتصف فخذها من الامام، بينما تضع احمر شفاه كشمير داكن يزيد شفتيها فتنة وإغراء … لتسحبه بعدها إلى الشرفة الواسعة بغرفتهم .. فلديهم شرفة واسعة جدا يتوسطها عمودان باللون الابيض من الديكور الخاص بالتشطيب.. فوجد الأرض تفترش بالورود المتناثرة الحمراء وبالنصف توجد أرجوحة نوم بقماش ناعم.. وبجانبها طاولة سوداء صغيرة موضوع عليها قطع البان كيك بالتوت وبجانبهم كاسين من المشروبات الغازية وقطع من الفواكه المتنوعة
اندهش نديم من ما فعلته ليجذبها إليه متسائلا بمكر :
– لأ ما تقوليش … هنا ؟؟؟

 

لكزته على صدره بخجل :
– قليل الادب اصلا
تأوه بضحك :
– بهزر بهزر
ليرفع يدها وهو يقبلها عليها :
– تسلم ايدك يا كراميلا… مبسوط اوي باللي عملتيه ده
لتأخذه من يده ويجلس نديم على أرجوحة النوم ويخرج قدميه من كل ناحية وكاميليا تجلس بالنصف بين قدميه وسندت ظهرها مثله وشعرها الغجري الناعم يتساقط خلفها وكأنهم نائمين فسألته كاميليا :
– بجد عجبك؟
نهض قليلا ليلتقط شفتيها الحمراوتين في قبلة ألهبت مشاعرها:
– زي ما أنتِ طول الوقت عجباني
وضعت يدها على ظهره تشده إليها بينما يدها الأخرى فوق صدره .. لتقول مغمضة عينيها :
_ بحبك..
تفاجئ .. حسنا هي لم تقولها من قبل … ولو كذبا لم تقولها
واليوم قالتها بصدق…
لتومئ له بكل ثقة …
تنهد وضمها اقوى لصدره:
– قولتي ايه؟؟
همست بعشق صادق:
– بحبك يا نديم… انا بجد بحبك
ليشدها إليه بعناق قوي وهو يسحبها إلى صدره..بعناق ألهب مشاعرها :
-انا كمان بحبك يا كاميليا

 

في ذلك الوقت شعرت بضربات قلبه تشتد أسفل يدها
شعرت أن ضلوعها تتداخل مع ضلوعه، حسنًا ، هذه ليست المرة الأولى التي عانقها فيها ، لكن هذا العناق مختلف عن أي مرة عانقها بها…
شعرت وكأنها تمتلك كل العالم في ذلك الوقت
شدها إليه وهو يستنشق عطرها الآسر برائحة الكراميل.. ويضع أنفه بين خصلات شعرها.
شعرت أنفاسه الدافئة بالقرب من كتفها الناعم، وجهها يتوهج بخجل..
لتستند على أكتافه العريضة كي تقبله هي تلك المرة … فابتعد عنها قليلا وهو يسألها بتوجس:
– كاميليا انتي بتقولي كده بس ؟ ولا انتي فعلا حبيتيني !
شدته إليها تلك المرة وهي تثبت له حبها بقبلة هامسة أمام شفتيه :
-بحبك دي قليلة عليك اصلا.. انا بعشقك
فبادلها قبلتها .. بينما تجاوبها معه فك لجام سيطرته بالكامل ليضمها بين ذراعيه متعمقاً في تقبيلها… انحدر رأسه ليلثم بشفتيه عنقها هامساً بأنفاس حارقة:
-ربنا ما يحرمني منك يا كراميلا
تسارعت أنفاسها واناملها تلتف حول خصلات شعره الناعمة بينما قلبها مازال يخفق بعنف شديد وهو يرفع برأسه مجدداً ليقابل وجهها وهو يهمس أمام شفاهها المنفرجة قليلا:
– بس انتي متأكدة مينفعش هنا صح ؟
لكزته على كتفه وهي تبتسم بخجل :
– عيب والله

 

ليضحك قائلا:
– لا انا بنكشك بس… انا اللي قولتيه دلوقتي ده عندي بالدنيا
لتستند برأسها على كتفه قائلا برجاء:
– اوعى توجع قلبي يا نديم..انا كنت حالفة ما اقول الكلمة دي ابدا لحد طول الأربع سنين اللي فاتت
رفع رأسها إليه قائلا بحنان:
-ما عاش اللي يوجع قلبك يا حبيبتي
ليردف بثقة:
-أنتِ أصلا مالكيش تعويض و أي حد خسرك هيفضل عمره كله ندمان
ابتسمت بسعادة :
– يا بختي بك بقى
صحح لها هامسا:
-قولي يا بختي انا بكِ…
– ماما كانت دائما تدعيلي وتقولي ربنا يعوضك بالاحسن.. مكنتش متخيلة ان عوض ربنا حلو اوي كده..
كل ما ابصلك وبنتي معانا اقولها ياااه لو كنت اعرف كده
مكنتش عيطت زمان او كنت عيطت كتير اوي عشان اقابلك في الاخر
-ربنا عمره ما بينسى حد على قد تعبك هيديكي
لتهمس بسعادة بالغة:
– و رزقني بأحلى واجمل راجل في الدنيا كلها…ربنا يخليك ليا يا حبيبي

 

ابتسمت قائلا بعبث:
– أيوة اثبتي على حبيبي دي بقى…
صدحت اغنية (أخيرا قالها ) على هاتفه
“أخيرا قالها، قال أحبك قالها
وأنا قلبي، قلبي، قلبي توقف بعدها
من فديت أنا العيون، قال أحبك وبجنون
ودي أطير ودي أعيش في الدنيا بقربها”
واحد أحبه من زمان، وما يحس أحبه كان
وأنا كنت أعاني من زمان أتاني حس بوقتها
أخيرا قالها، قال أحبك قالها
الفرحة يمه لقيتها (لقيتها) صعب جدا وصفها
هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يديقها
الفرحة يمه لقيتها (لقيتها) قال أحبك قالها
الفرحة يمه لقيتها، صعب جدا وصفها
هو قلبي وهو نبضه وأحلى نبضة قلبي يديقها
إيه صحيح أني هويت، حتى إسمي أني نسيت
لما قال إيه تعال إحضني بوقتها
أدري ما يكفي الكلام يجنن إحساسي الغرام
وأني مغرم أني أحبه أني عاشق يحبني قالها
وأخيرا قالها، قال أحبك قالها”
_______

 

في اليوم التالي
كانت تتحدث إلى اختها بالهاتف
– عارفة يا فاتن.. انا اكتشفت اني مكنتش متجوزة بجد
اتسعت عينا فاتن بدهشة :
– نعم ؟ ازاي يعني
تنهدت كاميليا بسعادة :
– اكتشفت ان في حاجات ممكن الواحدة تعيشها وتجربها لو الشخص بيحبها
انا بقى حسيت اني مكنتش متجوزة قبل كده
لتردف بشرود :
– عيشت حاجات معاه بشكل مختلف خالص
حاجات اول مرة اعيشها او أحسها
سألتها فاتن بابتسامة لسعادة اختها :
– حبيتيه يا كاميليا ؟
اومأت كاميليا بحب :
– عمل كل حاجة تخليني أحبه.. اثبتلي ان هو ده الراجل اللي كنت بدور عليه.. هو ده الراجل اللي كان في خيالي وبتمنى الاقيه
ازاي لمسة أيده مختلفة ليا.. ازاي حضنه فيه امان الدنيا كلها
ببقى مطمنة وانا بين ايديه مش عايزة حاجة تاني
– ربنا يسعدك يا قلب اختك.. ويخليكو لبعض دايما
– يا رب يا حبيبة قلبي ويخليكي ليا
ردت بتذكر :
– انا هروح لماما بقى … عشان النهاردة اجازتي من الشغل مانتي عارفة نديم خلاني اروح ايام اقل شوية
– ماشي سلميلي عليها
__________

 

ماذا لو عاد معتذرًا؟
بحق بالله ، لا تأتي
‏لا تشوّه الشعور أكثر مما هو عليه ،
‏يكفيني كل هذا الخراب بسببك
‏بحق بالله ، ابتعد بكل طاقتك .
‏حتى وإن رأيتني في أحد الأيام أمامك ، لا تعاملني وكأنك تعرفني حتى !
بل حاول أن لا تلاحظني
‏إرحل .. ارحل

رن جرس باب الشقة..فتحت الباب وتذكرت جدها او شقيقها نسوا المفتاح او شيء كهذا، وفوجئت بـ “سامح” أمامها… زفرت بغيظ وحاولت غلق الباب بوجهه ليدخل بنصف جسده حتى لا تغلق الباب… لتنادي والدتها بصوت عال.. فنهرت سامح ولكنه حاول الدخول بسماجة قائلا:
_ هتسبيوني واقف بره يعني !
ردت امها بنبرة ساخرة:
– ما انت دخلت خلاص!
صرخت كاميليا قائلة وامها تغلق الباب :
– انت عايز ايه ؟؟؟
انت ناسي تهديد جوزي ليك؟؟
لو هتيجي تقول بنتي والاسطوانات بتاعتك القديمة دي فأنت تنساها خالص… بنتك ايه … بنتك اللي شكيت فيها !!؟؟
اللي خليتني اعملها تحليل DNA !!!
مفيش بنتك دي تنساها يا استاذ
لتضيف بسخرية :
– هو انت نسيت احنا مطلقين ؟؟
يعني لا تدخل في حياتي ولا ادخل في حياتك..
واعتقد كل واحد فينا شاف حياته خلاص…
عيب اوي انك تيجي لحد هنا وانت عارف اني هنا وكمان وانا متجوزة !
اقترب منها والشوق يذبحه والندم يقتله :
– كاميليا انا اسف … انا لسه بحبك وعايز نرجع انا وانتي وبنتنا

 

________
-ايه رأيكم في مشهد مواجهة سامح وأهله؟؟ وحسيته بمشاعر المشهد يمكن من أصعب المشاهد اللي كتبتها..وحابة اعرف رايكم في المشهد ده بالذات واعرف إذا كنت قدرت اكتبه بشكل كويس ووصلت مشاعرهم صح ولا لا؟
– ايه رأيكم في اعتراف كاميليا بحبها لنديم؟
-متوقعين رد فعل كاميليا ايه في مواجهة سامح ليها؟
– تفتكره كاميليا هتسامحه؟ او هتسمح له يشوف بنته؟
– متوقعين سامح و ميادة هيكملوا مع بعض ولا هيتطلقوا؟
– شايفين مين الغلطان في شخصية سامح وسميحة ؟
الام السبب ولا ابوهم؟ ولا هما اللي عملوا كده في نفسهم؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غرام العنقاء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى