روايات

رواية حب فوق الغصون الفصل العاشر 10 بقلم سارة نيل

رواية حب فوق الغصون الفصل العاشر 10 بقلم سارة نيل

رواية حب فوق الغصون الجزء العاشر

رواية حب فوق الغصون البارت العاشر

حب فوق الغصون
حب فوق الغصون

رواية حب فوق الغصون الحلقة العاشرة

_إنتِ معقول … كنتِ هتتخطبي .. يعني كان في حد متقدملك.. إزاي كدا .. أنا كدا فهمت كل حاجة..
بس خلاص معدتش ينفع ولازم مستناش أكتر من كدا..
توسعت عيون غصون بصدمة من هذه الجُمل الغير مترابطة وإللي ملهاش علاقة بالموضوع خالص، مقدرتش تفهم هو يقصد أيه..
_عن إذنك يا بشمهندس..
ومشيت على مكتبها ولسانها بيدعي إن حقها يرجعلها…
أما عُدي وقف مكانه وحاسس بتيهة كبيرة وخرج وهو مقرر هيعمل أيه..
وغصون إنتهت من عملها سريعًا وخرجت ذاهبة إلى زيارة مِسك والاطمئنان عليها…
✲✲✲✲✲✲✲✲
شعرت بالضيق من الجلوس في هذا المكان ووغزات الألم لا تبرح عنها..
_مالك يا مِسك .. في حاجة وجعاكِ؟..
_أيوا في وجع صعب أوي من الصبح..
وقفت والدتها وخرجت بلهفة لأحد الممرضات، قالت بلهفة:-
_بالله يا بنتي تنادي الدكتور عُبيدة مِسك موجوعة أووي..
قالت الممرضة:-
_الدكتور عُبيدة بيصلي والله يا خالتي عشر دقايق وهيكون هنا..
_طيب يا بنتي يارب ما يغيب أصلها بتتوجع أووي..

 

 

_دا طبيعي علشان عمليتها كانت مش سهلة، ربنا يشفيها ويعافيها يارب..
_يارب يا بنتي .. يارب..
دخلت للغرفة تاني وتأملت وجه مِسك إللي مرتسم عليه الألم الشديد..
_استحملي يا مِسك دكتور عُبيدة عشر دقايق وهيكون هنا..
قالت بغضب وهي بتتوجع:-
_أنا قولتلك مش عايزة أعمل عمليات وسيبني للموت بدل ما إحنا قاعدين تحت رحمة دكتور الهنا ده..
_اصبري يا بنتي واستحملي كدا .. ربنا يشفيكِ ويعافيكِ يارب..
ظلت تتلوي من الألم وهطلت الدموع من أعينها وقد شعرت بالألم يتمكن منها ولا تستطيع التحمل حتى أنفاسها قد ضاقت عليها…
_آآآه يااااارب…
وظلت تبكي بشدة وتنهج بسرعة قوية .. أصاب الذعر الخالة فادية وهي ترى ابنتها تنتفض..
دخل عُبيدة الغرفة مهرولًا ليراها في تلك الحالة أسرع نحوها لتقول والدتها بترجي:-
_بالله يا دكتور عُبيدة إلحقها أنا مش عارفة مالها..
_خير يا حاجة .. إهدى بس كدا مفيش حاجة هي بس بتدلع..
ومن وسط وجعها نظرت له بغضب وهو يستهين بألمها..
قال عُبيدة بجدية:-
_متركزيش في الألم وتوهمي نفسك لازم تتحملي وتواجهي الوجع..
كانت في قمة تعجبها من هذا الطبيب في وسط هذا الألم ..
كيف يقول هذا؟!..
قالت وهي تلهث من بين أنفاسها:-
_بقولك مش قادرة … الو..جع بيقتل…ني ..
بجد … إنت .. إنسان .. معندكش إحساس..
تجاهل فظاظتها وقال:-
_إنتِ إللي واهمة نفسك ومش بتساعدي نفسك على الشفاا
.. أنا قللت المسكن وهتواجهي نفسك وسيبك من الكبرياء ده..
لم تستطيع الرد وهي تنتفض وتلهث وهي ترى بأعينها أنها النهاية والألم يمزقها ومن حولها يشاهدون كأنه مسرحية هزلية…
أغمضت أعينها شاعرة بأن إدراكها يتراجع وتفقد وعيها هامسة:-
_أشهد أن لا إله إلا الله … وأن سيدنا محمد رسول الله..
وسقط رأسها في ظلام دامس..
وقف عُبيدة وهو لا يُصدق ما يرى في صدمة لا يتوقعها..
أما والدتها فصرخت صرخة شقت سكون المشفى وتخشبت على إثرها غصون التي تقف في الخارج…
✲✲✲✲✲✲✲✲
وصل عُدي أمام منزل غصون .. طرق الباب فقابله رجل عرف من مظهره أنه والدها..
_السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
_ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا ابني أقدر أساعدك في حاجة..
_دا بيت عم عبد القادر صح..
_أيوا أنا …اتفضل يا أستاذ..
دلف عُدي للداخل في حرج .. ثم جلس بهدوء ليجلس والد غصون أمامه بتعجب..
تنحنح عُدي وقال:-
_أنا بعتذر لو جيت لحضرتك من غير ميعاد يا عمّ عبد القادر
_ولا يهمك يا ابني أنا تحت أمرك…

 

 

ورفع صوته قائلًا:-
_الشاي يا أم غصون..
ابتسم حينما سمع اسمها وقال:-
_أنا اسمي عُدي الحصري عندي ٣١ سنة وبقالي ٥ سنين مسافر برا أنا ووالدتي لأن كنت بشتغل في شركة وحاليا استقرينا في مصر وبشتغل في أحد الشركات..
والدي الله يرحمه متوفي ومليش ألا أمي الله يبارك في عمرها…
_أهلًا وسهلًا يا ابني .. اتشرفت بيك..
_أكيد حضرتك مستغرب كلامي ودخلتي .. بس مفيش أفضل من الصراحة وأنا هكون صريح مع حضرتك وهحكيلك على كل حاجة ..
بصراحة كدا على سنة الله ورسوله أنا طالب إيد بنت حضرتك الآنسة غصون…
أنا من فترة كنت عايز أكلم حضرتك بس مكونتش أعرف العنوان أو رقمك..
تأمل والد غصون عُدي وسيمات الصلاح والإيمان المرتسمة على وجهه وطريقته المهذبة في الحديث معه..
شعر بالألفة لهذا الشاب وقبول لا يعلم سببه..
أكمل عُدي حديثه وقال:-
_أنا هحكي لحضرتك كل حاجة..إنت في مقام والدي الله يرحمه..
وبدأ يسرد له كل شيء .. رحلة أحلامه مع غصون ورؤيته لها أول مرة ومجاهدته في الثبات وفي الأخر وصوله لهنا وتجنب الموقف الذي حدث من أحمد وحازم..
رأى والد غصون الصدق والإخلاص بعينه، إنه يشبه ابنته غصون في كثير من الأشياء، حقًا ما بعد الصبر إلا الجبر..
– أنا اتشرفت بيك يا بشمهندس عُدي..
– ليه بشمهندس ما من البداية قولت ابني..
– أكيد طبعًا يا ابني، أنا هعرض الأمر على غصون ونتناقش وربنا ييسر يارب.
– أكيد يا عمي .. ممكن رقم حضرتك..؟
– طبعًا يا ابني .. اتفضل.
أملاه رقمه ليشعر عُدي بالراحة ثم استقام ومدّ يده يصافحه وقال:-
– أنا في الإنتظار يا عمي واتشرفت بحضرتك..
– عالطول كدا يا بني طب اتفضل اشرب الشاي طيب.
– مرة تانية إن شاء الله يا عمي، السلام عليكم.
-وعليكم السلام .. مع ألف سلامة…

 

 

وخرج عُدي ثم صعد لسيارته وهو يتنهد براحة فأخيرًا قد وقف على بداية الطريق إليها..
– يارب العالمين سهل الأمور واجعلها من نصيبي يارب..
سمع رنين هاتفه فأخرجه ليجد أنها مهاتفة من العمل حيث المتصل مدحت..
– السلام عليكم..
سمع صوت مدحت الغاضب يقول:-
_وعليكم السلام .. بشمهندس عُدي أتمنى تكون في الشركة في أسرع وقت ممكن لازم نحط حد للي بيحصل ده ولازم تكون متواجد .. أول مرة تحصل المهزلة دي في شركتي ومش هسكت أبدًا…
تعجب عُدي من غضبه وتسائل:-
_ خير يا بشمهندس مدحت في حاجة حصلت؟!
– لما تيجي يا بشمهندس عُدي.. أنا في إنتظارك.
– تمام دقايق وأكون عندك إن شاء الله.
أما في الأعلى كان والد غصون يروي لوالدتها كل شيء حدث وما قاله له عُدي..
– ما شاء الله يا أبو غصون أنا بصراحة مرتاحة أووي..
ثم صمتت وهي تتذكر حديث غصون عن ما حدث أمس أثناء مجيئها من المشفى وموقف عُدي معها فأيقنت أنه نفس الشخص.. ابتسمت بسعادة وقالت:-
– ربنا يجعل نصيبك حلو من كل حاجة يا بنتي..
ردد والد غصون بقلق:-
– بس متنسيش إن كمان في حازم يا أم غصون..
صمتت هُدى فكانت لا تُريد قول هذا قبل أن تأتي غصون لكن قالت بتردد:-
_بصراحة يا حاج عبدو غصون بعتت ليا رسالة من ساعة كدا وقالت إن كل شيء نصيب وحازم مش الشخص المناسب وهو بلغها بالكلمتين دول وقالها توصلهملك بسبب موقف حصل قالت لما ترجع هتحكي الموضوع من البداية..
– أيه الكلام ده يا هُدي .. مش المفروض دا كلام رجاله والأستاذ حازم زيّ ما كلمني المرة الأولى وكان كلام رجاله يكون بردوه الكلام ده بيني وبينه .. ماله ومال بنتي..
دا كلام يصح..
– إهدى يا أبو غصون .. أنا في البداية زعلت وقلقت بس رجعت قولت دا أكيد خير وربنا مش بيجيب ألا خير وأدي أول موقف منه بين سلوك مش كويس منه..
غصون هتيجي وتحكي على إللي حصل ونعرف الموضوع أيه علشان مانظلمش حد…
– الحمد لله يا هُدى كله خير أكيد …
✲✲✲✲✲✲✲✲

 

 

في هذا الأثناء كانت على وشك الدخول عندما سمعت الصراخ لكن أوقفها رنين هاتفها اللحوح..
أخرجت الهاتف من حقيبتها وتعجبت حينما وجدتها أروى..
– السلام عليكم..
– وعليكم السلام .. بقولك يا غصون لازم ترجعي الشركة دلوقتي ضروري في أسرع وقت..
خرجت من المشفى وتسائلت بقلق:-
_في أيه يا أروى .. أيه إللي حصل..
– لما تيجي يا غصون، المهم في أسرع وقت تكوني هنا .. الدنيا مقلوبة..
– خير يارب .. حاضر يا أروى في أسرع وقت وهكون عندك.. سلام ..
– سلام..
بعد أقل من نصف ساعة كانت تدخل من أبواب الشركة بقلق وأسرعت نحو الأعلى لتجد الكثير من أفراد الأمن منتشرين وموظفين الشركة متجمعين..
الهرج يسود الأرجاء ومدحت وزوجته يقفان غاضبان..
همست بإرتعاش:-
– بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم..
استرها يا الله وكن معايا ومتسبنيش..

 

 

تقدمت وتسائلت بعدم فهم:-
– في أيه .. أيه إللي بيحصل..
انتبه الجميع لها فالتفت عُدي نحوها ثم تقدم مدحت منها بغضب تام وخلفه زوجته مدام زيزي وترميها بنظرات خائبة غاضبة..
– في إنك حرامية ونصابة كبيرة ياللي عاملة شيخة وأنا مش هعمل حاجة ألا إن أسلمك للشرطة وبس……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية حب فوق الغصون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!