روايات

رواية سجينتي الحسناء الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم أسماء عادل المصري

رواية سجينتي الحسناء الجزء الحادي والعشرون

رواية سجينتي الحسناء البارت الحادي والعشرون

رواية سجينتي الحسناء الحلقة الحادية والعشرون

هل من الطبيعي أن يفقد الإنسان فجأة رغبته بالاستمرارية؟ يبهت هكذا.. بلا أدنى سبب؟!
– أحمد خالد توفيق
•••••••••••••••••••••••••••••••••
جالس بعتمه الليل بداخل ظلام حالك ، ليس فقط الظلمه التى تحيطه و لكن هناك ظلام داخله يتسع و يتسع حتى كون فجوه معتمه من الصعب تقبلها
ظل واقفا يستند الى سيارته ينظر للقاهره من اعلى جبل المقطم بعد ان خرج بعصبية فاقدا لوجه معينه لا يعلم ما العمل ؟
اغلق هاتفه بعد تكرار الاتصالات و الرسائل الوارده من ابيه و خطيبته و والدته و عمله ايضا و آثر على الابتعاد حتى يقرر ماذا يفعل
ربما لا يصدق بالسحر و الاعمال متذكرا قوله تعالى
(أَسِحْرٌ هَٰذَا وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ ﴿٧٧ يونس﴾)
ولكن السحر ذكر فعلا بالقرآن الكريم و ربط بين ما يحدث معه بالايام القليله المنصرمه و ما رأه من والدته فتنبه ان تكون استطاعت توظيف السحر لصالح رغبتها بفراقهما
و اكثر ما آلمه هو ان الطعنه اتت من اقرب الناس له كما اخبره الدجال الهندى بالمطعم فلم يقوى حرفيا على التحمل و خارت قواه فارتمى على الارضيه الترابيه و انتحب بصمت
••••••••••••••••••••••••••••••
ظلت حبيسه غرفتها بعد ان انهارت و بات امر انفصاله عنها مؤكدا بعد ان ارسلت له الكثير من الرسائل المكتوبه و الصوتيه ايضا و محاولاتها المستمره للتواصل معه و لكن دون جدوى
ما زاد وجعها هو معامله ابيها السيئه جدا لها خصوصا بعد ان عاد جمال و زوجته لبيتهما فاصبحت بمفردها مع والديها ليظل هشام يأنبها على فعلتها الحمقاء بل و يزيد الامر بتوجيه الاتهامات المجحفه و اللاذعه لها
# شايفك واحده سهله من غير رقيب …. حقه يعمل فيكى اكتر من كده
كلماته اصابتها بالاحباط و الخزى و تجرعت مرارته وحدها عندما لم تجد اى ردع من والدتها لاتهاماته و لا حتى دعم
نامت و دموعها تبلل وجهها و وسادتها و لم تتذوق اى طعام و اختارت الهروب من واقعها الاليم بالنوم ..نعم النوم لفترات طويله
دلفت والدتها الغرفه تحاول ازاله الستائر حتى تدخل الشمس هاتفه بتوبيخ
# العصر قرب يأذن و انتى لسه نايمه …قومى عشان مرات اخوكى زمانها جايه نشوف هنعمل ايه فى اللى ورانا؟
جلست بتذمر و هتفت بضيق و هى تضرب كفها بالاخر
# هنعمل ايه فى ايه يا ماما ؟
اجابت بعفويه
# البروڤه بتاعه الفستان و كنتى عايزه تشترى حاجات من وسط البلد….
قاطعتها بضحكه متهكمه مجيبه
# ده على اعتبار ان فى كتب كتاب بكره ؟
لمعت عينها بخضه و ضربت على صدرها بكفها متسائله بوجل
# هو فسخ الخطوبه ؟ قالك ان مفيش كتب كتاب ؟
حركت راسها باستسلام هاتفه
# يا ماما الموضوع منتهى من غير ما يقول …اولا لا بيرد عليا و لا كلمنى من اول امبارح من ساعه ما كان هنا ، و لا ظهر و لا كلم بابا فى اى حاجه ، و كمان مفيش راجل هيقبل على نفسه كده و سيف راجل يا امى ، راجل اوى اوى على رأى بابا
اجابتها بتهكم صريح
# و الراجل اوى اوى ده لما يفركش خطوبه هيسيبنا على عمانا لحد اخر لحظه يعنى ؟
قوست فمها مردده بحزن
#و هى محتاجه كلام ؟
قطع حديثهما رنين الباب فاتجهت فدوى لتفتح هاتفه
# اكيد مرات اخوكى ….قومى طيب على ما افتح لها
دلفت ليلى تبتسم بسمه مصطنعه هاتفه
# يلا يا عروسه عشان نلحق الاتيليه
اعادت عليها فدوى حديثها فرددت تفسر لها الامر
# لو سيف عايز يفركش كان قال لما جه اول امبارح …اكيد مشغول و بيدور ورا اللى بعت الفيديو
لم ترد تصديق كلمات زوجه اخيها حتى لا تتأمل بامل زائف و لكن قطع شرودها و حزنها صوت قرع جرس الباب فتنبهت حواسها و هتفت بلا شعور
# هو … ده اكيد هو
ربتت ليلى على كتفها و اتجهت لتفتح فوجدته يقف امامها شامخا كعادته فنظر لها ببسمه مقتضبه هاتفا
# السلام عليكم
ابتسمت له و تنحت للجانب حتى يدلف و هى تشير له بترحيب
# اهلا يا سيف …اتفضل
اخبرها و هو يتجه لغرفه الضيوف الملحقه بالصاله
# لو سمحتى اتصلى بجمال و عمى و بلغيهم ان انا هنا و خليهم ييجو
اماءت بصمت و تخوف من نظرته الجامده و طلبه باحضارهما من العمل على وجه السرعه فهرعت لغرفه دارين تخبرها الامر فقوست الاخرى فمها بحزن و هتفت
# عايزهم عشان يفركش
قالت لها ليلى بعد ان شعرت بانها على حق
# تفائلى بالخير يا دارين
سحبت نفسا عميقا بداخلها و زفرته باستسلام و ارتدت ملابسها قاصده الخروج و الجلوس معه للتحدث بالامر ريثما يأتى والدها و اخيها الاكبر
دلفت بخطاً مهتزه و متوتره فاستشعر وجودها من رائحه عطرها فاغلق عيناه ليستجمع نفسه بعد ان اصبح هشاً مكسور و محطم كزجاج الاناء الذى كان بحوزه والدته
اقتربت منه و نظرت له باعين معاتبه و هى تردد
# ازيك ؟
اماء براسه دون تعقيب فلاحت ابتسامه منكسره على وجهها و جلست بعيدا عنه على المقعد الموضوع بآخر الغرفه
ظلت صامته منتظره منه ان يستهل معها الحديث و لكنه لم ينبت بكلمه واحده فشعرت انه ربما يخجل من مفاتحتها بالامر فاستجمعت شجاعه زائفه و هتفت بصوت منخفض و لكن مسموع بالقدر الكافى
# مش هتتكلم ؟
رفع نظره ناحيتها لترى بعينه نظره حقا عجزت عن تفسيرها ، خليط خطر ما بين الحزن و الانكسار ، الضعف و اليأس ،الغضب و الكره
ظلت تفتش بين نظراته على نظره الحب ، العشق ، الولع او حتى اللهفه التى دائما ما امطرها بها و لكن لا شيئ …جمود و جمود الى النهايه
ابتلعت ريقا ليس بحلقها و هى تسمعه يتنحنح ليبدء حديثه معها بكلمتين لا غير
# لما الرجاله تيجى
حسنا …. هى الآن متأكده من الامر لا تحتاج لتفسير او تحليل ، لتدلف والدتها ترحب به هاتفه بموده
# اعملك قهوه و لا شاى يا بنى ؟
اجاب دون النظر اليها
# و لا حاجه …كوبايه ميه
اقتضبت من بروده و اتجهت صوب المطبخ لتحضر المياه فهمست باذن زوجه ابنها هاتفه
# البنت كان معاها حق … جاى يفركش يا ليلى
دمعت عيناهما و هى تكمل
# يا عينى عليكى و على بختك يا بنتى
ربتت عليها ليلى بحزن هاتفه بمواساه
# ربنا شايل لها الاحسن
سالتها بوجل
# كلمتى جوزك و عمك ؟
اماءت مجيبه
# ايوه و قالو هياخدو اذن من اشغالهم
رفعت يدها للسماء تتضرع لله
# ربنا يسترها معاكى يا دارين يا بنتى و ينصرك على كل الظلم ده
•••••••••••••••••••••••••••••
مع كل الافتراضات و التكهنات بل و الاتهامات التى رماها طلعت بوجهها امس من كونها زوجه و ام غير امينه على ما اعطاها الله لها و لم يعطها الفرصه للدفاع عن نفسها الا انها ابت ان تظل موضع المتهمه بتلك المعادله فظلت تهاتف وليدها و ترسل له الرسائل تشرح له الامر و لكنه قابل اتصالاتها بالرفض لينتهي به الامر مغلقا هاتفه حتى تلك اللحظه
هاتفت ابنتها لتأتى على وجه السرعه بعد ان قصت عليها مقتطفات مما حدث لتهتف بذهول
# معقول يا ماما كل ده يطلع من هايدى ؟
اجابت بحزن
# و اخوكى و ابوكى متهمنى فى الحكايه …محدش ادانى فرصه و لا سمعولى
اقتضب وجهها و هى تردد بدهشه
# طيب سيف و موقفه مفهوم …انما بابا ازاى ميسألكيش و يسمعلك ؟
حركت كتفاها بتعجب و دهشه و هى تهتف موضحه
# اول ما شاف الصوره فضل يزعق و سابلى البيت هو راخر و مشى ، و دلوقتى كوبايه الميه اللى هتفك العمل لازم سيف يشربها و الدورق اتكسر و مفيش غيرهم و اتصلت بالزفت الدجال ده قال لى مينفعش اعمل ميه غيرها
زفرت بضيق و اخذت تفكر و اردفت
# سبينى احاول اتكلم معاه انا يمكن يسمعلى!
سألتها بلهفه
# تكلمى سيف و لا ابوكى ؟
ابتسمت و هى ترفع اصبعيها السبابه و الوسطى هاتفه بدعم
# الاتنين ….الاتنين يا ماما
اماءت موافقه فامسكت هاتفها و اتصلت باخيها فوجدت هاتفه لا يزال مغلقا فزفرت بضيق و رددت
# لسه مقفول
سألتها منار
# معاكى رقم خطيبته ؟
اجابتها بحيره
# ايوه …بس مش بتقولى فى بينهم مشاكل و بعدين سيف زمانه فى الشغل دلوقتى
ايدتها بفرحه هاتفه
# صح انا ازاى ما اخدتش بالى ، اتصلى عليه فى الشغل يا ساره
اومأت بالموافقه و اتصلت و لكن اجاب مساعده هاتفا
# سيف باشا بقاله يومين مجاش الشغل ، و المأمور قالب عليه الدنيا
اغلقت بعد ان استمعت له فزاد قلقهما عليه لتستمع لصوت فتح الباب فوجدت زوجها يدلف باجهاد و تعب و ارتمى بجوار ابنته مرحبا بها بصوت متعب
# ازيك يا بنتى ؟
ربتت عليه هاتفه بحب
# ازيك انت يا حبيبى ؟… كنت فين يا بابا ؟
تنهد بتعب و اجابها
# بدور هلى سيف من امبارح ملوش اثر …حتى الشغل مراحش
سألته منار بحزن دفين
# سألت عليه عند خطيبته ؟
رمقها بنظرات حاده و اجابها بتقوس فمه
# و ايه اللى هيوديه بعد المشاكل اللى وقعتيه فيها ؟
انتفضت من مجلسها تهدر بحده
# حرام عليك يا طلعت …انا برده هازى ابنى ؟ ازاى تفكر فيا كده ؟
ابتسم بسخريه رافعا حاجبه لاعلى فتدخلت ابنته تقص عليه الامر فلمعت عيناه بدهشه و تعجب و هو يقول
# ايه …. هايدى هى السبب ؟ البنت دى اتجننت و لا ايه ؟
احلبت ساره بلهفه
# مش ده المهم دلوقتى يا بابا ، المهم اننا نلاقى سيف عشان يشرب الميه بتاعه فك العمل و ان شاء الله مشاكله تتحل
جلس و استتد بظهره على ظهر الاريكه و ردد
# انتى مصدقه فى الدجل ده ؟ ربنا هو الحافظ يا بنتى
هللت منار تردد بضيق
# و لما انت عارف كده متهمنى من امبارح انى السبب فى الخراب اللى بيحصل ليه ؟
اجابها بتنهيده حاره
# عشان السحر و الاعمال ربنا ذكرها فى القرآن يعنى موجوده ، بس محدش يقدر يضر حد الا باذنه وحده و ابنك بيصلى و بيعرف ربنا و صعب حد يقدر يأذيه بالكلام الفارغ ده ، انما انتى اذتيه فى نفسيته لما اتخيل انك ممكن تعمليله عمل
هتفت بقهره
# بس انا مظلومه و الله … ده انا اموت فدا ولادى
اماء مبتسما و معقبا
# يمكن يكون ربنا حب يدوقك يعنى ايه ظلم عشان تحسى بالمظلوم
علمت انه يقصد دارين بحديثه فاطرقت راسها بضيق و حزن و عادت تنظر له بتوسل هاتفه
# دور عليه يا طلعت …لاقيلى ابنى و فهمه انى مظلومه و انا و الله من انهارده مش هتدخل فى جوازته و لا هزعل خطيبته ابدا
••••••••••••••••••••••••••••••••
دارت معارك طاحنه برأسه و جلس منتظرا حضور رجال العائله فامتلئت الغرفه بالسكون القاتل الا من صوت تنفسها و تهدجها الواضح له انها تعانى و لكنه حقا بتلك اللحظه لا يستطيع التخفيف عنها او مواساتها و مؤازرتها فيكفيه ما يعاصره
تنحنحت بعد ان دام صمته طويلا هاتفه بصوت متحفز
# سيف!!
رفع وجهه ينظر لها فابتلعت بصعوبه و هتفت بغصه مؤلمه متنازله عن كبرياءها
# هتسيبنى ؟
لمعت عينه بدهشه مجيبا
# انا قلت كده ؟
اجابت و هى تحاول كتم بكاءها
# تصرفاتك بتقول كده
اطرق راسه بتعب مجيبا
# انا مضغوط جامد يا دارين ….ارجوكى متضغطيش انتى كمان عليا
لم تتمالك نفسها فبكت بقهره و ظنت انه سيتجه ناحيتها ليحتضنها ربما او ليطمأنها و يخبرها ان كل شيئ على ما يرام و لكنه لم يحرك ساكنا فحقا قد خارت قواه و لا يعلم احد بما يثور بداخله سواه
عندما لم تجد منه رده فعل رددت بقهره
# انا غلطت فى ايه ؟ ده كان جوزى…..
قطعت كلماتها فور ان رفع وجهه ينظر لها بحده و عيون تطلق شرر محذرا اياها
# انا كام مره اقولك متجبيش سيرته قدامى
انتفضت من مكانها هاتفه بضيق
# ليه ؟ فى الاول و الاخر انا كنت متجوزه و مش ذنبى انه طلع ندل و نصاب و خاولت اخد حقى منه و انا اللى رفضت
انتقض هو الاخر على اثر صياحها هاتفا بحده اجفلتها بل و جعلت كل من ليلى و فدوى يدلفا للغرفه فى محاوله بائسه منهما لفهم ما يدور
# اخر مره هحذرك يا دارين …. متجبيش سيرته قدامى ، انا بحاول انسى انك كنتى متجوزه قبلى و بحاول اتعايش ان فى راجل غيرى لمسك و الاكتر من كده بحاول انسى شكلك و انتى فرحانه و بترقصيله فبلاش تزودى الموضوع عليا
حاولت فدوى التدخل هاتفه بتردد
# اهدى يا بنى و كل حاجه و ليها حل
جلس يطرق راسه لاسفل مشعلا سيجارته هاتفا بضيق
# سيبونا لوحدنا يا جماعه من فضلكم
نظرا لبعضهما البعض بحيره فسحبت ليلى حماتها من ذراعها و خرجتا لتركهما بمفردهما كما ناشدهما
فور خروجهما وقف و اتجه ناحيتها منتصبا بطوله و هيبته و تحدث بجرأه
# انتى ازاى تسمحيله يصورك بالشكل ده ؟
اجابت باكيه
# كنت مديه الامان زى اى زوجه….انت مراتك مكانتش بتحاول تبسطك ؟
جحظت عيناه بغضب اهوج و رفع سبابته بوجهها مقوسا فمه محذرا
# داااارين …. اوعى فى مره تعملى مقارنات بينك و بينها ، و الاسوء من كده انك تقارنى بينها و بين الحيوان ده
شعرت كم ان زوجته الراحله خطاً احمراً لن تستطيع التجرؤ و المساس به فرقرقت صوتها هاتفه بضيف
# انا مش بقارن … انا بسأل اللى عملته ده كل الستات بتعمله و لا انا كنت حاله شاذه؟
ضغط باسنانه على شفته محاولا كتم النيران المندلعه بداخله و ردد
# فى كتير بيعملوه بس ….
قاطعته صارخه
# يبقا فين غلطى ؟
صاح مجيبا
# غلطك فى اختيارك ….غلطك فى تساهلك انتى و اهلك فى ابسط حقوقك ، غلطك كبير و اكبر من إن اى راجل يتحمله على نفسه
القى كلماته فامتعض وجهها ليستدير و يوليها ظهره عاقدا ساعديه خلف ظهره و نظر من نافذه الغرفه المطله على الشارع و ردد بزفير قوى
# انا بعمل المستحيل عشانك ، و الواضح انك مش شايفه اللى انا بعمله … بحارب فى ميت جبهه و انتى كل اللى يهمك ان كل الستات بتعمل كده
اخرج سجائره و اعاد اشعال اخرى ليحرق بها صدره و قلبه المحترق بنيران حبها و ردد و هو يزفر دخانها خارج رئتيه
# انا مش قادر اكمل بالطريقه دى و لازم ……
لم تمهله فرصه للتحدث فصرخت بانهيار
# متكملش …طالما حاسس نفسك مضغوط و بتحارب و مش قادر يبقا متكملش يا سيف و تحسسنى عمرى كله انك اتنازلت و اتجوزتنى
التفت ينظر لها على اثر صراخها و حديثها الهادر فقوس حاجبيه لتلمع عينه بالدهشه و هى تخلع محبسها و خاتمها و تمسك براحته تضعهما بداخله و هى تبكى مردده
# و انا اهو بعفيك من الحرج و من اى ارتباط بينا يا سيف
القت كلماتها بوججه و اندفعت قاصده غرفتها فاصطدمت بزوجه اخيها و هى تحاول ايقافها و لكنها كانت كالرعد الغاضب و المتهور لتصل غرفتها و تغلق الباب ورائها
ظل متجمدا بمكانه ممسكا بمحبسها ينظر له بشرود حتى وجد يد فدوى تربت عليه محدثه اياه برجاء
# معلش يا بنى …اعذرها ، اللى شافته يكسر اجدعها واحده و لولا ان دارين طول عمرها قويه كانت انهارت من زمان
رفع وجهه ينظر لها هاتفا بضيق
# اعذرها ؟ و انا مين يعذرنى و يحس بيا ؟
قوست فمها و ربتت عليه بحنو بالغ هاتفه بنبره اموميه
# حقك عليا انا سيف … احنا يا بنى منرضالكش الاذيه ، لو فعلا حاسس انك مش قادر تكمل ؟ حقك محدش يقدر يقولك حاجه
وقف متحفزا امامها يسحق اسنانه بغضب و سألها و هو يتجه للداخل قاصدا الغرف الداخليه
# فين اوضتها ؟
اشارت لخاصتها فاندفع بحده و فتح الباب دون تكبد عناء طرقه و ولج للداخل هاتفا بغضب
# دااارين
وجدها متكومه على فراشها بوضعيه الجنين تبكى بقهره و عبراتها شوشت رؤيتها لدرجه انها تعثرت بغطاء الفراش و هى تعتدل بجلستها صارخه بغضب
# انت ازاى تدخل عليا من غير استئذان ؟
دفع الباب بيده عنيفا لينغلق و ليلى و فدوى واقفتين بالخارج تتضرعا لله لحل الازمه
•••••••••••••••••••••••••••
جالسه على فراشها و تلتف حولها تابعاتها واحده تدلك قدمها و الاخرى كتفها و كأنها اميره متوجه على عرش السجن
انحنت احداهن تهمس باذنها بشيئ جعلها تبتسم و تهتف بانتصار من نصف عينها الماكره
# خليها تيجى
خطت سيده باحترام و انحنت تجيبها هاتفه
# جبتلك طلباتك يا معلمه
وضعت لواحظ قدم فوق الاخرى و سيجارتها بيدها هاتفه برضا
# اهو كده تنولى الرضا يا سيده هاتيه بقا
دست الاخرى يدها بصدرها و اخرجت منه هاتفاً محمولاً و ناولتها اياه فاخذته منها لواحظ و حركت قدمها بشكل مبالغ فيه و رددت
# روحى انتى يا سيده
ضربت باصابعها عليه و وضعته على اذنها تنتظر الاجابه فجاء صوته الغليظ هاتفا
# الو
اجابت بعنجهيه
# ايوه يا ابن عمى
زفر بصوت مسموع ممتغضا و مرددا
# خير يا لواحظ عايزه ايه ؟
هدرت به بشراسه
# ايه حكايتك ؟ انت فاكر اننا بنلعب ؟ منفزتش ليه اللى طلبته منك ؟
نظر امامه بتأفف و كأنه يراها و اجاب بصوت متهكم
# عشان يا ام العريف لو عملته زى ما انتى عيزاه هنتكشف ، اصبرى و انا هعملك اللى انتى عيزاه و اكتر كمان ، المهم بس ابعتيلى الوليه اللى تبعك دى بفلوس عشان اكمل
•••••••••••••••••••••••••••••••

تكملة الفصل الواحد والعشرين
اقترب منها بهدوء و تريث و لكن نظراته عكست ما بداخله من نيران ثائره فتخوفت منه و ابتلعت لعابها بذعر و عادت للوراء بظهرها و هى تركز بصرها امامها تستمع له يتحدث و هو يحطم اسنانه من الغيظ
# هو انا مش قلتلك قبل كده الدبله دى ما تتقلعش من ايدك الا عشان تتحط فى ايدك التانيه ؟
اقترب اكثر حتى اصبحت محاطه ما بين الحائط و جسده الممشوق امامها ليستطرد بحده
# قلت و لا مقلتش ؟
انتفض كتفاها لاعلى من صياحه فدمعت عيناها اكثر لتتشوش رؤيتها اكثر فلم تلاحظ اقترابه الخطر منها و استنداه على الحائط الذى خلفها ليحاوطها بذراعيه بين جسده و بين الحائط و امسك يدها اليمنى و البسها المحبس و الخاتم و عاد لوضعيته مسندا كفيه على الحائط فيعود لمحاصرتها و انحنى مقربا فمه من اذنها هاتفا بهمس مثير
# مولاتى …..جميله الجميلات
رفعت وجهها تنظر له باكيه فمسح بابهاميه عبراتها المنسابه من مقلتيها فهمست بتلعثم
# يا سيف …انااا كنت بحاول اعفيك من الحرج
ابتسم و هو يلتقط عبراتها بفمه ملثما وجنتيها و عنقها و هتف باثاره
# هشششس ، بحبك
لثم ثغرها بقبله جامحه تذوق فيها عبراتها فحاول ان يهدئ من روعه قليلا حتى صارت قبله متمهله و رومانسيه طالت بعض الوقت حتى شعر بحاجتها للهواء فابتعد متفرسا وجهها الذى اصطبغ بحمره اثاره و خجل
اطال نظره لها فوجد حزنها لا يزال يتملك معالمها فتمعن بمقلتيها الخحزينتين و ردد
# بصى يا دارين …. انا هقولك كلمتين اعتبريهم نصيحه منى عايزه تاخدى بيها هترتاحى فى حياتك معايا بعدين ، مش عايزه تاخدى بيهم براحتك
ظلت منتظره منه ان يكمل فاستطرد مبتسما بخبث
# لو جوزك و معاكى منه عيال متسمحيش ابدا انك تتصورى بجسمك كده لاى سبب ، لان ببساطه لو اعتبرناه ابن حلال زيى كده فبرده فكره ان الموبايل ممكن يقع فى ايد حد من صحابه او انه يتسرق او يبوظ و ساعتها ممكن الحاجه دى تتشير على النت و تبقا فضيحه
اطرقت راسها بخزى و هتفت ببكاء
# عمرك سألت نفسك انا ليه حاولت انتحر و انا فى السجن ؟
أجابها و هو يستعيد بذاكرته ذلك اليوم الذى زعزع كيانه فهتف بحنق
# سألت نفسى كتير اوى و فكرت فى اجابات اكتر بس بجد ملقتش اجابه تقنعنى غير انك استسلمتى للهزيمه
اماءت بلا موكده
# لا… اليوم ده انا كلمته و هو هددنى بالفديوهات دى لو حاولت اجيب سيرته او افتح القضيه من تانى ، ساعتها الدنيا كلها ضلمت فى وشى …مش عشان اتصدمت فيه ؟ لا خالص ، بس عشان فكرت فى شكلى و شكل عيلتى لو نفذ تهديده
صمتت و اخذت انفاسها ببطئ مستطرده
# يعنى انا كمان مش مواففه ابدا على حاجه زى كده و اتعلمت درسى …او بمعنى ادق اتعلمت دروسى بطريقه مستحيل تخلينى اغلط تانى يا سيف ، عشان كده انا زعلت منك لما بوستنى بعد ما وعدت جمال ، حسيت ساعتها انك ….
صممت و انتحبت بكاءا فوضع اصبعه اسفل ذقنها بحنو مبالغ و عاد لهدوءه و هتف موضحا
# عارفه انا ليه بوستك دلوقتى برغم وعدى لجمال و بالرغم انك زعلتى منى لما عملتها ؟
حركت راسها بلا فاجابها
# لانك مراتى يا دارين … كلها اربعه و عشرين ساعه و تبقى على ذمتى رسمى و قدام الناس كلها
تلاعبت معه بالحديث هاتفه
# ممكن اى حاجه تحصل و تعطل الجواز على فكره و ساعتها …
وضع اصبعه على فمها ليمنعها من اكمال حديثها و هتف بتأكيد مقربا فمه من ثغرها هاتفا بنبره خطيره و انفاسه الساخنه تلفح وجهها
# الحاجه الوحيده اللى هتمنعنى من كتب كتابنا بكره هى انى اكون ميت
رفعت كفيها بلهفه و خضه مستنده بهما على صدره هاتفه بوجل
# بعد الشر عليك
انحنى ليلتقط شفتاها بقبله اخرى بث لها احتياجه و حبه و لكنه عندما وجدها لا تبادله ابتعد و همس باحتياج
# انا محتاجك اوى يا دارين …. عندى مشاكل كتيره اوى و محتاجك جنبى ، عايز احس بيكى و بحبك ليا عشان اقدر اكمل
عاد يقبلها باحتياج و كأنه يتوسلها ان تبادله القبله ففعلت و احاطت عنقه بذراعيها متعلقه برقبته ليسحبها من خصرها مقربا جسدها منه ضاغطا بقوه عليه و كأنه يؤكد لها انها ملكه هو فقط
لم يتوقفا عن التقبيل حتى سمعا طرقات خفيفه على باب غرفتها فابتعد بحرج يحاول هندمه نفسه و كبح اثارته التى شعر بها للتو ليجد ليلى و قد فتحت الباب تهمهم بخجل
# جمال و عمى على وصول …لو بس تطلعو بره بدل ما….
صمتت فابتسم لها فسألته
# اتصالحتم ؟
اماء لها و تلك الواقفه خلفه مختفيه بعيدا عن نظرات زوجه اخيها بفعل طوله الفارع فهمهمت بفرحه
# الحمد لله …ربنا يبعد عنكم اى حاجه وحشه
ردد بتضرع و لهفه
# آميين
ولجت للخارج و اغلقت وراءها الباب ليتعجب من فعلتها فعاود النظر لمعشوقته هاتفا ببسمه
# مرات اخوكى دى عسل
ابتسمت و اجابته
# جدا … انا مليش اخوات بنات بس هى حقيقى عوضتنى
التف بارجاء الغرفه هاتفا باعجاب
# اوضتك حلوه اوى بس ناقصها حاجه
رفعت حاجبها مستفسره فاجاب و هو يطبع قبله رقيقه على وجنتها
# ناقصها صورتى
دفعته بدلال و هى تردد
# و يا ترى اوضتك فيها صورتى ؟
اماء بلا هاتفا بحزن اعتراه فجأه
# اوضتى فيها صوره مراتى و بنتى ، انما بصى كده فى ايه جنب قلبى
اشار بيده للجيب الايسر لبدلته الميرى فمدت ساعدها بجرأه تفتش به لتخرج ورقه صغيره مطويه و بداخلها خط يدها مكتوب به ( بحبك يا سيف )
نظرت له بحيره و دهشه ممزوجه بعشق خالص و سألته
# هى دى ييي …؟
اماء على الفور موضحا
# ايوه يا ديدو … الورقه اللى كتبتيها فى المستشفى لما اعترفتيلى بحبك ليا
هتفت بصوت خافت مزعزع من فرط مشاعرها
# لسه محتفظ بيها كل ده ؟
قبلها من جبهتها مرددا بتأكيد
# و هتفضل جنب قلبى طول ما انا عايش
تلاعبت معه بملامحها النضره بحبه و سألت
# و صورتى ؟
اخرج هاتفه من جيبه و اضاء شاشته لتجد صورتها تحتل خلفيه الهاتف فابتسمت و تحركت لفراشها و اخرجت اطار زجاجى موضوع به صورتيهما معا اثناء خطبتهما كانت قد وضعته اسفل الوساده
رفعته امامه و هتفت
# و انا بنام كل يوم و انا بحضن الصوره دى
انطلق بجسده بسرعه اجفلتها فعادت للوراء و هو قاصدا ذلك حتى تستند على الحائط و احتضنها بقوه هامسا باذنها
# طيب ما تحضنينى انا بدل ما تحضنى الصوره
ضحكت بفرحه فعادت الطرقات الخفيفه على الباب و جاء من خلفه صوت ليلى الهادئ
# عملتك الشاى يا سيف و حطيته بره و قرب يبرد
احاب من هلف الباب
# جايين يا ليلى
••••••••••••••••••••••••••••
جلس برفقتهم صامتا بشكل يثير الريبة فهتف جمال يسأله
# خير يا سيف ؟ جايبنا من اشغالنا بالشكل ده ليه ؟
نظر لهم بتفحص و لكنه شعر بشعور مريب ما بين البوح بما جاء من اجله و ما بين إخفائه حتى لا يقع معهم بجدال يأخذ من وقته و ربما يتسبب بتأجيل عقد قرانه
اتخذ قراره بالنهاية فجلى صوته بسعله صغيره و ردد
# اولا كتب الكتاب بكره فى ميعاده
اماء هشام بفرحه خفيه و لكنه لم يعقب عليه و تركه يكمل
# و ثانيا انا عرفت مين اللى ورا الفيديوهات دى ؟
ضحك هشام بخفه هاتفا بسخرية
# هيكون مين ؟ اكرم طبعا
اماء مؤيدا و أعقب مستكملا حديثه
# و لواحظ المر
تجهمت وجوههم بدهشه مريبه و صرخت دارين تتسائل
# هى عايزه منى ايه بس ؟
اجاب و عينه ترتكز على شفتاها لا يستطيع ان يحيد عينيه عنها
# عايزه تنتقم
لاحظت نظراته الشرهه تجاهها فبللت طرفى شفتاها بلسانها فلمعت عيناه و ارسل لها غمزه عابثه رأتها ليلى و دارين فقط لتطرق الاخيره راسها بحرج و لا يخرجهما من لحظه الشرود تلك سوى صوت جمال الهاتف بغضب
# و العمل ؟
التفت اليه يستدعى جديه زائفه بملامحه مجيباً
# انا هتصرف متشغلش بالك …اكرم اخد اللى فيه النصيب منى و لسه ، اما بقا لواحظ فبمجرد ما اخلص كتب الكتاب هفضالها
رددت فدوى بتضرع
# ربنا يحميك يا بنى
وقف مكانه ينظر لهم بتردد هاتفا
# دلوقتى فى حاجه مهمه لازم تعرفوها
انصت له الجميع فاستطرد
# الحيوان اللى اسمه اكرم بيقولى انه رد دارين لعصمته …
صياحهم و ثرثرتهم جميعا فى نفس الوقت جعلته يتوتر قليلا و يعجز عن السيطره عليهم حتى اضطر لاستخدام صوته العالى صارخا
# بااااااس …اسمعوني طيب
ارتعش جسدها على الفور و دخلت بنوبه بكاء عنيفه و هى تنتحب صارخه
# ازااى ؟ انا كده ….
قاطعها بتأكيد
# متخافيش
تدخل جمال يسأله
# أنا مش فاهم حاجه يا سيف … انت مش بتقول ردها لعصمته ؟
ا
ماء مؤيدا
# ايوه بس زى ما قلتلكم ، كتب الكتاب بكره فى ميعاده
نظروا له بتعجب فابتسم و شرح لهم باستفاضه
# اول ما سمعته بيقول كده بقيت عامل شبهكم كده و حياتى كلها وقفت فى لحظه …بس
صمت و اخرج هاتفه و ظل يبحث به لبعض الوقت و استطرد موضحا
# روحت دار الإفتاء عشان اعرف الصح و اخدت فتوى تأكدلى انه مش من حقه يردها لعصمته باى شكل لا شرعى و لا قانونى
همهماتهم و استفسراتهم جعلته يخرج الفتوى من جيبه و أراهم التشريعات التى تؤيدها على الهاتف فالتقطها هشام و جلس يقرأها بصوتٍ عالٍ حتى يستمع له الجميع
(شروط الرجعة فى تلك الحاله المبينه :يشترط لإرجاع الزوجة من الطلاق الرجعيّ عدّة شروطٍ، منها
١/ أن يكون عقد النكاح صحيحاً؛ حيث لا توجد رجعةٌ في النكاح الفاسد، ومثاله: أن يكون الزواج دون وليّ. ألّا يكون الطلاق على عوضٍ، أو قبل الدخول، أو في حالة فسخ عقد النكاح
و هنا تنطبق حالتان الاولى الطلاق على عوض و الثانيه فسخ عقد النكاح
فإذا طلق الزوج امرأته مقابل تنازلها عن حقوقها، فهو طلاق في مقابل عوض، وهذا هو الخلع، وتقع به طلقة بائنة، لافتداء المرأة نفسها من الزوج بما قدمته له من عوض مالي ينهي هذه العلاقة مثل الخلع والطلاق على مال.
و اذا كان العقد غير موثق او قانونيا فيعتبر عقدا باطلا لذا يعامل و كانه تم فسخه )
بعد ان قرأ هشام تلك الفتوى و اتبعها بقراءته لتوثيقها من الهاتف و مواقع الفتاوى جلس سيف يشرح الامر للجميع مستهلا حديثه يتساءل
# اولا هل كان مكتوب مؤخر فى العقد ؟
اماء هشام فعاد يسأل
# اخدته بعد الطلاق و لا اتنازلت عنه ؟
اجابت فدوى بحده
# و لا اخدت حاجه …حتى العفش و الفرش ما اخدتهوش
اماء ببسمه فرحه مؤكدا
# يعنى اتنازلت عن حقوقها فى مقابل الطلاق؟
اماء الجميع و كأنهم بحصه مدرسيه يستمعون للمعلم و هو يشرح لهم الدرس بحرفيه شديده و هو يكمل
# و لو اعتبرنا العقد بتاع الجواز شرعى حتى بالتزوير ففى الزمن ده اى عقد غير موثق يعتبر غير صحيح و باطل عشان كده مجرد ما نطق كلمه الطلاق كانت علاقته بيها انتهت و مكانش فى لزوم لعده من اصله بس انا حبيت اخد بالاسباب و مدخلش فى اى حاجه ممكن يكون فيها شك تجنبا للشبهات
عادت نظرات الفرح و السرور للجميع فهللت ليلى بفرحه و أطلقت فدوى الزغاريد ليقطع حديثهم رنين هاتفه الذى قام بتشغيله للتو
••••••••••••••••••••••••••••••••
حاولت مرارا و تكرارا الاتصال به و لكن دون جدوى حتى التقط هاتف طلعت رساله بانه قام بفتحه فصاح محذرا
# استنى انا اللى هتصل بيه بدل ما يقفله تانى
وافقت على مضض و انتظرت ان يجيب فهتف
# ايوه يا بابا
سأله باهتمام
# انت فين من امبارح يا سيف ؟
اجابه متصنعا اللامبالاه حتى لا يلاحظ اهل دارين الأمر
# ابدا كان ورايا شويه مصالح بخلصها
عاد يسأله
# و فينك دلوقتى؟
اجاب بايجاز
# عند خطيبتى
تعمد نطق تلك الكلمه بذلك التوصيف و ليس اى توصيف آخر و كأنه يؤكد لنفسه و لها و لعائلتيهما ان امورهما على ما يرام فابتسم طلعت بفرحه هاتفا
# طيب الحمد لله انك بخير يا بنى ، بس فى حاجه لازم تسمعها منى ضرورى جدا
امتعض وجهه فهو لا يريد ان يدخل بنقاش يخص امه الآن فهتف متهربا
# اخلص اللى ورايا و هبقى اعدى عليك بالليل يا بابا انا ورايا مليون حاجه
وافق و سأله
# و كتب الكتاب ؟
اجاب بإيجاز
# بكره فى ميعاده ، هعدى على الدار بتاعه المناسبات اشوفهم خلصو كل حاجه و لا لسه و بعدها هعدى عليك
اغلق مع والده و نظر لهشام هاتفا برجاء
# عمى ….انا ممكن آخد دارين و ننزل نكمل حاجتنا
سأله الاخر
# حاجه ايه ؟
اجاب و البسمه تزين ثغره
# كان عندها ميعاد للفستان و انا كمان مستلمتش البدله و عايز اعدى على دار المناسبات عشان اتفق مع المأذون ، يعنى كام مشوار كده نخلصهم ع السريع
قوس هشام فمه و ردد برفض مقنن
# روح انت خلص مشاويرك و دارين تنزل مع اخوها و مراته
تجهم وجهه من تحكماته الزائده عن الحد فردد بصوت حاد قليلا
# يا عمى انا لولا وعدت انى هعملها فرح كنت قلبتها دخله عشان اخلص من وجع الدماغ ده
احتدت تعابيره و هو يهتف
# وجع دماغ ؟
صحح له الامر
# مقصدش حضرتك طبعا ، اقصد الوقت اللى بيضيع و الترتيبات اللى مبتخلصش ده غير المشاكل اللى عماله تظهر
اماء متفهما و لكنه اصر على رفضه متحججا
# ما هو مش سلق بيض اصله ، روح بس خلص عشان تلحق
مسح وجهه بكفه و نظر له بضيق و ردد
# يا عمى انا بستأذنك اخد دارين و ننزل سوا
نظر هشام لنجله الاكبر فرأى موافقه منه فاماء باستسلام لينظر سيف بلهفه هاتفا
# غيرى هدومك بسرعه عشان نلحق
••••••••••••••••••••••••••••••••
قاد سيارته متوجها لدار الازياء حتى تستلم فستانها و فور ان دلفت استقبلتهما مديره المكان و هتفت بترحاب
# اهلا اهلا بالعروسه …اتاخرتى ليه ؟
اجابتها بصوت رقيق
# معلش كان ورانا شويه حاجات
اماءت لها معقبه
# طيب ادخلى قيسيه عشان اشوف مقاسه اتظبط و لا لأ؟ لاننا اضطرينا نقص منه كتير جدا لانه كان واسع
نظرت لسيف هاتفه بحرج
# طيب استنانى فى العربيه يا سيف على ما اخلص
حرك راسه رافضا و غمز لها هاتفا بمشاكسه
# عايز اشوف الفستان
رددت بتخوف
# فال وحش يا سيف
صدحت منه ضحكه عاليه مرددا بسخريه
# ده فستان الدخله مش كتب الكتاب
دلفت بحرج و ارتدت و خرجت فلمعت عيناه بجمال خلقه و ما رآه فابتلع لعابه بنهم من جمالها بذلك الزى الاحمر النارى و لكنه تجهم قليلا و هى تسأله
# حلو ؟

امعن فيه النظر و ردد بتأفف
# عريان
نظرت له بحيره و ابتسمت هاتفه
# يعنى حلو ؟
اجاب بحده
# اه يا دارين حلو لو قميص نوم مش فستان لكتب كتاب بدار مناسبات جوه مسجد يا ماما
ابتلعت بخجل و هتفت
# هلبس الشال بتاعه
زفر بضيق و اماء مرددا
# و رينى شكله بالشال
وضعت الشال فوجده حقا لم يستر الكثير فهتف بحنق
# انتى محتاجه عدله جامده ، بس انا قدها و هعدلهالك بس الصبر حلو
سألته بتوجس
# افهم من كلامك ده ايه يا سيف ؟
وقف و اقترب منها و وضع أنامله على وجهها و هتف
# يعنى دى اخر مره تلبسى اللبس ده يا دارين و الا …
صمت متعمدا ليزيد من توترها و استنتاجاتها فهتفت بتلعثم
# و الا ايه ؟
ابتسم و هو يقبل جبينها هاتفا بحب
# و الا هزعل منك اوى اوى و مش هكلمك تانى
ضحكت من طيبته و طريقته السلسه فى طلب ما يريد فاستطرد بغزل
# بغير عليكى من نفسى و مش عايز حد يشوف حاجه بتاعتى و تخصني
اماءت و هى مخدره تماما امام ما يدور حولها ، انتهت من تغير فستانها و قاد بسرعه متجها لدار المناسبات هاتفا باستعجال
# نخلص هنا الاول و بعدها هطلع على الترزى اشوفه خلص البدله و لا لأ؟
و بالفعل تم كل شيئ بسرعه و اتجه لسيارته و هو مخللا اصابعه بخاصتها و قاد بسرعه باتجاه الخياط و لكنه تنبه فور ان وصلت سرعه السياره لما فوق الستين كيلومترا ان مكابحها لا تعمل بشكل جيد
ظل يحاول ايقافها او ابطاءها و لكن دون جدوى و كأن المكابح اصبحت هلام لا وجود لها
امسك عجله القياده بقوه و نظر بجواره لدارين المنغمسه بتفحص ثوبها بداخل غلافه البلاستيكى فرحه كطفل اشترى لتوه ملابس العيد
زفر انفاسه و حطم أسنانه و هو يتضرع للمولى بانقضاء الامر سريعا و هتف بصوت خشن
# دارررين … اربطى الحزام كويس
إجابته بتلقائيه
# ربطاه يا سيف
اعقب عليها
# وطى و دخلى وشك بين رجليكى و حطى ايدك على راسك جامد
نظرت له بارتباك فنظر لها ببسمه عشق خالص و هتف
# انا بحبك
سألته بتخوف
# هو فى ايه ؟
أجابها بإيجاز
# مفيش فرامل
لمعت عينها فهتف يؤازرها
# اهدى و اعملى اللى بقوله و أرمى تكالك على الله
فعلت ما امرها به فنظر للطريق امامه و حاول احتساب الأمر سريعا ليحاول ايقافها باقل الخسائر حتى وجد ضالته بموقع بناء و جبال من الرمال تحيط المكان فتوجه ناحيتها و هو يردد الشهادتين بصوت اجفل تلك المزعوره بجانبه
# اشهد ان لا اله الا الله و اشهد ان محمدا رسول الله

يتبع….

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية سجينتي الحسناء)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى