روايات

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل السابع عشر 17 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الفصل السابع عشر 17 بقلم روزان مصطفى

رواية همسات من الجانب الآخر الجزء السابع عشر

رواية همسات من الجانب الآخر البارت السابع عشر

رواية همسات من الجانب الآخر الحلقة السابعة عشر

هدوء تام في الشوارع الشبه خالية ، فقط صوت اوراق الشجر الجافة يحركها الهواء ، ذلك الصوت القاطع للسكون
سارت في الشارع من دون أن تكلف عناء أن تشير بيدها لتوقف إحدى سيارات الأجرة
كانت تريد أن تتذكر أكثر من أي شيء
《《 منذ عام
فتور تام يخيم على علاقتها بماجد ، تتصل به ألاف المرات ولا يكلف نفسه عناء الرد
ثم يعود ليهاتفها متأخراً ويعتذر ، ك عادته
كانت تلك الأيام أسوأ ما قد يشعر به المرء ، مر عليها
شعور سيء أن تتخبط في مشاعرك ما بين أن تشعر أنك غير مرغوب بك ، وأن تبتعد عن شخص أحببته حد الجنون
لذا كان لابد أن تتوقف عن الإتصال به قليلاً حتى تعود علاقتهم جيدة كما كانت
وقد حدث ذلك !
جاء لمنزلها وتحدث معها قليلاً ثم خرجوا سوياً حتى يهدأ الوضع بينهم قليلاً
تحجج ماجد أنه يمر بأزمة نفسية إثر ما حدث وفقدانه شخص عزيز على قلبه ، وتعاطفت ملك معه كالمعتاد
جلسوا على البحر قليلاً وكلاهما يتأمل الأخر
حتى بدأ ماجد حديثه ليقول : غمضي عينك يا ملك
عقدت حاجبيها لتقول : إيه دا عاملي مفاجأة !
ماجد بشرود في وجهها : لا بس عايزك تتخيلي إن أنا وأنتي في المالديف مثلاً
ضحكت ملك لتقول : مالديف إيه بس
ضحك هو ليقول : إيه مبتحبيهاش ؟

 

 

ملك : بالعكس ! وبعدين أي مكان معاك هيكون تحفة أصلاً
اقترب ماجد منها لتتوتر ، ثم تبتعد قليلاً لتقف مرة واحدة وهي تقول : أنا همشي وهبقى أكلمك لما اروح
سارت سريعاً وقبل أن تكمل طريقها كان قد امسكها ماجد من ذراعها وقبلها ، كانت تلك المرة الأولى
لتتبعثر الحروف داخلها ، وتتسع حدقة عينيها وهي تنظر له وتخلص خصلات شعرها العالقة في ملابسه ثم تتنفس سريعاً
ليبعد هو تلك الخصلات عن وجهها ويقول : كنت عايز أجرب الإحساس دا معاكي ، وبس .!
《《 الوقت الحالي
كان جسدها الضئيل يرتجف ، حالة وهن عام تصيبها كلما تذكرت شيئاً ، بالإضافة إلى معدتها الفارغة التي ترفض بإستمرا إستقبال أي طعام
وجدت أنها وصلت لمنزلها من دون سيارة أجرة ، شعرت بوخز في قدميها ولكنها تحملت حتى صعدت إلى شقتها
دخلت ووجدت البيت هاديء ، لتعلم أن والدتها نائمة
خلعت حذائها ووجدت قدميها حمراوان ويؤلمانها كثيراً
وضعت الحذاء جانباً ثم فتحت حقيبتها وأخرجت الهاتف
أرسلت ألى شريف على واتس أب ” إنت نايم ؟؟ ”
مرت عدة دقائق قبل أن يجيب قائلاً ” لا كنت مع الشباب ع البحر ، فينك ؟ ”
شعرت بإنهاك ولم تعد قادرة على الكتابة ف قامت بالإتصال به فيديو
رد وهو ممدد على فراشه ويبتسم ف تبتسمت بترهاق ليتجهم وجهه قائلاً : شكلك تعبانه جداً ، ليه بتعملي في نفسك كدا يا ملك ؟
هزت كتفيها لتقول : مش متقبلة أي أكل حقيقي يا شريف ، بتعب نفسياً ف بحس إن الاكل مش بيوصل معدتي وإني هفضل تعبانة لو مرجعتش
شريف وهو يعتدل في جلسته : ما هو دا غلط ، جربي تاكلي حجات بسيطة لحد ما تتعودي ، يعني مثلاً شوربة بعدين سلطة من غير توابل لحد ما جسمك يرد زي الأول
وضعت يدها على رأسها ليقول شريف بقلق : إنتي كويسة طيب ؟
إبتسمت ملك لتقول : خليك معايا هقوم أجيب مياه
ظل يراقبها في شاشة الهاتف ، ليستمع إلى إصطدام ثم تتارجح الصورة في الهواء
ليستقر الهاتف أرضاً ، وملك ممددة على الأرضية بجانبه ولا تتحرك ..

 

 

فتحت عينيها بهدوء ليقابلها ضوء أبيض قاسي على ناظريها
لتغلق عينيها سريعاً ثم تعاود فتحهما وهي تحاول الأعتدال والنظر حولها
وجدت رجل يرتدي معطف أبيض ونظارة ويقول : حمد الله على السلامة يا أنسة ملك ، واضح أن الجلوكوز ظبط المؤشرات الحيوية ف جسمك عشان كدا فوقتي
شعرت ملك أن شفتيها جافتين ف بللتهما بلعابها لتقول بضعف : هو أنا فين ؟
الطبيب : إنتي منورانا في المستشفى ، الحقيقة تحاليلك مفيهاش خير أبداً ، ضعف تام في جهازك المناعي نتيجة إنك ممتنعة عن الأكل ، وكل ما تاكلي ترجعي ، أنسة ملك كل إنسان عنده مشكلة في حياته بس مينفعش أبداً نيجي على صحتنا تحت أي ظروف ، فوقي كدا وأنا هبلغ الممرضة تحضراك الوجبة بتاعتك
عضت على شفتيها المتحجرتين لتقول : أنا جيت هنا إزاي ؟
الطبيب : مع والدتك وخطيبك ، أستاذنك أنا
خرج الطبيب بينما إتسعت عينا ملك وهي تقول : إيه اللي جاب ماجد هنا وإيه عرفه إني تعبانة ؟
كخل شريف فجأة ف إنتفضت ملك في فراشها ، تقترب منها سريعاً ليضمها بقوة ويستنشق عبير شعرها ويقول : خوفت عليكي يا غبية ، نزلت على ملا وشي عشانك
ملك بصدمة : شريف !
شريف : أه متخافيش أنا لحقتك ، كنا بنتكلم فيديو كول ووقعتي ، ومش هسيبك إنهاردة غير لما تاكلي انا خدت فونك عشان محدش يضايقك وترجعي

 

 

كانت ملك تنظر له بخوف ثم قالت : هي ماما فين
شريف : راحت البيت نجيبلك شوية حجات هي اه مش بتطيقني بس تقبلت وجودي عشان انا اللي جبتكم
ملك : هو إنت خوفت عليا !
أمسك شريف كف يدها ليقول : مش عايز أخسرك ! 🖤

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية همسات من الجانب الآخر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى