روايات

رواية حي البنفسج الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور بشير

رواية حي البنفسج الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم نور بشير

رواية حي البنفسج الجزء الحادي والعشرون

رواية حي البنفسج البارت الحادي والعشرون

رواية حي البنفسج
رواية حي البنفسج

رواية حي البنفسج الحلقة الحادية والعشرون

” ٢١ رمضان “.
وبعد مرور أسبوع..
فى اليوم السادس عشر حيث يجتمع جميع أهل منزل ” آل عمران ” على مائدة السفرة فى جو أسرى ودفء عائلى لايزال يوجد فى مثل هذه العائلات المترابطة التى يسودها الود والمحبة والتعاون، فكانوا يجلسون مستعدون لتناول الفطور عندما يؤذن له فى المسجد، وفى الخلفية يستمعون إلى صوت تواشيح النقشبندى وهو يبتهل بخشوع.
كلمات الإبتهال 👇
وكم من ذلة لي في الخطايا..
وأنت علي ذو فضل ومن..
إذا فكرت في ندمي عليها عضضت أناملى وقرعت سني..
يظن الناس بي خيراً وإني لشر الناس إن لم تعف عني..
ومن ثم قام المؤذن بالآذان للصلاة فبدء الجميع فى شق ريقهم مرددين بخشوع وصدق.
– اللهم لك صومت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وأبتلت العروق وثبت الأجر إن شاء اللّٰه..
” عمران ” وهو يبدء فى تناول فطوره بتروى.

 

 

– بسم اللّٰه الرحمن الرحيم..
سموا اللّٰه يا ولاد وكلوا بيأمينكم عشان ربنا يبارك ليكم فى لقمتكم…! قالها وهو يوجه حديثه إلى الأطفال الصغار الذى فعلوا على الفور ما أمرهم به جدهم ومن ثم تابع بتساؤل واستغراب عندما لاحظ غياب ” بدر ” عن مائدة الطعام لأكثر من يومان.
– أومال الواد ” بدر ” فين…؟
بقاله كام يوم مش ظاهر ليه يا ولاد، أخوكوا ماله…؟!
وما أن همت ” زينب ” بالحديث حتى أتاها صوت ” بدر ” من الخلف مردداً بإبتسامة وهو يدلف من باب الشقة فى حماس.
– أنا جيت يا جدى أهوو أبدءوا فى الفطار أنتم صايمين وأنا هغسل أيدى وهاجى أفطر معاكم على طول..
وبالفعل بدء الجميع فى تناول الفطور فى أجواء دافئة مليئة بالمرح تارة وتناول الطعام تارة أخرى وتلك النظرات الخاطفة التى يرسلها ” سليم ” إلى ” صبا ” دون أن يلاحظه أحد ولكن ” عمران ” كان يلاحظ ذلك جيداً فهو قد بلغ الكبر منه مبلغه وأبيضت خصلاته من كثرة ما رأى بالحياة ويفهم جيداً ما يدور بداخل حفيده أن لم يكن يشعر بحجم المتاهة الذى أوحل نفسه بها، فهو يعلم صرعاته ونزعاته الداخلية التى لا يعلم عنها أى أحد من الحاضرين شيئاً ولكنه سيصبر إلى حين يرى ما الذى ستئلوا إليه حالته تلك..
وبعد الإنتهاء من تناول الفطور جلس الجميع فى غرفة الإستقبال يتابعون فوازير ” نيللى و شريهان ” و ” سمير غانم ” رحمة اللّٰه عليه فى دور ” فطوطه “..
” صبا ” وهى تعطى إلى جدها صحن القطايف بتهذب.
– أتفضل يا جدو..
” عمران ” بمحبة وغزل محمود فى حفيدته.
– يزيد فضلك يا ست العرايس..
تسلم الأيادى الملبن اللى بتلف أحلى قطايف فى الحى كله..
” صبا ” بحب وحياء.

 

 

– تسلملى يا جدو يارب..
بألف هنا على قلبك يا حبيبى..
” عمران ” بمحبة.
– اللّٰه يهنيكى ويهنى أيامك يا حبيبت جدك أنتى..
” زينب ” بمرح.
– يبخت من كان ” الحاج عمران ” سيده ههههه ولعة معاكى يا ” سمسم “..
” صبا ” بمرح.
– ربنا يولعهالك زى ما هى ولعة معايا كده ههههههه..
” زينب ” بمرح.
– وأهون عليكى برضو يا ” سومه “..
” صبا ” بمرح.
– مش أنتى اللى بصالى فى الكلمة الحلوة اللى حيلتى ههههه..
” عمران ” بضحك على حديثهم هذا.
– خلاص يا ولاد ما أنتم الأتنين أحفادى وبعدين زى ما بيقولوا كده أعز الولد ولد الولد وأنتى غالية عليا أوى يا بت يا ” زينب ” ويمكن غلاوتك عندى أغلى من البغل جوزك بس أنتى مش عارفة..
فشعرت ” فريدة ” بالغضب والنيران تسيطر عليها من مدح ” عمران ” فى حفيدته وزوجة حفيده التى لم تسمح يوماً أبداً بجعل أى منهم خادمة إليها بمنزل والدها وهم هنا يمدحون بهم ويمطروهم طوال الوقت بقصائد من الشعر والمدح المبالغ فيه من وجهة نظرها.
” بدر ” بمرح.
– وليه الغلط طاااااب ما أنت كنت ماشى كويس..
” عمران ” بسخرية.
– ما أنت..
أسمها أنت..
فى بغل زيك يقول لراجل كبير زيّ كده، ما أنت..
آاااه يا حيوان..
” بدر ” بتصنع الحزن.

 

– حضرتك..
حضرتك يا جدى كده حلو..
” عمران ” بمرح وهو يصتنع الإستياء.
– مش لايق عليك الأدب يا أبن بنتى..
” بدر ” بإستياء.
– يووووووه أعمل إيه طيب بقيت مؤدب مش عاجب..
بقيت قليل الأدب بتشتم أعمل إيه بس..
” عمران ” وهو يرتشف من كوب الشاى خاصته.
– متعملش حاجة، نقطنا بس بسكاتك وهى هتعمر..
ثم تابع بهدوء وكأنه تذكر شيئاً للتو.
– إلا صحيح بقالك كام يوم غطسان فين ومش بتفطر معانا..؟
” بدر ” بإبتسامة عريضة.
– أصل الحمدللّٰه نزلت الشغل يا جدى..
” عزيزة ” بفخر وسعادة من أجل حفيدها.
– اللّٰه أكبر..
مش تقول يا واد عشان تفرحنا..
” عمران ” بإبتسامة عريضة.
– المهم سيبك من ستك وقولى نزلت فين…؟
تبع شركة ولا بتلقط رزقك فى أى حتة..
” بدر ” بإبتسامة سعيدة كشفت عن أسنانه بإتساع.
– لا يا جدى المرة دى تبعى أنا..
” ثريا ” وهى تزغرط بفخر بصغيرها.
– لولولولولولولى..
أبنى بقا عنده مصلحته الخاصة يا خالق يا هوووو..
” عمران ” بحزم.
– بس يا بنتى خلينا نسمع..
إيه الغاغه اللى أنتى عملاها دى عايزين نعرف الواد بيشتغل فين..
ثم تابع وهو يوجه حديثه إلى ” بدر ” من جديد.
– إيه يا أبنى قولنا بتشتغل فين…؟!

 

 

فنظر ” بدر ” إلى ” صبا ” و ” زينب ” نظرات يملؤها القلق والإرتباك فلاحظ ” عمران ” ربكته تلك فهتف بحزم.
– فى إيه يا أبنى أوعى تكون خجلان من شغلانتك..
الشغل مش عيب يا حبيبى المهم تجيب اللقمة بعرق جبينك وتنزل جوفك بالحلال..
أوعى تستعر من أى شغلانة بتأكل منها من حلال ربنا أنا بقولك أهووو..
” بدر ” بنبرة مهزوزه.
– عندك حق يا جدى بس أصل..، أصل..
” عمران ” بحدة.
– فى إيه يا أبنى أنت بتقطع فى الكلام كده ليه…؟ قولتلك متتكسفش أكل العيش صعب وكلنا خدمينه..
” بدر ” بنبرة مهزوزه ولكنها حاسمه.
– أنا أشتغلت فى المسرح يا جدى وحالياً جمعت كاست كويس جداً وبنعمل بروڤات عشان فى العيد بأذن اللّٰه نطلع بأول عرض..
” عمران ” بتساؤل.
– طب وده بمرتب يا أبنى ولا إيه نورنى..
” بدر ” بقلق وهو يضع يديه على أذنه بتوتر.
– لا يا جدو ما مش من أولها كده مرتب..
أن شاء اللّٰه النص والتمثيل يعجب المخرج ويصعدنا للمسابقة زى ما قولت لحضرتك ووقتها بأذن اللّٰه أتشهر بقا وألعب بالفلوس لعب..
” توفيق ” بنبرة ذات مغزى وهو يضيق عيناه بتساؤل.
– وجبت منين الفلوس اللى كنت عايزها، ولا المخرج أتكفل بالعرض، ولا أنت مفكرنا عيال صغيرة معاك ومش فاهمه حاجة…؟!
” بدر ” بقلق.
– محدش هيتكفل بحاجة يا بابا..
أنا أستلفت الفلوس دى وأن شاء اللّٰه أول ما العرض ينجح هردها وفوقيها بوسة..
” عمران ” بحزم.
– ومين الغشيم اللى آمن على ماله لبغل زيك يضيعه فى الهيافة دى..
” توفيق ” وهو ينظر إلى ” سليم ” بغضب.
– أنت اللى سلفته الفلوس يا ” سليم ” مش كده…؟!
” سليم ” بدهشة واستغراب.
– لا يا خالى أنا مسلفتش حد حاجة وأول مرة أسمع بالكلام ده دلوقتى..
بس أنا شايف أنه حلمه ومدام حلمه وعنده أصرار أنه يحققه فده دليل على أنه هينجح بس محتاج شوية ثقة منكم..
” عمران ” بغضب.
– الراجل مننا بيحلم بشغلانة عدله تجيب قوطه وقوط عياله وتفتح بيته بالقمة حلال مش تقولى تمثيل ومياعه..
يا جدع بلا كلام فاضى ده أنت فورت دمى عالمسا..
” توفيق ” بإصرار.

 

 

– أنا لازم أعرف مين الكاحول اللى سلفك المبلغ ده..
أنت عارف يعنى إيه واحد يسلفك ٦٠٠٠ج تضيعهم فى الجو..
ده مش كاحول ده مغفل..
” زينب ” وهى تقترب من أذن ” صبا ” بضحك.
– أول مرة أشوفك بتتهزقى فى البيت ده..
” صبا ” بغيظ.
– ما أهو من قرك عليا منك للّٰه يا شيخة..
” عمران ” بحزم.
– ما تقول يا أبنى مين اللى سلفك الفلوس دى أحنا هنتحايل عليك ولا إيه…؟!
” بدر ” وهو ينظر إلى ” صبا ” ناقلاً أنظاره بينهم فى توتر مردداً بنبرة مهزوزه.
– صباااااا..
” عمران ” بصدمة.
– ” صباااا “..
فشعر الجميع وكأن على رؤسهم الطير كل منهم يتساءل متى، وكيف…؟ قامت بمساعدته دون أن يلاحظ أحداً منهم أو حتى يعرف بالأمر، وذلك ” السليم ” يجلس يتابع كل ذلك بصمت وتلك الإبتسامة البلهاء تزين ثغرة بسعادة وهو ينظر إليها نظرات خاطفة فلاحظتها ” فريدة ” جيداً مما أشعل نيرانها أكثر وأكثر حتى كادت أن تحترق بلهيبها المشتعل هذا..
” عزيزة ” بتساؤل.
– وأنتى أزاى تسلفيه مبلغ كبير زى ده يا بنتى عشان يضيعه عالهيافة بتاعته دى…؟
هى ناس تتعب وتشقى وتطفح القوطه وناس تانية تأكل عالجاهز، ده تعبك وشقاكى يا بنتى وأنتى أولى تجبيلك بيهم هدمه ولا حاجة تشليها لجهازك..
” صبا ” بهدوء وتهذب.
– يا تيتة الفلوس دى أحنا اللى بنعملها مش هى اللى بتعملنا ولو كل واحد فينا فكر فى نفسه بس، يبقا محدش منا هيعيش للتانى وكل واحد هيقول يلا نفسى..
وبعدين بيقولوا المليان بيكب عالفاضى والمبلغ ده فعلاً أنا كنت شيلاه على جمب لوقت عوزه و ” بدر ” ده أخويا ولما أنا أساعده عشان يحقق حلمه أكنى أنا اللى حققته بالظبط..
” توفيق ” بغضب مكتوم.
– حلم إيه يا بنتى ده اللى هيحققه..

 

 

هو أحنا بتوع تمثيل والكلام الفارغ ده بلا قلة حيا..
” صبا ” بهدوء.
– يا خالو ممكن تهدى بس وتسمعنى..
” بدر ” كبير مش صغير ومحدش فينا واصى عليه ولا على تصرفاته وهو عارف كويس الصح من الغلط وحضرتك وجدو وبابا وعمى نصحتوه أكتر من مرة وقدمته له النصيحة بأكتر من شكل وهو مازال مُصر على حلمه..
فتابعت بهدوء وعدم تصديق من رده فعلهم العنيفة تلك والغير مبرره عليه.
– ليه…؟
ليه نقف قصاد طريقة ونحطمه ونحطم حلمه بالشكل ده…؟!
يا عمى كل واحد فينا بيتخلق وبيتخلق معاه حلمه اللى ربنا كتبهوله ومع الوقت بيكبر وطاقته بتكبر جواه عشان يحققه بس لو فى حد وقف قصاد الطاقة دى ومطلعتش بالشكل اللى يرضيه صدقنى هتطلع فى الشر بشكل غير مرضى لينا كلنا..
” عمران ” بهدوء وتفكير فيما تتفوه به حفيدته.
– شر إيه يا بنتى بس كفنا الشر..
ربنا يحفظنا يارب من شر أنفوسنا..
” صبا ” بحب وهى تجلس إلى جوار جدها.
– يا جدو مينفعش نحكم على إنسان بالفشل لمجرد أن أهوائه مش مناسبه لينا..
صدقنى ” بدر ” جواه فنان هايل أنا بنفسى كنت بحضر عروضه أيام الكلية وكانت أيدينا بتوجعنا من كتر ما بنسقف له وأنا مؤمنة جداً بيه وبموهبته..
” عمران ” وهو يستند على عصاه بعد تفكير دام للحظات.
– وأنا راجل مؤمن باللّٰه ومؤمن كمان بأنه مش بيخلق فى حد حلم إلا وهو خالق فيه القدره على تحقيقه..
ثم تابع وهو ينظر إلى ” بدر ” بخجل من فعلته معه.
– ربنا يوفقك يا أبنى بس أوعى تنسى ربك بيقول ” أسعى يا عبد وأنا أسعى معاك “..
أسعى وعافر لأجل نفسك ولأجل مراتك وحلمك وربك هيراضيك بس خلى عندك إيمان بيه وعلى قد إيمانك بيه على قد ما هتشوف كرمه ومراضيته ليك عاملة أزاى..
” بدر ” وهو يقبل يد جده بتهذب.
– ربنا يبارك لينا فيك يا جدى ويخليك لينا يارب أنا كنت محتاج فعلاً الكلمتين دول عشان يحسسونى أنى بعمل حاجة فعلاً..
ثم رفع بصره ناظراً إلى ” صبا ” نظرة إمتنان فبادلته بنظره محبه ومن ثم هتف الجد بحب خالص وهو يربت على كتف حفيده بحنان.
– ربنا معاك يا حبيبى ويجعلك فى كل خطوة نجاح وتوفيق..

 

 

فأضاف وهو ينظر إلى ” صبا ” بتساؤل ونبرة ذات مغزى.
– هاااا يا ست العرايس مقولتيش رائيك موافقة عالضكتور ” صبرى ” ولا لأ، الراجل مستنى كلمتك بقاله يجى أسبوع وعوقنا أوى يا بتى فى الرد عليه..
” صبا ” بإرتباك وتوتر فهى تشعر بعدم الراحة ولا تستطيع تخيل نفسها بعد مع رجل آخر سوى ” سليم ” خصوصاً بأن جرحها لا يزال ينزف وبغزارة ولم يشفى بعد.
– لسه يا جدو..
لسه بصلى إستخارة واللى ربنا رايده هيكون..
” عزيزة ” بإلحاح.
– يا بنتى الراجل زينه الرجال وقيمه وسيما وهيهننك..
وبعدين الإستخارة ٣ أيام مش أسبوع..
” عمران ” بتفهم لحالتها.
– سبيها على راحتها يا ” عزيزة ” ده جواز مش لعبة يا حاجة..
ثم تابع وهو يوجه حديثه إلى ” صبا ” من جديد.
– على أقل من مهلك يا حبيبتى أحنا مش مستعجلين بس برضو أعملى إعتبار لكلمتى وكلمة أبوكى وعمامك أحنا قولنا للراجل مش هنتأخر فى الرد عليك وأديكى شايفة الراجل مستعجل عالجواز وعايز يستقر..

 

 

” صبا ” بتوتر وهى تشعر بإنقباض قلبها على أثر سيرة الإستقرار والزواج من آخر.
– حاضر يا جدو..
اللى فى الخير ربنا يقدمه..
فشعر ” سليم ” بإنقباضه فى قلبه هو الآخر على أثر تلك السيرة مما أدى إلى تقلص عضلات وجهة وبروز عروقه بدقة غافلاً عن عيون ” فريدة ” المتابعة إياه بغيظ وغيرة واضحة إلى جانب عيون ” عمران ” الثاقبة وبشدة تتابع كل تصرفاته وحركاته التى يستشعرها جيداً ولكنه ليس باليد حيلة فهذا ما جناه على نفسه وجنته الأيام عليه وليس هناك مفر من مواجهة عواقب فعلته.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى