روايات

رواية خطايا بريئة الفصل الثالث 3 بقلم ميرا كرم

رواية خطايا بريئة الفصل الثالث 3 بقلم ميرا كرم

رواية خطايا بريئة الجزء الثالث

رواية خطايا بريئة البارت الثالث

رواية خطايا بريئة
رواية خطايا بريئة

رواية خطايا بريئة الحلقة الثالثة

لا تجازف بالكذب على امرأة تؤمن بقوة إحساسها.

– نجيب محفوظ‏
—————————
ظلت تنتظره هي واولادها لعدة ساعات كي يفي بذلك الوعد الذي لم يعيره هو أي أهمية وكأنهم هم أخر أولوياته مما جعلها تشعر بالحنق منه ولكن ليس من اجلها بل من أجل اطفالها الذي لم يبذل أي مجهود ليتقرب منهم أو لتحقيق رغباتهم ، كانت تخطوا ذهابًا وايابًا حين
دلف لتوه من باب غرفتهم بِخطوات حثيثة ظنٍ منه انها قد غفت ، مما جعله يتحمحم يجلي صوته ويسألها بمزاج عكر :

– لسة صاحية ليه؟؟

أجابته بهدوء عكس ثورة دواخلها وتلك الشكوك التي تعصف بِعقلها و تقترب منه بِخطوات أنثوية ناعمة جمدت نظراته عليها :
– اتأخرت اوي يا “حسن” و قلقتني عليك انا والولاد يظهر انك نسيتنا !!

أغمض عينيه بقوة وقال متحجج كعادته:
– انا آسف اعذريني انا كنت واعدكم نخرج النهارده بس “يامن” كان عنده مشكلة وكان لازم اروحله

رفعت رماديتاها له بنظرة طويلة تحاول ان تستشف صدقه وعيناها ترسل له شرارات مشككة :

– متأكد ……أصل الولاد زعلوا منك …..

ابتلع ريقه عندما ألتقط تلك النظرة المشككة بعيناها ثم جذبها له قائلًا وهو مازال مُصر على كذبته كي يقنعها :

_هراضيهم وهعوضهم عن النهاردة ….. انا مش بكدب على فكرة و لو مش مصدقاني اتصلي و كلمي “يامن” هيقولك إني كنت معاه

تنهدت واخبرته بثقة وهي تقاوم احساسها :

– مصدقاك يا” حسن” وعارفة انك عمرك ما بتكدب عليا

تهللت اساريره وحاوط خصرها قائلًا وبُنيتاه القاتمة تهيم بها يتخيلها أنثى آخرى :
– طب خلاص بقى بلاش تقفشي

أبتسمت ولكن ببهوت لتسايره ، ليتساءل هو بنبرة عابثة :
-فين الولاد؟؟؟

=زهقوا من الأنتظار و ناموا

هز رأسه وابتلع ريقه ببطء مميت وهو يتفرس بها أكثر بعد أن طمئنته فقد كانت ترتدي قميص نوم وردي رقيق للغاية وغير مبهرج ورغم ذلك كان تأثيره مُهلك ، لترفع رماديتاها الضائعة له حين همس هو :

– مسألتنيش النهاردة ؟

تناوبت نظراتها بين بُنيتاه وتسألت بعدم فهم :

– مش فاهمة ؟؟

أبتلع ريقه بعيون جائعة و قال بِحلق جاف مطالب بسؤالها المعتاد الذي يشعره بحيرتها و ضعفها وهشاشتها التي تفقده عقله وتأجج رغبته بها:

-أسأليني بتحبني يا “حسن “

عقدت حاجبيها مستغربة ولكنها سايرته :

– بتحبني يا “حسن” ؟؟

أومأ لها وسألها سؤال آخر اربكها على الأخير:

-هو انتِ إزاي حلوة كده النهاردة ؟

أطرقت رأسها بخجل وسألته بعيون حائرة :

– النهاردة بس يا “حسن”

= طول عمرك حلوه

ليقترب من وجهها و يداعب بيده خصلاتها التي غيرت تسريحاتهم كما أمرها ويقول برضا :

– شعرك كده أحلى

أبتسمت برضا كونه أثنى عليها على غير عادته واستندت بكفوفها على صدره المعضل تتفقد ذلك النابض وتأثيرها عليه وهمست بين شفاه المنفرجة من شدة رغبته :

– عاجبك بجد يا “حسن”؟؟

لم يجيبها بل فضل ان يعطيها الجواب كما أراد كي يطفئ تلك النيران المستعرة بداخله بفضل الآخرى
————————
مكالمة هاتفية اخبروه بها أنه يتوجب عليه الحضور إلى أحد فروع سلسلة مطاعم الراوي بالأسكندرية ، وما ان استعد هدر قائلًا :

-أنا لازم أمشي يا أمي أشوف وشك بخير

لترد “ثريا “بِقلق :
– يا ابني الله يخليك متخلي حد تاني هو اللي يسافر بدالك انا قلبي بيوجعني وانت بعيد عني

أبتسم بِبشاشته المعهودة وأخبرها بود :
– مينفعش يا أمي أنتِ عارفة لازم اباشر كل حاجة بنفسي

اومأت له بتفهم واسترسلت :
– قولت ل “نادين” على موضوع السفر ده

= لأ أبقي قوليلها أنتِ وعلشان خاطري يا ماما خلي بالك منها وبلاش تزعليها

هزت رأسها بقلة حيلة بينما الأخرى تشدقت بنزق ما ان خرجت من غرفتها والتقطت حديثه :

– محدش يعرف يزعلني متخافش ده انا ازعل بلد

رمقها بِحدة بينما “ثريا” قالت قبل أن تتوجه لغرفتها :
– ربنا ما يجيب زعل يا بنتي ….

لتربت على كتفه وتستأنف بحنو :
– تروح وترجع بألف سلامة يا ابني

أبتسم لها “يامن “وقبل هامتها وإن غادرت قال بنبرة حادة صارمة:

– مش هتبطلي اسلوبك ده ؟؟

نفت برأسها و ابتسمت تلك البسمة المهلكة خاصتها التي تجعل القديس يرتكب من أجلها أبشع الخطايا ، ثم أقتربت منه وتعلقت بعنقه قائلة بِمكر أنثوي لا يضاهيها أحد به:

– انا سمعتك وانت بتوصيها عليا وقولت أطمنك مش اكتر

أبتسم على طريقتها الملتوية وكيف بإمكانها أن تحول الدفة لها بكل ذكاء ليقول بنبرة آمرة :

– مش عايز مشاكل مع ماما …….؟؟

أومأت له في طاعة وهمست :

– حاضر ……..تحب أسمعلك التعليمات التانية وأوفر عليك

تنهد في عمق وأخبرها وهو يمرر يده بِخصلاتها الفحمية الطويلة بِحنان:

– يارب تعملي بيها ومجيش ألقيكِ عاملة مصيبة زي كل مرة

هزت رأسها في طاعة يعشقها منها ليسألها بلطف :
– تحبي اجبلك حاجة من اسكندرية
هزت رأسها بنعم واخبرته بإشتهاء :

– ايوة نفسي في أم الخلول

قهقه هو بقوة وعقب بملامح منكمشة مستغربة :
– انا مش عارف ازاي بتحبيها بس حاضر هجبلك

ليقبل جبينها ويحمل حقيبته وإن كاد يغادر هتفت هي بِبسمتها المعهودة :

– لا إله إلا الله

= سيدنا محمد رسول الله

قالها بِنبرة حالمة وهو ينظر لها وكأنه يريد نقش ملامح وجهها وتلك البسمة على جدار قلبه قبل مغادرته ، بينما هي بعدما ابتعد عن انظارها وغادر بالفعل وئدت تلك البسمة التي كانت تجيدها وقد لمعت عيناها بمكر لا مثيل له
———————–
اتفضلي يا مرات بابا عملتلك كوباية عصير انما ايه هتعجبك اوي
قالتها” نادين” وهي تجلس بجوار “ثريا” التي كانت تشاهد أحد البرامج بالتلفاز بانتباه شديد ، عقدت “ثريا” حاجبيها و سألتها باستغراب :

– ده من امتى الرضا ده يا بنتي

ابتسمت هي وأجابتها ببراءة مصطنعة :

– ابدًا أصلا” يامن “وصاني عليكِ ومش عايزة ازعله مني

تهللت أسارير “ثريا “وربتت على يدها بحنو داعية بنبرة صادقة :

– ربنا مايجيب زعل ابدًا يا بنتي ويهديكم لبعض

= يارب ….ياريت بقى متكسفنيش وتشربي العصير

قالتها وهي تمد يدها بالكوب ، لتتناوله منه “ثريا “وترتشف منه بعد أن شكرتها واستأنفت متابعة برنامجها بينما هي ألتمع سواد عيناها بمكر لا مثيل له ما إن وجدت “ثريا” تغفى بموضعها بعد عدة دقائق ، لتنهض وتزفر براحة وتنظر لها نظرة متشفية لأبعد حد قائلة :
– ابقى سلميلي بقى على تعليمات أبنك يا مرات بابا
———————–
أصطحبها بِجولة عشق هوجاء أطاح بها عقلها وقلبها ؛فكان متلهف تلك المرة عن غيرها ، مُتطلب ، يحثها على الخروج عن المألوف ومبادلته بجرأة أكثر ولكنها لم تستطع تعدي حاجز خجلها وتحفظها التي تعودت عليه ، ربما هو يطلب أمور تستهويه بشدة ولكن هي تقسم انها تعجز عنها وحياءها يمنعها ولذلك تبرر دائمًا لنفسها أنه يصل لنشوته بالأخير دون أن تتكبد هي عناء المحاولة أو التخلي عن حياءها ، تنهدت في عمق وهي تعبث بخصلاته الفحمية كما يفضل أثناء نومه وظلت تتمعن بِملامحه الرجولية بعيون تفيض عشقًا ،لتقترب بِحرص من وجهه تتلمسس تلك الملامح الحادة بِجاذبيتها فهو ذو بشرة سمراء فاتحة وفك عريض وعيون بُنية قاتمة هي سبب نكبتها ، اغمضت عيناها في ضيق عندما راودتها تلك الشكوك مرة أخرى لتجاهدها بِصعوبة ، فقلبها اللين يخبرها أنه لن يستبدلها بنساء الأرض ربما تلك الشكوك واهية والعطب داخل رأسها وعند تلك الفكرة تنهدت بأرتياح و وضعت قبلة عميقة أعلى فكه ثم دست نفسها بأحضانه وكأنها تهرب من شكوكها غافلة كون تلك الشكوك جميعها بِمحلها
—————————-
أما بداخل تلك الشقة المنعزلة التي يجتمعون بها
رفعت هي كأسها التي لم تعلم عدده إلى الآن وتجرعته دفعة واحدة ثم استندت على ظهر الأريكة دون اي ردة فعل عيناها مثبتة على السقف بشكلٍ مريب مما دفع أحدهم ان يسألها بِقلق :

– “ميرال” انتِ كويسة اوعي تكونِ أڤورتي في الشرب زي كل مرة

ابتسمت ساخرة من اهتمامهم الواهي وهدرت بعدم اتزان :
– والله امنية حياتي أخلص من نفسي بس اعمل ايه لسة في عمري بقية وقاعدة على قلبكم

لتعقب “منه” :
– يا بنتي بعد الشر عليكِ

= شر …..هو الموت شر؟؟
سألت بتيه وكأنها لا تعلم الأجابة ، ليرد احدهم ساخرًا :
– منعرفش اصلنا ما موتناش قبل كده
قهقهوا جميعهم بينما زفرت هي ولوحت بيدها بلا مبالاه ونهضت كي تغادر بخطوات متعثرة مما جعل “منه” تصحبها قائلة :

– انا هوصلك …..

اومات لها بِضعف واستندت عليها إلى أن وصلوا لسيارتها تحايلت “منه” أن تقودها هي ولكنها اعترضت بشدة وأصرت وما ان انطلقت بالسيارة تجمدت “منه “بمقعدها وظلت ترجوها بذعر:
– “ميرال” ….هدي السُرعة …..اهدي يا “ميرال” ووقفي العربية انا هسوق

بينما الآخرى لم تستمع لها بل كانت تعاند وتزيد سُرعتها
– كفاااااااية ………وقفي العربية يا “ميرال” هتموتينا

ومع الكثير من ألحاحها ضغطت “ميرال” مكابح السيارة بقوة كي توقفها ودون أي مقدمات كانت تجهش ببكاء مرير جعل” منه” تقسم ان اصابها الجنون لا محالة ، ربتت على ساقيها وسألتها بقلق :

– أيه اللي حصل يا مجنونة

نفت “ميرال” برأسها هدرت من بين شهقاتها :
– انزلي …..

أصرت” منه” :
– لأ مش هسيبك لوحدك انتِ غبية وممكن تعملي في نفسك حاجة وانتِ بالحالة دي

ابتسمت “ميرال” بسمة باهتة لأبعد حد وكأنها فقدت كل شغف الحياة وأجابتها بِنبرة متهكمة :

-خايفة عليا اوي ما انتِ سبتيني زيهم وبقيتي علطول واخدة صف “نادين”

= انا مش واخدة صفها بس انتِ ظلماها” نادين” ملهاش علاقة ب “طارق” ولا بالكلام اللي وصله هي ملهاش مصلحة علشان تفرقكم عن بعض واظن انتِ شوفتِ بعنيكِ خطيبها بيحبها اد أيه

نفت” ميرال” وصرخت بها :
– عرفت تضحك على الكل بس انا الوحيدة اللي فهماها ……

زفرت” منه” بِضيق وهمهمت بمواساة :
-فوقي بقى يا “ميرال” وشيلي الأوهام دي من راسك …..

لتصرخ بإنفعال :
– مش اوهام انا مش مجنونة هي اللي فضحت كل حاجة و بوظت حياتي وخليته يسبني

زفرت “منه” بقوة واخبرتها بوضوح :

– هو كان هيسيبك كده او كده انتوا الاتنين كنتوا ضايعين مع بعض …وبعدين دي غلطتك من الأول كان لازم تصارحيه بعلاقتك ب “إسلام” من الأول

تنهدت “ميرال” بحرقة جثت على صدرها و غمغمت بقهر وهي تنطق :
-كُنت خايفة يسبني ويبعد عني لما يعرف إني كان ليا تجارب قبله

لتبتسم بسمة متألمة وبعيون غائمة وتستأنف وهي تتذكر تخلي الجميع عنها :

– كُنت خايفة يسبني زي ما كل اللي حبتهم سابوني واتخلوا عني ….. عارفة انا يمكن أكون أسوء حد في الدنيا بس مستهلش ابقى لوحدي

تعاطفت” منه” معها بشكل بَين وربتت على يدها تحاول أن تواسيها :
– انا عارفة انتِ مريتي بأيه وصدقيني انا مش بهاجمك

أبتسمت “ميرال “بسمة متألمة لابعد حد وقالت بنبرة منكسرة :
– أنا عارفة إن كل كلمة اتقالت عليا صح وعارفة إنكم شايفني واحدة منفلتة عديمة الرباية كل يوم بتصاحب واحد شكل بس اللي محدش يعرفه إني بدور على حد يعوضني عن حنية أهلي واهتمامهم يعوضني عن ابويا اللي الشغل خده مني ومعندوش وقت ليا ولو عنده هيديه لمراته اللي يدوب اكبر مني بسنة أو اتنين….. أو يعوضني عن أمي اللي رمتني واتنازلت عني في سبيل انها تعيش مع راجل تاني وتأسس اسرة من اول وجديد ونست أنها خلفتني اساسًا
لتتنهد بعمق وتسترسل بأسى :

– عارفة انا لما قابلت “طارق ” قولت هبدأ بداية جديدة بعد ما حسيت انه شبهي في كل حاجة حياتي زي حياته محسسنيش إني ضايعة زي الكل بالعكس ده كان متقبلني زي ما انا لتشهق بحرقة وتستأنف بضياع من بين دمعاتها :

– انا كل ما ربنا يبعتلي حد أقول بعته علشان يعوضني بيه عن حنية اهلي وخوفهم عليا ألاقي نفسي غلطانة وبيطلع زيهم ويسبني

لتواسيها ” منة” :
-صدقيني يا” ميرال” ده مكنش حب ده وهم مش اكتر …..ولو فعلًا كان بيحبك كان سمعك وعطاكِ فرصة تدافعي عن نفسك

تنهدت “ميرال” ولملمت شتات نفسها قائلة بنبرة تقطر بالوعيد :
– مش هاممني رجوعه ليا انا اتعودت على الخسارة بس كل اللي هاممني إني اكشف “نادين” على حقيقتها قدام الكل
———————–
استعارت ذلك المفتاح القديم من درج مكتبه الذي لم يعطيه اهمية يومٍ ثم تسللت خفية إلى الباب الخلفي للمنزل بعدما تأكدت أن الحارس بِموضعه الذي لا يغادره أمام البوابة الرئيسية ثم بكل حرص ازالت تلك النباتات العالقة و دست المفتاح بذلك الباب الحديدي الذي تأكله الصدأ وفي غضون ثوانٍ كانت تفر هاربة ولم يلحظها أحد ، وبعد عدة خطوات واسعة منها وجدته هناك ينتظرها داخل سيارته الفارهة ، صعدت بِجانبه وهي ترفع حاجبها بفخر لنجاح مخططها بينما هو قال بأنبهار وهو ينفث دخان سيجارته :

– برافو عليكِ يا نادو كنت عارف انك مش هتغلبي ابدًا

= عيب عليك دا انا “نادين الراوي” ……..

قهقه هو على غرورها المعتاد وسألها :

– حطيتلها كام حباية ؟؟

رفعت اصبعين امام وجهه وهي تكبت ضحكتها ، ليلعنها هو :

– الله يخرب بيتك …..اوعي تروح فيها كان كفاية واحدة بس هتعمل الواجب

نفت بِرأسها وتشردقت بنبرة حاقده:

– مش خسارة في طيبة قلبها …. لتستأنف بِحماس غير عادي وهي تسحب من بين أنامله تلك السيجارة الغير بريئة بالمرة وتدسها بين شفاهها :
– طب يلا أطلع بالعربية قبل ما حد يشوفنا وياريت توديني مكان بعيد ميكنش زحمة احنا مش ناقصين جُرص

أبتسم وأخبرها بغمزه من عينه العابثة وهو يشرع بالقيادة :
– انتِ تأمري و”طارق” ينفذ يا “نادو” ……..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطايا بريئة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!