روايات

رواية ورد الفصل الثاني 2 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الفصل الثاني 2 بقلم ندا سليمان

رواية ورد الجزء الثاني

رواية ورد البارت الثاني

رواية ورد الحلقة الثانية

روحنا الفرح، أنا كنت فرحانة عشان الفستان الجديد وأزهار كانت فرحانة عشان فتحية أخت العروسة، وعدتها إنها هتخليها تقابل في الفرح حد بيدرس في جامعة القاهرة، وهيساعدها عشان تدرس هناك، في بلدنا كانوا البنات بيلبسوا عبايات فوق فساتينهم لحد ما يوصلوا لمكان الفرح إللي فيه الحريم ويقلعوها، أزهار ماكنتش بترضى تلبسها أبداً، بتلبس الفستان والحجاب على راسها وهناك تقلع حجابها، وده كان مضايقهم في بيت جدي ويفضلوا يقوِّموا أبويا على أزهار، كان بيزعقلها من غير ما يبص في عيونها، ومابيقدرش يمد إيديه عليها، كإنه خايف يشوف أمي في عيونها عشان ماتصحيش ضميره إللي مات بموتها!
يوم الفرح أزهار خدتني ولفينا من شارع ورا البيت؛ عشان مانعديش على بيت جدي وحد يشوفنا وكمان عشان ممدوح ابن عمي إللي هيموت على أزهار، وكل ما يشوفها بره البيت يعاملها كإنها مراته وله كلمة عليها، رغم إنها صدته كتير وفهمته إن عمرها ماهتكون ليه بس مفيش فايدة غاوي يتعب قلبه، لما قربنا من بيت العمدة لمحنا حد واقف في الضلمة، مفيش حاجة باينه منه غير نور السيجارة إللي في إيديه، أزهار مسكت إيدي ومشينا بعيد لحد ما وصلنا للباب الخلفي لبيت العمدة، حاولت تفتحه بس الباب قديم وعشان محدش بيفتحه كتير كان جامد، واحنا بنحاول نفتحه قرب مننا إللي كان واقف في الضلمة وقال “محتاجين مساعدة؟” اتفزعت من صوته بس أزهار لأ، إللي لفت انتباهها لهجته، قرب مننا أكتر ووشه ظهر في النور، كان

 

 

شاب وسيم أوي ولابس لبس الناس إللي عايشة في القاهرة، قال “ثواني وهفتحهلكم”، ماكنش باصصلنا لحد ما لمح أزهار وهو بيحاول يفتح الباب، كان بيبصلها بانبهار وواقف ساكت، حتى إيديه إللي كانت بتحاول ارتخت، بصيت لأزهار لقيتها هي كمان بتبصله، كإن في حوار بيدور بين عيونهم، خفت حد يجي ويشوفنا فقلت “هتفتحلنا الباب ولا لا يا أستاذ؟” قطعت حديث عيونهم فانتبهلي واعتذر بعدين فتحلنا، دخلنا وبعد خطوتين لقيت أزهار بتلف وتبصله وهو واقف بيتأملها ومبتسم بثقة كإنه كان متأكد إنها هتلف وتبصله!
سحبتها من إيديها وأنا بقول “يلا يا أزهار لحسن حد يشوفنا”، دخلنا المكان إللي فيه البنات، وطول الوقت أزهار قاعدة سرحانة وعينيها ع الباب، كإن صابها سحر!
بعد ما فتحية خلصت رقص جت وهمستلها “أني لسه عند وعدي، ابن خالي بيدرس في جامعة القاهرة شوية كده لما الرجل تخف هاخدك تشوفيه ورا البيت وتسأليه في إللي إنتِ عوزاه”
ابتسمتلها أزهار وهزت راسها من غير كلام، قربت منها وهمست “إنت كويسة؟” طبطبت على كتفي وقالت وهي مبتسمة “زي الورد”، شوية وشاورتلنا فتحية ومن غير ما حد يحس بينا قمنا وراها، روحنا ورا البيت، كان واقف مستني في نفس المكان، ابتسمت أزهار أول ما شافته وهو كمان ابتسملها وقال “لو أعرف إن هي إللي كلمتيني عنها كان زماني طلعتلكم من أول الفرح” استغربت فتحية وسألت “وه، انتوا تعرفوا بعض؟” ولإن أزهار واقفة ساكته رديت أنا وقولتلها إنه فتحلنا الباب لما وصلنا.
أزهار أخيراً نطقت وسألته عن الجامعة، كان مستغرب لهجتها، فضل يشرحلها بالتفصيل، ده حكالها عن تاريخ الجامعة من أوله، كإنه ماكنش عاوز الكلام يخلص، وأزهار بتسمعه باهتمام والابتسامة مافارقتهاش، لحد ما فتحية حست بحد جاي فأخدتنا ودخلنا البيت بسرعة، لما رجعنا للبنات أزهار كانت غريبة، عمرها ماقامت ترقص في فرح، لقيتها قايمة ترقص مع البنات، كانت مبسوطة أوي، كنت فرحانة للفرحة إللي باينة في عيونها بس كان منغص عليا الفرح إحساس خوف جوايا معرفش سببه!
بعد ما روحنا كنت حاسه بأزهار صاحية طول الليل جنبي، ماكنتش فاهمة إللي جرالها ولا عارفة أفسر الإحساس إللي يخليها مبسوطة وكلها حيوية ونشاط كده، كانت بتمشي في الدار طول النهار تغني، وكل ما مراة أبويا تضايقها مش زي العادة مابتردش!
وبعد ليلة الفرح بيومين بعتتلنا فتحية نقعد معاها ساعة العصاري في أرضهم، روحنا واتفاجئنا هناك بابن خالها، استقبل أزهار بفرحة زي الفرحة إللي اترسمت على وشها أول ماشافته، قعدنا وهو كان معانا بحجة إنه مالحقش يكمل كلامه يوم الفرح، كنت مستغربة وجوده، عمرنا ماقعدنا ومعانا راجل غريب! كمل كلام عن الجامعة والقاهرة، كنت حاسه بملل من حكاويه ومستغربة الاهتمام والسعادة إللي بتسمعه بيهم أزهار!

 

 

شوية ولقيت فتحية بتقولي أروح معاها البيت تجيب حاجة، رفضت أسيب أزهار معاه لوحدها لكن لقيتها هي إللي بتقولي روحي معاها وما تتأخروش، قمت ومع كل خطوة التفت وأبصلهم، كنت خايفة حد يشوفها، فضلت استعجل فتحية لحد مارجعنالهم، كنت سامعة ضحكتها، الضحكة دي أزهار ماضحكتهاش من يوم ما أمي ماتت، غصب عني لما سمعتها ابتسمت، بعدين فضلت أزن عليها عشان نروح، عينيها كانت بتتحايل عليا نستنى بس صممت من خوفي حد يشوفنا.
روّحنا وكنت براقبها وساكته لحد ما جينا ننام بالليل، مقدرتش أسكت أكتر، خرجت عن صمتي وسألتها عن إللي شقلب حالها كده، ابتسمت وعيونها لمعت وهي بتقول ” معرفش يا وردي، بس أنا ببقى حاسه إني عاوزة أشوفه طول الوقت، ولما بشوفه بحس إني مبسوطة أوي ومطمنة” اتعدلت من نومتها وكملت” عارفة يا ورد، اللي تموت أمه ولا أبوه بيبقى زي اللي اتبتر عضو من جسمه ولا بقى عنده عاهه، أنا حاسه بكده من يوم ما أمي ماتت لحد ما شفته واتحول إحساسي لفرحة المبتور ده لما يركبوله عضو صناعي، صحيح عمره ما هيعوضه عن العضو إللي راح، بس هيساعده يكمل باقي حياته وهو حاسس إنه زي باقي البشر الطبيعين، بت يا ورد”
رديت بهدوء” نعم؟ ” زادت لمعة عيونها ولون الورد في خدودها وهي بتقول” شكله كده هو ده الحب “.
وكإنها بجملتها دي ادت التصريح للقصة عشان تبدأ، قصة حب
” أزهار وعزت”، محدش عرف غيري أنا وفتحية، كنا شاهدين على قصتهم، لما يجي الصعيد، قعدة العصاري إللي كنا بنقعدها سوا في أرضنا بقت بتقعدها معاه في أرض العمدة بعيد عن عيون الناس وأنا فتحية بنراقب المكان من بعيد، ولما يرجع القاهرة يبعتلها جوابات فيها من عطره، وفتحية بتيجي توصّلها وتاخد جواب من أزهار ليه متعطر بريحة الورد البلدي إللي كانت بتحب تحطها، كانت بتستنى جواباته زي مابنستنى العيد، ولما تقرا حروفه عيونها بتلمع أوي، وخدودها تبقى لون الورد، وتضحك ضحكة من القلب، وتفضل طول الليل نايمة وفي حضنها الجواب، أزهار انشغلت عني شوية بس أنا ماكنتش زعلانة، ماصدقت أشوفها بتضحك من تاني فكنت ببقى مبسوطة وفرحانة أوي عشانها.
آخر جواب عزت بعتهولها، قالها فيه إن الجواب الجاي هيتأخر وكمان مش هيقدر يجي الصعيد فترة عشان امتحاناته هتبدأ وكمان امتحاناتها ولازم يركزوا في مذاكرتهم عشان تنجح وتدخل الجامعة وتبقى طول الوقت جنبه وهو يقدر يتخرج ويتجوزها.
أزهار طول عمرها شاطرة وبتحب تذاكر بس السنة دي غير كل سنة، ماكانتش بتقوم من على الكتاب لحظة، حتى على الأكل كتابها في إيديها وبتذاكر، حبها لعزت خلّاها تتمسك بدراستها وحلمها أكتر من الأول، خلصِت الامتحانات وأزهار مستنية بلهفة، كل يوم بيمر في غيابه وغياب حروفه بيزود لهفتها وحنينها…

 

 

وفي ليلة مش فاكرة كانت الساعة كام بس إللي فكراه إني كنت رايحة في النوم وفقت على خبط على شباك أوضتنا، أزهار كانت صاحية كالعادة، حسيت بيها وهي قايمة تفتح الشباك ، سمعت شهقة لهفتها فابتسمت وغمضت عيوني، فتحتها وماكنتش واعية أوي بس فاكرة إني لمحت أزهار وهي بتحط الطرحة على راسها وخارجة تتسحب من الأوضة، بعدها روحت في النوم، صحيت الصبح واتعدلت من نومتي مخضوضة لما مالقتهاش جنبي، قمت أدور عليها في البيت وأنا خايفة تكون مارجعتش من بالليل، قابلتني مراة أبويا وسألتني بأسلوبها الفظ “هتتنيلي تفطري ولا هتروحي ع الأرض ورا السنيورة؟” سألت “هي أزهار في الأرض؟” قالتلي “أه طلعت من صبحية ربّنا و” ما استنتهاش تكمل وطلعت جري ع الأرض عشان أطمن عينيا إنها موجودة، ماهديتش غير لما لمحتها، كانت قاعدة شاردة لوحدها، قربت منها وندهتلها بس ماردتش، هزتها فبصتلي بعيون غريبة متحجر فيها الدمع، قعدت جنبها وسألت” مالك يا حبيبتي؟ ” ماردتش فابتسمت وقلت” دنا قلت هلاقيكِ بترقصي من الفرحة بعد ما شفتي حبيب القلب امبارح” لمحت الصدمة فعيونها فقلت بقلق “هو مش جه امبارح ولا أنا كنت بحلم بالليل؟؟” ماردتش بس اترمت في حضني وهمست “احضنيني بكل قوتك يا وردي” فضلت حضناها وكل ما اسأل” مالك؟ ” تستخبى في حضني أكتر…
من اليوم ده أزهار اتبدلت، أو دبلت، لا بقت بتضحك ولا حتى تبتسم، بقت على طول قاعدة في الأوضة لوحدها، لا عايزة تشوف حد ولا حد يشوفها، حتى الأكل مابقاش بيقعد في معدتها، كل يوم أعيط جنبها واتحايل عليها تقولي على إللي صابها فترد عليا بالسكوت ونظرات التيه والخوف، رحت لفتحية واتأكدت منها إن عزت فعلاً كان في الصعيد ومشي على طول، سألتها يمكن قال لأزهار حاجة وجعتها ولا يمكن سابها وقالها إنه هيتجوز غيرها، قالتلي ماتعرفش أي حاجة وجت معايا البيت تطمن على أزهار وتفهم إيه إللي حصل، أزهار أول ماشافتها انهارت وفضلت تصرخ بحرقة، أنا حمدت ربنا إن مراة أبويا يومها كانت عند أهلها؛ عشان ماتشوفش أزهار وهي في الحالة دي، فتحية قالتلي أروح أراقب الشارع لحد ماتتكلم معاها وتهدِّيها، فضلت قاعدة قدام الباب قلقانة لحد ما خرجت فتحية ووراها أزهار ، نظرات فتحية قلقتني أكتر، سألت رايحين فين؟ فقالتلي أفضل في البيت ولو حد سأل أقول إن أزهار عندها.
فضلت مستنية في الشارع، ساعة والتانية والتالتة ،وعقرب الساعة كإنه عقرب سارح ينهش في قلبي مع كل خطوة، ساعة كمان وكنت هتجنن، لمحت أزهار ماشية بوهن لوحدها، جريت عليها وسندتها قبل ما تقع، دخلت أوضتها، ومن غير كلام نامت بوضع الجنين ع السرير، طول عمري بستمد منها القوة، أول مرة أشوفها بالضعف ده!
جسمها كان بيتنفض وبتهمس بكلام مش مفهوم، لما قربت منها أوي سمعتها بتنده على أمي، بكيت بحرقة وحضنتها وأنا لا عارفة مالها ولا عارفة اتصرف إزاي!

 

 

ولا حد في البيت دريان بينا، ومراة أبويا بتفسر حالتها الأيام إللي فاتت بإنها ماحلتش في الامتحانات وهتسقط، بس أنا قلبي كان بيقولي إن حالتها سببها الليلة إللي طلعت فيها، هزيتها وسألت ” هعيد عليكِ السؤال تاني يا أزهار ومش هسكت ولا هسيبك غير لما تقوليلي مالك قوليلي إيه إللي حصل؟” فضلت ساكته فصرخت في وشها “كفاية حرام عليكِ انطقي فيكِ إيه؟؟”
بصتلي وكإنها كانت في غيبوبة وفاقت، قعدت ع السرير وأخيراً نطقت وياريتها مانطقت، قالتلي “عاوزة تعرفي فيا إيه؟” هزيت راسي وأنا بقولها” أبوس إيديك طمني قلبي ” ضحكت بسخرية وقالت” بس أنا بعد ما أقول مش هيتطمن هيتفزع أكتر”
لساني ماقدرش يسألها مرة تانية وقلبي من قبل ماتقول بدأ يتفزع فعلاً، عينيها كانت مليانة رعب وهي بتقولي بحروف مكسورة “أ أنا ح أنا حامل يا ورد “!!
مالحقتش أستوعب الصدمة لإني سمعت صرخة مراة أبويا وهي واقفة عند باب الأوضة……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ورد)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى