روايات

رواية حي البنفسج الفصل الثالث 3 بقلم نور بشير

رواية حي البنفسج الفصل الثالث 3 بقلم نور بشير

رواية حي البنفسج الجزء الثالث

رواية حي البنفسج البارت الثالث

رواية حي البنفسج
رواية حي البنفسج

رواية حي البنفسج الحلقة الثالثة

” ٣ رمضان ”
تابع اليوم الأول:
وبعد الإنتهاء من صلاة التراويح..
حيث يجلس الجميع فى شقة ” عمران و عزيزة ” يتابعان أولى حلقات المسلسل الرمضانى لأحد النجوم المفضلة لديهم الذين يتابعونه فى كل عام.
” صبا ” وهى تعطى أصحن بها عدد من وحدات القطايف وقطع الكنافة لكل فرد بحب.
– أحلى كنافة فى الدنيا لأحلى ناس..
عمايل أيديا وحيات عنيا..
” عمران ” بتلذذ وهو يتذوقها بسعادة.
– يااااااا سلااااااام يا ولاد الكنافة دى ليها طعم مختلف وسط اللمة والعيلة وفى الشهر المفترج ده.
تسلم إيدك يا حبيبة جدك طعمها جميل زى عيونك..
” صبا ” وهى تنحنى على يديه مقبلة إياها بحب.
– بألف هنا وشفا على قلبك يا حبيبى.
” كريم ” وهو يقطم من قطعة الكنافة خاصته.
– إلا مين اللى قاعد تحت فى المخبز يا ولاد..
” زينب ” بتهذب.
– ” عمر ” يا عمى هو و ” يونس “..
” عزيزة ” بنبرة عطوفة مليئة بالحنان.
– طب شيعلهم يا بنتى مع ” ليلى ” ولا ” ريم ” منابهم لأحسن العيال بيحبوها وهى سخنة..
” زينب ” بتهذب.

 

 

– بعتلهم من بدرى يا تيتة متقلقيش..
” عزيزة ” بحنوُ.
– اللهى يسعدك يا بنتى ويسترك يارب…! فأبتسمت لها ” زينب ” ومن ثم تمتمت بحب.
– ربنا يبارك فى عمرك يا تيتة ويخليكى لينا يارب.
” عزيزة ” بتساؤل.
– هى فين ” دنانير ” مش باينة ليه يا ولاد..
” حمزة ” بأبتسامة.
– خالتى جوه مع ” فرحه ” بتأكلها..
” عمران ” بسعادة.
– قعدتكم حلوة أوى يا ولاد..
ربنا يديم علينا اللمة..
” عامر ” بحزن.
– بس ناقصنا ” سليم” يا حاج.
الواد ده واحشنى أوى بقاله سنين غايب مالمحناش طيفة حتى..
” عمران ” وهو يرتشف من كوب الشاى خاصته محدثاً صوتاً عالِ.
– ومن سمعك يا أبنى واللّٰه بس هنعمل إيه أكل العيش مرَّ وأديك شايف حال البلد من بعد الثورة مال أزاى..
ربنا يرجعه بألف سلامة يارب..
فتمتم الجميع بدعاء: يااااارب..
فنظرت كل من ” زينب ” و ” صبا ” إلى بعضهم البعض نظرات ذات مغزى إلى أن صاحت ” عزيزة ” بحنان.
– أما أقوم أعلق لـِ ” فرحه ” على كوباية مغات سخنة تشربها عشان تعرف ترضع الواد لأحسن زمانها خلصت أكل وهترضعه..
” صبا ” بحب وهى تهم بالوقوف.
– خليكى مرتاحة أنتى يا تيتة هسخنه أنا وهصبهولها..
وما كادت أن تتحرك حتى أنفتح الباب ودلفت منه ” ريم ” وهى تصيح بسعادة وحماس.
– ألحقوا يا جماعة ألحقوا ” سليم” رجع..
فهب الجميع واقفاً فى مكانه بصدمة من عودته فهم لم يتوقعوا مجيئه الآن ولم يدرى أى أحد من أفراد العائلة بخبر قدومه إطلاقاً.
” مجيدة ” بلهفة ودموع فرحة.
– مش معقول..
أبنى رجع..
فركض الجميع باتجاه الباب فى تلهف ومن ثم أصتدموا بـِ ” سليم “بأبتسامته الساحرة الواقف أمامهم بشحمه ولحمه فى تلك اللحظة بالتحديد بعد سنوات وسنوات من الغربة والإشتياق.
” مجيدة ” بلهفة وعبراتها تتساقط بإشتياق وعدم تصديق وهى تقترب منه ساحبه إياه إلى أحضانها مقبلة كل أنش به بسعادة لا توصف.
– يا قلب أمك يا قلب أمك..
حمدالله على سلامتك يا ضى العين..
حمدالله على سلامتك يا نور عيونى..
فأحتضانها ” سليم” بحب وعيون دامعة وهو يردد بإشتياق.
– وحشتينى أوى يا أمى ووحشنى حضنك يا حبيبتى..

 

 

” عزيزة ” بدموع وهى تقترب منه ساحبه إياه إلى أحضانها مردده بمرح.
– أوعى يا ولية كده مالك أتشعلقتى فى رقبة الواد ومش عطيه لحد فرصة يسلم عليه..
” سليم ” وهو ينحنى على يديها مقبلاً إياها بحب ومن ثم سحبها إلى أحضانه بلهفة.
– وحشتينى أوى يا ست الكل ووحشنى صوتك..
” عزيزة ” بمرح وهى تشدة بلطف من أذنه.
– وحشتك يا بكاش.
لو كنت وحشتك كنت نزلت شوفتنى وكلمتنى تسأل عليا.
عشر سنين يا أبنى..
عشر سنين وأنت غايب وكنت هموت عليك يا حبيب ستك..
” سليم ” وهو يقبل يديها بحب.
– أدينى رجعت أهو يا ست الكل ومش هسيبكم ولو لحظة واحدة بعد كده..
” عمران ” وهو يتكأ على عصاه الأبانوس بحنان وأبتسامة صافية.
– حمدالله على سلامتك يا غالى..
– جدى..
الله يسلمك يا حبيبى…! قالها ” سليم ” وهو ينحنى مقبلاً يديه بإشتياق.
ومن ثم صافحه الجميع معانقين إياه بسعادة لا توصف فهم قد إشتاقوا إليه حقاً كل ذلك ولم يلاحظ أحد تلك المرأة التى تقف إلى جواره منذ أن وصل التى يظهر من هيئتها بأنها فى النصف الأخير من عقدها الثانى كما يبدو أيضاً أنها ذو أصل مرموق وعائلة ثرية للغاية، و ” صبا ” واقفة تتابع إياه بحب ولهفة وأعيونها يملؤها الإشتياق ولكنها لم تلاحظ هى الأخرى وجود تلك المرأة بعد..
” سليم” بسعادة وهو يمسك بيد زوجته معرفاً لهم بها.
– أقدملكم ” فريدة “..
” فريدة نصار ” مراتى…! نطق بها بفخر شديد وتباهى فهى حقاً جميلة للغاية ويبدو عليها الوقار والثراء.
الجميع فى صدمة لا رد..
فأين تزوج…؟ ومتى…؟
ومن تلك التى تزوج بها…؟
ألم يتفق جده مع والده وعمه على تزويجه من أبنه عمه ” صبا “…؟!
ففى تلك اللحظة شعرت ” صبا ” وكأن هناك خنجر سام قد طعن قلبها طعناً وسقطت منها دمعة حارقة أسرعت بمدارتها سريعاً بعد أن أستدرجت موقفها وقامت برسم أبتسامة زائفة على شفاها..
ولكن الجد هو أول من أستدرك الموقف وخرج من صدمته سريعاً مرحباً بتلك المرأة قائلاً بأبتسامة متحفظة.
– أهلاً بيكى يا مرات الغالى نورتى بيتك..
” فريدة ” بأبتسامة متحفظة هى الأخرى لم تصل لعيناها.
– أهلاً بحضرتك يا أونكل..
فقهقه الجميع على كلمتها الأخيرة تلك وهتف ” عمران ” بعد أن تمالك ضحكته.
– ضحكتينى يا غالية ههههه.
أنتى تقوليلى جدى زى ما كلهم بيندهولى هنا.
مش أنتى مرات حفيدى يعنى حفيدتى أنا كمان..

 

 

” عزيزة ” وهى تتفحصها من أعلى رأسها حتى قدميها.
– أهلاً..
أهلاً يا حبيبتشى نورتى..
” سليم” ملطفاً للأجواء من حوله وهو يقترب من ” عزيزة ” محتضناً إياها من الخلف.
– دى بقا يا ” فريدة ” جدتى وست الكل والبيت ده كله..
هى وجدى بركة البيت ده.
فأبتسمت ” فريدة ” أبتسامة بارده وهى تردد بإقتضاب.
– أهلاً تشرفت بيكم..
” مجيدة ” بنبرة متبرمة.
– نورتى يا مرات أبنى..
” فريدة ” بأبتسامة.
– بنورك يا طنط شكراً..
كل ذلك و ” عامر” يقف وكأن وعاء من الماء البارد المثلج قد سكب فوق رأسه سكباً، فهو الآن قد وصل إلى قمة خجله من شقيقة ووالده بعد فعله أبنه المحرجة تلك و ” كريم ” يقف بصدمة ناقلاً بصره بين أبنته التى تقف تضع وجهها بالأرض تحاول الإبتسام عنوة حتى لا يشعر أحد بوجعها قط ولكنه يشعر الآن بوجعها وكأنه هو من يتألم ويتوجع وليست هى.
فهى أقرب أبنائه إلى قلبه ويشعر بها دون حديث يذكر وهو يعلم بأنها تُحب ” سليم ” كثيراً منذ صغرها وأنها قد رفضت الكثير من الرجال من أجله ولكن الآن هو يعرف أن أبتسامتها تلك مزيفة وبمجرد إختلائها بحالها ستنهار وتبكى بكاءاً حاراً.
” عزيزة ” بنبرة ذات مغزى.
– مش هتسلم على بنات عمك ولا إيه يابشمهندز.
” سليم ” بأبتسامة.
– أزيك يا ” زينة ” عاملة إيه…؟
” زينة ” بأبتسامة بارده لم تصل إلى عيناها.
– كويسة.
كويسة يا بشمهندس حمدالله على سلامتك..
أهلاً يا مدام نورتى..
” فريدة ” بأبتسامة بارده.
– أهلاً..
ومن ثم سار باتجاه ” صبا ” التى شعرت بالإرتباك وأن قلبها قد هوى بين قدميها وهى تقف وعبائتها الجميلة ملطخة بالطحين ونطق بأبتسامة وهو يمد يديه مصافحاً إياها بإنبهار فهى قد تغيرت حقاً عن ذى قبل.
– أزيك يا ” صبا ” كبرتى ما شاء اللّٰه..
” صبا ” وهى تصافحه بطرف أناملها سريعاً.
– حمدالله على سلامتك يا بشمهندس نورت بيتك..

 

 

ثم تابعت بقوة وهى توجه حديثها إلى جدتها بأبتسامة مزيفة خلفها الكثير والكثير من الألم.
– أنا هدخل أسب المغات لفرحه يا تيتة زى ما قولتى عن أذنكم..
ومن ثم هتف بتساؤل.
– أومال فين ” فرحه ” صحيح مش شايفها…!
” دنانير ” بتهكم وإقتضاب
– أصلها لسه والده من ساعتين عقبال عندك..
فأنصدم ” سليم ” من ردها هذا وقهقه الجميع ضاحكاً ومن ثم تابعت ” دنانير ” سريعاً مصححه ما تفوهت به.
– قصدى يعنى عقبال مراتك وعوضك أن شاء اللّٰه.
” سليم ” مغيراً مجرى الحديث.
– مبرووووك..
طيب معلش يا ماما كنت عاوز مفتاح الشقة بتاعتى لأننا تعبانين من السفر ومحتاجين نريح شوية..
” مجيدة ” بأبتسامة تحاول إغصابها على معالم وجهها.
– وماله يا حبيبى حاضر..
عبال ما أخواتك ما يطلعه ليك الشنط هكون جبتلك المفتاح من فوق وأجى..
وبعد مرور دقائق قليلة للغاية دلف ” سليم ” برفقه زوجته و والدته إلى داخل شقته متأملاً كل أنشٍ بها بإنبهار من جمالها فهى وكأنها شقة فى أرقى حى بـِمصر وليست شقة فى بناية متهالكة بحى شعبى فقير وتلك ” الفريدة ” تتابع المكان بعدم إكتراث.
” مجيدة ” بحب.
– إيه رائيك يا حبيبى فى شقتك وتوضبها..
” سليم ” بإنبهار.
– خرافة..
خرافة يا ماما..
” مجيدة ” بنبرة ذات مغزى تعمدت فى إخراجها.
– دى كلها على ذوق ” صبا ” بنت خالتك.
هى اللى عاملة تصميم كل حاجة فيها حتى العفش وألوان الحيطان هى اللى مختراهم..
” سليم ” بأبتسامة باهته على أثر ذكر والدته لإسم إبنه خالته.
– جميلة جداً ما شاء اللّٰه..
” مجيدة ” على نفس نبرتها السابقة.

 

 

– عن إذنكم أنا بقا هنزل لـِ ” صبا ” فى المخبز.
نورتى بيتك يا حلوة..
فأبتسمت لها ” فريدة ” ببرود وما أن همت ” مجيدة ” بالخروج حتى أستدارت ثانياً مردده بتساؤل.
– صحيح هتنزلوا تحت للسحور ولا أبعتلكم السحور النهارده مع ” دهب “..
فنظر ” سليم ” إلى زوجته وجد منها عدم إستحسان للحديث فتابع بحرج لوالدته.
– معلش يا ماما أحنا راجعين النهارده تعبانين من السفر بكرا أن شاء اللّٰه هنتجمع كلنا عالفطار وهنتسحر سوا..
” مجيدة ” بإقتضاب فهى ترى أن زوجته منذ أول وهلة لم تحب الإختلاط بهم ولا تريد حتى التجمع معهم.
– على راحتك يا حبيبى…! ومن ثم خرجت وأغلقت الباب من خلفها.
” سليم ” بأبتسامة محببة إلى زوجته.
– إيه يا حبيبتى إيه رائيك فى الشقة والحى.
مش قولتلك رمضان هنا غير وسط الأهل واللمة.
شوفتى الشقة حلوة وشيك أزاى..
” فريدة ” بلامبالاه.
– ذوقها بلدى أوى ودمها يلطش..
” سليم ” باستغراب.
– ولو أنى شايفها تحفة بس شوفى إيه اللى مش عاجبك فيها ونغييره.
– على كده أنت هتغيير حاجات كتير أوى يا ” سليم “…! قالتها ” فريدة ” بدلال فأردف ” سليم ” بأبتسامة محببة.
– اللى حبيبتى تعوزه كله تحت أمرها قولى إيه اللى مش عجبك وفى أقرب وقت هيكون أتغيير..
” فريدة ” بنبرة ذات مغزى.
– إيه رائيك لو نسيب الشقة والمنطقة دى ونروح نسكن فى الزمالك أو التجمع جمب بابى ومامى..
” سليم ” بصدمة من حديثها هذا.
– أنتى أزاى فكرتى أنى ممكن أسيب أهلى وناسى وبيتى وأروح أسكن فى مكان تانى..
” فريدة ” بدلال وهى تحيط بيديها عنقه.
– أنا أهلك وناسك والدنيا كلها مش أنت دايماً تقولى كده.
” سليم ” وهو يزيل يديها الملتفة حول عنقه.
– ايوه يا ” فريدة ” بس أنا كنت فى غربة عشت فيها سنين بعيد عن أهلى ومش مستعد أنى أبعد عنهم تانى دلوقتى على الأقل..
” فريدة ” بزعل مصتنع.
– بس أنا مش هعرف أعيش هنا يا ” سليم ” وأنت عارف كده كويس..
المكان والناس كل ده غريب عليا وأنا مش هعرف أعيش وسطكم..
” سليم ” باستغراب.
– بس ده مكانش رائيك وأحنا فى الإمارات يا ” فريدة ” أنتى كنتى موافقة على أننا نرجع ونعيش هنا..
” فريدة ” بلجلجة فى حديثها.
– بس أنا..
أناااااا…
” سليم ” وهو يقضب جبينه فى غرابه من أمرها وترقب لما ستتفوه به.

 

 

– أنتى إيه يا ” فريدة ” فى إيه….؟
” فريدة ” بحذر.
– أنا مش هعرف أعيش وسطكم يا ” سليم ” الناس هنا غير ما كنت متصوراهم وكمان البيت والمنطقة كل ده مختلف تماماً عن اللى كان فى دماغى ومش حاسة أنى هعرف اتأقلم وأعيش هنا..
” سليم ” بحزم وعصبية حاول التحكم بها.
– دى حياتى ودى عيشتى وأنتى من البداية عارفة ظروفى وراضيتى بيها متجيش تلومينى دلوقتى أو تقولى مش هقدر..
” فريدة ” وهى تحاول إمتصاص انفعاله.
– بليز يا حبيبى متزعلش منى.
بس أنا مش متعوده على كده ولا على العيشة دى.
” سليم ” وهو يجذبها من يديها جالساً بها على تلك الأريكة المودرن ذو اللون البذنجانى وهو يتلامس أناملها بحنان وحب.
– حبيبتى أنتى أهو بتقولى مش متعودة يعنى مع الوقت والمواقف والإختلاط بأهلى أكتر هتتعودى شوية بشوية وأنا أهلى ناس طيبين جداً وأكيد هيراعوا كويس أنك غريبة عن العالم ده بس الصبر والوقت وصدقينى لو متأقلمتيش أنا بنفسى اللى هشترى مكان تانى بعيد عن هنا ونعيش فيه بس مينفعش نقول على حاجة لا من غير ما نجربها ولا إيه…؟
” فريدة ” بأبتسامة باهته.

 

 

– عندك حق..
” سليم ” وهو يربت على خصلاتها واضعاً قبلة حانية أعلى جبهتها بحب.
– يبقا أتفقنا..
يلا بيناااا نفضى الشنط ونريح شوية لحد السحور…! قالها بأبتسامة سعيدة وهو يهم بالوقوف ساحباً يديها ذاهباً بها باتجاه الغرفة ليفرغ كل منهم حقيبته.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية حي البنفسج)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى