روايات

رواية شظايا أنثى الفصل السابع 7 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الفصل السابع 7 بقلم بتول علي

رواية شظايا أنثى الجزء السابع

رواية شظايا أنثى البارت السابع

رواية شظايا أنثى
رواية شظايا أنثى

رواية شظايا أنثى الحلقة السابعة

اتسعت عيني الرجل وهو ينظر إلى بهاء باستهجان وقال:
-“يعني أنت عايزني أنـ..ـام مع مراتك عشان تلبسها قضية
زنـ…ـا؟!”
أومأ بهاء قائلا بجدية أدهشت الرجل الذي يجلس أمامه وجعلته يتساءل بينه وبين نفسه هل بهاء بالفعل رجل مثل بقية الرجال الذين يغارون على أهل بيتهم أم أنه مجرد ذكر محسوب بالاسم فقط على معشر الرجال:
-“بالظبط كده يا عزيز ، مريم اتهبلت من ساعة ما اتعرفت على المحامية اللي اسمها رانيا والحل الوحيد اللي هيخليني أكسـ…ـرها وأذلها وأرجعها تاني خدامة في بيتي لأمي وأختي هو أني ألبسها قضية زنـ…ـا بما أني لسة جوزها وعشان كده فكرت فيك تساعدني”.
هتف عزيز بنبرة حائرة:
-“بس إزاي هتعمل كده يا بهاء؟ الناس كلها عارفة أن مراتك محترمة وملهاش في المشي البطال وعمرها ما كانت زي النسوان اللي أنت بتخـ..ـونها معاهم”.
ابتسم بهاء وهو يجيب بهدوء شديد وكأنه لا يفكر في ارتكاب جريمة نكراء تعد من السبع الموبقات:
-“هي فعلا ملهاش في المشي العوج بس خرجت عن طوعي وأهـ..ـانت أمي وضـ..ـربت أختي ورفعت عليا قضية طلاق وقالت أني بخـ..ـونها وبجيب ستات في البيت ولازم تدفع تمن اللي هي عملته ده وبالنسبة للطريقة فأنا هكلف مجموعة رجالة هيـ..ـخطفوها ويخـ..ـدروها ويجيبوها على شقتك وأنت هتعمل معاها اللي أنت عايزه ولما تخلص وتديني التمام هطب عليكم وهيكون معايا البوليس وعايزك تطمن خالص ومتقلقش لأنك مش هيحصلك حاجة خالص أنا هتهمها هي بالزنـ..ـا وأنت مش هتقعد غير يومين في الحبس وبعدها هتطلع على طول وطبعا هتاخد تعويض محترم على الخدمة دي يا عزيز”.
تملكت الصدمة من عزيز وهو يستمع إلى هذا الحديث فهو على الرغم من معرفته لأخلاق بهاء المتردية ولكن لم يكن يتخيل أن يكون مـ..ـنحطا ووضيعـ..ـا إلى هذه الدرجة:
-“طيب وأنت ليه عايزني ألمسها؟! كفاية أوي أنها تتـ..ـخدر وتطب علينا بالبوليس”.
ضرب بهاء جبهته وهتف بضيق تملك منه بسبب غباء صديقه:
-“عشان أذلـ..ـها وأكـ..ـسر عينها ده غير أنها ممكن تحاول تثبت براءتها عن طريق فحص الطب الشرعي”.
لم يستطع عزيز أن يتمالك نفسه وهو يستمع إلى هذا الشيطـ..ـان الذي يجلس أمامه في هيئة إنسان وهز رأسه رافضا أن يشارك في تلك الجـ..ـريمة:
-“شيل الموضوع ده من دماغك يا صاحبي واعقل ، إذا كانت مريم مش عايزاك طلقها واتجوز غيرها أنت أساسا مش بتحبها يعني مش هتمـ..ـوت لو بعدت عنها وسيبتها في حالها”.
صحيح أن عزيز يمتلك قدرا كبيرا من الخسـ..ـة والوضـ..ـاعة ولكنه لم يصل إلى تلك المرحلة التي تجعله يشارك في تدمير سمعة امرأة محترمة وشريفة.
نهض عزيز وذهب إلى المطبخ حتى يعد الشاي تاركا بهاء يجلس بمفرده يستشيط غضبا بعدما أعلن صديقه تخليه عنه.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
صاح بهاء بغضب وهو يجلس أمام والدته ويدفن رأسه بين كفيه:
-“أنا مش عارف أعمل إيه يا ماما ، صدقيني أنا هتجنن عشان ألاقي شخص يوافق أن البوليس يقبض عليه وهو نايم مع مريم عشان أثبت عليها جريمة الزنـ..ـا”.
ابتسمت فتحية بخبث وهي تنتقل من مكانها وتجلس بجوار بهاء قبل أن تهتف بنبرة ماكرة يشوبها الكثير من الغل
الحقـ..ـد على زوجة ابنها:
-“وأنت محير نفسك ليه يا حبيبي ، فيه قدامك شخص هتقدر تخليه يلبس المصـ..ـيبة دي معاها ، هو صحيح مش هيلمسها بس الناس هتصدق الحكاية دي وتحريات الشرطة هتكون في صالحنا لأن الكل عارف أنه بيحبها وأنه اتخـ..ـانق معاك من كام يوم وضـ..ـربك لأنك حاولت تتعرضلها وهي ماشية في الشارع”.
تذكر بهاء في هذه اللحظة ما حدث له عندما رأى مريم بالصدفة وهي تشتري بعض الحاجيات وأراد أن يعيدها معه إلى منزله بالقوة ولكن ظهر شريف أمامه وأبرحه ضـ..ـربا للمرة الثانية ولم يتمكن بهاء من فعل شيء بسبب صراخ مريم واستنجادها بالناس الذين وبخوه بشدة لأنه حاول أن يضـ..ـرب زوجته في الشارع.
لمعت عيني بهاء وهو يسأل والدته بعدما خطر في باله هذا الغريم الذي أبرحه ضربـ..ـا مرتين من أجل مريم:
-“أنتِ قصدك على شريف مش كده؟!”
أومأت فتحية وهي تبتسم فهذه الخطة الشيطـ..ـانية التي وضعتها في رأسها قبل بضع دقائق سوف تدمر مريم وتقضي عليها:
-“أيوة طبعا وزي ما أنت هتخطـ..ـفها وتخـ..ـدرها هو كمان هيتعمل معاه كده وهتكون وقتها ضـ..ـربت عصفورين بحجر واحد ، إيه رأيك بقى في الفكرة دي؟”
صفق بهاء بيده وهو يهتف بانبهار من ذكاء والدته التي حلت له مشكلة عويصة في لمح البصر وأعطته كلمة السر التي سيستخدمها في إذلال مريم وحبيبها:
-“الفكرة ممتازة يا ست الكل يا عبقرية ، ربنا ميحرمنيش منك أبدا ، أنا هجبر مريم أنها ترجعلي وساعتها هرميـ..ـها تحت رجليك وهخليها تبوسها وتطلب منك أنك تسامحيها لأنها اعترضت على خدمتك وأهـ..ـانتك”.
-“المهم بس أنك تنفذ الخطة بسرعة قبل ما المحكمة تحكم ليها بالطلاق”.
قالتها فتحية والابتسامة الخبيثة تظهر على ثغرها أكثر وأكثر.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
خرجت مريم من شقة رانيا حتى تحضر ابنتها من المدرسة فهي أصبحت مطمئنة كثيرا هذه الأيام بعدما ساعدها شريف وأجبر بهاء على إمضاء تعهد بعدم التعرض لها تحت أي ظرف.
توقفت أمامها فجأة سيارة كانت تمر بالقرب منها وسحبها بداخلها رجل ملثم وقام بتخـ..ـديرها ثم انطلق السائق بسرعة نحو شقة شريف.
في هذه الأثناء خرج شريف من شقته واستقل المصعد ولم يشغل باله بالرجل الذي يقف بجواره.
أخرج الرجل من جيبه إبرة تحتوي على مادة مخدرة وقام على حين غرة بغـ..ـرسها في كتف شريف الذي سقط مغشيا عليه.
دلف رجل أخر إلى المصعد وضغط على رقم الطابق الذي يقع به شقة شريف وانتظروا حتى وصلوا إليها ثم مد يده في جيب سترة شريف وانتشل المفتاح وفتح به باب الشقة وساعد زميله في حمل شريف والدخول به إلى غرفة النوم ثم جرداه من ملابسه وانتظرا حضور الرجلان الأخران اللذان قاما باختطـ..ـاف مريم.
وصلا الرجلان الأخران وقاما بوضع مريم داخل أحضان شريف ثم اتصل زعيمهم ببهاء وأخبره بالأمر.
ابتسم بهاء بشدة وطلب منهم أن يغادروا الشقة على الفور ثم ذهب إلى قسم الشرطة وحرر محضرا وطلب أن يتم القبض على شريف ومريم في هذه اللحظة وهما متلبسان حتى لا يكون أمامهما أي وسيلة للإنكار.
اتصل بهاء بوالدته وأخبرها بكل شيء فابتسمت وهي تقول:
-“كويس أوي يا بهاء ، أنت كده خلاص هتاخد حقك منها تالت ومتلت ، خليها بقى تورينا الست رانيا بتاعتها هتعملها إيه ولا حبيب القلب هيقف جنبها إزاي المرة دي وهو ممسوك معاها بالملاية”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
استيقظت مريم وهي تشعر بصداع فظيع يفتك برأسها واتسعت عيناها ذعرا عندما وجدت نفسها لا ترتدي سوى الملابس الداخلية وتنام بجوار شريف.
صرخت مريم بجزع وحاولت أن تبحث عن أي شيء ترتديه ولكنها لم تجد وأثناء نوبة صراخها استيقظ شريف وانتابه الذهول عندما رأى نفسه ممددا على فراشه بهذا الوضع ومريم تجلس بجواره تلطـ..ـم خديها.
نظر لها شريف وهو يهتف بدهشة:
-“أنتِ إيه اللي جابك هنا يا مريم؟ أنا أخر حاجة فاكرها هي لما كنت خارج وركبت الأسانسير ومش عارف إيه اللي حصل بعد كده”.
صرخت مريم وهي تبكي بانهيار:
-“أنا مش فاهمة حاجة ، كل اللي فاكراه هو أني خرجت عشان أجيب سلمى من المدرسة ومش عارفة إيه اللي جرالي”.
هتف شريف بجدية وهو على وشك النهوض حتى يبحث لها عن شيء مناسب كي ترتديه وتستر به نفسها بدلا من غطاء السرير:
-“طيب اهدي ومتخافيش ، أنا هقوم أشوفلك أي حاجة مناسبة للبس في أوضة أمي الله يرحمها ومش هسكت ولا هيهدالي بال غير لما أعرف إيه اللي حصل معانا”.
كاد شريف ينهض ولكن شلت الصدمة أطرافه بعدما رأى أمامه قوات الشرطة الذين اقتحموا الغرفة ومن خلفهم بهاء الذي ينظر له بشماتة جعلته يدرك على الفور أنه هو المسؤول عن هذا الفخ القـ..ـذر الذي سقطا به بمنتهى السهولة.
-“أنا عايز أثبت حالة الزنـ..ـا دي يا حضرة الظابط”.
أطلق بهاء هذه العبارة وهو يشير بيده نحو كل من “مريم” و “شريف” اللذان اتسعت أعينهما وهما ينظران نحوه وارتفع صوت بكاء مريم التي أخذت تضـ..ـرب خديها وهي تتمنى أن يكون كل ما يحدث معها مجرد كابوس بشع وسوف تستفيق منه خلال وقت قصير.
اتجه العساكر نحو مريم وشريف وقاموا بجرهما ولم يكترثوا بصراخ مريم التي أخذت تسـ..ـب بهاء وتلـ..ـعنه وتحسبن عليه لأنه دبر لها تلك المكيدة القذرة حتى ينتقـ..ـم منها لأنها رفعت ضدة قضية طلاق.
-“ربنا ينتـ..ـقم منك يا بهاء صدقني هقتلك وهشرب من دمك يا حقير يا قذر”.
تمنت مريم أن يقبـ…ـض الله روحها بعدما رأت تلك النظرات التي يصوبها الجيران نحوها فالكل ينظر لها على أنها امرأة ساقـ..ـطة رفعت قضية طلاق ضد زوجها حتى تتمكن من الزواج من عشيقها الذي تمارس معه
الفـ..ـاحشة دون أن تفكر في عقاب هذه الجريمة في الدنيا والآخرة:
-“سيبوني حرام عليكم أنا معملتش أي حاجة ، قسما بالله أنا بريئة وشريفة وبهاء هو اللي لفقلي الموضوع ده عشان
ينتـ..ـقم مني”.
رددت مريم هذه العبارة وهي تنتحب بشدة وخطر في بالها أن تقـ..ـتل نفسها ولكنها تذكرت ابنتها التي من المؤكد أنها لا تزال تنتظرها أمام المدرسة حتى هذه اللحظة لكي تصطحبها إلى البيت.
صاح شريف بتوعد بعدما التفت نحو بهاء:
-“أنا هوريك يا بهاء وهدفعك تمن اللي أنت عملته ده غالي أوي لأنك تجاوزت كل الخطوط الحمراء وهيكون حسابك عسير أوي”.
دفع العساكر شريف ومريم داخل سيارة الشرطة وتوجهوا إلى المديرة وسط بكاء مريم ونحيبها بعدما تم فضحها بهذا الشكل أمام الجميع وأصبحت سيرتها على كل لسان.
وصلت سيارة الشرطة إلى المديرية وتم الزج بمريم داخل الحجز وهي تقبض بشدة على الشرشف حتى لا يسقط.
لاحظت إحدى السجينات انهيار مريم وبكائها الشديد إضافة إلى حالتها المزرية فتوجهت نحوها وهي تقول:
-“مالك يا بنتي فيكِ إيه ومين اللي عمل فيكِ كده يا حبيبتي ، منظرك بيقول أنك واحدة من إياهم بس عياطك وقهرتك دي محسساني أنك مظلومة واتمسكتي غلطة”.
أومأت مريم بتأكيد:
-“أيوة أنا مظلومة والله العظيم ، ربنا ينتـ..ـقم من بهاء هو اللي عمل كده عشان ينتقم مني ويفضـ..ـحني”.
سألتها السجينة باستغراب:
-“بهاء مين ده؟ واضح كده أن حكايتك طويلة والموضوع شكله معقد ومش سهل”.
كفكفت مريم دموعها وهي تهتف بحشرجة:
-“بهاء ده يبقى جوزي اللي اتجوزته غصب عني من كذا سنة وعشت معاه أسوأ أيام حياتي ولما ربنا كرمني بأستاذة رانيا اللي ظهرت في حياتي وقررت أنها تساعدني ورفعتلي قضية طلاق راح هو لبسني البلـ..ـوة دي عشان يلـ..ـوي دراعي”.
شهقت السجينة وهي تضرب صدرها وأردفت باستنكار شديد فهي لا تصدق أنه يوجد شخص يقوم بهذه الفعلة النكراء حتى يساوم زوجته:
-“يخـ..ـرب بيته ده مستحيل يبقى راجل ، لا حول ولا قوة إلا بالله هي الدنيا جرى فيها إيه بس يا ربي ، ده بدل ما يبقى ستر وغطا عليكِ يروح يفضـ..ـحك ويعمل كده ، ربنا
ينتـ..ـقم منه دنيا وأخرة”.
نهضت السجينة وخلعت عباءتها وأعطتها لمريم حتى ترتديها فنظرت لها الأخيرة بدهشة وقالت:
-“طيب وأنتِ هتعملي إيه؟!”
أشارت لها السيدة نحو نفسها وقالت:
-“امسحي دموعك وبصيلي كويس وساعتها هتشوفي أني لابسة بلوزة طويلة وتحتها بنطلون واسع يعني مستورة والحمد لله بس المهم دلوقتي هو أنك تلبسي العباية وأنا هشوفلك أي واحدة من البنات دول لو معاها طرحة زيادة عشان لما تتحولي على النيابة هيكون موقفك وأنتِ لابسة هدوم أحسن بكتير من أنك تكوني ساترة نفسك بالملاية”.
نظرت لها مريم بامتنان شديد وارتدت العباءة ثم وضعت الحجاب الذي ناولته لها إحدى الفتيات وأخذت تدعو الله وتناجيه أن يخرجها من تلك المصـ..ـيبة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شظايا أنثى)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى