روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء الحادي عشر

رواية أو أشد قسوة البارت الحادي عشر

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة الحادية عشر

وصل عبدالله الي الشركة ووجد سليمة تقف خلف مكتبها تطلب وجبه افطار خفيفة لينظر لها بأستفهام لتغلق الهاتف ووقفت أمامه تقص عليه كل ما حدث .. وقبل ان يسألها حين أستيقظ كان بأي شخصيه أجابته هي قائلة:
-لما فاق كان الباشمهندس أدهم لانه كان بيتكلم بذوق وأدب ونظرات عنيه مفيهاش وقاحة
أومأ بنعم مندهشًا من قدرتها على التفريق بسن الشخصيتين خاصة وهي لا تعرف أدهم منذ فترة طويلة توجه الي مكتب أدهم الذي شعر بالاندهاش حين وجده يقف امامه ليقول بقلق:
-عبدالله … غريبه .. هو عدنان اتصل بيك ولا ايه؟
-اه … كنت خايف عليك قولت يبقا موجود معايا
أجابه عدنان بسرعة ليجلس عبدالله بجوار أدهم لكنه ظل صامت ليشعر أدهم ان هناك خطب ما خاصة مع نظرات عدنان القلقة
ليسأل بحذر:
-هو فيه حاجة حصلت؟
لكن طرقات على باب المكتب ودخول سليمة وبين يديها علبة صغيره بها بعض الشطائر على حامل وجوارها كوب من العصير أعطى بعض الوقت لعبدالله حتى يرتب ما يريد قوله
وضعت سليمة ما بيدها على الطاولة أمام أدهم وقالت بابتسامتها التي خطفت نبضات قلبه منذ اللحظة الأولى:
-انا هلغي من قائمة المواعيد الموعد الأول لحد ما ترتاح حضرتك شوية ولسة ساعتين على الموعد الثاني
-شكرًا يا آنسة سليمة
قالها أدهم بأمتنان … لتغادر بهدوء ليجلس عدنان على الكرسي المجاور للأريكة حين قال عبدالله:
-أنا قابلت الشخصية التانيه يا أدهم
لينتبه كل من أدهم وعدنان لكلمات عبدالله لكن أدهم قال بصدمة:
-إزاي؟ وأمتى؟
كذلك عدنان الذي شعر بالخوف للحظة لكن عبدالله قال بهدوء:
-أهدوا علشان نقدر نتكلم
وقص عليهم كل ما حدث منذ محادثه سليمة حتى تلك اللحظة ليقف أدهم قائلًا بصدمة:
-يعني انا بشخصيتي التانية ساكن جمب سليمة وهي بقت عارفة كل حاجة
ليقف عدنان خلفه قائلا بتردد:
-علشان كده بعد فوقت قربت مني وقالت متخافش ده باشمهندس أدهم وبصراحة اتفاجئت من كلامها
ليقف عبدالله وقال موضحًا:
-في الحقيقة هي قادرة بكل بساطة تفرق بين الشخصيتين قالت اكتر من مرة باشمهندس أدهم محترم لكن ثامر قليل الأدب.
-ثامر
نطقها أدهم وعدنان معًا ليقول عبدالله موضحًا:
-ده اسم الشخصية التانية
ليرفع أدهم يديه يمسد جبينه لعده لحظات ثم قال بعد ان نفخ الهواء من صدره:
-يعني الشخصية التانيه اسمها ثامر وساكن جمب سليمة .. وبيشرب ماريجوانا مخلوطة في القهوة .. شخص وقح وقليل الأدب … وايه تاني؟
لم يجيب أحد على سؤاله ليعود ويجلس على الأريكة ينظر الي صديقه وابن عمه بتشتت وضياع
ليشفق عبدالله على حاله … ف أقترب منه وجلس جواره وقال بهدوء ورويه:
-المهم اننا قابلنا الشخصية التانيه وبدأنا نعرف تفاصيل عنها … وبكده ممكن نقدر نسيطر عليها .. بلاش يأس أرجوك
ظل أدهم صامت لدقيقة كاملة كان كل من عبدالله عدنان يشعران بالشفقة عليه … لم يتحمل عدنان ان يراه على تلك الحالة ف أقترب منه وجلس على ركبته أمامه وقال بابتسامة صادقة:
-متخفش يا أدهم كلنا معاك وحواليك .. حتى الآنسة اللي بره دي
وقال الأخيرة بغمزه شقاوة ليبتسم أدهم للحظة ثم ضربه بقوه على كتفه جعله يقع للخلف جالسًا ثم قال:
-ملكش دعوة بسليمة يا عدنان
ليرفع عدنان حاجبية بصدمه مصطنعه ووضع يده على صدره وقال بحزن:
-عيب عليك يا أدهم دي هتبقا مرات اخويا
ليضحك عبدالله وعدنان بصوت عالي وظل أدهم على عبوسه لعده ثوان ثم ضحك هو الأخر بصوت عالي
ليصل صوت ضحكاتهم الي تلك الجالسة بالخارج لتبتسم براحة وبدأت في استكمال عملها براحة
~~~~~~~~~~
أنهت ظلال البرنامج بمرحها المعتاد ف المناقشات والجدال مع مراد والمتصلين جعلها تنسى ولو قليلًا ما حدث وكان … ويختفي حزنها وانغلاقها وانطلقت تجادل وتدافع عن رأيها بحماس كبير
كان يجمع اوراقه لكن عينيه لا تفارقها
-عارفة انك إعلامية ممتازة
نظرت اليه باندهاش وابتسامه رقيقة ترتسم على محياها ليكمل هو لكن وعينيه تنظر الي الأوراق بين يديه:
-لانك قدرتي تنسي كل اللي مضايقك وتعبك وبقيتي بس ظلال المذيعة المحترفة والمتمكنة.
اخفضت ظلال عيونها أرضًا وقالت بسعادة:
-دي شهادة ووسام من إعلامي كبير زيك .. وتخليني أفتخر بنفسي
نظر لها ونفس الابتسامة على ملامحه وقال بصدق:
-صدقيني أنتِ ليكي مستقبل هايل .. وهتبقي إعلامية مميزة وممكن يكون ليكي فرصة كبيرة في التليفزيون
ظلت صامته تنظر اليه بنظرات تختلط بها السعادة والإعجاب … والاندهاش
وظل نظره ثابت وكأنه يحاول سبر أغوارها … تارك لها كل الوقت في استيعاب كلماته … وأيضًا كل الوقت التي تريده في تأمله .. شعرت بالخجل من نظراته وتأملها له ف أخفضت عينيها وهي تقول:
-هو أنت بجد يا مراد؟
ظهر الاندهاش على ملامحه خاصه مع تقطيبه حاجبيه التي لم تستمر اكثر من ثانيه وهو يسألها:
-يعني ايه انا بجد؟!
رفعت عينيها تنظر اليه بثقة وقالت بثبات:
-أنت إعلامي كبير .. رغم طبعًا صغر سنك .. لكن محدش يقدر ينكر قدراتك وامكانياتك .. وقدام الخبرة الكبيرة وأسمك الكبير في مجال الإعلام … لكن مفيش غرور … متجدد … بتقبل تسمع كل الآراء حتى لو عكس رأيك … والأكثر من كده .. ازاي بتسيب ليا مساحة كبيرة في الحلقة .. مش عايز تبقى أنت بس اللي ظاهر لا أنت عايزني أنجح … لو حد غيرك
رفع يده يطالبها بالتوقف وأبتسم ابتسامة صغيرة لكنها صادقة وأقترب قليلًا منها قائلا:
-لو تعرفي كلامك ده بالنسبة ليا ايه خصوصًا انه منك أنتِ بالتحديد يا ظلال … لكن انا مش ملاك ولا شخص مثالي .. لكن انا شخص واعي وفاهم اني لو فضلت متمسك بأفكاري بس هفضل في مكاني … وهبقى دقه قديمة زي ما بيقولوا … انا لازم أجدد
صمت لثوان وتحولت ابتسامته لشيء اخر لم تستطع ظلال تفسيره … لكنه لمس شيء بداخلها … جعل دقه بقلبها تختلف عن مثيلاتها .. لتخفض عينيها لكنها رفعتهم سريعًا حين قال:
-أنتِ مميزة بالنسبة ليا .. وفي مكانة خاصة جدًا … و عايز أشوفك ناجحة ومحققة حلمك .. اللي هو حلمي .. لإنك
صمت غير قادر على الإكمال … او صمت حتى يجعلها تسأل .. هي ماذا؟ او صمت ليثير فضول الأنثى بداخلها .. ورغم كل هذا كاد ان يكمل لكن دخول مساعده المفاجىء جعله يبتلع باقي كلماته غصبًا .. ويشعل نار فضولها اكثر
-أستاذ مراد مدير المحطة عايز حضرتك
كانت كلمات المساعد سريعة ويظهر على ملامحة الضيق .. ليقف مراد بعد ان قال لظلال:
-استنيني علشان هنزوح نفطر سوا .. انا مش هتأخر
أومأت بنعم ليغادر مع مساعدة الذي بدء يخبره بما سمعه
لتتحول نظرات مراد التي كانت منذ ثوان قليلة سعيدة ومبتسمة لشيء أخر تجعل كل من يراه الان يشعر بالخوف
~~~~~~~~~
تقف عند طاولة الطعام تضع الاغراض المدرسية في حقائب أبنائها لكن عقلها شارد فيه … انه لم ينم ولم يغادر مكانه من جوار السرير ظل بعد حديثها له على نفس الجلسة دون حرام … ولم يتحرك الا بعد الإتصال الذي وصله من عدنان وفهمت منه أن أدهم صديق عبدالله الوحيد مريض وأنهم في حاجة اليه … لكن ما فعله قبل ان يغادر هو ما جعل قلبها يتأرجح من جديد … بين فكرة إعطائه فرصة جديدة … وبين قرار عقلها بضرورة إنهاء تلك المهزلة … والاكتفاء ب كل تلك الخسائر التي يشعرون بها
أغمضت عينيها لثواني لتتذكر كلماته الأخيرة قبل رحيلة
“عارف اني مستاهلش .. وعارف اني خسرت واستاهل اعيش بالخسارة والحسرة طول عمري … بس أرجوكي يا لبنى أديني فرصة فرصة واحدة بس … انا بحبك يا لبنى وبطمن بوجودك ويمكن ده اللي خلاني فاكر اني مهما عملت عمري ما هخسرك وطلعت أكبر حمار … أنا اسف حقك عليا بس ارجوكي فكري فرصة واحدة بس … ارجوكي”
وانحنى يقبل راسها وكتفها .. ثم ضمها بقوة كطفل صغير يحاول ان يحصل على بعض من حنان أمه الغاضبة منه
وغادر ليبدل ملابسه … لكنه عاد من جديد ولكن تلك المرة لم يتحدث لكنه أمسك يدها من اسفل الغطاء وقبلها عده مرات .. والأخيرة شعرت بها انها قبله توسل ورجاء لمست قلبها .. المته وبشده لكنها لم تستطع رفع الغطاء عن وجهها والنظر اليه ليغادر هو بصمت وعادت هي الي البكاء
عادت من أفكارها على صوت مزاح ابنتها مع أخيها تخبرة بفخر إنها قد نالت منه بسبب خسارته أمامها هي ووالدها بالامس لينظر لها بازدراء ولم يعلق .. ثم أقترب من والدته وقال:
-ماما أنتِ كويسة .. عينك؟!
لم يكمل حديثة … لتضمه لبنى بحنان وقالت:
-الجو اليومين دول مش حلو ف عملي حساسية في عيني
ثم ربتت على ظهره وهي تقول بتأكيد:
-خلي بالك من أختك … أنت راجلها اللي يحميها ويخاف عليها … وانا ببقى مطمنة عليها وانت معاها
أومأ بنعم وبداخل عينيه سعادة كبيرة وفخر رجولي رغم صغر سنه وتحرك وهو يقول بأمر مرح:
-يلا يا بنتي أنتِ سلامة ولازم اخلي بالي منك
لتضحك أخته بسعادة وتحركت خلفه بعد ان ضمت والدتها وأهدتها قبله صغيرة
اغلقت لبنى الباب خلفهم وعاد عقلها لحيرته من جديد … والدموع صديقه أيامها
~~~~~~~~~~~~
أخذت الأوراق التي كانت جاهزة بالفعل وظلت تنظر الي الباب بتوتر وقلق لعدة لحظات … ماذا عليها ان تفعل معه؟ هذا هو السؤال الذي يدور داخل عقلها لكن
كلمات عبدالله لها قبل رحيله تتردد في أذنها ترشدها لفعل الصواب:
“أدهم عرف إنك عارفة .. اتعملي عادي جدًا وياريت ميشوفش في عينك اي نظرة من نوع الشفقة او عدم الاستيعاب او الرفض علشان كل ده هيقصر جدًا في علاجة … واحنا على معادنا وهشرحلك كل حاجة بالتفصيل”
وقفت بعد ان أخذت عده انفاس متلاحقة وطرقت الباب ودخلت بهدؤها المعتاد
كان يتابع خطواتها وهي تقترب منه بترقب وقلق وكأنه طالب ينتظر نتيجة امتحان لم يبلي فيه حسنًا ويعلم انه سوف يرسب … حين وقفت أمام المكتب مدت يدها بالأوراق وهي تقول:
-خلينا نستغل الوقت الفاضي والراحة دي وحضرتك تمضي بقى على كل الايميلات والفاكسات المتأخرة
أخذ منها الأوراق وأشار لها ان تجلس
لتتحرك وتجلس مكان ما أشار لها .. لينظر للأوراق وهو يقول بابتسامة متوترة:
-أكيد جواكي أسئلة كتير … وتخيلات وتوقعات
لتنظر اليه بابتسامتها التي يعشقها تلك التي خطفت نبضاته وقالت بصدق استشعره بكل جوارحه:
-ده حقيقي طبعًا ولو قولت غير كدة ابقى كذابه .. بس كمان انا عارفه ان ده شيء شخصي جدًا ومش شرط أعرف كل التفاصيل وان ده قرارك وقت ما تحب تقول هتقول.
أبتسم لها وهو يقول بمرح:
-يعني نفسك تعرفي شوية تفاصيل
شعرت بالخجل وتلونت وجنتيها بحمره لذيذة لعينيه … لكنه قال بصدق:
-صدقيني انا كمان عايز أعرفك ومش بس شوية تفاصيل … بس اصبري عليا أفهم انا وبعدين هفهمك كل حاجة
شعرت ان كلماته تحمل معنى أكبر مما تبدوا ظلت تنظر اليه لكنه أخفض عينيه الي الأوراق وبدء في القرأة والتوقيع حتى أنتهى من كل الأوراق رفع عينيه ينظر لها ومد يده بالأوراق وهو يقول:
-مضيت على كل حاجة اهو مدير شاطر وبسمع الكلام .. من فضلك اطلبيني فنجان قهوة أشربها علشان افوق قبل أول موعد
وقفت وهي تبتسم على كلماته لكنها قالت بهدوء:
-حالا يا باشمهندس
وتحركت لتغادر لكنها وقفت عند الباب ونظرت اليه وهي تقول بمرح:
-بس حضرتك بتبقى مختلف تمامًا وأنت ثامر جريء كده وكلامك قليل الأدب ونظراتك جريئة … بس هو ايه ثامر ده جبت الاسم ده منين؟! من قله الاسماء يعني
ليضحك بصوت عالي … غير مصدق … إنها حولت مأساته لفيلم كوميدي … تقبلها للآمر دون تعقيد … وبلا نظرات شفقة …أو خوف جعله يشعر إنه قادر على مواجهه اي شيء … حتى إنه للحظة تخيل إنها تجلس جواره تمسك بيده .. تربت عليها برقة وحنان وتشجعه
أخذ نفس عميق به بعض الراحة … وهمس لنفسه باندهاش:
-شكلك وقعت يا أدهم ولا ايه؟!
~~~~~~~~~~
إنها المرة الأولى التي يحضر فيها إلي الملهى نهارًا … هو معتاد على الحضور ليلًا
لذلك كان يشعر بالاندهاش من المكان وبعض الغربة او الوحشة
لقد كان المكان خالي تمامًا من البشر .. الطاولات غير مرتبة … والكراسي موضوعة فوق الطاولات بشكل مقلوب
خطواته تعرف طريقها جيدًا … إلي غرفة الجوكر … سوف ينهي معه الأمر اليوم .. عليه أن يخرجها من ذلك الوحل الذي أوقعها فيه بيده
يجب ان تعود زيزي من جديد تلك الفتاة البريئة صاحبه الابتسامة الرقيقة … سيدة حيهم وسيدة قلبه
عليه ان يعيد كفتي الميزان لتوازنهم … العقل يقول انه هو من كان عليه التغير .. عليه ان يرتقي بنفسه حتى يصبح لائق بها … لا ان يسقطها هي من برجها العاجي … ويغرسها في وحل الشرف
وصل أخيرًا أمام باب غرفة الجوكر … لكنه وقبل ان يطرقه او يفتحه وصله صوت الجوكر وهو يقول بصوت غريب أثار اشمئزاز بيبرس:
-يا باشا هي يعني فيها ايه زيادة … دي قفل … انا فاهم دماغك وديما بريحك ده أنت بتلف تلف وترجعلي انا في الاهخر
ليجيبه ذلك الباشا قائلا بصوت أجش:
-صحيح أنت ديما بتريحني .. وفاهم دماغي … وعارف ازاي تبسطني … بس انا ليا مزاج فيها … البت دي بلدي .. جسم يهبل .. وعنيها النعسانه دي .. برائتها اللي عايز انا بأيدي اقطفها … وأكون أول واحد يدوق الشهد والعسل المصفي الطبيعي
نار تشتعل بداخله تحرقه بلا رحمة هو موقن ان حديثهم هذا يخص زيزي .. لم يعد يحتمل ليفتح الباب وبداخله قد قرر اليوم هو قاتل او مقتول من أجلها … لن يغادر هذا المكان إلا وقد أنهى ذلك الآمر إلي الأبد … لكنه وقف مكانه غير قادر على الحركة … وكأنه تمثال من الشمع … عينيه جاحظة تكاد تغادر محجرهما … فمه مفتوح بصدمة … وانفاسة قد توقفت داخل رئتيه … لا هو قادر على إخراجها … او إدخال بعض الهواء لصدره عله يبقى على قيد الحياة
توقف الموقف على الجميع … والصدمة واضحة على الوجوه الثلاث …. بل الأربعة
كان الجوكر وذلك الرجل المدعو الباشا في وضع حميمي يهتز له عرش الرحمان …. وترتر يجلس في أحد الأركان جوار الارجيلة وبعض الطعام هو أيضًا مجرد من ملابسه صدمه ما يراه أمامه الآن هو صدمة لا يستطيع عقله تصديقها او استيعابها
لكنه تدارك نفسة سريعًا وقرر أستغلال الأمر لمصلحة زيزي
فأخرج سلاحه الذي سلمه له الجوكر مع أول يوم عمل في هذا المكان وأغلق الباب بهدوء وأبتسم ابتسامه ثقة … تحمل الكثير من الاشمئزاز والتهديد ليقول الباشا بصوت مرتعش:
-أنت أنت
-أنت هتهته ليه … أهدى كده ومتخافش … انا مش هفضحكم بس ليا شروط عايزها تتنفذ وهمشي من هنا ومش هتشوفوا وشي تاني
قال بيبرس بهدوء حذر … والجدية ترتسم على ملامحه الخشنة … وحاجبيه المرفوعين بشر
ليقول الجوكر بصوت عالي :
-أنت اتجننت يا بيبرس أنت نسيت نفسك
-طيب بدل ما تزعق كده ما تحاول تستر نفسك ولا عادي وقفتك قدامي كده؟!
نظر الجوكر الي نفسك لينتبه انه كان بلا ملابس … ليتحرك خطوة حتى يحضر ملابسه ليرفع بيبرس سلاحه في وجه الجوكر وهو يقول بأمر:
-أقف مكانك يلا ومتتحركش … هتفضلوا بمناظركم دي كده لحد ما أخد اللي انت عايزة وأمشي
ثم أخرج هاتفه وبدء يلتقط لهم بعض الصور … ثم قال
-ده بس علشان ضمان الحق
ليقول الباشا بتوسل:
-عايز كام وتنهي الموقف ده وتمسح الصور اللي تطلبه هتاخده
ظل بيبرس ينظر اليه بتقزز ثم قال موجهًا حديثه لخميس “الجوكر”:
-انا مش عايز فلوس … انا عايز عقد زيزي .. وعقدي … واوعدك همش من هنا ومش هتشوف وشي نهائي .. حتى انا بوعدكم اني هنسى نهائي اني شوفت خلقكم
ظل خميس صامت ينظر الي بيبرس بغضب .. الان يخسر كل ما كان يسعى اليه ويتمناه … لقد حلم بالكثير من خلف زيزي … والان يأتي هذا القذر يهدم له احلامه … ويحطم له كل الآمال في مكاسب بكبيرة الان عليه الخضوع لبيبرس وترك تلك الغزال الشارد يفلت من يده
هو لن يقبل بهذا … ليصرخ به الباشا:
-أنت لسه بتفكر نفذ له اللي هو عايزة .. خلينا نخلص ولا أنت عاجبك وقفتنا قدامه كده
نظر خميس الي الباشا … وقال باستسلام:
-أوامرك
وتحرك الي الخزنه الموجودة جوار المكتب فتحها وأخرج عقد زيزي
ليقول بيبرس بأمر:
-والعقد بتاعي كمان
لينظر له خميس بغضب وغل … لكنه عاد يبحث في الأوراق حتى اخرج عقده هو الاخر
وقبل ان يتحرك … قال بيبرس بابتسامة سمجة:
-هو مفيش مكافئة لنهاية الخدمة المقرفة دي؟
ليخرج الجوكر عن السيطرة وصرخ به بعد ان نطق لفظ نابي:
-أنت بتلعب في عداد عمرك يا بيبرس
-انا لعبت فيه من يوم ما اشتغلت في المكان القذر ده … ومن يوم ما بأيدي سلمت زيزي لواحد قذر زيك … واهو بصلح غلطي
قال بيبرس بصوت عالي … ثم أشار له وأكمل:
-حط بقى كل الفلوس اللي في الخزنة جوة شنطة حلوة كده مع العقود علشان امشي انا واسيبكم بقا تكملوا القرف اللي انتوا بتعملوه ده … او يمكن ربنا يتوب عليكم وابقى كسبت فيكم ثواب بدل ما تتحشروا يوم القيامة مع قوم لوط وتتشوا في نار جهنم.
ليتحرك خميس يضع المال والعقود بالحقيبة واقترب من بيبرس الذي خطف الحقيبة بقوة والقى عليهم نظرة خاطفة وهو يقول
-اول ما اخرج من هنا وعد همسح الصور بتاعتكم … وهكسر التليفون وارميه علشان مش عايز حاجة تفكرني بيكم
وسار عدة خطوات لكن للخلف حتى تبقى عينيه عليهم ولا يقوم اي منهم بحركة مفاجئة … حين اغلق الباب أطلق ساقيه للريح راكضًا الي الخارج
والابتسامة تزين ملامحة … غافلا على ما ينتظرهم من اهوال منذ تلك اللحظة

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى