روايات

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الأول 1 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الفصل الأول 1 بقلم سيلا وليد

رواية عازف بنيران قلبي الجزء الأول

رواية عازف بنيران قلبي البارت الأول

رواية عازف بنيران قلبي الحلقة الأولى

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين

ماتت حروف الحب من دفتر الكلمات فقد ظُلمت مثلما ظلمتُ، مثلما حكم الجميع على قلبي وحالي من بعيد، دون أن يسمع احد او يرى في عيني انكسارات قلبي السابقة ، حكموا على مشاعري دون أن يلمسوها في العلن، حكموا على إحساسي دون أن تدخل قلوبهم لقلبي، ، أصبحت قلوب الجميع قاسية لا تعرف عن الحب شئ، إلا استغلال الفرص ان كانت لصالحة أو لاء، ، مات الحب مثلما قتلوا قلبي أمام عيني، ثم تركوني أبكى وحدي في جنازتي…!

❈-❈-❈

في إحدى أحياء الراقية في مدينة القاهرة خاصة في ذاك القصر المقام على مساحة شاسعة يحاوطه الحرس من كافة الإتجاهات وهو قصر يعد مبنى من الطراز الكلاسيكي الضخم.. ورغم اتساعه إلا أنه يفقتد الدفئ حيث تحتوي جدرانه برودة سكانه.. رغم غناهم الفاحش ومظاهر الترف والرفاهية الطاغية من أثاثه ومفروشاته المطرزة على أحدث طراز..

ورغم إنه يضج بسكانه إلا لم نجد الدفئ سوى في هاتين الغرفتين.. إحداهما لفتاه تبلغ من العمر إثنى وعشرون عاما والأخرى لزوجة ابنهم الراحل التي تجلس بشرفة غرفتها مع بداية شروق الشمس التي تسلل شعاها ليسطح على سطح الأرض لينعم به الناس من دفئ طبيعة الخالق

انتهت ليلى من صلاة الفجر وجلست كعادتها تتلو وردها اليومي بعد قرائتها للأذكار الصباحية ثم نهضت تتنفس بهدوء جمال الطبيعة حولها

كان المنظر الرباني حقا رائعاً للقلب قبل العين.. قطرات الندى التي تغطو أوراق الشجر وتبدأ التلاشي بشعاع الشمس.. وقفت بعد الأنتهاء تنظر للزروع التي تحاوط القصر من كل مكان.. تتنفس نسيم الصباح بنداها الطيب…. لم تحب في هذا القصر سوى المساحات الخضراء الكثيرة التي تحاوطه..

أمسكت دفترها وبدأت تدون به بعض الجمل التي تشعر بها

-“لا بأس أيها العاصي .. مرحبا بحياة .. نلتقي فيها …كل يوم ألف مرة .. دون لقاء ..!! “

-“حقا ‏لا شَـيء أسهَل من الكراهـيّة …
‏أما الحبّ فهو يحتَـاج نفوساً عظِيمة ..”

قطع إندماجها بالكتابة

إشعار رسالة وصلت لهاتفها.. أمسكت الهاتف تنظر من الذي راسلها بهذا الوقت المبكر.. نهضت كالملدوغة وأحست بغصة بحلقها تمنع تنفسها عندما وجدت بها:
“ليلى لو مش عايزة راكان يعرف إنك حامل وممكن يقتلك لازم نقعد مع بعض و نتكلم وعلى مااعتقد إنك مؤمنة وعمرك ماتفكري تنزلي البيبي…”
لونت الصدمة وجهها ونظرت حولها كالذي يُسحب على المشنقة

جلست وعيناها تحجرت بالدموع عند ذكراها لذاك الرجل التي اعتقدت إنها تستمد قوتها وحمايتها منه… اعتقدت إنه ملاذها الأول.. ولكنه صفعها بشدة كما صفعها القدر سواء من زوجها الراحل أو من زوجها الحالي… ليظهر وجهه كذئب بشري أودى بها لغيبات الجب

مسحت عبراتها التي انسدلت على وجنتيها تحرقها كما تحرق النار سنابل القمح.. أمسكت هاتفها وجسدها يرتج تلعن اليوم الذي فعل بها ذلك ثم هاتفته صارخة به:
– إنت عايز مني أي مش كفاية اللي حصلي بسبك.. بتهددني براكان الله ياخدك إنت وهو في لحظة واحدة.. ربنا ينتقم منكم..وهنزل الولد..يارب تكون مرتاح قالتها بقهر وعجز في آن واحد.. لم تعطيه فرصة للرد وأغلقت الهاتف ثم وضعت يدها على أحشائها وهي تبكي بنشيح:

– أعمل إيه يا ربي في المصيبة دي.. قالتها عندما شعرت بعجزها.. فلقد فعل بها القدر واسقطها في بئر مظلم لا نجاة منه وهي مكبلة الأيدي

ظلت على حالتها لبعض الوقت إلى أن استمعت لطرقات خفيفة على باب غرفتها..وإن دلت خفتها فتدل على صاحبتها بحيوتها وجمال روحها وابتسامتها الخلابة سمحت بالدخول بعدما ازالت عبراتها

دلفت سيلين بمرحها كالفراشة وابتسامتها العذبة تُزين ثغرها:
– صباح الخير يالولة.. أنا قولت أكيد صاحية.. رسمت ابتسامة على وجهها لم تصل لعيونها بعدما شعرت بإنهيار قواها الداخلية فأجابتها:
– صباح الخير ياسيلي.. طالعتها سيلين بتقيم فتسائلت:
– انتِ كنتِ بتعيطي ياليلى.. هزت رأسها بالنفي وهي تتجه لأبنها بعدما استيقظ وأجابتها:
– مش العياط اللي في دماغك.. أنا بس بابا وماما وحشوني أوي وطبعا اخوكي اللي معرفش مستحملينه إزاي.. محاوطني بسجن من حديد… كانت أجابة واهية كاذبة علها تهرب من تساؤلات سيلين

ربتت سيلين على ظهرها فهي تشاطرها أحزانها فتعثرت الكلمات عند شفتيها ولا تعلم كيف تخفف عنها..فتنهدت وهي تنظر لذاك الطفل

ظلتا الأثنتين صامتتين لبعض اللحظات.. اخرجهما من صمتهما” أمير “الطفل الذي يبلغ من العمر سنة ونصف السنة وهو يتحدث بكلمات طفولية
– ماما.. ماما.. سين.. سين.. اتجهت سيلين إليه تحملة وتقبله من وجنتيه:
– قولي أعمل فيك إيه عايزة أكلك ياولا ياأمير.. اتجهت بنظرها تطالع ليلى فتحدثت علها تخرجها من حالتها الحزينة فناغشتها:
– معرفش ليه حاسة أمير قلب لعمه راكان.. حتى شوفي عيونه بقت تهبل وتجذب زي عمه

برقت ليلى عيناها وهو توزع نظراتها بين سيلين وأمير وشعرت وكأنها اسقطت دلوا من الماء المثلج فوق رأسها ب ليلا شديد البرودة

جذبت أمير تحدق نظراتها به وداخلها رجفة تسري بجسدها لا تعلم ماهيتها ثم دفعت سيلين بيدها بوهن وهي تتمتم بلسان ثقيلا كأنها تتعلم الحديث:
– إنتِ بتفرسيني ياسيلين.. وعايزاني أكره الولد… بتشبهي ابني بالتتنين المجنح دا

قهقهت سيلين عليها وأمالت بجسدها تحدقها بغموض:
– بقى راكان اللي سيدات مصر كلها يتمنوا منه نظرة واحدة تشبيه بالتنين يالولة.. والله قلبك قاسي أوي أوي

اشتعل غضبها من حديث سيلين فرمقتها بنظرة تحذيرية
– بالله عليكِ مش عايزة صباحي ينتزع على الصبح..في سيرة اسم الله عليه أخوكي دا..وبلاش تجيبي سيرته مع إنه مسافر ومرتاحة منه..بس ممكن تلاقيه ناططلي هنا بيجي على السيرة زي الشيطان لما بيجي على المزمار كدا

ضحكة صاخبة أفلتتها سيلين من فمها حين استمعت لحديث ليلى..فجلست تمسك بطنها من كثرة ضحكاتها

أخرجت ليلى زفرة حادة وهي ترمق سيلين..بطلي ضحك يابنتي..وأحمدي ربنا إن الغجنفر مش هنا..مش بقولك ياجمال الحياة وهدوئها..طيب تصدقي بالله أنا بشعر بالراحة زي صفاء المية في البحر الأحمر كدا… وانت بتشوفي فيه جميع الشعاب المرجانية.. واخوكي زغنفر دا مش هنا.. يالهوي دا عليه تناكة إلهي يعدمها ياشيخة

وضعت سيلين يديها على فمها حينما شعرت بتوقف قلبها من كثرة ضحكاتها
نهضت سيلين وهي تراقص حاجبيها مردفة مماجعلها كالكتكوت المبلول

– لولة.. راكان تحت وعايز يشوف أمير… ثم تلقفت الوطفل من يديها وهي تطالعها بشقاوتها:

– هاخد أمير لراكان صحي من النوم وبيسأل عليه وإنتِ اجهزي وانزلي يازوجة راكان البنداري اللي هتجنن بسببكوا إن شاء الله

صاعقة قوية ضربت قلبها فبعثرته لأشلاء..
وبعينين زائغتين وقلب فتته الوجع من شدة قساوة ما رأته بذلك المنزل وخاصة ذاك الراكان طالعتهاو همست بتقطع:

– هو جه.. أشفقت سيلين على حالتها كثيرا فهزت سيلين رأسها ترأف بها فتحدثت سريعا:

– ليلى والله راكان طيب معرفش ليه بتقنعي نفسك إنه عدوك.. عايزة اقولك حاولي تقربي منه وبلاش اسلوبك القاسي دا..

ورغم كلمات سيلين البسيطة التي قالتها إلا أنها نجحت بإخراج نيرانها فأردفت:
– لا طيب ولا وحش خليه بعيد عني ياسيلين… وبعدين هو ال خلاني كدا.. يوم مادفني بالحياة في البيت دا.. ربتت على كتف سيلين وأردفت

– سيلين متزعليش مني بس أنا بجد بموت ومعنتش متحملة البيت والناس اللي فيه.. دول مش بنأدميين دول شياطين وخصوصا ولاد عمك… ونصيحة مني خليكي بعيدة عن يونس زي ماأنتِ برافو عليكي..

أشفقت عليها حينما وجدت عبرات متكورة بعيناها.. فأمسكت كفيها وضمتهما
– إنتِ جميلة أوي ونفسك عزيزة أوي أوي واللي زي يونس وراكان دول مش وش بنات ذيك.. دول فعلا عايزين بنات من اشكال اللي بيسهروا معاهم

تراجعت سيلين خطوة للخلف وهي تهز رأسها
– عندك حق ياليلى.. علشان كدا أنا بعدت عن الكل.. بس راكان غير يونس ياليلى صدقيني.. راكان ظروفه هي

وضعت كفها أمام سيلين
– لو سمحتِ بلاش سيرته على الصبح.. كفاية إنه رجع.. عايزة أتنفس قبل ماأقابله وينزع حياتي… قطعهم عندما

دفع الباب بقوة فدخل بهيبته وهيئته الجذابة وعطره الذي تسلل لرئتيها مما أشعرها بالغثيان

ثارت زعابيب غضبها فأردفت تطالعه بعينان تطلق شرزا
– هتفضل لحد إمتى تدخل بالطريقة الهمجية دي.. رمقها بنظرات نارية لو تحرق لأحرقتها بالكامل.. دارت عينه لأخته وتحدث بهدوء مميت:
– ساعتين عشان تجيبي الولد ياسيلين ولا المدام رفضت..

هزت سيلين رأسها وهي تطالع ثوران ليلى وغضبها فتحدثت:
– لا ياآبيه دا كان نايم وبنصحيه.. أشار بيديه وتحدث:

– سيلين انزلي بأمير.. قالها من بين أسنانه خطت سيلن وهي تحمل الطفل بين يديها ولكنه أوقفها وتلقفه بين يديه يقبله:

– حبيب عمه عامل إيه… وحشتني يااميري.. أمسك أمير لحيته الكثيفة وهو يتمتم:
– بابا.. بابا.. طبع قُبّلة مطولة وعيناه على التي تطلق شرزا والغضب يتملكها.. ناوله لأخته وأشار بعينيه للخروج

غادرت سيلين الغرفة بينما تسّمرت ليلى بمكانها تستجدي طريقة تحاول التملص من قبضته ورائحته التي لم تعد تتحملها

أوشكت على الألتفات فوجدت قبضته القوية التي أوقفتها بمكانها وعيناه تبحر فوق ملامحها وهو يزمجر:

– أنا مش مليون مرة أقولك ماتتكلميش معايا بالطريقة دي ..نسيتي إنك مراتي وأدخل في أي وقت..إيه عايزاني أستأذن قبل ماأدخل أوضتي.. ليه دايما بتخليني أتعصب

تصاعد غضبها للحد الذي جعلها تنفض يديه بعيدا عنها وتقول:

– أنا مش مرات حد.. ودي أوضتي أنا..خليك في نذواتك وأبعد عني..

برقت عيناه لقد تجرأت على كبريائه..فاشعلت كلماتها جحيم غضبه والذي تجلى بعينيه ف خطى إلى أن توقف أمامها ودنى منها حتى اختلطت أنفاسهما
– لا مراتي ياهانم.. وغصب عنك مش براضكي..ولو كنتِ نسيتي أفكرك.. ودلوقتي لازم تجوبيني

– خرجتي من يومين وكسرتي كلمتي ليه؟
قالها عندما جلس على الاريكة يضع ساقا فوق الأخرى وقام بإشعال تبغه الغالي ونفثه وهو يقيّم حالتها

بللت حلقها تحاول أن تجيبه برد مقنع حتى لا يشك بها.. فهي تعلم إنه سيعلم
– كنت تعبانة ولازم أشوف دكتور.. قالتها وهي تفرك يديها وتهرب من نظراته

توقف يدور حولها ونظراته مثبتة يحدقها بتمعن… لهجتها المتقطعة وعيناها الزائغة.. جعل الشك يتسرب لقلبه فتحدث:

– ودكتور النسا دا معرفة آسر برضو
افلتت شهقة من جوفها فلقد بلغ الغضب ذروته فلم تعد تستطع حديثه المسموم الذي أصاب إحترامها لذا أشتد صوتها وذادت حدته فصرخت:

– احترم نفسك إحنا اتقابلنا صدفة وعلى ماأعتقد اللي سايبه يراقبني قالك.. ألقت كلاماتها بملامح مرتجفة وعينين تهتز من ثقل العبرات المحجرة بها

– والله والمفروض أنا الأهبل أصدق صح…بداخله نيران تغلى وتحرق أوردته حينما علم بمقابلتها بذاك الآسر الذي يود لو يخنقه ويلقيه صريعا…
– ماهو مش معقول تقابلي الأستاذ صدفة وكمان يطلع معاكِ لدكتورة نسا.. دكتورة نسا مع راجل غريب يامدام.. وكمان قريبتكم..ممكن المقابلة دي تكون واجهة وياعالم عملتوا إيه قالها عندما تحولت عيناه لجحيم من النيران وبدأ يركل كل مايقابله…

رمقها بنظرة حارقة وأردف مسترسلا
– أنا مراتي تروح مع راجل غريب لدكتورة نسا.. ليه مش متجوزة راجل

اتجهت إليه وطالعته بغضب انثى داس بكل جبروت على شرفها

– “أخرص” مفكرني واحدة زي نزواتك قالتها وهي تدفعه بكل قوة وتنظر إليه بإشمئزاز فقد كانت كلماته كنصل سكين بارد تبتر عنقها ليجعلها تموت بالبطئ

أمسك ذراعيها يعقدها خلف ظهرها ودنى يهمس بجوار اذنها فتقابلت عيناه التي بلون شعاع الشمس وهي تطلق كرات ملتهبة لسواد ليلها الذي القته كتعويذة على قلبه.. خرج من سواد عيناها وناظرها بجمود
-نزواتي…على الأقل دول ستات معرفين بيعملوا ايه إنما المدام اللي تروح مع راجل غريب عند دكتورة نسا نقول عليها إيه

صفعة قوية هوت على خديه وصرخت
-اطلع بررررة مش عايزة اشوف وشك

اقترب يجذبها من رسغها

– بتطرديني من أوضتي اتجننتي..قالها وهو يخطو إليها ونظرات الرعب تملكتها عندما وجدت نيرانه التي تخرج من عينيه… أمال بجسده وبدأ صدره يعلو ويهبط من إنفعاله وقربه منها ورائحتها الشهية التي تسللت لأنفه رغبة عاتية في الإقتراب أكثر وإستنشاق خصلاتها التي بلون عيناها فهمس إليها:
– متنسيش إنك مكتوبة على اسم راكان البنداري… ودا جايزة بالنسبالك… تحمدي ربنا على الوصول لأسمه… ظل يطالع حالتها المرتبكة فأكمل:
– احمدي ربنا إنك مراتي.. وإنك ست.. دا اللي شفعلك عندي.. لأن من قوانيني ممدش ايدي على واحدة ست… فتخيلي بقى مش أي ست لا دا مراتي،.. وحطي تحت مراتي دي مليون خط..

دنى حتى لامس شفتيها وأكمل

– إنتِ مغلطيش بس يالولا… لا دا إنتِ اتجاوزتي حدودك… جبتي أخرك معايا يا ليلى راكان البنداري.. افتكري اللقب دا كويس لانه هو اللي بيشفعلك في كل مرة.. بس احترسي رصيدك بيخلص

طالعته بأعين مرتجفة وجسد هاوي محاولة استيعاب مدى قسوته واهانته لها
ورغم أنها في موقف الضعف إلا أنها تحدثت كقطة شرسة:
– متخفش اسمك محفوظ بعيد مش حبا فيك ياديستينجويشنج .. لا بس علشان مش عايزة افتكر اسمي مرتبط بشخص ذيك عايزة أفقد الذاكرة ياسوبر مان

❈-❈-❈

صمت يطالعها بنظرات كالذئب وكأنه لم يستمع لماقالته او كأنه ادعى ذلك كانت عيناه على شفتيها التي تشبه حبة الكريز وهي تحركهم بحديثها ودّ لو تذوقهم بتلك الأثناء حتى لو بها سما.. فالسم لديها كترياق له

دنى مرة أخرى إلى أن اقترب من شفتيها يهمس
– متخلنيش اوريكِ المميز والسوبر مان يعمل فيكِ إيه.. هنفذ كلامي اللي قولته قبل كدا وخصوصا بحالتك دي.. قالها ويود أن تعطيه فقط إشارة عينيها الجميلة

شعور مقيت يجعل دقاتها تتقاذف بين ضلوعها من قرب أنفاسه التي تحرق رئتيها دون رحمة.. تقابلت نظراتهما هو بتمنيه قربها وهي بنفورها من نفسها بسبب سيطرته الطاغية لروحها

لحظات فقط كفيلة لتغرق كل واحدا بجبروت عناده.. أكمل وعيناه مثبتة بعينيها
ثم سحب نفسا وطرده حتى لافحت انفاسه وجهها وأستطرد

– خليني بعيد عنك ياليلى لو سمحتِ مش عايز أذيكي وترجعي تكرهيني تاني.. لو سمحتِ متخرجيش الوحش اللي جوايا ناحيتك..

اللعنة على صوته الذي ذبذب جسدها بالكامل..وهمسه الهادئ بأسمها ارتجفت شفتيها تحاول الحديث.. ولكن حروفها قد هربت بالكامل.. انتشلها من سيطرته الطاغية وأنفاسه القريبة ونظراته التي خدرتها بالكامل طرقات الباب

اعتدل تاركا إياها.. محاولا السيطرة على نفسه فخرج صوته متزنا بعض الشئ:
– ادخل… دلفت العاملة وهي تتحدث بوقار لشخصه
– توفيق باشا والعيلة كلها وصلت يافندم.. والست زينب بعتتني عشان الست ليلى تنزل… أشار بكفيه بإنصرافها.. فتحركت العاملة سريعا وعيناها تلازم الأرض ثم استدار للتي جلست على الفراش تهرب بنظراتها في كافة الإتجاهات

مسمعتيش قومي اجهزي… عشر دقايق والأقيكي تحت وإياكي تتأخري.. وقتها هطلعلك وبلاش اكملك…

تحرك خطوتين فتوقف عندما تذكر شيئا
– آه بلاش تحتكي بسارة وسلمى نهائيا.. قالها وهو يغادر بخطواته المهرولة كأنه ينئ بالهروب بعيدا عن عيناها

أخيرا استطاعت التنفس الذي سحبه بالكامل من حولها.. وقفت تضع يدها على صدرها وهي تحادث نفسها
-” وبعدهالك ياليلى هتفضلي لحد إمتى كدا.. لازم تخلصي منه ومن كل اللي يربطك بيه.. وضعت يديها على أحشائها
– وإنت كمان هخلص منك إزاي.. يارب ساعدني.. قالتها بقلبا يأن وجعا

بعد قليل هبطت إلى غرفة الطعام التي تضم العائلة بأكملها…بهيئتها الخاطفة للقلوب بفستانها الأبيض الذي يصل لكاحلها بنقوشه الزرقاء التي بلون السماء…رمقها الجميع بنظرات منها الحنينة ومنها نظرات كره وغيرة… كان الجد توفيق يترأس الطاولة وبالمقابل أسعد وبجواره اخواته وزوجاتهم وأولادهم

– صباح الخير… قالتها ليلى بهدوء..
– صباح النور ياحبيبتي تعالي اقعدي جنب جوزك.. هزة عنيفة أصابت جسدها عندما خصتها زينب بزوجته.. رمقها الجد بسخرية وأردف:
– تعالي اقعدي شوية قبل مامراته الجديدة تستحوز على المكان.. مع أنه مش ملكك من الأول.. أخذت جرعة كبيرة من الهواء تحبسه بداخلها علها تهدئ من نيران الغضب الممزوج بالحزن الذي ظهر على ملامح وجهها وعيناها التي رمقته وهو يتناول طعامه بهدوء وكأنه لم يستمع لحديث جده

ابتسمت سلمى بحبور وهي تطالع ليلى التي مازالت واقفة وأجابت جدها
– قولها ياجدو.. وعرفها إن نورسين مبتحبش اللي يقرب من ممتلكتها.. جذبت ليلى المقعد بعنف عندما شعرت بإنهيارها وجلست بجوار سيلين وتحدثت:
– لا نورسين ولا غيرها، خليها تيجي وتاخد القصر باكمله… أنا هنا عشان ابني وبس.. أومأ الجد برأسه وطالعها بغموض
– برافو عليكِ خليكي دايما متذكرة كدا.. إنت هنا عشان أمير ولا إيه ياراكان

استدار راكان لجده:
– عارفين الموضوع دا وحفظينه ليه دايما بتحسسنا إننا في حصة وبتسمعلنا الدرس..

غيره ياتوفيق بيه.. قولي إيه سبب الجمعة الحلوة دي هو مكنش يوم الجمعة ولا أنا غايب بقالي سنين وغيرت النظام

إذداد غضب توفيق واستشاط داخله فرمقه قائلا:

– هشام النمساوي اتصل وقال نحدد فرحكم قبل إجتماع مجلس الأدارة.. وطبعا أنت عارف يقصد أيه.. إحنا عايزينه شريك للمشروع الكبير

أنهى طعامه واتجه ليونس وتسائل:
– هو نوح مش بيحضر الإجتماعات ولا إيه.. مال النمساوي بإجتماعات الشركات وبعدين حضرتك دخلت يحيى الكومي قبل كدا ودلوقتي النمساوي.. ايه ياباشا عايز تاخد اقتصاد البلد كلها..

قوس فمه وأكمل:
على فكرة تفكير غبي.. لأنك كل مالحاجة تبقى بتعتك لوحدك أحسن من الشركاء

اظلمت أعين توفيق وارتسمت عيناه بنظرة قاسية:
– أنا اللي هوطدت العلاقات بينا.. وكدا كدا إنت هتتجوز بنته فعادي أنه يحضر.. غبي ولا غيره.. انت مش عندك شركاتك مالك ومال شغل العيلة ولا عشان نصيبك الأكبر هتتفرعن على جدك ياحضرة النايب زي كل مرة

زفر بهدوء محاولا السيطرة على غضبه عندما حثته والدته بعينيها بعدم الغضب..

– تمام ياتوفيق باشا اعمل اللي حضرتك عايزه شغلكم ماليش دعوة بيه.. والفرح حدد عليه معنديش مانع.. قالها وهو يرمق تلك التي جلست تتلاعب بطعامها بعينين تقطران الماً وملامح يكسوها الحزن الذي تغلغل لروحها..

❈-❈-❈

قاطعهم دلوف نورسين
– جود مورننج جدو.. جد مورننج للجميع
اتجهت لراكان
– حبيبي حمدالله على سلامتك وحشتني أوي.. قالتها عندما قبلته على وجنتيه

أشار توفيق على المقعد الذي يجاور راكان:

– صباح الخير ياحبيبتي.. اقعدي بنت حلال كنا لسة بنجيب في سيرتك

طالعت راكان وأردفت:
– إيه ياراكي.. أوعى تكون كنت بتقول لجدو إني وحشتك
ابتسم بجانب فمه بسخرية.. فأجابها دون النظر إليها وتحدث:
– ايوة طبعا ياحبيبي كنت بقوله نورسين دي مفيش زيها وحشتني لدرجة هنعمل الفرح بعد اسبوع

هنا رفعت ليلى عيناها سريعا إليه فتلاقت بعيناه.. شيعها بنظرة خبيثة واكمل:
– كفاية تأجيل..إحنا كنا هنتجوز من فترة لولا موت سليم الله يرحمه

رمقت نورسين ليلى فاستطردت قائلة
– وياترى ليلى هتفضل معانا فوق..سوري لكن من حقي ياجدو..مش كدا ولا إيه

حمحم راكان وطالع ليلى مردفا:
– مدام ليلى أصلا مش هتكون موجودة في إسبوع الفرح.. معنديش مانع لو عايزة تقضي أسبوع الفرح في بيت المزرعة واكيد مش هعرفها الجو هناك بيكون عامل إزاي الأيام دي

كان واقع كلماته على مسامعها كصدى صوت رعد بليالي الشتاء القاسية وزواعب عواصفها… لم يرحم قلبها فأكمل:

– مش عايز الناس يفهموا علاقتنا غلط.. وجودك هيصير الشك.. ودا عكس شخصيتي أبين حاجة وأعمل حاجة تانية

أستقرت كلاماته القاسية وسط قلبها فمزقته لأشلاء حتى شعرت بآلالاما شديدة بأنحاء جسدها مما جعلها تتشبث بيد سيلين بجوارها
طالعتها سيلين وهمست إليها
– إنتِ كويسة… هزت رأسها وغشاوة من دموعها احتجزت بعينيها منعتها من التحرر ولكن اكمل ماهشم الباقي من كرامتها حينما أردف:

– ماما ممكن تنقلي ليلى وأمير للجناح التاني عشان حضرتك عارفة نورسين وغيرتها وأنا مش عايز دوشة حريم

قبلته نورسين مرة أخرى على وجنتيه أمام الجميع.. وهمست له:
– راكي خلص فطارك بسرعة عندنا فسحة هتغير مود الشغل اللي خطفك مني بقاله اسبوعين

رفعت نظرها وعبرة غائرة انسدلت عبر وجنتيها مسحتها سريعا حتى لا يرى ضعفها فأجابته وهي توزع نظراته عليه وعلى نورسين:

– أنا اتكلمت مع طنط زينب من فترة كبيرة من بعد موت سليم وحضرتك رفضت.. يعني أنا اللي طلبت من الأول.. ودلوقتي مستحيل اخرج من جناحي دا بتاع جوزي واللي مش عاجبه ممكن ينقل في مكان تاني.. ووقت مايجيلي مزاج ياحضرة النايب أنقل هنقل مش هستنى حد يتآمر عليا

ذُهل الجميع من شراسة حديثها بل شعر بصفعة مدوية فاتجه بنظره لوالدته
– كلامي يُنفذ ياماما.. سليم مات ومش موجود بينا ودلوقتي مينفعش.. قاطعته عندما هبت كالملسوعة توزع نظراتها بين الجميع
– سليم مات عندكم بس.. لكنه لسة عايش جوايا.. عايش في ابنه دا.. مش من حق حد فيكم يجبرني على حاجة مش عايزاها… أنا اتجبرت مرتين ياحضرة المستشار.. المرادي لا.. دا حق ابني احنا هنا اللي لينا الحق الأكبر

وقف أسعد محاولا هدوئها
– ليلى حبيبتي اقعدي يابنتي هنعمل اللي أنتِ عايزاه…. ازاي ياأسعد!!
أردف بها توفيق بقوة.. هتسمع كلام أرملة أبنك.. رمقها الجد واردف:
– إنتِ بأي حق تتكلمي كدا.. نسيتي نفسك
عايزة تحطي نفسك بنورسين

إلى هنا وقد طفح الكيل وصرخت كالذي مسها مس جنيا وضربت على طاولة الطعام
– أنا فعلا مش زي حد.. وعشان كدا خلي حفيدك المغرور دا يطلقني ويتجوز سليلة الشرف والنسب…. أنا مش عايزة اعيش هنا ادوني ابني خلوني امشي

هب كالملسوع ورفع سبابته أمام وجهها قائلا بنبرة آمرة:
– مفيش خروج من البيت دا بأمير إلا بأمر مني..ومتنسيش حضانة الولد معايا… عايزة تمشي اتفضلي الباب مفتوح، غير كدا مسمعش صوتك

تساقطت دموعها بقوة عبر وجنتيها وهي ترمقه بنظرات إحتقارية ثم تحدتث بصوتا مرتجف
– أن شاء الله تتعذب في حياتك ياراكان وتتوجع زي ماوجعتني كدا.. ضرب الجد بعصاه الأبنوسية على الأرضية:
– احترمي نفسك يابنت المحجوب متنسيش نفسك واعرفي إن اللي بتغلطي فيهم دول يبقوا إيه

ظلت مسلطة بصرها تنظر إليه ببغض شديد.. استدار لجده والغضب استحوذ عليه كليا وصاح
– متنساش أن دي مراتي ياتوفيق باشا..ومش معنى اني ساكت يبقى تهنها اللي يغلط فيها كانه بيغلط فيا

صفقت ليلى بيديها فلقد فقدت السيطرة بالكامل حينما داسو على كبريائها

– لا برافو.. زادني شرف والله ياحضرة النايب.. اتجهت إليه تدفعه بيديها
– أنا مش مرات حد.. واعرف اخد حقي كويس.. اتجهت بنظراتها لنورسين

– هو على بعضه مايلزمنيش ياحبيبتي.. ولو فعلا شايفاه راجل ويستحقك خليه يطلقني

توقف مجرى الدم بعروقه وتثلجت أوصاله حينما ألقت سهامها وداست على رجولته بكل جبروتها.. أستدار إليها وجذبها من رسغها
– اقعدي واسمعي آخر الكلام يابنات الناس… انا بحاول اتغاضى عن كلامك مش عشان انا مش راجل.. ابدا..

تنهد واخذ نفسا فأكمل
– علشان اخويا المرحوم اولا..وعشان إنتِ مراتي…. فبحاول مغضبش عليكي ياليلى مطلعيش الغضب ال جوايا.. صدقيني هكرهك في نفسك

– إيه ياراكان مش أنت من شوية كنت بتقولها هعمل واسوي ماترسى على حل يابني.. قالتها فريال وهي تنظر اليه بسخرية

نهضت ليلى من مقعدها سريعا.. تحتضن ابنها الذي بكى من أصواتهم المرتفعة..

صاح راكان بغضب على مربيته:
– خدي أمير.. ضمته ليلى لأحضانها
– لا محدش هياخده مني.. سحب الطفل منها بقوة وصرخ:
– خدي الولد اوضته وبعد كدا ممنوع يبات مع والدته.. نفذت المربية أمره سريعا
انتفضت ذعرا تقول بفزع:
– متبعدش الولد عني ياراكان لو سمحت
جلس وكأنه لم يستمع لتوسلاتها

اتجهت بعيناها تراقب ابنها الذي صدح بكائه بالمكان حتى اختفى ثم استدارت تصلب انظارها تستجديه بعيناها علها تجد بهما رأفة لحالها.. ولكن كيف وهو الذي أوجع وأبكى قلبها وأدماه منذ لقائهما الأول
سحب كف نورسين التي جلست تطالع الجميع بصمتا مريب وتحرك بعض الخطوات

شعرت بآلالاما تنخر بجسدها وشيئا ما يسقط من بين ساقيها.. ضغطت بقوة على يد سيلين التي تسائلت:
– ليلى مالك.. انتبه الجميع لحديث سيلين

اتجهت لتحركه تطالعه بنظرات متألمة … رمقها سريعا وتحرك خطوة وهو يردف

– ماما متعملوش حسابي النهاردة مش هرجع

هنا شعرت بآلالاما أشد قوة فخار جسدها وضعُف حتى هوت جالسة تأن وجعا وتصرخ
دنى يونس إليها عندما وجد تعرقها وأنينها.. جلس بمقابلتها وأردف متسائلا:

مالك يامدام ليلى.. قالها عندما تغير ملامح وجهها وتحول لشحوب كشحوب الموتى… أمسك كفيها ليرى نبضها.. ولكن جحظت عيناه واستدار يطالع راكان الذي وقف
متصنما بمكانه من صرخاتها فسألها:
مدام ليلى إنتِ حامل… تساقطت دموعها بغزارة تحرق وجنتيها كلهيبا يقضى عليها
فهمست عندما فاق الألم تحملها:
– الحقني يايونس أنا بنزف… رجفة قوية أصابت جسده فعقد حاجبه يفهم سؤال يونس ومعنى حديثها:
– همست ليلى أنا حامل.. قالتها ودموعها أغرقت وجنتيها بالكامل
صدمات وشهقات وهمهمات من الجميع عندما استمعوا لحديثها.. بينما ذاك الذي تصنم جسده وكأن أحدهما سكب عليه دلوا من المياة التي وصلت لدرجة غليانها حولت جسده كحمم بركانيه..
اتجه ليونس كالضائع بغيبات الجب واستمع لسؤاله عندما ازدادت سوء حالتها وبدأت قواها تتهاوى بفقدانها للوعي
– ليلى انتِ حامل في الشهر الكام.. تسائل بها يونس الذي بدأ يقيس ضغطها ونبضها
اطبقت على جفنيه متألمة وكأن روحها تنسحب منها وغمامه سوداء تطاردها فهمست:
– التالت.. لم تكمل كلمتها فسقطت بين ذراعي يونس فاقدة للوعي.. نظر يونس تحتها وجحظت عيناه من آثار الدماء التي لطخت فستانها الأبيض فصاح بأخته وهو يحملها متجها لغرفتها
– سلمى هاتي لي شنطتي بسرعة.. بينما سيلين التي وقفت كالمتصنمة تبكي على وضعها.. الكل بدأ ينظر لراكان.. هناك نظرات شفقة وهناك نظرات شماته..ولكن عنده لقد هوى قلبه وزهقت روحه تمنى لو صرخ من أعماق قلبه حتى ينقطع نفسه..أومأ رأسه رافضا حديثها بقوة….شعور بفقدان وعيه… نظر بضياع حينما أردفت فريال:
– ايه ياراكان أرملة اخوك اللي ميت بقاله سنة ونص حامل إزاي.. وأحنا كلنا عارفين طبيعة جوازكم… هنا لم يجد كلمات تعبر عما يجيش في صدره من آهات صارخة
تحرك يونس خطوتين وهو يحملها بين ذراعيه متجها لغرفتها..
هب فزعا وكأن صراخ سيلين بأسمها ايقظه من صدمته فهرول يلتقطها من بين ذراعه وصاح بغضب:
– رايح فين.. أنا هوديها المستشفى.. قالها وشعور الأختناق يعيق خروج تنفسه كيف يتنفس وصفعات القدر المتوالية لم ترحمه
خطى يونس بها للخلف وهو يضمها حينما وجد الغضب ونيران عينيه ووجعه بآن واحد.. فتحدث بهدوء:
– راكان ليلى ممكن تموت.. ننقذها الأول.. ممكن يكون الطفل مات… وممكن يكون عايش.. ارجوك أبعد غضبك دلوقتي وخليني انقذها.. وبعد كدا حاسبها زي ماأنت عايز
تلقفها منه بقوة وغضب.. وهو يدفعه بجسده:
– ابعد عني عشان غضبي مايولعش فيك يايونس.. إياك تقرب مني
توقفت والدته وعمته سميحة حينما وجدا حالته فاتجهت زينب لأسعد ووالده
– هتسبوه ياخدها..
تحدثت سميحة: – بابا… رمقها الجد بنظرة غاضبة واشار بسبابته:
– مش عايز أسمع صوت حد فيكم… اتجه بنظره لاسعد:
– شوفت مجايب ولادك.. أهو شرفهم بقى في الطين
هبت زينب وصاحت بغضب:
– إيه مالكم خلاص حكمتوا إن البنت خطيت.. إيه انتوا ناسين انها متجوزة
طالعتها فريال بسخرية:
– أه وعارفين كمان إن ابنك مش طايقها ومفيش حاجة حصلت بينهم واللي يثبت كلامي حالته المجنونة دي… بينما جلست نورسين وهي تضع ساقا فوق الأخرى:
– لا دي مش أشكال راكان.. دا مبيكهرش في حياته أدها.. وبعدين ياانطي متنسيش إنها السبب في موت سليم.. مش كدا ياسلمى.. فاكرة موت سليم… قالتها نورسين بمغذى وهي تنظر لأظافرها
بالخارج عند السيارة
تحرك بها يحاول أخفاء مزيج المشاعر التي اجتاحت كيانه مما استمع إليه..يحاول ان يحرق الأخضر واليابس وكل مايقابله خرج سريعا وهو ينادي على سيلين
– إلحقيني بسرعة للعربية…بينما بالداخل هناك حرب شعواء بين الجميع
تحدثت يارا أبنة عمته:
– معقول ليلى تكون غلطت مع حد..لا أنا مش مصدقة…بينما هز الجد رأسه وهو يردف:
– وادي الأشكال اللي ضحكو على أولادك يازينب قبل كدا بنت صياد والتاني جايبلي بنت محاسب..لا وواقفة تجادلي وتقولي إنها متجوزة..
طالع زينب بسخرية:
-هو تربيتك هتجيب إيه غير كدا..قالها ساخرا ثم أكمل:
– ادعي ربنا إن ابنك مايموتهاش ويدخل السجن في حاجة ماتستهلش… تحرك يونس سريعا يستقل سيارته عله يحاول السيطرة على راكان
أما بالسيارة..جلست سيلين بالخلف..تبكي وجسدها يرتعش عندما وجدت تغير ملامح ليلى ليصبح شاحبا كالأموات فهتزت شفتيها وحدثت أخاها
– راكان بسرعة.. ليلى هتموت
انهت كلماتها المتالمة وانفاسها المتقطعة بالبكاء
هل شعر احدكم كيف يكون حال العاشق حينما يرى موت معشوقه أمامه وهو عاجزا.. هذا ما شعر به راكان عندما شق طريقه بسرعة جنونية ودّ لو يحرقها ويحرق نفسه معا… كور قبضته يضرب على قيادة السيارة ونيران صدره تشتعل بداخله تحرقه بالكامل وهو يصيح بغضب:
– ليه… ليه ياليلى ليه.. صرخ بها بغضب.. نظرت سيلين إليه بالمرآة فلا تعلم كيف تهدأ من روعه وهو محقا في غضبه ولكن الى أي حد سيؤدي به غضبه جراء نيران قلبه النازفة… هل حقا تكون ليلى دهست على رجولته وخانته بهذه الطريقة الشنعاء
مسحت عيناه وهي تهز رأسها رافضة حديثها مع نفسها
انسدلت دمعة حارقة على وجنتيه وهو يتذكر الماضي

❈-❈-❈
فلاش باك قبل ثلاث سنوات
داخل هذا القصر المريب…في إحدى الغرف تدخل سيدة في أواخر عقدها الخامس إلى غرفة ذات الطابع الأنثوي الرقيق
جلست بجوارها السيدة التي تدعى زينب
تملس على شعرها بحنان أموي… ظلت لبعض الدقائق تنظر لأبنتها تتمنى من الله أن يرزقها حياة هادئة مثلها
– سيلين حبيبتي… ياله اصحي اخواتك صحيوا ياقلبي… قومي علشان متتأخريش على جامعتك… فتحت الجميلة عيناها التي تشبه لون البحر بأمواجه… اعتدلت الفتاه واتجهت لوالدتها مقبله جبهتها
– صباح الخير مامي الحلوة:
قبلتها والدتها صباح الياسمين على ياسمينة قلبي حبيبتي.. ياله قومي بسرعة خدي شاورك وغيري وانزلي بسرعة… جدك عامل اجتماع عائلي وعمك وولاده موجودين تحت
مطت شفتيها الكنزة بتذمر:
– اوف هو كل شوية اجتماعات عائلية… هو جدو دا مبيملش
رمقتها والدتها بتحذير:
– سيلي مينفعش نقول كدا على جدك… بابا لو سمع هيزعل جدا منك… ياله بلاش كسل قومي لما أشوف سليم صحي ولا لا
هو أبيه راكان مرجعش من اسكندرية
أردفت بها سيلين باستفهام
– رجع بس متأخر وصحي من بدري بيعمل تدريباته…
– نهار اسوح، هتهزأ يامامي كنتي عرفيني.. بقالك ساعة بتكلميني وساكتة
قهقهت عليها والدتها:
– يعني راكان بس اللي بتعمليله حساب والباقي لا ياسيلين.. تمام
قفزت من مخدعها متجها إليها سريعا تضمها بمشاكسة
– انت الحب كله يازوزو
ضمتها لصدرها.. وربتت على ظهرها
– ربنا يهديكي يابنتي… رفعت ذقنها تنظر لمقلتيها:
– انتِ كبرتي ياسيلين معنتيش البنوتة ام عشر سنين… عايزاكي ياحبيبتي تخلي بالك من تصرفاتك وبلاش الحفلات اللي مابتنتهيش دي.. راكان لو عرف مش هيرحمك وممكن يقعدك من الجامعة
نفخت وجنتيها بتذمر:
– يامامي كل صحابتي بيعملوا حفلات ويسهروا وحضرتك لسة بتقولي أهو انا كبرت معرفش ليه أبيه راكان بيخنقني بتصرفاته دي… ثم أكملت مفسرة:
عندك يونس أهو ابن عمه بس غيره خالص..اخواته بيروحو حفلات وبيفضلوا للصبح وهو كمان بيحب يضحك ويسهر أما دا معرفش ماله
قاطعتها بحزم
– اخوكي خايف عليكي.. مش معنى كدا أنه بيتحكم فيكي.. وبعدين ماهو بيعامل سليم الراجل كدا مش هيعاملك انتِ يابنت… وبعدين تعالي شوفي يارا بنت عمتك اهي بتعمله حساب… ياريت تاخدي بالك من أسلوبك في اللبس كمان وبلاها البناطيل المقطعة دي… قال موضة
دي موضة زفت على دماغكم… قالتها زينب وخرجت متأففة من أسلوب ابنتها
اتجهت إلى غرفة ابنها
طرقت الباب عدة طرقات… دخلت بعدما سمح لها بالدخول
صباح الخير ياحبيبي
– صباح الورد ياست الكل… قالها مقبل جبينها
جلست على فراشه
كان واقفاً أمام مرآته يهندم ملابسه… نظر لها من خلال المرآة وتسائل:
– فيه حاجة ياماما؟
ابتسمت له وأردفت:
– سلامتك ياحبيبي.. اتجه لها ناظر باستفهام:
– لا شكلك مضايقة من حاجة
هزت رأسها بالنفي…. ثم زفرت وتنهدت
– جدك عامل إجتماع… وربنا يستر مايتخانقش مع راكان زي كل مرة
قطب جبينه متسائلا:
– إنتي خايفة على راكان ياماما من جدو
اخذت شهيقا وزفرته بهدوء:
– راكان عصبي وجدك كمان… أنا كل مرة بحط ايدي على قلبي متنساش مرات عمك بتحب تلعب في المية العكرة يابني
ضحك سليم بصوته الرجولي:
– مين دي ياماما… إيه يازوزو نسيت انتِ مين وولادك مين ولا إيه… خايفة من فراويلة بنت سلطح ملطح دي منفوخة على الفاضي
اغروقت عيناها فجأة من ذكريات أليمة مرت بها بتلك العائلة كم كانت تكره ضعفها الذي انتابها حين تذكرت مآساتها مع والد زوجها الطاغي… هذا الضعف تحول لحزن تسرب إلى قلبها فدماه حتى شعرت بعدم تنفسها…نظر سليم لصمتها ثم أحتضن يديها بين راحتيه:
– ماما مالك ياحبيبتي… ليه شكلك أتغير كدا
هزت رأسها وربتت على يديه.:
-مفيش ياحبيبي… بس افتكرت حاجة.. المهم ياسليم كلم راكان وخليه يهدى وبلاش كل شوية تصادم مع جده يابني
قبّل رأسها وطالعها بنظرة حنونه مؤكداً:
– حاضر ياست الكل أنا هعدي عليه قبل ماانزل… وقفت متجه للخارج
– ربنا يكملك بعقلك ياحبيبي
على الجانب الاخر
في منزل ليس بالرقي الفاحش أو بالتوسط.. يقال عليه بالطبقة فوق المتوسطة يتكون من ثلاثة غرف كل غرفة بحمامها وبه صالون على الطراز الحديث
يعد صاحب هذا المنزل للأستاذ عاصم المحجوب الذي لديه ابنتان وولد
ليلى التي تبلغ من العمر ستة وعشرون عاما وابنته الأخرى “درة” التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون وهي بالفرقة الرابعة لكلية الهندسة… أما الأبن الأصغر”كريم” الذي يبلغ من العمر ثمانية عشر عاما وهو بالصف الثالث الثانوي.. بداخل هذا المنزل الذي تحتوي جدرانه على الدفئ والحب والتعاون
تستيقظ تلك الجميلة من نومها…
فتاه في منتصف عقدها العشرين… تمتلك من جمالها مايميزها عن غيرها… عيون سوداء اللون متوسطة الاتساع برموشها الكثيفة وأنفها بطوله قليلا.. ودقة أرنبة أنفها وشفتيها اللتان تشبهان حبة الكريز… وشعرها الأسود بسواد االليل يصل لمنتصف ظهرها
وقفت متجه إلى حمامها… لتؤدي فرضها
بعد قليل تقوم بإرتداء ملابسها العمليه التي كانت عبارة عن بدلة نسائية من اللون الأبيض وحجاب باللون القرمزوي..
دلفت والدتها مبتسمة لها:
– صباح الجمال على جميلة ماما
– صباح الورد ياوردة… دققت النظر في ملابسها، ثم قطبت جبينها متسائلة:
– رايحة تدوري على شغل برضو زي كل يوم
ابتسمت بهدوء:
– لقيت شغل وعندي انترفيو النهاردة دعواتك ياسمسم
اتخذت نفسا طويلا تملأ رئتيها بأكسجين الأمل وأردفت داعية:
– داعيلك ياقلبي بكل وقت وحين… ربنا يوفقك ويكتبلك الخير… يارب يابنتي تقبلي مش هخبي عليكي حبيبتي
الحمل تقل على باباكي أوي وخصوصا مصاريف الثانوية العامة بتاعة كريم أخوكي
ربتت على يديها بحنان:
– انا حاسة المرادي هتقبل ياماما… بس يارب ميكنش كتير، مقدم لان الشركة دي كبيرة أوي وبيقولوا لها فرع في كل محافظة ورغم كدا آسر اداني أمل إني هقبل
– تمتمت أمها بدعواتها وخطت متحركة إتجاه المطبخ قائلة:
– هروح أحضر الفطار علشان تفطري مع اخواتك وباباكي قبل ماتنزلي
تمام ياست الكل بس سريعا علشان زحمة المواصلات انت عارفة زحمة الشوارع في الوقت دا… قالتها ليلى التي تقوم بعمل شعرها على شكل ذيل الحصان
بالغرفة المجاورة:
كانت تجلس تدرس محاضراتها فهي بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة دلفت إليها ليلى
– صباح الورد ياوردة
– صباح الورد يالولة عاملة ايه حبيبتي… دققت النظر بها:
-إنت خارجة ولا إي؟
اجابتها وهي ترد بتمني قبولها:
– في مقابلة عمل في شركة البنداري جروب تسمعي عنها
ظلت تردد الاسم وهي تدق بقلمها على سطح مكتبها في محاولة التذكر فأجابتها:
– حاسة سمعت الإسم دا قبل كدا… المهم بالتوفيق ياحبيبتي إن شاء الله وربنا يكتبلك الخير
قبّلت خصلاتها الحريرية
– خدي بالك عايزين إمتياز زي كل سنة
أومأت درة برأسها وابتسمت بحنان لأختها
– إن شاءلله ياحبيبتي
خرجت من غرفة أختها وهي تأمن على دعواتها.. بعد قليل يجلس الجميع على مائدة الطعام
-ااامم بيض بالبسطرمة تسلم ايدك ياست الكل.. هذا ماأردفت به درة
– بالهنا على قلبك ياحبيبتي. رمقها زوجها بنظرة حنونة:
– تسلم ايدك ياسمية دايما بطلعي بأجمل نكهة مع أقل تكلفة
بالهنا ياحبيبي على قلبك
– حبيب مين ياسمسم نحن هنا… أردفت بها ليلى بمشاكسة
ابتسمت بخجل لأبنتها… قاطعها والدها
– مالك ومال سمسمتي ياليلى
رفعت حاجبها وهي تلوك الطعام بسرعة وتحدثت:
– والله سمسمتك.. وأنا ايه ياسي بابا اعترف حالا
قهقه والدها عليها واجابها
إنت روح بابا وقلبه ياحبيبة بابا
وقفت ضمته بجلسته مقبلة خديه:
– ربنا يخليك لينا ياحبيبي يارب… ياله أنا لازم انزل
ربت والدها على يديها:
– ربنا يوفقك يابنتي يارب.. ومش عايزك تشيلي هم ياحبيبتي يعني لو ملقتيش النهاردة تلاقي بكرة إن شاء الله حتى لو مفيش خالص مش عايز العيون الجميلة دي تحزن ابدا
ابتسمت لوالدها بعرفان وقبلت جبينه
– ربنا مايحرمنا منك ياحبيبي يارب… قاطعهم كريم أخيها
– دا إيه العشق الممنوع دا على الصبح
ابتسمت له
– صباح الخير ياحبيبي… عامل إيه في دراستك ماشفتكش امبارح
– تمام ياحضرة المهندسة النشيطة… وإن شاءلله هيكون ليكِ وريث هندسي
إن شاء الله ياحبيبي شد حيلك بس ياكريم عايزة مجموع مايقلش عن هندسة هزعل منك بجد..ابتسم لها وأردف مؤكدا
إن شاءالله يالولة متخافيش اخوكي ادها
أرسلت له قبلة في الهواء وتحدثت
أنا نازلة ياست الكل محتاجة حاجة
– سلامتك ياعمري وربنا يوفقك يابنتي يارب
في مكانا آخر بأحد المنازل العريقة التي تشبه القصور وهو قصر الدكتور يحيى الكومي..
كان يواجه والده بهدوء ظاهري ونبرة عميقة… ونظرات عيناه تبحر فوق ملامحه
بغموض
أردف والده بغضب
– وبعدهالك يانوح هتفضل منشف دماغك لحد إمتى!!… أنا خلاص إديت كلمة للناس وآخر الاسبوع دا هتروح تشوف العروسة..
حبس نوح أنفاسه داخل صدره ضاغطا على كل عصب بجسده الأ ينفلت وبنبرة عميقة:
– هو ليه حضرتك محسسني إني بنت ولازم امشي ورا طوعك… أنا كبرت ياحضرة الدكتور معنتش العيل اللي لازم يسمع الكلام ويقول آمين
اغتاظ يحيى من حديث ابنه وغروره اللامتناهي وتعجرفه مع كل بنت يختارها له
جلس واضعا ساقا فوق الأخرى منفسا تبغه الغالي الذي يشعل صدره كنيران ابنه المستعيرة له
– المرادي أمر ياحضرة الدكتور العظيم… هنروح يوم الجمعة علشان تشوف البنت
ودا آخر كلام عندي…
اسودت عين نوح وازداد عبوس ملامحه الخشنة تزامنا مع أنفاسه الحارة،
ثم خرج كالإعصار ويبدو أنه شيطانا طاغي للمحاربة… ولكنه اصطدم بجسد ضعيف أثناء خروجه
وقف يناظرها بهدوء رغم بركانه الثائر
ارتجف جسدها من نظراته التي اربكتها…إنها أسما..المهندسة الزراعية التي تبلغ من العمر خمسة وعشرون عاما وتعمل بمزرعتهم… قطعت نظراته لها وهي تردف مرتبكة:
– أنا كنت جاية اشوف دكتور يحيى عشان المزرعة… افسح لها الطريق دون حديث
اشتبكت عيناه بعيناها التي اشعرته بدقاته ولكنه ابعد هذا الشعور وتحرك مغادرا
تنهدت بحزنا من عدم مبالاته لها… وانسدلت دمعة شريدة من عيناها… أزالتها سريعا بأناملها متجه لغرفة الدكتور يحيى
دلفت والقت تحية الصباح
– صباح الخير يادكتور
أشار بيديه وأردف
– تعالي ياأسما… فيه حاجة؟
أمسكت بعض الاوراق ووضعتها أمامه
– دي أنواع سلالات جديدة لبعض الخيل.. وكمان بذور جيدة لأنواع الفواكه والمحاصيل
أمسك الأوراق يطالعها
– تمام سبيهم هشوفهم وبعد كدا هقولك تمام… أومأت برأسها مغادرة تبحث عن الذي جفاها النوم من حالته الأخيرة
علي الجانب الاخر
بقصر جلال البنداري وهو عم راكان
بإحدى الغرف شاب ينام عاري الصدر ورائحة الغرفة المظلمة متشبعة برائحة تبغه
ظلت العاملة تطرق على باب غرفته بعضا من الوقت… فتح عيناه وصاح بصوته النائم:
فيه إيه على الصبح
– أنا اسفة يادكتور بس الست فريال بتقول لحضرتك لازم تنزل حالا علشان الحج توفيق عامل اجتماع على الفطار في قصر البشمهندس أسعد البنداري
– تمام.. روحي انتِ وأنا شوية ونازل
استلقى على ظهره يزفر بضيق ثم وضع كف يديه على شعره ارجعه للخلف بضيق في حركة تنم عن مدى غضبه من تحكمات جده… رفع هاتفه
على الجانب الاخر
في غرفة شاسعة ذات الطابع الرجولي.. جدرانها باللون الرمادي الداكن مع اللون الابيض… يقف أمام المرآة منتصب العود
صاحب ملامح حادة قوية مع صلابة عظامه وفتول ذراعيه وعضلاته البارزة من قميصه الاسود الذي يرتديه… ذو بشرة قمحاوية مع عيون بلون أشعة الشمس
يقف يغلق زر قميصه الكلاسيك… قاطعه رنين هاتفه
– صباح الخير يايونس
أيوة بيقول فيه اجتماع الساعة تسعة… أنا عندي جلسة الساعة عشرة… مش فاضي لجدك… وكمان فيه اجتماع في الشركة معرفش فيه ايه حصل في فرع إسكندرية… كويس المشاكل دي حصلت بعد ماجيت
على الجانب الأخر أردف يونس ابن عمه
– تفتكر جدك عامل اجتماع الصبح ليه.. وياترى عمك خالد هيكون موجود هو وسميحة ولا
قاطعه مردفا:
– دلوقتى نعرف ياله أنا نازل وإنت فوق كدا وبطل سرمحة ياجيمس بوند
قهقه على الجانب الاخر:
-تلميذك ياأمبراطور..و بطل تراقيني ياراكي… أنا مش مسرمح يابني أنا محبوب بس… أعمل إيه الستات بيموتوا في جمالي
شعر بمدى حماقة ابن عمه فزفر بغضب:
– قدامك عشر دقايق وتكون هنا يااما فيديوهاتك هتكون على الصفحة الاخبارية
قفز من فوق مخدعه
– وعلى إيه الطيب أحسن دا أنا تحت بس إنت مش واخد بالك… قالها مقهقا عندما اغلق راكان الهاتف بوجه
بالأسفل بغرفة الطعام
دخل بهيئته الجذابة وقامته المديدة… كان الجميع يجلس في غرفة الطعام سوى فريال مرات عمه وابنها يونس.. دلف ملقيا تحية الصباح بهدوء على غير شخصيته العصبية
على رأس طاولة الطعام يجلس توفيق البنداري الجد الصارم الذي يبلغ من العمر سبعة وسبعين ربيعا
في مقابل الطاولة يجلس إبنه الأكبر أسعد.. على جانبه والديه راكان بجانبه سليم. وسيلين … كانت الطاولة تضم خالد وزوجته وهما لا يملكان سوى توأمه سارةوفرح اللتان تبلغ من العمر اربع وعشرون. أما يجلس بجانب الجد ابنه الاصغر جلال بمقابله ابنه يونس الذي وصل للتو.. وعدي الذي يبلغ خمسة وعشرون عاما.. وابنته سلمى التي تبلغ من العمر ثلاثة وعشرون عاما
بجوارهم تجلس سميحة وزوجها وابنتهما الوحيدة يارا
رمق الجد الجميع بنظراته الصقرية
طبعا انتوا متعرفوش أنا مجمعكم هنا ليه دلوقتى على غير عادتنا…
أولاد أسعد
“راكان-سليم-سيلين” وهو الأكبر لتوفيق
الابن الثاني
خالد ولديه ابنتان توأم “سارة وفرح”
الأبن الثالث
جلال ولدية ابنان وبنت
“يونس وعدي وسلمى”
وابنته الوحيدة سميحة ولديها ابنه واحدة وهي يارا

رفع الجميع أنظارهم إلى الجد إلا من ذاك الذي يجلس يتفحص الجريدة وكأنه لا يعنيه حديث جده
إستشاط الجد من أسلوبه البارد والغير، المحبب لديه لعدم احترامه له
صاح بصوته
أنا بتكلم ياراكان إيه مفيش إحترام لجدك
– أنا سامعك ياجدي…
قالها وهو مازال ينظر للجريدة ولم يعتريه حتى أن يرفع نظراته لجده
ضرب بعصاه الانبوسية بجواره وتحدث بغضب:
– من الإحترام لما جدك يتكلم تبصله يابن زينب… هنا رفع نظره لجده وظهرت علامات الغضب قائلا بفظاظة
– إيه ابن زينب دي محدش قال لحضرتك إننا بنسمع بودانا.. بقالك ساعة عمال تتكلم في مقدمات وأنا عندي شغل.. واكمل باإبانه:
– كلنا متعطلين علشان وصايا حضرتك اللي مبتخلصش… وفي الاخر تقولي يابن زينب
نصب عوده ووقف وهو يلقي الجريدة من يديه… مالها أمي كل شوية إهانات ليه
نظر لأخيه الذي يرمقه بنظراته أن يهدأ وصاح به بغضب
– إيه بتبصلي ليه… اتجه مرة أخرى لجده
-زينب اللي مش عجابك ولادها هما اللي رافعين اسم عيلة البنداري… بص حواليك وشوف مين هي زينب اللي دايما بتقل منها
رفع سبابته أمامه
– لوحضرتك شايف إن سكوتي على إهانة أمي دا يعتبر أحترام… فأحب اقولك ياجدي العزيز وقتها اعرف إن حفيدك مترباش صح
قام بجمع أشيائه الخاصة
– أنا عندي شغل وقررات حضرتك يونس او سليم يبقى هيبلغهالي… بعد إذنك
جحظت أعين الجد من تمرد حفيده الأكبر عليه… فهو رجل ذو هيبة يستمع إليه الكبير قبل الصغير واوامر تطاع على الجميع إلا من ذلك المتمرد

اتجهت والدته إليه وعيناها تترجاه:
– حبيبي علشان خاطري أقعد ماينفعش تسيب العيلة كلها متجمعة وتمشي وانت أكبر حفيد
قاطعها عندما لملم اشيائه
– عندي محكمة ياماما بعد نص ساعة مش فاضي لطقوسات العيلة اللي مبتخلصش
صاح أسعد بولده
– اقعد ياراكان عشر دقايق ونمشي…
اتجه بنظره ليونس وهو يكز على شفتيه السفلى.. اومأ له يونس بعينيه أن يهدأ
– هقعد بس يكون في معلومك ياجدي أي غلط في أمي تاني مش هسمح بيه… وكمان انا ابن أسعد مش ابن زينب… أردف بها وهو ينظر داخل مقلتيه… تحدت النظرات بين الجد وحفيده
قطب الجد جبينه بسخرية
– والله عرفتي تربي يازينب الحمد لله إنك ممعكيش بنات قاطعته وهي تردف سريعا وهي تنظر لسيلين تترجاه بعيناها
– ولا يهمك ياعمي… راكان عصبي لما بيكون عنده مرافعة في قضية
رمقها راكان بنظرات حزينة لضعفها أمام جده
بدأ الجد حديثه
– أنا جمعتكم علشان ناوي اخليكم دايما متماسكين وايد واحدة
قاطعه أسعد متسائلا:
-مش فاهم حضرتك يابابا تقصد ايه… هو إحنا مش متماسكين
رمقه الجد توفيق
– لا فيه الأقوى يابني
– النهاردة ناوي أجوز الولاد لبنات عمهم
تناول راكان شريحة توست وبدأ يلوكها بهدوء حتى يخرج غضبه ثم إلتوى فمه بإبتسامة سخرية
كان الجد يراقب حركات وجهه مما جعله يستشيط غيظا
زفر الجد بحنق وأكمل حديثه:
– يونس هيكتب على سارة بنت خالد… اتجهت نظرات يونس سريعا لسيلين التي تتلاعب بصحنها دون مسه… في حين أكمل الجد حديثه:
وراكان هيكتب على سلمى بنت جلال
وسليم هيكتب على يارا بنت عمته
صمت الجميع لبرهة فيهما من أعجبه هذا القرار كثيرا وفيهما من استشاط داخله

طيب وسيلين ياعمي نسيت سيلين
رمقها بنظرة تحذيرية وأردف بغلاظة
– هنشوفلها واحد من برة العيلة دي مالهاش حد من عمرها
اشفق راكان كثيرا على والدته واخته فتحدث قائلا:
زي بالضبط كدا ياماما مفيش حد على أدي من العيلة…
– ايه اللي بتقوله دا ياولد… كلامي هيتنفذ كله
قهقه راكان مما جعل حالة من التوتر تصيب والدته.. أرجع بجسده يتكأ على مقعده ورفع بصره لجده وتحدث:
– وحضرتك نسيت تسمي العيال إيه ياتوفيق باشا
وضع إبهامه على ذقنه مصطنعا التفكير
– أيوة.. أنا لو جبت ولد هسميه توفيق البنداري.. مط شفتيه وتحدث:
ماهو لازم نخلد ذكرى كبير العيلة مش كدا ولا إيه يايونس.. ابتسم بسخرية وأكمل يوزع نظراته على الجميع
– شوف ياتوفيق باشا.. بص حواليك كدا.. شوف الدكتور يونس بقى إزاي من قراراتك التحكمية بتعتك.. ثم اتجه لسليم
ولا الباشمهندس سليم اللي كل حاجة لازم جدو يعرف ياراكان.. هو برضو كبير العيلة
أوف توفيق باشا نستني اهم شخص انفلاتي بالعيلة.. أمال برأسه لمرات عمه ونظر بخبث:
– الكونتيسة سارة البنداري.. رفع يديه لأبنة عمه الآخرى
آوه برنسس فرح.. آسف سموك، اصلكم كتير الصراحة مش عارف أبدأ من يونس ولا عدي ولا سليم…. توقف ونظر لسيلين
وأومأ بنظرة حنون إليها وأردف قائلا:
-والله كان نفسي أحقق لك أمنيتك دي ياجدي العزيز بس للأسف ماليش نفس للجواز أو ممكن تقول كدا.. جربت حظي مرة ومش هتتكرر تاني والبركة فيك… قالها ثم وقف مغادرا بخطوات نارية.. كالنيران التي أشعلها جده بجسده…
بينما يونس نظر لصحنه ووجع قلبه الدامي لا يعلم كيف الجراح به… على الجانب الاخر نظر سليم لفرح ثم رفع نظره لجده
– انا آسف ياجدي مش هقدر إحقق طلبك انا كمان.. فرح أخت ليا ومستحيل اشوفها غير كدا
رمقته والدته بنظرات التعاطف عله تجديه على عدم التحدث حاليا
❈-❈-❈
كانت سيلين تجلس ودموعها تنذرف على وجنتيها عندما استمعت لحديث جدها القاسي..
رمقها يونس بنظراته الحزينة…. نزلت دموعها على صدره كقطع زجاج تقطع جلده لطبقات متألمة
وقفت متجه للأعلى.. غادر المائدة خلفها بعدما وجد الاحاديث الجانبية بعد خروج راكان
-سيلين أردف بها بصوتا هادئ:
أطرقت رأسها للأسفل تقاوم رغبة قوية بالبكاء… لماذا تصفعها الحياة بهذه القسوة
سحبها من يديها متجها إلى الخارج في غفلة من الجميع سوى فريال والدته التي همست لزينب
– لمي بنت الايه دي بعيد عن ابني بدل ماتنطردي يازوزو… قالتها بشماتة

❈-❈-❈
في جامعة القاهرة بكلية الهندسة
تجلس تتابع شرح دكتور المادة بكل تركيز… فهي من الطالبات المتفوقة ودائما من أوائل دفعتها
كان يناظرها من حين لأخر… برائتها وجمالها الهادي يخطف السلام النفسي لروحه
رفعت نظرها عن دفترها التي تدون به بعض المعلومات المهمة… وجدته يصوب نظراته اتجاهها وحدها… لكمتها صديقتها
أروى..
– الدكتور نور ماله مش منزل عيونه من عليك ياجميل.. اتجهت بنظرها إليها:
– ايه اللي بتقوليه دا ياأروى… إنتِ عارفة أنا مش بتاعة الحاجات دي
قاطعهم زميل لهما
– درة ممكن اشوف كشكولك فيه حاجة معرفتش ادوّنها
ناولته دفترها بكل هدوء،.. الا أن ذاك الغاضب الذي كان يتابعها بعيناه الصقرية
ممكن المهندسين اللي ورا يركزوا معايا
نفخت وجنتيها بغضب من صديقتها
– جبتينا الكلام ياحضرة المهندسة… بعد فترة من إنتهاء المحاضرة اثناء خروجها اوقفها صوته
– باشمهندسة درة… استدارت له وتسائلت:
– فيه حاجة يادكتور؟
أومأ لها برأسه… اتجهت له ووقفت بمقابلته
– فيه حاجة يادكتور ولا إيه
رمقها بنظرة إعجاب ثم تحدث
– لو فيه حاجة مش فاهمها ممكن اشرحهالك
شكرته متعجبة من امره
– شكرا لحضرتك.. كله تمام بعد اذنك… تحركت مغادرة… ظلت نظراته متشابكة بها إلى أن اختفت من أمامه
بمكانا آخر
يجلس بمكتبه يراجع قضيته قاطعته مديرة مكتبه
– فيه واحد برة عايز يقابل حضرتك.. بيقول عنده قضية
رفع نظره من على الاوراق
– خلي “سماح” تشوف قضيته إيه أنا خارج دلوقتي عندي ميعاد ضروري.. وميت مرة اقولك يانرمين مدخليش حد بدون ميعاد
والله يااستاذ حمزة حاولت بس هو مُصر
نفخ بضيق ثم جلس مرة آخرى:
– دخليه وقوليله عشر دقايق بس
أومات برأسها وتحركت للخارج
– بعد قليل دخل المدعو راجح
إزي حضرك يااستاذ حمزة… سمعت عنك كتير.. وعرفت أد إيه إنك محامي شاطر
عندي قضية عايزك تترافع فيها
أشار حمزة بيديه وتحدث بلباقة عمله
– والله ياأستاذ انا مشغول جدا.. ممكن تشوف حد تاني
طالعه الرجل بنظرات توسيلية
– لو سمحت أنا عرفت عنك إنك شاطر في القواضي اللي زي دي.. وخصوصا ان المنافس راجل متجبر ومبيعرفش الرحمة
أشار بيديه وتحدث… سامعاك ياحج راجح
– جلس يستمع له باهتمام
بدأ الرجل يحدثه بحثثيات القضية فأردف قائلا:
– فيه عيلة اخدوا مني قطعة ارض غصب… وعايز ارجعها
خرجت الكلمات من فمه غاضبا… وأكمل
أنا معايا اللي يثبت ان الأرض ملكي
عايز ترفع القضية على مين سؤال أردف بها حمزة
– جلال البنداري
حجظت عين حمزة فكانت الصدمه تجتاحه.. ظل يستمع له باهتمام إلى أن انتهى
– تمام سبني أشوف أوراق القضية وابلغك رأيي
بعد قليل في إحدي المحاكم دخل بقامته المهيبة
حضرة المستشار راكان موجود
أومأ العامل بالأيجاب… فاردف إليه:
قوله حمزة الغمري
دخل المسؤل عن مكتب راكان
– فيه واحد بره اسمه حمزة الغمري عايز يقابلك ياباشا
– دخله حالا… بعد لحظات دخل حمزة بإبتسامته
– حضرة وكيل النيابة اللي محدش بقى يشوفه
ضمه راكان بمحبة:
– وحشني ياحمزة… إيه يابني مختفي ليه
رفع حاجبه بسخرية
– أنا برضو اللي مختفي… ليه نوح ويونس مش بوصولك أخباري ولا إيه
قطب جبينه وتسائل:
– نوح مشفتوش بقالي اسبوع… أما الدكتور الفاشل دا مبعرفش اتلايم عليه من كتر مصايبه
قهقه حمزة وأردف بشقاوته المحبوبة لقلب راكان:
– لسة زي ماأنت… يونس بصاوريخه وانت بغضبك وعصبيتك….. وبعدين مش عليا ياراكي.. أخبارك عندي يابتاع شط بحر الهوى والستات الحلويات.. أنا بسمع إنهم ناوين يلموك
قوس راكان فمه
– ايوة جينا بقى للنق يانص متر..أنا باخد توفيق باشا على أد عقله..بدل مانقلب على بعض… المهم سيبك من توفيق البنداري وتخطيطاته.. وتعالى عايزك في موضوع ومفيش غيرك..
– ليه يونس راح فين؟
يونس دا هاخده أرميه في البحر للحوت ياكله.. فيه بنت واكلة عقله والمشكلة إنها متجوزة.. ودماغه طايرة على الستات
مط حمزة شفتيه لا إلا المتجوزين مش سكتنا
لكزه راكان: ماتتلم إنت كمان ياحلوف.. هلاقيها منك ولا جيمس بوند
رفع حمزة حاجبه وتحدث مدافعا عن يونس:
– والله يونس أحسن منك على الأقل بعرف ألمه.. منكرش مغامرته تدوخ بس يستاهل والله بيجيب ستات صاروخ أرض جو
دفعه راكان بقلمه
– ماتتلم ياحمار.. شايفنا قاعدين في ديسكو.. دي محكمة ولازم تحترم نفسك.. اصل ورب الكعبة اخليهم ياخدوك تحرش
قهقه حمزة عليه
– إهدى ياحضرة النايب اللي يسمعك يقول مقطع حُصر الجامع… دا إحنا طبيخينه سوا
رفع حاجبه بسخرية وأكمل
– فينك يايونس والله إنت اللي في عيلة البنداري
أغتاظ من أسلوبه المغلف المدافع عن ابن عمه ولكن سرعان ماتحول لقهقه عندما تذكر بعض مناوشات مع يونس
سيبك من يونس ومغامرته:
– أخبارك ايه وإيه اللي رماك عليا النهارده
أجابه حمزة:
– ياسيدي أنا كان عندي مرافعة في المحكمة دي وعرفت حضرتك موجود هنا… فقولت أسلم، وكمان فيه موضوع يخص عمك جلال
❈-❈-❈
في فيلا خالد البنداري
– جلست تتأكل من الغيظ.. شوفتي ياماما
يونس عمل إيه… سابني وطلع يجري ورا السنيورة
ناظرتها عايدة بهدوء وهي تقلم اظافرها ثم نفختهم بضيق:
– اهدي ياحبيبتي… مش مهم بيعمل إيه المهم أنه هيرجع لمين ويتجوزها
اتجهت فرح إلى والدتها
– ماما إزاي سكتي أن سليم يتجوز يارا… حتة البت المفعوصة دي عايزة تاخد مني حب عمري
وقفت عايدة متجة للنافذة وهي تتحدث بحقد:
– كل حاجه معمول حسابها متخافوش… وسليم هيكتب عليكي يافرح… ثم اتجهت بنظرها لسارة.
– اوعي تقلي بنفسك قدام يونس فهمتي ياسارة… خليكي ملكة قدامه.. علشان يعرف مين بنت الحسب والنسب من بنت الشوارع

جحظت أعين ابنتها واردفت متسائلة:
– قصدك مين ياماما بكلامك دا
ضحكت بسخرية وهي تجلس تضع ساقا فوق الاخرى
– سيلين هانم ماهي مش بنت اسعد وزينب زي ماهم ماقرطسينا كدا…. دي بنت لاقينها في الشارع وكانوا مخبين على جدكو وعلينا… بس احنا عرفنا وأخيراً جت زينب تحت ضرسي…
قاطعتها فرح وتسائلت
– علشان كدا جدو رفض يجوزها من العيلة… طيب ماكدا عارف
تهكمت عايدة وأجابتها
– لا عشان سيلين نقطة ضعف راكان فهو عايز يضغط على راكان بسلين.. واللي عرفته ان راكان خيره بين جوازه وبين أنه يبعد عن سيلين.. ولحد دلوقتي هو بحافظ على سيلين على إنها بنت أبنه
هزت فرح رأسها بنفي وتحدثت
– لا ياماما… فيه حاجه غلط… جدو عارف بدليل قالها احمدي ربك إن خلفتك ولاد.. أنا إزاي ماأخدتش بالي
قطبت عايدة حاجبها وتسائلت
– قصدك إيه!!!

اللهم استرنا فوق الارض وتحت الأرض ويوم العرض عليك

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية عازف بنيران قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!