روايات

رواية جبروت الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الفصل الثالث والأربعون 43 بقلم أسماء أبو شادي

رواية جبروت الجزء الثالث والأربعون

رواية جبروت البارت الثالث والأربعون

جبروت
جبروت

رواية جبروت الحلقة الثالثة والأربعون

أخــذت دموعهــا تتســاقط ك شـلال ميــاه حــار، وهــو يحتضنهــا ويحــاول الســيطرة عليهــا حتــى تركــت شــعرها.
أمسـك يديهـا و أخـذ يـصرخ بهـا: ابكـي براحتـك بـس بـدون مـا تأذي نفسـك، صرخـي اد مـا انتـي عايـزة مـش همنعـك طلعـي كل الوجـع اللي جواكي.
ريتـال بعـذاب: تعبـت اكـون قويـة، انـا بـشر نفـسي افـرح و فرحتـي تكمـل للنهايـة ليـه كل شـوية وجـع جديـد ليـه لازم اتحمـل؟ انـا طاقتـي انتهت مش قـادرة اكـون قويـة حاسـة ان عمـري ١٠٠ سـنة، انـا تعبـت واللـه العظيـم تعبـت نفسـي ارتـاح امتـى النهايـة لـكل اللي انـا فيـه، مـش عايـزة اكـون دكتـورة ولا اي حاجـة ولا نجـاح ولا شـهرة ولا فلـوس، انـا عايـزة مامـا وبابـا عايـزة أخ و اخـت عايـزة اصحـاب كتير مخلصـين، عايـزة حبيـب اقضـي معـاه اجمــل ايــام عمــري عايــزة جــد وجــدة يبقــوا معايــا زي الحكايــات عايــزة عــم وخــال و قرايــب ااااااااه. عايــزة حاجــات كتير مــش عنــدي وعمرهــا مـا هتبقـى عنـدي ومـع ذلـك رضيـت و سـكتت وقبلـت باللي عنـدي، ليـه الدنيــا مــش عايــزة تســيبهولي بقــى ومـصـرة توجعنــي؟ انــا موجوعــة اوي تعبـت تعبببـت تعبببـت اااااه ااااه ااااااه.
تركهـا تبـكي وتصـرخ و تشـتكي حتـى اٌنهكـت وأهلكهـا التعـب و لكـن ظلـت دموعهــا تتساقط بصمــت و قــد انتهــى بهــم الحــال جالسـين ارضــا أو هــو فقـط مـن يجلـس على الارض و يأخذهـا بأحضانـه تبكـي و لا زال أثـر دمـاء ماريـا على ملابسـها أسـفل ملابس المشـفى المخصصـة لغرفـة الجراحـة.
عمــر بخفــوت وهــو يلمــس برفــق على خصــلات شــعرها و يرتبهــا بيــده: ارمـي كل اوجاعـك عليـا هـاتي كل همومـك اشـيلها انـا عنـك، حبيبتـي لـو الكــون كلــه وقــف ضــدك اعــرفي اني جنبــك، انتــي دايمــا كنتــي قويــة اولا علشــان نفســك وبعديــن علشــان اللي حواليـكي مــن اللحظــة دي عايــزك متشـليش هـم اي حاجـة ولا تفكـري في اي حاجـة وهـاتي حملـك و تعبـك، مـش مطلـوب منـك تكوني قويـة بعـد النهـاردة، متتحمليـش اي حاجة خالص انتهـى وقـت التحمل،انتـي مـش مـلاك يـا قلبـي انتـي طيبـة وصادقـة و وفيـة الا ان انـك في النهايـة بشـر، حملتـي نفسـك فـوق طاقتهـا و دايمـا بتصـدري نفسـك لـكل الالم، و ده اكبـر غلـط استسـلمتي للألم بـكل قوة بـس كان الافضـل لـو اسـتخدمتي قوتـك دي في انـك تواجهـي الالم وتحاربيـه،،،، وقفتـي بصمـود زي الجبـل و كأنـك بتتحـدي الكـون و تقوليلـه مـش هتقـدر تهزمنـي و كانـت النتيجـة انـك شـيلتي حمـل فـوق طاقتـك، مـش هقولـك انـسي اللي فـات ولا ماتفكريـش في كل اللي قولتيـه واللي نفسـك فيـه واللي طــول عمــرك بتنتظريــه بــس هقولــك ان خــلاص وقــت الانتظــار انتهــى وآن الاوان اننـا نسـعى لـكل السـعادة والفـرح ( قبـل خدهـا القريـب قبلـة هادئــة رقيقــة ) مامتــك اللــه يرحمهــا وهــي في مــكان احســن مــن هنــا، والـدك موجـود وفي اي وقـت هتحتاجيـه هتلاقيـه جنبـك، و أصدقائـك اللي هـما احسـن مـن اي عيلـة في الدنيـا وجودكـم مـع بعـض يسـاوي الدنيـا بما فيهـا ( حـاول ان يبتسـم لذكـرى معرفتـه بهـا ولكـن خانتـه البسـمة لآلمه على حبيبتــه ) في بدايــة معرفتــي بيـكـي كنــت مســتغرب علاقتك بيهــم و تعاملكـم واللي لـو حـد شـافه هيقـول أنكـم بالفعـل عيلـة و بينكـم رابـط دم قـوي، الا أن الرابـط اللي بينكـم اقـوى مـن رابـط الـدم، الدنيـا مـش كلهـا حـزن ومـش كلهـا فـرح حزنتـي كتير و تعبتـي و اتوجعتـي وان شــاء اللــه هييجــي يــوم وينتهــي الحــزن وتبــدأ الســعادة و ترتاحــي و تـداوي جروحـك، و يبقـى كل اللي عيشـتيه زمـان مجـرد ذكريـات انتهـت لدرجـة انـك هتبقـي حسـاها بعيـدة اوي.
ريتال بخفوت و صوت ضائع نتيجة لصراخها: يارب يارب يارب.
عمر مقبلا خدها للمرة الثانية : ربنا يسعدك يا حبيبة قلبي.
ريتال بصوت مبحوح: ماريا لازم انزل.
باليـوم التالي خرجـت ريتـال مـن غرفـة ماريـا وطمأنت ليلـه و ادم ومـروان عليهـا و طلبـت منهـم العـودة إلى المنـزل ولكـن رفضـوا جميعـا، امـا عمـر فأختفـى منـذ سـاعات بعـد أن اخبرهـا أنـه سـوف يعـود مـرة أخـرى ولـن يتأخـر.
وصــل والــد ماريــا إلى المشــفى بعــد أن أتى مــن لبنــان، و حتــى والدتهــا وصلــت وقــد كانــت في بلــد آخــر مــع زوجهــا وقــت ســماع الخبــر.
حاولـوا رؤيـة ماريـا ولكـن ريتـال لم تسـمح لهـم وتعاملـت معهـم برسـمية شــديدة و كأنهــم غربــاء، ولم تهتــز لبــكاء والدتهــا ولا لقلــق والدهــا، بــل حتـى أنهـا لم تحـاول طمأنتهم و أقنعـت نفسـها انهـم لا يحـق لهـم معرفـة شـئ عنهـا فليعـودوا مـن حيـث أتـوا تخشى على ماريـا كثيراا، تخشى أن تؤلمهـا رؤيتهـم بـدل مـن ان تسـعدها، هـي تعـرف صديقتهـا ولكـن بالطبـع لـن تطردهـم مـن المشـفى بـل سـوف تتركهـم ينتظـرون كما يريـدون إلى أن يملـوا او حتـى يفكـروا إلى اي مـدى هـم اغبيـاء و ذات قلـوب متحجـرة.
كادت تخـرج مـن غرفـة مكتبهـا والتـي أصرت على أصدقائهـا ان يبقـوا بهـا لكـي يستريحـوا قليلا و لكـن تفاجئـت بشـخص يتقـدم منهـا سريعـا؛
رؤيتـه جعلتهـا تقـف محلهـا دون حـراك.
رأى قاسـم حفيدتـه أمامـه تخـرج مـن الغرفـة التـي أخبرتـه إحـدى الممرضات أنهـا مكتبهـا.. اقترب منهـا وهـو يشـعر ان قلبـه عـاد إلى الحيـاة و أن روحـه ردت إليــه، اقترب منــها سريعــا يــكاد يركــض و جذبهــا إلى احضانــه بقوة وهـو يتحسـس جسـدها وكأنـه يتأكـد أنـه لم يصيبهـا مكـروه.
امـا هـي فكانـت جامـدة بوقفتهـا لم تتحـرك ابـدا فقد باغتها بتصرفه ،، لاحظت وجـود شـخص آخـر مـع جدهـا خالهـا زاهـر ايضـا يقـف وينظـر إليهـا بلهفـة و يتفحصهـا بعينيـه
قاسم: انتي كويسة فيكي اي حاجة اتصابتي انتي كمان؟ اتأذيتي؟
ابتعــد عنهــا ينظــر إلى وجههــا و ينتظــر إجابتهــا لم تســتطع أن تــرد عليــه
لم تكن تتوقع لهفته عليها ، رأت صدق لهفته و خوفه عليها ,, لأول مرة تراه على تلك الحالة ،،، لم تستطع أن ترده أو تتجاهله ولكـن هـزت رأسـها بإيمائه صغيـرة تخـبره أنهـا بخيـر ، اقترب زاهـر و ضمهـا هـو الاخـر وهـو يحمـد اللـه على سـلامتها.
امــا قاســم فسريعــا ماتخطــى حالتــه بعــد أن اطمـئـن عليهــا: ميــن اتجــرأ وعمـل كـدة؟ مـين ضرب رصـاص في مـكان انتـي فيـه؟ قسـما باللـه لانسفه مــن على وجــه الارض نســف.
أتاه الرد من خلفه بثقة تامة: اطمن يا قاسم بيه هام فعلل اتنسفوا.
التفـت إليـه قاسـم و قـد علـم هويتـه وتحـدث إليـه بثبـات: اهـلا ب زوج حفيدتي.
عمــر بأبتســامة وهــو يقترب مــن ريتــال و يضمهــا إليــه لـمي يشــعرها بدعمـه: اهلا بيـك يـا قاسـم بيـه نـورت نيويـورك انـت و زاهـر بيـه ( ثـم ألتفــت إلى ريتــال ) حبيبتــي ، ماريــا عاملــة ايــه دلوقتــي؟
ريتال بصوت لا زال مبحوح: حالتها مستقرة بس لسه مصحيتش.
عمر: يعني هي دلوقتي نايمة ولا ده أثر المخدر؟
تجاهلت حديثه لتسأله بجمود : فهمنـي الاول انـت يـا عمـر ميـن هـما دول ؟ ميـن اللي اذوهـا وليـه عملـوا كـدة؟
عمر: تعالي بس يا حبيبتي ندخل جوا و نتكلم مينفعش الكلام هنا.
دخلــت إلى مكتبهــا و وقــف عمــر لـكـي يدخــل قاســم قبلــه و زاهــر ايضــا احتراما لهــما.
وجـدوا مـروان و ادم يجلسـان على أريـكة بأحـد الاركان و ليلـه تجلـس على مقعـد و تضـم سـاقيها إلى صدرهـا.
تفاجئوا جميعا برؤية من دخلوا و وقفوا
ادم بدهشة: بابا جدي !
اقترب منه زاهر وحضنه: عامل ايه يا حبيبي؟
ادم بأرهاق: كويس.
نظر زاهر إلى ليله والذي ذهب إلى والدها من قبل ليخطبها لابنه : ازيك يا ليله
ردت عليه ليله و ألقت السلام على قاسم بصوت هامس بالكاد سمعوه وهو رد عليها
نظرت ريتال إلى عمر بأصرار : عمر احنا بقينا جوا اهوه اتكلم بقى.
عمـر: هشرحلكـم كل حاجـة بالتفصيل ، اللي حاولـوا يقتلـوا ماريـا نـاس هـي بتحاربهـم وبتوقفلهـم مصالحهـم، وامبـارح اتسـببت في ان الحكومـة تكشـف تلاعبهم و فســادهم و دا اللي خلاهم يقــرروا يتخلصــوا منهــا بسرعــة، ومــش بــس هــي، دا كـمـان اللي طلــب منهــا تتدخــل في القضيــة دي مــنالبدايـة وسـلمها رقابهـم قتلـوه امبـارح، تقريبـا في نفـس الوقـت اللي حاولـوا يقتلـوا ماريـا فيـه.
ليله : الحمد لله، الحمد لله ان ربنا نجاها.
ادم: ومين الناس دول و همت فين دلوقتي؟
عمـر: النـاس دي بقـوا في خبـر كان ، الفاسـد الكبـير بتاعهـم اتقتـل في تبـادل إطـلاق نـار مـع الشرطـة و الباقيـن هيتعفنـوا في السـجن.
ليله: وانت عرفت كل ده ازاي؟
عمـر وهـو ينظـر إلى ريتـال: لان الحـرس بتوعـي لحقوهـم بعـد مـا ضربـوا النــار وقــدروا يمســكوهم، و لمــا عرفــوا هـما تبــع مـبن واعترفوا ســلموهم للشرطــة، علشــان طبعــا كان ممكــن يهربــوا بعــد مــا يتســلموا فــكان لازم نعــرف الاول قبــل مانســلمهم همــا مــن.
ادم بأستغراب: الحرس بتوعك.
عمـر وهـو ينظـر إلى قاسـم: ايـوة اللي امرتهـم يحرسـوا ريتـال قبل ساعة من الواقعة والحمـد للـه اني عملـت الخطـوة دي.
زاهر بإنتباه : وليـه حطيـت حراسـة على ريتـال انـت كنـت شـاكك في حاجـة او أذى ليهــا؟
عمـر: الاذى ده موجـود يـا زاهر بيـه و يؤسـفني اقولـك أنـه يبقـى أبنك و صدقنـي اذا حـاول يقـرب مـن مراتي همحيـه مـن على وش الارض.
زاهر بأنفعال: ايه اللي انت بتقوله ده ! تقصد ايه ؟
عمـر: اقصـد اللي حضراتكم سـمعتوه وياريـت تطلـب مـن ابنـك يبعـد عـن مراتي، لانـه لـو فكـر يقـرب او يكـرر اللي عملـه امبـارح مـش هرحمـه و وقتهـا مـش هيبقـى عنـدي اعتبـار لا صلـة قرابـة ولا نسـب.
ادم بصدمة: جسار عملك ايه يا ريتال؟
عمر: مايقدرش يعملها حاجة بس لو فكر.
قاطعـه قاسـم و على مـا يبـدو أنـه يعلـم بما يـدور: خـلاص جسـار مـش هيقــرب مــن ريتــال تــاني زي ماهــو حفيــدي هــي حفيدتي وانــا هرجعلــه عقلـه اللي فقـده.
رن هاتـف مكتـب ريتـال وكانـوا يخبروهـا ان والـدي ماريـا يطلبـون رؤيتهـا وهـي رفضـت بشـكل قاطـع.
ريتـال بصرامـة رغـم بحـة صوتهـا وتعبهـا: لا هـذا غـير مسـموح اخبريهـم بذلـك وأخـبري الجميـع ان لا يسـمحوا لهـم برؤيتهـا مهـا حـدث( وانهـت المحادثـة بعنـف )
ليله برفق : ريتال سيبيهم يشوفوها دول واقفين هناك من الصبح و……
قاطعتهـا ريتال : يقفـوا زي مـا همـا عايزيـن مـش هيشـوفوها ولا هيقربـوا منهـا، جابين بعـد ايـه؟ رموهـا مـن سـنين و دلوقتـي افتكروا يشـوفوها.
ادم: دول مهما كانوا امها وابوها واللي انتي بتعمليه ده غلط يا ريتال.
ريتــال: مــش غلــط انــا مــش هســمحلهم يشــوفوها غيــر لمــا هــي تبقـى كويسـة ومسـتعدة أنهـا تقابلهـم، وان رفضـت همشـيهم مـن هنـا غصــب عنهــم.
نظـر إليهـا مـروان يحاول أقناعها : همـا اكيـد ندمانـين دلوقتـي على كل اللي فـات وعلشـان كـدة موجوديـن هنا.
ريتــال بأســتهزاء: والنــدم هيفيــد بأيــه( وأكملــت بنظــرات ذات معنــى ) لــو كانــت هــي لا قــدر اللــه ماتــت ندمهــم ده كان هينفعهــم او هينفعهـا بأيـه؟ النـدم مـش كفايـة ابـدا ولا بيمحـي اللي فـات ولا بيضيـع الالم ( ومــن ثــم نظــرت إلى الفــراغ )بالعكـس همـا جايـين ندمانـين دلوقتـي هيقعـدوا و يعتـذروا ويطلبـوا العفـو، و لمــا هــي تبقــى كويســة كل واحــد فيهــم هيرجــع لحياتــه ولا كأن حاجــة حصلـت و يرجعـوا ينسـوها مـن جديـد بعـد مـا قربـوا يومـين ،،، يوفـروا وقتهـم ويمشـوا .
عمر بهدوء محاولا احتوائها: ريتال افهمي، مش من حقك تعملي كدة.
ريتـال بعنـف: لاء حقـي انـا ليـا فيهـا اكـنر ماليهم همـا اصلا مايسـتحقوهاش، دول واقفـين هنـاك كل واحـد فيهـم بيلـوم التـاني على اللي حصلهـا محـدش فكــر يلــوم نفســه ولا فكــروا فيهــا، هـمـا بــس مجــرد عايزيــن يشــوفوها وخـلاص علشــان يطمنــوا نفســهم أنهــا بخيــر يعنــي حتــى مــش علشــان يطمنوهـا هـي أنهـم جنبهـا، انـا مـش عايـزة ماريـا تتـألم كفايـة عليهـا كـدة.
صمتـوا جميعـا ولم يجـرأ احـد على الـرد عليهـا ولكـن دخـل أحدهـم مـن البـاب بعنـف..
رشــيد بصيــاح: بــدي اعــرف انتــي ليــش عــم تمنعيني شــوف بنتــي شــو مشــكلتك معــي؟
كاد عمـر ان يتدخـل ولكـن ريتـال أمسـكت يـده لتوقفـه و ردت عليـه: عايـز تعـرف مشـكلتي ؟ تمام هقـول لحضرتـك ، انـت امتـى آخـر مـرة شـوفت فيهـا ماريا؟
رشيد: وانتي شو دخلك؟
هـذه المـرة ردت ليلـه : دخلهـا و دخلنـا كلنـا لان احنـا عيلـة ماريـا، إنما ميـن حضرتك ؟تبقلهـا ايـه؟ تعـرف عنهـا ايـه اصلا ؟ ولا هـي عايشـة فيـن و بتعمـل ايه؟
صمـت رشـيد وهـو لا يعـرف بما يجـاوب ولكـن رد عليهـم بعـد أن احمـر وجهـه انفعـالا يحـاول التحكـم بـه : انـا مـا بيهمنـي كل اللي عـم تحكـوه بـس بـدي اشـوف بنتـي هلأ ومـا حـدا بيقـدر يمنعني .
ريتـال: الافضـل لحضرتـك انـك متحاولـش لان انـا ممكـن بلحظـة اطلعـك برة المستشــفى وامنعــك تدخــل نهائي ، لكــن ِ انــا محترمة انــك والــد صديقتــي واللي هـي أكتـر مـن أخـت ليـا، انـت عايـز تشـوفها تمام بـس مـش دلوقتـي لمــا تفــوق و اعرفهــا واذا هــي قبلــت تشــوفك وتشــوف والدتهــا تمام ولــو رفضــت يبقــى تتفضلــوا ترجعــوا مــن مــكان ماجيتــوا و كل واحــد يــروح يكمـل حياتـه بعيـد.
أثناء كل ذلك كان قاسم يراقب ريتال بكل كيانه كلماتها و انفعلاتها .. صحيح أنه غاضب بسبب زواجها دون علمه ولكن الاهم الان أنها بخير ،،، الاهم أنها تقف أمامه وتحارب و تأمر و تتجبر ،،، هذه هي حفيدة قاسم رسلان
مـر اسـبوع وماريـا بالطبـع قـد اسـتفاقت وتحسـنت حالتهـا و هـم بجوارهـا ولكـن يذهبـون مسـاءا و تبقـى فقـط ريتـال والتـي تقـوم بعملهـا في المشـفى ومـن ثـم تذهـب إلى غرفـة ماريـا مـرة أخـرى.
بهـذا الاسـبوع لم تفكـر في اي شـئ علمـت أن قاسـم و زاهـر لم يعـودوا إلى مصــر بعــد و حــاول قاســم الاتصــال بهــا ولكــن لم تــرد عليــه، دخلــت إلى ماريـا والتـي تجلـس معهـا ليلـه الان تحـاول اطعامهـا، لقـد اسـتفاقت ماريـا منـذ أسـبوع وبعـد يوميـن أخبرتهـا ريتـال بمجـيء والديهـا وانهـم يريـدون رؤيتهـا و ينتظـرون منـذ أيـام، ولكـن ماريـا رفضـت رفـض تـام بـأن تقابلهـم حتـى أن حالتهـا سـائت في ذلـك اليـوم بسـبب بكائهـا.
هـي لم تتحسـن بعـد وحالتهـا النفسـية سـيئة جـدا و جرحهـا لا يلتئـم ولا تتحـدث الا قليـلا، وعندمـا يدخـل مـروان تصمـت نهائيـا و ان حـاول التحدث معهـا تـرد بهـزة مـن رأسـها او بكلمـة واحـدة عليـه، وهـو لم يضغـط عليهـا بـل كل يـوم يحـضر و يجلـب معـه باقـة مـن الازهـار البيضـاء و يقدمهـا لهـا وكأنـه يطلـب العفـو بتلـك الازهـار، و يتحـدث معهـا كثيرا دون أن يمـل و قـد لاحظـوا جميعـا ذلـك.
امـا عمـر و ريتـال، فاقترب عمـر كثيرا و ريتـال لم تمنعـه ابـدا مـن الاقتـراب بــل تفتــح الابــواب كلهــا أمامــه و كأنهــا تخـبـره هــا انــا اعطيــك الفرصــة فأسـتغلها ولا تعلـم أنـه حتـى لم ينتظـر تلـك الفرصـة بـل يصنعهـا بنفسـه.
امــا جســار فأســتطاع ان يخــرج مــن قســم الشرطــة باليــوم التالي للقبــض عليــه بعــد أن أخرجــه محامــي يعمــل بفــرع شركتهــم بنيويــورك.
وعلـم بما حـدث و قابـل جـده و والـده امـام المشـفى عندمـا كان يريـد أن يـرى ريتـال و منعـه قاسـم و عنفـه ولكـن جسـار لم يعطيـه الفرصـة واختفـى منـذ ذلـك الوقـت ولم يظهـر، و لكـن قاسـم علـم أنـه لم يغـادر نيويـورك.
قـرر قاسـم ان يتحـدث مـع ريتـال لـن يتركهـا تكرهـه وتحقـد عليـه هكـذا إلى الابـد، بداخلـه أمـل صغـير أنهـا قـد تتقبلـه خاصـة لقائـه بهـا في المـرة الاخيـرة هـو مـا أعطـاه الامـل.
و قــرر ايضــا انــه ســوف لــن يـتـرك حفيــده هكــذا عليــه أن يفقــد الامــل في ارتباطــه بريتــال عليــه أن ينـسى ذلــك، لقــد رأى كيــف هــو زوج ريتــال وكيــف تتعامــل ريتــال معــه و كيــف يعاملهــا وتأكــد ان حفيدتــه تحــب ذلـك الرجـل، و هـو يعلـم ايضـا ان عمـر الجزيـري يسـتحق حفيدتـه وانهـا اجــادت الاختيــار، تحــدى نفســه أنــه ســوف يقـترب منهــا و يهــد الاســوار التـي شُيدت بينهما ، سـوف يلـم شـمل عائلتـه ، على الماضي ان ينتهـي بـكل مـا فيـه مـن الم.
دخلـت ريتـال إلى غرفـة ماريـا و قـد قـررت أن تتحـدث معهـا عـن والديهـا مجـددا تعلـم أن صديقتهـا تشـتاق لحنـان الوالديـن وكيـف لا تعلـم وهـي مثلهـا !!! .
@@@@@@@@@@@@@@@

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جبروت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!