روايات

رواية صدفة الفصل الأول 1 بقلم هدير محمد

رواية صدفة الفصل الأول 1 بقلم هدير محمد

رواية صدفة الجزء الأول

رواية صدفة البارت الأول

رواية صدفة الحلقة الأولى

اتجوزت واحد معرفهوش بسبب وصية… انتوا متخيلين !! ابن صاحب بابا بوصية من ابوه قبل ما يمو*ت… طبعا كنت معترضة لان يعتبر مشفتهوش اصلا ولا اعرفه… لانه عايش في كندا بسبب منحة كسبها و استقر هناك بقاله 11 سنة و اخد الجنسية و بيشتغل هناك… موافقتش خالص حتى هو كمان موافقش و مرضيش يجي مصر… بس اهلي و اهله اقنعونا ان الوصية لازم تتنفذ… قالولنا اتجوزوا كام شهر و اطلقوا… بعد خناقات و عناد دام ل 4 شهور اضطرينا نوافق… اول مرة كلمته في التليفون و قالي قبل كتب الكتاب بأسبوع هينزل مصر… حساه طايش كده و شبه العيال التوتو بتاعت الزمالك… مش عارفة ايه الحياة الهَم دي اللي اتكتبت عليا… بالمناسبة… انا اسمي رنا عندي 24 سنة محجبة و متخرجة من آداب ألماني… و اللي هتجوزه ده اسمه إلهان عنده 30 سنة… اسمه غريب زيه كده…
صباحًا… في أحد القصور الفخمة… قالت الخادمة نعمة
* جم كلهم… حضروا المشاريب و استقبلوهم…
تحركت الخادمات و بدأوا بعملهم…
فُتحت بوابة القصر و دخلت منها ثلاث سيارات BMW… ركنوا في الحديقة… و من احدى السيارات نزل شاب ثلاثيني ذو بشرة قمحاوية و شعر أسود كثيف و ملامح حادة و رياضي… خلع نظارته و نظر للقصر من الخارج و ابتسم… عاد لمكان طفولته… لم يعتقد انه سيعود مجددا… جاءت سيدة نسرين ( والدة إلهان ) اقتربت منه و قامت بإحتضانه
* وحشتني اوي…
بادلها العناق بحب و ربت على ظهرها… ابتعدت عنه و لامست وجهه بيداها
* كبرت يا إلهان و بقا عندك دقن و شنب…
قَبَل إلهان يدها و قال
” و انتي لسه قمر زي ما انتي… وحشني الاكل من ايدك…
* والله ؟ مش انت برضو اللي استقريت هناك بإرادتك ؟
” اه بإرادتي و كان لازم اعمل كده… الفرصة مش بتيجي مرتين…
* طب فكك من كده دلوقتي… تعالى جوه…
امسكت بيده و اخذته للداخل… جاء أخاه سيف 23 و اخته ريم 20 سنة… رحبوا به و عانقوه…
” ما شاء الله… كبرتوا…
قال سيف
– و انت كمان شكلك اتغير عن اخر مرة شوفتك فيها…
” للاحسن ولا للاوحش ؟
– للاحسن طبعا… الفورمة جامدة…
” حبيبي يا سيف…( نظر ل ريم ) احلويتي يا ريم و بقيتي عروسة…
* والله وحشني اوي كلامك السكر ده…
” انتوا كلكم وحشتوني… حتى بابا وحشني بس اتضايقت جامد من الحركة اللي عملها في الوصية…
قالت نسرين
* معلش يا إلهان ابوك و عايز مصلحتك… و كان عايز يطمن عليك قبل ما يموت
” عايز مصحلتي يقوم يكتب في وصيته اني اتجوز اللي اسمها رانيا دي…
* اسمها رنا…
” مش مهم whatever يعني… أيًا كان اسمها ايه… ليه اتجوز وحدة معرفهاش ؟؟؟
* ما انا قولتلك ان ابوك كان صديق والدها من ايام الطفولة… اكيد شافها مناسبة ليك…
” بس ده اسمه جواز… يعني حياة تانية خاالص… من حقي اختار اللي اتجوزها مش هو اللي يختار و يحطني قدام الأمر الواقع و جاي من كندا عشان الحوار ده… يكون في علمك يا ماما… 6 شهور بس و هطلقها و اسافر تاني…
* ليه انت مش هتاخدها معاك كندا ؟
” اخد مين معايا ؟ لا مش هاخدها هناك… هتستغرب المكان و الحياة هناك و تقعد تعيط… و انا بصدع بسرعة… هضطر اعصر على نفسي تفاحة و اقعد 6 شهور معاها…
قال سيف
* قصدك تعصر على نفسك لمونة…
” ايوة صح… هقعد معاك قعدة كده تفكرني كده بالامثال المصرية لأني نسيت نصها…
* عيوني ليك…
* بُص يا ابني… متقفلش كده من اولها… انا شوفت رنا و بصراحة بنت جميلة و دمها خفيف و محترمة اوي… ادي نفسك فرصة… يمكن تحبها…
” مش هحب حد… كان نفسي اختار بنفسي البنت اللي هتجوزها…
* ما انت بقالك 11 سنة في كندا… مختارتش ليه من هناك ؟ يمكن لو اتجوزت من هناك ابوك مكنش هيكتب كده في وصيته…
” قولت استنى لحد ما اتشد لوحدة… متوقعتش خااالص ان بابا يكتب في وصيته كده…
* اهو اللي حصل… ربنا يرحمه… هتاخد ثواب كبير لانك هتنفذ وصيته…
” ربنا يرحمه… طب انا هطلع لاوضتي… هنام شوية لان مشوار الطيارة كان مزعج…
* ماشي يا ابني… اتفضل استريح…
أشار للرجال الذين يحملون حقائبه بالمجيء ورائه…
في الليل… رنا ذو البشرة الوردية و الشعر الأسود الطويل و العيون السوداء… كانت في غرقتها اللطيفة… جالسة على السرير و في يدها فنجان قهوة و مُرتدية نظاراتها و فاتحة اللاب توب الخاص بها تعمل عليه… فهي تعمل ڪ مترجمة في موقع FreeLanser…
فجأة وسط هدوء العمل… دخلت صديقتها المقربة حبيبة… اندفعت عليها بحماس و قالت
* رنووووون…
خلعت رنا نظارتها و نظرت إليها و قالت
‘ ايه الدخلة دي ؟ مش تخبطي… افرض كنت بغير هدومي…
* مش مهم كده كده احنا مولودين سوا… المهم… اسمعي آخر الأخبار…
‘ الواد الكَندي مرضيش ينزل مصر و اتراجع عن جوازه بيا… صح ؟ ده يبقى اسعد خبر اسمعه منك…
* لا يا ختي متراجعش… و اصلا نزل مصر من الساعة 10 الصبح… زمانه بيتعشى مع مامته و اخواته دلوقتي… بعدين مالك كده ضرباها نكد… انا لو منك افرح…
‘ افرح ايه يا عم… ده كأن في حد تافف في حياتي عشان اتجوز الكَندي ده… خديه انتي مش عيزاه
* اوووف على النكد يا ربي… طب اسمعي اللي جاية اقوله… بعد بحث طويل… لقيت الاكونت بتاعه !!
‘ اكونت الفيس… ما شوفناه سوا ولا نسيتي… آخر صور نزلها عليه من 2019…
* لا لا… لقيت اكونت الانستا… و لسه منزل صورة له و هو في مطار القاهرة النهاردة… بعتلك لينك الاكونت على الواتس…
‘ ما اخدتش بالي كنت بترجم مقال…
* خلصتي ؟
‘ هدوس إرسال و يبقى خلصت… تعالي اقعدي…
خلعت حبيبة حذائها و جلست بجابنها على السرير… فتحت رنا الواتس من هاتفها و وجدت اللينك و دخلت عليه…
* اوووباااا… داخل على نص مليون متابع… هو بيعمل محتوى ولا ايه ؟
‘ لا… ده اللي عرفته من مامته… قالتلي انه بيحب يوثق كل لحظة في حياته… زي ما انتي شايفة كده
* بيشتغل ايه ؟
‘ مبرمج… و اخد ترقية من سنة و بقا رئيس قسم البرمجة في الجامعة الخاصة بكندا… و سمعت انه معاه 3 سفن مشغلهم في التجارة
* اوعاااا… شطور اهو… و انا اقول الغناء الفاحش ده مش من فراغ… طلع مفتح… تقريبا هو الشمعة اللي نورت في عيلته… بابا يعرف اهله… قالي زمان كان دخلهم اقل من العادي… ده اكيد سبب سفره… طب والله جدع… سافر و اشتغل و تعب و وصل اهله للمستوى اللي هم فيه حاليا…
‘ عاجبك اوي… ما تتجوزيه يا حبيبة ؟ شيلي عني شوية
* ما لو اسمي انا كان مكتوب في الوصية كنت هتجوزه… مكنتش هضرب بوز نكد كده زيك… المهم خلينا نقلب في الاكونت بتاعه… و بالمرة نعرف اذا كان بتاع بنات ولا لا
‘ اكيد بتاع بنات… عايش بره و اخد الجنسية… هيكون ايه غير بتاع بنات…
* طب والله ظلمتيه… بصي مفيش ولا بنت معاه في الصور اللي منزلها… حتى الفيديوهات مفيش… معظم الفيديوهات مع صحابه في الشغل…
‘ وريني كده…
اخذت منها الهاتف و ظلت تفتش في الريلز و الصور له تثبت انه بتاع بنات… لكن لم تجد… أليس هذا غريبًا ؟!
‘ عايزين تقنعوني انه مش مصاحب بنات !!
* او يمكن اهله ربوه كويس…
‘ ههه نكتة حلوة… حتى لو ربوه كويس… بس طالما الواحد عاش وسط الغرب هيتأثر بيهم… ف اكيد هيصاحب لان عندهم الحاجة دي عادية جدا و مُباحة…
* هتموتي و تجمعيله غلطة…
‘ بجد مش عيزاه…
* رنااا… متبقيش نكدية كده… حاولي تتقبليه على الأقل…
فتحت حبيبة احدى صوره و وجههتها الى رنا
* حرام عليكي الواد أمور… ملامح مصرية اصيلة على لوك كَندي… لوك لطيف مش كده… بذمتك مش حلو ؟
نظرت رنا للصورة… فهو حقًا وسيم… كانت تلك الصورة له بالجيم مع مدربه… كم يبتسم بشكل جميل… ابتسمت هي قليلا و بعد ثوانٍ اختفت ابتسامتها…
‘ ده عامل وشم !!!
* انتي لسه ملاحظة… ايوة عامل وشم في كتفه و ايده…
‘ ايه القرف ده…
* انتي لسه قايلة بنفسك انه عايش بره بقاله سنين و مقتنعة اقتناع تام انه مصاحب بنات… و زعلتي لما شوفتي الوشم ؟
‘ بس هو مسلم… مفروض يكون عارف انه حرام…
* لو مشى مع بنت حلال يعني ؟
‘ انا اقصد بمصطلح انه عاش وسط الغرب… اكيد هيتعامل مع بنات في شغله او بره الشغل لان بيئة هناك هتجبره على كده… لكن اظن ان بيئة هناك مأجبرتهوش انه يعمل وشم… و هو كبير و شحط زي ما شايفة… يعني عمل الوشم برغبته… ده كويس انه مش لابس حلق… يا مصيبتي السودة على اللي وقعت فيه…
* متكبريش الموضوع…
‘ اكبر ايه… هو في أكبر من كده… وشم !! و انا اللي كنت عايزة واحد مُلتحي… في الآخر اقع مع الصايع الكَندي ده !! مش بقولك في حد تافف في حياتي…
ضحكت حبيبة عليها و قالت
* لما تتجوزيه ابقي انصحيه و عرفيه ان الوشم حرام و خليه يشيله بالليزر…
‘ لا مش هنصح حد… لانه بالغ و عارف… بس عامل فيها من بنها… مش بعيد لما اتجوزه يقولي اخلعي الحجاب و تعالي نفتح كباريه في كندا…
ضحكت حبيبة بشدة
* همـ,ـوت والله… ايه ده… لا اكيد مستحيل يقولك كده…
‘ مش بعيدة عليه… والله يعملها… لو عملها هرفع عليه قضية… مش ناقصة قرف…
* يا ستي ربنا يتمم على خير و تتجوزوا و تحبوا بعض… ربنا ما يجيب قواضي…
‘ حُب ايه ؟ انا أحب الكائن ده ؟ مستحيل… اقول ايه بس… ربنا يسامحك يا عم مؤمن… اشمعنا انا تحطني في ام الوصية دي…
* شوفتي الواد الكَندي ولا لسه ؟
‘ هيجي بكره… يكش يعدي على وشه حمار… يارب رجله تتكـ,ـسر و هو جاي…
ضحكت حبيبة اكثر و قالت
* انا لو قعدت اكتر من كده هعملها على نفسي من الضحك… الف مبروك يا قلبي… استأذن انا بقا…
‘ سلام يا ختي…
الساعة 4 فجرًا… كان إلهان جالس في حديقة القصر… متمدد بجسده على الاريكة و في يده كوباية هوت شوكلت المفضل لديه… و يُحدث صديقه المقرب ( مايكل ) مكالمة ڤيديو
طبعا بيكلمه انجلش بس انا هختصر و اكتب عربي على طول و اعتبروه بيتكلم انجلش
* قولي يا ليو… هتغيب كتير عن كندا ؟
” الظاهر كده…
* طب ما تتجوزها و هاتها على كندا… كده كده انت عايش لوحدك… اهي تونسك…
” الكلام ده في حالة لو اني هتجوزها بمزاجي… لكن انا مجبور… هتكون مجرد جواز مؤقت… هخلصه و اجي…
* و شغلك ؟
” هشتغله من اللاب…
* أنا و الشلة افتقدنا وجودك وسطنا… من اول ما مشيت و احنا الخمسة هاديين هدوء غريب… اتضح انك اللي بتعمل دوشة وسطنا…
” عشان تعرفوا قيمتي…
* اه والله… سيبت فراغ غريب وسطنا… وحشتنا…
” حبيبي يا مايكل… هفصل انا عشان هنام… هكلمك انت و الشلة ڤيديو جماعي في يوم تاني…
* في انتظارك يا ليو… باي…
اغلق إلهان المكالمة و تنهد
” ليه يا بابا كده… بعدت عن شلتي بسبب ام الجوازة دي… ربنا يرحمك و يسامحك…
نور ( أخت رنا ) فتحت الستائر و قالت برفق و هي تيقُظ رنا
* رنون… عروستي القمر… اصحي يلا…
تقلبت رنا على السرير و قالت بضجر
‘ يا نور اقفلي الستاير و سبيني انام… بطلي برود…
* يا بت الساعة 10… قومي كفاية… تعالي ساعديني في التجهيز عشان إلهان و اهله جايين بالليل يطلبوا ايدك…
‘ اووووف… يقطع سيرته…
* اتلمي يا بت… يلا قومي…
‘ اهو اتنيلت قومت…
* جدعة… تعالي ورايا…
‘ يا ربيييي… حاضر جاية اهو
رن المنبه… فتح إلهان عينيه بتثاقل… اغلق المنبه… تنهد و قام دخل الحمام ليستحم… بعد دقائق خرج و هو يجفف شعره بالمنشفة… دخلت نسرين و قالت
* كويس انك صحيت… غيَر هدومك و تعالى معايا المول
” اجي ليه ؟
* عشان تشتري معايا هدايا لعروستك… انت هتروح تتقدملها النهاردة…
” اه افتكرت… لازم اجي يعني ؟
* يا ابني دي تقاليد و لازم تتنفذ… اخلص و بطل رغي…
” اوكي…
خرجت و تركته… نظر لنفسه في المرآة و قال محدثًا نفسه
” والله خسارة فيها القمر ده…
في المول……
‘ يا نور كفاية… ايه ده كله…
* بس يا عبيطة… لازم نشرفك قدامهم… انتي مش اقل منه… قولي بكام التورتة دي ؟
• ب 750 يا فندم…
* جميلة… حطها في علبتها و هاتها… و اتفضل اهي الفلوس
‘ انتي اتجننتي !! ليه اشتريتها…
* كبيرة و شكلها حلو… لازم نستقبلهم استقبال حلو…
‘ طب كفاية ابوس رأسك الحلوة دي… متشتريش حاجة تاني… يلا نمشي
* هِش يا بت من هنا… لسه مخلصتش… شيلي الكياس دي و تعالي ورايا…
‘ اوووف… طيب يا نور…
اخذت نور التورتة و ذهبت للمحل الذي يليه… تنهد رنا بضيق و حملت الاكياس…
فتح إلهان كاميرا هاتفه و فتح بث على الانستا أثناء ما يتمشى في المول
” طبعا انتوا عارفين اني وصلت مصر امبارح… و زي ما انتوا شايفين… انا دلوقتي في المول… زحمة شوية بس لذيذ… هنا تلاقي كل اللي تحتاجه… آخر مرة جيت فيها مصر كان من 6 سنين… و دخلت المول ده زمان بس اختلف اوي… بقا في محلات اكتر و الديكورات اتغيرت و……
اصطدم ب رنا و وقع منها كيس الاڤوكادو…
” I,m so sorry…
نظرت له وجدته إلهان… غضبت كثيرا و قالت
‘ انت ايه اعمى ؟! مش تفتح !!
” blind ?! Watch your words
اعمى؟! انتبهي لكلامك
‘ كلمني عربي يا روح ماما…
” Mama’s soul !! Just a few seconds…
روح ماما !! ثواني بس…
اغلق البث… و نظر إليها
” في ايه مالك ؟
‘ مش شايف حضرتك عملت ايه ؟
” اتأسفتلك… اعمل ايه تاني ؟
‘ يا روحي يا كتكوتة… انت اتأسفت ؟! لا بجد ظلمتك… عداك العيب و قزح…
” مش فاهم آخر كلمتين… استني بس… انا متذكر اني شوفتك قبل كده… هو انتي…
‘ ايوة انا… انا بقى اللي امي داعية عليا في قبرها عشان ألبس فيك انت في الآخر…
” واو… بس انتي طلعتي احلى من الصور…
قالها هو ينظر لها بتأمل…
‘ ههه دمك خفيف… اوعى كده من قدامي…
جست على ركبتها و بدأت بإعادة الاڤوكادو بداخل الكيس… جس إلهان ليساعدها… قبل ان يمسك الاڤوكادو ضر*بت كف يده و قالت
‘ هِش… ابعد من هنا…
” انا بساعدك… بعدين ايه معنى كلمة هِش ؟
‘ لا متساعدنيش… مطلبتش منك مساعدة و مش هطلبها اصلا… ابعد كده…
” مالك انتي عصبية كده ليه ؟
‘ اهو انا كده عصبية طول الوقت ( نظرت له في عيناه و اكملت ) لو مش عاجبك امشي…
سرح في عيناها السود الواسعتين و رموشها الطويلة و قال و هو يتعمق النظر فيهما
” لا عاجبني… عاجبني اوي كمان…
‘ ايه النحنحة دي… اول مرة تشوف بنت ولا ايه ؟
” تقريبا… اه اول مرة…
‘ بجد دمك سِم… ( امسكت الاكياس و قامت ) فرصة زي الزفت… اتمنى متتكررش تاني…
” طب انتي مش طيقاني ليه ؟ ده حتى انا حلو و هعجبك…
نظرت له من فوق لتحت بتفحص و لاحظت الوشم على معصم يده ف تحولت نظرتها الى نظرة قرف… و قالت في سرها
‘ عايزة ارجع… ده عامل وشم بجد… بطني اتقلبت…
” سرحتي في ايه ؟ أكيد سرحتي في جمالي…
‘ اكيد سرحتي في جمالي…
قالت ذلك و هي تقلد كلامه… ف ضحك
” والله دمك خفيف زي ما ماما قالت
‘ اوعى اتعتع كده من قدامي…
قالتها ثم صدمته بقوة في كتفه و ذهبت…
” طب انا عملت ايه عشان تخبطيني ؟ و يعني ايه اتعتع اصلا ؟
جاءت نسرين و قالت
* بقا انا قالبة عليك الدنيا و انت هنا… مال وشك مخطوف كده ليه ؟
” قابلت مراتي المستقبلية…
* بجد ؟؟ طب ايه رأيك فيها ؟ عسولة و خجولة…
” خجولة اه… ده انا متربي اكتر عنها…
* ولااا اتلم… ايه اللي بتقوله عليها ده…
” لسانها عايز قطعه… كان ناقص تقتـ,ـلني… و انا كنت مفكر لما اقابلها هيكون لقاء رومانسي…
* و انت ليه مستني منها لقاء رومانسي ؟ مش قولت انك مش هتحبها…
” شكلي هغير رأيي…
* اوعااا… ده انت وقعت بقا…
” مش هنكر… البنت جميلة و لبسها محشتم و شيك في نفس الوقت…
* يا حبيبي… ربنا يسعدكم…
” قصدك ربنا يعدي الجوازة دي على خير… انا خوفت منها…
ضحكت نسرين و قالت
* والله هي كيوتة… بعدين يلا نكمل باقي الحجات عشان تروح تجهز يا عريس…
” هبقى عريس الجنة… مش هنعمر مع بعض…
* بطل رغي و تعالى يلااا…
” جاي اهو…
في الليل……. فتحت نور باب الغرفة و قالت
* يلا يا رنا عشان قربوا يوصلوا و…. يخربيت شكلك… ايه اللي انتي لبساه ده !!
نظرت رنا لنفسها و قالت
‘ حلو صح ؟
* حلو ايه… انتي لابسة فستان اسود !! فين الفستان الأبيض الجميل اللي اشترناه سوا ؟؟
‘ مش عاجبني… ده احلى…
* رنا متعصبنيش… قدامك عشر دقايق تكوني غيرتي الفستان ده و ألبسي اللي اشترناه من المول…
‘ لا مش هغير… ده عاجبني… كفاية تحكمات انا قرفت… انا مش عايزة الجوازة دي… مش عايزة الكائن ده يكون جوزي… افهموا بقا…
قالت ذلك بإنفعال ثم جلست على السرير و ظلت تبكي… حزنت نور و جلست بجانبها و عانقتها
* رنون… و النبي ما تزعلي… حقك عليا
‘ يا نور افهمي… انا مش عيزاه… مش ده الإنسان اللي كنت بتمنى انه يكون جوزي… مش ده والله… مختلف عني في حاجات كتيرة… مش هعرف اتفاهم معاه بأي شكل… هتعب نفسيًا معاه… اتصلي عليهم قوليلهم اني تعبت و ميجوش… عشان خاطري يا نور… اتصلي عليهم و إلغي كل ده…
* مينفعش يا رنا… زمانهم وصلوا… هتبقى قلة ذوق… معلش عدي اليوم ده…
‘ يا نور…
* اسمعي يا رنا… انتي خايفة من انك متتفاهميش معاه… افرض طلع جدع و فهمك و عمل كل اللي يريحك… كمان حَبك… انا معاكي ان الجوازة دي مش اختيارك… انتوا الاتنين اتحطيتوا قدام الأمر الواقع… و مش بإيدكم تعملوا حاجة غير كده… حاولي تتأقلمي معاه…
‘ مش هعرف… والله مش هعرف…
* مين قال كده ؟ ده انتي بتوهمي نفسك بكده عشان خايفة مش اكتر… بعدين خدي هنا… مش انتي صليتي استخارة سبع تلاف مرة و قولتي انك مرتاحة اول ما صلتيها و وافقتي ان الجوازة دي تتم و بلغتيه و بعد ما سمع موافقتك نزل مصر و جاي يتقدم اهو… ايه اللي اتغير ؟
‘ اللي اتغيرت اني شوفته على الواقع… شوفته في المول… طايش كده ولا تحسي ان عنده 30 سنة يعني مفروض يكون ناضج شوية… غريب اوي و مش شبهي لا في طريقة الكلام ولا التصرفات… و واضح اوي ان عقليته مختلفة عني تمامًا… و ده هيتعبني انا… مش هعرف احبه ولا اعيش معاه… خايفة يكسر قلبي و يدمرني…
* طب خليه يعمل كده و انا اولع فيه…( قَبلت رأسها ) انا مليش غيرك… لو ضايقك بس انا هخلي ليلته سودة… يلا قومي اغسلي وشك و غيري الفستان ده لان بجد طفى لونك الحلو…
‘ انا كده كده مطفية… ايه الفرق…
* رنون… يلا قومي…
دخلت حبيبة و قالت
* وصلوا !!
* يلهواااي اخدتيتي في الكلام… حبيبة ساعديها تغير الفستان ده و انا هروح استقبلهم انا و خالو…
* لا تقلقي…
خرجت نور…
* مش هتقومي يا رنون ؟
‘ قايمة اهو…
* هعملك ميكب خفيف بس خطير… هخلي عقله يطير…
‘ يقطع سيرته…
* يا بنتي بقا… يلا يا رنون
استقبلتهم نور و خالها أيمن… رحبوا بهم و جلسوا في غرفة الضيوف… كان إلهان مع والدته و أخاه سيف و اخته ريم… قدمت نور إليهم العصير… قالت نسرين
* فين العروسة ؟
* جاية… خمس دقايق و هتيجي…
* اشكركم على الضيافة الجميلة دي…
* دي اقل حاجة يا نسرين هانم…
* بلاش نسرين هانم دي… قولي نسرين على طول… احنا خلاص هنبقى اهل…
* شرفتونا…
كان إلهان يشعر بالملل و يريد ان يخرج… قالت نسرين بصوت منخفض
* مالك كده قاعد ساكت ليه ؟
” هقول ايه يعني… ما انتوا مرتبين كل حاجة سوا…
* يا بني… شاركنا الحديث بدل ما انت شبه الصبارة كده…
” اقولك ايه يا ماما انا زهقت… عايز امشي…
* تمشي ايه ؟؟ هو احنا بنلعب يا إلهان ؟
” اه بنلعب… على أساس همـ,ـوت اوي على الجواز منها…
* يعني ايه يعني ؟ خلاص غيرت رأيك ؟ مش هتنفذ وصية ابوك ؟
” ماما… كملي رغي معاهم و سبيني في حالي…
* طب اعدل وشك ده… اهي العروسة جات…
دخلت رنا الغرفة… كانت ترتدي فستان أبيض بسيط التصميم لكنه جميل للغاية و متناسق عليها جدا… ارتدت عليه طرحة بيضاء و هيلز أبيض و تضع بعض الميكب الخفيف… سلمت على نسرين و اخوته و رحبوا بها بلطف…
* بسم الله ما شاء الله عليكي… ايه السكر ده…
‘ ده من ذوقك يا طنط…
* واقفة ليه… تعالي اقعدي جمبي…
جلست بجابنها و ظلت تدردش معاها… لم تعطي أي اهتمام لوجود إلهان… كأنه ليس موجودًا و لم تسلم عليه مثل البقية… كان إلهان ينظر لها و شارد… فقد استطاعت نيل إعجابه ببساطتها… لكنه تضايق لأنها لم تسلم عليه ف قرر هو البدء… مَد يده و قال
” ازيك يا رنا ؟
نظرت ليده ثم نظرت إليه… لاحظت انه يرتدي سلسلة… قالت في سرها
‘ هو انا ظلمت مين عشان الطايش ده يبقى جوزي… ده ابتلاء كبير وقعت فيه… لابس سلسلة كمان… ايه القرف ده !!
تنهدت و قالت ببرود
‘ مبسلمش على رجالة غريبة…
” اظن مبقتش غريب… انا هبقى جوزك…
‘ لما تبقى جوزي ابقا اسلم عليك… وصلت يا ليو ؟ قال اسلم عليك قال… تحب اجي اقعد على رجلك بالمرة… اظن انت متعود على كده يا كَندي…
تفاجئوا جميعهم… غضب إلهان… كيف تحرجه هكذا امام عائلته… كان بإمكانها ان ترفض مصافحته بطريقة لطيفة… لكن هي تعمدت إحراجه… قالت نور
* ايه اللي بتقوليه ده يا رنا ؟
‘ دي حقيقة… إياه يفكر اني شبه اللي يعرفهم في كندا…
* رنا انتبهي لكلامك و……
” ممكن تسبيونا لوحدنا شوية…
نظروا له بتعجب ف اكمل
” بستأذن منك شخصيًا يا عمو أيمن… ممكن ؟
* حاضر يا ابني…
ذهبوا جميعهم للخارج… نظر إليها و قال
” ممكن افهم ايه اللي عملتيه ده ؟
‘ كل حاجة واضحة… بإيدك تلغي كل ده… انا مش عايزة اتجوزك…
” ولا انا مش عايز اتجوزك… بعدين مترميش السبب عليا… انا منزلتش مصر غير لما وصلني رد منك شخصيًا انك موافقة… يبقى من حقي افهم تعاملك الغريب ده…
‘ انا كده… و يستحسن تتعود عشان شكلنا مطولين في المسرحية دي…
” طالما مطولين يبقى معنديش اي حق تتكلمي معايا بالاسلوب ده لا قدام اهلي ولا وراهم… احترميني زي ما بحترمك…
‘ طالما وافقت على الجوازة دي… إياك تتحكم فيا بأي شكل… لا في طريقة كلام ولا غيره… اوعى تفكر اني زي اللي تعرفهم… انا مش بخاف من حد…
” مين اللي انا اعرفهم دول ؟
‘ البنات اللي انت مصاحبهم…
ضحك بشدة و قال
” بنات ايه اللي اصاحبهم ؟ ااااه انتي مفكرة اني زي العيال اللي بتشوفيهم على النت ؟ ولا عشان اخدت الجنسية يبقى لازم امشي مع دستة بنات ؟
‘ لا ظلمتك اوي يا محترم… واضح على شكلك…
” ليه ماله شكلي ؟
‘ لابس سلسلة و فاتح القميص عشان عضلاتك تبان و كمان عامل وشم… مفكر نفسك لسه مراهق ولا ايه ؟
” كله بيلبس كده…
‘ يعني طالما كله بيلبس كده يبقى عادي ؟ محدش قالك قبل كده انه حرام ؟ اظن انك مسلم يبقى مفروض تبقى عارف كده من غير ما اقولك…
” بصي من الآخر… انا كده… و ده استايلي… خليكي في حالك…
‘ كمان مش بتقبل النصيحة ؟
” و دي منظر نصيحة دي ؟؟ ده انتي ناقص تقومي تضر*بيني…
‘ ياريت والله…
” امممم… شكلي هتعب معاكي…
‘ ده انا اللي تعبت… انا في ابتلاء كبير اوي… ده انا انتظمت في الصلاة و بوسع في لبسي و بطلت اخرج شعري من الطرحة و بفكر ألبس خمار… و بعد كل ده… اتجوزك انت ؟؟
” حد قالك اني يهـ,ـودي و مبصليش ؟ هو انا ليه ببررلك اصلا… اقولك ايه… بطلي انتقاد… طالما شيفاني ابتلاء للدرجة دي… فكك مني و خليكي في حالك لحد ما نتجوز و نطلق و كل واحد يروح لحاله… اوكي ؟؟
‘ اهو احسن…
” بني آدمة غريبة…
‘ ناديهم يلا نقرأ الفاتحة و نخلص…
” حاضر… يا مراتي…
نظرت له بضيق… ابتسم و نادى عليهم و اخبرهم انهم موافقين… قرأوا الفاتحة… و تعالت أصوات الفرحة و الزغاريط… و بعد 5 ايام… تم عقد القرآن و اصحبت زوجته رسميًا…
‘ انا هنام على السرير… و انت اتلقح على الكنبة دي…
” اتلقح ؟!
‘ اها بالضبط كده…
” بس انا مش هتلقح على الكنبة يا رنا…
‘ خلاص انا هنام على الكنبة و انت اتلقح على السرير…
” ولا ده ولا ده… احنا لسه متزوجين… هنام سوا…
‘ ده في احلامك يا كَندي… ابعد كده…
قبل ان تذهب امسك يدها و شدها إليه و قربها إليه… نظر الى شفاهتها و قال
” انتي بقيتي مراتي… من حقي اقرب منك…
‘ فوق لنفسك ده جواز على الورق…
” بس انا اقدر اخليه حقيقي…
قالها و هو يلمس شفاهتها بيده… فَك الطرحة و ألقاها بعيدا لينسدل شعرها الأسود الطويل
” واو… تعرفي اني بحب الشعر الطويل… خاصًة الأسود…
امسك خصلات شعرها و اشتمها بإدمان… كانت تحاول الافلات منه لكنه اقوى منها و لم يتركها
‘ إلهان… ابعد عني احسنلك…
” بحاول مش قادر… سحرتيني بجاملك…
امسك يدها و استعشر نعومتها… قربها منه و قَبَل يدها
‘ ابعد يا قذ*ر !!
ضحك و قال
” محدش هيقدر يبعدك عني…
قالها ثم دفن رأسه في رقبتها و يشتم رائحتها الجميلة… دقات قلبها زادت عندما احست بأنفاسه الساخنة تصطدم بعنقها و تحاول الافلات منه… لكن من هي امام ذلك الوحش… فهي صغيرة جدا بالنسبة الي جسده الكبير و العريض…
‘ إلهان…
” عايزك… مش يمكن بعد الليلة دي احبك ؟
‘ حبك برص يا صا*يع… ابعد عني !!
ضحك و قال
” انا بتكلم بجد على فكرة…
‘ انت اتجننت رسمي… مستحيل أسلم نفسي ليك…
” ما هو مش بمزاجك… انتي بقيتي مراتي… يعني اعمل فيكي اللي عايزه…
‘ هتبعد بالذوق ولا اصرخ بأعلى صوت و ألم الناس عليك ؟
ابتسم بخبث و دفعها على السرير… بدأ في فك أزرار قميصه… ألقى قميصه أرضًا و مال عليها حتى حاصرها بجسده…
‘ ابعد !!
قَبَل عنقها اتسعت عيناها بشدة… لمس شفتاها بيده و اقترب ليُقبلها ف قالت مستسلمة
‘ تمام والله… اسحب كل كلامي اللي قولته ليك قبل ما يجي المأذون… انت مش صا*يع و مش مصاحب بنات و مُصلي و مجتهد و الوشم شكله حلو و السلسلة لايقة عليك… و مفيش منك اتنين على الكوكب و انا مستاهلش واحد أمور زيك كده و مفروض اقدر النعمة اللي انا فيها و احمد ربنا انه كرمني بيك و اصلي سجدتين شكر لله عشان اتجوزتك… حلو كده ؟
ابتسم بإنتصار و ابتعد عنها… تنهدت رنا براحة كبيرة و قامت… نظر لها و هو يضحك
” قولتلك بدري… هخليكي تسحبي كل كلامك… فضلتي تكابري في الاخر استسلمتي اهو…
‘ بارد…
” تاني يا رنا ؟!
قالها ثم بدأ بالاقتراب…
‘ آسفة والله… كان قصدي عليا… انا اللي باردة…

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صدفة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!