روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل السابع والثلاثون 37 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء السابع والثلاثون

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت السابع والثلاثون

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة السابعة والثلاثون

لاحظت نظراتنا ليها، فوقفت ضحك على حرج، وقبل ما أتكلم ليقت أحمد بيربت على كتفي وبابتسامة شامتة قال: أعتقد إني فزت.
“ألف مبروك، أعملك ايه يعني؟”
“متنساش إن كان فيه بنا اتفاق لو فزت هتعمل اي حاجة اقولك عليها”.
بصتله على مضض وبعدين تغاضيت عن النظر ليه بقول بمقت: عايز ايه؟
“يعني ممكن نقول مثلًا مثلًا هتقضي معي يوم كامل ملازمني طول الوقت في البيت والشركة وحتى هتنازل واخليك تبات معي”.
“أنت بتهزر صح؟ أنت عارف اني مش طايق وجودي معك في نفس البيت عايز ابقى معك طول الوقت؟ اكيد مستحيل”.
“بس الاتفاف اتفاق”.
“أنا عيل وبرجع في كلامي عادي”.
ابتسم مهاب بيمسك ايدي:خلينا نروح وانا هبقى معك علشان خاطري.
حسيت من ملامحه بلهفة لليوم ده، اتنهدت وعلى غير رغبة قولت: ماشي.
ابتسم أحمد:”طيب روح جهز نفسك بقى”.
“لا ما هو أكيد مش النهاردة”.
“هستنك بكرا الصبح من ستة”.
اتنهدت وتجاهلته ومشيت بس وانا طالع لأوضتي أخدت بالي من اللوحة الي خالد كان راسمها كان مكبوب عليها الألوان ومتقطعة، حسيت بتأنيب ضمير ناحيته بس وانا؟ هو مفكريش انه دمر عيلتي بسبب أنانيته؟ صراع جويي من اني اروحله او مروحلوش وبلا رغبة مني ليقت نفسي بتقدم ناحية أوضته، بابها كان موارب فبصيت من فتحة الباب ليقته منكمش في نفسه زي الجنين نايم عالسرير وبيكلم حسام بنبرة تخللها بكاؤه بيقول: انا مش وحش للدرجة دي صح يا حسام؟
“مامتك مش بتكرهك ولا حتى هادي الأمر بس انهم زعلانين شوية بس الوقت هيعدي والأمور هتتصاف”
“كل ده والأمور متصفتيش؟ دي مبصتليش حتى ولا عطتني اي اهتمام وحتى هادي رفض اني اساعده يشوف عمر، هادى بدأ يكرهني فعلا يا خالد، هو مش بدأ هو فعلا بيكرهني”.
“بصراحة يا خالد الي عملته مكنش سهل، اي حد مكان هادي كان هياخد جمب منك خاصة انه جه وعطاك فرصة تصلح غلطتك وانت أصريت”.
خالد سكت شوية وبعدين اتنهد بيبصله بيكمل: حسام أنت ممكن تكرهني؟ أو كرهتني قبل كدا؟
“ليه بتقول كدا؟”
“علشان كل ما حد بيقرب مني بيرجع يكرهني انا مفيش حد في حياتي بيحبني غيرك حتى أمي مش قادرة تبص في وشي، بس حتى بعد ما كنت متأكد انك بتحبني شكيت”.
“قصدك علشان الي حصل في فرنسا؟”
“انت كرهتني وقتها؟”
“لو كنت قدامي كنت ضربتك، انا يمكن اتضيقت منك بس عمري ما أقدر اكرهك، أنت عارف انك كل عيلتي”.
سكت بينكمش في نفسه أكتر بيكمل بنبرة باهتة: كنت مفكر ان علاقتي بهادي هتبقى زي علاقتي بك بس واضح ان مفيش حد غيرك بيستحملني في الآخر.
مكنش عندي طاقة ولا قبول اني حتى أواسيه سبته وروحت لأوضتي بقضي يومي في اللاشيء لحد ما صحيت تاني يوم الصبح على صوت مهاب بيصحني من ستة الصبح، بصتله بخمول: ماشي ماشي، يلا بقى تصبح على خير.
“يلا يا هادي بقى بلاش دلع، هنتأخر على الشغل”.
“شغل ايه يا حبيبي انت مش عندك مدرسة”.
“احنا في اجازة انت نسيت”.
“طب طالما اجازة بتصحيني ليه ولا انت عايز تضايقني وخلاص”.
“انت ناسي اتفاقك مع بابا”.
اتنهدت بتأفف بقوم من مكاني: يادي أم بابا، طب روح وانا جاي وراك.
“لا هستناك لحد ما تخلص”.
اتنهدت وقومت لبست هدومي، نزلت مع مهاب لتحت بس اخدت بالي ان أحمد وأمي قاعدين على السفرة وخالد مش موجود وعلى حرج منها لاحظتها بتحاول تتكلم خافضة راسها بتقول: ي..ي..ينفع أطلب..منك..حاجة؟
ابتسامة غير مبررة اعتلت ملامح أحمد بيبصلها بانشراح صدر بيقول: أنتي تطلبي الي عايزاه، طلبك مجاب من قبل ما أعرفه”.
“بس…”
“ايه؟”
“أنا.. كنت.. عايزة.. اشوف و..ولادي”.
فجأة اختفت ابتسامته بيسأل: ولاد مين معلش؟
“مريم و…”
وقبل ما تكمل كلامها قاطعها بحزم: لا.
أمي اتضايقت وبنبرة تخللها استيائها قالت: أنت عايز تحرمني من عيالي كمان؟
“طب ما خالد هو كمان كان ابنك وعمرك ما فكرتي تزوره طول الوقت ده كله”.
“أنت عارف كويس السبب، انت لو كنت شخص سوي أقدر اتعامل معه كنت اكيد زورته”.
“شخص سوي؟ قصدك اني مريض؟”
“ايوة طبعا مريض، ومن زمان جدا وكل الي حواليك عارف ده كويس”.
حاول يتمالك أعصابه وغضبه بيكمل: ماشي، أنا شخص مش سوي ومريض ومعقد بس بردو مش هخليك تقابليهم علشان عارف كويس انت عايزة تقابلهم ليه”
“قصدك ايه؟”
“قصدي عمر وأنتي عارفة ده كويس”.
“انا يمكن مش بطيقك بس ده مش معناه اني خاينة، قولتك عايزة اشوف ولادي علشان فعلا عايزة اشوفهم، مريم حالتها النفسية زي الزفت واخوها الصغير اتمنع عن المدرسة ومش بيبطل عياط كل يوم”.
“وانتي عرفت ازاي انتي لسه بتكلميه؟” قال كلامه الاخير والغضب بيتخلل سؤاله
“مفيش بيني وبين عمر اي اتصال، بابا هو الي كلمني من ورا ماما وقالي علشان ازورهم ثم لما سبت خالد كان لسه سنة مش عارف انا مين لكن لما سبت مريم ومازن كانوا عارفين ومدركين أنا مين ووجودي في حياتهم كان مغطي على كل يومهم ازاي بالنسبالك الأمر كدا عادي”.
“يا سلام، خالد مكنش عارف علشان لسه صغير؟ يعني مجاش في بالك خالص انه ممكن يسأل ليه مفيش ماما لما يكبر مفكرتش ان فيه حاجة ناقصة في حياته وانت مش موجودة ولا هم علشان ولاد سي عمر بس فليهم الاولية.
“أحمد انت أكيد مجنون، أنا أكيد مش هفرق بين ولادي علشان بحب ابوهم او بكرهه، خالد كان على بالي كل يوم وطول الوقت بس مكنتش عارفة اجي مكنتش عارفة اقرب ناحيتك، كنت خايفة، مش خايفة بس انا كنت مرعوبة تاخد هادي مني زي ما خدت خالد”.
“وليه مش خايفة من عمر زي ما كنتي خايفة مني؟”
“علشان عمر مش مريض زيك”.
فجأة ملامح الغضب اعترته ورفع ايده بيقول بغضب:هدية…
“مالك؟ وقفت ليه؟ ما تضرب؟ مش هتكون حاجة مستبعدة عنك”.
خبط ايده على السفرة جامد وشد ملاية السفرة وقع كل الأطباق على الأرض وهو بيحاول يتمالك غيظه بيقول: أنا ماشي.
وهو طالع أخد باله مني انا ومهاب واقفين على درجات السلم بصلنا ومشي.
بصيت لمهاب بقول: روح انت وانا جاي وراك.
“بس..؟”
“خمس دقايق بس واحصلك”.
“ماشي”. قال الاخيرة ومشي، اتقدمت ناحية أمي الي كانت مميلة راسها على السفرة بتعيط، قعدت جمبها وأنا بسأل: أنتي كويسة؟
سكتت ومردتيش علي وقبل ما اتكلم ليقتها سابتني ومشيت، انا عارف انها اكيد مضايقة مني علشان انا الي اجبرتها تتطلق بس أعمل ايه، كنت خايف، شردت بتفكيري بيعتصر قلبي غصة لحد ما انتبهت على خالد بينزل على السلالم بصلي لوهلات بملامح تخللها حزنه وبعدين تجاهلني وكان في ايده ادوات الرسم بتاعته وشوية من لوحاته، مكنتش عارف هو رايح فين بس مكنتش حاجة تهمني، سبته ومشيت روحت لمهاب بركب عربية أحمد، روحنا الشركة زي الاتفاق المعهود، وكنت ملازم ليه فعلا طول الوقت براقب شغله من بعيد في المكتب او غرفة الاجتماعات في الكافياهات علشان يتمم الصفقات بغض النظر عن كونهم كانوا مستغربين وجودي انا ومهاب بس هو كان ديما بيقولهم انه ميشغولوش بالهم بينا، تقريبا كانوا خايفين نسرب معلومات بر او شايفينا حاجة غريبة في الشركة، كنت ديما بقبى قاعد في جمب لوحدي بعيد عنهم عاشان مكنش لي خلق ليهم ولا لنظراتهم لحد ما أخيرا شغل الشركة الممل ده انتهى صحيح مكنتش فاهم حاجة بس اول مرة أعرف ان أحمد شاطر كدا في شغله، ديما له طريقته الخاصة فانه يحقق الصفقة الي عايزاها حتى ولو الطرف التاني مكنش راضي في الاول، نوعا ما ما أنكريش اني أعجبت بالجانب العملي من شخصيته علشان أنا مش كدا خالص ولا أظن ان خالد حتى كدا، معرفيش ليه بس وقتها فكرت انه لو جراله حاجة اكيد الشركة هتقع، اتنهدت وقومت من مكاني وانا بقول: خلصنا كدا؟ طب حلو اوي يلا نروح.
أحمد كان لسه قاعد على مكتبه خافض راسه بيقول: بس أنا مش عايز أروح.
“ليه؟”
“مظنش اني حابب أرجع البيت أو ان هدية عايزاني أرجع حتى”.
“طب انا ذنبي ايه؟ عامة انا هروح انا ومهاب وانت لو عايز تبات برا براحتك”.
“اتفاقنا كان انك تلازمني ال٢٤ ساعة”.
اتاففت: مانا قعدت معك طول اليوم انا مش هقدر اتحملك اكتر من كدا الحقيقة.
“انت مش ملاحظ ان اسلوبك معي تخطى حدوده، انا باباك على فكرة ومش معنى انك اتربيت على ايد حد تاني ده بيخليك تتجاوز معي حدودك حتى ولو مكنتش طايقني زي ما بتقول.
تجاهلت النظر ليه وانا بقول على مضض: آسف.
تجاهلني ومردش علي وأخد مفتايح عربيته وهو بيمشي بيقول، هبعتلك السواق ياخدك انت ومهاب للبيت.
“خلاص…”
بصلي باستفهام فكملت: خلاص هروح معك انا ومهاب.
بصلي وسكت وخرج من الشركة لعربيته، ركبنا معه لحد ما وقفنا عند فندق من الفنادق العشر نجوم، وده نظام متطور من الفنادق على خلاف الفنادق المعتادة لان في العادة الخدمة فيه آلية بشكل شبه كامل ال check in فيه بيكون ببصمات الاصابع الي من خلالها الربوت بيعمل سيرج كامل عن بيانات مطابقة لنفس البصمات وبدون ما ترهقك نفسك في مليء البيانات هو بيملها تلقائي في عملية مبتكمليش دقيقتين، بعد ما عملنا ال check in روحنا للمطعم بتاع الفندق وكان الview بيطل على البحر بظلامه في الليل وحواليه أضواء المدينة والفنادق، بعد ما أحمد طلب الأكل كان مهاب نام في النص، شلته ووديته لأوضته ونزلت ليقت أحمد شارد الذهن بيبص من النافذة الي جمب التربيزة، اتقدمت وقعدت قصاده من غير كلام فباشر كلامه بدون ما يبصلي بيقول: أنا مكنش قصدي أرفع ايدي، أنا بس كبريائي اتجرح، هي مش فاهمة انا بعمل ايه علشانها، مش فكرة اني مش عايز اخليها تشوف ولادها بس انا خايف تشوفه، خايف انها تحن أو تميل، خايف انها تسبني”.
“ليه متمسك بحد مش بيحبك فتدمر حياته وحياتك”.
“لا طبعا، مين قال انها مش بتحبني انا عارف انها…”
“بطل تضحك على نفسك، انت عارف كويس انها قاعدة معك مجبورة”.
بصلي لوهلات بعيون مخذول وبعدين ميل راسه بيكمل: بس هي كانت بتحبني زمان، لدرجة انها اعترضت رغبة باباها لأول مرة علشاني، يبقى ازاي مش بتحبني؟
“ده زمان قبل ما تكون الشخص الي أنت عليه دلوقتي، ثم هي كمان بعد ما تعافت منك بدأت حياة جديدة وكونت عيلة ومبقتش في حساباتها فطبيعي مشاعرها ناحيتك تتغير
“بس أنا أعرفها قبله، أنا حبيبها الأول”.
“وهو أغناها عنك ثم لو جينا نقارن فعمر أكيد هيكسب”.
بصلي بملامح نقم فتابعت: انت بتسألني وبجاوبك بصراحة، عمر ديما كان بيفهم عليها بيقدر لحظات غضبها وانفعالاتها, قرارتها المتسرعة، بيعرف امتى يتكلم معها وامتى يسكت مظنش دي كلها مقومات بتتمتع بها حتى، انت مخيف أكتر من كونك إنسان بشكل عام”.
بملامح انزعاج بصلي وقام من مكانه، بصتله باستغراب: رايح فين؟
“في داهية”.
“هترجع منها ولا…”
بصلي بنقم ومشي بس كنت عارف انه جاي تاني علشان كان سايب تلفونه على التربيزة علشان كدا استنيته ببص من الشباك لحد ما فجأة لاحظت حاجة غريبة في حديقة الفندق، خرجت منه علشان اتأكد، هو ولا مش هو فضلت في حيرة من أمري بجري ناحيته لحد ما مسكته من كتفه بقول بلهفة: بابا؟!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى