روايات

رواية لن تجدني الفصل الثاني 2 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الفصل الثاني 2 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الجزء الثاني

رواية لن تجدني البارت الثاني

رواية لن تجدني الحلقة الثانية

_مروان!
_نعم يا ماما
_تعالى يا ابني عايزاك
بخطوات بطيئة متثاقلة سار نحو أمه اللي قاعده ف الصالون ، قعد جنبها وهو منتظرها تبدأ تتكلم وهو عارف أنها هتحكي في نفس الموضوع ..بأدب سألها
_خير يا ماما؟
_عايزين نشتري حاجات لرمضان وعايزاك تنزل تجبهم
_وانا ليه؟ مهو كريم قاعد و أكرم جاى كمان شوية من الدرس خليه ينزل
_عشان أنا عايزاك تجبهم
تنهد وبضيق
_حاضر..عايزاني اجبهم امتى؟

 

 

_مرات عمك كانت بتقولي ان حنان هتنزل تجيب الحاجات المغرب….انزل معاها وجيبوا الحاجة مع بعض واهو ساعدها بدل ما تنزل لوحدها
_نعم؟
_مالك؟
_و عصام اخوها فين؟
_بيشتغل شغلانتين..هتخلص تنزل معاها وتبطل اسألتك دي ولا ايه
_حاضر
قام و دخل المطبخ وحط القهوة ع النار وهو بيشرب سيجارة بيقتل جواها غضبه،غضبه من الإلتزامات ،من الحياة المُمله ومن العادات والتقاليد!
غضبه من كونه هو الأبن الأكبر للعيلة ومن المسئولية اللي على كتافه من بعد وفاة والده ،تذكر يوم وفاة والده وكان وقتها عنده 20 سنه اليوم اللي من بعدها أصبح هو كبير العائلة ،مسئول عن قرارات وعن مصاريف وعن سلوكيات أخواته
ببطئ وبهدوء أختفت بسمته ومرحه وأصبح الهم رفيق دربه ،هم اخواته اللي لسه بيكملوا تعليم ومحتاجين مصاريف لده ، هم دراسته وأنه لازم يحقق حلمه ويتخرج من كلية عُمره “الهندسة” بتقدير امتياز زي ما بيتمني وفي نفس الوقت لازم يشتغل عشان يقدر يوفر دخل كويس يساعد بيه أسرته
سنوات مرت وهو في صراع مع الحياة ،توقعه مرة ف يقف ويقع تاني ويقف إلى أن تخرج كريم وأشتغل وخفف عنه من المسئولية شوية
وبعد مرور كل السنوات دي اكتشف انه نسى يتجوز! نسى يكون عنده شريكة حياة تطبطب على كتفه وتحثه ع الإستمرار ،رفيقة تكون أحن على قلبه منه ورغم إحتياجه لوجودها إلا أنه مكنش بيدور عليها…كان مؤمن أنها هتظهر لوحدها ومن وسط جميع السيدات هتخطف هي قلبه وتُعيد لهُ الحياة♥️
وفي عيد ميلاده الـ٣٥ وهو قاعد مع صحابه على كافيه وكانوا عاملين له احتفال صغير على حسابه!
دخلت بنت زي القمر ، ابتسامتها رقيقة وعيونها واسعة وبُنيه بتلمع! ومشيتها خفيفه وكأنها طايرة على الأرض وزي ما بيقولوا في السينما كانت أميرة بجد!

 

 

_ازيك يا أستاذ عادل
ابتسملها عادل وقام يسلم عليها وهو أكبر واحد فيهم عنده ٤٩ سنه ،كانت لطيفه ورقيقة بالمعني الحرفي، اتسحر مروان أول ما شافها وبعد ما سلمت علي عادل ومشيت
_مين دي يا عادل؟
ضحك ضحكة شرانيه شوية
_شكلك وقعت يا مروان
_اي الكلام الفاضي ده..انا بس استغربت أنك تعرف ناس حلوين كدة
_مش بقولك وقعت!
وتعالت ضحكاتهم واشتد غيظه منهم ..ولكنه تمالك نفسه واكتفى برسم تكشيرة على وشه خلتهم لوهلة يتوقفوا عن ضحكهم …رد عادل بعدها في وداعه
_دي سارة سليمان بنت المهندس سليمان الحوتى و ده كان زميلي في بداية شغلى في المنوفيه وكان بيعاملني زي اخوه الصغير بالظبط ولغاية دلوقتي لسه علاقتنا زي ما هي متقطعتش
وزي ما بيحصل ف الأفلام ،البطل وقع في غرام البطلة و مبقاش قادر يفكر في غيرها وطيفها ملاحقه ليل نهار
كان شايف فيها الحب والحضن الدافي والاستقرار وبعد فترة تأكد أنه اتخطف !
فـ كلم عادل صديقه وزميله في الشغل على اللي في قلبه وأنه عايز يتقدم وبسرعه البرق اهلوا في البيت وافقوا واتقدم وتمت الخطوبة وكانت بالظبط زي ما اتخيلها وعلى مقاسه بالظبط ، عاش معاها كل شيء ، كانت سارة أول حب حقيقي في حياته، اول واحدة يقربها منه القرب ده وكانت هي له الأمان والمأوى والحضن الدافئ وبعد سنتين ربنا جمعهم في بيت واحد ومن هنا بدأت قصه حبهم تنمو وتزداد ثم تنكمش شوية شوية
مرت ذكريات على قلبه فأعتصرته!
كان في الشغل وبحكم طبيعة عمله كمهندس ف الموقع اللي كان فيه مكنش فيه شبكة وبعد ما خلص شغله و قدر أنه يبقى في مكان فيه شبكة أكتشف أن سارة اتصلت بيه كتير ..اتصل بيها مردتش وبسرعة البرق كان وصل البيت وأول ما دخل صعقته المفاجأة

 

 

كانت سارة واقعة عند باب الشقة وبتنزف …شالها وخدها على اقرب مستشفي وهو بيصرخ زي المجنون انها متسبوش وبعد فترة من دخولها المستشفى ..خرج الدكتور وبين قسمات وشه ظهر البِشر
_الحمد لله قدرنا ننقذ المدام والجنين
_جنين؟
_المدام حامل تقريباً في شهرين ومن الواضح انها مكانتش تعرف وعشان كدة حصل النزيف ده لما بذلت مجهود في وقت المفروض انها ترتاح فيه
_طب..طب هي كويسه دلوقتي ي دكتور!!
_متقلقش النزيف وقف وكمان شوية تقدر تدخل تشوفها وتطمن عليها….عن اذنك
كان احساس مختلط بين الفرحة والشعور بالذنب ….دخل الاوضة بعد ساعتين وكانت هي تنظر له بعيونها الواسعة البيضاء وبتسبح فيهم دائرتين بُنيتين..ابتسمت في وَهن
_متقلقش…انا كويسة
اقترب منها وأمسك بإيدها بحنان وقَبل رأسها ونظر لعيونها الجميلة
_انا آسف… أنا..
_اشششش متكملش ،انا كويسة
_بس كان ممكن تضيعي مني ،بعد الشر
_ده قدر…
_احكيلي طيب ايه اللي حصل
_كنت واقفة بطبخ وحسيت بتعب بسيط وبدوخه ف اتصلت بيك اكتر من مرة عشان تطمني وبعدها منغير ما احس اغمى عليا
قبل ايديها والخوف في عيونه ولسانه بيرد
_حمدالله على سلامتك،شدي حيلك بقا عشان تجبيلي بنوته امورة زيك
“اتسعت عيونها من المفاجأة”
_هتبقى أحلى ماما في الدنيا يا حبيبتي
ضحكت بضعف ونزلت دموعها على خديها ولسانها بيرد “الحمدلله،الحمدلله يارب”

 

 

بعد شهور نورت بيتهم فراشة جميلة غيرت مجري حياتهم بشقاوتها وبعيونها الواسعتين البُنيتين وضحكتها اللي شبه ضحكة ابوها ،كانت “سيلا” ثمرت الحب الكبير بين أهلها وبمجيئها السعادة ملئت دُنياهم ولكن بسرعه السعادة دي بدأت تختفي شوية شوية وبدأ الحزن يزحف نحو بيتهم
_مين الهانم دي اللي عندك ع الفيس وبتعملها لاڤ على كل صورها وهي مش سايبه بوست إلا وعامله فيه كومنت
_ده أنتِ متابعة بقا
_مروان! مبهزرش
_عايزة اي !
_سألتك سؤال وعايزة اجابه عليه
_اي يا سارة ..من امتى عقلك صغير كدة!
_انت كمان بتغلط! لأ خلى بالك من كلامك يا محترم!
_انتِ بتتكلمي كدة ليه!! اتعدلي احسن ما اعدلك انا ….اوعى كدة
الحب قوته في مشاكله ،الحب عمره ما كان باللحظات السعيدة بل هو بلحظات الألم اللي بتمر علي قلوبنا وتحطمها ولكن مع ذلك بيبقى عندنا القدرة أننا نحب ونعفو عنهم ونعطيهم كل جميل جوانا
الحب الحقيقي هو اللي بيعبر كل الأزمات ويفضل ثابت زي ما هو ميتغيرش بل أحياناً بيزيد مع كل مشكلة
توالت المشاكل وبدأ الحب يقل والخذلان يغزو قلبيهما ..كل واحد منتظر من التاني رد فعل يطيب خاطره ويجبر قلبه ولكن مكنش فيه حد فيهم عنده استعداد يجازف عشان التاني او يمنح التاني اكتر من اللي منحه إياه وهكذا في يوم كان العالم صامت به …جلس مروان و سارة في الصالة وكل واحد منهم يحمل بداخله عتاب وحسرة وخذلان كل واحد فيهم يبكي ع الحب الضائع والكأس المسكوب بأكمله
_تفتكر كدة احسن
رد والحسرة باينه في صوته
_عشان منتعبش بعض وعشان نحافظ على الحب اللي باقى في قلوبنا
ردت وكأنها بتحاول تداوي قلبها وقلبه
_وعشان سيلا
أكد على كلامها

 

 

_ايوة ايوة…بلاش نظلمها معانا وتطلع في بيت كله مشاكل …هتبقى معاكي وانا هاجي كل اجازة اشوفها وافسحها
صمت فترة طويلة وبعدها نظر لـ سارة بتأثر
_اكيد مش هتخليها تكرهني!
نزلت دمعة من عيونها وبنبرة صوت مرتعشة
_اخص عليك…هكرها في باباها؟ ،هقولها انك حنين وبتحبها
أبتسم وقام وقعد جنبها ومسك أيدها وقال آخر شيء يمكن للمرء أنه يتوقعه
_بحبك
انزلقت الدموع من عيونها
_وانا بحبك وهفضل أحبك… أنت مش بس باباها لسيلا… انت بابايا انا كمان!
وفي لحظة ذاب كل واحد منهم في الآخر وتوقف الزمن عند اللحظة دي
أستفاق مروان على صوت والدته
_مروان!! يبني القهوة اللي ف الكنكه اتبخرت واتحرقت كمان..سرحان في ايه كل ده
نظر لأمه وهو شارد وهي بتطفي النار وبتشيل الكنكه بقماشه وبتحطها على الحوض وأنتبه لوجود ألم بين أصابعه ف بص ولقى أن السيجارة كمان حرقت أيده
رماها وفي باله جي خاطر لو أن الإنسان يقدر يرمي كل شيء بيحرق قلبه زي ما هو رمى السيجارة بسهولة كدة
نزل اتمشي في الشارع وتاه وسط زحمة الناس …الإنسان لما بيفقد اكتر شيء بيدور عليه بيبقي ضعيف ،غير قادر على انه يرمم ذاته او إنه يتقبل خسارته!
تاه و تاه وكان حابب توهانه ،حابب الفراغ اللي حاسس بيه لأنه بيهرب من مشاعره السيئة والأذي النفسي اللي خرج بيه من علاقته الفاشلة مع سارة
هو اللي عمره ما عاش حياته إلا بحساب لكل شيء،هو اللي معرفش معني إرتجال الحياة وعيش اللحظات السعيدة …بل لازم ولا بد التخطيط لكل شيء
اكتشف إنه افتقد العفوية في حياته ،الحرية …
غابت الشمس وهو ينظر لها بقلب حزين ،ولكن لما بتغيب الشمس بيبدأ بعدها يوم جديد تشرق به بقوة وهكذا تمنى لو أن الله يشرق الشمس على قلبه من جديد
_حنان؟

 

 

_اهلاً يا مروان
_ايه بتعملي اي هنا؟
_كنت بشتري طلبات للبيت عشان رمضان وكدة..كل سنه وانت طيب
_وانتِ طيبة …خلصتي ؟
_آه باقي بس كام حاجة هشتريهم في طريقي
خد منها بعض من الأكياس اللي بين ايديها واتمشوا لحد ما وصلوا قدام عمارتهم و ده لأنهم جيران
_تصبح على خير
قالتها حنان بصوتها الدافئ الخجول فـ رد عليها بحماس وكأنه حابب يتكلم معاها اكتر
_وإنتِ بخير…بس بقالكم فترة مجيتوش قعدتوا عندنا ..ده حتى النبي وصى على سابع جار
_عليه الصلاة والسلام…هشوف ماما وهننزل عندكم
رنت جرس باب بيتهم بحركة عنيفه او بها شيء من التوتر مقدرش يميز ده ،،فتحت والدتها الباب وسلمت على مروان بـ تِرحاب …ناولهم الشنط و نزل بيتهم في الدور اللي تحت بيت عمه علطول
جواه شيء مكنش بيفهمه في حنان .. مكنش فاهم عدم رغبتها في إنها تتكلم معاه…رغم انها بتتكلم مع كريم واكرم اخواته بتلقائية وواخده عليهم، توترها ولغبطتها …كان بين مصدق ومكذب للي بيحسه وبيشوفه منها من تصرفات ولكنه تجاهل كل شيء

 

 

وقبل ما يدخل المفتاح ف الباب سمع صوت اخته. عبير بتتكلم في الفون
_خلاص بعد الكلية نتقابل…بس شوف اي كافيه بعيد شوية عن الناس..احسن حد يشوفني!
فتح الباب وبص لأخته بعيون ناريه واللي كانت قاعدة في الصالة ونظرت له في ذهول وهي حاطه الفون على ودنها والصدمة اسكتت لسانها

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!