روايات

رواية سفير العبث الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الجزء الحادي والأربعون

رواية سفير العبث البارت الحادي والأربعون

رواية سفير العبث الحلقة الحادية والأربعون

° التنهيدة الواحدة والأربعون °
|أحيانًا لا يق_تُلك السُم، بل عشقك الطاغي لأحدهُم.. الذي يجعلك بتلك الهشاشة القلبية، تتشبث بمن يُخبرك أنك جميل اليوم! |
#بقلمي
* داخل مكتب رهف
مدت رهف كف إيدها على صدره عشان توقف قُربه منها، خبطت بكعب جزمتها ثلاث مرات ورا بعض على الأرض وهي بتتعمد تداري الحسنة بشعرها.. لفت وقعدت على مكتبها وهي بتقول برسمية: خير يا سيد عاصم؟
أخد عاصم نفسُه وقعد قُدامها على المكتب وقال: إنتي عارفة أنا جاي ليه.
خبطت بكف إيدها على المكتب وقالت بنظرة كُلها عصبية وحُزن: لا مش عارفة! إنت عاوز إيه بالظبط؟ عاوز تتجوز واحدة وتتسلى مع واحدة.. هل مظهري وستايل حياتي يوحي لك ب كدا؟
عاصم بهدوء: إطلاقًا يا مودموزيل رهف، لكن قلبي اللي بيعمل فيا كدا
رهف بعصبية وفقدان سيطرة: اللهي يوقف يا بعيد قلبك دا!
عقد عاصم حاحبيه وقال: للدرجادي؟

 

 

قلبها وجعها من الدعوة ف غرزت صوابع إيديها في فروة راسها وهي بترجع ظهرها لورا وبتاخُد نفس، بعد ما عملت كدا إتعدلت في قعدتها وقالت: أنا مشغولة جدًا يا سيد عاصم ف لو عندك شيء مُهم تقوله ياريت تقوله وتتفضل عشان تدي مساحة لغيرك من..
قاطعها عاصم وقال: أنا مش عايز يكون في حياتك مساحة لأي حد غيري!
وشها مكانش عليه أي ريأكشن لمُدة خمس ثواني، بعدها طلعت ضحكة سُخرية صغيرة وقالت: بس إنت يبقى في حياتك عادي؟ يعني عاوزني أقدر غيرتك وطبيعة تملُكك ومغيرش ولا أفتح بوقي؟
عاصم إبتسامة بدأت تشُق طريقها على شفايفُه وقال: يعني بتغيري عليا؟
رهف بنبرة ألم: سؤال تافه أوي بالنسبة لكُل اللي عيشناه سوا، مش كدا؟
غمض عينُه عشان يجمع في عقله الكلام بعدها قال: يا رهف صعب أوي أخسر ثقة أهلي فيا لإن شايل إسم العيلة كُله على عاتقي، والشُغل.. وإنتي عارفة إن أخويا أد إيه مُستهتر.
لوت رهف بوزها بسُخرية زي الأطفال وقالت: يا حرام، مسكين على عاتقك مسؤولية كبيرة بالفعل
ميل راسه وهو بيبُصلها بنظرة غير مفهومة وقال بدون مُقدمات: إني أسيبك ويتكتب إسمي جنب إسم واحدة تانية غيرك… دي تضحية كبيرة أوي بقلبي اللي إتعلق بيكي من يوم ما شافك.
رهف بجدية قاسية: مش مُشكلتي مشاعرك طالما بتدفن مشاعري بإنك خافيني عن الكُل! من فضلك إخرُج من مكتبي ومتتعرضليش تاني لا إلا هفضحك قُدام الصحافة.. أنا مش بنت بضفيرتين عشان تقبل تكون عشيقة إبن العائلة الثرية اللي مُضطر يتجوز بنت الباشا عشان مصالح العائلة.. إسلوب أفلام وروايات ركيك أوي
خرج عاصم من مكتبها والغضب مُتملكُه.. إنهارت هي على كُرسي مكتبها وهي حاطة إيدها على قلبها وبتعيط وبتشهق!
* في منزل الغُريبي
قعدت والدة مياسة جنبها بعد ما جت تزورها وهي بتطبطب عىى رجلها وبتقول: طب أنا ذنبي إيه يابنتي مش أنا كُنت دايمًا واقفة معاكي؟ متسأليش عني وتقاطعيني زي أبوكي ينفع كدا!
مياسة وهي بتهز رجلها: ذنبك يا ماما إنك وافقتيه على كُل قراراتُه الغلط اللي تخُص حياتي ومعترضتيش عليها! ذنبك إنكُم مُصممين تجبروا الواحد على حجات مش عاوزها في مُقابل إنكُم تقوموا بدور الأم والأب كويس! أنا إكتفيت من دا وقررت أعيش حياتي اللي نفسي فيها مع الإنسان اللي بحبُه، ياريت تخليكُم بمسافة بعيدة عني عشان أقدر ألحق اللي ضاع من عُمري بقى
والدة مياسة بحُزن: تقطعي صِلة رحمك بيا؟ دي أخرتها.
كتفت مياسة إيديها وقالت ببرود: مقطعتش صلة رحمي بيكي.. والدليل إنك قاعدة جنبي وحضرتي تجهيزات خطوبتي.
والدتها خدت نفس عميق وقالت مُحاولة تغير الموضوع: بمُناسبة خطوبتك.. فين عيسى؟
مياسة وهي بتلعب في شعرها: سافر يومين مع أصحابُه في أجازة
والدتها بصدمة: وهي حبكت دلوقتي؟ وسط تحضيرات الخطوبة!
مياسة: الجو مكهرب شوية بيني وبينه ف هو حب يفصل الوضع دا عشان الأمور متتعقدش، وأنا كمان ورايا حجات عاوزة أعملها قبل الخطوبة ف أجلناها يومين كمان .
والدتها بقلق: ربنا يا بنتي يتمملك على خير، ويعوضك يارب.

 

 

* داخل مكتب ليث الصفتي
ليث بجدية لمنال: معايا ولا لا؟
منال بتفكير وهي بتحُط فنجان القهوة بتاعها: دا ريسك يا ليث كبير على شُغلنا، احنا لا معانا إذن نيابة ولا دليل ضدهُم غير البنت اللي جت حكتلك إنها شافت.. وكمان مصورتش ولا قالت رقم العربية!
خبط ليث بكف إيده على المكتب بحماس وقال: بس أنا واثق إن عندها حق، أنا مش مرتاحلُهم من ساعة اللي حصل في المينا.. لا وفوق كدا معانا شاهد قهوة الشُعراء.
منال بإبتسامة غريبة: تراهني إنك مش هتلاقي الشاهد دا لو روحت تاني؟
ليث وشه بهت وقال: تفتكري مُراقبتهم واصلة للدرجة دي؟ معتقدش
منال: مش كُل المُجرمين اللي هتتعامل معاهُم هيقدمولك أدلة على طبق من دهب.. ولو حصل هيعرفوا يفلتوا منها، خاصة لو بذكاء أشخاص زي اللي إنت بتتكلم عليهُم.
ليث رجع ظهره لورا وقال: لازم ناخُد الريسك يا منال.. لو معايا عرفيني لا إلا هطلع لوحدي
فكرت منال شوية بعدها قالت: تصدق.. هاخده معاك، إشمعنا إحنا اللي نلتزم أوي بشروط القوانين وهُما لا، دا سيادة اللواء بجلالة قدره كان سبب في إني أقدم إستقالتي.. هنروحلهم بيوتهم؟
ليث بإبتسامة: جالي خبر من ظابط حبيبي في كمين الساحل إنهم عدوا من تحت إيده.. هنروحلهم هناك.
منال: حلو الكلام، هبلغ أختي بقى عشان نبقى في الشُغلانة دي براحتنا
ليث بجدية: وأنا هتصل على المدام بتاعتي أتطمن عليها وعلى الأولاد.. ونتحرك.
* داخل مكتب رهف عبد السلام
خرج أحد ااموكلين من مكتبها، وبعده دخل شوقي محمد موكلها وهو بيقلع نظارتُه وبيقول: مُحاميتي الجميلة عاملة إيه؟
تجاهلت رهف الغزل الصريح في كلامُه وقامت وقفت وهي بتقلع نظارة النظر بتاعتها وبتقول بإبتسامة بعد ما مدت إيديها عشان تسلم عليه: أستاذ شوقي أهلًا وسهلًا.. إتفضل أقعُد.
شوقي وهو بيقعُد قال: في الحقيقة كُل ما يقرب ميعاد المُحاكمة في القضية بتاعتي بخاف.. بس برجع أفتكر إن معايا مُحامية في شطارتك ف بطمن.
شبكت رهف صوابع إيديها على المكتب قُدامها وهي مُبتسمة وبتقول: بالفعل متقلقش، قضيتك سهلة ومحامي أصغر مني كان يقدر يحلهالك كمان
شوقي بنبرة غريبة: بس أنا عاوزك إنتي.
وشها بهت ف عدل شوقي جُملته وقال: ك مُحامية يعني لا متقارنيش نفسك بغيرك، إحم.. في الحقيقة مش جاي عشان القضية أنا جاي ليكي لسبب تاني
رفعت راسها وبصتلُه بإهتمام وهي بتقول: تحت أمرك أكيد.
شوقي بهدوء: الأمر لله طبعًا، يعني فرح صديقي قرب وحضروا كروت الدعوات.. ووزعوها بالميعاد خلاص ف حابب تيجي معايا تحضريه.
بلعت رهف ريقها وهي بتضغط بضوافر إيديها على كف إيديها التانية عشان متعيطش وقالت بإبتسامة مُرتجفة: صاحب حضرتك مين؟
شوقي بتركيز في ملامحها: عاصم التُركي.. وريث تركة مرسيدس..
عضت رهف على شفتها اللي تحت وهي بتحرك راسها بنعومة وقالت: للأسف أنا الأفراح وحضورها مش ستايلي أوي، بكتفي بعمل الواجب دا لو الشخص مُقرب مني.. متزعلش مني يا عاصم بيه.
كشر شوقي بعدها إبتسم إبتسامة مُجاملة وقال: أنا شوقي مش عاصم.. بس مش مُسكلة أتمنى تغيري رأيك في يوم.. لإنه هيبقى فرح ملكي مش زي أي فرح يعني، وهتبسط لو بلغتيني ب دا قُريب
رهف بصوت هادي مُتماسك: ربنا يسهل إن شاء الله

 

 

قام شوقي وقف ولبس نظارتُه تاني، مد إيدُه ناحية رهف ف مدت إيديها عشان تسلم.. قلب إيديها وباس ظهر كفها وهو بيقول: هستأذنك عشان ورايا شُغل، لكن لو إحتاجتيني في أي شيء معاكي رقمي.. في أي وقت وبدون تردُد كلميني
رهف بضحكة مُصطنعة: هههه أكيد طبعًا.
خرج شوقي من المكتب وإتأكدت رهف إنه مشي تمامًا ف إنهارت على كُرسيها وهي حاطة راسها على المكتب وبتعيط بهستيريا.
دخلت منال المكتب عشان تبلغها بسفرها اللي تبع الشُغل لقتها في حالة يُرثى لها وصوتها طالع من العياط
جريت منال ناحيتها وهي بترفع راسها عن المكتب وبتشيل شعرهاوعن وشها وبتمسح الدموع اللي بهدلته وقالت بقلق: في إيه؟؟ حد زعلك!! خسرتي قضية؟
شهقت رهف وهي بتاخُد نفسها من العياط وقالت: خسرت أهم قضية، هيتجوز خلاص
منال بإستغراب: هو مين؟ في حد في حياتك ومش قيلالي طيب!
رهف بتعب نفسي شديد: سيبيني يا منال عشان خاطري، روحي البيت وهحصلك.
منال بإنفعال: لا طبعًا إنتي عبيطة؟؟ أسيبك في الحالة دي وكمان تحصليني يعني تسوقي كدا عشان تروحي فيها! قومي إقفلي مكتبك دا عشان هنروح سوا.. يلا يا بنتي
سندت منال أختها رهف وقامت معاها وهي مش شايفة قُدامها من العياط.. بدأت رهف تحاول تتوازن وهي بتوقف وخرجت المُفتاح بتاع المكتب من شنطتها وقفلت المكتب بيه لأنها كانت لوحدها
خرجت مع منال وركبت العربية وأتجهوا ناحية البيت.. وكُل واحدة جواها كلام عاوزة تقوله للتانية
* داخل أحد المنازل البعيدة
دخل عيسى مروة جوة، في علوية المنزل.. الشباك في السقف كان. مدخل شُعاع شمس واسع مُنتشر على أرضية العلوية.. وصوت الحمام الواقف كان مزود قلقها.
كان في سرير نحاسي صغير على الجنب في الجُزء المُظلم
تشبثت مروة بالكُرسي بتاعها وهي بتتنفس بسُرعة بقلق ومش شايفة ملامح عيسى من الشمس اللي بدأت تغيب
سمعت صوت همهمة أنوثية جاية من على السرير.
ضيقت عينيها وهي بتبُص تشوف مين قاعد.. لقت بنت بتسرح شعرها الأشقر بفُرشاة شعر لونها أبيض
وقفت همهمة وهي بتبُص بعينيها اللي مليانة هالات سودا وشافت مروة
ضحكت ضحكة مُتقطعة وهي شايفة عيسى بيمشي وبيسيبها
قالت نانسي: إنتِ ضحيتهُم الجديدة؟
برقت مروة برُعب وهي بتقول: ض.. ضحية مين؟
نانسي وهي باصة لشباك السقف قالت: ضحية الحُب، ضحكوا عليكي عشان مصالحهُم.. ورموكي؟
مروة بدأت إيديها تترعش وقالت: هُما وحشين للدرجادي؟
نانسي بفقدان عقل: تؤ تؤ! الدُنيا هي اللي وحشة.. الوحدة وقلة الحُب بتخلي كتير يستغلوكي.. البنت اللي تعيش من غير أم تشوف القسى أشكال وألوان.. عشان كدا أنا سقطت.. بووف نزل دم بين رجليا
برقت مروة وقالت: إنتي كُنتِ حامل؟؟

 

 

نانسي ميلت راسها على جنب وقالت: كُنت، بس بعتُه لمامي في الجنة.. الدنيا هنا وحشة أوي يا إسمك إيه، إنتي حامل؟
مروة حركت راسها يمين وشمال وقربت بالكُرسي المُتحرك فوق الأرضية بتاعة العلوية الخشبية.. وقف قُدام سرير نانسي بالكُرسي وهي بتقول: نُخرج من هنا إزاي؟ أنا لازم أعتمد عليكي! أنا مشلولة مقدرش أقف على رجلي حتى.. أعمل إيه؟
بصتلها نانسي بوشها الشاحب الباهت وقالت: تتعودي على هنا.. اللي بيدخُل جُحر العقرب مبيخرُجش.. هُما سابونا ومش هيسألوا فينا تاني
مروة مسحت دموعها وقالت: لا.. أهلي مش هيسكتوا، زمانهُم بلغوا البوليس أصلًا!
بصتلها نانسي وقالت: دي سلسلة طويلة أوي وقديمة.. بتبتدي وبتخلص بتوبة.. مش هتتحل غير لو القانون أخد مجراه
مروة بأمل: إنتي عاقلة أهو!! كلامك يدُل على كدا.. خرجيني بقى
سكتت نانسي وبعدين بصت قُدامها من غير ما ترُد على مروة.. وكملت تسريح في شعرها.
* داخل فُندق الساحل
والدة مروة: لا لا كدا في حاجة غلط!! البنت مرجعتش لحد دلوقتي!! إزاي عينيكُم تغفل عنها!
أختها: كُنا بنرقُص وسايبينها تشرب حاجة.. طب نعمل إيه نبلغ البوليس؟
والدها بحزم: إوعوا حد يعمل كدا!!
مراتُه: يعني إيه؟؟ إفرض حد خطفها وعمل فيها حاجة!
والد مروة: ما عشان كدا بقول إوعوا حد يتصل بالبوليس.. لو فعلًا مخطوفة هيكلمونا يطلبوا فدية فلوس أو شيء، لكن لو بلغنا البوليس في إحتمال كبير أوي يأذوها
مراتُه: لا إنت إتجننت رسمي.. الأفلام القديمة أثرت على دماغك، أنا بنتي مش هقدر اقعد أستنى ببرود زيك.. عاوزة بنتي في حُضني عشان أرتاح
والد مروة: أنا خايف عليها أكتر منك! عشان كدا مش عاوز أجازف وأبلغ.. ربنا يستُرها معانا يارب يكلمونا يارب
« بعد مرور يومين»
*منزل الغُريبي
والدة عيسى وهي قاعدة بتفرد الهدوم اللي عيسى جبهالها على السرير عشان خطوبته: ما ليه ست تيجي وتحطلي مكياج، دا هو روج ولون فوق العين وخلاص.. بعدين أنا ست كبيرة مش عاوزة أطلع زي الأراجوز
نزل عيسى راسُه وقال: أراجوز إيه بس إنتي زي القمر وكُل الأمهات في فرح ولادهُم بيعملوا كدا.. ملكيش دعوة بس جهزي نفسك عشان هي جيالك.. كدا كدا هتعمل لمياسة.
دخل يوسف فجأة الأوضة وهو بيطبل على الباب وبيقول: جبت الجاتوه خلااص
عيسى: من لابوار زي ما قولتلك؟ أقل من لابوار مش عاوز.
يوسف: على فكرة لابوار راحت عليه يابني بقى فيه مونجيني وساليه سوكريه إنت مش عايش معانا شكلك
عيسى بتكشيرة: مبحبش السُكريات، بتجزع نفسي.. الحج بدلته جهزت؟
يوسف وهو بيتاوب: والله هي جاهزة بس بيقولك مش عاوز يلبسها
عيسى بصدمة: ليه؟ لو مش عجباه نغيرها بس أنا جايبله أحسن حاجة. غالية بس متغلاش عليه
دخل الغُريبي وهو ماسك كوباية شاي وقال: أنا بقول خلي البدلة دي لفرحك.. أنا هلبس جلابية إنهاردة عشان حاسس هرتاح فيها
عيسى بإبتسامة: خلاص فُل لو هيريحك مفيش مشاكل، جهز الكراسي يا يوسف عشان صُحابي جايين وخليك واقف تحت عشان تخليهُم يركنوا في الساحة لإن كُل واحد هييجي بعربيتُه
يوسف: أنا نازل أهو، حد فيهم متجوز؟ لو كدا الستات أخليهُم تحت!
عيسى: لا لا.. طلعهُم لمياسة هنا عشان ياخدوا بالهُم منها ويكونوا جنبها
يوسف: وهدخلها نيللي كمان
بصتله والدتُه بضحكة وبصله عيسى بنظرة ذلت معنى ف لعب يوسف في شعرُه وقال: هبقى مشغول يعني محدش هيقعُد معاها.. عيب

 

 

والدته ضحكت وهي بتحُط راسها على كتف عيسى وبتقول: شايف، أهي دي سلفة مياسة المُستقبلية
عيسى بهتت إبتسامتُه وهو بيقول: إيه الريحة دي؟
والدته بإبتسامة: حلوة؟ دا المحشي على النار
لف عيسى وبصلها بصدمة وهو بيقول: محشي إيه يا ماما بتعملي أكل ليه ما أنا جايب من برا!
والدتُه بعتاب: وليه تكلف نفسك كُل التكاليف دي! ما أنا عاملة محاشي ومكرونات وسلطات ولحوم والله ما أخدوا مني وقت.. بقيت أطلع خزين الشهر وأعمل هو أنا هستخسر في إبني يعني يا سلام!
عيسى: مياسة ساعدتك طيب؟
والدتُه وهي بتلم الحاجة اللي على السرير قالت: تساعدني في إيه دي عروسة المفروض تنام ترتاح عشان بشرتها تبقى صافية للخطوبة.. إنتوا فرحكُم بعد ست أيام يابني يعني لازم نريحها
عيسى بضيق: يعني تعبتي نفسك وجيتي على صحتك عشان اليوم.. أنا كدا متضايق، وبعدين خزين شهر أيه اللي خرجتيه؟؟ تخلص الخطوبة بس وهملالك الثلاجة دي بكُل اللي تحبيه
والدتُه بدُعاء ليه: ربنا يخليك ليا ومتحرمش منك أبدًا، يلا روح إجهز عشان خطوبتك.
سمع العقرب كلاكسات ف بص من الشباك لقى عربية عزيز.. إبتسم وهو باصص عليه وقال: أهو القائد وصل.. عُقبال الباقي
* داخل منزل نوح
كان بيغير هدومه ومعدي من طُرقة الأوض عشان يخبط على أوضة رفيف ويقولها جهزت ولا لسه عشان يروحوا الخطوبة سوا
لسه بيمد إيده عشان يخبط على الباب سمع صوتها من جوة بتقول بإنفعال: ما خلاص بقى! كُل دي إتصالات؟؟ معملتش حاجة ومش هعمل.. وأنا ذنبي إيه هو أنا اللي عملتلك كدا! يا سلااام أروح أقوله معلش أصل كُنت بضحك عليك وخطيبي القديم متفق معايا أساسًا إني أدخُل بيتك عن طريق إنه يضربني وأتلزق فيك عشان فلوسك؟؟ إنت أتجننت!
رجع نوح لورا وهو بيسند على الحيطة وفاتح بوقه على الأخر مش مصدق إن رفيف تعمل كدا! يعني مبتحبهوش وأتفقت مع خطيبها يضربها قدامه عشان يجروا رجله! طب ما هو اللي شافها الأول؟ إزاي جت الخطة دي في دماغهُم!! يعني هل عمرو لاحظ إعجاب نوح بيها ف قرر يعمل الخطة دي عشان عرف إنه غني؟؟ طب عرف إزاي!! ونوح أكتر شخص بياخُد إحتياطاتُه!
مليون سؤال في دماغُه أتقطعوا أول لما رفيف فتحت الباب.. إبتسامتها المُصطنعة بهتت لما شافت توهانُه وهي بتقول ببراءة: مالك يا نوح؟ حصل حاجة!
بصلها في عينيها كويس لكن كانت نظرتُه مُختلفة عن كُل مرة
فات وقت طويل وهي بتبلع ريقها قلق وهو بيتنفس من بوقه كإنه هيتخنق.. ولما نطق قال: ليه؟ أما عقله:( كُنت أعتقد أن القلب يرفُ لكِ.. يرفُ برؤيتك، لذا أسميتك يا من يرفُ القلب لها.. لم أكُن أعلم أن قلبي كان كُرة صغيرة بين يديكِ، لعبتِ به بأصابعك حتى فقد الحياة! )
رفيف عينيها جمعت دموع من مفيش وقالت بصوت مُرتجف: ل ليه إيه؟
نوح بألم لإنه أول مرة يثق في حد بعد أمه وحصله كدا: ليه لما طعنتيني بالسك_ينة مم_وتش.. لكن لما طعنتيني بخيانتك. حاسس إني خلاص؟
رفيف دموعها نزلت وهي بتقول: أستنى أنا هفهمك يا نوح أنا..
نوح بتأثُر وتعب قاطعها وهو بيشاور بصوباعه وقال: إنتي فارغة.. كان لازم أعرف دا.. مش عشان شكلك شبه شكل والدتي يبقى مضمونك زيها.. الفرق بينك وبينها أنها تعرضت لإفتراء أما أنتي! خونتيني ولعبتي بيا!
رفيف وهي بتحرك راسها يمين وشمال وبدأت تعيط بالفعل قالت: يا نوح دا كان في الأول لما عمرو عرف.. لما عمرو عرف إنك غني عن طريق..
قاطعها نوح وهو بيقرب منها، مد إيده ناحية رقبتها ومسك سلسلة أمه اللي لبسهالها.. وسحبها بقوة لحد ما أتقطعت من ورا وطلعت في إيده

 

 

رفيف من الألم مسكت رقبتها وهي بتترعش وبتقول: إسمعني طيب.. خليني أحكيلك ليه..
نوح وهو مغمض عينُه ومكشر: إطلعي من بيتي..
رفيف بعياط: يا نوح إفهمني أنا..
قاطعها نوح وهو بيسحبها من دراعها بقسوة وهي بتعيط.. ماسكة إيده اللي ساحبة دراعها وبتقول: عمرو هو اللي خطط لكُل دا.. لكن أنا حبيتك.
نوح وهو ساحبها على السلم: أنا فتحتلك قلبي قبل بيتي، والأتنين دول مُفتاحهُم في جُهنم.. اللي عملتيه دا لو غيرك عمله كُنت نهيتُه، بس عارفة إيه عقابك! تترمي في الشارع وتروحي ترجعي لخطيبك اللي مالوش لازمة.. ومش راجل
رفيف بتعيط وبتتألم من دراعها وهو ساحبها ف كمل نوح وقال: عارفة مش راجل ليه؟؟ أول حاجة عشان المفروض بيحبك ف ميبعكيش عشان شوية فلوس ف إنتي رخيصة أوي عشان وافقتي.. تاني حاجة عشان أنا عملتله إخ_صاء.. ف هتعيشي طول عمرك مع واحد عاجز عقيم متجوز ومخلف من غيرك وحاول يغ_تصبك يا عديمة الكرامة يا عاشقة الإهانة
رفيف بعياط: الكلام دا كله قبل كله قبل ما أعرف إنه متجوز ومخلف وقبل ما يحاول يعتدي عليا.. هو بيكلمني دلوقتي بيهددني يقولك على بدايتنا
نوح وهو بيرميها برا قال للحرس: مش عاوزة أشوفها في بيتي خالص.. فاهمين؟؟ إطلع خُد أختها من فوق بس بالراحة عشان ملهاش ذنب
رفيف بعياط في الحديقة: نوح أسمعني.. إديني فُرصة!!
دخل نوح لجوة وسابها وهي بتعيط وبيسحبها الحرس برا بيتُه
( لم يكُن خذلاني الأول.. ولا جرحي العميق الذي إنهرت بسببه وتحولت لشيطان.. لكنه كان قادرًا ببراعة.. على جعل قدماي أكثر ثُقلًا من الأيام السابقة.. ضعيفة لا تقوى على حمل جسدي)
* منزل الغُريبي
دخلت سيليا وصِبا لمياسة وبدأت سيليا تتمل تنظيف بشرة سريع لمياسة
مياسة بألم: إنتي بتعملي مناخيري بالدبوس؟
سيليا: قربي الكشاف لوشها هنا شوية يا صِبا، يا بنتي لا دبوس إيه! بشيلك البثور السودا عشان وشك ينور أكتر.. إنتي ماشاء الله جميلة بس لازم تنظيف البشرة دا كُل ما تحسي إن بشرتك محتاجة كدا
مياسة بألم: طب أااه بالراحة يا ستي
سيليا: معلش إستحملي خلينا ننجز بس قبل ما الميك أب أرتيست تيجي
صِبا وهي حاطة إيديها التانية على ظهرها قالت: ودا محتاج تتعلميه في البيت ولا حد مُتخصص يعلمهولك؟
سيليا وهي مركزة في وش مياسة: بُصي هو الأفضل طبعًا تعمليه في صالون.. بس إحنا عشان بنكسل بنجيب الأدوات للإحتياط في البيت أو لو مثلًا جايلك ضيوف أو كدا ومفيش وقت تروحي، فهماني؟
سيلا بملل وهي بتهز رجليها وهي قاعدة على السرير: مامي أنا جعانة.
سيليا بتركيز: ساندوتش ماكدونالدز في العربية، إنزلي لبابي قوليله إفتحلي العربية
دخلت والدة عيسى وهي بتقول: متخليهاش تاكُل دا إحنا عاملين أكل مش عارفين هيخلص ولا لا إنهاردة
سيليا وهي بتنضف الأدوات بالكحول: لا أصل هتفضل تزن كدا أنا عارفة بنتي.. إنزلي يا ماما لبابي قوليله
إتدحرجت سيلا من على السرير عشان صُغيرة ونزلت بالعافية وهي بتجري برا.. قفشها عيسى وشالها بإيد واحدة وهو بيقول: هو الخروج من البيت عادي كدا؟

 

 

سيلا: رايحة لبابي
عيسى بجدية: فين تذكرة الخروج؟
رفعت سيلا إيديها بمعنى معرفش ف قال عيسى: بوسة!
باسته سيلا على خده ف نزلها وقال: عارفة لو حد قالك عاوز بوسة وإديتيله؟ هق_طعك.. تقولي لا وتجري فاهمة!
سيلا: فاهمة
عيسى بإبتسامة عشان خايف عليها من وسا_خة الناس: يلا روحي لبابا.
نزلت سيلا على السلم ولقت عزيز واقف جنب أمير بيتكلموا
قربتله ف إنحنى عزيز وهو مقرب ودانُه ناحيتها ف قالت: مامي بتقولك إفتحلي العربية عشان عاوزة الساندوتش بتاعي
عزيز: أه الساندوتش، اللي رميتيه جنبك ومرضتيش تاكليه!
لوت سيلا بوزها ف قام عزيز وشالها على دراعه وراح ناحية العربية بيها
نزل عيسى وهو لابس والناس أول ما شافتُه قعدت تهلل وتباركلُه، قعد جنب أمير وقال بتساؤل: هو الرايق مجاش ليه؟
أمير إتلفت حواليه وقال: إعتذرلك وقال إنه لازم يرجع الساحل ضروري.. وبيقول بعد الخطوبة حصلوني
العقرب بصدمة: سفر تاني؟
أمير بهمس: مُضطرين.. حاول تبلغ عيلتك ب كدا عشان جه لنوح أخبار مش كويسة.. منهُم إن النقيب ليث الصفتي هيتحرك على الساحل يعني بيدور علينا
عيسى برفعة حاجب: دا حاططنا في دماغُه بقى! متقلقش هظبط الدُنيا
عدت الساعات ونزلت مياسة أخيرًا وبدأت حفلة الخطوبة
قربلها عيسى وهو بيقول: فاضلك فولت وتنوري.
إبتسمت مياسة ف ميل عليها وهو بيقول: مش دي صورتك اللي متعلقة هناك؟
بصت مياسة بسُرعة وهي بتقول: فين؟
باسها على خدها بسُرعة ف راحت ضرباه وهي بتقول: أتلم دي خطوبة لسه إتلم
عيسى: عادي كُلها ست أيام وإبقي شوفيلك جاروف يلمني.
ضحكت هي وبدأ الناس يباركلهُم
قربت نيللي من يوسف وهي بتخبطه بكتفها وبتقول: عُقبالك
يوسف وهو باصصلها من فوق لتحت: إيه دا إيه دا؟ للدرجادي بايرة ومش لاقية حد يعبرك
وشعا قلب وقالت بغيظ: إحترم نفسك يا يوسف
جت تمشي راح ساحبها وهو بيضحك وقال: لا وسعي خُلقك معايا عشان أنا واخد أوسكار أكتر واحد أبوه طردُه من البيت، بسبب تُقل دمي
نيللي بلوية بوز: يا سم
يوسف بمُغازلة: يا حلاوتك ♡
إبتسمت وجت واحدة توزع عليهُم كانزات حاجة ساقعة وهي بتزغرط
يوسف: يووه أنا كُنت عاوز الميراندا.. أصل أنا إتهريت كولا فوق.. يا بوهيمييي
نيللي: وطي صوتك يا يوسف في إيه؟
يوسف: يا بنتي هو اللي موزع الحجات دي.. يعملي إستثناء بقى
البوهيمي من وراه وهو بيحاوط رقبته بإيديه: حبيب قلبي عاوز إيه؟
يوسف: عاوز ميراندا ياعم مش هشرب كولا طول اليوم.
البوهيمي بوشوشة في ودانُه: أخوك في حاجة مضيقاه؟
بص يوسف بطرف عينُه لأخوه وبعدها قال للبوهيمي: تلاقيه عشان المنطقة وحوار أمل اللي مش ننخلص من أهله..
البوهيمي: ماهو كان في المنطقة من الصُبح يابني وبيجهز معانا، واضح في حاجة تانية شوفه لو محتاجنا في حوار
يوسف خبط على ظهر البوهيمي بعدها قال: متقلقش ياعم مفيش حاجة، إطلع بقى هاتلي الميراندا
قربت مياسة من عيسى اللي قاعد جنبها وقالت: في حاجة مضيقاك؟

 

 

مسك عيسى إيديها وضغط عليها وهو بيقول بإبتسامة: مفيش بس زعلان عشان صاحبي حصلتلُه ظروف ومجاش، إيه القمر دا ها؟
إبتسمت مياسة بخجل وهي بتقول: متزعلش لما الخطوبة تخلص كلمُه..
بصلها عيسى ومرضاش ينكد عليها، لاحظ القائد توتُر عيسى ف قرب منه وهو بيسلم عليه وبيباركلُه ومياسة بتتكلم مع مامتها اللي بتعدلها شعرها
عزيز بإبتسامة للكُل وبوشوشة لعيسى: باين عليك التوتُر والقلق.. إتعامل عادي متقلقش
عيسى بتكشيرة مُفاجئة: عشان الرايق لوحده خايف يعُك الدنيا.. عاوز أشوف بنفسي إيه اللي حصل.
عزيز: عدي الليلة بس.. وبعدها هنتحرك بالعربية كُلنا
– عند أمير وصِبا
صِبا وهي بتدي الكولا لأمير: مش هكملها لا.. بيقولوا غلط على الحمل
حطها أمير جنبُه على الأرض وهو بيبُص حواليه بعدم راحة
لاحظت صِبا كدا ف قالتلُه: في حاجة ولا إيه؟
أمير بصلها بفوقان وقال: همم؟ متاخديش في بالك متضايق من الأغاني بس
صِبا برومانسية: هما مش هيقوموا يرقصوا سلو ولا إيه؟
بصلها أمير ببرود وقال: دي خطوبة.
صِبا وهي بتبُصله بحُب حطت دراعها في دراعه ف قالت: يعني أنا لسه فاكرة فرحتك بيا في فرحنا..
أمير بقلق: ممم أكيد طبعًا.. أكيد
سحبت دراعها بضيق وقالت: هو في إيه مالك؟؟ حد ضايقك! حصل حاجة في الشُغل؟
دعك أمير عينيه وقال: معلش يا حبيبتي سامحيني، حاسس إن دماغي تعبانة إنهاردة
بصتله صِبا بقلق وقالت: أجبلك بنادول؟
طبطب على ظهرها وهو بيقول: متقلقيش.. هبقى كويس
* داخل أحد العيادات النفسية
الطبيبة: في خلايا في مُخ الس_فاح بتكون تالفة.. القشرة الأمامية من الدماغ اللي بتكون فوق العينين.. لذلك لما بيتأثر نفسيًا من شيء ما بتلاقي عيونه بترف دون سبب.. لإنها منطقة قريبة جدًا من العين.
( عيسى داخل الخطوبة عينُه اليمين رفت من الضوء ومن التوتُر)
الطبيبة النفسية: يرتبط جين MOAO بالسلوك العدواني، وهو جين شائع لدى الق_تلة السف_احين في أغلب الحالات اللي تمت دراستها، ودا بيخُص الذكور

 

 

( عزيز كانت سيليا بتسقف جنبه وقاعدة سيلا على رجلها وهو بينقل نظراتُه على امير والباقي)
الطبيبة النفسية: في بتكون أسباب نفسية، إن الشخص دا طلع كدا نتيجة عُ_نف أسري تعرض ليه في طفولته أثر على أدميته.. أو مشهد قاسي.. زي فقدان حد مُهم في حياتُه بطريقة بشعة.. بعدها مبيرجعش زي الأول
منال بتساؤل: طب وإيه اللي بيحوله قا_تل مُتسلسل في الحالة الأخيرة؟ لو بالفعل خد حقه من الشخص اللي أذى حد يهمه؟
الطبيبة: للأسف بعضهُم لما بيشوف الد_ماء للمرة الأولى.. بيحس بنشوة إنه عاوز يشوف د_ماء أكتر.. عشان كدا هتلاقي الج_رائم الوحشية زي الط_عن بالس_كين هتلاقي عدد طع_نات مهول.. مبيفوقش غير لما الشخص اللي قُدامه بيفقد الحياة تمامًا
منال بتساؤل: وهل النوعية دي تقدر تفتح بيت وتكون أسرة.. وتتوب؟
الطبيبة: قِلة قليلة تقدر تتحكم في الغريزة الد_موية اللي جواها.. لكن صدقيني اللي مبيقدرش، بيكون خطر جدًا على أي شخص يعيش معاه تحت بيت واحد. خاصة لو شخص تعرض للخذلان كذا مرة
منال بهدوء: في الحقيقة أنا ترددت كتير قبل ما أجيلك، بس حسيت إني محتاجة أعرف أكتر عن طبيعة الس_فاح اللي بيعمل الجرايم العشوائية دي.. شُكرًا لمعلوماتك ولوقتك
ودعتها الكبيبة ونزلت منال وهي بتركب عربيتها.. قررت تروح البيت تودع أختها قبل ما تسافر الساحل
* بعد الخطوبة، منزل الغُريبي
والدتُه بعصبية: يا سلام! ما إنت لسه راجع من السفر! أنا عاوزة أفهم في إيه رايح جاي مع صحابك دول مش قولت إنك بعدت عن الشُغل الوحش؟
عيسى وهو بيغير هدومه ومتجاهل زعيقهُم قال: صاحبنا حالته النفسية السيئة عشان كدا سافر قبلنا ف رايحين نتطمن عليه، غلطت أنا كدا!
والدتُه: ما الباقي رايحين.. تروح إنت ليه وفي تجهيزات فرح، كُنت أجلتُه طالما سيادتك مشغول كدا
عيسى: وأنا كُنت أعرف يعني إن نفسيتُه هتتعب؟ مش حوار يعني هشوفه ماله وأرجع
والدتُه: يابني ما تكلمُه فيديو حتى هو لازم تروح يعني.
خلص عيسى ربط حرام بنطلونه بعدها باس راس امه وقال: أه لازم، مش هتأخر وعد
الغُريبي وهو بيغير جلابيته قال بصوت عالي من أوضته: ولا تتأخر.. قال يعني رأينا يهمك
عيسى بصوت عالي: الله يسلمك يا حج
خرج من الأوضة لقى مياسة قاعدة بالفُستان وساندة راسها على إيديها اللي فيها الدبلة
قعد على رُكبه وهو بيقرب وشه من وشها ونفخ على وشها عشان يطير خُصلات شعرها الشقرا
خبطتن بحُزن وقالت: بس يا عيسى بعد إذنك.. دي مكانتش دي خطوبة دي كروتة!
عيسى بمُغازلة: وحياة عيونك الحلوة دي، لا أعوضك في الفرح وهخليهولك من سبعة الصِبح لواحدة بالليل
مياسة بلوية بوز: هصدقك حاضر
باس كتفها اللي بتين من دراع الفُستان ف وشها إحمر.. ف قال: معلش أصل مكلتش جاتوه تحت. قولت أحلي بتصبيرة حلوة
رفعت مياسة الفُستان وهي بتقول بعتاب: إتلم هاا.. ومتتأخرش في السفرية دي
عيسى بحنية: مقدرش، بحبك يا أجنبي
إتكسفت ف بعتلها بوسة في الهوا ونزل جري على السلم.

 

 

أول ما نزل ركب العربية بتاعة عزيز اللي كانت راكنة مستنياه.
عيسى وهو بيقفل باب العربية قال: معلش الجماعة عملوا معايا حوار عشان مسافر تاني.
عزيز وهو بيطفي السيجارة: زميل يعني؟
كان عيسى شعره مبلول من الشاور.. ولابس السلسة بتاعتُه على قميص إسود وبنطلون رمادي.. وأمير قاعد جنب عزيز قُدام وقال: الرايق قال الوضع ميطمنش هناك.. الباشا سبقنا ولو عرف إن البت مروة دي مش موجودة مع عيلتها هنروح في داهية
عيسى بتساؤل: إيه دا هو أهلها لسه مبلغوش؟
حرك عزيز العربية وهو باصص لعيسى في المرايا وقال: أعتقد خافوا.
بدأوا طريقهُم للساحل.. لحد ما وصلوا، وإجتمعوا بالرايق أخيرًا
عيسى بإستغراب أول ما شاف نوح: مال وشك؟ بهتان كدا ليه؟
صب نوح كوباية ويسكي وقال: إسمعوني كويس.. عشان وضعنا خطر، اللي هقولكُم عليه دلوقتي دا.. كان الحل الوحيد قُدامي.. ف متتخضوش.. وإسمعوا هنعمل إيه لإني واثق إن ليث بيه هيقلب الساحل كُله عشان يلاقينا
أمير وهو بيبل شفايفُه قال: معاه إذن نيابة؟
غمز الرايق وهو بيقول: تؤ، بس مش هيهمد.. غير لو عملتوا اللي هقولكُم عليه دلوقتي..
قربوا روسهم لبعض.. وبدأ الرايق يفهمهُم.
* صباح اليوم التالي
فتشتي المكان كويس؟
منال وهي بترجع شعرها لورا وبتحُط كف إيديها اللي ماسك السلاح قُريب من كتفها التاني: مفيش حد جوا يا ليث! مفيش غير سيجارة والعة يعني كانوا هنا ومشيوا
سند ليث بإيده على العربية لقاها لسه سُخنة ف بص لمنال بنظرة شك وقال: العربية لسه سُخنة يعني لسه جايين ممشيوش.. أصل لو مشيوا على رجليهم كُنا شوفناهم وإحنا داخلين الساحل
حطت منال السلاح في جيبها وقالت بضيق: خلاص بقى يا ليث إنت أصلًا مش معاك إذن نيابة بالقبض عليهُم ومش معاك دليل ثابت ضدهم ولا أنا ، وجودنا هنا غلط
ليث بتبريقة: وطي صوتك يا منال لا يكونوا هنا ويسمعونا وخطتنا تفشل.
بصت منال حواليها تاني وبعدها قالت بملل: مش موجودين.. يلا يلا
ركب ليث وجت منال تركب العربية لقت الرايق حاطط على رجله قُطة من فصيلة نادرة وبيملس عليها، بعد ما إتعدل من جوا صندوق عربية نُص نقل
خدت نفس بسُرعة ولفت بعينيها الناحية التانية لقت القائد مكتف إيديه وبيغمزلها
ليث بتساؤل: ما تركبي يا بنتي، شوفتي حاجة؟
بلعت منال ريقها وقالت بتكشيرة وهي شيفاهم بيظهروا واحد ورا التاني: لا، مفيش حد هنا يلا نمشي يا ليث.
ليث: طب إركبي..

 

 

ركبت منال جنبه وقفلت الباب وهي قلبها بيدُق كُل ما تفتكر كلام الدكتورة، بدأت تخيب ك شُرطية أول ما إفتكرت إن هُما بالخطورة دي! خوفًا على اختها الوحيدة رهف
ليث وهو بيكلمها: إستخدمت صفتي ك نقيب وسألت عن أساميهُم في كُل الأوتيلات ملقتش حاجة.. الشاليهات كذلك يا فاضية عشان شتا، يا إما فيها كام عيلة ملهومش علاقة بولاد اللذينة دول.
منال بوش باهت: طب إيه؟ نرجع كايرو أحسن؟
حرك ليث راسُه يمين وشمال وقال: مش هسيبهم قبل ما يوقعوا، بس تصدقي أنا بعتت عسكري لقهوة الشُعراء وطلع كلامك صح! ملقتش الواد اللي وصفهم ليا هناك، عشان. كدا إتحركت قبلك على الساحل.
منال بسرحان: مش بتخاف على عيلتك يا ليث؟
بصلها ليث بإستغراب: طبعًا بخاف عليهُم.. أكتر من روحي كمان.
منال بصتلُه وقالت: ومش خايف عشان بندور على الجماعة دول، يأذوا حبايبنا؟
ليث وشه إصفر لمُجرد تخيُل إن نرجس وولاده حصلهُم حاجة.. ف قال بهستيريا: لا لا لا.. لا مُستحيل دا أنا.. أنا.
منال بصريخ: حاسب يا ليث هتخبط..
حود ليث بالعربية ومنال بتاخُد نفسها وهي حاطة إيدها على قلبها
ليث قال: متخلنيش أخيب عن شُغلي يا منال، مراتي وولادي في حفظ الله
منال وهي بتحاول تهدا: ونعم بالله.. بس خلي بالك برضو.
ركز ليث في الطريق وقلبه بقى مخيره بين ضميره في شغله وخوفه على عيلته
* في العلوية، نانسي ومروة
مروة كانت بتعيط وهي باصة لفتحة السقف اللي ظاهر منها السحاب.. وشُعاع الشمس اللي مش جايب دفى
دخل الرايق للمكان وهو بيضغط بجزمتُه السودا على الأرضية الخشبية، ف إتقبض قلب مروة وهي ماسكة في الكُرسي وبتبُص حواليها..
قرب الرايق وهو بيمسك الكُرسي بتاعها من ورا وبيسحبها وبيقول: يلا؟
مروة بعياط: عاوز مني إيه تاني؟ كفاية بقى بجد
الرايق بقسوة: هتعملي اللي قولتلك عليه.. لا إلا هخليكي تودعي أهلك واحد واحد.. إنتي عارفة يا مروة أسهل حاجة أعملها طلقة مُسدس تخلصني منك، لكن أنا شايف إن لما حد بتحبيه يحصله حاجة من تحت راسك.. دي بتوجع أكتر
مروة حركت راسها وقالت: عاوزة أعرف هنروح فين؟
الرايق ببرود وهو ساحبها بعيد وباصص على نانسي النايمة قال: الملاهي.. في طفل هناك هنمرجحُه
مروة بعياط: قولي أعمل إيه وهعمله.. بس متأذيش عيلتي.
الرايق ببرود: هقولك في العربية.
نزل بيها لتحت وشالها من على الكرسي وقعدها على الكُرسي اللي جنبه، وحط الكُرسي بتاعها ورا بعد ما قفله.. ركب العربية وبدأ يسوق ف قالتله مروة بسُخرية: أومال فين باقي الجماعة؟
عدل المرايا الأمامية وهو باصص للطريق ورا وقال: ششش، أنا هنا اللي أتكلم مش أنتي.. إنتي تسمعي الكلام وبس.
بصت مروة قُدامها وهي بتترعش وبتمسح مناخيرها من الدموع اللي نزلت عليها
الرايق ببرود: بردانة أشغلك التكييف؟
إستغربت هي من الجُملة وقالت: نعم؟ إزاي يعني؟
الرايق وهو باصص للطريق: يعني.. يخليكي تبردي زيادة ويجيب أجلك عشان نخلص منك.
مروة ببُهتان: يسمع من بوقك ربنا، لو كُنت موتني أنا مكانتش هتبقى فارقة.. لكن عيلتي لا.
ركن الرايق عند واحد من الشاليهات وقُدامه عربية شُرطة.. نزل وخرج الكُرسي المُتحرك فتحه وحطه على الأرض، بعدها شال مروة قعدها عليه.. ركنت عربية عزيز ومعاه أمير وعيسى جوة العربية

 

 

بلع عيسى ريقُه وقال: مش متطمن
عزيز: إهدى يا عم.. كُله هيبقى تمام
قرب الرايق بكُرسي مروة ناحية الشاليه.. ساعتها ليث طلع ووراه منال.. قال ليث بصوت عالي وهو فاتح دراعاتُه: يا سلام على الجُرأة.. قضيتين في وقت واحد.. معاك أهم شاهدة لقضية المهجع، وفي نفس الوقت البنت المفقودة اللي أهلها بلغوا البوليس إنهاردة الصُبح.. معلم.
نزل عيسى من العربية بتاعة عزيز وقربلهُم وهو بيوقف جنب الرايق ومُبتسم ببرود.
ليث برفعة حاجب: دا الحبايب كلُهم هنا
غمز عيسى وقال: مرضيتش أكون قليل الذوق ومنزلش أسلم، خصوصًا إننا مش هنشوف بعض تاني.
ليث بثقة: لا بعد إنهاردة هتشوفوني كتير.
حرك الرايق رقبته يمين وشمال عشان تفُك بعدها بص لليث ببرود وقال: أووه.. نسيت أعرفك، مروة.. مراتي.
منال فتحت بوقها من الصدمة وليث عدل وشه وهو بيقول: نعم يا حبيبي؟
زاح الرايق شعر مروة على جنب وهو بيمشي صوباعه على رقبتها بمُداعبة وقال: مراتي، كتبنا الكتاب إمبارح.. بس ناقص الدُخلة.
ليث بزعيق وفقدان أعصاب: مراتك مين يالااا وإزاي من غير علم أهلها دا..
قاطعتُه مروة وقالت: ليث باشا.. أنا مش قاصر عشان أعتمد على أهلي في جواز، أنا إتجوزت على سُنة الله ورسوله بإتنين شهود ومأذون.. وهيتم الإعلان بحفلة بُكرة هنا في الساحل يعني شروط الجواز الصحيحة تمت.
ليث وهو بينقل نظرُه بينهُم قال الرايق ك ضربة أخيرة: بالمُناسبة أحب أهنيك على إختيارك لقهوة الشُعراء ك مكلن تسهر فيه، فعلًا هتتبسط.. بس بيقولوا غيروا الواد القهوجي تقريبًا؟
ليث وهو بيقرب وشه بهستيريا ناحية الرايق اللي عينه مرمشتش حتى صرخ بغيظ وقال: أااااااع.. وربنا لا ألبسك الكلبشات، هلبسكُم البدل الحمرا يا ولاد ال ****
الرايق وهو بيضحك على غضب ليث سحب الكُرسي بتاع مروة بعيد وراح ناحية عربيتُه.. وعيسى أدى التحية العسكرية بسُخرية وراح لعربية عزيز.. أما منال كانت بتسحب ليث لجوا بعد ما تأكدت إن القضية فشنك.. عشان مفيش شهود.. ولا دليل.. ولا خيط قوي يديهُم أمل! ..
* بعد مرور ساعة ونصف، داخل العلوية
مروة كانت بتعيط بهستيريا بعد مواجهة أهلها بجوازها وخذلانها ليهُم.. وإختيارها لنوح عشان تنقذهُم.

 

 

نانسي بفقدان عقل حطت المشط جنبها وقالت بصوت بريء: إنتي للدرجة دي عاوزة تُخرجي من هنا؟
مسكت مروة رقبتها بخنقة وهي بتعيط مش قادرة.
لوت نانسي بوزها بشفقة وقامت وهي بتسحب كُرسي مروة وبتقول: أنا هخرجك من هنا..
مشيت بيها جامد ف مروة بتقول برُعب وخضة: لا لا بتعملي إيه يا مجنونة سيبينيي.
كان في جُزء في العلوية خشبه مهزوز.. زقت نانسي الكُرسي جامد ف إتحرك فوق الخشب المهزوز.. كسره ونزلت مروة وقعت من فوق على تحت بالكُرسي بتاعها وهي بتصوت بهستيريا.. أول ما إرتطمت بالأرض قطعت صوت ونفس.
بصتلها نانسي من فوق وهي لاوية رقبتها بعدها مشيت بهدوء رطعت للسرير وهي بتغني بهمهمة وبتسرح شعرها تاني. ” فقدت عقلها تمامًا “

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!