روايات

رواية سفير العبث الفصل السابع والعشرون 27 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الفصل السابع والعشرون 27 بقلم روزان مصطفى

رواية سفير العبث الجزء السابع والعشرون

رواية سفير العبث البارت السابع والعشرون

رواية سفير العبث الحلقة السابعة والعشرون

° التنهيدة السابعة والعشرون °
| لا تقُل وداعًا وأنت تعلم أن تلك النهاية لا تُناسب قصتنا، نحنُ جُزء من عالم إفتراضي خلقتهُ فتاة تمقُت الفُراق والبؤس.. لا تحاول كسر تلك القاعدة.. ذلك العالم سيُعيدك من ممرات الحُزن الضيقة لباحات السعادة الواسعة |
#بقلمي
*في منزل العقرب
إتنهد العقرب وهو واقف في نُص الصالة باصص على مياسة اللي نايمة وفاتحة بوقها وفي حجرها طبق أكل.
قلع الجاكيت بتاعُه والشوز وقرب وهو بيسحب الطبق من حُضنها بالراحة وبيحُطه على الترابيزة.
مد إيدُه من ورا ضهرها وسحبها من كتفها لحد ما وقعت في حُضنه.. كشرت وهي نايمة وبتتعدل لحد ما ريحة الأكل في مناخيرها إتبدلت لبرفان عيسى ف إبتسمت وهي نايمة
سند راسُه لورا وهو باصص للتليفزيون ومياسة حاطة آيديها على صدرُه
بلع ريقُه وقال وعينيه فيها إنعكاس نور التليفزيون: أنا مسافر يا مياسة..
إبتسمت هي وإفتكرتُه بيهزر ف قالت: مسافر فين بقى
العقرب بجدية: برا مصر، لندن.
إتعدلت وهي بتبُصله بصدمه وبتفوق، إتأمل ملامحها بتركيز ومفيش أي ريأكشن على وشه ف قالت: لما جبتني من المُستشفى قولت إنك.. مش هتسيبني!
لمس خدها بصوباعه وهو بيلمس طرف شفتها وقال: صح
بصتله مستنية تبرير لتناقُض كلامُه لحد ما إتعدل وباس خدها وقال وهو بيبُص في عينيها أوي: عشان إنتي هتيجي معايا ♡
* في منزل الرايق
نام لوقت منأخر وصحي على فونه بيرن، بص بنُص عين للشاشة لقى القائد بيتصل
إتعدل وهو بيرجع شعرُه لورا ورد وقال: شوفتني فس منامك ولا إيه؟
القائد وصوت عربية ظهروا في الفون وقال: شكلك لسن صاحي، فوق كدا عشان جايلك في الطريق
نام الرايق على ظهرُه تاني وهو بيتاوب وبيقول: أنا لسه مفتحتش اللابتوب بتاعي ف معرفش أخر الأخبار، عامة هقوم أهو مستنيك..

 

 

قفل الرايق معاه الفون ودخل ياخُد شاور.. لما خلص لبس ورش برفان ونزل لتحت..
لقى هدوء تام، بس المطبخ كان فيه حركة
إتسحب بهدوء وسمع رفيف وهي بتغسل الكوبايات بتغني وتقول ” يا أنا يا أنا هرب الصيف هربت عناقيد الزيني.. وإذا ضيعني الهوا شي شيف بقلبك بتلاقيني ”
الرايق بنبرة صوت عميقة: عرفتي منين؟
إتخضت رفيف وهي بتلف وبتبُصله بخدودها الحمرا وإرتبكت وقالت: عرفت إيه؟
إتقدم خطوتين وهو بيقول بإبتسامة خفيفة: إني هلاقيكي في قلبي؟
من الكسوف ردت ببراءة وقالت: دي أغنية فيروز
عض شفته اللي تحت تلقائيًا وقال وهو مكشر: بتفهم فيروز، بتعرف تعبر
بصت رفيف للأرض وقالت بنبرة تكاد تكون مسموعة: أنا بحبها
الرايق: يا بختها! لسه صاحية؟
بصتلُه رفيف تاني وقالت: لا صحيت من بدري.. عملت فطار لأختي عشان كانت جعانة.. ولو عاوزني أحضرلك فطار أنا..
قاطعها وقال بذوق: متتعبيش نفسك.. مبحبش أكُل الصُبح أي حاجة.. بشرب قهوة بس
رفيف ببراءة: خلاص هعملك قهوة
لفت عشان تدور على الكنكة راح مقرب منها من ورا وهمس عند ودنها وقال: لو طلعت من غير وش تبقى فال وحش
جالها رعشة من نبرة صوته القريبة منها وقالت: هتطلع بوش متقلقش
دخل واحد من الحرس وقال: القائد وصل يا باشا
الرايق بنبرة جدية: خليه يدخُل
دخل عزيز وهو بيقلع نظارة الشمس بتاعتُه وبياخُد نفسُه وبيقعُد، خرج الرايق من المطبخ وهو حاطط إيدُه في جيبُه وقال وهو بيقعُد جنب عزيز: إشجيني!
خد عزيز نفسُه وقال: طبعًا عارف حوار المايسترو اللي حصل في الفيلا بتاعتي!
الرايق بعدم تركيز: لما حاول يهرب؟
إتعدل عزيز في قعدتُه وقال بجدية ونظرات مش مُريحة: حد من الحرس بتوعي هو اللي ساعدُه! ، ولما تعمقت في تفاصيل عن الحارس دا تخيل عرفت إيه؟
رفع الرايق حواجبه بمعنى ” كمل ” ف قال القائد: مُحسن الحارس بتاعي.. أخو منصور اللي..
قاطعُه الرايق ورفع إيدُه في وشه وهو بيكمل ويقول: اللي كان شغال عند المايسترو قبل بيلي؟
خبط القائد بكف إيدُه على رجلُه بحماس وهو بيقول بصوت عالي: أيوة كدا ركز معايا

 

 

الرايق بتكملة للتفاصيل: منص اللي العقرب خلص عليه من كام يوم، حلو الكلام.. عندنا عدو جديد
القائد بوضوح: أنا خلصت على المايسترو عشان جبت أخري، بس كدا ناقصنا الدهبي ونخلص من ثُلاثي ال **** دا.. الدهبي والمايسترو والخولي
شاور الرايق بصوباعه وقال: ومُحسن صحصح معايا إنت كمان، هينتقم لأخوه وجو دايرة مش هيتقفل.. إتصلي على العقرب كدا عشان نظبُط الحوار سوا.. وجهز نفسك عشان هنسافر لندن
بصله عزيز وقال: لندن؟ مين اللي هيسافر!
الرايق وهو بيتاوب: أنا وإنت والعقرب، أمير أساسًا هناك
عزيز بتكشيرة: أنا مقدرش أسيب مراتي حالتها صعبة عشان صاحبتها توفت.. لازم أكون جنبها وبعدين لينا إيه في لندن عشان نسافر كُلنا كدا؟
اارايق: تقدر تعتبره دعم نفسي برضو، أمير سافر من دماغُه وبوظ الدنيا مع أبوه وعرفه إن أخوه هيموت.. وغالبًا عنده مشكلة مع المدام لإني عرفت إنها راحت لبيت أهلها.. ف لازم نكون جنبه هناك ليومين على الأقل نخرجُه من اللي هو فيه عشان يرجع معانا
عزيز: ومراتي؟ مقدرش أسيبها بقولك.. مينفعش أخليها في لحظات ضعفها لوحدها.. أنا سندها اللي محتجاه دايمًا
خرجت رفيف من المطبخ وهي ماسكة صينية فيها فنجان القهوة وكوباية عصير وحطتهُم قُدام الرايق
ودخلت تاني من غير كلام
عزيز بإبتسامة: وإنت كمان شكلك عندك ناس مينفعش تسيبهُم
رفع الرايق عينيه بنظرة شر غريبة لدرجة عزيز إستغرب
وقال الرايق: إوعى.. تجيب.. سيرتها.. تاني!
القائد بصدمة: في إيه ياعم هو أنا قولت إيه غلط؟
الرايق بحزم: إحنا قاعدين عشان الشُغل.. ملكش دعوة بحاجة تانية.. إتصل على العقرب
عزيز بعصبية: متكلمنيش باللهجة دي تاني عشان م **** أم الشغل!
رفع فونه وإتصل على العقرب ومستنيه يرُد..
* في مكتب رهف عبد السلام
دخلت وهي ماسكة كوباية قهوة وكرواسون واكلة نُصه وشنطتها متعلقة في دراعها.. لقت المكتب مفتوح وفي راجل قاعد شكله جذاب.. شعرُه بُني فاتح ولابس نظارة شمس زرقا..
رهف بلعت اللي في بوقها وهي بتقول: أنا أسفة راحت عليا نومة ومتوقعتش إني هلاقيك بعد الميعاد كمان..
فضل ساكت وهو ساند على عصايتُه اللي من فوق على شكل جوهرة سودا.. رفع راسُه وبصلها من ورا نظارتُه وقال: أول القصيدة كُفر؟ أثق إزاي في واحدة ملتزمتش بميعادها!
حطت رهف حاجتها على المكتب وهي بتعدل شعرها وبتقول: راحت عليا نومة، معاك حق بس أنا إعتذرت
رفع إيدُه في وشها وهو بيقول: عشان متضيعيش وقت زيادة من وقتي.. ملف القضية قُدامك أنا مش حابب أتكلم في تفاصيلها وأرهق نفسي.. شوفي هتعملي إيه ومتشيليش هم أتعابك ” الفلوس ”
قام عشان يمشي وسند على عصايتُه وهو لابس جوانتي إسود.. جلد.. شتوي
رهف بضيق: ممكن تقعُد لو سمحت؟
لف وبصلها برضو من ورا نظارته ف قالت بضيق أكتر: وعلى فكرة مكتبي ضد أشعة الشمس يعني ملهاش لازمة النظارة
رجع قعد وهو فارد ظهره بشكل مُستقيم وقال: تجاهلي مظهري ومتعلقيش عليه

 

 

بعدت الملف من قُدامها وقالت: المُحامي وموكلُه لازم يكون بينهُم ود وتفاهُم عشان هيبقوا روح واحدة عشان الأتنين هدفهُم واحد، يكسبوا القضية، يعني مينفعش ترميلي ورق وتقولي إقرأيه وإتصرفي وتمشي تريح دماغك، لازم تتعب معايا وتشرحلي وأسمع منك.. والأتعاب دي نتفاهم عليها بعدين
فتح البالطو الإسود بتاعُه بطريقة مسرحية وقال: مبدئيًا، لازم تعرفي حاجة.. وضعي في المُجتمع الشرقي والغربي حساس جدًا.. ومحدش يُعتبر شافني غيرك لإني مبعملش لقاءات صحفية ولا بتصور لجرايد
أنا صاحب ماركة مرسيدس.. الوريث الأصلي كوني الأخ الأكبر
فتحت رهف بوقها بصدمة وهي بتبُصله
ف قال هو وكإنُه بيقرأ موجز أخبار، بنبرة باردة وكإنه من غير روح: القضية عن أخويا.. البيدوفيلي.. إعتدى جنس*يًا على أختي الصُغيرة من الأب، وإتسببلها في تشوه جسدي ك نوع من التهديد، حاولت قت_لُه لكن فشلت.. لإن وصية والدتي العزيزة قبل ما تموت إني ك أخوه الكبير مأذيهوش.. لكن مُضطر أسجنُه ويتحاسب قانونيًا
رهف مبرقة وفاتحة بوقها وهي بصالُه.. سند على عصايتُه تاني ومبصلهاش ف قالت هي بنبرة مُرتجفة: أُ.. أُختك عندها كام سنة؟
هو ببرود: ١٢.
شهقت رهف وصوت دقات وصله وهو قاعد بعدها إستجمعت نفسها وقالت: وحضرتك محتاج لمُحامي ليه؟ لو بلغت عنُه وعملوا كشف لأختك هيتحبس.. دا هو اللي المفروض يجيب مُحامي!
قال ببرود: ما أنا جايلك عشان كدا.. عشان تكوني مُحاميتُه
رهف بغضب: نعم؟؟؟ يعني هتبلغ عنه ورايح تجبله محامي؟؟ واللي زي أخوك تقومله مُحامي ليه دا أنا بنفسي هجبله إعدام
قام وقف وقال وهو بيبُصلها من فوق: مش إنتي اللي تقوليلي أعمل إيه، وظيفتك هنا تاخدي القواضي وبس وتعملي اللي عليكي
خبطت رهف بكف إيديها على المكتب وقالت: إيه الجنان دا إنت مش طبيعي! دي قضية خسرانة وهتهز إسمي اللي بنيته بصعوبة.. قضيتك مرفوضة مش هاخُدها والأحسن تبلغ عن أخوك وتسيبُه ياخد جزاؤه عشان دي طفلة! حسبي الله ونعم الوكيل في أمثالكُم
خرج والمعطف الإسود بتاعُه بيتحرك وراه
قعدت رهف على الكُرسي بإنهيار وهي مغمضة عينيها وبتقول بتعب: أااه اللهي يخربيتك الضغط علي عندي، الراجل بيتكلم ببرود إزاي! دي لو أختي ولا بنتي أقسم بالله ما يكفيني عمر اللي يلمس منها شعرة!
*في منزل والد صِبا
خرجت من أوضتها وهي لابسة هدوم خروج
أبوها وطى التليفزيون وهو بيقول: على فين!
صِبا بهدوء: رايحة مشوار وراجعة
والدها: يعني إيه مشوار رايحة فين يعني؟ ومين سمحلك تلبسي من دماغك كدا منك لنفسك؟
صِبا: ليه يا بابا هو أنا عيلة صغيرة؟

 

 

أبوها قام وقف وحدف الريموت مكانُه وقال: وإنتي هتكبري على أبوكي وأمك ولا إيه؟ غير كدا طالما هنا في بيتي لازم أعرف رايحة فين ومع مين وإمتى.. لما تروحي بيت جوزك تببى تحت عينُه ومسؤوليتُه.. بيت جوزك االي سبتيه وبتحاولي تخربيه بتناحتك
صِبا بتجاهُل لكُل اللي إتقال: رايحة الصيدلية أجيب مُسكن لراسي وأجيب حاجة توقف الترجيع عشان تعبانة.. هو دا المشوار يعني مش خارجة أتفسح
خرجت أمها من المطبخ وهي بتقول: بت يا صِبا.. تعالي عوزاكي
حركت صِبا عينيها بملل وقربت من مامتها وهي بتقول: نعم
مسكت والدتها معصم إيديها وقالت بهمس: هاتي التيست بتاع الحمل اللي بيتباع في الصيدلية، طالما صُداع وترجيع وقريفة يبقى أعراض حمل
كشرت صِبا وقالت: تؤ! ميمشيش معاكي برد بسبب الجو؟ حمل إيه بس
برقت أمها وقالت: إسمعي الكلام وإعملي اللي بقولك عليه.. يلا روحي متتأخريش
نزلت صِبا من البيت وهي بتقفل الجاكيت على جسمها ودايخة.. قابلت جارتهُم بتاكُل لب قُدام البيت وبتبسبس: بسس بسس بت يا صِبا، خُدي اللهم صل على النبي
مسكت صِبا ولففتها حواليها وهي بتقول: إحلويتي وإتدورتي بعد الجواز
صِبا بتعب: دايخة وإنتي بتلفيني؟
أزاژت لب وقالت بفضول: قاعدة في بيت أبوكي ليه حصل مشاكل مع جوزك!؟
صِبا بتأفُف: عن إذنك عشان متأخرش..
جارتها بعوجة بوق: شوف البت السهونة! عشان خدت إبن زوات مش عاوزة تتكلم عنه وعن عيلتُه.. جتك نيلة في عوجتك الفارغة
* في منزل الرايق
دخل العقرب وهو بيقعُد وبيقول: خير إيه اللي حصل؟
القائد بضيق: إتأخرت ليه أنا مكلمك من ساعتين؟
هرش العقرب في دقنه وقال: كُنت مستني أماندا تيجي تقعُد مع مياسة.. المُهم؟
الرايق إتعدل في قعدتُه وقال: المُهم إن منصور اللي إنت خلصت عليه ليه أخ إسمه مُحسن.. ساعد المايسترو في الهروب من فيلا القائد راح القائد ضرب نار على المايسترو.. ومُحسن هرب.. وأكيد هيعوز ياخُد حق أخوه.
فتح العقرب بوقه بعدها كشر وقال: أيوة ما **** هو وأخوه؟ هنخاف يعني!
الرايق: أيوة هنخاف.. طالما العدو مجهول وغامض.. ومش عارفين مسنود ولالا ولو مسنود يبقى من مين، محتاج أقعُد مع نفسي في المكتب أغسل شراع أخبارُه وأعرف.. وأجمع حجات كتير عنُه لإن بقالي كتير منفض للشُغل دا، عرفت حبايبك يا عقرب إننا مسافرين لندن؟

 

 

إتنهد العقرب وقال: أيوة.. أهلي كالعادة مهتموش لإنهُم لغوا وجودي من زمان.. ومياسة جاية معايا
الرايق بعصبية: أنتوا بتخرجوا الرايق عن شعوره! هو كل واحد أقوله يلا نسافر يقولي هجيب مش عارف مين معايا؟ هي مش رحلة لدريم بارك! رايحين نتنيل نشوف أمير اللي عك الدنيا مع أبوه ونقنعه يرجع مصر عشان خلاص فقد عقلُه
العقرب بحزم: إنت بالذات أخر واحد تتكلم معايا في الموضوع دا! فاكر لما سيبتها أمانة في بيتك أخر مرة حصلها إيه؟ مياسة لو مجاتش معايا أنا قاعد بس أنا مش هتحرك خطوة من غيرها! أمين؟
بص القائد للرايق بمعنى هجيب مراتي ف قال الرايق: طيب كُل واحد دلوقتي يقوم يروح يقعُد جنب حبيبتُه.. أنا بس اللي هسافر لندن محدش هييجي معايا
العقرب بحزم: مش بمزاجك! أنا مسافر كدا كدا هظبط أموري عشان قررت أعيش هناك
الرايق بعصبية: أه يعني إنت مع نفسك قررت ا ويو__لع إتفاقنا إننا نكون إيد واحدة ونعمل حاجة مع بعض!
وقف العقرب بعصبية وقال: ياعم إفهم أنا تعبت من الجري والهم! أنا إتبهدلت أنا وماسة وعاوزين نرتاح ونعيش مع بعض وبس
الرايق بنبرة جادة وعالية: وإنت فاكر بعد اللي هببتُه دا كُله مفيش حاجة من ماضيك هتطاردك وتبقى زي الشبح اللي تنغص عليك حياتك إنت وماسة؟ جرب روح إبني بيت وعيش فيه بسلام رغم إن عندك حسابات مفتوحة لسه متقفلتش مع ناس كتير، هيظهرولك عشان ياخدوا إنتقامهُم.. بالظبط زي ما إنت دخلت للعالم دا عشان إنتقامك القديم.. فهمت!
ف اللي عاوز يسافر معايا ينشف شوية ويدبر حواراته وحوارات عيلتُه عشان هما يومين وراجعين!
دخل مكتبُه وقفل على نفسُه ااباب عشان يبدأ شُغل
العقرب وهو بيطلع مفاتيح عربيتُه جيبُه قال للقائد: يلا ولا عجبتك القعدة والتهزيق؟
القائد: يلا جاي معاك عشان أشوف الحرس بتوعي وصلوا لإيه.
* داخل أحد المِستشفيات
صِبا قُدام الدكتورة: ترجيع ودوخة وألم في الظهر.. وحاسى بقريفة مش طايقة كلمة من حد
الدكتورة: عملتي تيست الحمل؟
صِبا بصُداع: الحقيقة لا والدتي قالتلي أعملُه بس جيتلك على طول، عاوزة أتأكد دا حمل ولا مُجرد برد
حركت الدكتورة القلم على الروشتة وهي بتقول: بنسبة كبيرة دي أعراض حمل، لكن تعالي نشوف السونار ونتأكد..
قلعت صِبا الجاكيت بتاعها ومددت على الشيزلونج.. رفعت التيشيرت جُزء من ناحية البطن والدكتورة حطتلها المحلول وقالت: هو بارد شوية معلش..

 

 

حركت الجهاز على بطنها وهي باصة للشاشة.. فضلت على الوضع دا لرُبع ساعة ف بدأت صِبا تكشر عشان مصدعة وقالت: كُل دا؟ قلقتيني
الدكتورة: مبروك يا مدام صِبا، هتبقى مامي
بصت صِبا للشاشة بعدها إتهبدت على الشيزلونج تاني وهي بتفرُك راسنا بصوابعها من التوتر لإن الوضع بينها وبين أمير مش أفضل شيء
حست بإحراج لكن إضطرت تسأل وقالت: هو.. النفور من العلاقة دي من ضمن الأعراض؟
الدكتورة: شيء طبيعي جدًا لإن في بدايات الحمل بنكون تعبانين وحاسين بقريفة زي ما قولتيلي في البداية.. عامة قهمي جوزك عشان ميحصلش مشاكل بينكُم وياخُدها بحساسية
صِبا وهي بتعدل هدومها: هي لسه هتحصل! ما سافر خلاص!
* في منزل بوسط البلد
دخلت رهف البيت وهي متضايقة وبتبرطم بالكلام بتقول: لا وبيتكلم بأريحية، بجح!
خرجت منال من المطبخ وهي بتقول: بتكلمي نفسك ولا إيه؟
فتحت رهف أول زُرارين من قميصها عشان حاسة بخنقة وقالت: منال مترخميش عليا عشان بجد حاسة بخنقة، وبعدين إنتي أجازتك هتخلص إمتى؟
قعدت منال على كُرسي السُفرة عكس عِكاس وبصت لأختها وقالت: محدش كلمني عشان أرجع وأنا كرامتي ناقحة عليا شويتين.. المُهم حاسة بخنقة ليه
رهف بتكشيرة: متشغليش بالك، قضية خسرانة ورفضتها والموكل مُتغطرس وبيكلمني من طرف مناخيرُه، خلاني ردحتلُه في نُص المكتب
سقفت منال بإيديها وهي بتضحك بصوت عالي وبتقول: يا سلااام، رهف الفرفوشة إتحولت
حركت رهف رقبتها بتعب وقالت: لو كُنتي سمعتي اللي سمعته.. إنتي بالذات هتضايقي عشان عرفاكي بتحبي خقوق المرأة والطفل.. هدخُل أخُد شاور دافي عشان نفسيتي تتحسن
منال بصوت عالي: هطلُب بيتزا، عوزاها بإيه؟!
رهف بصوت عالي: خُضااار
* أمام دُكان البوهيمي
خلص يوسف الدرس بتاعُه وطالع لفوق لقى نيللي في وشُه وبتقول بنبرة مرحة: هو إحنا متخاصمين ولا إيه؟
يوسف بنبرة رسمية: إزيك يا نيللي..
كشرت وهي مُبتسمة بإستغراب وقالت: هو في إيه بجد؟ هو أنا زعلتك في حاجة؟
حط يوسف إيدُه ورا رقبتُه وهو بيقول: أنا مركز في دراستي الأيام دي مش أكتر

 

 

حرك الهوا شعر نيللي ف رجعته ورا ودانها وقالت بضيق: إنت مصدق الكلام اللي بيتقال عني في المنطقة؟
بل يوسف شفايفُه بلسانُه وقال: عارفة زمان لما كُنتي في حالك كدا ولبسك مُحتشم ومُهتمة بالدراسة؟ كانت المنطقة كُلها بتحبك وبتشكر فيكي وفي أخلاقك.. أنا مكونتش بحبك بس مكونتش أقدر أقول دي مش مُحترمة ومش بقول كدا عشان الكلام اللي طالع، بقول كدا عشان حتى طريقة لبسك إتغيرت وبقيتي تشوفي أضيق وأقصر حاجة وتلبسيها.. حبيتك وقدرتك لما غيرتي من ستايلك عشان بس أحبك.. بس لما بقيتي تعملي كدا عشان كُله بقيت ب..
قاطعتُه بكف جامد على وشه وهي بتعيط وبتقول وهي بترجع لورا بضهرها: إوعى تتكلم معايا تاني، إووعى
جريت لفوق على بيتها ويوسف حس بخنقة وضيق جواه راح طالع على فوق هو كمان.
* في أحد القصور
دخل هو بخطوات هادية لأوضة أختُه الصُغيرة، كانت لافة نفسها بالغطا الأبيض وقاعدة حزينة
كشر من كُتر خنقتُه للي حصلها وقعد جنبها وهو بيقول: أيه يا روني، أكلتي حاجة؟
حركت عينيها وبصتلُه وهي بتبعد بخوف وبتقول: أه أكلت شوية الدادة أكلتني
هو بهدوء: مش عاوزك تخافي مني أنا مش وحش زي التاني..
بصتلُه هي بقلق وكانت عاوزة تعيط.. هي مش فاهمة حاجة غير إنها تعرضت لأذى
سحبها من كتفها وحضنها وهو بيقول: محدش هيقدر يلمسك أو يأذيكي تاني طول ما أنا موجود.. إرتاحي
خرج من أوضتها ونزل للحديقة.. بيت الخدم اللي محبزس فيه أخوه، أو بمعنى أصح بياكُل ويشرب وينام لكنه مبيخرُجش
فتح الباب ودخل بعصايتُه وقعد على السرير الصُغير.. وكالعادة سند دقنة على العصاية بتاعتُه
أخوه بنبرة ندم: أنا معملتس فيها حاجة تأذي مستقبلهت، هي لسه عذراء صدقني
من ورا نظارتُه اللي مقلعهاش قال بنبرة غيظ مكتوم: ف أنا المفروض أقدرك يعني عشان إتحرش_ت جن*سيًا بطفلة! بأختك اللي المفروض تكون أول شخص يحميها؟
قام وقف وهو بيتحرك بعصايتُه وقال ببرود: عامة عرضت قضيتك على مُحامية ورفضت وقالت خسرانة
بصلُه أخوه بخوف وهو بيترعش راح كمل هو وقال: وكدا يبقى عملت اللي عليا وهبلغ عنك بضمير مرتاح..
أخوه: هتبلغ عن أخوك اللي من أبوك وأمك عشان أختك من..
قاطع كلامُه ضربة عصاية قوية على ظهرُه وقع بسببها على الأرض وهو بيعيط بألم
حط هو العصاية على رقبته وقال من بين سنانُه: أنا عاوز أضغط بالعصاية لتحت لحد ما عضم رقبتك يتكسر وأسمع صوته، وصدقني مش هشفق عليك.. بس لو عملت كدا هروح أنا ورا الشمس بسبب تافه زيك.. وأختي مين هياخُد بالُه منها؟
* في فيلا القائد
واحد من الحرس: عرفنا إنه بيحب بت بس شمال، بنت منطقتُه بس إشتغلت دع__ارة.. إسمها نسرين
ولع القائد سيجارة وقال: وهي عايشة فين دلوقتي؟
الحارس : عايشة مع ست إسمها زهرة هي اللي مشغلة الشقة دي، وجبتلك العنوان يا قائد
نفث القائد دِخان السيجارة وقال وهو بيبُص للورقة: عااش المجهود، هي دي اللي هنلوي دراعُه بيها
* في لندن
وصلت مسج على فون أمير ف بص من برا لقاها من صِبا، فتحها بضيق لقاها كاتبة ” حتى لو بعدت عني هيفضل جوايا جُزء منك ”
رمى الفون وقال بضيق: أه عارفُه الجُزء دا، اللي بتكرهيه لما بلمسك.
ميعرفش إنها حامل ومفهمش قصدها.. قام وفتح قميصُه ودخل لحمام السباحة وفضل واقف قُدامه.. وهو بيفتكر لما رمى نفسُه وصِبا أنقذتُه
وقع نفسه في البسين وفضل تحت المياه مش راضي يطلع..

 

 

* مساء اليوم
وصلت عربية الرايق ونزل منها القائد والعقرب
بص الرايق للعُمارة وقال: سيبوا أسلحتكُم عشان منتقلبش فوق وميتخضوش ويثقوا فينا، وحاولوا تتعاملوا عادي..
طلعوا على السلم لقوا واحد بيجري وهو بيلبس بنطلونه، رجعوا لورا وسندوا ضهرهُم على الحيطة وهُما بيبصوله بصدمة
العقرب: هُما بيعذبوهم فوق ولا إيه؟
الرايق بجدية: بقولكُم إيه، عدوا الليلة السواد دي على خير
القائد: كويس إني لابس حزام ف مش هتحط في موقفُه..
طلعوا خبطوا على الشقة، فتحتلهُم واحدة لابسة بنطلون وتيشيرت وبترحب بيهُم
قفلت الباب بعد ما دخلوا وفجأة سمعوا صوت واحدة بتضحك ” هيههيهيهيي ”
قعدت الست قُدامهم وهي حاطة رجل على رجل وبتقول: طلباتكُم إيه يا بشوات، أنا أول ما لمحتُكم من اابلكونة قولت للولا اللي نوقفاه ناضورجي تحت يطلعكم من غير أسئلة وتفتيش.. ماهو بصراحة بقى شكلكُم مش مدي ظُباط ولا مُخبرين خالص هيهيهيهي
كملت بإعجاب وقالت: إحنا ممكن نقضي سهرة حلوة سوا ومناخُدش فلوس كمان
بصت للقائد بإعجاب وقالت: وخصوصًا إنت
العقرب: إحمم، أنا عجباني واحدة هنا وكُنت عاوزها، يعني عرفت إنها بتشتغل هنا
مضغت اللبانة وقالت برفعة حاجب: إستنى يا عنيا هجيبلك الفاضيين منهُم وتشوف
العقرب بسُرعة: هي إسمها نسرين، أنا عاوزها
طلعت اللبانة من بوقها وقالت: لامؤاخذة يا بيه بس نسرين مُقيمة هنا مش للشُغل
غمز العقرب وقال: طب ما تناديها! مش يمكن فلوسي تعجبها وتخليها تغير رأيها!
بصتلُه بإعجاب: فلوسك بس، دا كُلك والله.. طب إستنى
الرايق بعد ما كان مغطي وشه بالكمامة قلعها وهو بياخُد نفسُه وبيقول: أنا إتخنقت، إنجزنا يا عقرب ولما تدخُل إنت والبت الأوضة قررها وإعرف كُل حاجة تخُص مُحسن
العقرب بقلق: ياريت بس توافق عشان نخلص
جات واحدة عمالة تتمايل بفُستانها الإسود راح الرايق رفع الكمامة على بوقه تاني وغطى عينُه بكف إيده
قعدت على رجل القائد وهي بتقول بتقليد للتريند: مش عاوز تتعرف عليا خالص!
برق بصدمة وهو بيتأتأ من التوتر وقال: أءء ما معرفش
سحبته من إيدُه عشان يقوم معاها وهي بتلعب في شعرُه وبتقول بإعجاب: مش هاخُد منك فلوس خالص، إنت أول راجل يدخُل مزاجي كدا
القائد بتكشيرة: إحمم، بُصي هفهمك.. أصل أنا عندي برد وخايف أعديكي
باستُه وهي بتقول: هي الفيروسات إحلوت كدا ليه هيهيهيههي
ضحك العقرب وهو موطي راسُه راحت يحبت القائد لجوا
خرجت زهرا وهي ساحبة نسرين من إيديها.. نسرين كانت لابسة بنطلون جينز وتيشيرت أبيض ولامة شعرها لورا
زهرة: وادي نسرين، بس خُدها واحدة واحدة يا باشا دي مبطلة شُغل ومشتغلتش كتير.
قام العقرب وقف وهو بيغمز لزهرة وبيقول: في عينيا.. متقلقيش
مسك إيد نسرين وسحبها معاه لجوا وقفل الباب
قعدت زهرة جنب الرايق وهي بتشيل الكمامة عن وشه وبتقول: ياختي حد يخبي الجمال دا كُله، وإيه عيونك الملونة الحلوة دي يخربيت جمالك

 

 

الرايق عشان عينُه لون ولون حب يقفلها منُه ف قال: إسكُتي، عيوني دي مرض وراثي إسمه داء الهاسكي
زهرة بإستغراب: داء ايه يخويا؟
الرايق: داء الهاسكيووووو. .. ” عمل صوت التعلب ”
بعدت هي لورا شوية وهي بتتف في عبها وبتقول: سلامًا قولًا من رب رحيم! إيه دا!
الرايق بنظرة تأثُر تمثيلية: الدكتور قالي لو بوست أي حد هيطلعلُه شعر كلاب في أماكن مُتفرقة في جسمُه
زهرة بتبُصله وهي بتننفس بسُرعة وخايفة
عمل شفايفُه وضعية البوسة وقربلها راحت قايمة مصوتة: يالااااهوي إلحقوني
أول ما قامت بعيد عنُه راح تافف على الأرض وقال: الله يح__رقك
* في أوضة القائد
البنت وهي بتجري وراه: طب إسمعني بس هقولك
القائد بعصبية: يابت إتهدي يخربيت أمك إيه الصحة دي، أنا جاي هنا غلط متزوديش معايا عشان غبي وممكن أديكي في عينك
البنت وهي بتزغزغه في جنبه: هيهيييي المهم تقربلي
قلع الساعة بتاعتُه ورماها على السرير ووقف قُدامها بطوله وقال: لا شكل الذوق مش نافع معاكي، تعالي بقى
_ بعد رُبع ساعة
كان رابط إيديها بحزامُه ومقعدها على الكُرسي بيلبس الساعة بتاعتُه وبيقول وهو بياخُد نفسُه: ما كان من الأول؟ الله يخربيت أمك يا مُحسن

 

 

* في أوضة العقرب
حط إيدُه على خدها ف غمضت عينيها.. قربلها لحد ما مبقاش في مسافة بينهُم نهائي وفجأة قال عند رقبتها: أنا جايلك بخصوص مُحسن
فتحت نسرين عينيها على الأخر وجت تصوت كان العقرب كاتم بوقها وفاردها على السرير وهو فوقيها وبيبُصلها بتحذير وبيقول: إوعي تعلي صوتك عشان مخلصش عليكي، ولو صوتي هيفتكروكي مبسوطة مش هيخطر في بالهُم إنك تحت تهديد.. ف تعالي معايا دوغري بالعقل وقوليلي، حركي راسك ب أه عشان أشيل إيدي من على بوقك
حركت راسها ف سحب العقرب إيدُه
قالت نسرين:

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية سفير العبث)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى