روايات

رواية سليمة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الفصل التاسع عشر 19 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الجزء التاسع عشر

رواية سليمة البارت التاسع عشر

سليمة
سليمة

رواية سليمة الحلقة التاسعة عشر

ربيع و ليلى وصلوا بيتهم و اول ما ربيع قفل باب الشقة ، ليلى التفتت له بغضب و قالت له : حسابك معايا هيكون عسيرعلى القلم اللى ضربتهولى يا ربيع
ربيع و هو بيجز على سنانه : هو انتى مش حاسة انك غلطانة خالص للدرجة دى ، بتتفقى على اخواتى مع سهير و سامى يا ليلى
ليلى بتحدى : الكلام ده تقوله فدام اى حد تانى يا ربيع ، لكن انا لا ، ده احنا دافنينه سوا
ربيع باستغراب : و هو ايه بقى ده اللى دافنينه سوا يا هانم
ليلى بسخرية : وفائك و اخلاصك الزايد عن اللزوم لاخواتك يا سى ربيع ، ايه نسيت … تحب افكرك ياربيع
ربيع بغضب : تفكرينى بايه يامجنونة انتى
ليلى بغضب : المجنونة دى هى اللى كانت بتبقى معاك خطوة بخطوة فى كل فكرة بتفكرها عشان تحافظ على شلال الفلوس اللى بيدخل لك كل شهر على قفا املاك ابوك اللى مفهم شركاتك انها ملكك لوحدك ، المجنونة دى اللى قعدت تتفق معاها انها تقنع ناهد تعيش مع سامى و تصبر على مصيبتها عشان شركتك معاه ماتنفضش ، المجنونة دى هى هى نفسها اللى كانت بتساعدك انك تلعب فى حسابات الشيكات بتاعة شركة ابوك فى البنك و تاخد منها تحول لحسابك من غير لا من شاف و لا من درى يا سى ربيع ، و بعد كده جاى تقولى بتتفقى على اخواتى .. لا فوق ، و العب غيرها
ربيع وقف بجمود و هو بيسمع لكل كلمة كانت ليلى بتقولها لحد ماخلصت و هى عنيها بتطق شرار من الغضب فقال لها : افتكرتى كل ده و ما افتكرتيش ان انتى اللى حرضتينى على كل ده من البداية ، مش انتى اللى قعدتى تقنعينى بان ناهد لو

 

 

اتطلقت من سامى ، ان سامى ممكن يفتح فى الدفاتر القديمة و يعمل فضيحة لنادية من اول وجديد ، و ان ده هيدمر سمعة ابويا و اخواتى و تجارته وسمعتى و سمعة ولادى ، مش انتى اللى قعدتى تدوى فى ودانى ان اللى بنعمله فى الشيكات ده من حقنا بما اننا عايشين منفصلين عن ابويا ، و ان انا لو كنا عايشين معاه كان زمانه بيصرف علينا زى رحيم ، مش انتى اللى قعدتى تبكتى فيا لما ابويا عمل الشركة لرامى ، و قعدتى تقنعينى ان احنا كده مش بناخد غير حقنا و بس ، ليه نسيتى كل ده و فجأة قلبتى كل الحقايق لمصلحتك لوحدك
ليلى بغضب : لان اتفاقى مع ولاد عمك ماكانش هيبقى له نتيجه غير برضة اللى احنا عاوزينه ، ايه ، نسيت انك قلت ان ناهد لازم ترجع لسامى عشان ماتتجوزش عبد الهادى ، و انك معترض و بشدة عن ان ده يحصل
ربيع بحدة : بس من غير ما ادبر و اتآمر عليهم مع اكتر اتنين عارف انهم بيكرهونا كلنا ، اوعى تفكرى ان سامى لجألك و اللا جالك يتفق معاكى عشان بيحبك ، لا فوقى ، ده عشان عارف انك مابتحبيش اهلى ، و لا عمرك اتمنيتيلهم الخير ، خاف يجيلى او يواجهنى لانه عارف انى مهما الطمع ودانى و جابنى الا انى بحب اخواتى و لا يمكن ابدا اسمح بأذيتهم
ليلى بسخرية : و الله .. اومال اللى كان بيحصل لناهد و هى مع سامى و انت كنت واقف و بتتفرج ده كان ايه يا اخ يا مدافع يا عظيم
ربيع بخجل : ما انكرش انى غلطت ، و ندمت ، بس بعد ما كل حاجة راحت و خلصت ، و لقيت انها محصلة بعضها
ليلى : محصلة بعضها لدرجة انك ترجعهاله من تانى مش كده
ربيع : انا بس كنت بحميها من طمع عبد الهادى
ليلى : بانك ترجعها لسامى و تاخدوا نصيبها من الماركيت و تقسموه مابينكم … مش كده
ربيع بغضب : ماحصلش ، انا ما اتفقتش مع سامى على حاجة زى دى ابدا
ليلى بسخرية : اثبت
ربيع بصدمة : تقصدى ايه
ليلى : اقصد انك لو ماكدبتش كل اللى حصل ده قدام اهلك ، و اقنعتهم انى مجرد كنت بساير سهير عشان اعرف اجيب اخرهم ، انا هفضحك قدامهم كلهم يا ربيع ، هقوللهم على كل اللى عملته و على اتفاقك مع سامى على اختك
ربيع بذهول : انتى مجنونة
ليلى بتحدى : ابقى مجنونة لو سيبتك تطلع فى اخر الرواية الاخ حامى الحمى الغيور على مصلحة ابوه و اخواته و تطلعنى انا الساحرة الشريرة يا سى ربيع
اسمعنى كويس ، انت و طريقتك بقى ، المهم ترجع دلوقتى على بيت اهلك و تقول لهم اللى انا قلته ، و انى كنت بسايرها عشان اعرف بيفكروا فى ايه و احذركم ، و لازم كلهم يعتذرولى على اللى حصل النهاردة يا ربيع ، يا كده … يا عليا و على اعدائى .. قلت ايه
ربيع كان واقف بيبصلها بصدمة و مش قادر يتكلم ، و لما لقى انها مصممة على موقفها ادالها ضهره و رجع خرج من البيت و سابها و هى بتبتسم بسخرية رغم الغضب اللى ماليها و بتقول بتهكم : و نعم الاخ انت يا ربيع
………….
عبد الهادى خرج من عند عبد العزيز رجع على الماركيت و حاول يشغل نفسه بالشغل ، بس لقى انه مش عارف يركز فى حاجة ، فرجع خد بعضه و خرج ، ركب عربيته و راح ناحية البحيرة و ركن قدامها و هو بيتفرج على مركب كانت وسط الماية ، و كان فيها واحد و مراته و واضح انهم متجوزين جديد ، كانوا عمالين يضحكوا ويهزوا ، عبد الهادى ركن راسه لورا و افتكر نادية ،

 

 

اد ايه كانوا بيحبوا بعض و بيخافوا على بعض ، لكن كانت دايما غربتهم و بعدها عن اهلها كانوا منغصين عليهم سعادتهم ببعض
فجأة سرح فى ناهد ، و فى اللى حصل النهاردة قدامه ، و افتكر الكلام اللى قالته لربيع ، كان حاسس من جواه بغليان عشانها ، و فى نفس الوقت بالذنب من ناحيتها ، لو ما كانش هرب بنادية ماكانوش عملوا فى ناهد كده ، هو و نادية هربوا بحبهم و عاشوا سعدا مع بعض ، لكن ناهد هى اللى دفعت التمن لوحدها ، تمن سعادتهم كان تعاسة ناهد
الفضول كان هيجننه و هو كل شوية يفتكر كلام ناهد عن حرمانها من الخلفة ، و بقى حاسس ان فى سر كبير ورا الكلام ده ، لحد ما فى الاخر هداه تفكيره ان سامى هو اللى مابيخلفش او انه اجبرها انها مانخلفش ، و لما وصل للنقطة دى حس بالذنب اكتر من الاول ، رغم انه بينه و بين نفسه ، كان كل ما يفكر فى النقطة دى كان بيحس براحة من جواه ان ناهد خلصت نهائى من سامى و مابقاش اى حاجة تربطها بيه من تانى .. حتى لو كان الطفل او الطفلة اللى بتتمناهم من كل قلبها
كان نفسه يتطمن عليها ، و بقى عاوز يكلمها بس مش قادر ، و مستعيبها ، لكن فجأة افتكر الحوار اللى كان متسجل مابين سهير و ليلى لما اتقال ان عبد العزيز موافق على ارتباطه بناهد ، طب هم جابوا الكلام ده منين و ازاى ، و اما قالوا ان واضح عليه هو و ناهد انهم متعلقين ببعض ، هل ده حقيقى ، و بقى يردد بينه وبين روحه .. طب لو انا فعلا اتعلقت بيها ، هى كمان اتعلقت بيا ، ممكن تكون بتبادلنى نفس احساسى ناحيتها ، ممكن فعلا ابوها يوافق عليا لو اتقدمتلها
طب و نادية ، نادية يا هادى ، نسيتها ، عمرى ماهقدر انساها ، بس انا لاول مرة قلبى يدق بجد من بعدها ، ايه المشكلة لو قدرت اعوضها و لو عن جزء من اللى شافته و العذاب اللى اتعذبته بسببنا
عبد الهادى فضل واقف فى مكانه و هو بيتكلم مع روحه لحد ما تعب و قرر انه يرجع بيته و يسيبها على ربنا لغاية ما يقعد مع رحيم ، يمكن يقدر يفهم حاجة او حتى يقدر يوصل فى قرار يحدد خطوته اللى جاية
……………
فى بيت عبد العزيز ، بعد ما الدنيا ابتدت تهدى شوية ، رحيم اخد سليمة و طلعوا اوضتهم ، و رحيم ساعدها تغير هدومها و ترتاح فى السرير ، و خلى مسعدة عملت لها عصير و قعد جنبها يشربهولها بنفسه و بعد ما خلصت ريح جسمه جنبها و قال لها : مش هتضحكى بقى ، بقى فى واحدة حلوة زيك كده برضة ، تعرف انها حامل و لاول مرة بعد حرمان سنين طويلة و لحد دلوقتى البسمة ماجاتش على وشها
سِليمة بدموع : انا لحد دلوقتى مش مصدقة يا رحيم ، حاسة انى بحلم ، لما السيد اتجوز و عرفت بعد كده ان ثريا حامل ، دعيتلهم و فرحتلهم من قلبى و الله و سلمت امرى لله و اتاكدت انى ماليش فى الخلفة ، و حمدت ربنا ان ربنا رزقك و طعمك بولادك ، و قلت ربنا عوضنى بيهم
لو ما كانش اللى حصل النهاردة ده ، كان زمانى طايرة فى السما مع الحمام و العصافير من كتر الفرحة ، لكن اللى حصل خلانى ما استطعمتش الخبر اصلا ، طفوا فرحتى يا رحيم ، على اد القسوة اللى شفتها طول عمرى لكن عمرى ما اتوجعت

 

 

زى النهاردة ، ليه كده .. ليه ده انا عمرى ما اذيت حد
رحيم اتنهد و خدها فى حضنه و هو بيهدهد فيها زى الوليد ، و قال لها بحنان : اللى حصل ده مالوش اى علاقة بيكى يا سِليمة ، اللى حصل ده مجرد انتقام منى مش اكتر ، سامى مش قادر ينسالى انى حرمته من نادية ، برغم كل السنين دى ، لكن لسه بيكرهنى و بيحاربنى ، كل السنين دى و انا مدارى عن ابويا محاربته ليا فى السوق ، و عامل نفسى اهبل و مش عارف عشان خاطر ما ازعلهوش ، خالك برغم انه عارف ان سامى و اخته شياطين ماشيين على الارض ، لكن عشان وصية عمى الله يرحمه انه يفضل فارد جناحاته و مضلل عليهم ، مش عاوز يطردهم و لا يعاديهم ، و بيدعيلهم بالهداية بعد كل صلاة ، بس الظاهر ان ربنا رايدلهم حاجة تانية
المهم انا عاوزك تنسى كل حاجة و ماتفتكريش غير حاجة واحدة و بس ، ان ربنا كرمك و اطعمك و رزقك و انك لازم تفكرى فى حاجة تعمليها عشان تعبرى عن شكرك لله
سِليمة بتفكير : ايه رايك نطلع حاجة لله
رحيم : دى حاجة هتحصل هتحصل ، انا نويت على كده ان شاء الله ، لكن انتى هتعملى ايه
سِليمة : نفسى اعمل عمرة يا رحيم ، ليا و لابويا و امى الله يرحمهم ، و اخد معايا ابويا مدبولى و امى نبوية
رحيم بابتسامة واسعة : ماشى كلامك ، اول ما اوديكى لدكتورة تطمنى عليكى و تقول لى انك ممكن تركبى طيارة و تسافرى هحجز لنا كلنا و ناخد كمان خالك معانا .. ايه رايك
سِليمة بسعادة : ربنا يخليك ليا يارب ، اسمك رحيم و انت فعلا رحيم ، و ربنا جعلك ليا احلى عوض فى حياتى كلها
……………..
عبد العزيز كان قاعد مع رامى وسليم و نبيلة بعد ما الولاد الصغيرين ناموا ، و كانوا بيتكلموا عن اللى حصل ، فرامى قال : اسمحلى يا بابا ، المرة دى بالذات مش لازم سامى يفلت من اللى عمله ابدا ، مش كل مرة هنعديله ، المرة دى كان ممكن يبقى فيها جناية و خراب بيوت
عبد العزيز و هو بيهز راسه بقهرة : انا مش عارف هيفضل بغله ده لحد امتى ، انا تعبت من محاولاتى معاه انه يتعدل و مافيش فايدة ، حتى بعد اللى عمله فى ناهد … عبد العزيز فجأة سكت و بص لرامى و نبيلة و قال : انتو خدتوا بالكم من كلام ناهد النهاردة لربيع .. لما قالت له .. انت الوحيد اللى عارف السبب الحقيقى اللى خلانى ما خلفتش و رغم ذلك ماكنتش بتتورع ابدا انك تلقح عليا بكلام زى السم انت و مراتك و رغم ذلك سكتت و مارضيتش اتكلم و لا اشتكى و لا احكى على طمعك
كانت تقصد ايه بالكلام ده ، و ايه هو السبب الحقيقى اللى ورا عدم خلفتها لو ماكانش عندها مشكلة فى الرحم زى مافهمونا كلنا
عبد العزيز التفت لنبيلة و قال لها : متهيألى آن الاوان يا نبيلة أنك تقومى بدورك مع اختك ، قربى منها و اعرفى ايه مشكلتها و سرها اللى مخبياه ، انتى اختها الكبيرة و فى مقام امها يا بنتى ، حسسيها بحنيتك و عوضيها عن اللى هى فيه ، انا عارف ان سلوان و سِليمة مابيسيبوهاش ، لكن سِليمة دلوقتى الله يكون فى عونها على حالها ، بس اهو جوزها معاها بيساندها و بيهون عليها ، و انا عارف ان سلوان مش مخلية فى جهدها جهد ، لكن انتى اولى بيها من سلوان ، انتى اختها شقيقتها يا بنتى و المفروض انك اقرب لها من اى حد تانى
نبيلة بخجل : حاضر يا بابا ، انا هطلعلها ، و هفضل معاها و مش هسيبها غير لما اعرف كل حاجة من البداية خالص
فى اوضة ناهد .. كانت ناهد قاعدة ساكتة و شاردة بعد ما خلصت كل العياط اللى عندها ، و كانت سلوان قاعدة معاها و هى بتحاول تسرى عنها ، لكن ناهد كانت ملازمة الصمت ، و ماعندهاش اى طاقة تانية للكلام

 

 

نبيلة خبطت على الباب و دخلت ، لقيتهم على نفس وضعهم ، و سلوان بصت لنبيلة و هزت راسها يمين و شمال ، بمعنى انها مش قادرة عليها
نبيلة راحت قعدت فى السرير جنب ناهد و مدت ايدها حضنت ناهد و شدتها فى حضنها و هى بتمسد على شعرها و ضهرها لحد ما ناهد اتنهدت و استكانت فى حضنها فنبيلة اتكلمت و قالت : حقك عليا يا قلب اختك ، الدنيا خدتنى و لهتنى بعيد عنك ، بس صدقينى لو كنت اعرف انك محتاجانى عمرى ما كنت هتأخر
اول ما سافرت و بعدت مع سليم ، كنت فى الاول رغم حبى لسليم و انه كان دايما مش مخلينى عاوزة حاجة ، الا انى كنت على طول زعلانة و مش طايقة اعيش بعيد عنكم ، بس كانت ماما الله يرحمها دايما تقوللى الست الشاطرة اللى تعشش و تضلل على بيتها ، و بقيت اتعمد اشغل نفسى بالاوى فى البيت و شوية شوية فى الولاد و المدارس و الدنيا خدتنى ، و اتغربت عنكم بجد ، انا عارفة ان كلكم مفكرين انى و انا بعيد مابفكرش غير فى روحى و عيالى و بس ، و يمكن يكون عندكم حق ، بس انا كمان هناك لوحدى ، ااه عندى اصحاب و جيران و معارف ، بس مش اهلى ، ياما كان بييجى عليا اوقات كتير كنت ببقى نفسى الاقى حد فيكم جنبى افضفض معاه و اتكلم بحريتى و براحتى و انا متاكدة ان ماحدش هياخد كلامى غلط ، او على الاقل مش هتهاجم لو كنت غلطانة لكن كنت هلاقى اللى قلبه عليا بجد و ينصحنى من قلبه …. فاهمانى يا قلب اختك
ناهد هزت راسها بالموافقة من غير ما تتكلم ، فنبيلة قالت لها : ممكن تحكيلى يا ناهد
ناهد بتنهيدة موجوعة : عاوزانى احكيلك ايه يا نبيلة
نبيلة : كل حاجة يا ناهد ، كل اللى مزعلك و مضايقك ، بس اول حاجة عاوزة اعرفها .. سبب عدم خلفتك اللى كنتى بتتكلمى عليه مع ربيع و اللى قلتى ان ماحدش يعرفه غيره
ناهد غمضت عينها بامتعاض و كان باين عليها انها بتفتكر حاجة واجعاها ، و دموعها نزلوا من عينيها و قالت و هى لسه مغمضة : مريم العذراء كانت معجزة و عمرها ماهتتكرر تانى يا نبيلة
نبيلة باستغراب : يعنى ايه يا ناهد مش فاهمة
ناهد : يعنى انا عمر ما فى راجل لمسنى فى حياتى و لا حتى سامى
نبيلة بشهقة عالية : عاوزة تقولى انك لحد النهاردة لسه بنت
نهد هزت راسها بنفى و قالت : لا يا نبيلة مش بنت
نبيلة بعدم فهم : ازاى مش بنت و انتى بتقولى انه مالمسكيش .. انا مش فاهمة حاجة

 

 

ناهد و هى بتخرج من حضن نبيلة و بتريح ضهرها على السرير كملت كلامها و هى لسه مغمضة عنيها و قالت : يوم جوازنا بعد ما وصلنا البيت قاللى
فلاش باك
سامى : انا عارف انك متجوزانى غصب عنك و احب اقول لك انك مش احسن منى ، لان انا كمان اتجوزتك غصب عنى ، و انى لا يمكن اخدك زوجة ليا مهما حصل
ناهد باستغراب : و مين غصب عليك تتجوزنى
سامى بغضب : كلام الناس اللى كلهم عارفين انى متقدم لبنت عمى و بحبها و هنتجوز ، لما يعرفوا ان اختك سافرت و اتجوزت و انا قاعد زى ما انا هيفهموا لوحدهم انها هربت منى و رفضتنى ، لكن لما اتجوزك ، ماحدش ابدا هيفهم ان كان قصدى عليها هى مش عليكى
ناهد : خلاص ممكن نقعد مع بعض فترة و نتطلق و نقول اننا ما اتفقناش
سامى بسخرية : ده كلام روايات يا بنت عمى ، انتى عاوزة تعيشى معايا و بعد كده تتطلقى و انتى زى ما انتى عشان اللى يتجوزك بعدى يفكرنى مش راجل … ده انتى تبقى بتحلمى
ناهد بحيرة : طب و الحل
سامى بخبث : الحل انى هوديكى لدكتورة تتصرف معاكى بمعرفتها
ناهد بعدم فهم : دكتورة ايه دى ، و هتعمل لى ايه
سامى بضحك : هتعمل لك دخلة بلدى يا بنت عمى
ناهد بشهقة : انت بتقول ايه ، انت اتجننت
سامى : لا ما اتجننتش ، انا بس بقول لك على اللى هيحصل
ناهد : و انا لا يمكن اوافق ابدا على الجنان ده
سامى قرب منها بخبث و قال لها : خلاص ، اعملهالك انا
ناهد صرخت و جريت منه و وقفت جنب الباب فسامى قال لها : يا تسمعى كلامى و تنفذى اللى قلت عليه ، يا هرجعك لبيت ابوكى بفستان فرحك
ناهد : رجعنى ، اهون عليا ستين مرة من اللى انت عاوز تعمله ده
سامى قعد على الكرسى و حط رجل على رجل و قال : و ماله ، هرجعك و اقول انى مالقتكيش بنت ، و هقول ان اختك كمان ما كانتش بنت و هربت مع عشيقها و انها لا اتجوزت و لا حاجة
ناهد : و سهل اوى نثبت انك كذاب
سامى بتريقة : حلينى بقى على ما تثبتى عكس اللى انا قلته ، هتكون الناس خلاص عرفت ان اختك هربت و هتصدق كلامى بالحرف ، خصوصا انى ابن عمك و اللى يمسك يمسنى
الفضيحة هتفضل على جبين ابوكى و اخواتك طول عمرهم ، انا خيرتك و انتى حرة سمعة ابوكى و اخواتك كلهم فى اديكى انتى لوحدك يا ناهد … يا بنت عمى
ناهد بصدمة : انت بتعمل فيا كده ليه
سامى بغضب : لانك شكلها ، نفس الشكل و الطبع ، بس انتى ضعيفة ، مش شرسة زى نادية ، ما اتعلمتيش تسنى ضوافرك زيها ، و انا مابحبش الضعف
ناهد بعياط : خلاص سيبنى و ابعد عنى
سامى : و اخد بتارى من مين ، ثم انتى كنتى الكفن اللى اخوكى شاله على كفوفه و قدمهولى عشان اعتق رقبته ، و بصراحة الفكرة عجبتنى ، عجبنى انى ابص فى وشك كل يوم و افتكرها و افتكر اللى عملته عشان اتحمس بزيادة و اعمل اللى على كيفى ، و اتشفى كل ما اشوف قهرتك و انتى محبوسة فى نفس دايرتى و انتى مترهبنة بمزاجك
ناهد : انا مش فاهمة حاجة
سامى بشرود : و مش هتفهمى ، كفاية ان انا فاهم ، و انى مسيطر على رقبة اخوكى فى ايد ، و فى رقبتك بالايد التانية
عودة من الفلاش باك
ناهد اتنهدت و قالت : اخترت انى اروح للدكتورة ، بعد ما استنجدت بربيع و مانصفنيش
نبيلة بصدمة : يعنى ربيع عارف الكلام ده من ساعتها

 

 

ناهد : ايوة ، لما دخلت اوضتى اتصلت بيه و استنجدت بيه و اتحايلت عليه ينجدنى من المصيبة اللى وقعنى فيها لما اقنعنى انى كده بنقذ بابا وماما و بنقذه و بنقذ نادية و جوزها ، حسسنى انى بعمل عملية انتحارية عشان انقذ الكل
نبيلة : طب لما استنجدتى بيه عمل ايه
ناهد ضحكت بسخرية و قامت قعدت و بصت لنبيلة و قالت : و تفتكرى ربيع كان هيضحى بحنفية الفلوس اللى بتجيله من شغله مع ربيع عشان خاطري
سلوان كانت كل ده قاعدة بتسمع و هى ساكتة و دموعها على خدها من حزنها على ناهد ، لكن لما سمعت ناهد قالت كده ، قالت لها بلوم : ليه كنتى غبية كده يا ناهد
نبيلة بحزن : مش غبا يا سلوان ، طول عمرها رغم انها الصغيرة الا انها كانت زى امنا كلنا ، دايما شايلة همومنا و مشاكلنا يمكن اكتر منا ذات نفسنا
سلوان : كان المفروض تجنى و لو شوية من اللى قدمتهولكم يا نبيلة ، ربيع مانصفهاش ، فين رحيم و رامى ، فين انتى
ناهد بصت لسلوان و قالت : ماتنكريش ان رامى لحد سنة فاتت كان ماشى ورا ربيع فى كل حاجة وهو مغمض ، رامى ماطلعش من طوع ربيع الا بعد ما عرف ان ربيع مابيدورش غير على مصلحته هو وبس ، و شاف بعينه بعد ما ربيع طمع فى صفقة من صفقاتهم لوحده واتاكد انه ماشى ورا مراته و هو متغمى
سلوان : طب ما قلتيش لرحيم ليه
ناهد : اهو رحيم ده كان اكتر واحد خايفة استنجد بيه
نبيلة باستغراب : خايفة .. ليه يا ناهد ، ده حتى كان الوحيد اللى معارض جوازك من سامى و عاوزك ترفضى
ناهد : وعشان كده كنت خايفة ، بس مش منه ، لا ، كنت خايفة عليه ، كنت خايفة من صدامه مع سامى ، سامى نابه ازرق و كان مرقد لرحيم و عاوز ينتقم منه باى طريقة عشان هرب نادية منه و جوزها لهادى و فضل صاحبه عليه
سلوان : و هو يعنى كان عمل كده الا عشان عارف انه انسان واطى
نبيلة بفضول : و طول السنين دى ، سامى ماحاولش ولا مرة انه يلمسك خالص ، ايه يعنى … عايش مترهبن
ناهد بسخرية : مين ده اللى مترهبن ، لا طبعا ، سامى اتجوز من تانى اسبوع بعد جوازنا على طول ، و سكن مع مراته فى الدور اللى فوقى على طول
نبيلة بغضب : اتجوز عليكى كمان ، و ازاى تسكتى على دى كمان يا ناهد ، ده انتى لو كنتى مقطوعة و مالكيش اهل ما كنتيش وافقتى ابدا على حاجة زى دى
ناهد بسخرية : دى الحاجة العدلة الوحيدة اللى سامى عملها طول السنين دى
نبيلة : انتى فرحانة انه اتجوز عليكى
ناهد : فرحانة انه بعد عنى و ريحنى من كلامه اللى زى السم اللى كان بيسمعهولى فى الرايحة و الجاية ، و تهديداته اللى ما كانتش بتخلص ، لانه اما اتجوز اتنقل بعيشته بالكامل مع مراته و مابقيتش اشوفه الا لو جاى لبابا فكان بيجيبنى معاه
سلوان بعدم اقتناع : اسمحيلى يا ناهد انتى كنتى سلبية اوى ، ازاى سمحتيله انه يعمل كده فيكى من غير ما تعترضى و لا تبلغى باباكى بالكلام ده

 

 

ناهد : كان خلاص يا سلوان ، كنت حاسة ان كل حاجة خلصت ، و كنت رتبت نفسى انى هفضل طول عمرى فى سجنه ده ، لحد ما حصل اللى حصل و طلقنى ، ماكنتش مصدقة نفسى من الفرحة انى اخيرا اتحررت منه ، رغم انى كنت خايفة طول الوقت انه يردنى تانى او انه يلسن على نادية الله يرحمها و ولادها
نبيلة بتنهيدة : ربنا يهديه و يكفينا شره
ناهد و هى بتهز راسها بنفى : سامى ما بيعرفش اليأس يا نبيلة ، زمانه دلوقتى بيفكر فى طريقة تانية ينول بيها مراده

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!