روايات

رواية سليمة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم ميمي عوالي

رواية سليمة الجزء الثالث والعشرون

رواية سليمة البارت الثالث والعشرون

سليمة
سليمة

رواية سليمة الحلقة الثالثة والعشرون

فى السوبر ماركيت ، كانت ناهد بتحاول تخلص شغلها ، و عبد الهادى كان بيتابع الشغل و حركة البيع و الشراء ، لكن كان كل شوية عبد الهادى يروح يقعد قدام ناهد و يحاول يفتح معاها اى كلام فى اى موضوع ، و هى كانت بترد عليه عادى ، رغم انها كانت حاسة انه عاوز يكلمها فى حاجة معينة و مش عارف ، لحد ما فى مرة ، عبد الهادى دخل قعد قدامها و قال لها : لسه قدامك كتير
ناهد و هى بتراجع حاجة فى الملف اللى فى ايدها : ااه شوية
عبد الهادى و هو بيحاول يكتم زهقه : ليه كل ده ، ده انتى من الصبح ماقومتيش من مكانك ، و حتى ميعاد مرواحك للغدا عدى بقاله ساعتين و اكتر ، ايه .. ما جوعتيش
ناهد بصت له باستغراب و قالت : و انت زعلان انى لسه ما روحتش
عبد الهادى لتوتر : لا طبعا انتى بتقولى ايه ، انا بس خايف لا تتعبى من قلة الاكل ، و بعتت جبتلنا غدا
ناهد بصت حواليها و قالت : هو فين الغدا ده
عبد الهادى و هو بيلعب فى شعره : ما انا قلت نقعد ناكل برة
ناهد بفضول : برة فين
عبد الهادي و هو بيحمحم بصوته : برة فى الجنينة اللى قدام الماركيت ، على الاقل ريحة الاكل ما تقعدش فى المكتب
ناهد بتردد : ايوة … بس
عبدالهادى بتشجيع : قومى ياللا ، و ماتقلقيش من حاجة ، انا كلمت رحيم و عرفته ، يعنى ماحدش يقدر يتكلم نص كلمة ، و كمان الشمس قربت تغيب ، يعنى الجو برة لطيف و مش حر اوى
ناهد بصت له شوية و هى بتوزن الكلام فى دماغها و بعدين قامت و اخدت شنطتها و قالت له : ماشى .. ياللا بينا ، انا فعلا جوعت اوى
بعد ما قعدوا فى الجنينة جنب بعض على ديسك حجرى من الديسكات المنتشرة اللى فيها ، عبد الهادى حط لفة الاكل مابينهم و ابتدى يفتحها و هو بيقول : انا عارف انك بتحبى الكفتة ، يارب بقى تعجبك

 

 

ناهد بابتسامة و هى بتمد ايدها تساعده انه يخرج الاكل من اللفة : و يا ترى مين الفتان اللى فتن لك عليا
عبد الهادى ببعض الشجن : نادية الله يرحمها ، كانت كل ما تعمل لنا كفتة ، كانت دايما تقول انها اكلتك المفضلة
ناهد و هى بتهز راسها : الله يرحمها و يحسن اليها
ابتدوا ياكلوا و فجأة ناهد قالت له : كنت دايما بطلب منها تعملهالى ، رغم ان ماما الله يرحمها كانت دايما هى اللى بتتولى موضوع الاكل ، و انا و نادية كنا الصغيرين فكننا متدلعين عن اى حد تانى ، لكن نادية كانت بتحب تدخل المطبخ و تعمل الاكل بايدها مع ماما ، و عشان كانت عارفة انى بحب الكفتة ، كانت دايما تعملها و تشيلها فى التلاجة و تعملهوملى سندوتشات اخودها معايا الجامعة
عبد الهادى : انتى ليه مافكرتيش انك تشتغلى بعد ما خلصتى دراسة ، مع انك ما شاء الله شاطرة و ذكية جدا
ناهد : ما كانش فى وقت ، اول ما اتخرجت كنت فى الاول حاسة انى عاوزة اشم نفسى بعيد عن روتين المذاكرة و الامتحانات و الكلام ده ، و بعد كده بمافيش .. حصل اللى حصل
عبد الهادى : طب و ليه ما حاولتيش تشتغلى برضة و انت متجوزة ، ايه اللى كان يمنع
ناهد : سامى كان عامل عليا قيود كتير ، ما كانش سايبلى حرية التصرف ، حتى مرواحى لبابا او لاخواتى كان لازم يبقى معايا فى كل خطوة
عبد الهادى بحذر : كان بيغير عليكى اوى كده
ناهد ضحكت اوى و قالت : هو فعلا كان بيغير اوى ، بس على نفسه مش عليا
عبد الهادى : مش فاهم
ناهد و هى بتبص بعيد عنه : و انا للاسف مش هقدر افهمك
عبد الهادى بعد شوية : طب و انتى ناوية على ايه
ناهد : ناوية على ايه فى ايه
عبد الهادى : فى حياتك
ناهد باستغراب : مالها حياتى
عبد الهادى : يعنى ، هل مثلا ما بتفكريش انك تعيدى التجربة من تانى
ناهد : لو تقصد تجربة الجواز ، فبصراحة ما فكرتش
عبد الهادى : ليه
ناهد : يمكن عشان لسه مافوقتش ، و يمكن عشان ماحدش اتقدملى من اصله
عبد الهادى : معنى كده ان لو حد اتقدم لك ، انك هتاخدي طلبه بعين الاعتبار
ناهد : مش عارفة

 

 

عبد الهادى بضيق : يعنى ايه مش عارفة ، اومال مين اللى يعرف
ناهد : جرى ايه يا هادى انت ليه متضايق كده ، انت جايبلى عريس و اللا ايه الحكاية
عبد الهادى بتفكير : الحقيقة ااه يا ناهد ، جايبلك عريس
ناهد بابتسامة لانه اول مرة يندهلها باسمها : و ياترى مين بقى ابن الحلال اللى وسطك للمهمة دى
عبد الهادى : يفرق معاكى الاسم و اللا الطبع اكتر
ناهد حست انه بيتكلم عن نفسه و كانت فرحانة اوى من جواها بس خايفة يكون الموقف اللى حصل هو اللى خلاه يفكر كده ، و فى نفس الوقت خايفة لا يكون كل ده مجرد اوهام فى دماغها
عبد الهادى : انتى روحتى فين ، بكلمك و انتى مش معايا خالص
ناهد بانتباه : معلش يا هادى اعذرنى ، بس سرحت شوية
عبد الهادى : سألتك و قلت لك يفرق معاكى الاسم و اللا الطبع اكتر
ناهد بتنهيدة : القلب و العقل يا هادى ، يفرق معايا قلبه و عقله اكتر من اى حاجة تانية
عبد الهادى : تقصدى ايه ، فهمينى
ناهد : محتاجة قلبه يبقى نضيف ، و فيه براح ليا و للكل ، و عقله يبقى نضيف ، ما يبقاش شغال للمؤامرات كل ساعة و التانية
عبد الهادى : دى مواصفات سهلة اوى يا ناهد ، و موجود منها كتير
ناهد بسخرية و هى بتقوم من مكانها بعد ما خلصت اكل : ما هو ده بقى اللى بيتقال عليه السهل الممتنع يا هادى ، و ياللا بقى نرجع الماركيت عشان عاوزة اشرب شاى
…………….
عند سامى … كان هيتجنن و بيلف حوالين روحه ، و من ساعة ما عبد العزيز نزل من عنده و هو ماسك التليفون و عمال يعمل مكالمات كتير ورا بعض و فجأة رمى التليفون من ايده بغضب و هو بيقول بجنون : بقى كده يا رحيم ، عاوز تخرب بيتى و تهدلى شغلى اللى ببني فيه من سنين
سهير و هى بتحاول تهديه : اهدى بس يا سامى و فهمنى هو عمل ايه
سامى بحده : خرب بيتى ، مش بعيد بعد كام يوم اعلن افلاسى
سهير : ازاى يعنى ، ايه اللى فى ايده عشان يعمل لك كده
سامى بغل : البيه ربيع بلغ كل العملاء ان الشراكة انفضت ، و بعت لهم صورة من التخارج و هو ماضى عليها ، و الزفت رحيم عدا على كل المزارعين اللى كنت باخد منهم البصل و البطاطس و لم منهم المحاصيل بتاعتهم ، ما سابليش و لا طن حتى
نرمين : طب هو اخدهم يعمل بيهم ايه ، هيصدرهم هم
سامى اول ما سمع الكلمتين دول قام اتنطر من مكانه و قال بغيظ : على جثتى يا رحيم ، و اللى انت عملته معايا زمان كوم ، و اللى بتعمله دلوقتى كوم تانى

 

 

سهير : هتعمل ايه يا سامى فهمنى
سامى : ما هو يا انا يا هو ، البلد مابقيتش تتحملنا احنا الجوز
سهير و هى بتمسكه من دراعه : اعقل يا سامى ، ماتخليش غضبك يعميك اكتر من كده ، بلاش تخلى شيطانك يوديك فى حتة مامنهاش رجوع
سامى : ما بقاتش تفرق ، خلاص ، هو جاب اخره معايا ، و خلانى اقرى له الفاتحة
…………..
فى بيت عبد العزيز …. كان سليم بيستعد للسفر و قاعد مع نبيلة بيتكلموا مع بعض على حاجات خاصة بالبيت عندهم ، و سِليمة كانت قاعدة وسط الولاد كلهم و هى بتراجع معاهم القرآن اللى حفظوه ، حتى ولاد ربيع كانوا قاعدين معاهم و منسجمين جدا ، و عبد العزيز و رحيم و ربيع كانوا قاعدين بيتكلموا سوا على اللى ربيع عمله مع ليلى فعبد العزيز قال : يعنى انت قرار الطلاق ده يا ابنى قرار نهائى
ربيع : ايوة يا بابا
رحيم : طب و الولاد يا ربيع
ربيع : اللى خلى نورا و مريم اتربوا بعيد عن امهم ، هيخلى ولادى يتربوا برضة يا رحيم
رحيم : ايوة ، بس الوضع هنا يختلف ، انا ما حصلش بينى و بين امهم صراع عليهم ، لكن انت .. ما اعتقدش ابدا ان ليلى ممكن تسكت لو بعدت عيالها عنها
ربيع : و مين اللى قال انى هبعدها عنهم ، انا هسيبهم معاها
رحيم باستغراب : و هتقدر تبعدهم عن حضنك
ربيع : و لا هبعدهم عنى و لا عن امهم يا رحيم ،هيفضلوا مع امهم لكن انا دايما هبقى معاهم
عبد العزيز بحزن : و تضمن انها ماتسممش عقلهم ضدك يا ابنى
ربيع : لا طبعا ما اضمنش يا بابا ، و عشان كده ، انا عاوز حضرتك معايا و انا رايح اودى المؤخر بتاعها عند ابوها
عبد العزيز : و وجودى هيفيد فى ايه يا ابنى فى حاجة زى دى
ربيع : رغم كل شئ ، والد ليلى راجل محترم و بيحب حضرتك و اكيد مش هيسمح ابدا انها تتصرف اى تصرف يضر نفسية الولاد

 

 

عبد العزيز هز راسه بالموافقة و قال بحزن : ربنا يقدم اللى فيه الخير باذن الله
و بعدين انتبه و قال : الوقت اتأخر ، هى اختكم اتاخرت ليه كده ، ده حتى ما جاتش اتغدت معانا النهاردة
رحيم : هى و عبد الهادى اتغدوا سوا هناك ، عندها شغل كتير ، و انا هروح اجيبها كمان شوية
ربيع : طب قوم ياللا عشان تجيبها و انا هاجى معاك عشان اسحب فلوس من اى ماكينة
سليم قام و قال : و انا كمان هتوكل على الله قبل الوقت ما يتأخر عليا بزيادة
عبد العزيز : السواق يا ابنى مستنيك برة
نبيلة : و انا خليت مسعدة تحطلك شنطة فيها شوية اكلات سريعة كده على التسخين على طول ، على ما تيجى يوم الخميس ان شاء الله بالسلامة
سليم بابتسامة : تسلم ايدك يا حبيبتى
سلموا على بعض و كل واحد راح فى طريقه
بعد ما الكل خرج ، كانت سِليمة لسه قاعدة مع الولاد و كانت بتسمع لهم سورة يوسف ، و نبيلة قعدت معاهم ، و كان فهمى هو اخر واحد بيسمع و بعد ما خلص ، سِليمة ضمته لحضنها و قالت : الله يفتح عليك يا فهمى و يصلح ما بين ايديك يا اول تلاميذى النجباء
مريم بمشاغبة : و اشمعنى بقى فهمى اللى عمالة تدلعى فيه كده يا ماما ، ما احنا كلنا شطار و سمعنا صح
سِليمة بضحك : عشان فهمى صغير يا ست مريم و حتى لسه ما دخلش المدرسة و لا اتعلم لسه القراية و الكتابة ، فلما يحفظ زيكم يبقى ايه
معتز ابن ربيع و هو بيضحك : يبقى برافو عليه
و بعدين يمنى قالت : يعنى يا عمتو سِليمة ، سيدنا يوسف سامح اخواته بعد ما رموه فى البير
سِليمة بابتسامة : ايوة يا يمنى سامحهم كلهم
معتز : ازاى سامحهم بعد ما عملوا فيه كل ده
سِليمة : لاكتر من سبب يا معتز
معتز : و ايه بقى الاسباب دى
سِليمة : اولا سيدنا يوسف ده كان نبى ، و كان ربنا سبحانه و تعالى بيعرفه المفروض يعمل ايه ، ثانيا لان ده كان قدره اللى ربنا سبحانه و تعالى قدره لسيدنا يوسف و ربنا جعل اللى عملوه ده سبب انه ييجى مصر و يبقى العزيز عشان التوحيد ينتشر فى مصر وقتها على ايد سيدنا يوسف ، ثالثا بقى ، و لان سيدنا يوسف كان نبى فلازم يبقى متسامح خصوصا ان هم اعترفوا بغلطهم و اعتزروا له ، فكان لازم يسامحهم
يمنى : زى ما عمتو ناهد كده سامحت بابا لما اعتذر لها
هنا نبيلة اللى بتسمع كل ده و هى مجرد بتتابع كلامهم و هى ساكتة بصت ليمنى و قالت : طب و انتى عرفتى منين ان بابا اعتذر لعمتو ناهد يا يمتى
يمنى : بابا قال لنا انه هيعتذر لها عشان تسامحه
سِليمة بصت لنبيلة بابتسامة و رجعت بصت للولاد و قالت لهم : كل الاخوات ممكن يزعلوا من بعض ، لكن لازم بيرجعوا يتصالحوا من تانى ، لان مافيش اخ ممكن يستغنى عن اخوه و لا يفضل زعلان منه ابدا مهما حصل
نورا : طب فين الهدايا بقى ، انتى وعدتينا انك هتجيبيلنا هدية لو لقيتينا حافظين كويس

 

 

نبيلة بضحك : جيبتيه لنفسك يا ست سِليمة ، لاحقى بقى على الهدايا
سِليمة بابتسامة : اولا انا ما قلتش انى هجيب لكم هدية ، انا قلت ليكم عندى حاجة حلوة
نورا : ماهو حاجة حلوة يعنى هدية
سِليمة : ماشى اعتبروها هدية بس هى مكافأة حلوة عشانكم
نورا : فين هى يعنى المكافأة دى
نبيلة : يا بنتى ما تصبرى على ماتشوفى ايه هى الحاجة دى
نورا بصت لسِليمة و قالت : طب ايه هى الحاجة دى
سِليمة : طب ممكن تصبروا لغاية ما بابا و عمو و عمتو ناهد ييجو
فهمى : ماما ناهد اتاخرت اوى ، و حشتنى
نبيلة طبطبت على راس فهمى و قالت : خالو رحيم و خالو رببع راحو يجيبوها و مش هيتأخروا
………….
فى الماركيت كانت ناهد تقريبا خلصت شغلها و حضرت نفسها و قاعدة مستنية رحيم عشان تمشى معاه ، و عبد الهادى قاعد معاها فى المكتب و هو ساكت تماما و شكله سرحان على الاخر ، و ناهد ملاحظة شروده و مكسوفة تسأله سرحان فى ايه ، بس فجأة سمعت صوت رحيم اللى دخل عليهم من غير ماينتبهوا له و هو بيقول : السلام عليكم
ناهد بانتباه : و عليكم السلام
عبد الهادى هو كمان انتبه لوجود رحيم فقام بسرعة من مكانه و قال : اهلا يا رحيم ، نورت المكان كله
رحيم و هو بيبص لعبد الهادى بتمعن : ده نورك يا هادى ، مالك … ايه اللى شاغلك لدرجة السرحان ده كله
عبد الهادى بتردد : لا ابدا ، بس كنت برتب شوية حاجات كده فى دماغى
رحيم و هو واضح عليه انه مش مصدق كلام عبد الهادى : على الله تكون رتبتها كويس ، و لو محتاج مساعدة انا فى كتفك ماتقلقش
عبد الهادى بص له بتركيز و قال له : شكلى فعلا محتاج مساعدتك
رحيم بابتسامة : اؤمرنى
عبد الهادى و هو بيبادله الابتسامة : روح ناهد عشان ما تأخرهاش عن كده و عشان كمان تلحق تستريح شوية احسن تعبت نفسها النهاردة بزيادة ، و لو عندك وقت بعد كده نتقابل و نقعد فى اى حتة
رحيم كمان لاحظ انه اتكلم على ناهد باسمها بدون القاب فابتسم و قال : تمام مافيش مشكلة ، ربيع اصلا برة فى العربية هخليهم يروحوا هم و هرجعلك تانى
ربيع : ياريت ، ماشى هستناك
رحيم خرج مع ناهد لحد ما اتطمن انها ركبت مع ربيع و مشيوا هم ، و بعد كده قبل ما يرجع لعبد الهادى ، لقى عبد الهادى جاله و قال له : تعالى نقعد بعيد عن الشغل
رحيم : هنروح فين
عبد الهادى : تعالى عندى البيت عشان نقعد براحتنا
وصلوا البيت عند عبد الهادى اللى اول ما وصلوا دخل المطبخ عمل قهوة و رجع قعد مع رحيم اللى قال بمكر : ياترى ايه الموضوع العويص اللى شاغلك اوى كده
عبد الهادى : هو فعلا موضوع عويص
رحيم : طب ما تتكلم انا سامعك

 

 

عبد الهادى : الحقيقة يا رحيم انا خايف لا تفهمنى غلط
رحيم : و انا من امتى بفهمك غلط يا هادى ، ده انت نفسك ممكن تفهم روحك غلط ، لكن انا عمرى ما افهمك غلط و انت عارف ده كويس
عبد الهادى : انت عارف انا حبيت نادية و اللا لا
رحيم : عارف و متاكد ان روحك كانت فيها
عبد الهادى : و لسه فيها و عمرى مانسيتها و لا اقدر فى يوم انى انساها ، نادية كانت النفس اللى بتنفسه ، كانت صاحبتى و حبيبتى و مراتى ، كانت كل حاجة ليا
رحيم : انا عارف ده و متأكد منه يا هادى ، و واثق من حبك و اخلاصك لاختى ، بس اختى ماتت يا هادى ، و انا قولتهالك من زمان و هقولهالك تانى ، ماتدفنش عمرك معاها ، لان اللى راح مابيرجعش
عبد الهادى بتردد : ماكانش قصدى يا رحيم ، و الله ما كان قصدى ، كل حاجة حصلت غصب عنى
رحيم : هو ايه ده اللى ما كاتش قصدك
عبد الهادى : ماقصدتش ابدا ان قلبى يدق من تانى و لا قلبى يتعلق بغيرها ابدا ، يوم ما ماتت نادية عاهدت نفسى ان قلبى مات معاها ، عمرى ما اتصورت ان ممكن قلبى يصحى من تانى و لا يحن لغيرها ابدا فى يوم من الايام
رحيم : هون على نفسك يا هادى ، احنا بشر ، و دى حاجة عمرها ماكانت بايدنا ، و بعدين انت لسه صغير و من حقك تعيش و تحب ، و بعدين دى سنة الحياة ، و اوعى تفكر انى ممكن ازعل لما اشوفك بتعيش من تانى ، و تأكد ان نادية هتبقى مبسوطة عشان انت مبسوط
عبد الهادى بتردد : مش هتسألنى مين اللى حركت قلبى من تانى بعد السنين دى
رحيم بابتسامة : ما هو لو انا مش عارف ، ما استاهلش ابقى صاحبك يا صاحبى ، و اللا ايه
عبد الهادى بفضول : يعنى انت عارف هى مين
رحيم بتنهيدة : عارف و موافق كمان
عبد الهادى : و تفتكر هى ممكن توافق
رحيم : كلمها و اسألها
عبد الهادى باستنكار : انا اللى اكلمها
رحيم : ااه طبعا انت .. اومال امى
عبد الهادى : ايوة يا رحيم ، بس مايصحش ، و بعدين كمان دلوقتى انا دخلت بيتكم و كلت مع والدك و اخواتك عيش و ملح ، فمايصحش انى اكلمها من غير موافقتهم
رحيم بخبث و هو بيتلاعب بعبد الهادى : و بابا و اخواتى مالهم و مال الموضوع ده
عبد الهادى باستغراب : مالهم و ماله ازاى ، مش اهلها
رحيم و هو بيكتم ضحكته و بيتصنع عدم الفهم : اهلها .. انت بتتكلم عن مين بالظبط
عبد الهادى : بتكلم عن مين ، اومال انت من الصبح فاكرنى بتكلم عن مين
رحيم : قول و انا اقول

 

 

عبد الهادى : هو احنا هنلعب يا رحيم ، ما تنطق يا اخى
رحيم و هو بيتصنع الجدية : لا يا هادى ، افرض ان تخمينى غلط ، مايصحش انى اجيب سيرة بنات الناس كده
عبد الهادى بغيظ : و عمال تقوللى صاحبك و استاهل و ما استاهلش و اتاريك و لا انت هنا اصلا
رحيم بصوت عالى : الله .. مش لما تقول الاول هى مين و اشوف انا تخمينى صح و اللا لا
عبد الهادى بتردد و امتعاض : ناهد اختك
رحيم رسم الصدمة على وشه شوية و قال : ناهد .. اختى ، انت فاجأتنى يا هادى بكلامك ده
عبد الهادى : يعنى ايه ، افهم ايه انا من الكلام ده ، يعنى انت موافق و اللا مش موافق
رحيم بمرح : و انا مالى يا بقف ، هو انا اللى هتجوزك و اللا هى ، ما انا بقوللك من الصبح اسألها
عبد الهادى بترصد : يعنى انت من الاول فاهم انى بتكلم عن اختك
رحيم بابتسامة اعتزاز و هو بيعدل ياقة القميص بتاعه : طبعا فاهم وعارف
عبد الهادى بغيظ : اومال ايه الفيلم الهابط اللى انت عمال تعمله من الصبح عليا ده
رحيم بضحك : يا اخى عاوزك تفك شوية ، حسيتك قافش و متنشن ، قلت افكك ، ايه .. غلطان
عبد الهادى بتنهيدة : لا يا سيدى ، انا اللى غلطان ، انا زمان كنت عارف راى نادية قبل ما اعترفلك بحبى ليها ، و كان كل اللى قالقنى وقتها موقف باباك و اخواتك ، لكن المرة دى حامل هم باباك و اخواتك و راى ناهد ذات نفسها
رحيم : انت ايه اللى يريحك ، عاوزنى افاتح بابا و اخواتى و احدد لك معاهم معاد
عبد الهادى : تفتكر ممكن يظنوا انى طمعان فيها زى ما ربيع كان بيقول
رحيم : عاوزك تنسى اى كلام اتقال قبل كده يا هادى ، و ركز بس فى اللى انت عاوزه ، و لازم تعرف انها لو رسيت انى اجوزهالك غصب عن الكل زى ما عملت معاك انت و نادية زمان هعملها بس الاول تجاوب على سؤال مهم جدا
عبد الهادى بفضول : سؤال ايه
رحيم : حبيت ناهد صحيح ، و اللا شايفها مجرد بديل لنادية ، لان لو الاحتمال التانى فانصحك انك تنساها تماما و تشيلها نهائى من حساباتك
عبد الهادى : صدقنى يا رحيم ، انا من ساعة ماشفت ناهد و انا فى حاجة شدتنى ناحيتها ، يمكن فى الاول كان الشبه اللى بينها و بين نادية ، لكن بعد كده ، لما قربت منها و عرفتها بجد ، لقيتها إنسانة جميلة و نقية و طاهرة ، بتحب كل اللى حواليها بصدق ، عمر ولادى ما اتعلقوا بحد زى ما اتعلقوا بيها هى و سِليمة ، لما اتعلقوا بسِليمة و احنا فى ميت كنعان ، قلت ربنا حنن قلب سِليمة عليهم عشان تنسيهم غربتهم و يتمهم ، لكن لما اتعلقوا بناهد فرحت اكتر لانها من دمهم ، لكن شوية بشوية و لقيت حبهم ليها غير حبهم لسِليمة ، لقيتهم اتعلقوا بيها اكتر و حبوا حضنها و لهفتها عليهم ، ناهد الامومة فى طبعها ، مابتبزلش مجهود عشان تحسس اللى حواليها بحبها ، بتحب الكل و بتهتم بالكل ، فى الاول .. حسيت من ناحيتها بالذنب بعد ما عرفت سبب جوازها من سامى ابن عمك ، و انه اتجوزها لمجرد رد كرامة بعد رفض نادية ليه ، و انها وافقت عليه و استمرت معاه الوقت ده كله خوف على نادية و عليا و على ولادنا ، لكن بعد كده ، بقيت لما اسمع اسمه او اشوفه .. كنت بحس بالغضب من ناحيته ، و بستغرب ازاى قدر يفرط فى انسانة بالجمال الداخلى و الخارجى ده
رحيم : يعنى انت عاوز تتجوزها عشان حاسس ناحيتها بالذنب

 

 

عبد الهادى : لا يا رحيم ، انا حبيت ناهد ، حبيتها بضعفها اللى خلاها تستسلم للضغط اللى كان عليها ، و بقوتها اللى خلتها تتحمل طول السنين دى ، حبيت حنيتها و حبيت رقتها و طيبتها ، انا حاولت كتير اقاوم حبى ليها بس ما عرفتش و ما قدرتش
رحيم : و كنت بتقاوم حبك ليها ليه
عبد الهادى : خايف من التاريخ لا يعيد نفسه يا رحيم ، و لو المرة دى كمان كانت نفس النتيجة ، هكون السبب ان ولادى يتحرموا من حنان جدهم اللى اخيرا عرفوا طعم حضنه
رحيم اتنهد و طبطب على رجل عبد الهادى و قال : ان شاء الله مش هيبقى فى حرمان و لا حاجة ، و سيبلى انا الموضوع ده و ان شاء الله تسمع منى خبر كويس
عبد الهادى : و ناهد
رحيم بابتسامة و بقلة حيلة : حاضر يا هادى .. حاضر
…………….
رحيم و عبد الهادى خرجوا مع بعض من بيت عبد الهادى ، عبد الهادى رجع على الماركيت ، و رحيم اخد تاكسى و رجع على البيت ، نزل من التاكسى و بيعدى الشارع فجأة عربية جت بسرعة شديدة جدا خبطت رحيم و هربت
الدنيا اتقلبت فى ثانية و ربيع و عبد العزيز انتبهوا للدوشة اللى حصلت فى الشارع وقبل ما يبتدوا يشوفوا ايه اللى حصل ، لقوا الناس بتخبط عليهم تبلغهم باللى حصل
ربيع جرى على الشارع لقى رحيم واقع على الارض و حواليه ناس كتير بتحاول تسنده والدم مغرق وشه و رجله ، رمى نفسه بلهفة جنب رحيم و هو بيحاول يتطمن عليه و يكلمه و بيقول : رحيم ، ايه اللى حصل ، طمننى عليك
ربيع لقى رحيم رفع وشه اللى عمال يجيب دم من كل حتة و قال كلمة واحدة بس قبل ما يفقد الوعى : سامى

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط علي : (رواية سليمة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى