روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل التاسع عشر 19 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل التاسع عشر 19 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء التاسع عشر

رواية شبكة العنكبوت البارت التاسع عشر

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة التاسعة عشر

                        ( تساقط قطع الدومينو )

فى صباح أحد الأيام وبعد خروج أبنائها إلى المدرسة بصحبة »على « في طريقه إلى العمل قامت »ريم« إلى الهاتف واتصلت ب«نادية«، كانت تشعر برغبة شــديدة في إخراج تلك المشاعر ولم تجد أفضل من رفقة «نادية« في تلك اللحظة .

– أيوة يا »نادية«، إزيك حبيبتى عاملة إيه ؟

– إزيك أنتي يــا »ريم« ؟ مال صوتك؟ عاملة زى ما تكونى تعبانة، إنتى تعبانة ولا إيه ؟.

– منمتش من امبارح والله عمالة أفكر حاسة إنى مخنوقة، ما تيجى نتقابل كلنا عند »نورا« .

 

 

 

 

 

 

– أوكى يا حبيبتى أنــا معنديش حاجة وأكيد »نــورا« في البيت،

»مايسة« طبعا مش هتقدر تيجى هي وأسماء علشان في الشغل.

– تمام.

– قومي اشربي نســكافيه ولا حاجة وفوقي، وأنــا هاكلم »نورا«

وأظبط معاها وأكلمك أقولك هنتقابل الساعة كام .

– أكيد هأروح قبل ميعاد رجــوع الولاد فبلاش تتأخري، أنا فعلًا

مخنوقة جدا. ومحتاجة أتكلم معاكي.

– طيب خلاص يــا حبيبتى ماشى كده كــده هنتقابل أنا وانتى،

هشــوف بس »نورا« ظروفها إيه وأقولك يا نتقابل عندها يا نتقابل أنا وانتى بره .

– ياريت نتقابل عندها، أنا مش قادرة أقعد فى أى مكان عام، حاسة إن أنا مخنوقة وخايفة أعيط وأعصابى تفلت منى .

– ليه يا بنتى كل ده إيه اللي حصل ؟.

– مش هينفع على التليفون بقا يا »نادية«، كلمى »نورا«، أنا هاخش أعمل نسكافيه وكلمينى قوليلى هنعمل إيه .

– طيب ماشى خلاص باى .

 

 

 

 

 

 

أغلقت »ريم« الهاتف ودخلت إلى المطبخ لإعداد كوب من القهوة لعله يحســن من مزاجها المضطرب، وبينما تحتسي أول رشــفه رن جرس الهاتف مرة ثانية وأخبرتها «نادية« بانتظــار »نورا« لهما فى منزلها ، أسرعت »ريم« إلى دولاب ملابسها لتبدل ثيابها وتذهب من فورها إلى »نورا« ، كانت تريد أن تلقي بأحزانها وتعبر عن مدى تعاستها واستيائها من ردود أفعال »على « التى لم تشــف غليلها ولم تطفئ من نار حقدها عليه .

رنت »ريم« جرس الباب، بمجــرد أن فتحت لها »نورا« باب المنزل، ألقت بنفسها بني ذراعيها وأجهشت بالبكاء، لم تكن «نادية« قد وصلت بعد فجلســت الاثنتان على أقرب أريكه واحتضنت »نورا« رأس »ريم« وســألتها بانزعاج شــديد : فيه إيه يا »ريم« إيه اللي حصل لده كله يا ماما؟ إوعى تقولي إن جوزك اكتشف الموضوع تبقى مصيبة، فهمينى يا بنتى انتى خضتينى؟ .

– الموضوع مش كده خالص ، مكتشــفش حاجة ، الموضوع حاجة تانية خالص .

– طب أومال إيه الموضوع اللي ممكــن يعمل فيكى كده ؟ إيه اللي يخليكى تنهارى بالشكل ده؟.

قالت »ريم« محاولة التحدث بصعوبة بين نوبات البكاء :

– أنا مصدومة، مصدومة جدا ومش مصدقة، حاسة إنى عملت كل حاجة ممكن أعملها عشان أرجعه ولكن هو برضه مش شايفنى .

– ليه ؟ إيه اللي حصــل ما كان مخضوض وملهوف عليكى الراجل وراح دفع اتنين مليون عشان يرجعك وكل حاجة، إيه في إيه ؟

– مدفعش الاتنين مليون جنيه عشــان يرجعنى، دفعهم عشــان الفضيحة بتاعته، لكن تفتكرى لو كنت لوحدى اللي مخطوفة ومن غير الموضوع بتاعه كان هيدفع والا كان هيسيبهم يعملوا فيا أى حاجة ؟

ربتت نورا علي شعرها في حنان محاولة ان تخفف عنها و قالت:

– يا بنتى متقوليش كده إزاى بتكلمى الكلام ده بس، ده انتى مراته وأم عياله مهما حصل الراجل من دول يروح يلعب بديله يعمل حركات قذرة انما لما تيجى عند الســت اللي معاشرها السنين دي كلها مستحيل، مستحيل تهون عليه .

– عارفة هو صحيح بيقولي إنه كان خايف عليا، وصحيح بيقولى انى نورت البيت لم رجعت وأنه فرحان برجوعى وكل حاجة، بس المشــكلة الحقيقية فى املوضوع ده إن اللي بيتكلم مش »على « حبيبي برضه ، مش قادرة أحس بالمشاعر إللي كنت بحسها منه زمان ، مش قادرة أحس إن مشاعره حقيقيه تجاهى، حاسة إنه مجرد واجب بيأديه زى كل حاجة تانيــة، ممكن يكون دفع الاتنين مليون جنيه ولا المليون اللي خدهم من حســابه علشــان ميتقلش عليه إنه رمى أم عياله لو اتفضح بعد كده واتعــرف الموضوع ، ممكن يكون بيعملها واجب ممكن أى حاجة، لكن حب مبقتش أحس فى عينيه بنظرات الحب دي .

 

 

 

 

 

 

 

– بصي يا »ريم« يعنى ما يمكن انتى محتاجة من ناحيتك تشــتغلي على حتة الحب معاه ما يمكن محتاج إنك انتى تحسسيه ..

ريم مقاطعة:

– »نورا« والنبي اســكتى، أنا لحد ما عرفــت الموضوع كنت بحط بوستات على الفيس بوك بقوله فيها إنى بحبه وأحط صورنا وهو يرجع يقــولي هو إنتى على طول حاطة صورنا في كل حتة، هو انتى على طول عمالة تكتبيلي فى بوســتات، هو إنتى على طول بتنشري خصوصياتنا ، الناس بتتكلم ، الناس بتقول والناس بتحســد والناس مش عارف إيه وأنــا طبعا عارفة كويس إن الموضوع أنه مش عايز الســتات اللي هو مصاحبهم يشوفوا إن فيه علاقة كويسة بينه وبين مراته عشان هيطلع كداب وبوشين قدامهم لا أكتر ولا أقل، فمتقوليش والنبي الله يخليكى اعملي أى حاجة تانى خالص لأت أنا عملت كتير أوى أوى ومتقدرتش ، الدور عليه هو بقا لو عايز يعمل.

فيســبوك إيه ومنشــورات إيه؟ يا حبيبتي ما يمكن مش بيحب

الفيسبوك ؟ يمكن بيتضايق منه فشايف تصرفاتك غلط ومش حاسس بيها، طب انتى متأكدة انك مش بتصديه لما بيحاول ؟

– طب ما أصده، ما هــو المفروض عارف انه كان بيخونى وعارف إنه عامل مصيبة اتســببت فى خطفى، هيحصل إيه لما يدلعنى؟ فيها إيه لما ييجي كده ويقوىل اعملي حسابك إن إحنا هنسافر نروح نقعد فى حتة اسبوع ولا عشر أيام عشان أنسيكى المصيبة اللي كنتى فيها ، فيها ايه لما ألاقيه راجع البيت و جايبلي هدية غالية ؟ فيها إيه لما يجى وألاقيه بيعـبرلي عن حبه بأي حاجة ، فيها إيــه ؟ لكن عادى كده خالص أهى رجعت للبيت، كل يوم وهو راجع من ساعة ما حصل الموضوع ده أقول النهارده هيقولي ، بكرة هيجيبلي بعده هيعمــل والاقيه كل يوم عادى…. عادى زيه زي أى يوم تانى أنــا حقيقى كنت متوقعة أنه هو هيحاول يبتدى معايا الصفحة من أول وجديد وهينضف نفســه ويقربلي أكتر ويسعدنى ويعرف قيمتى فى حياته يعرف إنى كنت هاضيع منه.

 

 

 

 

 

– هو انتى كنتى عاملة الموضوع ده عشان خاطر الفلوس ولا

عشان تحسســيه بقيمتك ولا إيه بس أنا مش فاهمة الموضوع ؟

– يجيب لك إيه ويســفرك فين وهو لسة دافع تحويشــة عمره في المشكلة دي ، إهدي علشان أنتي بتقولي كلام مجانين .

في هذه اللحظات تصــل «نادية« وقد ظهر عليها علامات القلق على »ريم« .

صاحت بقلق : إيه يا »ريم« فيه إيه نزلتينى على ملا وشي ، ايه اللى حصل لده كله، مالك ؟.

قالت نورا مهدئة اياها:

– متقلقيش يا »نادية« هي بــس كانت متوقعة حاجات من »على « ومعملهاش فنفسيتها تعبانة شوية.

– تتوقعى إيه بس انتى التانية يا ماما، دول خلاص ترميهم بطول إيدك ما إنتى عارفة إنه مســتحيل هيتغير ، متقعديش تقرفي في نفسك وتقعدي تفكري في اللي يحرق دمك .

– فعلا عندك حق، أنا مش مفروض أفكر بعد كده، لكن أنا لســة نارى مبردتش يا «نادية«.

– لا بقولك إيه بأة يعنى إيه لســة نارك ما بردتش ، هنعمل إيه أكتر من كــده، هنخطفه هو المرة الجاية ، يا هتحــاولي تكملي معاه بعد ما ربتيه وأدبتيه يا إما هتسبيه ، وأديكى أهو هتبتدى يبقى معاكى فلوس تخليكى مطمنة شوية ، ارحمى نفسك شوية يا »ريم«.

تدخلت نورا مؤكدة صحة ما تقوله نادية:

 

 

 

 

 

 

– والله كنت لسة بقولها الكلام ده، أنا فعلا مش عارفة هيا عايزة إيه ، ما احنا ساعدناها ووقفنا جنبها ، أومال أنا أعمل ايه بس في مصيبتي ؟

سألتها »ريم« بقلق :

– مالك إنتى التانية حصل إيه ، في حاجة جديدة حصلت ؟

– فى زفايــت كتير حصلت مش حاجة واحــدة ، خالص مش قادرة أستحمل الراجل حقيقى اتجنن ، أهو ده بأة بجد اللي المفروض يتربى.

قالت »نادية« باهتمام:

– حصل منه حاجة جديدة ؟

– آه يا ستى ، أول إمبارح كلمنى وقالى أنا جايلك بالليل ، جه حضرت أكل وحلــو وكل حاجة وهو قاعد عمال يجي لــه تليفونات… تليفونات زى المراهقين كل شوية ياخد بعضه وياخد التليفون أول ما يرن وعلى الحمام أو على البلكونة، اتنرفزت وقلت له هو فيه إيه يا حاج أنت جاى كلهم تلات ســاعات وماشي ما تسيب التليفون ده شوية ، قالي هو انتى

 

 

 

 

 

هتقيدى حريتى ؟ انتى ملكيش فيــه ، قلت له يعنى إيه مليش فيه أنا مراتك قالي متقعديش تقرفي أمى أنا مش متجوزك عشــان تربينى ولاتعلمينى الأدب أنا مش هاخلي واحدة ســت تمشينى على مزاجها ، فأنا صراحة اتعصبت وقلت له يا سلام ما انت بقالك سنين طويلة ممشياك ســت قام قايم عليا زى المجنون ونزل فيا ضرب الراجل ابن الكلب اللي رجله والقبر صحته جت على ضربي وبأة يدى بإيده ورجله وقام خرج بعديها وســابني على الأرض ، لا كلمنى بعدها ولا قالي حاجة، وأنا اللي زى الكلبة كلمته وقــالي أنا مش راجع إلا لما تعتذري !

تصوروا أنا الليأعتذر .

سألتها »نادية«:

– وعملتى إيه ؟

– كان الزم أعتــذر وأكل الجزمة فى بؤي ، قلت له معلش يا ســيد الناس أنا اللى غلطانة عشان أنا اللي لسانى طويل ومتبري منى زى ما أنت بتقول.

قالت »ريم« بحرية:

 

 

 

 

 

 

 

– أنــا مش عارفة أقولك إيه بصراحة ، مــا خلاص بقا معاكى ربع مليون غوريه فى أي داهية وسيبيه .

ردت »نادية« متعجبة:

– ربع مليون يا »ريم« هيجيبــوا لها ايه ، دول مايجيبوش يا ماما أوضة وصالة فى أى حتة .

– معرفش بأة، تشوف شغل أى حاجة .

شعرت نورا باستفزاز من اسلوب ريم فوبختها قائلة:.

– وانتى يعنى ما شوفتيش شغل ليه يا »ريم« ؟ بدل ما كنتى تعملى كده ؟

– أنا دي كانت خطتــى والطريقة اللي كنت عايزة أرد بيها على اللي حصىل، إنما انتى وهما مش عايزين الطريقة دي ، لو عايزة تعالى نعمل كده بكرة الصبح ، حد يكره.

– آه، أنا عايزة أعمل فيه زى ما انتى عملتى فى جوزك ، وأكتر كمان ، داهية تاخده البعيد.

نظرت إليها نادية نظرة متشككة و صاحت فيها :

– »نورا« إعقلي انتى هتتجننى زيها ؟!

 

 

 

 

 

 

– مش جنان ولا حاجة بالعكس ، أنا عايــزة أخلص منه بأة ، وهو يستاهل يتعمل فيه كده .

كمن يلقي الكرة في ملعب الأخريات قالت ريم :

والله لو وافقوا يساعدوكى فى الموضوع يالا قوليلى ونظبط .

لم تصدق نادية ان الأمور تتخذ نفس المنحني للمرة الثانية ، حاولت أن تثبط من عزيمتهما فقالت:

– انتى يا ماما كان معاكى مفاتيح الفيلا علشان بتاعتك ، إنما الراجل ده هتصوروه فين إذا كان أصلا مش بييجي عندها إلا كل فين وفين .

 

 

 

 

 

بدهاء و خبث أرادت ريم أن تكسب بعض الوقت حتي تعود بمخطط لا ي يُرفض :

– بقولك إيه، احنا نتجمع هنا عندها ونشــوف، هأفكر فى حاجة لو انتوا موافقين كلكم تساعدوها .

و هنا استنكرت نورا تشكك ريم و قالت غاضبة:

– يعنى إيه موافقين ، طبعا هيساعدونى زى ما ساعدوكى .

أجابتها ريم محاولة تحفيزها:

– خلاص كلمى بأة »مايســة« واقنعيها وكلمي »أســماء« وتعالوا نتقابل هنا عشان خاطر نحدد هنعمل إيه .

 

 

 

 

 

 

عــادت نورا إلى هدوئها بعد أطمئنانهــا إلى وقوف ريم بجوارها و ردت :

– ماشى »مايسة« و”أسماء” مش هيعرفوا ييجوا هنا إلا يوم الجمعة، هاتفق معاهم ونقعد نتكلم ونفرفشك وننعنشك، واضح صحتك بتيجى على مواضيع الانتقام دي .

قالت »ريم« ضاحكة:

– معرفــش والله جايز بأة، يمكن كل راجــل أنتقم منه بحس إنى بنتقم من »على «، بس بصراحة الحاج يستاهل كل خير

قالت نادية محاولة أن تخفف من دراما الموقف :

– هو بصراحة من جهة يستاهل يستاهل، راجل مقزز .

ألتفتت نورا إلى نادية في قلق و وجهت لها سؤال مباشر :

– طبعا انتى مش هتخلعى منى يا »نادية« ؟

– كانت نادية تشعر بمشاعر عميقة تجاه نورا و تشفق عليها كثيرا لما مرت به من ظروف نفسية خاصة بعد طلاقها بسبب العقم ، أبتسمت لنورا مطمئنة بينما تشد علي يدها: علشان عيونك لو دورى هيبقى نفس الدور بتاع المرة اللي فاتت مفيش مشــكلة، أكتر من كده مش هعرف أعمل حاجة، خدوا بالكم إن أنا صحتى على قدى مليش فى الأكشن ده .

 

 

 

 

 

أجابتها »ريم« :

– الموضوع هيبقى بسيط .

خرجت من ناديــة بعفوية صرخة مرحة ردا على أحســاس ريم ببساطة مخططاتها الاجرامية :

– يادى النيلة كل مرة تقولك الموضوع هايبقى بسيط، ده أنا هاسميكى »ريم« الموضوع هيبقى بسيط من كتر ما الموضوع بسيط .

ضحكت نورا و قاطعتها قائلة :

– أيوة »ريم« بســيط، يا بنتى بتقولك هتفكر فى الموضوع ، ما المرة الاولانية عدت أهى زى الفل .

نكزت نادية ريم في كتفها ثم قبلت نورا في رأسها و قالت:

– ماشى أما نشوف آخرتها معاكم إيه .

 

 

 

 

 

 

عادت »ريم« لتقول ضاحكة:

– متقلقيش الموضوع بسيط.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى