روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الثامن 8 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الثامن 8 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الثامن

رواية شبكة العنكبوت البارت الثامن

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الثامنة

– لا ده انتى جبارة بجد ، بعد اللي سمعتيه ده قدرتي تصوري صوت وصورة؟

قالت « ريم » بصوت مختنق بالدموع :

– فعلا جبارة بس مكنتش عارفــة هأتكسر قد إيه ، كسر مقدرش أوصفــه ، أنا بقيت اتنين بيكرهوا بعض ، أنــا و « ريم » بتاعت امبارح ، « ريم » اللي ضيعت حقوقها ، عارفين إيه الفرق بين انك تكوني شــاكة في جوزك ومش متأكدة ، وانك تتأكدي بعد ما تســمعي بودنك خيانته و بين انك تشــوفيها بعينك؟ لما بتشكي وانتي لسة مش متأكدة بيبقي عندك أمل إنك تكوني غلطانــة ، بتقدري تصدقي كذبه وتضحكي على نفســك وتحسي انك ظالماه حتى وانتي جواكي عارفة انك مش ظالماه ، بتعرفي تصبري روحك وتدوري له على أي عذر علشان تصدقيه ، بتبقي لسة عايشة في وهم انك غالية بس انتي شكاكة ، حالة كدة بنلف وندور جواها ، نار بتاكل فينا وإحنا عايشــن وبنتحرق واحدة واحدة لحد ما نتعود عالوجع وساعات كمان بندمنه ونفقد الإحساس بالألم .

 

 

 

إنما لما بتسمعيه بودنك و هو بيحب في غيرك ، وبيقلل منك ويحسسها إنك ملكيش قيمة في حياته ، وتتأكدي انه بيخونك فعلا وإن أوهام غلاوتك عنده وعشرة السنين دي ملهاش مكان من الإعراب غير في عقلك المصدي اللي بطل يشتغل من كتر ما ركنتيه عالرف ، وإن ساعة عمرك اللي وقفت عند لحظة البدايات وفضلت عطلانة ، وخلتك عايشة في الماضي الجميل وناســية أو متناسية الحاضر المهبب ، ولما اشــتغلت ساعة عمرك دي فجأة وبصيتي في المرايا لقيتــي واحدة تانية ، واحدة تجاعيدها طلعت ووشــها دبل ، الصدمة دي بتفوقك ، بتعرفك انك خسرتي نفسك ، وانك ضيعتي شبابك على اللي ما يستاهلش ، تبتدي تحاربي كرامتك علشان شــقا عمرك ما يروحش هدر ، وتقولي لأ ، دي نــزوة ، ده ملل ، هريجع ،

وتضغطي على نفســك وتدوسي أكتر ، وتوهمي روحك أنه بيقول كلام ، مجرد كلام ، بيتسلي ، و هيرجع ، ما هو إزاي ينسى السنين دي كلها والحب ده كله ، وتفتكري أنك بتحبيه ، وعايزاه ، والحقيقة أنك خايفة تخسري اللي فاكراه ملكك.

 

 

 

لكن لما تشــوفي بعينك جوزك ، حب عمرك ، أبو عيالك في حضن ست تانيــة ، ملهوف عليها ومش مصدق إنها بــين إيديه ، بيديها كل حاجة حرمك منها وبســخاء، رغبته فيها بتدبحك بســكينة تلمة، ساعتها هو بيموت، وانتي كمان بتموتــي، كل حاجة فجأة بتموت، كل حاجة بتسكت، وشششش، ساعة الزمن بتقف تاني بس المرة دي على لحظة بتقتلك كل يوم بــدل المرة ألف، وتفضل صورته وهو بيخونك مزروعةفي وســط عينك ، تغمضي أو تفتحي بتفضلي شايفاه ، حاسة إن روحك

بتتسحب منك بالراحة وبتعرفي وتتأكدي أن خلاص مش فاضل بينكم غير صورة الفرح.

أنا من ساعتها باسأل نفسي ، هو أنا قد كدة غبية ، قد كدة مبفهمش في الناس، قد كدة وحشــة ومملة زي ما هــو بيقول، قد كدة معنديش أنوثة، أنا بقيت بكره كل حتة فيــا، بأكره كل حاجة اديتها وكل ثانية رميتها من عمري تحت رجليه.

ظهر الحزن على الجميع و هن يســتمعن بقلوبهن قبل آذانهن لتلك القصة الحزينــة ، بينما اغرورقت عيون ناديــة بالدموع و جاهدت سقوطها حتي لا تزيد من ألم ريم فتماسكت و بادرتها قائلة:

 

 

 

– متلوميش نفســك، كلنا بنتحول لأغبياء لما بنحب ، لما بنحب بنفتح قلوبنا ونقفل عينينا، بنشوف اللي بنحبهم زي ما احنا عايزين نشوفهم مش زي ما هما في الحقيقة، بنصدق كدبهم علشان بيقربنا من الحلم، بنضحك على روحنا.

بيد ما زالت مرتعشة تشعل « ريم » سيجارة أخرى ثم تعاود حديثها:

– مش مفروض نكون أغبياء ولا نضحي بحياتنا عشان خاطر حد تانى، أنا عندى حالة من عــدم التوازن مش قادرة أتخطاها، اتكسرت من جوة أوي.

– قامت نورا من مجلســها إلى حيث تجلــس ريم و احتضنتها من خلفها في حنان بالغ و قالت:

 – ما تقلقيش، احنــا كلنا جنبك حبيبتي، ومفيش كسر ولا حاجة.

 

 

 

كانت أسماء تشــعر بالتحفز و التأثر الشــديد لمدى الظلم الذي

تعرضت له ريم فقالت بغضب:

– أنا عايزة أعرف خدتي حقك إزاي؟ طبعا اســتنيتى أول ما رجع وفرجتيله الفيديوهات وطلعتى عين اللي خلفوه وخدتي حقك تالت ومتلت.

ابتسمت « ريم » بمرارة وبينما تطفئ سيجارتها السادسة في المطفأة:

– يا ريتني كنت قدرت، أنا قعدت أفكر كتير أوى أعمل إيه مع الراجل اللي كل اللى حواليا شــايفني أنا بحبه قد إيه، ومكبراه قد إيه، صورنا في كل مكان، فيسبوك، انســتجرام، أنا وهو ووالدنا، قصة الحب المثالية اللي عمرى ما كنت أشك لحظة في انها مش حقيقية لحد كام شهر فاتوا ، لكن للألســف لقيت إن أنا أضعف من إنى أواجه المجتمع بفشلي وإنى فجاة أطلع الصبح اقول للناس صباح الخير يا جماعة أنا المغفلة ، اتضح اني كنت بأسجن نفسي بإيدي جوة شبكة عنكبوت ، صورة اتصورتها في خيالي وأدمنتها ومبقتش قادرة أواجه الناس بعكســها ، حتى أقرب الناس ليا مش قادرة اقول لهم إني بأتخان، قعدت أقول لنفسي لو عرف اني عرفت ممكن يبجح، ممكن يقولي أنا كدة وإن كان عاجبك، فكرة انه يبيعني كدة خلتني أسكت وناري بتاكل فيا ، بأموت حرفيًا من جوايا.

 

 

 

اعتدلت نورا في وقفتها و قالت بينما تربت علي شعر ريم:

– جتنا نيلة في حظنا الهباب، أومال الرجالة الكويســة راحت فين ، انقرضوا؟

صباح الفل، الرجالة الكويسة دي أحلام وردية أو احنا اللي غلط إننا صدقنا الكدبة دي و ادينا ناس لا تســتحق أهمية كبيرة في حياتنا وبندفع التمن غالي.

– طيب عملتي إيه؟

– زي أي ست بتصبر نفســها قعدت أقول لروحي اعقلي الموضوع هيعدي ، ده جوزك ، حقك فيه ما تسيبهوش لواحدة تانية ، وقررت إنى أكمل معاه واعمل مش عارفة حاجة ، وأتابــع من بعيد ، وأقول يمكن نزوة وتنتهى ، الغريب إنه حس بتغيير منــي تجاهه لأني غصبا عني مكنتش قــادرة أكون طبيعية مية في المية ، بس مهتمش ولا فرق معاه ، تجاهلني تماما كأني مش هنــا ، مع ذلك فضلت أعقل نفسى وأقول أنا شريكة في كل ده ، ازاى أسيب ده كله وأمشي بعد ما تعبت فيه ، أنا مفيش

قدامي غير إنى أســتنى معجزة وضميره يصحي ويعرف اني ضحيت علشــانه بكل حاجة ، حتى ميراثي مستخسرتوش فيه، وإنى خلاص لا عنــدي أب ولا أم زى ما كان عندى من عشر ســننين وإن خروجى من البيت هيبقي للشارع.

 

 

 

– طب وانتى اســتحملتى ليه ده كله ، كنتى رفعتى قضية وهتخدى حقك غصبًا عن عينه والشــقه ليكى عشان انتى حاضنة ، أنا متبهدلة وساكتة عشــان معنديش ولاد ومتجوزة في السر ، إنما انتى القانون في صفك .

– القانــون؟ قلبك أبيض شــوفي حواليكــى كام واحدة اترمت في الشارع بعد الطلاق وجوزها بيرمي لها الفتات ، القوانين مليانة ثغرات ، وألاعيب محامين ، أنا عندى ولادي الاتنين في مدارس انترناشونال وانتى متعرفيهوش ده عنيد وممكن يعمل أى حاجة عشان يحطمنى .

ظلت مايســة بحكم خجلها صامتة معظم الوقت لكن اســترعي انتباهها ظنون ريم فسألتها :

– يحطمــك ليه ؟ انتى بتقولي إن كان بينكم قصة حب كبيرة يمكن يتكسف على دمه خصوصا هو اللى خاين .

 

 

 

– لا قصة حب! انتى مصدقة؟ هو لو فيه حب كان خانني ؟ واضح الحب كان من طرفي أنا بس ، أنــا عارفاه كويس دايما ردوده انتقامية يعنى حتى لو غلطان بيستكبر انه يعتذر ، معنديش أى شك أنه هيحاول يخلينى أخضع له بأى طريقة ، أو يمكن أنا ضعيفة ومبقتش واثقة في نفسي .

صاحت فيها نادية بقوة :

– انتى مش ضعيفة بالعكس انتى قوية لكن ظروفك هيا اللي صعبة ، زينا كلنا يعني ، طيب انتى ناوية تعملي إيه دلوقت ؟

– مش عارفة أعمل إيه ، محدش يعــرف الموضوع ده تمامًا غيركم واترددت كتير اني احكيلكم علشــان ما تشــوفونيش الست دي ، لكن كسرتي وقلة حيلتي والوجع اللي بياكل في دمي مبقتش قادرة أستحمله لوحدي ، قلــت اقول لكم ، مش مهم تشــوفوني إزاي ، تحتقروني والا تستغربوني علشــان مكملة وضعيفة لكن هاخرج سري من جوايا ، أنا ارتحت لكم جدا ، أختي الوحيدة في امريكا ومليش حد ، محتاجاكم أوي

وده اللي خلانى أطلب أقابلكم النهاردة وآخد رأيكم.

 

 

 

– نحتقرك إيه ونستغربك؟ يا بنتي ما كلنا في الهم ده سوا ، وعموما متزعليــش يا « ريم » من الدنيا ، كلنا قصصنا زي الزفت وحالنا حال ، لا تعايرني ولا أعايرك.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!