روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الخامس 5 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الخامس 5 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الخامس

رواية شبكة العنكبوت البارت الخامس

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الخامسة

                              ( طريق السُخنة )

نفذت « داليا » وعدها و أرسلت المبلغ المطلوب ، بينما قام

« علي » بسحب المبلغ المتبقي من حســابه بالبنك ، وانتظر في منزله طيلة الوقت مكالمة الخاطفين ، انفطر قلبه على أطفاله الصغار الذين لم يتوقفوا عن السؤال عن أمهم طيلة اليوم ، لم يعتادوا غيابها كل هذا الوقت أبدا، ظل ضميره يؤنبه بينما يتصور ما قد يحدث لزوجته وما قد يحدث له هو شخصيًا لو ســارت الأمور في اتجاه عكس ما يرجوه ، في تمام الساعة العاشرة

مساءً رن جرس التليفون.

 

 

– جاهز؟

– جاهز.

– في علــب كتير على التسريحة ابقوا وضبوهم علشــان حالكم يغم ههههه، هتلاقي وســطهم عدة تليفون صغير نوكيــا ، مش قد المقام معلش لكن هيقوم بالغرض ، افتحه ، هاكلمك عليه ، اقفل تليفونك حالا .

– إستنى كلمني هنا، ألو، ألو.

ألقى « علي » التليفون من يده وقام مسرعًا إلى حيث العلب التي تحتفظ زوجته فيها بعطورها وادوات زينتها ، ألقى بعصبية واستعجال كل شــئ على الأرض ، ووجد بالفعل هاتف نوكيا شديد القِدم وصغير للغاية ، رن الهاتف بصورة مباغتة فور قيام « علي » بتشغيله :

– كدة أحسن، معاك الفلوس حاليا؟

– أيوة معايا.

– اطلع السخنة ، ما تخدش معاك غير التليفون ده وإقفل التاني.

– أطلع السخنة دلوقتي؟

 

 

– أيوة السخنة، الشاليه بتاعك في السخنة.

– حاضر.

– لو في عربية لقيناها ماشية وراك اعتبر الاتفاق فركش.

– ما تخافش ، أنا عايز أخلص من الموضوع ده.

– عاقل ، إطلع وإحنا رجاالتنا مراقبينك

– حاضر ، عايز أكلم « الأول » الأول.

– مش وقته.

– لأ وقته ، مش هأتحرك غير لما أطمئن عليها.

– هاتها من جوة بسرعة ، هأجيبهالك بس علشــان تعرف إن كلمتنا واحدة.

« ريم » صارخة :

– « علي » ، إلحقني يا « علي » أنا هأموت ، إوعي تسيبني أنا عايزة أرجع لعيالي يا « علي ».

– إوعي تخافي ، أنا دبرت الفلوس وجاي.

 

 

– بيقولوا هيقتلوني لو بلغت البوليس ، أنا خايفة أوي يا « علي ».

– أنا ما بلغتش حد ، مش هاجــازف بيكي ، صدقيني الكابوس ده

قرب يخلص.

يصيح الخاطف:

– يلا خلاص ، إطلع عالطريــق ، بعد الكارتة هاكلمك على التليفون

ده، تليفونك تسيبه في البيت مقفول زي ما نبهتك ، لو اتفتح في أي وقت اعتبر الموضوع خلص.

– حاضر هاطلع حالا وهأسيب تليفوني وهأقفله قبل ما أخرج.

– تمام.

ركب « علي » ســيارته و اتجه من بيته في التجمع بسرعة كبيرة ناحية السخنة ، وبمجرد خروجه من بوابة التذاكر رن الهاتف مرة أخرى:

– عديت كارتة القاهرة حالا ، علشان تعرف إن رجالتنا عينهم عليك ، بس شاطر مفيش حد وراك فعال.

– أنا عايز مراتي وبس.

 

 

– الحب ولع في الدرة، لأ مصدق أحاسيســك يا معلم ، هو كدة فعلا الحــب بهدلة ، ركز في الطريق يا حنين هتلاقي يافطة مكتوب عليها ريزورت السعادة عند الكيلو 70.

– لسة ماجتش.

– عارف ، أول ما تيجي هتلاقي طريــق رفيع على اليمين ، هتدخل فيه لجوة.

– جوة في الصحرا؟

– أومال جوة في البحر ، هكلمك لما تدخل الطريق.

– ألو ، استنى ، إزاي في الصحرا.

ظل « علي » يحدث ذاته طوال الطريــق ويؤنبها : مصيبة ليقتلوني أنا وهي و يسرقوا الفلوس ، أنا غبي ، واحد غبي ، متجوز ســت تتمني لي الرضا علشان أرضى ، ومخلف عيال والدنيا كويسة إيه لزوم النجاسة ، أهي اتعكت فوق دماغ امك علشان تتبسط.

 

وفجأة أفاق من صراعه مع نفسه على رنين الهاتف مرة أخرى :

– فاضل خمسة كيلو ، خليك يمين .

– حاضر تمام، هو ما ينفعش نتقابل في حتة عمار أكتر ؟

– أجابه الخاطف ساخرا : تحب نتقابل عالقهوة وناخد اتنين سحلب؟

– مش قصدي ، قصدي أنا أضمن منين انكم مش هتأذونا؟

– كلمة شرف يا عديم الشرف .

– يعني أنا كدة اتطمنت مثلا ؟!

– مش مهم تتطمن ، سلام .

 

عند النقطة المحددة اتجه « علي » لليمين المتفق عليه وترك الشــارع الرئيسي للدخول في شــارع جانبي مظلم مما أثار شــكوكه وارتيابه في نواياهم ، من شــدة الخوف فكر في الرجــوع من حيث أتى ، لكن لم يســتطع أن يتخلى عن «ريم» و يتركها للمجهول ، فقرر أن يكمل المهمة حتى النهاية ويتحمل كل العواقب بشــجاعة ، ماذا جنت « ريم » لتوضع في تجربة أليمة كتلك ، الخطأ خطؤه ويجب أن يتحمل هو نتائج أفعاله وليس «ريم » في منتصف الطريق رن الهاتف مــرة أخرى لإعطائه تعليمات جديدة :

 افتح الباب وارمي الشنطة علي الأرض وامشي .

– ومراتي ؟ أرمي الشنطة من غير ما أخد مراتي إزاي؟

– هاقولك تستلمها منين.

– لا مستحيل أسيب الفلوس قبل ما أستلم مراتي.

 

 

– مراتك في المكان اللي هتســتلمها منــه ، أول ما نتأكد من الفلوس ونعدها هنقولك مكانها.

– أسمع صوتها وأتأكد.

أغلق الخاطف الهاتف وارتعب علي من تصرفه ، وظن أن الخاطف يعتقد أنه يراوغه، ووقف في مكانه مشلول عاجزًا عن التصرف منتظرا معجزة أن تحدث.

مرت دقيقتان عليه كعشر ســنين ، كان قلبه يدق أسرع من طائرة نفاثة وركبتاه مخلخلتان كأنهما انفصلتا عن عظامه وأصبح لا يشعر بوجودهما ، في تلك اللحظات ظل عقله يؤنبه على تسرعه وعدم صياغه للأوامر بدون جدال ، وبدأ هاجس يتســلل إلى قلبــه بأنه ربما أضاع الفرصة وأثار غضبهم بطلبه، ولكنه سرعان ما التقط أنفاسه مع رنين الهاتف مرة أخرى:

 

صوت « ريم » تصيح مرتعبة:

– « علي » إنت فين ؟

– أنا جيت يا « ريم » زي ما اتفقت معاهم، بس طلبوا أرمي الفلوس في مكان مهجور ، وأنا خايف عليكي ، كان لازم أطمن.

اطمن أنا كويســة لحد دلوقتي ، هما بيقولوا هيسيبوني هنا وانت هتيجي تاخدني.

– هنا فين ؟

– معرفش، أنا عينيا مربوطة ، هما جابوني هنا وســايبيني مع حد منهم في عربية وســمعتهم بيقولوا له اول ما يعدوا الفلوس هيبلغوك بمكاني وهو يمشي ، وكمان طلبوا مني اقولك أعقلك وتنفذ طلباتهم يا إما هيقتلوني يا « علي » ، أنا خايفة.

 

– ما أنا بانفذ كل طلباتهم أهو، أنا معنديش حل بديل، المهم سلامتك .

انقطع الاتصال فجأة من جهة « ريم » ، ليدق الهاتف مرة أخرى:

– رميت الفلوس؟

– أيوة رميتها.

– شاطر، لف وارجع عالطريق، وافتكر احنا مراقبين كل حركة.

قال « علي » متوجسا :

 

– حاضر هألف وأرجع، بس أروح فين ؟

– ناحية السخنة زي ما انت ، هأكلمك تاني.

-انقطع الاتصال ، وعــاد « علي » إلي الطريق السريع مرة أخرى، وقبل وصوله إلى السخنة ببضعة كيلومرتات، اتصل به الخاطف مرة أخرى .

– الفلوس تمام ، ومراتك في الحفظ والصون.

– فين مراتي؟

 

– إحنا سيبناها عالطريق قصاد قرية فريوزة ، ورجولة مننا معرفتش حاجــة ، لوعقلك لعب بيك انت أو هي وبلغتوا البوليس ، انت عارف اللي هيحصل.

– لا مش هنبلغ بس ألاقيها.

وانقطع الاتصال مرة أخرى.

وصل « علي » عند القرية وأوقف ســيارته وظل ينظر في المكان يمينًا ويســارًا حتى وقعت عيناه علي «ريم» جالســة على الرصيف المقابل للقرية المقصودة وهي في حالة يرثى لها، هبط من سيارته فورا ونادى عليها بكل قوته وصوته مختنق بالدموع و غير مصدق أنه يراها أمامه مرة أخرى ، عذبه احساسه بالذنب تجاهها وكاد ان يقتله ، نظرت نحوه

وقامت مــن فورها وارتمت بين أحضانه كطفلــة تائهة وجدت أباها ، و بجســد يرتعش من فرط الخوف ، دفنت رأسها في صدره و انفجرت في البكاء، كان الموقف مهيبًا مليئًا بالمشــاعر، اختلطت دموعها بدموعه وانخرطا في عناق حميمي في لحظة مؤثرة لكليهما بكل تأكيد.

 

 

وبمجرد دخول « ريم » إلى السيارة ارتمت على المقعد منهكة القوى ، وطلبت منه بصوت منخفض أن يتركها لتنام، كانت مرهقة ويظهر على ملامحها التعب وآثار الأرق والهلع ، وبرغم رغبته الحثيثة في أن يعرف بالتفصيل ما حدث معها منــذ اختطفت إلى أن عادت ، قرر أن يعطيها مهلة لاستعادة النفس والشعور بالأمان قبل أن تحكي له ما غمض عنه من أحداث وتفاصيل.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى