روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء الرابع والعشرون

رواية شبكة العنكبوت البارت الرابع والعشرون

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة الرابعة والعشرون

– أدوس هنا؟

– أيوة، البسي الهيد فونز علشان تسمعي كويس.

– أحسن برضه ، لا مبيتكلمش ، مفيش صوت.

– خلاص يمكن نازل رايح لعميل والا حاجة.

– استني استنى في تليفون بيرن ، بيكلم واحدة وبيقولها يا حبيبتى.

نورا :

– يمكن بيكلم أخته يا ستي.

 

 

 

 

 

 

 

 

»ريم« :

– اسكت يا لساني.

فجأة بدت علي »مايســة« علامات الضيق ، وتحول وجهها إلى اللون القرمزي ، وبدا عليها أنها تحاول أن تستجمع قوتها وأن هناك خطبًا ما فيما تسمعه، ثم فجأة انهمرت دموعها بشكل هيستيري ، في هذه اللحظة أسرعت »ريم« إلى »مايسة« وانتزعت السماعات من أذنيها واحتضنتها في حنان قائلة :

– بس حبيبتي، إهدي، ما احنا عارفين من الاول إن كل ده بيحصل .

قالت »مايسة« بعيون ممتلئة بالدموع :

– كان عندى أمل انها تكون مجرد شكوك ، كان عندي أمل يطلع بني آدم ، ليه يا رب كدة ، ليه أنا قصرت في إيه؟

– وربنا ماله بده كله ، هو ربنا بيقولهم روحوا خونوا ، تماســكي ، انتى سمعتي إيه عمل فيكي كدة طيب ؟

انهارت »مايسة« وظلت تلطم خديها عدة مرات ثم أمسكت رأسها بين كفيها وجاهدت ذاتها لتتكلم في صوت مرتعش :

– كان بيكلم واحدة لســه نازل من عندها وبيقول لها إنه مبسوط أنه شافها ، وإنه كان لازم يعدي عليها قبل الشغل علشان كانت وحشاه وهيموت عليها ، وأنه مزوغ من الشغل بحجة إنه تعبان بس لازم يروح النهاردة لولا كدة كان كمل اليوم معاها.

– طيب ممكن أفهم الحالة اللي انتى فيها دي؟ كدة هتموتي.

صاحت »مايسة« وهي تبكى بشدة :

 

 

 

 

 

 

 

 

– أكيد نفس الحالة اللى انتى كنتى فيها يوم ما حصلك اللي حصل ، الواحد تقريبا مبيصدقش الا لمت يســمع بودانــه ، بس مبيعرفش هي بتوجع قد إيه، انتى إزاى استحملتى؟

– اســتحملت وانتى هتســتحملي وتفكري بهدوء هتتصرفي إزاي ، بلاش هبل وتروحى تزعقى تخبطيه خبطة ولا يخبطك خبطة وتعملوا المناظر دي قدام البنت بعد كده ايه اللى هايحصل ؟ ولا حاجة ، هيخونك برضه و هتفضلي قاعدة في البيت ولا اســتفدتى أبيض ولا أسود ده لو مطردكيش بره ورماكى انتى وبنتك وطلعك من البيت ، وانتى تاخديها

وتشحتى عليها بقية عمرك زى ما كل الستات بتعمل ، بطلي هبل وإهدى وفكري ؟

– ما أقدرش أهدا ، أنا هطلب الطلاق واللي يحصل يحصل وهأطربأها فوق دماغه الواطي ، هو فاكر إني ضعيفة ، لا هيشوف أنا هأعمل إيه ؟

نورا : استهدي بالله، هتعملي إيه؟ فكري كويس وبلاش تسرع.

نادية : يا بنتي خليكي ذكية وراقبيه شوية من غير ما تكشفي نفسك من أولها.

مايسة : وأستحمل إزاي النار دي ، مش هأقدر.

»ريم« : إستني طيب نفهم العلاقة دي واصلة لفين.

مايسة : باقولك كان عندها.

– يمكن كان عندها تحت بيتها يا ستي ، اصبري واسمعي وركزي.

 

 

 

 

 

 

 

 

– عنــدك حق يا »ريم« عندك حق ، أنــا لازم أعرف أخرتها قبل ما أواجه ، لازم أعــرف وصل لفين البيه المحترم اللي معيشــني في ضنك وبيستخسر فيا أنا وبنته الكلمة الحلوة.

ثم تستكمل كلامها بينما تجفف دموعها :

– أنا فعلا لازم أكون أقوى من كده ، لازم أهدي النار اللي في قلبي دي علشان مش هتحرق حد قدي ، يا رب قويني.

أصاب ريم القلق على مايسة ونصحتها بالهدوء والتروي قائلة :

– ربنا يقويكي حبيبتــي ، عمومًا هو ده الكلام برافو عليكى ركزى بقا عشان نعرف هو بيعمل إيه ونشوف هتعملي إيه بالظبط.

»نادية« : إمسكي أعصابك يا »مايسة«، ربنا معاكي.

أما »نورا« فقد شعرت أن الكلام لن يجدي نفعًا ، قامت إلى »مايسة« واحتضنت رأســها في صمت ولم تتمالك الاثنتان مشاعرهما وغرقتا في نوبة بكاء.

بدأت رحلة »مايسة« في تتبع »خالد« ، لم تكن الرحلة سهله عليها بل كانت مريرة بطعم العلقم ، كان الموقف قاسيًا جارحا لدرجة أنها كثيرا ما كانت ترغب في الانفصال فورا وترك كل شيء والاحتماء بالشــارع عوضًا عن البقاء مع خائن اســتحل عذابها ولــم يصن العهد والميثاق الغليظ ، إلا أنها بفضل مناصرة المجموعة وبخاصة »ريم« ، اســتطاعت أن تتحمل هذا الموقف المهين الذي يدمر أدق خلاياها يومًا بعد يوم.

مرت الأيام ثقيلة مضنية تســتمع فيها يوميًا إلى مكالمات العشــق والحب والغرام بين زوجها وعشــيقته ، والتي تبينت أن اســمها نهي وتســكن مع ابنتها الوحيدة في الزمالك ، كذلك أدركت أن وجود ابنتها المراهقة معظم الوقت بالمنزل يضيق الخناق على فرص تلاقي العاشقين ، الغريب أن »خالد« كان متيمًا بها بينمــا لا يظهر من صوتها مبادلته تلك المشــاعر بنفس القوة ، شعرت »مايســة« أن »خالد« غارق حتى الثمالة في تلك المشــاعر بينما »نهى« تستغله وتستحوذ على أمواله ، يا لها من صدمة أن تكتشــف أن كل هذا البخل والتضييق عليها لم يكن لطبع متأصل في زوجها ولكن قلة حب وتقدير لشــخصها ، كم كانت الحقيقــة موجعة ، كم كانت تتمنى لو كان خائنًا محبا مخطئا في حقها بــدلا من خائن بدافع الكراهية أو على الأقل عدم الحب ، في هذه اللحظة شعرت »مايسة« بالدونية وامتزجت مشاعرها ما بين الحقد والاشمئزاز لـ«خالد« والاحتقار والكراهية لنفسها ، وظلت تردد : واضح أن العيب فيا.

 

 

 

 

 

جاءت الفرصــة الذهبية التي طالما انتظرتها »مايســة« حين مل »خالــد« من اللقاءات السريعة بمنزل »نهــى« ، ظل فترة يلح عليها في قضاء يوم كامل معا في منزل والده المغلق منذ وفاته ، وبعد تمنع زائف مما تجيده العاهرات ويصدقه أنصاف الرجال ، وافقت »نهى« بالنهاية على العرض، كانت »مايســة« تعلم أن نسخة إضافية من مفتاح منزل والده موجــودة بأغراض زوجها ، فقامت مسرعــة إلى درجه الخاص بمجرد ســماعها لهذه المكالمة وبحثت فيه حتى وجدت ما تبحث عنه وسارعت بالاتصال بـ«ريم« .

: آلو، أيوة يا »ريم« .

– هالو يا »مايسة« إزيك عاملة إيه دلوقتي يا حبيبتى؟ .

– أنا محتاجة مساعدتكم .

– تحت أمرك حبيبتي، مساعدتنا في إيه؟

– العصافير وقعت في المصيدة.

– لا متقوليش بجد عرفتى حاجة ؟

– آه هايتقابلوا في بيت ابوه القديم .

– طيب انتي ناوية على إيه ؟

– ناوية أعمل زيك وأزرع كاميرات مراقبة هناك، بس مش علشان أبتزهم والحاجات دي ، أنا بس عايزة أمســك عليه الدليل اللي يخليني أذله.

– براحتــك حبيبتي، دي حاجة ترجع لك ، تقدري تاخدي المفاتيح يعني فيه مفتاح زيادة موجود في درج المكتب هاخده حالا وأنزل أعمل عليه نسخة علشان لو بص عليه في أي وقت أما يرجع يلاقيه .

– طب معلش رحنا وســجلنا وذلتيه ولقتيه بجح و ضربك وقالك إزاي تتجسسي عليا، ناوية على إيه بعدها؟

 

 

 

 

 

 

 

– مــش عارفة أفكر دلوقتي، مش عارفــة هأعمل إيه، المهم عايزة أشوف بعيني اللي بيجري ، البيه قالها يوم الجمعة هيقضيه معاها طول اليوم هناك وهو قايلي انه يوم الجمعة اصلا هيكون في البلد رايح يزور قبر باباه ، الواطي الكداب ابو ميت وش.

– ده سوري يعني حيوان أوي، يعنى هو قايلك رايح يقرا الفاتحة لأبوه وهو رايح لعشيقته في بيت ابوه ، بجاحة.

– هأتجنن، دي فرصتي الوحيدة علشان أشوف بعيني.

– ما بلاش ، كفاية انك ســمعتي وعرفتي وحددتي موقفك، علشان متجيش تلوميني بعد كدة، انتي بالذات مش بافهمك ساعات، كدة كدة انتي رافضة أسلوبي في الانتقام ملهاش لازمة بأة تحرقي دمك.

– يا ريت كان ينفع، أنا جسمي قايد نار ، أنا نفسي مش فاهمة نفسي يا »ريم«، نفسي أعرف إيه اللي هيطفي النار دي، نفسي أخنقهم بإيدي همــا الاتنين ، انتي مش فاهمة واقع فيها إزاي، باي دلوقتي مش قادرة أتكلم أكتر من كدة، ولازم أنزل أطلع عالمفاتيح بسرعة.

– ماشي يا »مايسة«، كلميني تاني، سلام.

– هأكلمك اول ما أرجع، إديني نص ساعة.

أسرعت »مايســة« لتنفيذ مهمتها ، كان كل ســنتيمتر في جسدها يرتجف ، كانت تشــعر أن دبيب الموت يسري بطيئا بين شرايينها وأنها تعاني من خطب ما في قلبها، ربمــا ذبحة صدرية، ما هذا الثقل الذي يضغــط على ضلوعها؟ ما بال قلبها يدق كما لو كان قنبلة موقوتة على وشك الانفجار ، ما هذا الألم يا الله؟

ظلت تردد: يا رب، هأموت، هأموت يا رب، يا رب انتقم لي ، آه من الوجع اللي في قلبي وحسرتي على نفسي .

كانت »ريم« في غاية القلق على »مايسة«، كانت تشعر بآلامها وتفهم طبيعتها جيدا ، هي امرأة رقيقة مســالمة والصدمة لن تمر عليها مرور الكرام، ولهذا لــم تنتظر اتصالها كثيرا وعــاودت الاتصال بها ثانية للالطمئنان عليها.

– »مايسة« طمنيني عليكي، أنا ميتة من القلق.

– أنا آخر زفت، منه لله .

 

 

 

 

 

 

 

 

– متقلقيش حقك جاى جاى وهتشوفي هنعمل لك فيه إيه لو ما كنا نرجعهولك خاتم في صباعك .

– خاتم في صباعي؟! ده ميت فيها وبيكرهني.

– ممكن يرجع ويبقي خاتم في صباعك، لو عرف إن اللي بيعمله ده هيدمر له حياته ويخسره كل حاجة، هيتلم ويقعد في بيته، ويعرف إن ربنا مش بيسيب، وعمايله هتترد عليه.

– قصدك يعني …. زي موضوع جوزك؟ طب ما جوزك اتعمل فيه نفس الموضوع ورجع لبيته بس انتي نفسك مش مبسوطة.

– مسألة وقت، وكل حاجة هترجع زي ما كانت ، لما يخاف وميلاقيش قدامه غير بيته وعياله ، ويفوق ، لما يفكر بالعقل ، هو لسة في صدمة من اللي جراله، أكيد هيرجع تاني زي الأول .

– أنــا بأة مش عايزاه يرجع ، أنا بحلم باليوم اللي أرجع فيه كرامتى وأنتقم منه ومنها .

– هيحصــل ، وبعد ما نارك تبرد هيرجع لك ويعرف قيمتك ويعرف إن الحلال مفيش أحسن منه.

– وتفتكري إننا هنبقى ســعدا وإحنا عايشين مع رجالة شاربين

حياتهم معانــا زي شربة الملح ، عايزيــن يخرجونا من جوفهم ومش قادرين.

– إيه التشــبيهات دي بس، يا حبيبتي انتي مراته على ســنة الله ورسوله وحقك فيه انتي وبنتك اكتر من حقه في نفسه، مكنتش البيوت كملت لو كل ست فكرت زيك ، دي مراحل يا عبيطة ، وفي الآخر بيتهدوا ويقعدوا.

– أنا دلوقتي حاسة انك انتي اللي متناقضة ومش واضحة.

 

 

 

 

 

 

 

 

– سيبك مني أنا ، فكري فيكي انتي ، وشوفي عايزة إيه وأنا معاكي.

– عايزة كاميرات، وعايزة أركبهم هناك زي ما عملتي بس قبل يوم الجمعة.

– ماشي ، بس لازم نبقى متأكدين إن مفيش حد في البيت .

– متقلقيش أنا هاتأكد من ده، أنا هاخليه ياخد البنت في الوقت اللي احنا هنروح نركب فيه الكاميرات النادي ، هأحاول أتلكك بأى حاجة.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!