روايات

رواية شبكة العنكبوت الفصل السادس 6 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الفصل السادس 6 بقلم آيات الصبان

رواية شبكة العنكبوت الجزء السادس

رواية شبكة العنكبوت البارت السادس

رواية شبكة العنكبوت
رواية شبكة العنكبوت

رواية شبكة العنكبوت الحلقة السادسة

وبمجرد دخول « ريم » إلى السيارة ارتمت على المقعد منهكة القوى ، وطلبت منه بصوت منخفض أن يتركها لتنام، كانت مرهقة ويظهر على ملامحها التعب وآثار الأرق والهلع ، وبرغم رغبته الحثيثة في أن يعرف بالتفصيل ما حدث معها منــذ اختطفت إلى أن عادت ، قرر أن يعطيها مهلة لاستعادة النفس والشعور بالأمان قبل أن تحكي له ما غمض عنه من أحداث وتفاصيل.

كان هناك الكثير الذي يريد أن يســتوضحه منها ، عسى أن يستطيع حل لغز اختطافها من الفراش الذي يشــاركها فيــه والذي ما زال لا يستوعبه ، كذلك بالنســبة للخاطفين ، هل استطاعت تمييز أي منهم؟ كيف عاملوها في هذه الفترة ؟ هل عذبوها أو أهانوها بأي شــكل كان؟ والأهم ، هل فضحوا أمره أمامها ؟ هل هي مستسلمة بسبب الصدمة من تجربة الاختطاف أم أنها بالفعل تدري سبب اختطافها الأساسي ؟ الكثير

والكثير من الأسئلة التي ظلت تتصارع في عقله وتحتاج إلى إجابات ، لكنه مــدرك تمامًا أن الوقت ليس ملائمًا الآن لهذا الحديث ، لذلك أرجع لها كرسي السيارة في رفق وتركها لتنام

فلاش باك ، ستة أشهر قبل الحادث ، على جروب تجربتي فيسبوك ، كتبت إحداهن المنشور التالي :

الوردة البائسة ده الاسم اللي اخترته علشان يعبر عن حالي ، أنا زوجة من زمان أوي، ضحيت بكل حاجة علشان جوزي وأولادي ، قعدني من شغلي وخد شقا عمري وقلت حاضر ، حياتي كلها بتدور حواليه ومش عاجبه ، من فترة بقيت حاسة إنه مش طايقني ، يكلمني وحش وأطنش ، يزعق عمال على بطال اقول الشغل ، لكن ابتديت ألاحظ حاجات غريبة شككتني فيه، قررت اراقبه بعد ما عرفت عن جهازين مراقبة بيتباعوا علي الفيســبوك ، واحد تتبــع وواحد تصنت ، مكدبتــش خبر وقررت أشـتـريهم وأحطهم في عربيته ، عملت كدة فعلا ، تصوروا وصلني لإيه؟

واللي حسبته لاقيته ، اكتشــفت إن اللي بيخوني ، أنا اللي عملته وكبرته ووقفت جنبه لحد ما وصل للي هو فيه وفي الآخر ده جزائي ، من فضلكم عايزة نصيحة ، أعمل إيه معاه؟ أنا مش هينفع أتطلق ، ولســة مقلتش إني عرفــت ولا واجهته بخيانته ، خايفة يبجح ويطلقني ، وفلوسي كلها راحت عالبيت ومعنديش شــغل ولا دخل ، فأكيــد الطلاق فكرة مش مناسبة في ظروفي ، أنا باحب الجروب ده جدًا علشان كلنا إخوات وبنقف جنب بعض ، ادعولي وانصحوني.

التعليقات:

= كلهم زي الزفت، إتطلقي طبعا وجرجريه في المحاكم .

= إوعي تســيبيه لعشيقته بعد كل تعبك معاه، دي فلوسك وفلوس عيالك.

= ممكن تقوليلي انبوكس جبتي منين جهاز التتبع والتصنت.

= أنا كمان شاكة في جوزي ، عايزة أتأكد.

= أنا عارفة ومطنشة ، بيسرق فلوسي عيني عينك ، منهم لله.

الوردة: لو حــد عايز يعرف حاجة عن الأجهزة بتاعت التتبع يبعت لي انبوكس.

بعد شهرين من الصداقة على الجروب، بدأ جروب صغير من خمس ســيدات في الاقتراب والتواصل طوال الوقت ، عـلـى الرغم من اختلاف ظروفهن ومســتوياتهن المادية والاجتماعية إلا أنهن التقين جميعًا على ألم واحد، وجرح واحد.

هؤلاء النسوة كن : ريم، نادية، أسماء، مايسة، ونورا.

كانت لكل منهن قصة مختلفة مع الزواج، مع القدر ومع أنفسهن، من خلال منشوراتهن على الجروبات والمنتديات وجميع وسائل التواصل الاجتماعي ، كان من السهل رسم ملامح لشخصياتهن وظروفهن على صفحات التواصل الاجتماعي تعرين جميعا وفضحن أدق الأسرار.

« ريم »

امــرأة جميلة في أواخر الثلاثينيات متزوجة مــن على الدغيدي منذ 10 ســنوات ، صفحتها على الفيسبوك مكتظة بصور عائلية مع زوجها وأولادها ، من خلال منشــوراتها يكتشف المرء ببســاطة أنها مغرمة بزوجها ، تحاول دائما أن تســجل أي لحظة عائلية ، تشعر من حجم مشاركتها لصور المناسبات والتجمعات أنها تريد أن تثبت للآلخرين أو ربما لذاتها أنها سعيدة ومســتقرة عاطفيًّا ونفسيًّا ، أما « علي » فيبدو غير مهتم تماما بالتواجد على الفيســبوك أو غيره من المنصات ، كما أنه لا يحرص على مبادلتها المشــاعر على الملأ أو نشر صور تجمعهما على صفحته الخاصة ،لذلك لا يوجد على صفحتــه الا الصور التي نشرتها زوجته وأشارت إلى اسمه في مقدمتها.

من السهل أيضا اكتشاف أن « ريم » سيدة منزل لا تعمل وذلك من خلال تواجدها معظم الوقت في أماكن لا يتناسب وجودها الزمني فيها كامرأة عاملة لحرصها على تسجيل دخولها لتلك الأماكن علي الفيسبوك ، على ســبيل المثال هي دائما ما تشير إلى تواجدها بالنادي مع الأبناء ، أو الصديقات معظم أيام الأسبوع صباحًا ، أما وضعها الاجتماعي فيبدو جيدًا للغاية ، شكلها ، هندامها ، هيئتها ، والأماكن المفضلة لديها تدل كذلك على أنها تعيش في مستوى مادي مرتفع إلى حد ما ، مؤخرًا أصبحت كل منشوراتها شديدة الكآبة وتعبر عن مرورها بفترة حياتية صعبة.

– نورا

42 سنة ، متوســطة الجمال كما يظهر من خلال الصورة الوحيدة لها على الفيسبوك ، خريجة سياحة وفنادق ، من منشوراتها تستطيع ان تلمح شخصية بنت البلد المرحة برغم أي ظروف ، لا يوجد لديها العديد من الأصدقاء ، كما لا يمكــن أن تعرف من خلال صفحتها إن ما كانت زوجته أو لا ، فالحالة الاجتماعية محجوبة ، كل منشوراتها إما كوميدية

أو أدعيــة دينية ، أو حكم ونصائح تعبر عن الصبر على المحن و ضرورة تقبل الشــخص لظروفه ، لديها إيمان مطلق بأن الحياة والأشــخاص دومًا ظالمون ، ولذلك من خلال منشوراتها يمكن ببساطة استشعار أن حياتها كانت دومًا مليئة بالأوجاع والصعاب.

– مايسة

36 ســنة ، هادئة الجمال كما تظهر في جميع صورها ، من الملاحظ أن كل مــا تنشره على الصفحة من صور تخصها هي و ابنتها الوحيدة فقط بالرغم من كونها متزوجة ، من الوهلة الأولى تكتشف انها شخصية رقيقة و مسالمة كما يبدو من تعليقاتها ، تعمل موظفة في أحد البنوك المحلية بينما زوجها يعمل في بنك أجنبى ، متزوجان منذ 8 سنوات كما يظهر من المعلومات القليلة المســجلة و الموضحة لتاريخ زواجها وسط معلوماتها الشخصية بالصفحة، توفي حماها من فترة بسيطة، وكتبت تنعاه بكلمات مقتضبة تدل على علاقة غير حميمة مع أسرة الزوج ، لا تنشر إلا منشورات عن الأطفــال أو الحيوانات الأليفة ، وأحيانًــا معلومات عامة ، مما يوحي بضعف الشخصية أو الخوف من الاتخراط في قضايا جدلية ، تتعمد تجاهل الأحداث العامة والتعليق عليها أو إظهار أي رأي مع أو ضد

نادية

مهندســة كمبيوتر، شــديدة الجمال كما لو كانت احدي نجمات

الســينما ، 34 سنة ، متزوجة من رجل أعمال مشــهور وشديد الثراء ، يكبرها بـ 15 سنة، تزوجته منذ 7 سنوات وما زالت صور الزفاف على صفحتها وصفحة زوجها هي الشــئ الوحيد الذي يعلن عن استمرار علاقتهم الزوجية ، ترتدي أفخم الملابس وتسافر في مختلف بلدان العالم ، لكن من خلال صورها الســيلفي و التي تظهــر فيها بمفردها تدرك بسهولة انها تسافر وحيدة دائما ، أما الزوج فمن الواضح أنه لا يتعامل

على الفيســبوك بتاتًا ، فصفحته خالية تماما إلا من منشورات وضعها أصدقائه على صفحته ، من مظاهر الاهتمام المبالغ فيها من الآخرين للتواصل معه تستشعر أنه شخص مهم يســعي معارفه و أصدقائه للتقرب منه.

أسماء

شــهادة متوسطة ، 30 ســنة ، تعمل بأحد صالونات التجميل ، من منشوراتها تستنبط أنها تحملت مســئولية أسرتها في سن مبكرة ، كل صورها إما مع إخوتها أو بالصالون النســائي الذي تعمل به ، كثيرًا ما تتذكر والديها وتكتب منشــورات عن وحدتها في غيابهما ، تزوجت منذ 3 ســنوات من حمادة الونش ، ولكن عدا هذا المنشور القديم لا يوجد أي شيء يتعلق بزوجها و لا يمكن تحديد استمرار العلاقة الزوجية من عدمها ، كل منشوراتها عن أدوات التجميل وأحدث قصات الشعر وطلاء الأظافر.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شبكة العنكبوت

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!