روايات

رواية قدري المر الفصل الخامس 5 بقلم سارة فتحي

رواية قدري المر الفصل الخامس 5 بقلم سارة فتحي

رواية قدري المر الجزء الخامس

رواية قدري المر البارت الخامس

رواية قدري المر
رواية قدري المر

رواية قدري المر الحلقة الخامسة

تضم ركبتيها إلى صدرها، تنتفض بألم والذكرى تجتاحها، وجع ينتشر بروحها وعقلها طعنة مخزية فى كبريائها وأنوثتها، هى بادلته قُبلته ونسيت

وضعهما الحقيقي، لحظة وما هو وضعهما الحقيقي؟!

اغمضت عيناها وهى تكتم شهقاتها تشعر باشمئزاز من

نفسها، شعور الذل والهوان يجتاحها

نهضت متوجهة للمرحاض وقفت أمام المرآة تشعر انها

منبوذة، غسلت وجهها بالماء لكنها لم تستطع أن تقاوم

إنهيارها وجلست فى أرضية المرحاض تبكى بكاء

مرير، وجع طاحن بقلبها

ضاقت بها الحياة لتشعر أن العالم كله يرفضها منبوذة، وكأن قدرها أن تبقى روح بلا مأوى

*******

يشعر بإختناق بسبب ضعفه وبسبب جرحها حمله ثقيل مسح وجهه براحة يديه يشعر بالتعب فمنذ أن توفى أخيه

يشعر أنه بدوامة ولا يعلم متى الخروج؟!

لا يعلم كيف انقض على شفتاها هكذا دموعها والنمش

الذى بوجهها جعله كالسكير

سأله خاله وهو ينظر إلى ملامح وجهه المجهدة أول مرة يرى أبن أخته بهذه الحالة:

-مالك يا بنى؟!

كتم أنفاسه بقوة يا لله هذا الكلام كيف ينطِق به ضاقت

دنياه بما رحُبت:

-تعبان ياخال

بتلك اللحظة كانت تهبط من الأعلى شعر بها رفع عينيه لها

فتلاقت عيناه بنظرة زلزلت كيانه إرتعدت أوصاله بعد

أن كانت تجمدت لفترة وما أن وقفت أمامه وهتفت:

-أنا عايزة أروح عند أهلى

سألها مسرعًا بإرتبارك:

-هتروحى لأهلك ليه؟!

ابتسم خاله وهو يهز رأسه ثم تدخل هاتفًا:

-وماله يا بنتى تروحى لأهلك وتقعدى معاهم

يومين

-لأ

أجابه خاله :

-متقلقش والدتك بقت بخير وهى تقدر تروح يا مروان

اسمع الكلام روح وصلها وتعالى عايزك

وما أن خرجوا من باب المنزل سحبها من يدها هاتفًا:

-أنا مبحبش حد يلوى إيدى فاهمة، المفروض كنتِ

سألتينى أنا الأول

نظرة عتاب تبقى أقوى من الكلمات إنطلقت من عيناها لصدره أحرقته بنيرانها، فنظر فى عيناها كانت كورقة ذابلة تهاوت من غصنها فهمست بتقطع:

-طلقنى

كل إنسان منا على نفسه بصيرا، يعلم ما يجول فيها

مهما ادعينا العكس، او أنكرنا المعلوم، جميعًا ضعاف أمام

ماتخضع له قلوبنا، نعلم مواضع ضعفنا جيدًا

همس لها:

-قدامي على العربية ولما ترجعي نتكلم

****

كانت طوال الطريق منطوية عنه، تنظر بعيناها للناس

التى تسير فى الشوارع، تُرا هناك من يعانى مثلها أم

هى الوحيدة التى تعانى فى هذا العالم، أغمضت عيناها بحرقة كان يراقبها وقلبه

يرفرف بداخله كالطير المذبوح، وما أن توقفت

السيارة هبطت منها مسرعة دون أن تلتفت إليه

يود أن يلحقها لكن ماذا سيقول لها، خبط على

المقود عدة مرات ثم انطلق بسيارته يسابق

الريح، لا يعلم إلى أين يذهب؟! قلبه يعتصر

لألمها ولشعورها بالخزى، توقف بسيارته ثم

أستند برأسه للخلف على مقعد السيارة يشعر

بثقل على صدره ثم حزم أمره ونزل من سيارته

وطرق الباب الذى أمامه لحظات وكان يفتح له صديق

أخيه المقرب

-مروان، حمدا لله على سلامة جيت امتى؟!

-من يومين، إسمع يا رامى عايزك فى خدمة كدا

بما إنك كنت قريب لريان الله يرحمه اكتر منى

-الله يرحمه أؤمرنى

تنهد مروان ثم حدثه بشئ من الإرتباك:

-أنت تعرف عنوان المستشفى اللى كانت شغالة فيها الجماعة

سأله ببلاهة:

-جماعة مين؟!

-فى أيه يا رامى مالك ماتركز معايا، هتكون جماعة مين

جماعتى مراااتى

تحمحم رامى وهو يفرك رأسه ثم اجابه:

-الصراحة مش فاكر أوى بس أنا عارف المكان كدا بالشبه تخاطيف بس ادينى كدا لحد بالليل وانا هعرفلك العنوان بالظبط

ربت مروان على كتفه وهو يتحرك قائلًا:

-طب متتأخرش عليا

استقل سيارته مرة اخرى متوجهًا للبيت

*****

-يا بت مالك من ساعة ما جيتِ قاعدة كدا جوزك زعلك

ولا حاجة، بس إزاى دا كل اللى يقابلنى يقولى يابختك

بجوز بنتك دا راجل ولا كل الرجالة، ابن حلال وطيب ويعرف ربنا

تلك الكلمات قالتها والدة روان، أما روان لم يكن ردها

سوى دمعة، ثم اخرى، تلاها اِنفجار في البكاء

ضربت أمها صدرها هاتفة بتوجس:

-يا بت مالك طمنينى عليك ايه العياط والحزن دا كله أنا أمك فضفضى وطمنينى

أجابتها روان من بين شهقاتها:

-يعنى لو قولتلك عايزة اطلق هتقفى معايا وتساعدينى

-طلاق!!

طلاق ايه بعد الشر والله دي عين ومسكتك من ساعة

ما قولتى يا جواز، بعدين يا بت الراجل ومراته بيحصل

بينهم كتير فى أول سنة جواز وبعد كدا يولفوا على

بعض وإن كان زعق ولا شخط اهو الرجالة كلها كدا

والله عين أنا هاقوم أجيب البخور وأبخرك

ضاقت نظراتها والألم يتضاعف بداخلها اغمضت عيناها

بوجع وهى تسترجع تلك الذكرى تتذكر اعين الجميع

التى تشع غيرة وحسد بسبب زواجها، لا يعلمون كيف

يعاملها تمنت فى هذه اللحظة ان تنهى حياتها، وتنحر

شريان حياتها وتنتهى لم تجد لأوجاعها مأوى وضاقت

دنياها، أستغفرت ربها سريعًا ونهضت مسرعة صوب

المرحاض لتتوضأ وتصلى وتتضرع لخالقها

*****

فى اليوم التالى

وقف وسط الأراضى الزراعية يصرخ فى العمال بحدة

حتى جاءه صوت من خلفه:

-مروان

استدار ليجده خاله، مضى نحوه :

-عامل ايه يا خال؟!

-بالراحة يا مروان مالك طايح فى الكل

تنهد وهو يجلس بجانبه:

-هما كانوا مش بيشتغلوا اصلاً ودا اللى خلانى زعقت

جاء أحد العمال واضعًا أمامه القهوة فتناولها مروان

يرتشف منها فتبدلت ملامحه هاتفًا:

-شيلها، شيلها خلاص مش عايز

سأله العامل بحزن:

-ليه بس دي رابع مرة اعملها

-البن طعمه مغير غير بتاع إسكندرية

ربت خاله على كتفه متسائلًا:

-مراتك رجعت ولا لسه؟!

-لسه هى اصلًا طلبت الطلاق

ابتسم خاله وهو ينظر امامه قائلًا:

-طب يبقى جت منها وكدا تطلق ومهمتك تمت على الخير

رمقه بإستنكار هاتفًا:

,-يعنى أيه دا لسه مكملناش كام شهر لما نتطلق الناس تقول عليها ايه

-انت كانت نيتك الستر ليها واهو عملته، وبعد كدا

عاشروهن بالمعروف ودا انت مش عارف تعمله يبقى

تشيّل نفسك ذنب ليه؟!

-أنا هتجنن يا خال إزاى تفرط فى نفسها بالسهولة دي طب ما ريان كانت نيته جواز ليه تفرط كدا بقى دا يرضى

ربنا اللى بتصلى عشانه ليل نهار

رفع خاله كتفاه بدليل عدم المعرفة هاتفًا:

-الله اعلى واعلم بس انت سألتها عن السبب

-لا طبعا مش هستحمل اعرف حاجة زى كدا

-مش هتستحمل؟!!

اجابه بتوتر قائلًا وهو يقول عكس ما بداخله:

-اه مش هاستحمل اسمع أن اخويا عمل كدا وهو بقى عند ربنا دلوقتى، مش هاستحمل اسمع الكلام

نهض خاله واقفًا وهو يقول:

-طب يا ابنى ربنا بيقبل التوبة وإذا كانت هى عرفت

غلطها وقررت تصلحه حقها فرصة، والحمدلله انت

عملت معاها كدا، دلوقتى تقدر تفارق مرتاح البال وربنا يجعله فى ميزان حسناتك

انصرف خاله فوضع رأسه بين راحتيه حاول الابتعاد

وأن لا يقع فى شباكها كما حاول التماسك وعدم النظر إليها، كم كان قاسيًا، كان يذكر نفسه أنه كان يريد

رضا الله عليه، وستر مسلم، فقط كان يعذب نفسه ويجلدها لكن هى من راودته بتصرفاتها الهادئة

*****

مر يومان

مر يومان ولم تأتى كل هذا الوقت منذ أن تركها أمام

بيتها حتى أنها لم تتحدث بكلمة بل احقاقاً للحق قالت

قالت انها لن تعود ثانية، وعليه الإسراع فى الطلاق

يقف الآن امام بيتها يقنع نفسه أنها يجب أن تبقى

تحت عيناه دائمًا هى ليست اهلًا للثقة فرك وجه

من صراعه الداخلى حرب ضارية تنشب داخله

الآن حزم أمره وهبط من السيارة متوجهًا نحو البيت

بالداخل

تجلس أمام الشرفة منكمشة على نفسها وامامها فنجان

لا تشرب القهوة وليس مزاجها بها لكنها أدمنت رائحتها

التى ترتبط به، فجأة أتفتح باب الغرفة وكانت والدتها

التى هرولت إليها هاتفة:

-قومى يا بت اغسلى وشك كدا وظبطى نفسك جوزك برا

-جوزى مين؟!

-مروان يا منيلة هو انتِ متجوزة غيره

شعرت بإنتفاضة فى قلبها ثم همست بألم:

-جاى ليه أنا مش عاوزاه أنا عايزة اطلق

انقضت عليها والدتها تكمم فمها هاتفة:

-اخرسى، اخرسى يابت بقى الراجل جاى وعايز ياخدك

معاه وبيقول إنه سابك على راحتك بس كفاية كدا بطلى

عبط قومى كدا ظبطى نفسك ويلا

حاولت السيطرة على دموعها دون جدى هاتفة:

-بقولك مش مرتاحة معاه ولازم أطلق منه

-دا كل البنات كانوا بيحسدوكى بطلى هبل واستعيذى من الشيطان كدا

***

دقائق وكانت تقف امامه، مسحت دموعها تخشى الضعف

أمامه وضعفها هنا يعنى خزى، تخشى النظر لعيناه، تخشى

أن تخسر كبريائها، عليها أن تكون أكثر حزم وقوة همست

-عايز ايه؟! وجاى من غير المأذون ليه؟!

كانت عينيه تحدق بها بعمق عينيها الحزينتين، كانت تسرد

ألف قصة وجع وقهر، مضى نحوها ثم مال هامسًا بنبرة

رجولية خشنة :

-هنروح البيت وهنتكلم هناك براحتنا

بدأ قلبها فى النبض بجنون عندما مال هو عليها رفعت عينيها ترمقه بنيران فابتعد هاتفًا

-يلا بينا

*****

ذهبت معه فى السيارة مرة ثانية عاجزة عن الإختيار

الشعور بالخذلان والعجز كالعلقم يدمر كل شئ بداخلك

ظلت صامتة طول الطريق حتى وصلت وهبطت من السيارة تسبقه الى الداخل فأوقفها قائلًا:

-روان

لم يكن فقط ينطق إسمها لكنه كان يشكو عذابه

نظرت لعيناه فى صمت فتابع:

-عايز أشرب فنجان قهوة

هزت رأسها وأولته ظهرها هاتفة:

-هاقول لحد فى المطبخ يعملها

-لأ لأ

استدارت ترمقه بإستنكار فأردف بشئ من التوسل:

-لأ اعمليها انتِ عندى صداع دماغى هتنفجر محتاج فنجان مظبوط

كانت تتفحصه شعره الاسود رموشه الكثيفة ملامحه

الحادة وطوله المديد يتنافى مع نبرته الطفولية حتمًا

سيصيبها بالجنون هزت رأسها ثم توجهت للمطبخ

قبل ان تبدل ثيابها أعدتها ووضعتها امامه تناولها

وهو يمرر الفنجان امام أنفه ليستنشق رائحته فى أنفه هامسًا

– تسلم إيديكِ

*****

فى المساء

-دا عنوان المستشفى يا مروان

قبض مروان على ورقة بيده وهو يحاول ضبط انفاسه هاتفًا:

-تعبتك يا رامى

-ولا تعب ولا حاجة بس خير؟!

ربت على كتفه هاتفًا:

-خير

*****

ولج مروان للمشفى التى كانت تعمل بها روان ليسأل

عن أخلاقها لعله يجد بعض الكلمات التى تريح قلبه

وجد أحد الرجال يجلس فى إستعلامات المشفى

فاقترب يسأله بتوتر::

-لو سمحت هو فى ممرضة هنا كان أسمها روان

قطب الرجل حاجبيه ثم أجابه:

-والله ياابنى فى هنا كتير أنا مباخدش بالى

غمغم مروان قائلًا:

-هى بتلبس خمار كدا ووشها فى نمش

-اه عرفتها خير عايز ايه؟!

-معلش كنت حابب اسأل عن اخلاقها يعنى

هز الرجل رأسه بأسف هاتفًا:

-ربنا يستر على ولايانا انا مبحبش أجيب سيرة حد

تسارعت انفاس مروان وجف حلقه وهو يسأله:

-يعنى أيه؟!

-يعنى اللى فهمته بالظبط ولو سمحت بقي اناعندى شغل

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية قدري المر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى