روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل التاسع عشر 19 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل التاسع عشر 19 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت التاسع عشر

رواية شمس ربحها القيصر الجزء التاسع عشر

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة التاسعة عشر

دلفت شمس الى المنزل ببطأ ..
أغلقت الباب خلفها ثم سارت الى الطابق العلوي ..
ما ان وصلت الى هناك حتى رمت الملازم في الهواء وأخذت تصيح بسعادة:
” انتهيت … انتهيت .. أيها القوم .. تعالوا .. شمس أنهت إمتحاناتها وتخرجت من الجامعة أخيرا ..”
فُتح باب غرفتها أختها التي إندفعت خارجة تصرخ بها يتبعها أخيها أسامة الذي خرج من غرفته هو الآخر:
” اخرسي .. لمَ كل هذا الصراخ ..؟! هل أنتِ وحدكِ من تخرجتِ يا شمس ..؟!”
أكملت بنبرة شبه باكية :
” لقد ذهبت الى الفراش منذ أقل من ساعة وإستيقظت الآن بسببك ..”
هتفت شمس بسرعة :
” نوم .. أي نوم وأختكِ تخرجت يا ربى ..؟! ”
قال أسامة بجدية :
” لم تتخرجِ بعد يا شمس .. عندما تظهر النتائج وتجدين اسمك في لائحة الناجحين تصبحين خريجة حقا ..”
تخصرت شمس أمامهما وهي تقول بثقة :
” يا سلام .. طوال الثلاثة أعوام السابقة نجحت من أول دور وكنت الأولى على دفعتي العام الماضي والثانية في العام الأول .. فقط العام الثاني كان ترتيبي السابع وهذه السنة سأكون الأولى بإذن الله ..”
” حسنا يكفي .. اذهبي الى غرفتك ودعيني أنام ..”
قالتها ربى وهي تتثائب لتمط شمس شفتيها وهي تقول :
” ألن تحتفلي معي بهذه المناسبة ..؟!”
هتفت ربى بتوسل :
” سأحتفل وأرقص وأفعل كل شيء لكن أرجوك دعيني أنام أولا .. لم يمر يومين على إنتهاء امتحاناتي وأريد تعويض تلك الأيام السوداء والتي لم أنم بها سوى ساعات معدودة ..”

 

 

 

 

” حسنا .. اذهبي .. نامي يا ربى .. انتِ تنامين أكثر مما تستيقظين أصلا ..”
سارت ربى نحو غرفتها بينما هتف أسامة بحماس :
” سأحتفل أنا معك .. ما رأيك ..؟!”
رفعت شمس حاجبها وقالت :
” تحتفل بماذا يا أسامة ..؟! اذهب الى غرفتك يا حبيبي فأنت وراءك بكالوريا أم نسيت هذا ..؟! ”
” كلا ، لم أنسَ .. هناك إمتحانات وزارية تنتظرني ومصيري بالكامل سيتحدد من خلالها ويجب أن أحصل على معدل عالي يؤهلني لدخول احدى كليات القمة .. لقد حفظتها يا شمس .. والله حفظتها من كثرة سماعها على ألسنتكم ..”
اقتربت شمس منه ثم ربتت على كفه وهي تردد بعطف :
” لا بأس يا أخي العزيز .. لست وحدك من عانى من هذه المرحلة ..”
أكملت بصرامة :
” اذهب الى غرفتك وأكمل مذاكرتك .. أمامك شهر واحد فقط وتبدأ إمتحاناتك فلا تتكاسل ..”
” حسنا .. سأذهب .. ”
قالها بضيق ثم أردف بسخرية :
” تصبحين تشبهين والدتي عندما تتحدثين معي بهذه الطريقة ..”
زمت شفتيها بعبوس بينما ذهب هو الى غرفته لتتطلع اليه بشفقة فهي تعلم جيدا مدى صعوبة هذه المرحلة بالنسبة لأي طالب وليس لأخيها فقط ..
دلفت الى غرفتها لترمي حقيبتها على السرير قبل أن تبدأ بخلع ملابسها وتستبدلها ببيجامة مريحة ..
جلست على سريرها تسترخي عليها قليلا وأخذت تتذكر ما مرت به طوال السنتين الماضيتين ..
كانت خسارة والدها أصعب شيء يمر عليها .. لم تتوقع أن تخسره بهذا وكل هذا بسبب عمها النذل ..
ذلك البغيض الذي لم يراعِ والدها ووضع قلبه فإستغله وخدعه ليجعله يتنازل عن حصته في أراضي واملاك والده دون أن يدرك ذلك ..
لا تصدق إن هناك شخص بهذا الجشع والطمع ..
كم تحقد عليه وكم تتمنى أن يأتي يوم وتأخذ حق والدها منه ..
لطالما كانت علاقتهم مع عائلة عمها سيئة للغاية لكن لم تتوقع أبدا أن يصل الكره والحقد الى هنا ..
زفرت أنفاسها وأخذت تتذكر دراساتها والنجاحات التي حققتها بها فهي كانت الأولى على دفعتها السنة الماضية وتتمنى أن تكون الأولى هذه السنة كي تحصل على فرصة العمل كمعيدة في الجامعة ..
اعتدلت في جلستها وشعرت بعدم رغبتها في النوم بل ترغب في المرح وفعل العديد من الأشياء ..
كانت تلك عادتها عندما تعود من آخر يوم امتحانات حيث تفعل كل ما يخطر على بالها وتنام بعد منتصف الليل رغم ما تحمله من تعب وقلة نوم طوال فترة الامتحانات إلا ان كل هذا يختفي عندما تبدأ الإجازة ..
فتحت هاتفها وأخذت تقلب به حينما خطرت في بالها فكرة قررت أن تنفذها ..
” صبا كيف حالك ..؟!”
قالتها وهي تبتسم بحماس لتجيب صبا :
” بخير عزيزتي .. أنت ما أخبارك ..؟! كنت سأتصل بك حالا كي أسألك عن امتحان اليوم .. طمنيني .. كيف كان إمتحانك ..؟!”
ضحكت شمس وأجابت :
” جيد للغاية .. اطمئني .. صديقتك لا تحتاج سوى ورقة النتيجة بيدها وتصبح مهندسة رسميا ..”
” حبيبتي .. تستحقين هذا .. مبارك لك مقدما ..”
قالتها صبا بفرحة حقيقية لتهتف شمس بحب :
” شكرا حبيبتي .. صبا .. ما رأيك أن نخرج سويا ونتناول الغداء في الخارج ..؟! أشعر بالملل حقا .. والدتك لن تمانع بالتأكيد فإنتِ انتهيتِ لتوك من إمتحاناتك ..”

 

 

 

 

هتفت صبا :
” نخرج الآن ..؟! حسنا لا مشكلة لدي .. كلا والدتي ان تمانع طبعا .. جهزي نفسك وأنا سأمر عليك بعد نصف ساعة .. حسنا ..”
صاحت شمس بسرعة :
“رائع ..”
ثم أغلقت الهاتف وهي تبتسم بفرحة لتهتف فجأة :
” ليتني لم أغير ملابسي واتصلت بها من الأول ..”
نهضت من فوق سريرها واتجهت نحو ملابسها المرمية على الارض بإهمال ثم قررت أن ترتديهما من جديد ..
……………………………………………………………………
أمام البحر كانت شمس تسير وهي تحيط ذراع صبا بذراعها تتسامران سويا في مختلف الأمور ..
سألت شمس :
” ماذا ستفعلين الفترة القادمة ..؟! هل تخططين لشيء ما ..؟!”
ردت صبا بجدية :
“لم أخطط لأي شيء.. بالتأكيد سأبدأ في البحث عن عمل في احد البنوك او الشركات ..”
” ستجدين إن شاءالله .. تخصصك مطلوب في البنوك الأهلية وحتى الشركات ..”
أومأت صبا برأسها وقالت :
” هذا صحيح .. سأبدأ البحث ما إن أستلم نتيجتي .. ”
” وأنا أيضا ..”
قالتها شمس بحماس ثم أكملت :
” مع إنني لا أظن إن عملي كمعيدة سيسمح لي بهذا ..”
سألت صبا بجدية :
” هل واثقة من إختيارهم لكِ كمعيدة .. أنتِ تعرفين النظام هنا .. ربما يختارون غيركِ بالواسطة ..”
قالت شمس بسرعة ؛
” لا اظن .. لقد أخبرني العميد بنفسه إنه سيسعى لتعييني هنا فأنا أستحق ذلك بشهادة جميع الأساتذة .. لا تنسى إنني باذن الله سأكون الأولى على دفعتي في المعدل النهائي كما إن مشروعي كان الأفضل ..”
أومأت صبا برأسها متفهمة وقالت :
” ان شاءالله ستحققين ما تتمنين لكن مع هذا ابحثي عن عمل ..”
قالت شمس بسرعة :
” طبعا طبعا .. بالأساس تعينني سيأخذ وقتا قبل أن يصدر .. ربما عاما كاملا ..”
نظرت الى البحر أمامها ثم شردت بعيدا وقالت :
” انا متفائلة للغاية بما هو قادم .. أشعر إن الله يخبأ لي العديد من المفاجئات السعيدة..”
” وانا ايضا أشعر بهذا ..”
قالتها صبا وهي تبتسم بخفة ليسمعها صوت هاتف شمس يرن فترد عليه :
” اهلا ماما .. نعم لقد تناولت الغداء وانا أسير على البحر الآن مع صبا ..”
ظهر الإمتعاض على وجهها وهي تسمع حديث والدتها لتهتف بضيق مكتوم :
” أنا كنت أنوي العودة بعد قليل .. سأخرج مرة أخرى خصيصا لشراء شيء مناسب ..”
زفرت أنفاسها بضيق ثم أنهت الحوار وهي تقول :
” حسنا سأبحث قليلا ثم أعود ..”
أغلقت الهاتف وهي تتنهد بضيق لتسألها صبا بإهتمام :
” ماذا حدث ..؟!”
ردت شمس بضجر :
” زفاف أيمن اقترب وأنا لم أشترِ شيئا بعد ..”
“ماذا تنتظرين كي تشتري ..؟!”
سألتها صبا بتعجب لتهتف شمس بملل :
” انتظر حدوث معجزة تمنعني من حضور الزفاف ..”
كتمت صبا ضحكتها بصعوبة بينما قالت شمس بملل :
” هيا دعينا نذهب الى المحلات القريبة كي نرى شيئا مناسبا لحضور زفاف ذلك البغيض ..”
ضحكت صبا بصوت عالي لتسحبها شمس خلفها وهي تشاركها الضحك ..
………………………………………………………………..

 

 

 

 

دلف قيصر الى مكتب خالد وهو يقول :
” أريد التحدث معك بموضوع هام ..”
نظر خالد إليه بهدوء رغم تعجبه من قدومه الى مكتبه فهذه المرة الأولى التي يزور بها قيصر مكتبه رغم مرور أكثر من عام على إنتقاله للفرع الرئيسي في الشركة ..
” تفضل ..”
قالها خالد بنفس الهدوء ليتقدم قيصر نحوه ويجلس على الكرسي المقابل له هاتفا بجدية :
” بشأن مسألة تعيين الموظفين الفترة القادمة .. بعد إتباعنا خطة جديدة العامين الماضيين بناء على مقترحاتك أنت فكرت بشيء جديد يمكن إتباعه الفترة القادمة ..”
” شيء ماذا ..؟!”
سأله خالد بجدية ليرد قيصر بهدوء :
” فكرت في أن نجمع الطلبة الاوائل في كل جامعة كي يعملوا لدينا .. أنت تعرف نحن نحتاج إلى مواهب الشباب وعقولهم الشابة القادرة على مواكبة تطورات العصر ..”
” هل تخرجت خطيبتك أخيرا من كليتها ..؟!”
سأله خالد وهو يرمقه بنظرات شخص يود أن يضحك بقوة ليهتف قيصر بصوت حاد قليلا :
” ما علاقة هذا بهذا ..؟! ثانيا مالذي ذكرك بخطيبتي السابقة الآن ..؟!”
رد خالد بإستفزاز وهو ما زال محتفظا بهدوءه :
” ولمَ سأتذكرها أنا ..؟! يكفي أن تتذكرها أنت..”
” خالد .. انتبه على حديثك .. لا أحب طريقتك هذه ..”
قالها قيصر وهو يكتم غيظه ليهتف خالد وهو يكتم ضحكته بقوة :
” حسنا .. ألا ترى إن اقتراحك هذا غير مناسب ابدا ..؟! يعني أنا أختار الموظفين الجديد بناء على قدراتهم في العمل وليس بناء على درجاتهم وترتيبهم في كليتهم ..”
ضغط قيصر على أعصابه وهو يجيبه :
” منطقيا يعني .. معروف مدى صعوبة كلية الهندسة وبالطبع الاوائل عليها هم قمة في الذكاء ..”
رد خالد ببرود :
” ليس دائما .. ”
زفر قيصر أنفاسه بقوة بينما هتف خالد به :
” حسنا لا تتضايق .. سوف أدرج هذا ضمن خطتنا القادمة .. ”
قال قيصر بسرعة :
” سوف ترتب الموضوع بسرعة وتتواصل مع رؤساء الجامعات بشأن هذا ..”
قال خالد بإقتضاب:
” لا تتأمر يا قيصر .. انا أفعل ما أريد في الوقت المناسب ..”
صاح قيصر بعصبية :
” خالد ..”
ابتسم خالد بخفة ورد :
” حسنا لك ما تريد .. في أي جامعة هي ..؟!”
هتف قيصر مكابرا :
” لم أحدد جامعة معينة .. أخبرتك أن تتواصل مع كافة الجامعات .. ”
أكمل بعدها بجدية :
” صحيح هذا الموضوع برمته مسؤوليتك .. تحدث مع سكرتيرتك وأخبرها بذلك ونظم الأمور معها .. ”
هتف خالد بمكر :
” بإمكانك أن تخبرني بوضوح إنك ترغب بأن يعرف الجميع إن هذه فكرتي وحدي ومسؤوليتي الشخصية كي لا تفكر خطيبتك السابقة إنك وراء هذا فتشعر بكبريائك ينهزم بسبب ذلك ..”
” تتحدث عن اشياء لا وجود لها يا خالد لدرجة تعجلني أرغب بالضحك ..”
ضغط خالد على شفتيه بقوة قبل أن ينفجر ضاحكا من هيئة قيصر غير مصدقا إن قيصر عمران بجلالته يجلس أمامه ويفعل كل هذا لأجل تلك الصغيرة التي رأها مرتين لكنه أدرك مدى تأثيرها على ابن عمه ..
” مالذي يضحكك الى هذه الدرجة ..؟!”
سأله قيصر بغضب وهو يفكر إنها المرة الأولى التي يضحك بها خالد بهذه الطريقة ليجيب خالد وهو يسيطر على ضحكاته :
” يضحكني ما أراه الآن وكيف أصبحت هكذا .. ”
نهض قيصر من مكانه وهو يقول بضيق :
” ماشاءالله .. هل هذا ما جعلك تضحك بهذه الطريقة وأنت الذي لا تخرج ضحكاتك إلا نادرا .. ؟!”
اومأ خالد برأسه وهو يبتسم بإستفزاز ليرد قيصر ببرود :
” لا يليق بك الضحك يا خالد .. ابقَ واجما أفضل ..”
رد خالد بنفس البرود :
” وأنت لا يليق بك العشق يا باشا ..”
ضغط على شفتيه بقوة قبل أن يهتف بوجوم :
” ماشاءالله تضحك وتتوهم أيضا أشياء لا وجود لها ..”
ابتسم خالد بخفة ثم منحه نظرات ذات مغزى فهمها قيصر فورا ليتحرك خارجا من المكان صافعا الباب خلفه بقوة فيهز خالد رأسه وعاد يبتسم مفكرا في قيصر الذي فاجئه بحقيقة حبه لخطيبته السابقة بل وسعيه وراءها بعد عامين من انهاء كل شيء بينهما ..
…………………………………………………………….

 

 

 

 

في إحدى قنوات التلفاز المشهورة ..
جلست لميس أمام السكرتيرة الفاتنة تنتظر موعدها مع مدير الشركة بحماس ..
اليوم ستخطو اولى خطواتها في المجال الذي أحبته كثيرا ..
لقد أنهت إمتحاناتها الجامعية منذ أيام وقررت أن تدخل ميدان العمل أخيرا ..
واليوم حصلت على فرصة مقابلة مع احد مدراء أشهر القنوات في البلاد ..
ابتسمت بخفة وهي تتأمل خيرا قبل أن تسمع صوت السكرتيرة تخبرها إن السيد أياد ينتظرها في الداخل ..
نهضت لميس من مكانها وسارت بثقة الى الداخل وهي تمنى نفسها إن اللقاء سيكون جيدا وينتهي لصالحها ..
تصنمت في مكانها ما إن رأت ذلك الشخص الماثل أمامها وسألت نفسها بعدم استيعاب :
” هل هذا أياد صفوان الذي يتحدث الجميع عنه ..؟! أياد صفوان الذي سيطر على سوق الإنتاج وصاحب أشهر سلسلة قنوات تلفزيونية في البلاد بل في المنطقة العربية منذ سنوات طويلة .. ؟!”
سمعت صوته يهتف بها :
” تفضلي يا انسة ..”
سارت بنفس الثقة وهي تحاول نفض تلك الأفكار عنها لتجلس أمامه محاولة الإسترخاء في جلستها ثم تمد ملفها له فيتناوله منها ويقلب به للحظات قبل أن يضعه جانبا وهو يعود بجسده الى الخلف متسائلا بصوت رخيم :
” اذا انسة لميس .. في العادة انا لا أهتم كثيرا بتلك الشهادات والدورات التي شاركتي بها .. دعيني أسألك بعض الأسالة ستساعدني في معرفة مدى إستطاعتك على مواكبة عملنا … مبدئيا طبعا ..”
” تفضل ..”
قالتها بهدوء ليسألها :
” أنت خريجة كلية الأعلام قسم العلاقات الذي يعد مهما للغاية في عملنا .. لكن أريد أن أعرف .. لماذا إخترتِ العمل في قناة تلفزيونية بدلا من العمل في مجال التجارة او مجال أخر غير المجالات الفنية ..؟!”
ردت بهدوء :
” لإنني أجد العمل في مجالكم مختلفا وغير تقليديا .. عالم جديد أشعر إنني سأنجح به .. العلاقات العامة تخصص مهم في مختلف مجالات العمل لكنني من بين كافة المجالات أميل لمجالكم ربما لإنه مجالا صعبا ويتطلب مهارة عالية ..”
قال بقوة :
” لكن العمل لدي لا يشبه العمل لدى اي قنوات أخرى .. العمل هنا مكثف للغاية ومرهق جدا .. والخطأ ممنوع .. ”
هتفت بسرعة :
” أعلم ذلك ومستعدة له جيدا .. ”
راقبها بتمعن وهو يشعر إنها تملك طاقة عالية سوف تفيده في العمل ..”
هتف بعد صمت قصير :
” ستذهبين الآن لأداء الإختبارات الخاصة بقبول الموظفين هنا ثم ألتقي بك بعد نهاية الإختبارات ..”
أومأت برأسها وهي تنهض من مكانها ثم تسير نحو الخارج حيث استقبلتها السكرتيرة كي تأخذها نحو مكان اجراء الإختبارات لتدخل لميس سلسلة من الإختبارات التي لا تنتهي ..
بعدما أنهت لميس جميع الإختبارات اتجهت عائدة الى مكتب أياد لتتفاجئ بتارا الهاشم عنده فتتقدم نحوهما بعدما أشار لها أياد بالدخول لتلقي التحية بخفوت فتبتسم لها تارا بينما يهتف أياد بجدية :
” اجلسي يا انسة لميس .. ”
أكمل وهو ينظر إليها بتمعن :
” لقد بليت بلاءا حسنا في الإختبارات ..”
ابتسمت لا أراديا بينما هتفت تارا هذه المرة :
” انتِ حقا رائعة .. كما إنك متمكنة للغاية من عدة لغات أجنبية.. “

 

 

 

 

ابتسمت لميس وقالت :
” أشكرك يا هانم .. رأيك هذا مهم لي حقا ..”
ضحكت تارا بعذوبة بينما تأملت لميس هيئتها الجذابة بإعجاب وهي تفكر إن جمالها على الطبيعة لا يختلف عن التلفاز إطلاقا ..
” اذا انسة لميس .. سأمنحك فرصة التدريب لدينا .. سوف تتدربين لعدة أشهر قبل أن نقرر بعدها إذا ما كنتِ تصبحين لتصبحي موظفة لدينا أم لا ..”
” سأصبح ان شاءالله ..”
قالتها لميس بثقة لتبتسم تارا بخفة ثم تشير الى أياد بمرح :
” ثقتها تعجبني للغاية .. أنت تعرف إنني أحب الفتيات الواثقات من أنفسهن وقدراتهن ..”
اومأ أياد برأسه رغم إنزعاجه من ثقة لميس الزائدة بينما همست تارا للميس بخفوت :
” ثقتك هذه تناسب الجميع إلا أياد .. خففيها قليلا حتى تثبتي نفسك أمامه أولا ..”
ابتسمت لميس بحرج ليسأل أياد بهدوء :
” هل هناك مشكلة ما يا تارا ..؟!”
ردت تارا بخفة :
” لا يوجد شيء .. أعطيها بعض النصائح عن العمل لديك..”
” تفضلي .. خذي هذه الأوراق الى السكرتيرة كي تضبط لك بقية الأمور ..”
تناولت لميس الأوراق منه ونهضت من مكانها لتسمع تارا تهتف به :
” وأنا أيضا سأذهب .. نلتقي فيما بعد ..”
ثم سارت مع لميس التي هتفت بها بصدق :
” أشكرك كثيرا على النصيحة .. أنت لطيفة للغاية حقا .. ”
ثم أكملت بصراحة :
” تتصرفين وكأنكِ لستِ نجمة معروفة ..”
ابتسمت تارا وردت :
” من الجيد إنني فاجئتك بما هو جيد ..”
أكملت وهي تسأل بفضول:
” لكنني أشعر إني رأيتك مسبقا .. لا أذكر أين بالضبط لكنني رأيتك ..”
قالت لميس بسرعة :
” ربما في احدى حفلات العائلة ..”
سألت تارا بعدم فهم :
” أي عائلة بالضبط ..؟!”
ردت لميس معرفة عن نفسها :
” انا لميس عمران .. وأنتِ حضرتِ عدة حفلات لنا .. ”
قالت تارا بسرعة ودهشة :
” انتِ ابنة عائلة عمران المعروفة .. يعني ابنة عم قيصر .. يا لها من صدفة رائعة .. ”
قالت لميس :
” حقا صدفة رائعة ..”
نظرت تارا إليها للحظة قبل أن تهتف بها :
” في الحقيقة بالرغم من حضوري عدة حفلات تخص عائلتكم لكنني لا أعرف سوى قيصر وكوثر هانم والدتك وأيضا هند هانم عمتك .. وفرد آخر إلتقيت به لا أتذكر اسمه لكنه يكون ابن عم قيصر أيضا ..”
هتفت لميس بتفكير :
” انتِ تقصدين خالد بالتأكيد .. قيصر لديه ابني عم خالد وغيث والأخير صغير لذا فمن رأيتيه هو خالد أخي ..”
قالت تارا بدهشة :
” أخوكِ .. مستحيل ..!!”

 

 

 

 

ثم أكملت وهي تضحك بخفة :
” انتِ لا تشبهينه إطلاقا ..”
” لماذا تقولين هذا ..؟! يعني هل فعل شيئا أزعجكِ ..؟!”
سألتها لميس بدهشة لترد تارا بعفوية :
” موقف بسيط .. لكنه مغرور و مختال بنفسه جدا .. ”
ثم أكملت بجدية :
” اتمنى ألا يضايقك حديثي لكنني صريحة للغاية ..”
ابتسمت لميس وردت بصدق :
” أبدا لم يزعجني .. فهو حقا هكذا ..”
” حسنا اسمحي لي بالذهاب .. سلمي لي على قيصر كثيرا ..”
ثم أكملت بنبرة ذات مغزى :
” وأخبري أخيكِ إنني أتسائل اذا ما كان غير مهتما بعالم الموسيقى والمشاهير حتى الآن .. ”
ثم سارت بخطواتها الواثقة تتابعها نظرات لميس المندهشة مما يحدث لتقرر اكمال ما جاءت اليه ثم تعود الى المنزل ..
وبالفعل أنهت كل شيء وعادت مساءا الى المنزل لتجد خالد هناك فإقتربت منه وهي تهتف بحماس :
” خالد بارك لي .. لقد قبلوني كمتدربة في شركة أياد صفوان ..”
هتف بأقتضاب :
” مبارك لكِ قبولك يا لميس ..”
زمت شفتيها وهي ترد :
” ما زلت غير راضيا عن عملي هناك ..”
رد بجدية :
” لا أحب عملك في مجال كهذا يا لميس .. انتِ صغيرة وسوف تتعبين كثيرا في هذا المجال ..”
مطت شفتيها وهي ترد :
” عملي في العلاقات العامة يا خالد من وراء الستار .. كما إنني أحب العمل في مجالات غير تقليدية ..”
أكملت بعدها بسرعة :
” صحيح لا تصدق من رأيتك هناك .. ”
سأل بملل :
” من رأيتِ ..؟!”
أجابت بسرعة :
” تارا الهاشم ..”
نظر إليها بسرعة لتكمل وهي تسأله :
” متى إلتقيت بها من قبل .؟!”
سأل بجمود :
” من أخبركِ بهذا ..؟!”
ردت ببساطة :
” هي .. كما إنها طلبت مني أن أخبرك إنها ما زالت تتسائل اذا ما كنت ما زلت غير مهتما بعالم الموسيقى والمشاهير .. ”
سألها بجدية :
” هي من قالت هذا ..؟!”
أومأت برأسها ليهتف بجدية :
” أخبريها إنني ما زلت غير مهتما ولا أنوي الإهتمام بهذه التفاهات أبدا ..”
” ما هذا الذي تقوله ..؟! ماذا يحدث ..؟! هي تتحدث عنك بشكل غريب وأنت ..”
صمتت قليلا ليسأل :
” ماذا قالت عني ..؟!”
حدجته بنظراتها وهي تكتم ضحكتها بصعوبة ليسأل بنفاذ صبر :
” ماذا قالت يا لميس ..؟!”
ردت مدعية الجدية :
” قالت إنك مغرور ومختال بنفسك جدا ..”
نظر إليها لوهلة قبل أن يهتف ببرود :
” جيد .. لم تقل شيئا خاطئا ..”
ثم حمل هاتفه ونهض من مكانه متجها خارجا المكان تاركا لميس تطالعه بدهشة وفي داخلها تتسائل عما يحدث بالضبط ..
…………………………………………………………..

 

 

 

 

بعد مرور اسبوع ..
طرقت شمس باب غرفة العميد ثم دلفت الى الداخل وهي تبتسم بخفة ليستقبلها بإبتسامة مرحبة وهو يهتف بها :
” تفضلي يا شمس ..”
جلست شمس أمامه بينما قال هو مباركا لها :
” اذا الأولى على دفعتك يا شمس .. مبارك لك .. تستحقين هذا .. ”
شكرته شمس بسرعة :
” أشكرك كثيرا يا حضرة العميد .. هذا بفضل جهودك أنت وأساتذتنا الكرام ..”
نظر العميد إليها وقال :
” سأدرج إسمك أول إسم ضمن قائمة الطلبة الذين نرغب في تعيينهم معيدين لدينا ..”
” شكرا كثيرا .. اتمنى حقا أن أحظى بهذه الفرصة المهمة ..”
قالتها شمس بتمنى ليبتسم العميد ويكمل بجدية :
” لقد تحدث مع الطالبين الآخرين … الثاني والثالث على المرحلة .. هناك فرصة لكم كي تحصلوا على وظيفة في احدى الشركات المعروفة في البلاد .. ”
نظرت إليه يترقب ليكمل العميد :
” لقد أرسلوا لنا طلبا بأسماء الطلبة العشرة الاوائل على قسمي هندسة الحاسبات والإتصالات بسبب حاجتهم لمهندسين في هذا التخصص ونحن أرسلنا أسمائكم وهم الآن يريدون مقابلتكم في مواعيد حددوها ..”
أخرج من درج مكتبه كارتا وورقة وقال :
” هذا كارت به عنوان الشركة وهذه الورقة بها موعد المقابلة .. سوف تسلمينه هناك كي يسمحوا لك بالدخول .. ”
تناولت الكارت والورقة منه حينما سمعته يكمل :
” العمل في شركات عمران مكسب لأي شخص حاولي إستغلال ذلك جيدا ..”
إختفت إبتسامتها كليا ما إن نطق إسم تلك العائلة لتنظر الى الكارت في يدها بصدمة حقيقية وهي تشعر إن كوابيسها السابقة عادت من جديد ..
………………………………………………………………
أمام شركة عائلة عمران وقفت شمس تنظر الى البنيان الضخم بملامح مترددة لكنها سرعان ما حسمت أمرها وسارت الى الداخل بثقة فهي لم تعد تخاف من شيء أبدا ولن تسمح له أن يغزو حياتها من جديد بعدما تخلصت منه ..
سارت الى الداخل ثم اتجهت نحو موظفة الإستعلامات التي عرفت منها مكان المدير العام للشركة لتتجه نحو المصعد وتضغط على رقم الطابق المقصود وهي تتأمل الشركة الفخمة بإعجاب شديد ..
توقف المصعد أخيرا في الطابق المنشود لتخرج منه وتسير نحو مكتبه قبل أن تتوقف مكانها وهي تراه واقفا على قرب منها يتحدث مع احدى الموظفات بتركيز شديد ..
تقدمت نحوه بشجاعة وهتفت بهدوء :
” صباح الخير ..”
التفت نحوها وهو يعلم إنها ستأتي اليوم لكنه رسم الدهشة على وجهه بوضوح .. دهشة رجل قابل فتاة عرفها منذ عامين ولا يعلم سبب مجيئها الآن ..
كادت أن تضحك بتهكم وهي تراه يهتف بها بصوت شديد التعجب :
” شمس .. ماذا تفعلين هنا ..؟!”
كانت يتقن ادعاء الدهشة والصدمة من وجودها لدرجة يستحق عليها جائزة الأوسكار ..
أكمل بجدية وقد سيطر على دهشته :
” ما سبب مجيئك إلي بعد هذه السنوات ..؟! انت بالطبع تعرفين إن هذه شركتي ..”
قالت بسخرية :
” لقد جئت هنا بناء على دعوتكم لي ..”
سأل مدعيا عدم الفهم :
” أي دعوة ..؟! أنا لا أفهم .. “

 

 

 

 

ضغطت على أعصابها بقوة ثم مدت يدها له بالكارت ليأخذه منها فيتغضن جبينه وهو يقرأ ما به قبل أن يسأل السكرتيرة :
” ما هذه المواعيد ومتى قررتم ذلك ..؟!”
ردت السكرتيرة بسرعة :
” هذه المواعيد حددها السيد خالد حيث قرر أن يعطي فرصة للطلبة الاوائل في كليتي هندسة الحاسبات والاتصالات كي يعملوا لدينا .. ”
أكملت وهي تشير الى شمس :
” لقاؤك مع السيد خالد يا آنسة وليس هنا .. هو من سيقابلك او نائبه ربما .. ”
أكمل قيصر بجدية وهو يشير أمامه :
” حسنا يا آنسة كما أخبرتك سكرتيرتي .. انت مخطئة في وجهتك فمقابلتك ليست معي بل مع خالد .. مكتب خالد في ذلك الممر .. اول مكتب على اليسار ..”
ودت في تلك اللحظة أن تلكمه لكنها ضغطت على نفسها بالقوة وهتفتت به :
” ولكنني جئت لمقابلتك .. أريد التحدث معك ..”
رد بعدم اكتراث :
” للأسف لدي اجتماع مع أحد عملائي بعد قليل.. إذا أردت إذهبي الى خالد لأجل المقابلة ثم عودي الى هنا وإنتظريني حتى أنتهي من اجتماعي .. سينتهي خلال ساعة الى ساعة ونصف بالكثير .. ”
ثم سار مبتعدا عنها متجها نحو مكتبه تاركا إياها تشتغل غيظا وقد توعدته داخلها بالكثير ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى