روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت الخامس والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء الخامس والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة الخامسة والعشرون

دلف خالد الى مكتبه وشعور خفيف بالضيق لمسه وهو يفكر إن ما حدث خطأ فإعتراف حوراء قد يترتب عليه أشياء لا يرغب في حدوثها او بالإحرى لا مزاج له في الدخول بها ..
يعرف حوراء جيدا ويعرف كم هي قوية متسلطة وإن قوتها تلك تستخدمها بطريقة مؤذية وهذا الشي يجعله يفكر جديا بما ستفعله من أشياء ماكرة إن لم تكن صادقة في حديثها بإنها لم تعد تريده ..
هو لا يخاف منها أبدا بل إنه يستطيع إيقافها عند حدها متى ما يشاء لكن الفكرة إنه لا يمتلك المزاج الكافي لذلك ولا الوقت بالطبع ..
اتجه بأفكاره نحو حديثها عن تارا حيث لم ينكر إن هناك شيء يحدث بينهما بالأحرى شيء من ناحيته هو ولكن حوراء تحدثت بصيغه الجمع فهي تظن إن ما يحدث متبادل بينهما ..
لا يعرف لماذا فعل هذا فهو صحيح لم يؤكد ما قالته عن اهتمامه الشخصي بتارا لكنه لم ينكر وقد فاجئه هذا بقوة ..
اتجه نحو المكتب وجلس على كرسيه عائدا بظهره الى الخلف وقد تشكلت صورتها أمامه …
تتمايل برقة بذلك الفستان الأسود الذي أبرز جاذبيتها الطاغية رغم نحافة جسدها الواضحة وملامحها الناعمة الغير فائقة الجمال إلا إنها تمتلك هالة من الجاذبية التي تحيط بها دائما ..
وليت الجمال يقتصر على المظهر الخارجي فشخصيتها وثقتها بنفسها الممزوجة بتواضع محبب شكلت مزيجا رائعا ..
قوة شخصيتها لا غبار عليها بل إنها من أكثر النساء قوة ولباقة عرفهن في حياته ..
ثقتها الشديدة في نفسها لا خلاف عليها أيضا والتي تتحول الى غرور صريح مع البعض رغم إنها تتعامل مع عموم الأشخاص بتواضع وعفوية ..
هي خليط مميز للغاية ..مختلفة لا تشبه غيرها ..

 

 

 

وهي الوحيدة التي لفتت إنتباهه فلم يحدث قبلها أن إهتم بأنثى بل لم يحدث إن نالت أحداهن إعجابه أبدا فهو دوما لا يحبذ التعامل مع النساء عموما ومتحفظ للغاية في تعامله مع القليل منهم وهذا السبب الذي جعله متعاليا في نظر الجميع خاصه إنه يتعرض لمحاولات إقتراب العديد من النساء منه منهن لإعجابهن الصادق به ومنهن للظفر بحفيد عائلة عمران ..
هو لا ينكر إنه يكون متعالي أحيانا وغامض دائما وبارد مع الأغلبية بإستثناء أخوانه ووالدته وبعضا من أصدقائه وأقاربه لكنه لا يتصنع هذا أبدا فهو طبع متأصل به ..
أخذ يرسم في قلمه خطوط ودوائر على الورقة البيضاء أمامه بينما عقلها يشرد به وبأفكارها التي تتمحور حولها ..
هذه المرة الأولى التي يشعر بها بشيء إتجاه إمرأة ولا يعرف كيف يتصرف ..
يريد رؤيتها في داخله رغم إنكاره لذلك حتى مع نفسه لكن كبريائه يمنعه بصرامه فهو لم ولن يتنازل لأي أحد من قبل كي يتنازل عن كبريائه قليلا ويحاول رؤيتها فتفهم هي إنه يود التقرب منها ..
هو حتى لا يعلم اذا ما كانت تشعر بشيء نحوه فهي تتصرف بعفوية واضحة ونظراتها نحوه لم تحمل شيئا مختلفا ..
وكأنها إن فعلت ومنحته إهتماما او تصرفا يدل على إنجذابها نحوه سوف يسارع للإقتراب منها ..!
كبريائه اللعين وغروره كان سيمنعه حتى في هذه الحالة ..
زفر أنفاسه وهو يتوقف عن تلك الخطوط الغريبة التي يرسمها ليتذكر كل تفصيله منها ونبرتها المميزة ..
صوتها العذب وهي تشدو بتلك الأغنية التي مست قلبه بقوة مرعبة فباتت تتردد داخل اذنه بصوتها هي مرارا وتكرارا ..
أغمض عينيه عائدا برأسه الى الخلف متمنيا في داخله أن يجمعه لقاءا قريبا بها ..
ليت القدر يقف هذه المرة معه ويهديه لقاءا بها ويحقق رغبته وتوقه الشديد لرؤيتها ..
…………………………………………………………….
تأملها وهي تقف أمامه بملامح جامدة لا حياة فيها ..
ما إن إستفاقت من صدمتها لما فعله وصفعه لأخته حتى سيطر الجمود عليها بشكل أثار قلقه بشدة فتقدم نحوها بخطوات بطيئة ولسانه يردد اسمها بخفوت وصل الى مسامعها فإهتزت حدقتيها وإضطربت ملامحها كليا دلالة على تخليها عن جمودها اللحظي ..
وقف أمامها وعيناه تتأملان ملامحها الرقيقة بعناية قبل أن يطلق تنهيدة مسموعة ثم يهتف بصوت قوي صادق :
” انا اعتذر نيابة عن حوراء يا شمس ..”
تغضن جبينها بوضوح بينما عينيها تتأملانه بذهول صريح .. ذهول سرعان ما تحول الى حيرة وهي تفكر في اعتذاره الغريب والذي بالرغم من رضاها عنه إلا إن شكوكها تمنعها قليلا من التصديق إنه اعتذار خالص منه إليها ..
حاولت ان تنحي شكوكها جانبا فهو ليس مجبرا على الاعتذار الذي يعتبر صعبا للغاية لشخص مثله لكنها فشلت في ذلك فسألته بهدوء :-
” لماذا ..؟!”
نظرت الى تقطيبه جبينه وأكملت بصراحة واضحة :
” لماذا تعتذر …؟! او لأكون صريحة في حديثي ، منذ متى وأنت تعتذر ..؟! “

 

 

 

رد بهدوء مشابه لهدوئها :
” لإنك تستحقين اعتذارا مني يا شمس على ما قالته أختي في حقك ..”
” منذ أن عرفتك وأنا أتعرض لأسوء المواقف .. والإهانات ..”
قالتها بنبرة باردة ليومأ برأسه وهو يرد بإقتضاب :
” صحيح .. ”
أكملت بقوة :
” أخبرني يا سيد قيصر .. كم إعتذار يحب أن تقدمه لي كي توفي ما تعرضت إليه بسببك او بسبب أخيك واختك ..؟!”
أكملت وهي تلاحظ جمود ملامحه :
” انت اعتذرت نيابة عن حوراء .. ولكن ..”
صمتت لوهلة ثم أردفت بتحدي :
” من سيعتذر لي نيابة عنك ..؟! والأهم من ذلك هل تظن إن كلمة آسف تكفي لتعويضي عما تعرضت له منك او من غيرك والذي كان بسببك أيضا .. ؟! هل تلك الكلمة ستمحي كل ما مررت به ..؟! هل هي قادرة على ذلك ..؟!”
تمعن النظر اليها بغموض أخافها لا اراديا وهي تعترف داخلها إنها رغم ما تفعله ورغم إدعائها القوة واللامبالاة وتحديها له مرارا إلا إنها داخلها تخشاه وهذا شعور لا تستطيع التحرر منه للأسف ..
تحدث أخيرا بنفس الهدوء الذي يثير شعورا من الترقب داخلها :
” كلا لا تكفي .. لكن الأفعال تكفي .. ”
لم ترد عليه بل اكتفت بمنحة نظرة جامدة قاصدة أن تخبره إن كلامها لن يؤثر به ولن تصدقه ..
سألته أخيرا :
” وما هي تلك الأفعال ..؟!”
أجاب بجدية :
” اتركي كل شيء لوقته .. الأفعال ستظهر تدريجيا وتثبت لك إنني قادر أن أمحي كل ما فات من خلالها ..”
” سيكون هذا افضل لإنك مهما تحدثت وإدعيت لن أصدقك .. ”
اومأ برأسه رغم الغضب الذي بدأ يظهر على ملامحه لترمقه بنظرة أخيرة ثابتة ثم ترحل خارج المكتب ليتجه هو عائدا نحو مكتبه جالسا على كرسيه بجمود وحوارهما الذي انتهى منذ لحظة يتردد داخله ..
……………………………………………………………..

 

 

 

كان فارس يجلس على احدى الطاولات في احد الكافيهات الشهيرة يتناوله مشروبا باردا ينتظر قدوم خطيبته نرمين كي يتناولان طعام الغداء سويا ..
بعد مرور بعضا من الوقت تقدمت نرمين بطلتها الأنيقة المعتادة وإبتسامتها الناعمة ..
تقدمت نحوه وقبلته من وجنتيه قبل أن تتجه الى الكرسي المجاور له وتجلس بجانبه ثم تحتضن كفه بيدها وتهتف به :
” لم اتأخر عليك .. أليس كذلك ..؟!”
ابتسم وهو يرد :
” كلا ، لقد وصلت منذ حوالي نصف ساعة وتناولت مشروبا باردا كما ترين ..”
ابتسمت برقة ثم قالت :
” انا جائعة حقا .. لنطلب الطعام ..”
اومأ برأسه متفهما ثم أشار الى النادل يطلب منه الحضور ليأتي بالفعل فيطلب منه الأطباق المعتاد كليهما على طلبها دائما ..
دون النادل طلباتهما ثم رحل بينما إلتفتت هي نحوه وهي تبتسم وتتحدث بحماس شديد عن تفاصيل اليوم وما حدث معها كما اعتادت ان تفعل فهي تشاركه في كل تفاصيل حياتها دون أن تغفل عن شيء ..
مر الوقت وهي تتحدث وهو يستمع اليها بإهتمام ويناقشها في بعض الأمور ثم سألته بإهتمام عن يومه فأخبرها ببعض الاشياء قبل أن يأتي النادل حاملا لهما الطعام ليبدئا في تناول طعامها بصمت امتدت للحظات قطعته وهي تسأله :
” ما أخبار والدك يا فارس ..؟! هل عاد وتحدث معك بشأن موضوع ابنة عمك ..؟!”
شرد فارس للحظة وهو يتذكر حديثه مع والده بعد خروجه من مكتبه في ذلك اليوم الذي جاءت به ربى إليه ..
لقد حدث والده بوضوح وغضب ظهر تدريجيا خاصة مع إصرار والده على صحة تصرفه لكنه كان صريحا وهو يخبره بوضوح إنه لن يتزوج من تلك الفتاة ولا غيرها كونه خاطب ويحب خطيبته ..
كما حذره من إدخاله في أمور لا يعلم عنها ليهتف والده بغيظ واضح إن ابنة عمه رفضته بالفعل فيخبره بلا مبالاة إن هذا افضل له ولها ..
عاد ينظر الى نرمين وهو يفكر إنه اكتفى بتحذير والده عما يفعله في ذلك الحوار الوحيد الذي جمعهما قبل أن يبدأ كلاهما بتجاهل الآخر وبدلا من ان يرتاح لذلك لم يستطع أن يمنع كلام ابنة عمه عن الميراث يتسلل داخله ويسيطر على تفكيره ..
يريد ان يتحدث مع والده بشأن هذا الموضوع رغم إدراكه لصعوبة اقناعه بل إستحالة ذلك لكنه يجب ان يحاول كي لا يشعر بإنه تجاهل الموضوع ..
عندما فعل والده ما فعل لم يهتم وتجاهل الامر فهو لا يتدخل في اعماله وقد اختار ان يسيطر على أملاك والدته التي تكفيه تماما بل أكثر من كافية ..
لكن بعد حديث ربى الصريح شعر بإن تجاهله للأمر تصرفا غير مسؤولا وإنه مهما حدث فعائلة عمه مسؤولة منه نوعا ما وإن ربى وأختها الكبرى وحتى أخيهما الصغير في مقام أخوته وكونه يكبرهم ثلاثتهم سنا فعليه ان يساعدهم حتى لو على قدر استطاعته ..
اجاب اخيرا بهدوء :
” كلا .. بالطبع لن يفعل .. لقد أنهيت الموضوع برمته منذ ذلك الحديث الذي جمعنا .. ”
حل الصمت للحظة قبل أن يسمعها تهتف بما أدهشه :
” برأيي إنك إستعجلت يا فارس بتصرفك هذا ..”
تأملت نظراته المدهونة لتكمل بجدية وهي تقلب طعامها :
” ربما هذه الزيجة لصالحك بالفعل ..”
هتف فارس مصدوما بحق :
” ما هذا الكلام يا نرمين ..؟! هل تعين ما تقولينه ..؟!”
ردت بفتور :
” انا أتحدث بمنطقية يا فارس .. والدك يرفضني بشدة رغم إنه لم يعرف بعد بما حدث ..”

 

 

 

أكملت بنبرة ضعيفة :
” هو لا يعلم شيئا عن ذلك الحادث .. ”
قال بجدية محاولا السيطرة على غضبه مما قالته :
” دعي موضوع الحادث جانبا .. هذا الأمر يخصنا لوحدنا ..”
قاطعته بجدية :
” كلا لا يخصنا وحدنا يا فارس ..”
تطلع اليه بذهول لتكمل بصراحة :
” بل يخص والدك .. والدك الذي لن يقبل أن يعيش ابنه الوحيد بلا ذرية .. ذرية تحمل اسمه .. وأنا واقعيا لا ألومه كثيرا .. ”
أكملت وهي تتأمل ملامح الوسيمة بألم :
” أنت نفسك تحتاج الى اطفال .. اطفال يحملون اسمك .. تحتاج الى طفل من صلبك بل أكثر من طفل .. انت الآن تتحدث ببساطة وتتقبل الوضع لإنك ما زلت في عز شبابك تأخذ الدنيا بعنفوان وقوة لكن عندما تكبر مع مرو الوقت وعندما ترى جميع من حولك لديهم بدل الطفل إثنين وثلاثة واكثر ستشعر بالفرق وبحاجتك لوجود طفل من دمك ولحمك يكون سندا لك مستقبلا والأهم إنه سيمنحك شعور الأبوة الذي يحبه اي رجل ..”
نظر إليها بصمت للحظات ثم قال :
” كل هذا كان تخبئينه داخلك يا نرمين ..؟! لماذا اذا تقبلت الوضع واستمريت معي ونفذتي اتفاقنا بشأن عدم الحديث في هذا الموضوع نهائيا ..؟! لماذا اكملت الخطبة إذا بل إنكِ تتحدثين عن زواجنا بإستمرار ..؟!”
قال جملته الأخيرة بحدة لتمسك كفه بسرعة وتقول بصدق :
” من قال إنني أريد تركك ..؟! من قال إنني أريد انهاء الخطبة ..؟!”
سألها بعدم استيعاب :
” ماذا تعنين بحديثك اذا ..؟! تتحدثين عن زواجي من اخرى .. ”
قاطعته بسرعة :
” نعم قلت ذلك لكن افهم وجهة نظري اولا ..”
تطلع اليها بترقب وهو يتمنى داخله ألا تقول ما فهمه لتهتف بجدية :
” تلك الفتاة .. ابنة عمك .. والدك يريدها .. وهي تريد ميراثها .. تزوجها وأنجب منها الطفل الذي سيحمل اسمك واسم والدك .. وأنا سأكون معك ايضا .. عندما تنجب لك الطفل سوف تنتهي اهم مشكلة في حياتنا .. انت سوف تحصل على طفل يحمل اسمك وانا لن أخاف من هذه المشكلة وعدم قدرتي على منحك طفلا من صلبك ووالدك لن يرفض وجودي كزوجة لك بعدما يعلم بعدم قدرتي على الانجاب لإنك منحته الطفل الذي سيحمل اسمك ..”
” تريدينني أن أتزوج من غيرك وأنجب طفلا منها أيضا ..؟! كيف تقبلين بشيء كهذا يا نرمين ..؟! هل تريدين أن تصبحي زوجة ثانية ..؟! هل ستقبلين بهذا ..؟!”
قالت بسرعة :
” من قال إني سأصبح زوجة ثانية ..؟! هل أنا قلت هذا ..؟!”
هتف بحدة :
” ألم تقولي تزوجها وإنجب منها طفلا قبل لحظات ..؟! ما معنى هذا ..؟! اشرحي لي لإنني أشعر بسببك إنني بطيء الاستيعاب ..”
هتفت بجدية:
” نعم قلت تزوجها وانجب منها طفلا وأعطها ميراثها ثم طلقها .. طلقها وخذ منها ابنك وأنا سأربيه اذا اردت .. انا مستعدة جذا لذلك بل سأكون سعيدة حقا .. واذا عاندت وتسببت لك بمشاكل فإمنحها حضانة طفلها بعد طلاقها رغم إن وجودها في حياتك و تواصلها معك بسبب الطفل سيزعجني حقا لكنني سأقبل لأجلك ..”
حدق بها مذهولا للحظات قبل أن يهتف بعدم تصديق وهو ينهض من مكانه :
” هذا جنون .. لقد وصلت لأقصى مراحل الجنون بتفكيرك هذا ..”
” فارس ..”
قالتها بنبرة شبه باكية وهي تنهض من مكانه تقابله ليخرج محفظته ويرمي مبلغ من المال لا يعرف مقداره لكنه يكفي وزيادة لما طلباه ثم يخرج من المطعم فتحمل حقيبتها وتركض خلفه وهي تصيح بإسمه ببكاء ..
التفت نحوها بملامح شديدة الغضب لتمسك ذراعه ما ان وصلت اليه وهي تهتف به بترجي وعينين متوسلتين :
” فارس ارجوك .. لا تفعل بي هذا .. اسمعني فقط ..”
قبض على ذراعا بقسوة مرددا بتحذير مخيف :
” في هذه اللحظة بالذات لا أريد رؤيتك يا نرمين لإنني غاضب منك لدرجة صعب أن تتخيليها ولا أريد أن أفرغ غضبي منك بك ..”
تركها ورحل بسرعة كالبرق لتضغط على حقيبتها ودموعها تهطل على وجنتيها تدريجيا ..
………………………………………………………………..

 

 

 

تقدم حاتم من قيصر وهو يردد بمرح :
” والله اشتقت اليك .. اصبحت لا اراك الا قليلا ..”
رد قيصر وهو يرتشف قليلا من مشروبه ثم يضعه على الطاولة امامه :
” مشغول للغاية يا حاتم .. الأعمال والمشاكل لا تنتهي ..”
قال حاتم بخبث :
” نعم معك حق .. خاصة انت بمشاكلك المتنوعة ما بين العمل والعاطفة ..”
لم يرد قيصر على حديثه بل تجاهله وهو يهتف بجدية :
” صحيح انت مدعو يوم السبت عندنا في القصر على عيدميلاد لميس .. ”
رفع حاتم حاجبه وهو يسأله بمزاح :
” ولماذا لم تتصل صاحبة الحفل بي ..؟! أليس من المفترض ان تدعوني بنفسها للحفل …؟!”
رد قيصر :
” يا رجل تتحدث وكأنك غريب عنا .. أنت تحضر حفلاتنا العائلية أكثر مني احيانا .. ”
ضحك حاتم وهو يقول :
” انا رجل اعرف بالأصول .. ليس مثلك ..”
ثم أردف بجدية :
” من سيحضر …؟! يعني حفل عائلي ام ماذا ..؟!”
رد قيصر بجدية :
” عائلتي لكن سيحضر بعض الاصدقاء المقربين .. عائلتك مدعوة بالطبع .. ستتصل زوجة عمي بهم ”
اومأ حاتم برأسه متفهما ثم سأله :
” اذا ما آخر الآخبار ..؟! هل هناك جديد حدث معك ..؟!”
تنهد قيصر ثم حدثه بإختصار عن حوراء وتعديها على شمس متغاضيا عما قالته في حقها وعن ضربه لها ..
هتف حاتم اخيرا ما ان انهى قيصر حديثه :
” اختك هذه لا فائدة منها .. كلما تكبر اكثر كلما تزداد غرورا اكثر ..”
اومأ قيصر برأسه دون رد بينما قال حاتم مكملا حديثه :
“لكن انت بدورك خفف من اسلوبك الصارم معها .. يعني حاول ان تتعامل معها بشكل مختلف .. ربما يكون هناك سبب ما يجعلها تتصرف على هذا النحو ..”
قال قيصر بجدية :
” تتحدث وكأنك لا تعرف حوراء يا حاتم .. منذ أن كانت طفلة صغيرة وهي هكذا .. هذه طباعها وهذا إسلوبها .. ليست جديدة عليها هذا التصرفات لكن مسبقا كنت أغفر لانها طفلة صغيرة غير واعية لما تقوم به أما الآن فهي كبرت بما فيه الكفاية لتنتبه على تصرفاتها وإسلوبها مع الآخرين ..”
اومأ حاتم برأسه متفهما ثم قال :
” ولكن مع هذا حاول تغيير اسلوبك .. شخصية كحوراء لا ينفع الاسلوب شديد الصرامة معها .. لا أطلب منك التهاون معها لكن خفف من صرامتك وحدتك قليلا .. تصرف معها بالمعقول ..”
” لقد تعبت يا حاتم .. لم ينقصني سوى حوراء .. لدي ما يكفيني من المشاكل حقا ..”
قال حاتم بجدية :
” المشكلة إنه لا يوجد شخص قادر على ترويضها غيرك .. فوالدتك نسخة منها وترى تصرفاتها صحيحة اما فادي فهو بحاجة لترويض ودينا صغيرة .. “

 

 

 

كان قيصر يدرك ان حاتم يتحدث بشكل منطقي ليهتف بتهكم :
” نعم هذا صحيح .. أساسا احد اسباب ما وصلت اليه والدتي فهي من عززت داخلها هذه الصفات المزعجة وجعلتها تتصرف على هذا النحو ..”
” حسنا لا تتضايق مني .. لكن والدتك تتصرف بناء على طبيعتها .. هي ترى حوراء نسخة مصغرة منها .. تشبهها في الشكل والشخصية والدليل إنهما قريبتان من بعضيهما للغاية ..”
” معك حق لكن هذا لا يغير حقيقة إنه طبع متأصل فيها ووالدتي كما قلت لك ساعدت في دعمها وتمسكها بتصرفاتها .. ”
ابتسم حاتم بخفة وهو يقول :
” تتحدث وكأنك لا تشبههم ..”
رد قيصر :
” لن أنكر غروري وتعجرفي لكنني أعرف توظيف هذه الصفات جيدا .. أما حوراء فهي تتعامل بعجرفة مع الكبير قبل الصغير وفي كافة الاوقات .. ”
” معك حق ..”
قالها حاتم بصدق بينما حمل قيصر كأسه وارتشف قليلا منه ثم هتف به :
” أصبحت تقيم هنا أكثر من قصر عائلتك ..”
قال حاتم :
” ارتاح هنا اكثر .. ”
” ووالدتك ..؟! كيف تسمح لك بهذا ..؟!”
رد حاتم بجدية ؛
” تسمح ..؟!!! إنها تتشاجر معي يوميا بسبب هذا .. لكنني أتبع إسلوب التجاهل معها .. ”
أكمل بعدها متهكم :
” تخيل إنها تريدني أن أتزوج .. تتحدث معي كلما تراني عن هذا الموضوع ..”
” ولماذا لا تفعل ..؟!”
سأله قيصر بجدية ليهتف حاتم بسرعة :
” أفعل ماذا ..؟! اتزوج ..؟! هل تمزح يا قيصر ..؟! هل أنا مجنون لأفعل هذا ..؟! اصمت بالله عليك ..”
ضحك قيصر وقال بسخرية :
” اهدأ يا رجل .. خوفك من الزواج يقلقني كثيرا ..”
هتف حاتم بجدية :
” اترك مزاحك جانبا .. انا حقا لا اريد الزواج .. حياتي هكذا افضل .. انا حر في حياتي .. لا يوجد احد يربطني به .. ”
ابتسم قيصر وقال :
” لا تعلم ربما يأتي يوم تغير رأيك وتتزوج ..”
هتف حاتم :
” انا لست مثلك يا قيصر .. فأنت رغم كل شيء فكرة الزواج كانت مطروقة لديك .. كنت تؤجلها فقط لكنك تنتويها يوما ما لإنك تريد زوجة تناسبك تظهر بها امام الجميع والأهم تريد أطفال من صلبك يحملون اسمك اما أنا فلا أرغب حتى بطفل او بالأحرى لست مهتما عموما ..”
” هي مسألة قناعات بالفعل .. فأنا أحتاج لأولاد يحملون اسمي وزوجة تناسبني ايضا ..”
نظر اليه حاتم قليلا ثم قال :
” لكن تلك الفتاة لا تناسبك ..”

 

 

 

أكمل متأملا تجهم ملامحه :
” لا اتحدث عن المستوى المادي والاجتماعي .. انا اتحدث عن الفتاة ذاتها ..قيصر انت رجل لديك علاقات متعددة وشخصية باردة قاسية ومتسلطة بشهادة الجميع لذا عندما تقرر الزواج فعليك الزواج ممن تناسب صفاتك .. تلك الفتاة بكل ما بها من صفات لن تقبل بتسلطك ولن تتعايش مع قسوتك وبرودك والأهم إنها لن ترضى بأن تكون زوجة لرجل لديه عدة عشيقات غيرها .. هي لن تكون تلك الزوجة التي تعيش في قصرك تنتظرك عندما تعود مساءا بعد جلسة ممتعة مع احدى عشيقاتك وتستقبلك بهدوء .. هي لن تكون الزوجة المطيعة التي ترافقك في حفلاتك ومناسباتك الإجتماعية وتنجب لك اطفالا تربيهم وتعتني بهم .. أحببت أن أذكرك بذلك كي لا تنجرف وراء رغبتك بها وتتورط في زيجة لست واثقا من نجاحها ..”
انهى كلماته تلك ليجد قيصر شاردا في حديثه بصمت بادله اياه وهو يفكر إن قيصر كان يحتاج لهذا الحديث منذ مدة كي لا يتعجل بخطواته هذه المرة ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!