روايات

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السابع والعشرون 27 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر الفصل السابع والعشرون 27 بقلم بيلا

رواية شمس ربحها القيصر البارت السابع والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر الجزء السابع والعشرون

رواية شمس ربحها القيصر
رواية شمس ربحها القيصر

رواية شمس ربحها القيصر الحلقة السابعة والعشرون

دلف قيصر الى القصر متجها بسرعة قياسية نحو الطابق العلوي ..
قابل احدى الخادمات في طريقة فسألها :
” اين كوثر هانم ..؟!”
أجابته الخادمة بسرعة :
” في جناحها ..”
صعد الى جناحها وطرق الباب عليه ليقتحمه فورا ما ان سمع صوتها يسمح له بالدخول لتنتفض من مكانها على صوته وهو يهتف بصوت بارد لكنه مخيف :
” احسنت يا كوثر هانم .. احسنت يا سيدة المجتمع الراقي .. يا ابنة الحسب والنسب .. يا سليلة احدى اعرق العوائل في البلد .. احسنت على تصرفك هذا وعلى المستوى الذي وصلتِ إليه ..”
” ماذا جرى لك ..؟! كيف تتحدث معي هكذا ..؟!”
سألته بغضب اندلع داخلها لا اراديا رغم معرفتها سبب تصرفه لتجده يجيب بصوت محمل بكل ضغائن الماضي :-
” كنت أعلم إنك وراء شائعة زواجي من تارا .. وراء موضوع ريتا أيضا .. ومع ذلك تجاهلت الأمر تماما وإدعيت إنني لا أعلم شيئا عن المتسبب بكل هذه الفوضى .. ليس لأجلك بالطبع بل لإن الطلاق وقتها كانت أفضل لي ولغيري ..”
أكمل وهو يتنفس بقوة :
” نعم ما حدث وقتها جعلني أعيد حساباتي ووجدت ان الطلاق هو الحل الأسلم لذا تغاضيت عن أفعالك وقلت لا بأس جاءت بوقتها .. ”
هتف وعيناه ترمقانها بغضب مخيف :
” لكن ما فعلتيه هذه المرة لا يغتفر ولن أتغاضى عنه .. وليكن في علمك إنني سأتزوج شمس من شديد وبموافقتها هذه المرة .. أخبريني كيف ستمنعين ذلك ..؟! استعدي لإنني سأخطبها رسميا نهاية الاسبوع وهي موافقة وراضية ..”

 

 

رمقها بنظرة أخيرة ساخرة وقال :
” أشكركِ كثيرا لإنك ساعدتني في موضوع عودتها إلي دون قصد .. هل رأيت بنفسك نتيجة مخططاتك .. لقد إنقلب السحر على الساحر .. !”
” نعم فعلتها .. أردت انقاذك من زيجة لا تناسبك .. زيجة فشلها محتوم ..”
قالتها بقوة لتجده يسأل بتهكم :
” و هل أنقذتني ..؟! هل نجحتِ في ذلك ..؟! للأسف الشديد لقد فشلت وبقوة وإن كان هناك احتمال بأن زواجي من شمس لن يحدث فبعد فعلتك هذه سيحدث وبأقرب وقت ممكن وبرضا الجميع ودعيني أرى ماذا ستفعلين ..؟!”
” تكسر كلامي يا قيصر .. ؟! أليس لرأيي أهمية عندك ..؟!”
سألته بنبرة قاتمة ليرد ببرود :
” رأيك على عيني ورأسي ولكنني انا صاحب الرأي الأول والأخير في ادارة شؤون حياتي .. استوعبي هذا من فضلك .. لن أهتم برأي أي احد مهما بلغت قرابته وأهميته لدي .. لم أفعلها مسبقا كي أفعلها الآن .. ”
كظمت غيظها وكلمات وقعت على طرف لسانها لتقول بهدوء مصطنع :
” هذا قرارك النهائي إذا ..؟!”
رد بجدية :
” نعم ، ولا رجعة فيه ..”
انسحب خارجا من الجناح تاركا إياها تشتعل غيظا وهي تفكر إن كل شيء انقلب ضدها فتتجه مسرعة نحو حوراء التي أنبتها :
” كيف تفعلين هذا ..؟! كيف تتصرفين لوحدك ..؟! هل تظنين إن ابنك غبي كي تنطلي عليه لعبة كهذه ..؟! هل تظنين إنه سيصدق إنها على علاقة بذلك الشاب ..؟! هذا تصرفا غير مقبولا يا ماما .. ”
صاحت كوثر بضيق :
” لا ينقصني سوى تأنيبك يا حوراء .. ارجوكِ يكفي .. بي ما يكفيني ..”
ردت حوراء بجدية :
” انا أقول الحقيقة .. كان يجب ان تحسبي خطواتك جيدا ولا تتصرفي بطريقة هوجاء .. انظري لقد دمرتِ كل شيء بتصرفك هذا .. سيتزوجها يا ماما ولا احد سيستطيع منعه ابدا ..”
” وماذا افعل انا ..؟! أردت إبعادها عنه بأسرع وقت .. فكرت ان وجودها أمامه سوف يعزز من رغبتها بها .. هل تفكيري خطأ ..؟! ”
” نعم خطأ .. وها سيتزوجها وبسرعة ..وانتِ لن تستطيعي ان تفعلي اي شيء واحدا لإن قيصر لن يرحمك حينها .. الحمد لله إنني لم أتدخل في هذا الموضوع وإلا لم يكن ليرحمني أبدا ..”
” هذا كل ما يهمك .. ؟! المهم إنكِ لم تكونِ طرفا في الموضوع ..؟!”
سألتها كوثر بتذمر لترد حوراء بلا مبالاة :
” بالطبع .. يكفي ما بيننا من مشاكل .. لا ينقصني مشكلة جديدة ..”
نظرت كوثر اليها بحدة ثم اندفعت خارجة من الجناح بغضب لتزم حوراء شفتيها بعبوس وهي تردد داخلها :
” تفعل المشكلة ثم تشكو إلي توابعها .. ما ذنبي أنا ..؟!”
………………………………………………………………

 

 

مساءا ..
وقفت شمس امام والدتها تفرك يديها الاثنتين بتوتر لتسألها مها بدهشة :
” ماذا حدث يا شمس ..؟! لماذا تقفين امامي بهذه الطريقة وكأنك تريدين إخباري بشيء سيغضبني ..؟!”
نظرت شمس الى والدتها بتوتر ثم سارعت وجلست بجانبها على سريرها في غرفتها تقول بتردد :
” هناك شخص خطبني .. أقصد يعني يريد خطبتي .. في الحقيقة انت تعرفينه .. وتكرهينه ولكن ..”
قاطعتها مها بسرعة :
” على مهلك يا شمس .. اهدئي وخذي نفسا ثم تحدثي ..”
أغمضت شمس عينيها بقوة وهي تخشى ردة فعلها .. ماذا ستفعل حينما تعلم قرارها ..؟! كيف ستتقبله ..؟! وهي كيف ستبرر لها سبب قبولها الزواج منه ..؟!
هي لن تستطيع ان تخبرها بما حدث لأنها ستؤنبها بشدة خاصة وهي كذبت عليها بشأن عملها في شركته ..
هي لن تخبرها حتى بأمر عملها في شركة قيصر وسوف تبلغ قيصر بضرورة عدم اخبارها بذلك ..
اللعنة عليها وعلى غبائها الذي جعلها تقرر العمل لديه ..
كيف جازفت بنفسها بل كيف خبأت الموضوع عن والدتها ..؟!
” تحدثي يا شمس .. من هو هذا العريس ..؟!”
سألتها والدتها بإستغراب لتجيب بسرعة :
” قيصر عمران ..”
” ماذا ..؟!”
صاحت بها مها بعدم استيعاب لتنتفض شمس من مكانها لا اراديا بينما والدتها تسألها بسرعة وقد استوعبت ما يجري من وراء ظهرها :
” وهل انتِ موافقة ..؟!”
ابتلعت شمس ريقها وهي ترمق والدتها بنظرات مرتبكة دون رد لتهتف والدتها بعد لحظات :
” موافقة .. السكوت علامة الرضا ..”
هدرت بها بعدها :
” كيف حدث هذا ..؟! كيف غيرتِ رأيك ..؟! مالذي حدث وفجأة وافقتي عليه ..؟!”
أكملت وقد تذكرت ما نسته في خضم صدمتها :
” بل أخبريني .. أين إلتقيتي به من جديد ..؟! متى عرض عليك الزواج ..؟! هل تقابلينه من ورائي ..؟! منذ متى تلتقين به ..؟! تحدثي ..”
ردت شمس بسرعة :
” لم ألتقِ به من ورائك .. انا فقط ..”
صمتت قليلا وهي تحاول انتقاء كلماتها لتهتف بعدها :
” يا ماما افهميني .. لقد عرض علي الزواج من جديد وانا لا ارى خطئا في هذا ..”
” الآن أصبحتِ لا ترين خطئا يا شمس .. ألم يكن هو نفسه من تزوجته مسبقا غصبا …؟! ألم يكن هو نفسه من كنتِ تكرهينه حد الموت وتتمنين خلاصك منه ..؟!”
” نعم هو بذاته .. لكن الأمور تتغير .. الوضع برمته تغير.. انا تغيرت ونظرتي للأمور تغيرت ..”
” انت تغيرت اذا ..؟! وماذا عنه ..؟! هل تغير ..؟!”
ردت بسرعة :
” نعم تغير .. يعني ليس بالمعنى الحرفي لكن طريقه كلامه تغيرت .. حتى حديثه عن زواجنا اختلف هذه المرة ..”

 

 

حسنا كيف تخبرها بما جمعتهما من احاديث ..؟! كيف تخبرها بطريقته التي تغيرت معها .. ؟! نعم ما زال مسيطرا ، متحكما لكنه لم يجبرها على ما لا تطيقه كالسابق وهي بدورها تعرف إنها لن تجعله يفرض سطوته عليها .. ربما في السابق خضعت لبعضا من قراراته لكن الآن لن تخضع مهما حدث ..
هي تعلم إنه يريدها بقوة .. يريدها زوجة .. زوجة بحق ..
وتعلم جيدا إنه يهادنها .. يحاول إستيعابها .. يخبرها إنه تغير من خلال تصرفاته معها والتي تثق بقوة إنها مجرد تمثيلية لأجل نيلها لكنها ستوافق .. ستتزوجه برضاها هذه المرة لا غصبا عنها .. طالما لا خلاص لها منه فستوافق بدلا من إجبارها على الموافقة ولكن ستعرف بعدها كيف تروض الوضع لصالحها .. هي ليست بريئة ملائكية وهو يعرف هذا جيدا .. ربما هي مجنونة ، متهورة و تتصرف بسخافة احيانا لكنها ذكية أيضا .. قوية نوعا ما وشرسة ..شرسة كثيرا
لو لم يكن لها تأثيرا قويا عليه لما غير طريقه تعامله معها .. لأجبرها كما فعل سابقا على الزواج منه ..
لكنه لم يفعل .. لإنه يريدها بحق والأهم إنه يريدها زوجة للأبد ..نعم قالها وهي واثقة إنه لا يكذب ..
قيصر عمران لا يكذب ولا يدعي ما لا يفعله ..
” انه رجل به مميزات عديدة .. نعم به عيوب ايضا ولكن مميزاته ايضا موجوده .. ”
قالتها بهدوء لتسألها والدتها بتهكم :
” وما هي مميزاته ..؟! أخبريني هيا ..”
ردت شمس بجدية :
” قوي وغني .. من اصل عريق .. رجل يعتمد عليه .. نعم اخطأ ببعض تصرفاته لكنه يعتمد عليه .. والأهم يريدني .. يريدني بقوة والى الابد .. دعينا نتحدث بالمنطق ماما .. أي شخص سيتقدم لي لن يمتلك ميزاته .. ثروته ومكانته .. ذكاءه وشخصيته .. نحن متفقين من هذا الجانب بالتأكيد .. اذا ما بقي ..؟! الأخلاق ..؟! علاقاته النسائية ..؟! أخبريني ماما .. أي شاب سيتقدم لي الآن ، هل تضمنين إنه لن يخونني ..؟! هل تضمنين إنه لا علاقات نسائية لديه ..؟! اتركي هذا الجانب الآن .. هل تضمنين إنه سيصونني حقا ..؟! لن يضربني ..؟! لن يهينني ..؟! انظري حولك ماما .. الرجال عموما لا يستحقون ثقتنا المطلقة .. الرجال يتفننون في التعنيف والإهانة والخيانة .. أيمن ابن خالتي اكتشفت بالصدفة إنه زير نساء .. أيمن الذي كان من المفترض أن اتزوجه هذا العام حسب اتفاقك مع خالتي .. كان من الممكن ان اتزوجه واكتشف حقيقته فيما بعد .. شاب عديم الشرف أخبر قيصر في خطبتنا إنني كنت على علاقة به .. ابن خالتي ماما الذي تربى معنا وأمامنا .. هل يجب ان نثق في احد بعد الان ..؟! ”
تأملتها والدتها بصمت …
أخذت شمس نفسا عميقا غير مصدقة إنها قالت كل هذا وتحدثت بهذه الطريقة عن زيجة كانت تمقتها يوما ..
لكن رغم كل شيء وجدت ان ما تفوهت به صحيح ..
الرجال أغلبهم يمتلكون صفاتا سيئة فلا يوجد رجل مثالي أبدا ..

 

 

كل رجل لديه عيوبه وإن كان قيصر يمتلك ميزات فغيره لا يمتلك ميزة واحدة حتى تخفف من سطوة عيوبه ..
هي ليست طامعة ولا تفكر بأمواله وسلطته لكنها تفكر بعقلها ..
هي تعلم جيدا إن اي رجل ستتزوجه قد يكون جيدا وقد يكون العكس ..
قد يحترمها ويعاملها برقي وقد يعنفها ويضربها ويهينها ..
قد يكون مخلصا لها وقد يخونها ..
لا يوجد ضمان وهي عليها ان تفهم هذا ..
ليست واثقة ان زواجها من قيصر سيكون مريحا ولكنها تتعامل معه كرجل تقدم للزواج منها ..
تفكر في عرضه بعيدا عن اضغان الماضي دون ان تنسى إنه يستطيع اجبارها عليه ..
ومع كل هذا اضافة الى ما حدث صباح اليوم الموافقة هي سبيلها للخلاص من كل هذا ..
سمعت والدتها تهتف بصوت جاف :
” لا يوجد شيء يقال بعد هذه المحاضرة الطويلة يا شمس ..لقد اتخذت قرارك اذا .. لا داعي لأن اسألك عن اية تفاصيل .. فأنت قررت وانتهى ..”
” ماما ارجوكِ .. الأمر ليس هكذا .. اقسم لك ..”
” فقط صلي استخارة قبل أن تمنحيه موافقك .. لأجلك يا شمس .. اما انا فلا سلطة لي عليك في موضوع كهذا .. لطالما قلتها وسأقولها مجددا . لن أجبر أيا منكم يا أبنائي على اي شيء لا ترغبونه ولن أمنعكم عما تريدونه طالما لا تفعلون شيئا معيبا او حراما .. لكن ضعي في رأسك إنك مسؤولة عن قرارك يا شمس .. انت في الثانية والعشرين من عمرك .. يعني في عمر تتحملين فيه مسؤولية قرارك ..”
انهت كلماتها وخرجت تاركة شمس تنظر أمامها بقلب مذعور من قرارها الذي تخشى تبعاته بشدة ..
…………………………………………………………….
” اذا ستتزوج ..”
قالها حاتم وهو يكتم ضحكته بصعوبة ليهتف به قيصر بنزق :
” ما سبب هذه الضحكة يا حاتم ..؟! هل قلت نكتة مثلا ..؟! ”
رد حاتم بسرعة وهو يسيطر على ضحكاته :
” كلا ، ضحكتي هذه تدل على سعادتي بزواجك لا أكثر .. ”
اومأ قيصر برأسه بلا مبالاة ليكمل حاتم بجدية :
” المهم أن تكون فكرت بكلامي السابق جيدا ..”
لم يرد قيصر عليه ليزفر حاتم انفاسه بضيق من برود صديقه ولا مبالاته ..
” ماذا عن والدتك ..؟! ماذا ستفعل ..؟!”
رد قيصر بعدم اكتراث :
” لتفعل ما تفعله .. ”
سمعا صوت جرس الباب يرن لينهض حاتم كي يفتحه ..
سمعه قيصر يهتف بدهشة :
” ماما .. ماذا تفعلين هنا في منتصف الليل ..؟!”
دلفت والدة حاتم الى الداخل وهي تتفحص الشقة بعينيها غير منتبهة على قيصر الذي جاء خلفها لتهتف بولدها :
” جئت لأرى ما تفعله بعيني .. ”
إلتفتت نحو الخلف لتهتف بقيصر :
” وانت ايضا هنا ..؟!”
أكملت متسائلة :
” أخبراني هيا .. هل هي مجرد سهرة شبابية لصديقين أم هناك نساء في الداخل …؟!”

 

 

كتم قيصر ضحكته بصعوبة بينما زفر حاتم أنفاسه بحنق ليرد قيصر بعد لحظات :
” لا يوجد سوانا .. بإمكانك التاكد بنفسك خالتي ..”
التفتت نحو ابنها تسأله بحنق :
” متى ستعود الى القصر وتستقر فيه ..؟! الى متى ستبقى هنا في هذه الشقة ..؟! لا يعجبني وضعك يا حاتم .. لا يعجبني ابدا ..”
” هل أتيت من القصر الى هنا كي تخبريني بهذا .. ؟! كيف سمح لكِ والدي بالمجي في هذا الوقت ..؟!”
ردت بسرعة :
” والدك مسافر يا باشا .. بالطبع حضرتك لا تعلم بما يحدث حولك .. مالذي يشغل الباشا ويجعله بعيد عنا الى هذه الدرجة ..؟! أخبرني هيا ..”
كتم حاتم غيظه وهو يلعن نفسه وغباءه الذي جعله يسأل عن والده المسافر ليرد بهدوء مفتعل :
” مشغول بعملي يا أمي الغالية .. انا ايضا لدي عملي .. اما والدي فأنا أتواصل معه يوميا مثلما أتواصل معك .. أزوركم بإستمرار .. ماذا فعلت لكل هذا ..؟!”
” لا يكفي .. اتصالك وزياراتك لا تكفيني يا حاتم .. مكانك في قصرنا .. في جناحك .. ألا يكفي إنك اكملت الخامسة والثلاثين دون زواج.. ؟! ترفض الزواج وترفض المكوث في منزل العائلة وتريد مني تقبل هذا .. ”
إلتفتت نحو قيصر متجاهلة تأفف ابنها :
” تحدث يا قيصر .. هل يرضيك هذا ..؟! يعيش وحيدا ويلهو مع النساء دون ان يفكر بالإستقرار وطمأنة قلبي عليه .. ”
تنهد قيصر وهو يجيب :
” اتركيه على راحته يا خالتي .. عندما يشعر إنه يريد الاستقرار سيفعل ..”
هتفت معترضة :
” بالطبع ستقول هذا لإنك مثله .. ألست صديقه ..؟! أنت آخر شخص يجب أن أتحدث معه بهذه الأمور .. ”
أكملت بعدها وهي تشير لإبنها :
” افعل ما تشاء يا حاتم .. بكل الاحوال لقد تحدثت مع والدك بشأن زواجك .. لقد وجدت لك العروس المناسبة .. ستراها في اقرب فرصة ولن أقبل بأي إعتراض ..”
” ماذا ..؟!”
صاح بها حاتم بعدم تصديق لتكمل بعدم اكتراث :
” لا مجال للرفض .. ستتزوج من الفتاة التي إخترتها .. انتهى الامر ..”
خرجت دون ان تنتظر رده ليتطلع حاتم الى قيصر الذي انطلقت ضحكاته الصاخبة ليهتف من بينها :
” مبارك زواجك يا صديق .. يبدو إنك ستسبقني في الدخول الى القفص الذهبي يا حاتم ..”
…………………………………………………………….
في صباح اليوم التالي ..
في مكتب قيصر ..
كانت تارا تجلس أمامه بينما يجلس أمامها على الجهة المقابلة مدير العلاقات العامة في الشركة يتحدثون بشأن العقد الذي يخص عمل تارا كوجه إعلاني لأحد منتجات الشركة الجديدة ..
” اذا المبلغ لا يرضيك يا تارا ..؟!”
سألها قيصر بهدوء وهو يعبث بقلمه لترد بجدية :
” آخر تعامل بيننا كان منذ اربعة اعوام .. ارتفع أجري يا قيصر .. من الخطأ أن أقلل الأجر معكم لإن هذا سيؤثر على تعاملي مع بقية الشركات في المستقبل ..”
” وسيفتح الألسنة ايضا .. فمالذي يجبرك على تقليل أجرك في تعاملك معنا ..؟؟”
قالها قيصر بجدية وهو يفكر إنه لا يحتاج الى شائعات من جديدك تخص علاقته بتارا .. لقد انتهت هذه الشائعات منذ سنوات ولا داعي لإحيائها ..
” حسنا ..موافق على أجرك اذا .. ”
ابتسمت تارا بخفة وقالت بلباقة :
” سيكون تعاملا مميزا كالعادة ان شاءالله ..”

 

 

ابتسم قيصر برسمية ورد :
” واثق من هذا .. ”
وضع قيصر توقيعه على العقد ثم منحها إياه لتضع توقيعها عليه ..
انتهوا من امضاء العقود لينهض المدير من مكانه ويشير اليها :
” من الأفضل أن نتحدث الآن لوحدنا من أجل بعض التفاصيل .. ”
نهضت من مكانها ثم مدت يدها لتودع قيصر الذي أخبرها :
” بعد انهاء الاجتماع القصير مع سالم بك عودي الى مكتبي كي نتناول القهوة ونتحدث قليلا ..”
ابتسمت بخفة وهي تومأ برأسها ثم خرجت مع سالم ..
لحظات قليلة ودلفت شمس الى المكتب ليهتف بها بدهشة :
” كيف دخلتِ وأين السكرتيرة ..؟!”
ردت بضيق :
” غير موجوده .. ”
” أليس من المفترض أن تستأذنه قبل الدخول ..؟!”
رفعت حاجبها وأجابت ببرود مصطنع :
” لسنا في وضعنا يسمح في التركيز على اشياء سخيفة كهذه .. أليس كذلك ..؟!”
سارت نحوه بثقة تعمدتها بينما قيصر يتأمل فستانها القصير و ملامح وجهها المميزة بتمعن ..
جلست أمامه ليتابعها بعينيه وهي تتحدث :
” لقد تحدثت مع ماما البارحة .. هي ليست موافقة بالطبع لكنها لن تعارض رغبتي اذا ما وافقت ..”
كانت تتحدث وكأنها سيدة الموقف غير مدركا إن هذه طريقتها الجديدة في التعامل معه ..
تأملها وهي تكمل :
” لا ألومها ولكنني سأسعى لإقناعها بزواجنا ..”
سألها بخبث :
” أرى إنك مقتنعة بهذه الزيجة للغاية هذه المرة ..”
” ولمَ لا .. ؟!زيجة جيدة تطمح اليها اي فتاة ..”
نظر اليها مستغربا لتكمل بإبتسامة واسعة وهي تفكر إنها ستجعله في كل لحظة يعلم إنها لم تعد كالسابق والإهم إنها ذات دور أساسي وهام في كل ما يجري وليست لعبة في يده :
” رجل ثري ذو مركز وسلطة .. قوي ولا يخاف احدا .. زيجة مناسبة سوف توفر لي حياة رغيدة ومستقبل رائع ..”
أكملت بعدها بجدية :
” خاصة عندما تنفذ لي طلباتي .. تلك الطلبات التي تطلبها اي عروس ..”
” وما هي طلباتك ..؟!”
سألها بسرعة لترد بثقة :
” سأخبرك إياها عندما تأتي وتخطبني من والدتي من جديد .. أمامها سأخبرك بطلباتي .. وانت لك مطلق الحرية في تنفيذها من عدمه ..
تطلع اليها متعجبا.. من المفترض إن زواجهما بسبب ما حدث لكنها تتصرف وكأنها زيجة طبيعية ..
يجب ان يسعده ذلك فكونها راضية بهذه الزيجة أمرًا جيدا لكن في داخله يعلم إن بها شيئا تغير ..
” وماذا بعد ..؟!”
قالت بجدية :
” القادم عندك .. اذا ما زال عرضك للزواج مني قائما أخبرني كي أحدد لك موعدا لتأتي وتخطبني وإذا تراجعت عن قرارك ..”
قاطعها بسرعة :
” قيصر عمران لا يتراجع عن قراره يا شمس .. اعرفب ذلك جيدا ..”
ابتسمت وهي تهتف به :
” جيد .. اذا سأتحدث مع والدتي كي أخبرك بالموعد الذي يناسبها ..”
اومأ برأسه متفهما لتنهض من مكانها وتقول منهية الحوار :
” عن اذنك .. لدي عمل هام يجب إنهاؤه .. اراك لاحقا ..”
ثم سارت الى الخارج بنفس الخطوات الواثقة التي دخلت بها ..
………………………………………………………………..

 

 

سارت شمس خارج المكتب لترى تارا تسير في الممر بجانب احد موظفي الشركة ..
ابتسمت لها بخفة وهي تنهي حوارها مع الموظف ثم تتجه نحوها تسألها بنفس الإبتسامة الجذابة :
” كيف حالك يا شمس ..؟!”
ردت شمس بإبتسامة منتعشة :
“بخير يا تارا ..”
” اذا وكيف أخبار عملك هنا ..؟!”
سألتها لترد شمس :
” كل شيء يسير جيدا نوعا ما .. ”
” رائع .. اتمنى لك الموفقية .. ”
ابتسمت شمس وردت :
” شكرا يا تارا .. ”
نظرت اليها تارا للحظة ثم قالت :
” العفو .. ”
” هل لديك عمل هنا ..؟!”
سألتها شمس فجأة ثم قضمت لسانها وقد ندمت على سؤالها الذي لم تفهم سببه حتى ..
ردت تارا ببساطة :
” شيء من هذا القبيل .. سوف اكون الوجه الإعلامي الجديد للشركة ..”
” اختيار ممتاز ..”
ضحكت تارا وردت :
” شكرا .. ”
أكملت بجدية :
” هل هناك شيئا آخر تودين معرفته ..؟!”
احمرت وجنتا شمس وهي ترد بسرعة :
” كلا .. لقد سألت من دافع الفضول لا اكثر ..”
جذبتها تارا من ذراعها نحو احد اركان الشركة الخالية من الموظفين وقالت بجدية :
” لا داعي لكل هذا .. كنت أمزح معك ..”
أكملت بعدها :
” حتى لو سألت هذا حقك .. من حقك أن تعلمي سبب وجودي .. بالتأكيد الشائعات القديمة ما زالت تحتل تفكيرك .. هذا أمر طبيعي .. ”
ابتلعت شمس ريقها وهي تفكر ان الحديث أخذ منحنى لا تحبذه ..
تأملت تارا توترها وقالت :
” اسمعيني يا شمس .. او اسمعي نصيحتي .. انا اعلم جيدا إن هناك شيء يدور بينك وبينه .. مثلما اعلم إن هذا الشيء بدأ من عنده .. وبقراره وحده .، ”
” ماذا تقصدين ..”
سألتها شمس بإضطراب لتهتف تارا بجدية :-
” قيصر يحبك يا شمس ..”
توترت ملامح شمس لا إراديا قبل ان تهتف بتلعثم :
” ما هذا الكلام ..؟! بالطبع لا .. “

 

 

أردفت بجدية :
” شخص مثل قيصر عمران لا يستطيع أن يحب .. حتى لو حاول فلن يستطيع .. أشك إن لديه قلبا من الأساس ..”
ضحكت تارا وردت :
” أنت تظلمينه كثيرا يا شمس ..”
رمشت شمس بعينيها وقالت :
” أظلمه ..؟! انا يا تارا ..؟! شكرا حقا .. ”
ثم أكملت ببؤس :
” ما بالك تدافعين عنه بهذا الشكل ..؟!”
هتفت تارا بجدية :
” بالطبع أمزح .. انظري هو ..”
صمتت قليلا تحاول انتقاء كلماتها فهي إن تحدثت عنه بصراحة ستقول كلمات ربما تجعل هذه العنيدة تنفر أكثر فمن وجهة نظرها هو قاسي ، متسلط ، متحكم ولكنها واثقة إنه يحبها .. نظراته لها واضحة لا تقبل جدالا .. لا تعرف لماذا تريدها أن تدرك مشاعره .. منذ متى وهي تتحدث بالحب والأمور العاطفية بل وتنصح أحدا بخصوصها..؟!
لماذا تود أن تشعر شمس بقيصر وبما يعتمل بداخله نحوها ..؟!
هل رغبة منها بدعم رجل ساعدها مسبقا ..؟!
كلا فقيصر لم يتحدث أمامها يوما عن شمس بل لم يتحدث عن أي أمور خاصة إطلاقا ..
إذا هي تفعل هذا لأجل تلك الصغيرة التي تعاني من تملكه وتسلطه دون أن تستوعب إن كل هذا بدافع الحب الذي لمحته هي بعينيه وأدركته مرارا ورغم دهشتها من ذلك إلا إنها فرحت بشكل غريب وهي تفكر إن العشق سيخفف تسلط ذلك الرجل ويجعله أكثر لينا بل ربما يجعله شخصا آخر ..
هتفت أخيرا بجدية :
” إنه شديدا للغاية .. باردا قليلا .. متسلطا نوعا ما لكن ..”
صمتت وهي تنظر الى ملامح شمس التي تتابعها بإهتمام :
” هذا لا يعني إنه لا يستطيع أن يحب .. الحب أنواع يا شمس .. وطرق التعبير عنه تختلف من شخص لآخر ..
طرق التعبير ليست مهمة بقدر ما صدق المشاعر هو المهم .. ليس من الضروري أن يكون الرجل شاعرا يلقي على مسامعك كلمات العشق والهيام .. يكفي أن تشعري بحبه من خلال حمايته لك ودفاعه عنك ومساندتك في مختلف امور الحياة ..”
” لماذا تخبريني بهذا ..؟! لماذا تريدين أن تثبتي لي إنه يحبني ..؟!”
ردت تارا بصدق :
” لإنه رغم كل صفاته المزعجة رجلا بحق .. رجل قادر ان يحافظ عليك ويدعمك دائما ..”
أردفت بخفوت :
” ولإني أشعر إنكما ستكونان ثنائي رائع سويا .. أشعر بإنكما تناسبان بعضيكما للغاية ..”

 

 

حدقت شمس بها بصمت بينما كلماتها ترن داخل أذنها وعقلها مشوش بالكامل ..
هل هو فعلا كما قالت عنه ..؟! هل يحبها بصدق ..؟! هل شعوره ناحيتها تجاوز مرحلة الرغبة وحب التملك ..؟!
وإذا كان كلامها صحيح ماذا ستفعل حينها ..؟!
نظرت تارا اليها والى تلك التساؤلات التي صدحت بعينيها بإبتسامة خافتة قبل أن تهمس بها منهية الحوار :
” فكري في حديثي جيدا وكوني واثقة إن لا مصلحة لدي في إخبارك بمشاعره الصادقة نحوك ..”

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية شمس ربحها القيصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!