روايات

رواية لن تجدني الفصل السادس 6 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الفصل السادس 6 بقلم دعاء الأنصاري

رواية لن تجدني الجزء السادس

رواية لن تجدني البارت السادس

رواية لن تجدني الحلقة السادسة

_بتعملي ايه هنا يا حنان؟
_ايه دا، أنت من امتى هنا خضتني!
ابتسم مروان لحنان واقترب منها وحط ايده على السور وهو ينظر للأفق
_انا تقريبا كل يوم باجي هنا السطوح وبقعد شوية مع نفسي
_ليه؟
_بحب هدوء الكون..هدوء الليل وهدوء الصبح وبعشق السما وبحب اشوفها في كل حالاتها…ايه؟ ايه الإبتسامة اللى ظهرت على وشك دي؟
_بصراحة مستغربة
_ليه؟
_أصل مروان اللي كان بيتريق علينا من شوية عشان بنعلق الزينه..دلوقتي بيقول الكلام الجميل ده؟
ضحك وكأنه بيسخر من نفسه
_مروان بتاع من شوية كداب وبتاع دلوقتي هو اللي بيقول الحقيقة
_طب وليه؟
_ليه ايه!
_ليه معقد الدنيا كدة!

 

 

_عشان هي فعلاً معقدة وهتتناقشي معايا ف الموضوع ده لا هتقنعيني ولا هقنعك
_ليه؟
_لان ببساطة فيه فرق سنين بينا وفرق مواقف وفرق ف قدرة التحمل برضو …ممكن انا مثلاً متحملش كذا ضربة ورا بعض وانتِ تتحملى ف الفرق ده هيخلي فيه بينا اختلاف ف الرأي
_برضو شايفه انك معقد الدنيا على نفسك..بص انا هتكلم عني انا…انا كحنان لو وقعت او حصلتلي اي حاجة بفضل ازعل واعيط واكتئب واعمل كل حاجة وبتقبل نفسي ف الوقت ده لكن عمري ما بحرم نفسي من لحظة حلوة عارفة انها ممكن تخرجني من حزني..اصل طالما عارفة ان الحاجة دي هتخليني كويسة معملهاش ليه؟ اعاقب نفسي ليه! واخليها مكتئبة وحزينه؟! هي كلها على بعضها متساويش جناح بعوضه وهي مجرد ساعة بنعيشها يبقى ليه نشيل الهم ونجلد نفسنا ونسحلها تفكير؟ ماهي سهلة للى عايز يسهلها على نفسه
_حيلك حيلك اي كل ده
ابتسمت وكأنها خجلت من نبرة صوتها العالية ومن عصبيتها وهي بتتكلم ..ردت والخجل في عيونها
_اصل مبقتش احب كدة..جو الاكتئاب العام الموجود ده، الناس نسيت تقول الحمدلله
_عندك حق،كلنا بقينا نبص لنص الكوباية الفاضي
_وحياتك الكوباية كلها نعمه،حتى لو فاضية
_مش فاهم
_انا بشوف الكوباية دي عبارة عن الأسس لحياة الإنسان زي مثلاً ان ربنا خلقه إنسان واكرمه و…
_سكتى ليه؟ كملى!
_انا برغي كتير صح؟
_وانا عايز اسمع
ابتسمت وفضلت ساكته …
_كملى…
_و انه سخرله الكون تحت امره و رزقه وخلق جنه ونار وبعتله انبياء و رسل لهدايته و اكرمه بخاتم الانبياء محمد صلى الله عليه وسلم و اكرمه بالقرآن اللى هو دستور الحياة وبإختصار هيئ له كل مقومات الحياة سواء الماديه او المعنوية ..ف دول كلهم بالنسبالي بيمثلوا الكوباية نفسها
_اها كملى
قالها مروان والابتسامة لسه على وشه

 

 

_اما بقى الصحة والرزق والستر والجمال و الأولاد و.. و.. كلها مكملات الحياة ،ربنا بيرزق الإنسان بحاجات وبينقص منه حاجات لأنه ده خير …ف من وجهة نظري حتى لو الكوباية كانت فاضية مفيهاش حاجة خالص كفاية نعمة الإسلام وكفاية نعمة العقل اللي بنقدر نميز به ان ربنا هو الله…ف احنا يكون عندنا الكوباية وكمان نصها او الثلثين مليان وبنزعل على الثلث اللي ناقص..طب ده ينفع؟
_لا مينفعش..دي قلة أدب
أبتسمت حنان والسرور يظهر في عيونها
سكت مروان ونظر للأفق وكان واضح عليه انه يفكر في شيء وبعد مرور لحظات بص لحنان وبنبرة مترددة
_هو…هو انا ممكن أسألك عن حاجة وتجاوبيني باللي حاساه
_اتفضل..
_هو سؤال غريب شوية
_اتفضل برضو …
_شايفاني ازاي؟
_مش فاهمه!
_اقصد شايفة شخصيتي ازاي..اي الانطباع اللي واخداه عني بما اننا مبنتكلمش كتير ولا كأننا ولاد عم ..ف اكيد فيه فكرة ف دماغك واخداها عني
_اكيد
_اعرفها…
_أوڤر..او مدمن تفكير
_وضحى اكتر
_بتدى كل حاجة حقها …كل حاجة لازم تفكر فيها مليون مرة قبل ما تعملها وبتحب اللي يقدرك ويخلي باله بيعاملك ازاي حتى في أدق التفاصيل …ايه؟ مالك؟
_كملي..

 

 

ابتسمت ابتسامه حاولت تخفي ترددها بها
_انا هروح احضر للسحور
_لسه بدري..الساعة مجتش واحدة
_مهو لسه هعمل كذا حاجة
نظر لها بعند وبـ نبرة صوت جادة
_كملي!
فضلت ساكته شوية وبتبص في عيونه
_جزء جواك حاسس بالوحدة،مهما قربوا منك ناس..فيه جزء جواك مرتحش لحد لغاية دلوقتي ومعرفش يتطمن لحد …الجزء ده فاضى بسبب خوفك وبسبب ازمة الثقة اللي عندك فـ مش عارف تقرب اي حد منك حتى لو عارف انه مش هيأذيك وأنه بيحبك فعلاً
_كملي..
_بتحب تحس بقيمتك وسط اخواتك و ده لأنك كنت معجب بشخصية عمى الله يرحمه ف حابب تبقى زيه محبوب وفي نفس الوقت يتعملك حساب
ابتسم مروان ابتسامة عريضة وسكت شوية وقال
_هو انتِ بتقرأى أفكار الناس ولا أي!
_لا بس بعرف اللي قدامي من عيونه ومن نظرته و شايفه دلوقتي في عنييك سؤال
_ايه هو يا شيخة حنان المغربية؟
_بتفكر ازاي مجتش فرصة قبل كدة اننا نتكلم انا وأنت لأننا ممكن تبقى بينا صداقة محصلتش
_دي حقيقة…انا فعلاً عمر ما حد عرفني ولا فهمني..بس في دقيقة حضرتك عرفتي كل حاجة!
ابتسمت وهي تتحدث بصوت منخفض
_مش مقياس ممكن تلاقي حد تقابله ف الشارع يفهمك اكتر من القريبين منك
_معاكي حق…سارة اقرب واحدة ليا وبحبها وبتحبني بس عمرها ما فهمتني او فهمتني بس مش زي ما كنت متوقع
_متتوقعش حاجة خالص ،خليك زيى ..حر ومفيش قيود بتكتفك او تخليك ضعيف
_بس اك…

 

 

_الحب حلو وان حد يفهمك حلو بس متفضلش تتمنى ده من اللى حواليك لمجرد انك بتحبهم وعايز ده منهم ..
_ايوة بس…
_وسع آفاقك شوية وفكر في حكمة ربنا انه بعدهن عنك….يمكن حاجات بتحبها بعددت عنك لأن فيه حاجات أفضل مستنياك
_ممكن تسمعيني
_ممكن تفكر في كلامي انت!
ممكن بلاش تدخل ف نقاش عشان تكسبه وبس! وتفكر في كلامي بجد
ساد صمت طويل بينهم وعيونه تنظر لحنان بدهشة وهي تنظر له برجاء… ابتسم ابتسامة صغيرة خافته و هز رأسه بالموافقة
_انا هروح انام شوية..
_والسحور!
_ماما هتحضره
_كنتى بتهربي من شوية
_كنت بتكبر عليك شوية…اصل مش اي حد هيتشرف بالكلام معايا ويسمع نصايحي الحكيمة
قالتها وهي تنزل من السلم واختفت من امامه ولكن بعد ثواني سمعها بتنادي بصوت عالي وهي مازالت تركض على درجات السلم

 

 

_متبصش للسما كتير وتسرح تنسى تتسحر….باي!
مشيت ولكن الإبتسامة لازالت على وشه…. شيئ بداخله لا يفهم له تفسير ولكنه أثر جميل تركته بداخل قلبه زي أثر الفراشة عمره ما بيزول..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية لن تجدني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!