روايات

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الفصل الحادي والثلاثون 31 بقلم شيماء سعيد

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الجزء الحادي والثلاثون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني البارت الحادي والثلاثون

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني
رواية صغيرة بلال الجزء الثاني

رواية صغيرة بلال الجزء الثاني الحلقة الحادية والثلاثون

🌺بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
يقول -صلى الله عليه وسلم-: (لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الخَلْقَ، كَتَبَ في كِتَابِهِ، فَهو عِنْدَهُ فَوْقَ العَرْشِ: إنَّ رَحْمَتي تَغْلِبُ غَضَبِي)
ولج الطبيب المصرى إلى لمياء فى غرفتها قائلا …مدام لميا ، انا عرفت من دكتور النسا أن بإذن الله الولادة هتكون بكرة الصبح .
وزى ما اتفقت مع فتحى لما قعد معايا وكلمنى عن ظروفك ، فانا الحاجة الوحيدة اللى هقدر اساعدك فيها انى هكتم على الخبر ده فى المستشفى ، وهتكون فى حدود دكتور النسا أكرم وهو مصرى ودكتور التخدير مصرى برده .
وبكده مش هيوصل الخبر لجوزك معدوم الرحمة سعود، اللى فاكر أن الولادة لسه كمان اسبوع وكويس أنه مش بيجى يشوفك ويدوبك بيتصل بس .
لميا بخوف …ربنا يستر وانا متشكرة لحضرتك اوى .
بس تصريح السفر لمصر جهز ولا لسه ؟
عشان أنا خايفة اوى برده ، سعود يطب فجأة ويلاقينى ولدت ياخد منى الولد .
الطبيب …هو فتحى قال هيتصرف فى أقرب وقت ، وهياخدك فى سيارة نقل بضايع نازلة مصر قريب .
بس مش عارف امتى بالتحديد ؟
لمياء …يا مسهل المهم امشي فى أقرب وقت من هنا .
ثم جاء فتحى فحيا الطبيب قائلا …ازيك يا بلدينا ؟
الطبيب …بخير يا فتحى ، ايه الاخبار عشان الولادة بكرة الصبح
إن شاء الله .
لمياء بذعر …اتكلم يا فتحى عشان مرعوبة لسعود يعرف
إنى ولدت .
فتحى باطمئنان ….متخفيش .
بإذن الله على بالليل فى الدرا كده ، العربية ، هتقف قدام المستشفى .
وانا هكون مع السواق ، اللى قبضته طبعا فلوس عشان يمشي الليلة .
بس هو خايف من نقطة التفتيش فى الطريق .
بس ربك يسترها وتعدى بإذن الله .
لمياء …يارب يارب .
لم يغمض للمياء جفن تلك الليلة ، وظلت تارة تتلوا من كتاب الله لتُطمئن قلبها بذكر الله .
وتارة تستغفر لعل الله يقبل توبتها وتارة تبكي خوفا على وليدها .
حتى بزغت الشمس ، فطرق باب الغرفة الممرضة وفتحى
من ورائها .
فتنهدت لمياء بإرتياح .
فنظر لها فتحى بحب قائلا …يلا يا أم بلال ، معاد الولادة .
فاتسعت عيني لمياء فرحا قائلة ….بجد عايز تسميه بلال يا فتحى ، مش هتزعل يعنى لما تفتكر اللى حصل كل ما تناديه بيه .
فتحى ….لا طبعا ، ده كل شيء مقدر ومكتوب .
وانا هسميه بلال قاصد عشان كل ما تناديه ، تفتكرى بس الحياة الطيبة مع بلال وتربيه عشان يطلع زيه عارف ربه .
وتنسي سعود خالص واللي عمله .
ثم تابع بقوله .
بس يا بنت الناس انتِ بهروبك ده هتضيعى حقك من الفلوس ودهبك وكده .
لمياء بثقة….صدقنى انا مش عايزة حاجة غيرك أنت وابنى بلال .
فابتسم فتحى وزاد حبها فى قلبه لأنه تأكد انها تغيرت وتابت
إلى الله بحق .
فأمسك بيديها ليطمئنها ، ثم خرج ليتيح الفرصة للممرضة
أن تستبدل ملابسها لملابس العمليات وتعدها للولادة .
ودعها فتحى بقوله أمام غرفة العمليات ….لا إله إلا الله.
لمياء ….محمد رسول الله .
دخلت لمياء لغرفة الولادة ، وبقي فتحي منتظرا إياها بفارغ الصبر ، ولم يكف لحظة عن ذكر الله .
لتخرج الممرضة بعد ربع ساعة ، تحمل الرضيع .
فيحمله فتحى بحب ويضمه لصدره ، ثم يبكى قائلا …ربنا يحميك يا ابنى .
ثم خرج الطبيب فسأله عن حال لمياء…فطمئنه بقوله …..بخير الحمد لله .
بس خلي بالك عليها من السفر عشان الجرح ، وأنا دلوقتي هجبلك كل العلاج اللازم ليها .
فتحى …تمام ، الله يبرلكك يا دكتور .
بس كده المستشفى عايزة حساب عالي عشان الولادة ولا إيه ؟
اكرم …احنا ولاد بلد واحدة ، متقلقش قسمنا الفلوس على بعض وهندفعها إحنا .
فتحى بإمتنان …مش عارف والله أشكرك ازاى يا دكتور .
أكرم …الشكر لله ، المهم تطمنا لما توصل مصر بالسلامة .
فتحى ..بإذن الله .
عادت لمياء إلى غرفتها ، وجلس فتحي أمامها قائلا بحنو … حمد الله على السلامة .
الواد طالع شبهى قمر ماشاء الله .
فضحكت لمياء مرددة …طيب كويس أنه ولد ، إلا لو كان بنت كان زمانه بار .
فضحك فتحى …كده يا أم بلال .
لمياء …لا بالعكس .
ربنا يحفظك لينا يا ابو بلال .
وأنت كده هتكتبه على اسمك ولا إيه ؟
كده كده مش هينفع بلال يعرفه عشان زى ماقولتلك مش هيصدق أنه ابنه .
فتحى …لا حرام ان الواحد ينسب الولد لغير أبوه .
هنكتبه باسمه عادى ، وانا هكون أبوه برده .
لانى أنا اللى هربيه ، بس ياخد اسمه .
ثم جاء اتصال من سعود إلى فتحى ، فتلون وجه فتحى ذعرا قائلا بخوف. ..يا ترى عايز إيه ربنا يستر .
فضمت لمياء ولدها بخوف إلى صدرها .
واضطر فتحى للاجابة على مكالمته حتى لا يشك فى شىء.
سعود …فتحى وينك ؟
فتحى بخوف …بقضى شوية مصالح يا باشا .
بس لو محتاجنى ضرورى ، اجيلك فى طرف ثانية.
أخذت لمياء تنظر إليه بفزع ،حتى تعلم ماذا سينتهى إليه الوضع .
سعود …خلاص فتحى ، أنا كنت عايز اروح للميا ، اشوف كيف ومتى تولد ؟
عشان نخلص من هالحكى واشوف ابنى فيصل .
فتحى بمكر …يجيلك فيصل بالسلامة يا باشا .
وانا على ما اظن الدكتور قال فضلها اسبوع .
سعود …تمام ، انتظر اسبوع وتنتهى.
ثم اغلق فى وجهه الخط .
فتنهد فتحى بإرتياح قائلا ….خلاص يا لميا ، قرب ينتهى الكابوس ده بإذن الله .
لمياء ..يارب .
لتعد بعدها لمياء الثوانى قبل الدقائق ، لتخرج سالمة هى وبلال الصغير .
وبالفعل مر الوقت ، وساعدها فتحى على النهوض والمشي شيئا فشيئا .
حتى وصلت إلى عربة النقل .
فأمسك فتحى بيديها وادخلها إليها ، ثم اراحها على أريكة بداخلها .
ثم ناولها الدواء ، واطمئن على رضيعها .
ثم اغلق باب عربة النقل ، وقام بالركوب بجوار السائق قائلا …توكلنا على الله ، يارب استرها معانا بحق حبك لنبيك محمد .
فردد السائق ( حمدى ) ..صلى الله عليه وسلم.
يارب يا كريم .
لتبدأ الرحلة إلى مصر بسلام والتي استمرت ثلاث ايام ، حتى وصلوا إلى حدود مصر .
وقام الأمن بإيقافهم ، للإطلاع على جوازات السفر .
وتفتيش العربة .
توتر فتحى ، فقال السائق له إن شاء الله خير .
قول بس ربى اكفينهم بما شئت وكيف شئت .
ثم غمز له قائلا ..وقوم افتح العربية ، بس غطى البضاعة كويس .
فولج فتحى وقام بتغطية لمياء المولود الذى كان نائما
ليقوم العسكرى بالتفتيش والظابط يطلع على جوازات السفر .
وعندما رأى العسكرى أنها العربة مليئة بصناديق الشاى والصابون ، لم يكلف نفسه بأن يبحث الباقى .
ونزل قائلا للضابط ..كله تمام يا باشا .
فتنفست لمياء الصعداء بعد أن كادت تموت خوفا أن يكتشفها أحدهم .
ثم بدأت رحلتهم نحو القاهرة ، وأشار حمدى الى فتحى
أن يستضيفهم فى بيته الذى هو مكون من عدة أدوار .
لعدة أيام حتى يدبروا حالهم فيما بعد .
او يستمروا مقابل تأجير الشقة إن أعجبتهم الإقامة بها .
حمدى …بس يا ابن الناس ، انت فاهم طبعا ، أنك مينفعش تبات معاها فى الشقة لوحدكم ، لغاية ما تكتب عليها .
فتحى …فاهم والله .
وانا اصلا هروح أجيب أمها ،عشان زمانها هتموت عليها ، بعد ما كان منعها سعود الله يجحمه فى جهنم أنه يكلمها .
وأنا كنت بكلمها عشان اطمنها عليها .
بس قبل ما اروحلها ، هروح اسلم على امي الاول برده عشان وحشانى وهقولها تكتم خالص على خبر وصولة.
وافهم برده خالتى الموضوع .
لغاية ما الموضوع يعدى وينسى خالص سعود إنه كان يعرف وحدة اسمها لميا ويشوفله صيدة جديدة يرمى عليها بلاويه .
حمدى …ربنا يسعدكم مع بعض ، أنت ابن حلال وهى شافت كتير زى ما حكتلى ، وانت عليك تعوضها.
فتحى …أكيد هيحصل ده ، لأنى حبتها بجد ، وحبيت الولد كأنه من صلبى .
………………
أصر لؤى على وجود بسمة فترة الامتحانات حتى ظهرت النتيجة أيضا ، وحاول أن يتقرب منها بشتى الطرق ، ولكنها كانت تبتعد رغم أن قلبها من كثرة اهتمامه بها والحنو الواضح فى عينيه ومعاملته بدأ يتعلق به .
ولكن كل ما يفعله يذكرها بجلال ، فتراها تبعد وتغلق عليها الباب لتبكى لذكراه وأنها لا تود أبداً ان تخون تلك الذكرى وتعاتب قلبها على هذا الميل .
لذا عندما وجدت أن بلال قد اقترب وقت مجيئه اخذتها فرصة
كي تنجو بقلبها من هذا الحصار وتبتعد عن لؤى لعلها تنساه .
ولكنها ترددت حتى جاء موعد وصول بلال ، لذا قررت أن تعود سريعا ، قبل أن يأتى ولا يجدها .
فأعدت حقيبتها ، وولجت عليها أشرقت والحزن يملىء وجهها قائلة …خلاص أبسوم ماشية .
ده انا خلاص اتعودت انك تكونى معايا ديما .
عانقتها بسمة بحب ثم قالت وهى تبتعد عنها قليلا ….معلش.
يا شوشو ….بلال على وصول .
وأنا كل الفترة دى مخبيه عليه اني هنا وكويس أنه كان بيكلم صوت بس مش فيديو الا زمانى كنت اكتشفت .
وكانت ليلتى هتكون فل .
أشرقت بلا مبالاة ….لسه بتعمليله حساب ، وكان فينه
من زمان ،وهو سيبك كده ؟
بسمة …انا الوحيدة اللى فاهمة بلال يا شوشو .
هو مشي عشان يهرب من نفسه .
وعشان مش قادر يستحمل فكرة انك هتكونى لحد تانى .
أشرقت بسخرية …أنتِ هتقوليلى ، بيحس آه على دمه شوية .
على العموم خلاص مبقاش ليه لزمه نفتح موضوعه ، وكل واحد فينا اختار طريقه .
ثم تابعت بقولها ….
ها خلاص خلصتى حجتك ، أخلى السواق يحضر العربية .
بسمة …آه يا حبيبتى .
أشرقت …خلاص انا هكون فى انتظارك تحت.
…………
ولج مؤمن على لؤى غرفته ، فوجده على وضع الجنين فى فراشه يدفن رأسه بين قدميه .
فاقترب منه ووضع يده على كتفه بحنو قائلا….حبيتها يا لؤى ، ومش قادر على فراقها صح !
رفع رأسه لؤى وقد لمعت عينيه بالدموع قائلا…انا شكلى مش مكتوبلى افرح فى الدنيا دى بحب يا بابا .
مؤمن …لا متقولش كده ، قولى بس يارب .
وخليك شجاع وكلمها وان شاء الله توافق ، عشان حاسس انها برده ماشية وعينيها برده حزينة زى حضرتك كده .
لؤى ….خايف تصدمنى برفضها، مش عارف ساعتها هيحصلى ايه كفاية اللى حصلى قبل كده .
فخاف مؤمن أيضا ، فهو يخشى عليه أن يصيبه شيء آخر بعد أن تغير للأفضل وأصبح ساعده ومتكأه فى العمل ، حتى أنه قال ..انا لو مت دلوقتى هكون مطمن على تعبى.
أنه هيكون فى ايد لؤى ،ربنا يبرلكلى فيه .
مؤمن …طيب اقولك ، انا هخلى أشرقت توصلها .
وهى هناك تكلمها وتجس النبض كده .
واكيد هما بنات مع بعض مش هتكسف تقولها .
لؤى ….ياريت قلبى يطمن .
بس برده حكاية السن دى خايف منها .
مؤمن ….الفرق بينكم هو آه مش صغير ، بس برده مش كبير للدرجة .
وأنت تحاول تعاملها على قدر عمرها هتريحك وتستريح.
وكمان انت شكلك ماشاء الله ،أصغر كتير من عمرك .
لؤى …هى توافق بس ، وانا هعمل كل اللى فى جهدى عشان أسعدها .
ثم تابع بقوله ….هى خلاص جهزت .
مؤمن …آه وعنيها بدور عليك ، عشان تسلم عليك .
بس مش قادرة تتكلم .
يلا تعال عشان تسلم عليها .
لؤى بتنهيدة موجعة ….مش قادر اتحمل أنها تبعد عنى ، بعد ما كنت متعود اشوفها طول الوقت سواء هنا او في الشركة ده حتى الشركة عايزة إجازة عشان اخوها .
مؤمن …معلش من حقها يا ابنى .
وانا مش عارف ، هلاقيها منك ، ولا من أشرقت اللى حاسس بيها قلبها بيبكى ، عشان مش قادرة تتقبل عماد ، وكمان لما عرفت أن بلال راجع .
لؤى …لا حول ولا قوة إلا بالله .
يا قلبى عليكى يا بنتى .
أمسك يده مؤمن ، ليجبره على وداع بسمة .
فنزل بالفعل معه ، ليسكن قلب بسمة عندما رأته .
ولكن نظرته الحزينة تلك على فراقها آلمتها بشدة .
أشرقت ….كويس أنك نزلت يا بابا ، ده احنا خلاص كنا ماشيين .
لؤى وعينيه على بسمة …أنتِ هتمشى صح بجسمك لكن روحك الحلوة هتفضل معايا .
أشرقت بروح خفيفة …يا عينى ، يا بختك يا ست بسمة .
إظاهر انا كده بت البطة السودا .
مؤمن غامزا لأشرقت …بقولك يا شوشو ، تعالى اوريكى حاجة جوه .
ففهمت أشرقت أنه لا يريدها لشيء ما ، بل يريد أن يتيح لهما الفرصة ليتحدثا معا .
أشرقت …جاية اهو وراك أجدو أعسل .
مؤمن …تعال يااااسطا مستنيك .
فضحك لؤى وبسمة …ليحدثها بقوله ….تعرفى اول مرة ألاحظ
أن ضحتك حلوة كده .
ليه كنتى بتداريها ورا التكشيرة دى .
بسمة محدثة نفسها …لا انا كده لازم امشي من هنا ، وانا قافلة الموضوع ده خالص .
عشان كفاية عليا وجعى ، مش عايزاه يتوجع زيى …
لانى مش هنفعه ، انا أسيرة لجلال وبس .
فبادرته بقولها ………صح كنت عايزة اشكر حضرتك ، على كل اللى عملته معايا .
فعلا انا بعتبرك اخ كبير وعزيز ليا .
أحرقت كلمتها مؤمن وابتلع ريقه بألم ثم ردد ….اخوكى وممكن كان ابوكى مش كده .
انتبهت بسمة أنه ربما يفكر فى فارق السن بينهما ، رغم أن هذا لم يشغل تفكيرها يوما بل إنها تراه مازال شابا فى عنفوان شبابه ، رياضى ، هذا بجانب لون عينيه الساحرتين التى تهرب منهما دوما .
بسمة …لا ده اللى يشوفك مع أشرقت عمره ما يصدق ابدا انك ابوها .
ابتسم لؤى بهون ..بس اخوكى صح !
لتتجاهل بسمة سؤاله بسؤال آخر ….هى أشرقت وعمو اتأخروا ليه ؟
…….
بينما كان مؤمن يحدث أشرقت .
فهمتى يا أشرقت هتقوليلها ايه ؟
أشرقت …فهمت يا جدو ، ياريت والله .
وانا حاسه ان قلبها مايل ليه ، بس بتعاند عشان تفضل وفية لذكرى جوزها .
بس هفضل وراها ومش هسبها ، هو انا هلاقى لبابا عروسة احسن منها ، دى هتكون فعلا امي بحنانها واختي بخوفها عليه ،وبنتى كمان اللى بنصحها .
مؤمن …ربنا يقدم اللى فيه الخير يا بنتى .
عقبال فرحتنا الكبيرة بيكى يا قلب جدو.
فتغيرت تعابير وجه أشرقت مرددة بحزن …إن شاء الله يا جدو.
ثم سمعت صوت بسمة تنادى فضحكت مرددة
شكلها مزنوقة مع بابا ، لما اروح الحقها.
أشرقت …شبيك لبيك شوشو بين ايديك .
بسمة …طيب يلا عشان كده اتاخرنا اوى ، وبلال زمانه
فى الطريق .
حدثت نفسها أشرقت بقولها …طيب يارب نوصل وامشى ، قبل
ما أقابله ، لانى مش هستحمل اشوفه .
انا ما صدقت ابعد شوية .
بس اعمل ايه فى قلبى اللى وحشه اوى اوى !
أشرقت بألم يعتصر روحها …يلا بينا .
لتودع بسمة لؤى بعينيها بدون كلام ، ثم ألقت السلام.
وفرت هاربة منه .
واستقلت السيارة مع أشرقت ، لتنطلقا إلى تلك الحارة التى بدأت بها أشرقت حياتها ، وحبها لمن عذب قلبها ولم يرحمه بسبب معتقدات هى لا تراها ولا تصدقها .
فهى لا تعلم سوى أن قلبها احبه ولم يحب أحدا قبله ولا بعده .
وبالفعل وصلوا إلى الشقة .
فرددت بسمة بإرتياح …الحمد لله انى وصلت قبل بلال .
أشرقت …طيب يا بسوم يا جميل .
تعالى نقعد كده عشان عايزة اقولك كلمتين قبل ما يجى بلال .
بسمة …وادى قعدة خير يا دكتور شوشو .
أشرقت …بصى الجد هل هلله عليه ، صح !
بسمة بضحك …أنتِ هتقولى خطبة ، خش فى الموضوع على طول يا كبير .
أشرقت…ايوه جاية اهو ، بس مش عارفة لسانى ليه مربوط .
اجبلك الفايدة احسن عشان مش عارفة أحور ولا احس النبض زى ما قال جدو .
بصى انا عايزاكى تكونى مرات ابويا المفترية.
فكادت أن تخرج مقلتى بسمة عن جفنيها ، ثم فتحت فاها مرددة ….انتِ بتقولى ايه يا أشرقت !
أشرقت …زى ما سمعتى يا جميل .
بابا داب فى حب سيادتك ، معرفش امتى وازاى ؟
وانتم اصلا كنتوا نتفين شعور بعض .
وطالب القرب من جميلة الجميلات ووحش الكون بسمة .
واظن كده والله اعلم ، أن فيه حتة فى قلبك بتقول وانا كمان .
فارتجفت بسمة ولمعت فى عينيها الدموع ثم وقفت وحاولت الثبات مرددة بحدة ….آسفة يا أشرقت .
وأنتِ أكتر وحدة عارفة ليه ؟
انا يستحيل قلبى يدخله حد تانى بعد جلال .
انا جلال رغم أن ملحقتش اعيش معاه حاجة بس صدقينى الحب اللى كان فى قلبه ليا ، يكفينى العمر بحاله .
وانا يستحيل أنساه أو افكر فى غيره .
فوقفت أشرقت واقتربت منها وربتت على كتفها بحنو
مرددة …يا حبيبتى محدش اقلك انسيه ابدا .
بالعكس بابا اكتر حاجة حبها فيكى انك بتقولى ده ومنستيش فضله ووفيه لذكراه .
ثم تابعت بقولها …..
بس أن لقلبك عليكى حق ، ودى سنة الحياة ولازم نعشها.
واحنا برده محترمين الذكرى الحلوة.
ومش عيب ولا حرام انك تبدئى حياتك من جديد .
مع انسان بيحبك وعايز يسعدك .
فليه لأ ؟
بسمة ….مقدرش يا اشرقت ، صدقينى .
مقدرش ،وارجوكى كفاية ، مش قادرة اسمع كلام زيادة.
وبلغى اعتذراى لبابا .
وربنا يسعده مع واحدة غيرى ، تقدر تحبه من قلبها .
ثم فجأة يعلن الباب عن مجىء زائر .
فدق قلب أشرقت ورددت …بلال .
لتخفى بسمة حقيبتها سريعا ، ثم ذهبت لفتح الباب .
بسمة بفرحة اللقاء بعد غياب ……بلاااااال ، اخويا وحبيبى .
حمد لله على السلامة يا قلب اختك .
ليعانقها بلال بحرارة الاشتياق ….بسمة ، وحشتينى اوى اوى .
بسمة …وانت كمان يا اخويا .
وانت عامل ايه ؟ وصحتك احسن .
راح التعب اللى كنت بتقول عليه .
( ولم يخبرها بلال بحقيقة مرضه ، طوال تلك الفترة حتى لا تفزع وتضطره إلى العودة إلى مصر ).
بلال بوهن ….انا الحمد لله.
وقد خرجت كلمته مطولة ، بعد أن رأى وجه أشرقت ، الذى هرب منه ، ليعود ليجدها أمامه .
فتمتم ….أشرقت !
فافترشت أشرقت بنظرها الأرض مرددة …طيب يا بسمة ، انا هضطر امشى دلوقتى .
بعد اذنكم ..السلام عليكم .
ليحن قلب بلال بعض الشىء فيستوقفها قائلا …استنى طيب شوية يا اشرقت ، وطمنينى على اخبارك .
ثم فجأة تعود له الآلام بطنه ، ثم يمسك بها متألما ويذهب مسرعا إلى المرحاض ، ليقىء ما بها .
فيعم الفزع قلبى أشرقت وبسمة .
وينظران لبعضهما البعض .
أشرقت بذعر …هو فيه ايه ؟
هو ماله ؟ ووشه كمان اصفر او وخاسس اوى.
مش ده شكل بلال اللى نعرفه ابدا .
هو فيه حاجة انتم مخبينها عليا يا بسمة ؟
بسمة …لا والله ، هو كان قال تعب بسيط .
لكن معرفش أنه لسه تعبان بالصورة دى .
ربنا يسترها عليك يا بلال يا حبيبى .
……………..
كان صوت سعود الغاضب يزلزل المستشفى ، بعد عدة أيام من اختفاء فتحى ، وكان يظن أن ثمة شىء حدث له ، ولكن لا يعرف ما هو ؟
ثم اراد ان يذهب للمستشفى ، ليرى لمياء ويعلم موعد ولادتها المنتظر لطفله فيصل كما صدق نفسه ..
فوصل إلى غرفتها ، فوجدها فارغة ، فظن أنها ربما وضعت الطفل وذهبت لغرفة ثانية .
فسئل فى إدارة المستشفى ، ليخبره المسئول أن المريضة خرجت بالفعل من اسبوع ولا يعرفوا عنها شيئا .
سعود …إيش هذا الحكى ، انتم مجانين ، كيف يعنى خرجت بدون علمى !
هى مرتى ، كيف لم تبلغونى ؟
ليلمح اكرم سعود من بعيد ، فيذهب إليه حتى لا يتطور الأمر ويتعرض للمسائلة من قبل الإدارة .
فذهب إليه قائلا…حضرتك ليه صوتك عالى ؟
احنا منعرفش راحت فين ؟
هى بعد الولادة ، اخدها الشاب ده اسمه ايه ؟
اه فتحى وقال إنه هيوصلها .
فإزاى حضرتك جى دلوقتى ومش عارف هى فين ؟
ده هيكون من اختصاص حضرتك مش اختصصنا ، لأن مسئوليتنا انتهت بالولادة وخروج الحالة كويسة .
بعد كده احنا ملناش فيه .
فاتصدم سعود ناطقا بغضب ….فتحى .
لهذا اختفى ، ومع من مرتى ؟
لميا وابنى فيصل .
كانوا هيستغفلونى ، وانا لا اعرف .
لا ليس سعود من يفعل به هذا من خونة مصريين .
ثم كور يديه بغضب قائلا …سأجدهم ولن ارحمهم .
ثم حدث نفسه …هتكون نهايتكم على يدى فتحى ولميا .
سأقطع رؤوسكم بيدى تلك .
وسأخذ فيصل الولد الذى تمنيته كثيرا .
ثم خرج غاضبا …ليأمر رجاله بالبحث عن فتحى ولميا فى كل مكان ، ولا يعودوا الا وهم معهم .
كما أرسل بعض معارفه فى مصر إلى بيت لميا .
ليعلم أن قد هربوا إلى مصر ام مازالوا فى السعودية ؟
………
وللحكاية بقية أوشكت على الانتهاء.
ما تتوقعون أن يحدث بعد ذلك ؟
وأسيبكم مع الدعاء ده
“اللهم إنك عَفُوٌّ كَرِيمٌ تُحِبُ الْعَفْوَ فاعْفُ عَنّا. سُبْحَانَكَ اللهم رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللهم اغْفِرْ لِنا. ربنا اغفر لنا وتُبْ علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم. اللهم اغفر لنا ذنوبنا، ووسِّع لنا في دورنا، وبارك لنا في أرزاقنا.”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية صغيرة بلال الجزء الثاني)‏

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى