روايات

رواية وما معنى الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الفصل الثامن عشر 18 بقلم آية السيد

رواية وما معنى الحب الجزء الثامن عشر

رواية وما معنى الحب البارت الثامن عشر

رواية وما معنى الحب الحلقة الثامنة عشر

“سيف”
التفت على صوتها، وحدق بها لوهله يتأمل هيئتها، لم يشعر بحاله إلا وهو يركض نحوها، مسك كتفيها يحاوطها بكلتا يديه وهتف بهلع:
– إيه الحاله إلي إنتِ فيها دي!؟
أردف بروعة: مين عمل فيكِ كدا؟
شقهت باكيه لم ترد عليه سوى بتلك العبرات الساخنه التي تتساقط على وجنتيها، سندت عليه فلم تعد تقوى على الصمود لأكثر من ذالك، ضمته بقوة وبادلها، أخرجها من بين ذراعيه وحدق بها يتفقد وجهها الذي تعلوه بعض الندبات بدأ يتفحص كامل جسدها ضمها مجددًا وسالت الدموع من عينيه حينما تخيل سيناريو بشعًا لما حدث معها، زاد من ضمها يكاد يدخلها بين ضلوعه ويقفل عليها كي لا تتأذي، هتف قائلًا بنبرة حزينه:
-مين عمل فيكِ كدا؟
شهقت وقالت بصوت باكٍ:
-حمدي حاول يتهجم عليا
هزت رأسها بعنف وقالت:
-بس معمليش حاجه ربنا نجدني منه
أخرجها من بين ذراعيه واعتلته معالم الغضب فدار حول نفسه وصرخ قائلًا:
-كل دا ومعملكيش حاجه….

 

اقترب منها ومسك كلتا يديها قائلًا: والله ما هسيبه
ضم وجهها بين كفيه يلمس تلك الخدوش الظاهرة على وجهها ويقول بأسى:
-أنا آسف مقدرتش أحميكِ منه… كان لازم أسمع كلام بباكِ ومسيبكيش ولا لحظه
مسح دموعها بيديه نظر لها بإشفاق كانت النار تضطرم بداخله يريد أن ينال حمدي الآن ويقتله، خيانتها قواها وارتخت أعصابها، استسلمت لتلك الغمامه التي حلت عليها واغلقت عيناها فلحق بها وحملها بين ذراعيه، دلف للمستشفى وهو ينادي على التمريض والأطباء لينقذها أحد، علا صوته حتى اخترق جدران المستشفى ووصل لناهد وسعد اللذان ركضا أثر صوته الباكي، وضعها على الترولي ورقدت غائبة عن الوعى، مسك يدها قائلًا:
-هتبقي كويسه لازم تبقي كويسه
رأى قطرات الدماء التي بدأت تلون ثيابها من الأسفل، غكانت تنزف ولا تشعر، نظر الطبيبه قائلًا:
-الدم دا جاي منين؟
أقبلت ناهد وحين رأت حالة أختها صرخت وهزتها هاتفة:
-مروى ردي عليا… إيه الي حصل؟
نظرت لسيف وصاحت:
-مين عمل فيها كدا! رياض الي اتهجم عليها؟!
صرخت ناهد قائله:
-لأ يا مروى فوقي
عندما رأت الدماء التي تسيل منها ظنت أنه تم الإعتداء عليها، مسكت يد أختها وبدأت تصرخ قائلة:
-لأاااا لأ…

 

كان سعد جوارها يحاول تهدئتها لكنها لا ترى غير أختها وكلما تخيلت ما حدث لها زاد صراخها وأنينها
دخلت مروى للغرفه لفحصها ومنعوا ناهد من الدخول لأنها كانت بحالة هستيريه من الانهيار، وقبل أن يدخل سيف نظر لناهد قائلًا:
-اهدي مفيش حاجه أختك كويسه
تركها سيف وتبع مروى، أما ناهد فجثت على ركبتيها من هول صدمتها وجلست أرضًا تبكي على كل تلك الأحداث التي أحرقت نياط قلبها، انحنى سعد لمستواها ومسك يدها قائلًا:
-عشان خاطري إمسكي نفسك
ضمها سعد فاستكانت على صدره وبدأت بالبكاء، صرخت بتأوه لعل تلك الصرخه تخرج معها دخان الحزن الذي يملأ جسدها.
________________________________
يقف مصطفى أمام سيارته بعد أن خرج من المستشفى وبحث بتلك الغرفه التي يملئها التراب الذي يدل على عدم اقتراب أحد منها منذ زمن،
سند رأسه على سيارته وبدأ يبكي على قلة حيلته قاطعه رنين والدته فأجاب عليها، كانت والدته مروعه من منظر مروى الذي لا يبشر بخير، كانت تنتظر أن تفتح مروى عينيها لتسألها عن منى، سألته والدته بهلع:
-لقيت منى؟
مسح تلك الدموع التي أغرقت لحيته وقال:
-لسه

 

خبطت والدته يدها على الحائط جوارها وبدأت تحكي له عن حالة مروى، سرى الرعب داخل شراينه أيعقل أن هناك مكروه قد مس زوجته، أنهى المكالمه مع والدته واتجه للمستشفى ليساعده سيف في تتبع الشرطه لهاتف منى، لمعرفة أخر مكان وصلت إليه قبل أن يُغلق..
_________________________
‘يبنتي بقا مش كل ما أجي اقرب منك تدخلي الحمام وتقعدي بالساعه”
طرق على باب الحمام وهتف:
-اخرجي بقا يا هدى
ردت بتلعثم:
-أنا…. أنا هاخد شاور وهغيب شويه
-دا خامس شاور النهارده
سندت رأسها على باب الحمام وردت بابتسامه ماكره من خلفه:
-أصل أنا نضيفه مش زي ناس كدا
ابتسم وقال:
-ناس… قصدك عليا بقا ماشي يا هدي مسيرك هتقعب تحت إيدي
قهقهت قائله:
-مبخافش
تركها ودخل لغرفته فصدع رنين هاتفها رجع إليها مجددًا وطرق الباب قائلًا:
-أختك رنت عليكِ كتير مش ناويه تردي

 

-سيبها دلوقتي لما أخرج
وضع الهاتف جانبًا وصدع رنين هاتفه برقم مصطفى فرد مبتسمًا:
-إيه يا عريس من لقى أحبابه نسى أصحابه ولا إيه؟
رد مصطفى بحسرة:
-منى مختفيه من امبارح يا أحمد…
أردف بصوت باكٍ:
-دورت عليها في كل مكان مش لاقيها
ظهر صوت بكاءه في الهاتف فتجهم وجه أحمد وقال معاتبًا:
-ولسه فاكر تكلمني يا مصطفى…. إنت فين أنا جايلك؟
أعطاه عنوان المستشفى وحكى له عن مروى وما حدث معها وأنه ينتظرها لتعود لوعيها علها تدله على طرف خيط فيسير وراءه، وبعد أن أنهى أحمد المكالمه جلس على الأريكه يفكر بكل ما حدث مع صاحبه، خرجت هدى من الحمام نظرت لوجهه المكفهر وسألته:
-مالك؟
نظر لها قائلًا:
-البسي عشان….
وقف الكلام على طرف لسانه لا يعلم كيف يخبرها بما حدث، رتب الكلام قائلًا بارتباك:
-منى مرات مصطفى…. مختفيه من امبارح ومش لقينها!
رمقته بتجهم وسألته:
-إنت بتتكلم بجد ولا بتهزر!

 

اومأ رأسه لأسفل مؤكدًا كلامه، لا تعلم متى ولا كيف ارتدت ملابسها، وغادرت على الفور…
______________________
دخل سيف مع الطبيبة والممرضه نظر لمروى التي تفترش السرير بوهن، ساعدتها الطبيبة لإستعادة وعيها، فتحت عينيها لكن مازالت نصف واعيه وتحاول تدارك حالها، كانت الممرضه تزيل ملابسها الممزقه والممتلئة بالدماء لتُلبسها الجون “زيّ المريض بالمستشفى” اقترب سيف منها قائلًا:
-لو سمحتي سيبيها أنا هغيرلها
فهو يغار عليها حتى من الممرضه ولو كانت أنثى مثلها، ردت الممرضه قائله:
-لأ مينفعش اتفضل حضرتك بره
حاول التحدث بصبر وترو قائلًا:
-انا قولت اتفضلي حضرتك أنا هغيرلها
رمقته الممرضه بنظرات استفهام ووجهت السؤال لمروى:
-هو يقربلك ايه؟
ردت مروى بوهن:
-جوزي… لو سمحتي سيبيه
وجه سيف كلامه الممرضه قائلًا:
-بعد إذنك اتفضلي وسيبيني دقيقتين أغيرلها

 

أشارت لها الطبيبه لتفعل وخرجت هي الأخرى، بدأ يزيل عنها تلك الملابس، وهي ترمقه بحياء، ابتسمت له فهي لا تشعر بالأمان إلا بوجوده ولن تجعل حيائها عائق بينهما، وبعد دقائق انتهى من تبديل ملابسها، دخلت الطبيبه لتُكمل فحصها وكان هو يجلس جوارها يمسك يدها وينظر إليها بإشفاق، سأل الطبيبه بتوجس:
-عامله إيه يا دكتوره؟
نظرت له الطبيبه قائله:
-متقلقش هي كويسه دا مجرد نزيف ممكن بسبب الضغط النفسي أو لغبطة هرمونات
-يعني مفيش قلق؟
-لا متقلقش إحنا هنعلقلها محلول وهتبقا زي الفل..
تنهد بارتياح حين اطمئن عليها، تركتهم الكبيبه وبدأت الممرضه بتركيب الكانيولا في يدها، ثم بعدها المحلول، وتركتهم هي الأخرى، نظر إليها قائلًا:
-احكيلي بقا الي حصل بالتفصيل
أخذت تسرد عليه بداية من ذهابها مع منى مرورًا بما حدث معها ومنتهية بوصولها المستشفى، هتف سيف قائلًا:
-منى مرجعتش يا مروى…. مختفيه من امبارح!
جحظت عيناها في دهشه وقالت:
-معقوله يكون حمدي عمل فيها حاجه هي كمان! ولا الدكتور جابر
تنهد بحيرة وقال:
-الشرطه تتبعت الخط بتاعها يارب يوصلوا لحاجه….
أردف بأسى:
-مصطفى هيموت من القلق… ربنا يرجعها بالسلامه ويطمنه عليها
______________________

 

وفي أخر طابق بالمستشفى جلست منار مقابل منى التي ترقد على السرير ترتدي زيّ العمليات بعد أن جردتها منار من ملابسها بمساعدة اثنتين أخرتين، كانت مكبلة اليدين والقدمين ويحاوطها حزام أخر يربطها بالسرير هتفت منار قائله بنزق:
-كنا هنتكشف بسبب جوزك الغبي لولا إن أنا شغلت دماغي وطلعنا هناك
كانت منى ترمقها بغضب تتمنى لو يُفك وثاقها فتضربها وتقتلها بيدها تلك الخبيثة اللعينه أيعقل أن يكون هناك إنسان بهذ الشر يحمل قلبه كل تلك القسوة، كيف تضع هذه رأسها على الوساده وتنام ألا يؤنبها ضميرها ولو قليلًا، نظرت منى لأعلى ترجو من الله أن ينجدها من هؤلاء الطغاة، لا تريد الموت الآن بدأت تفكر هل ستموت فهي ليست على أتم إستعداد للقاء الله مازال بقلبها ركن مظلم تتمنى أن تضيئه بطاعة الله، مازال هناك أمنيات لم تتحقق تريد إنجاب إثنين من الأولاد وإثنتين من البنات وتربيتهم تربية صالحه لتدخل بهما الجنه، تريد أن تتصدق وتصلي قيام الليل وتستغفر كثيرًا على ذنوبها الكثيره تريد أن تنتظم في صلاة الفجر ولا تغفل عنها مازال هناك العديد من الطاعات تريد تعديلها، أدمعت عيناها وبدأت تستغفر الله وتصلي على النبي فهي مفتاح الفرج لكل مكروب، تتمنى أن يرسل الله لها مصطفى لينجدها، تدعوه أن يرتب أمورها فمازالت متشبثة بالحياة قاطع شرودها منار التي تتحدث عبر الهاتف مع جابر فرميت بسمعها معها لتسمع ما يقول إنه:
-متقلقش أنا طلعت من الأوضه بس فين زياد ومنير مستنياهم من امبارح!
رد جابر عليها قائلًا:
-عندهم شغل تاني هيخلصوه الأول قدامهم ساعه ويكونوا عندك
أومأت رأسها بتفهم:
-طيب ماشي
هتف بتحذير:
-خلي بالك كويس عشان البوليس انتشر في كل مكان بيدور عليها

 

أجابته بثقه:
-متقلقش أنا هقطعها حتت محدش هيتعرف عليها
أخذت بعضًا من السائل من زجاجة بجوارها ووضعته على قطعة من القطن فعلمت منى أنه مادة الفلوران المخدرة، سالت الدموع من عينيها فمن الواضح أنها لن تنجو لكن عسى الله أن يقلب الموازين وينقذها منهم، اقتربت منار منها ووضعته على أنفها بعنف لتستنشقه كانت تنظر لها بخبث وتقول ساخرة:
-هتوحشيني يا منى…
قالت منى الشهاده في سرها، والدموع تسيل من عينيها ومازال عندها يقين تام في الله انه سينقذها منهم، رفعت منار إحدى يديها أمام عيني منى وهزتها كأنها تودعها وهي تقول:
-بااااي
وكل أخر شيء تراه منى قبل أن تفقد وعيها وتنام…
______________________
انتفضت ناهد حين خرجت الطبيبة من الغرفه أقبلت نحوها تسألها بتوجس:
-أرجوكِ طمنيني أختي عامله ايه؟
ردت الطبيبه بثقه:
-متقلقيش كويسه أنا علقتلها محلول هتخلصه وهتخرج عادي
تنهدت ناهد بارتياح ورمقت لسعد بحياء ثم سألت الطبيبة بهمس:
-هو فيه حد اتهجم عليها؟؟!

 

ازدردت ريقها بارتباك وأردفت:
-يعني حد إغتصبها؟
هزت الطبيبة رأسها نافيه وربتت على كتف ناهد وهي تقول:
-متقلقيش أختك سليمه محدش قربلها
وضعت ناهد يدها على قلبها وتنهدت بارتياح قائله:
-الحمد لله
نظرت لها الطبيبه قائله:
-ادخليلها أنا كنت منعتك تدخلي عشان كنتِ بتعيطي ووترتيني
ابتسمت ناهد قائله:
-شكرًا لحضرتك
غادرت الطبيبة وتركتها، أقبل سعد نحوها ورمقها بحب قائلًا:
-مش قولتلك اطمني
أومأت رأسها بسعاده وقالت:
-الحمد لله
دلفت للغرفه وتركته ينتظر بالخارج
____________________________________
“سامحني يا حمدي”
قالها زياد باكيًا أثناء تشريح جثة حمدي واستخراج أعضاءه للتجارة بها، رد عليه زميله قائلًا بنبرة ساخرة:
-إلي يشوفك وإنت بتعيط ميقولش إنك السبب في موته، يعني تحطله السم بإيدك وتطلب يسامحك

 

ضحك بسخريه وأردف:
-صحيح يقتل القتيل ويمشي في جنازته
شهق زياد باكيًا وقال بنبرة مرتفعه:
-يعني كنت أعمل إيه! أسيبه يضيعني معاه! كان لازم أنقذ نفسي وأنقذ أهلي
بدأ منير يلف جسد حمدي الفارغ من الأعضاء وهو يقول:
-خلاص بقا متوجعش دماغي وتقعد تعيط زي الولايا
مسح زياد دموعه ونظر لوجه حمدي الباهت قائلًا بحسره:
-ربنا يرحمه…. هيوحشني….
أردف بإقتناع: لكن هو إلي جنى على نفسه
حاجه بنظرة أخيره قبل أن يغطي وجهه وقال:
– الوداع يا صاحبي
_____________________
دخل جابر للمستشفى وهو بقمة غضبه فقد تورطت ابنته بمقتل أحد الشباب، دخل للغرفه وحدجهما بنظرة حارقه من شدة الغضب جز على أسنانه قائلًا:
-قتلتيه ليه؟
ازدردت ريقها بتوتر ونظرت أرضًا فسالها بنبرة مرتفعه:
-ردي عليا!
ارتعد جسدها من جملته وقالت من خلف بكائها بصوتها المرتعش:
-هو أصله…. اتجوزني عرفي وصورني وكان بيهددني و…

 

قاطعها جابر وصرخ بوجهها قائلًا:
-ليه… ليه تعملي فيا كدا؟
شهقت ببكاء وقالت بخوف:
-والله يا بابا كنت بحبه والله!
رفع يده كأنه سيضربها لكن أنزلها على الفور وضمها قائلًا:
-خلاص أنا هتصرف
نظر لفؤاد وأمره قائلًا:
-خد أختك وإمشي
سأله فؤاد وهو يشير لجثة رامي قائلًا بترقب:
-وده هتعمل فيه إيه؟!
رد بنبرة حاده:
-هخفيه… خد أختك وإمشي
اومأ فؤاد برأسه وسحب أخته من يدها كانت ترمق رامي بحسره، فهي أخر مرة ستراه بها، وخرجوا من المستشفى، وقف جابر ينظر لجثته ويقول:
-إيه البلاوي إلي عماله تتحدف عليا دي!
أخرج هاتفه وطلب منير قائلًا:
-خلصتوا ولا لسه؟
رد منير:
-خلصنا يا دكتور وقفلنا خلاص

 

أمره جابر قائلًا:
-طيب يلا بسرعه خمس دقائق وتكونوا هنا… عندنا شغل تاني
أغلق معهم وطلب منار قائلًا:
-سيبي الي في إيدك وتعاليلي
______________________________
كان يجلس بسيارته أمام المستشفى ينتظر مكالمة من سيف ليخبره بأخبار تتبع هاتف منى، أتاه من رقم غير مُسجل محتواها “لو عايز تلاقي مراتك دور ورا منار”
طلب الرقم لكنه خارج النطاق مسح رأسه بتوتر وهاتف أحمد مجددًا.
ومن ناحية أخرى كان أحمد يقود سيارته وبجواره هدى التي تطلب رقم منى لكنه خارج النطاق كأنها تتأكد من كلامهم، صدع رنين هاتف أحمد فسرعان ما أجاب قائلًا:
-إيه يا مصطفى فيه جديد؟
سأله مصطفى:
-هدى جنبك!
نظر لهدى التي تراقب كلامه بتركيز قائلًا:
-أيوه هدى جنبي
-طيب اسألها تعرف واحده اسمها منار
نظر لهدى قائلًا:
-تعرفي واحده اسمها منار؟
اتسعت حدقتيها قائله:
-أيوه عارفاها

 

مدت يدها تطلب أن تأخذ هاتفه فأعطاها إياه هتفت قائله بتوضيح:
-أيوه عارفه منار دي ممرضه كانت شغاله معانا في مستشفى دكتور جابر
تنهد مصطفى وقال موضحًا:
-أنا جالي رساله بتقولي لو عايز منى دور ورا منار
فغرت فاها في دهشه وقالت:
-معقوله تكون هي السبب!
سألها مصطفى مجددًا:
-إيه حكايه الأوضه المحظوره في المستشفى؟
ردت بتفاجئ:
-مين قالك على الأوضه دي؟
وضح مصطفى قائلًا:
-واحده كلمتني وقالتلي اخر مره شافت منى كانت داخله الأوضه دي
تجعدت ملامحها وارتسمت عليها الإستفهام قائله:
-وإيه الي هيودي منى هناك!
أردفت موضحة:
– الأوضه دي مهجوره محدش بيدخلها وكان فيه إشاعات أنها مسكونه وإلي بيدخلها مبيخرجش
سألها:
-طيب تعرفي عنوان منار؟

 

أجابت قائله:
-لأ معرفش عنها أي حاجه، دي بت غامضه محدش كان بيحبها بس معتقدش أنها تعمل لمنى حاجه
تنهد بأسى وأردف بحسره:
-أنا مبقتش عارف أدور فين… بتعلق في أي خيط ممكن يدلني عليها حتى لو كدب
أغلقت معه ونظرت لأحمد قائله:
-ربنا يستر يارب
________________________
وبعد أن انتهى من مكالمة هدى أخفض الهاتف عن أذنه فصدع بالرنين مجددًا وكان سيف رد مسرعًا يتمنى أن تكون مروى قد عادت لوعيها وترشدهم لطرف خيط فيركض ورائه، أتاه صوت سيف الحزين:
-أيوه يا مصطفى تتبع الرقم ظهر و….
سكت للحظات لا يعلم كيف يخبره بهذا الخبر، سأل مصطفى بإستعجال:
-هااااه كمل
أكمل سيف قائلًا:
-هي راحت الأول مستشفى جابر وبعدين خرجت للبحر ومرجعتش من هناك!
سأل مصطفى بتوجس:
-يعني إيه مرجعتش من هناك؟!
-الشرطه لقت هدومها على الشط وتلفونها
انقبض قلب مصطفى وسأل بخوف:
-منى حصلها حاجه؟!

 

زم سيف شفتيه بألم وقال:
-الغواصين بيدوروا عليها في البحر
رجع مصطفى للخلف وسند رأسه على مقعد السياره بصدمه وقال:
-مش ممكن… وإيه الي هيوديها البحر من غير ما تقولي
عندما تخيل أنها قد تكون فارقت الحياة ولن يراها مجددًا سألت دمعة من عينيه بصمت فهتف سيف مواسيًا:
-حاول تتماسك يا مصطفى…. ربنا يصبر قلبك
رد مصطفى بعدم استيعاب وقال من خلف دموعه:
-منى محصلهاش حاجه أنا متأكد
سأله سيف قائلًا:
-إنت فين عشان أبعتلك سعد وأحمد
هتف مصطفى بنبرة حاده:
-انا مش عايز حد أنا هدور على مراتي بنفسي
أغلق هاتفه وجلس يبكي وينوح…..
________________________________
وصلت هدى مع أحمد أمام المستشفى وجدا مصطفى يجلس في سيارته، تركها أحمد وارتجل من السياره نحو مصطفى صدع هاتف هدى برقم أختها فردت مسرعة كانت هدير تبكي وتشهق هتفت قائله لأختها:
-منى ماتت يا هدى
صرخت هدى قائله:
-إيه الي بتقوليه ده؟!
شرحت لها هدير ما حدث لمروى بإيجاز وما قالته الشرطه عن اختفاء منى وأردفت هدير ببكاء:
-خلاص منى راحت
هتفت هدى باندفاع:
-مروى!! منها لله هي السبب عشان منى ملهاش أعداء

 

ارتجلا من السياره وحين رأت مصطفى يبكي اندفعت وهي في قمة غضبها لداخل المستشفى، سألت على غرفة مروى ودخلت بوجه متجهم وبدون استئذان، كانت مروى تبتسم لأختها التي تحاول إخراجها مما عانته، انفجرت بها هدى قائله بغضب:
-إنتِ السبب أكيد إلي خطفك هو إلي أذى منى منك لله… إنتِ علامه سوده في قاموس أي حد
بدأت هدى بالبكاء وقالت:
-منى ماتت بسببك، إنتِ السبب… أكيد حد من الي كنتِ ماشيه معاهم عملها حاجه
تركتها بصدمتها وخرجت من الغرفه وأغلقت الباب بعنف، نظرت مروى لناهد وسألتها بدهشه مشوبة بالخوف:
-هي منى ماتت؟!
رفعت ناهد كتفها لأعلى وقالت:
-مش عارفه أنا اتفاجئت زيك بكلامها… ربنا يستر
تركتها ناهد تُكمل محلولها وخرجت تستفسر عما قالته هدى، بحثت عن سعد فلم تجده فدخلت غرفة والدها تحبث عنه بها، سألها والدها عن أختها فلم يرها منذ البارحه فهربت من الإجابه بأنها ستأتي إليه، اتجهت لغرفة والدتها كانت ستدخل إلا أن نبيله خرجت من الغرفه ونظرت لناهد قائلة بدموع:
-منى ماتت
________________________________
حين رأت منار تغادر الغرفه وهي تنظر يمينًا ويسارًا كمن يسرق شيئًا، راقبتها وهي تغلق الباب بالمفتاح حتى تطمئن ألا يدلف أحد الغرفه، وبعد أن تأكدت من مغادرتها اتجهت نحو الباب وأخرجت من جيبها تلك الأداة السحرية التي تستطيع من خلالها فتح أي باب بالمستشفى لتدخل الغرفه وتنام أثناء الشيفت الليلي، نظرت حولها لتتأكد من خلو المكان ثم فتحت باب الغرفه ودخلت تتفقدها، شهقت بصدمه حين رأت منى المربوطه بالسرير ويبدو أنها غائبة عن الوعي، لعنت منار بسرها واقتربت تضرب وجه منى بخفه لتفتح عينيها لكنها كانت تحت تأثير المخدر، لم يكن أمامها أي خيار سوى أن تفكها وتسحبها لغرفة أخرى، أغلقت الغرفه من الداخل ووقفت تلهث ثم أخرجت هاتفها وطلبت رقم مصطفى.

 

على جانب أخر مسح دموعه كان حوله سيف وأحمد وسعد لمواساته، صدع هاتفه بالرنين فرد:
-تعالى حالًا قدام مستشفى الدكتور جابر واستناني تحت لو عايز مراتك
أغلقت الخط
فهتف مصطفى بنبرة مرتفعه:
-ألو ألو إنت مين الو ألو
نظر مصطفى إليهم وقال ببعض الأمل:
-قولتلكم منى عايشه
ركب سيارته ورافقوه جميعًا.
أغلقت هاتفها خرجت من الغرفه تبحث عن عامل النظافة الذي تعرفه جيدًا، فهو مخبر قد دسته الشرطه بينهم، سرعان ما أتى وساعدها بوضع منى بصندوق الزباله الكبير وانطلق بها لخارج المستشفى دون أن يلاحظه أحد، فتحت الممرضه هاتفها مرة أخرى وطلبت رقم مصطفى الذي وصل أمام المستشفى لتوه، ارتجلوا جميعًا من السياره وبدأ سيف يتصل بالشرطه ويخبرهم بكل جديد، رد مصطفى:
-إنتِ فين؟ أنا واقف قدام المستشفى
هتفت قائله:
-ارفع إيدك كدا عشان أشوفك
رفع يده والتفت يمينًا ويسارًا يبحث عنها فقالت:
-خلاص شوفتك

 

أقبلت نحوه مع عامل النظافه وقفت أمامه قائله:
-أستاذ مصطفى؟!
اومأ رأسه وسألها:
-فين منى؟
فتح المخبر صندوق القمامه فرأها مصطفى، الذي صُعق من منظرها وملابس العمليات المكشوفه التي ترتديها، أخرجها من الصندوق كان يحاول أن يخبئها بين ذراعيه كي لا يراها أحد غض الجميع بصرهم عنها، حاول مصطفى افاقتها هزها وهتف قائلًا:
-منى! ردي عليا
أخذ سعد مفتاح السياره وأخرج غطاء السيارة ليستر به جسدها، هرول نحو مصطفى وأعطاه له ليغطيها، ففعل مصطفى في سرعه، نظر للممرضه وسالها بنبرة حادة:
-إنتوا عملتوا فيها إيه؟ هي مبتردش ليه!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية وما معنى الحب)

‫8 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى