روايات

رواية زهرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندى أشرف

رواية زهرة الفصل الثاني عشر 12 بقلم ندى أشرف

رواية زهرة الجزء الثاني عشر

رواية زهرة البارت الثاني عشر

رواية زهرة الحلقة الثانية عشر

خرج المنشاوي بصُحبة إبنه إلى السيارة وهو في قمة حزنه وأسفه على الحالة التي وجد عليها ابنه بعد كل تلك السنين من السعي وراء جعله شاب صالح بعيداً عن سلوك الشباب السيئ..
تقدم سليم من السيارة لاحظ وجود زهرة بالكرسي الأمامي استقبلته بلهفة تحاول الاطمئنان عليه فجلس بالكرسي الخلفي دون أن يتفوه بكلمة حتى أنه لم يُجيب على أي من تساؤلاتها معتبراً اياها سبب كل ما هو فيه من حزن وكسرة قلب..
هبطت من مكانها وعادت للخلف بجانبه بقى على ثباته ولم يعرها أي اهتمام وجلس بالكرسي الخلفي فهبطت لتطمئن عليه وجلست بجانبه، بدأ المنشاوي في إدارة محرك السيارة مغادراً ذلك المكان
هتفت زهرة في خفوت:
– سليم.. طمني عليك إنت كويس؟
أجاب في جمود:
– أنا كويس.
حدثته مُعاتبة إياه في ضيق:
– ينفع الخضة اللي خضتهالنا دي؟ بتعمل في نفسك كدة ليه؟
نظر لها بطرف عينيه في صمت ثم أعاد النظر بعيداً عنها لتفهم من تلك النظرة ما تريد ولا يهتم..
شعرت بالضيق فقالت:
– عموماً المهم إني اتطمنت عليك ولينا كلام تاني بعدين..
أجاب:
– على فكرة مكنش له لزوم تيجي وتتعبي نفسك الحكاية مش مستاهلة يعني..
شعرت زهرة بالحرج فقالت:
– فعلاً إنت معاك حق.. مكنش لازم آجي.
أسند سليم رأسه في تعب ولم ينطق.. كان يبدو عليه التعب الشديد..
تسائل المنشاوي:
– سليم إنت كويس؟ أطلع على المستشفى؟
– كويس كويس وديني على البيت أنا محتاج أرتاح..
وفجأة ارتعش جسده وارتفعت حرارته شعرت به زهرة فوضعت يدها على جبهته في تلقائية تتحسس درجة حرارته لما بدا عليه من إعياء فوجدت أن حرارته مرتفعة بشدة..
فقالت في ذعر:
– سليم سخن جامد يا منشاوي بيه، درجة حرارته عالية أوي!
هتف المنشاوي في قلق:
– خلاص أنا هطلع على المستشفى..
هتف سليم في ضيق:
– مش عايز أروح المستشفى قولتلكم أنا كويس..
رد المنشاوي:
– خلاص، هاخدك على بيت زهرة ونكلم دكتور خالد يحصلنا على هناك يكشف عليك..
بدرية لو شافتك كدة مش هتبطل أسئلة وانا مش عايز حد يعرف باللي حصل..
أطرق سليم رأسه في حزن وتعب.
كذلك زهرة التي شعرت بالذنب وخانتها دموعها فمسحت بها وفجأة سحب سليم يدها واحكم قبضته عليها بقوة، نظرت له في دهشة وهو يحدق بها كأن يقول لها ” لا تتركيني بدونك ينتهي معنى الحياة ولذتها، تمسكي بي كأني طوق نجاتك من شرور الدنيا وأنتِ مؤنستي في الحياة وطوق نجاتي، أنا أحتاجك كما تحتاجين إليّ فلا تتجاهلي نبضة قلب تناديكي وترى فيكي السكن والسكينة..”
شعرت بالدماء تسري في جسدها واحمرت وجنتاها فسحبت يدها بهدوء وأخفضت بصرها في حرج تتمنى لو كان بإمكانها احتوائه وتعويضه عما حدث وإخباره بأنها تبادله الشعور نفسه لكنه النصيب!.
أما المنشاوي فقد أجرى أتصالاً بالطبيب خالد وطلب منه ملاحقتهم إلى المنزل كما وضح له حالة الإعياء لدى سليم ليُحضر معه العلاج المناسب..
دقائق وتوقفت السيارة عند منزل سنية، أسند المنشاوي سليم حتى وصل به إلى داخل المنزل استقبلتهم سنية وهي تتسائل ألف سؤال وسؤال فأخبروها بسوء حالة سليم الصحية وأنه الطبيب خالد على وصول ليفحصه..
لم يستطع سليم الجلوس فكان يود أن يستلقي على الفراش فكانت حالة الإعياء به تتزايد أكثر فأكثر ويرتعش جسده..
استضافته زهرة على فراشها حتى مجيئ الطبيب، كذلك أسنده المنشاوي وألقى به على الفراش فاستلقى في تعب وهو يتوهج حرارة..
ذهبت زهرة وعادت تحمل بين يديها ماء فاتر لتضع له الكمادات على جبهته حتى تنخفض حرارته، كان مغمض العينين يتألم في صمت وهي تتأمل ملامحه في حب وحنان وتتمنى له السلامة كي يطمئن قلبها ويزول الحزن على حالته تلك التي تسببت فيها هي..
كانت أول مرة تراه فيها بهذا القرب وتتحقق من ملامحه.. كان خمري البشرة لحيته خفيفة متوسط قوامه وعالية قامته، عيناه بنيتان ورموشه كثيفة كانت شفتاه حمراء من أثر ارتفاع درجة حرارته وكذلك وجنتاه..
بدأت الحرارة تؤثر عليه وينطق بكلمات هلوسة غير مفهومة حاولت زهرة استيعاب الأمر والسيطرة عليه فما كانت تفهم من جملة كاملة سوى كلمة ” زهرة”
فترد في عفوية:
– أنا جنبك ياسليم..
حتى غط في ثبات عميق..
ذهبت سنية لتعد الطعام من أجل سليم.. وحضر الطبيب خالد معتذراً وأخبرهم بما لديه من مشاغل وضغوط في العمل مما تسببت في تأخيره..
ثم توجه إلى سليم وقام بفحصه وقياس درجة حرارته ولاحظ انخفاض ضغطه كما كان يشكو من آلام في رأسه ودوار..
كتب له روشتة بالأدوية اللازمة وأخبرهم بأنه سوف يتحسن سريعاً بعد أخذ الدواء والطعام بعناية وحذرهم إذا استمرت حرارته مرتفعة بضرورة ذهابة إلى المستشفى..
انصت المنشاوي إلى تعليماته تلك ثم صاحبه في الطريق ليقوم بشراء الدواء
لكن سليم حاول النهوض بصعوبة قائلاً في ضجر:
– فين بابا أنا محتاج أروّح، انا بقيت كويس!
دلفت سنية تحمل بين يديها حساء الخضار مع اللحم قائلة:
– مش هتمشي قبل ما تشرب الشوربة دي كلها..
أجاب:
– انا مش هقدر معلش خليني أروح البيت لو سمحتي إندهيلي بابا..
هتفت سنية في حزن:
– يعني هتضيع تعبي على الفاضي؟ ينفع أعملك حاجه مخصوص وترفضها؟
توجهت زهرة صوب والدتها سحبت منها الطعام قائلة:
– خلاص يا ماما هوا هياكل ومش هيكسر بخاطرك وكمان عشان يقدر ياخد العلاج..
سمعت صوت طرقات على الباب فعلمت أنه المنشاوي عاد فتركت الطعام جانباً وذهبت لتفتح الباب..
تنهد سليم فقال:
– انا مقصدش والله بس أنا مش حابب أتعبكم معايا وأنا هبقى كويس..
سنية:
– لا تعب ولا حاجه دا إنت زي زهرة بالظبط ويهمني سلامتك يابني وبعدين مايجيش حاجه من جمايلكم علينا..
دلف المنشاوي بعدما تنحنح كنوع من الاستئذان وخلفه زهرة فقال:
– مافيش حاجه اسمها جمايل ياأم زهرة إحنا أهل وبعدين لولا إني مش عايز بدرية تعرف باللي حصل أو تتخض عليه كنت روحت بيه البيت وكلمت خالد.. أصلك متعرفيش سليم دا عندها إيه، وحيدها ولو حست بحاجه فيه بتنهار وانا مش حمل اتنين مرة واحدة.
اجابت:
– ربنا مايجيبش حاجه وحشة ابداً يارب ويشفيك ياسليم
وضع المنشاوي الأدوية جانبا فقال:
– كل الأول وبعدين خد العلاج وانا قاعد برا لحد ما تفوق شوية ونمشي.
اومأ سليم في هدوء فقدمت له زهرة الطعام قائلة:
– اتفضل بالهناء والشفاء..
ثم غادرت الغرفة خلف المنشاوي وسنية..
أعدت لهم الشاي كما طلب المنشاوي قهوة فهو يُحب طريقتها في إعدادها..
وبعدما انتهت دلفت غرفتها لتطمئن على سليم وتساعده في أخذ علاجه..
وحينما شعر بها توقف عن الطعام وسحب منديلاً مرره على فمه ثم قال:
– الحمد لله..
قدمت له الدواء فأخذه منها وهمت لتغادر استوقفها قائلاً:
– زهرة استني..
اجابت بهدوء:
– نعم.
– اقعدي عايز اتكلم معاكي.
وضعت الكرسي بجانب السرير وجلست فقالت في حرج:
– مش كنت تكمل أكلك
أجاب:
– سيبك من الأكل دلوقتي وبهدوء كدة فهميني..
ليه غيرتي رأيك مع إنك كنتي فرحانة وموافقة، وبصراحه يا زهرة ها بصراحه!
تنـهدت فأجابت:
– بصراحة انا عندي أسباب كتيرة، يعني مثلا اللي حصل من فريدة في المستشفى وبعدين إختفت أنا حسيت بالذنب وحسيت إن وجودي هيدمر عيلة مكنش لازم اتدخل بينهم وأكون سبب في مشاكل كتيرة.. محبتش أكون أنانيه و أبني سعادتي على تعاسة غيري قولت خليني اركز في مستقبلي وأسيب كل حاجه تمشي زي ما كانت.. دا غير إن زي ما قولتلك فكرت في فرق المستوى بيني وبينك وإن رأي باباك ومامتك مش هيكون على هوانا..
صمتت زهرة تنتظر منه رد فقال:
– وانتي مين اشتكالك! هوا ايه اللي سعادتي وتعاسة غيري والكلام الفاضي ده.. أنا فريدة عمري ما بصيتلها غير على إنها أختي، وأي حاجه تانية تبقى في خيالها هيا وبس!
انتي كدة بتتعسيني أنا، أنا اللي بحبك ومستعد أواجه الدنيا عشانك بس لواحدي مش هقدر، مش هينفع إنتي لو مش عايزاني مش هجبرك بس أنا اللي مجنني إنك كنتي موافقة..
– بس أنا فعلا خايفة من المواجهة دي.. خايفة من مواجهة مامتك وباباك وفريدة حتى خالتك، مش عايزة حد يبصلي بصة وحشة ويفكر فيا بشكل سلبي ولا يقولوا طمعانة فيك و…
أعتلت نبرة صوته في نفاذ صبر قائلاً:
– لو كنتي بتحبيني مش هيفرق معاكي الكلام اللي بتقوليه ده يا زهرة! بس انتي مش بتحبيني..
أجابت بانفعال هي الأخرى:
– أنا بحبك بس صدقني مش هقدر هوا انت دخلت جوا قلبي عشان تقرر بحبك أو لأ!
صمت لثوانٍ وهو يحدق في وجهها وعينيها..
ثم قال في دهشة:
– انتي إيه؟
أجابت في حرج:
– أنا إيه.. اللي سمعته.. وبعدين إنت بتبصلي كدة ليه!
شعرت بالحرج والخجل الشديد لم تسطتع تحمل نظراته فقامت لتغادر هاربة فجذبها من يدها بقوة ليمنعها من الذهاب فهو لم ينتهي من حديثه، كانت أضعف من أن يجذبها من يدها بتلك الطريقة فسقطت بين أحضانه وامسك بها بقوة حتى لا تسقط فشعر كلاً منهما بالكهرباء تسري في جسديهما.. فنهضت سريعاً وانتفضت في خوف حينما دلفت سنية قائلة:
– إيه ياولاد طمنوني.. عامل إيه دلوقتي يا سليم..
تنحنح ثم أجاب:
– لأ انا بخير الحمد لله.. بقيت كويس، تسلم إيدك على الأكل.
– تسلم ياحبيبي من كل شر وربنا يتم شفاك على خير، مش عايز أي حاجه أعملهالك؟
اجاب:
– متشكر تعبتك معاية..
ابتسمت في حنان قائلة:
– تعبك راحه..
غادرت سنية الغرفة ونظرت زهرة في غضب ثم لكمته بضربة قوية على كتفه في غيظ قائلة:
– إيه اللي انت عملته ده.. تخيل لو كانت شافتنا على الوضع ده كانت فهمت إيه!
ضحك سليم فقال:
– صدقيني مكنتش أقصد وبعدين إنتي بترمي نفسك في حضني كدا ليه أنا مكنتش أقصد أشدك أوي كدة..
وبعدين زمانها عرفت بخدودك الحمرا دي.. كل دا كسوف؟
شعرت زهرة بالغيظ فقالت في حزم:
– والله؟ يعني بقيت أنا اللي برمي نفسي في حضنك.. تمام.. ولما أروح بقى لباباك أقوله على اللي عملته ده؟
ضحك سليم بصوت عالي وغمز لها قائلاً:
– لو تقدري تحكيله اللي حصل ده.. روحي قوليله..
اتسعت حدقتا عينيها وهي تنظر له وتسمع لما يقول:
– تصدق إنت معندكش دم!
ضحك سليم بصوت عالي فدلف المنشاوي قائلا:
– يا سلام عالضحك ياسلام.. اللي يشوفك قبل ما تيجي مايقولش إن دي حالتك دلوقتي.. بقى كل ده عشان زهرة؟
انصدمت زهرة وعبرت ملامحها عن الصدمة والحرج كذلك سليم الذي بدا عليه نفس رد الفعل.. فاستطرد المنشاوي قوله:
– إنت فاكرني نايم على وداني؟ ما أنا عارف سبب كل اللي انت فيه إيه.. بتحبها أوي كدة!
نظر إلى زهرة قائلاً:
– لا وهيا تستاهل بردو انها تتحب بالشكل ده
هتف سليم قائلاً:
– طيب كفاية بقى لحسن زهرة وارك هتموت من الكسوف..
ضحك المنشاوي فقال:
– طيب ياسيدي.. يلا خلينا نمشي وعايزين نجيب بدرية من المستشفى..
دلفت سنية فتسائلت:
– خير مدام بدرية في المستشفى ليه؟
أجاب:
– آه انا مقولتلكوش، دي فريدة عملت حادثة ومحجوزة في المستشفى..
سنية:
– لا حول ولا قوه الا بالله طب وهيا عاملة ايه دلوقتي؟
اجاب:
– والله حالها ماسيرش لا عدو ولا حبيب.. جالها إصابة في العمود الفقري وممكن ماتمشيش على رجليها تاني وموالها موال.. يلا خير ان شاء الله..
حزنت زهرة وكذلك سنية فقالت:
– الله يقومها بالسلامة يارب ويعافيها..
استعد سليم للذهاب وخرج المنشاوي ينتظره بالخارج أوصلته زهرة إلى الباب وقبل خروجه من باب المنزل قال لها بصوت خافت:
– سريرك مريح جداً على فكرة.. ويابخته بيكي.
لكمته على كتفه قائلة:
– إحترم نفسك..
فقال بصوت خافت:
– طب هتوحشيني..
شعرت بالخجل فقالت:
– يلا يا سليم، يلا يا بابا توصل بالسلامة..
اعتبر سليم أن كل ماحدث معه كان كابوس وأنه الآن أصبح في واقع جميل لا يريد أن ينتهي..
أما زهرة كانت مصدومه من جرائة سليم معها لكنها كانت سعيده جداً كلما تذكرت حركاته وكلماته ومواقفهم إبتسمت بفرحه، كانت شاردة الذهن في كل ما حدث بالتفصيل..
نظرت لها سنيه فقالت:
– يا نهار أبيض ايه يا زهرة اللي واخد عقلك إنتي اتجننتي بتضحكي مع نفسك كدة ليه!
انتبهت على صوتها فقالت:
– هاه.. ايه يا ماما انتي كنتي بتقولي حاجه؟
ضحكت سنية قائلة:
– ولا أي حاجه.. انتي مش في الدنيا خالص، يلا ربنا يعوض عليا عوض الصابرين..
٭٭٭
*في المستشفى*
جلست سماح بالقرب من بدريه قائلة:
– تفتكري فريده هترجع زي الأول انا قلبي مش متطمن للي إسمه شربيني ده بصراحة.
اجابت بدريه في حزن:
– والله انا ما عارفه هيحصل ايه بالظبط بس هوا كتبلك شيك على بياض يبقا أكيد كلامه صح
ردت في ضيق وهي تبكي:
– انتي عارفه يا بدرية انا خلفت فريده دي بعد كام سنه جواز وشفت المر عشانها وباباها مات وهي لسه في اللفه وانا كرّست حياتي ليها وكان أملي إني أجوزها لسليم وانتي عارفه كدة..
– والله ياسماح ما حد بياخد غير نصيبه ولو ليهم نصيب في بعض محدش هيقدر يمنعه، بس مفيش قلب بينجبر على قلب.. بالذات في الجواز.
ثم أكملت بتوتر:
– انا كان في موضوع كدا كنت عاوزه اقولك عليه
– احكيلي خير يا بدريه
– من يومين كدا كنت بتكلم مع منشاوي في موضوع زهرة وسليم
– اه وبعدين..
– في وسط الكلام لقيت منشاوي بيقولي ان زهرة غنيه ويمكن وضعها أحسن مننا كمان..
أجابت بتعجب:
– غنيه!! دا لا شكلها ولا منظرها يوحي بكدة إزاي غنية بقى؟
– ماهو دا اللي انا بقوله دا أبوها كان شغال معاه في الشركة وظروفهم وحشه..
كمان قبل كدا قالي عنها انا مرميش لحمي وبعدها حكالي قصه كدا والله ما داخلة دماغي، بس الموضوع في إنّ..
– طب متحاولي تفهمي منه ايه الحكايه او من أم زهرة نفسها..
– أنا عمري ما اتعاملت معاها ومش هقدر أكلمها في موضوع صعب زي ده..
ثم أخفضت صوتها قائلة:
– طب اسكتي دلوقتي عشان المنشاوي جه ومعاه سليم، بعدين نشوف حل..
هتف المنشاوي قائلاً:
– السلام عليكم ..
ردت كل من بدريه وسماح السلام فقالت بدريه :
– عامل ايه ياسليم وحشتني ياحبيبي، غاطس فين طول اليوم بعيد عن ماما كدة..
قبّل سليم يدها قائلاً :
– معلش ياماما كان ضغط شغل بس..
– ولا يهمك ياحبيبي بس مالك وشك شاحب كدة؟ معلش انا مقصرة معاكوا اليومين دول بس غصب عني..
رد المنشاوي في ضجر:
– جرا ايه يا بدريه قلبتيها دراما ليه ماكفاياكي أسئلة..
تنهدت قائلة :
– طيب طيب.. ثم سحبت سليم من يده قائلة مش هتطمن على بنت خالتك سألت عليك كتير النهاردة..
أجاب في تعب:
– حاضر..
أطرق الطبيب إيهاب على الباب ثم دلف قائلاً:
– السلام عليكم..
سماح:
– وعليكم السلام خير يادكتور ؟
منشاوي :
– طمنا يادكتور في حاجه جديدة في حالة فريدة؟
أجاب:
– اه انا اتصل بيا الدكتور المتابع معايا حالة فريده من لندن وبلغني دلوقتي على ميعاد سفر فريدة لاتخاذ اللازم وتحديد ميعاد العمليه..
سماح : بجد طيب هوا إمتى وعدد قد ايه ممكن يروح معاها
ايهاب : الحقيقه معنديش فكره بالموضوع ده لكن لو اتنين مثلا بالكتير أوي تلاته يبقى تمام.. أما بقا معاد السفر ممكن من لحد آخر الأسبوع لكن تأخير أكتر من كدا مش هينفع..
المنشاوي : تمام ألف شكر
إيهاب : العفو عن إذنكوا.
تسائلت فريدة في خوف وعلى أمل أن يكون سليم معها في هذا السفر:
– طيب مين هيسافر معايه..
دلف كريم في تلك اللحظه على خروج الطبيب فأخبرونه بما قال الطبيب..
كريم:
– فعلا ! يعني خلاص قررتوا السفر يوم الخميس؟ طيب مين هيروح معاها؟
منشاوي : للأسف أنا عندي شغل مهم جداً الفتره دي و بعمل صفقة جديدة ماينفعش تضيع..
حتى سليم كمان محتاجه جداً بس هندبرها..
كريم :
– خلاص أنا معاهم في السفرية دي، عشان التعاملات المالية كلها، فـ اعتبرني أنا مكانك ومتحملش هم الموضوع ده..
منشاوي :
ولازم تكون معاها سماح وكذلك بدرية.. وأنا لو قدرت أتصرف وأسافر انا أو سليم مش هتروح انت.
أجاب سليم بعدم إقتناع:
– طيب تمام..
شعرت فريدة بالضيق وكانت قلقة وخائفة ألا يكون معها سليم ويصاحبها في المشوار كريم بدلا عنه وهي لازالت لا تطيقه وتكره وجوده..
هتف سليم بخفوت:
– مش يلا يا بابا نروح بقى أنا تعبان ومش قادر أستنى أكتر من كدة..
– حاضر حاضر يلا، أخبر بدرية بالأمر وعادت معهم إلى الفيلا..
توجه كريم إلى فريدة وقال بصوت خافت:
– ازيك يا أنسة جرجيرة
رمقته بنظرة غاضبة، لوت شفتيها ولم تُجيب فقال:
– يارب دايماً..
وضع يده في جيب سترته وأخرج منها نوع غالي من الشوكولاتة وقدمها إليها قائلاً:
– بصي أنا جبتلك معاية إيه..
نظرت لها في سعادة واخذتها منه في دهشة قائلة:
– الله دي النوع اللي بحبه.. ميرسي اوي بجد
– اخيرا شوفت ضحكتك؟
فتحتها والتقمت منها قطعة ثم نظرت له قائلة:
– مممم مش أوي يعني، الفكرة بس إني بعشق النوع ده..
جلس بجانبها قائلاً:
– اه وبتعشقي إيه كمان..
– بحبـ.. إيه ده! إنت بتسأل ليه أصلاً، هوا عشان أخدت منك الشوكولاته يبقى خلاص.. هتصاحبني ولا إيه
أسند كريم ظهره للخلف فقال:
– على أساس إنك تطولي أوي، دا نص بنات البلد بتجري ورايا
أجابت وهي تنظر للشوكولاتة وتأكل منها في شغف:
– تلاقيك كنت حرامي شنط..
– اه دا إنتي دمك خفيف أوي وبتحبي تحلوي
استطرد قوله في ثقة:
– انتي مش مقدرة قيمة النعمة اللي في إيدك بس، دا أنا كنت بسهر في أماكن متحلميش تعدي من قدامها بس.. بنات إيه وجمال إيه..
ردت في سخرية:
– أمال راح فين الشيخ ياسيدنا الشيخ..
دا أنا كانت الدمعة هتفر من عيني وانت بتكلمني امبارح، راح فين كل ده اتبخر!
– ياستي لا اتبخر ولا حاجه بقول كنت كنت..
بس تعرفي، رغم طولة لسانك ودمك التقيل ده أنا حاسس إن اكيد جواكي جانب حلو.. بس انتي اللي بتحبي تبيني الجانب السيء منك بس..
رفعت بصرها إليه في صمت وتعجبت له ثم تبدلت ملامحها للحزن فقال:
– مالك مستغربة كدة ليه
تنهدت قائلة:
– لا مافيش.. أصل انا عمري ما حسيت إن في حد فاهمني أو شايف فيا حاجه كويسة، من زمان وانا بتعرض للانتقاد بس بيني وبينك كنت بتمادى وبحاول أثبت لكل واحد أي حاجه وحشة قالها فيا..
كدة كدة مش هاممني حد وعايشة حياتي براحتي.
اجاب:
– لا واضح واضح..
– خليك في حالك
– منا في حالي أمال هكون في حالك انتي، انسانة لسانها أطول منها..
صحيح انتي طولك كام؟
– طولي ١٥٦
– أوزعة أوي يا فريدة، بقى الشبر ونص ده يعمل فينا كلنا كدة..
بس تصدقي رغم كلامك ده لاحظت إن أهلك بيحبوكي وكانوا خايفين عليكي أوي
– بجد؟ بيحبوني.. يمكن!
– شكرا يافريدة
أجابت:
– على إيه؟
رد في هدوء:
– على تفهمك لموقفي وانك سمحتي إن يكون ليا فرصة تانية أصلح فيها غلطي بعد ما حسيت إن فعلا مستقبلي إتدمر
ردت في حنق:
– فرصة تانية مين يا دراما إنت، كل ما في الموضوع إن باباك كتبلي شيك على بياض وطلب مني أعمل كدة، بالإضافة لإنو هيتحمل تكاليف سفري والعملية بالكامل..
اجاب في تعجب:
– أصلاً ؟!
– آه أصلاً، أكيد مش عشان جمال عيونك الزرقاء دي خالص يعني ولا شكلك الحلو ده..
إنت أصلاً مش نوعي المفضل.
نظر لها وقال في حنق:
– تصدقي بالله؟ ياريتها كانت عدت على لسانك..
اجابت:
– هيا إيه!
– العربية يا فريدة.. العربية وكانت خلصتنا من طولة اللسان دي .
اجابت في غضب:
– طب يلا قوم من وشي وقتك خلص مع السلامة
وقف وهم ليغادر قائلاً:
– انا فعلاً ماشي هوا انا فاضيلك.. دا كان يوم إسود.
سلام…
غادر فضحكت ولم تهتم لما قال ثم استلقت لتنام..
٭٭★٭٭

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية زهرة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى