روايات

رواية القصر الملعون الفصل السادس 6 بقلم محمد نصر

رواية القصر الملعون الفصل السادس 6 بقلم محمد نصر

رواية القصر الملعون الجزء السادس

رواية القصر الملعون البارت السادس

رواية القصر الملعون الحلقة السادسة

أنا الدكتور زين…
٣٥ سنة..
متجوز من ١٤ سنة و عندي طفل اسمه آدم ١٣ سنة..
أنا دكتور تشريح في مشرحة زينهم من ١٠ سنين..
حياتي روتينية خالص..
من الشغل للبيت و من البيت للشغل..
و أنا و الجثث في وش بعض كل يوم..
حياتي كلها في المشرحة من أول ما بدخل من البوابة و أسلم على عم عباس حارس المشرحة لحد ما بخلص شغل و أروح..
بس أنا شغلي مختلف..
أنا شغلي كله بالليل هتسألوني مش بتخاف من المشرحة و الجثث بالليل؟!..
بصراحة مكنتش بخاف بس بدأت أخاف من بعد الحالة اللي جاتلي من أسبوعين..
دي أغرب حالة جاتلي من يوم ما بدأت شغل..
من أسبوعين بالظبط كنت في المشرحة بشرح جثة طفل لأن سبب الوفاة مكنش معروف..
خلصت الجثة و طلعت تصريح الدفن و التقرير أنه اتوفي بسبب بلعه لـ شيء صلب أدى لسد مجرى التنفس و اتوفى بسبب نقص الأكسجين..
و أهله استلموا الجثة..
فضلت في المشرحة لحد الساعة ٢ بالليل و كان خلاص المفروض أروح..
لحد ما سمعت صوت عربية الإسعاف تحت..
كنت مستغرب لإن أول مرة جثة تيجي في الوقت ده!..
أحمد و حسين المسؤلين عن نقل الجثث للمشرحة طلعولي الجثة فوق في غرفة التشريح أو بمعنى أخص تلاجة الموتىٰ..
جالي طلب بتشريحها..
دخلت الجثة التلاجة و بدأت أمضي على استلامها..
الأوضة اللي كنت بشرح فيها كانت عبارة عن أدراج للتلاجات اللي بنحط فيها الجثث عشان نحفظها لحد ما نشرحها و في النص في كذا سرير بشرح عليهم الجثث

و معداتي على طاولة متحركة جنبي..

جهزت كل حاجة و لبست زي التشريح بتاعي و أنا طبعاً لواحدي في الدور كله كالعادة و الأنوار شبه مطفية

جهزت كل حاجة و لبست زي التشريح بتاعي و أنا طبعاً لواحدي في الدور كله كالعادة و الأنوار شبه مطفية..

جهزت كل حاجة و لبست زي التشريح بتاعي و أنا طبعاً لواحدي في الدور كله كالعادة و الأنوار شبه مطفية

مفيش غير نور بسيط علشان أعرف أشتغل..
و الطبيعي إني بشغل أغنية و بشتغل ف شغلت أغنية هٰذه ليلتي لأم كلثوم..
روحت عند التلاجة و فتحت الباب و قرأت اسم المتوفي..
كان اسمه راشد إبراهيم..
ساكن في حي الظاهر..
1
لما الجثة وصلت المشرحة قالوا لي إنهم لقوه ميت في شقته و البيت كله متكسر و أنا المفروض اللي أعرف هو اتقتل و لا مات موتة طبيعية..
بس إزاي موتة طبيعية و البيت متكسر!!..
أكيد كانت محاولة سرقة مثلًا أو حد اتهجم عليه أو آخر إحتمال إنه كان فاقد أعصابه فـ كسر البيت و انتحر..
فتحت درج التلاجة و كان جسمه و وشه متغطي و رجلة مكشوفة كعادة الجثث..

 فتحت درج التلاجة و كان جسمه و وشه متغطي و رجلة مكشوفة كعادة الجثث

فـ بدأت أكشف الغطا..
أول ما شوفت وشه اترعبت..
كان مفتح عينه..
بس مش صاحي هو متوفي بس عينه مفتحه..
كان باين على وشه آثار الخوف و الرعب..
شكله مات بطريقة مرعبة..
مهتمتش أوي لإني متعود أشوف حاجات أبشع من كده بـ كتير..
طلعت الجثه و نقلتها على سرير التشريح و جيبت المشرط و بدأت أشرح جسم الجثة..
بدأت بتشريح الرقبة..
مشيت المشرط على جلد الرقبة من عند البلعوم..
فتحته بس مفيش حاجة غريبة زي آثار سم أو حتى آثار اختناق على الجلد الخارجي..
بعدها نزلت علىٰ جسمه علشان أشرح فيه…
كنت هبدأ بقطع الجلد من عند القلب عشان لو السبب سكتة قلبية أو من القبيل ده..
بس المشكلة مش هنا..
المشكله إني لما اتعدلت و روحت علشان أجيب المنشار القصّي و مقص و مشرط قطع الأنسجة و المقراض ف بالصدفة عيني جت على وش الجثة..
لقيت وشه بعد التشريح اللي عملته من دقيقة سليم!!!..
إزاي!!..
أومال أنا فتحت إيه بالمشرط!!..
أنا اتخضيت و رجعت لورا..
الجثة دي فيها حاجة بدأت أستعيذ بالله و قلت أنا همشي و بكرة أكمل التشريح..
بس افتكرت إن طلب التشريح موجود..
و لو متشرحش النهاردة هتحول للمسائلة..
ف اضطريت أقرب من الجثة و أفرض على عقلي إنه محصلش حاجة و بتوهم…
لما قربت من رقبة الجثة من الجنب اليمين كان مرسوم عليها وشم غريب..

و كل ما أقرب المشرط من ناحية الوشم الاقي النور الخفيف اللي مشغله بدأ يقطع و يشتغل بسرعة

و كل ما أقرب المشرط من ناحية الوشم الاقي النور الخفيف اللي مشغله بدأ يقطع و يشتغل بسرعة…
قربت المشرط و مشيته على رقبته مكان الوشم ده و ساعتها سمعت صوت الأغنية اشتغلت بالعكس و بسرعة و النور بدأ يرعش جامد

قربت المشرط و مشيته على رقبته مكان الوشم ده و ساعتها سمعت صوت الأغنية اشتغلت بالعكس و بسرعة و النور بدأ يرعش جامد

و حسيت إن السرير بيتهز و إن في حد ورايا..
أنا خوفت أوي و طلعت أجري لحد ما وصلت على باب الأوضة و فضلت أخبط و أصرخ من الخوف و حاسس بنفس ورايا و بيقرب مني لحد ما الباب اتفتح..
كان عم عباس سمع صراخي طلع لي قالي مالك يا دكتور ألف سلامة في إيه مالك!!
و قعدني قلت له و أنا بنهج:
عم عباس الجثة بتتحرك و في حاجة غريبة…
قالي غريبة إزاي يا دكتور هيكون في إيه يعني!!
عفاريت مثلا؟!!
و دخل جوا الأوضة و طلع و قالي الدنيا عادية يا دكتور و انت شرحت الجثة كمان و كتبت التقرير..
قلت له محصلش أنا مشرحتش حاجة و مكتبتش حاجة..
قالي يا دكتور إزاي! ما الجثة متشرحة و في التلاجة هناك أهي و التقرير أهو بالختم بتاعك..
أنت باين عليك تعبان قوم أوصلك ترتاح شوية..
أنا مكنتش فاهم حاجة..
أنا فعلاً مشرحتش الجثة..
عم عباس فعلاً وصلني لحد عربيتي…
ركبتها و بدأت اتحرك لبيتي و أنا بفتكر كل اللي حصل و بحاول أقنع نفسي إنه مش حقيقي و إني أكيد بتوهم من كتر التعب..
و أنا سايق عربيتي على الطريق مكنش فيه عربيات كتير و الطريق شبه فاضي..
كانت الساعه ٣ تقريباً..
كنت ماشي عادي لحد ما عيني جت في المراية و شوفت صاحب الجثة اللي اسمه راشد قاعد في الكرسي اللي ورايا و بيبصلي بـ نظرات مرعبة..
أنا اتخضيت و دوست فرامل بسرعة و لفيت للكرسي اللي ورا ملقتش حد..
أنا قلت ساعتها إني فعلاً تعبان..
شغلت قرآن و كملت لحد ما روحت البيت..
بيتي في الدور الرابع..
أول ما فتحت الباب لقيت زوجتي بتندهلي و بتقول لي إلحقني يا زين..
قلبي وقع في ركبي..
جريت على صوتها كانت في أوضة آدم ابني..
دخلت و قلت لها في إيه!!..
كانت قاعدة جنب آدم على السرير و هو نايم و على راسه المنديل اللي بيخفض الحرارة..
قالت لي آدم سخن أوي من الصبح و حرارته مبتنزلش و أنا مش فاهمة ماله كان بخير امبارح و الله..
و أنا واقف مش فاهم إيه اللي بيحصل و هي بتعيط جامد..
قربت منه و شوفت التيرمومتر لقيته ٣٩ يعني كمان درجتين و تبدأ خلايا المخ تموت!!
شغلت كشاف الفون و حطيته في عينه لقيت عينه لونها غريب قريب من الاسود..
أنا مش فاهم ابني ماله بجد!!
إزاي طفل لون عيونه يبقا كده و ليه درجة حرارته عالية كده!..
قربت من قلبه و بدأت أسمع نبض القلب..
لقيته مش منتظم و سريع جداً كإنه بيجري أو يمكن أسرع من نبض شخص بيجري حتىٰ!..
و قبل ما أبعد عنه سمعت صوت طالع من آدم بس صوت غليظ مش صوت ابني نهائي..
و بيقول حاجة مش مفهومة كإنها لغة تانية..
بعدت عنه بسرعة و بصيت لـ زوجتي لقيتها بنفس الحالة بتعيط..
قلت لها إنت سمعتي الصوت ده!..
قالت لي بصوت مكتوم صوت إيه!!..
و باين عليها الإستغراب..
بصيت لـ آدم تاني لقيته مفتح عيونه على أوسع حاجة و بيبص ليا و كإنه هينقض عليا..
بصيت لـ زوجتي بسرعة لقيتها بتبص على آدم بس بنظرة حسرة على إنها مش فاهمة ماله..
بصيت له تاني لقيته قافل عيونه زي الأول..
و هنا استوعبت السبب..
السبب هو جثة راشد اللي في المشرحة..
أكيد الجثة دي ملبوسة..
وقفت و قلت لـ زوجتي هروح مشوار بسرعة و أي تغير في حالته اتصلي عليا و بلغيني و متقلقيش يا حبيبتي خير بإذن الله مجرد دور برد و هيروح..
خرجت من الأوضة و نزلت من الشقة و ركبت عربيتي و سوقت بأسرع سرعة في العربية..
و اتصلت بـ أحمد و حسين و قولتهم يكفنوا الجثة و يجهزوها للدفن..
الجثة دي لازم تتدفن..
خلصت المكالمة و حطيت الفون جنبي و بصيت قدامي..
بس لمحت كيان أسود كبير قدامي على الطريق..
فـ بسرعة دوست فرامل و حودت بالعربية..
كنت هخبط في سور الطريق بس ربنا ستر كان لسه كام سنتي بين العربية و السور..
لفيت وشي و بصيت ع الطريق و تحديدًا على مكان الكيان..
بس لقيت راشد في وشي قدام إزاز العربية الأمامي..
اتفزعت و صرخت و غطيت وشي بـ إيدي الاتنين..
و بعد دقيقتين و أنا على نفس الحالة و مفيش حاجة حصلت بعدت إيدي..
لقيتني راكن العربية في نص الطريق و كإن كل ده محصلش!!..
إستعذت بالله من الشيطان و قرأت آية الكرسي و بدأت أسوق العربية تاني..
لما وصلت المشرحة جريت على غرفة التشريح..
لقيت أحمد و حسين و قالوا لي إن الجثة اتكفنت و هتدفن كمان شوية لما الإسعاف يوصل..
و بعد نص ساعة كنت اتصلت فيها على زوجتي و قالت لي إن آدم لازال على نفس الحالة..
و أخيرًا الإسعاف جه و أخد الجثة و روحت معاهم و حضرت الدفنة بنفسي..
و حرفيًا المقبرة كانت معتمة جداً حتى فلاش الفون اللي أي حد من الموجودين بيشغله مش بيأثر أو يبان في العتمة..
و صوت الغربان كان عالي..
بس الحمدلله الدفن تم..
اتصلت بـ زوجتي و سألتها على آدم و قالت إنه حرارته لسه زي ما هي لا و بدأت تزيد كمان و مش بيفوق نهائي و نبض قلبه بدأ ينعدم..
أنا هنا عقلي خلاص مش قادر يستوعب أي شيء..
تب إيه السبب!!
ليه إبني يحصله كده!!..
و الجثة اتدفنت لسه إيه تاني!!..
***

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية القصر الملعون)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى