روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل الرابع 4 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء الرابع

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت الرابع

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة الرابعة

كانت لسه بتبصله بنفس الابتسامة الهادية, تابع كلامه وهو بيقول بابتسامة كشفت عن أسنانه من السعادة: أنا حقيقي مش مستوعب دنتي ده بجد؟
ضحكت ضحكة خفيفة وهي بتقول: أنت شايف ايه؟
رد بابتسامة اتسعت لثغريه:: انا حاسس إني بحلم.
بصتله مرسال وهي قاطبة حاجبيها وعلي تكة وتولع فيه فاتبدلت ابتسامته لملامح ارتباك وهو بيتلعثم بيقول: ق..قص..قصدي يعني إني مش مصدق بعد السنين دي كلها شوفتك تاني متتصوريش وحشتني قد اي.. بصتله مرسال بغضب أكتر فغير كلامه بسرعة: أيامنا قصدي وحشتني أيامنا واحن… مرسال كانت لسه باصله بنفس ملامح الغضب الي كانت بتزيد وهي قاطبة حاجبيها والمرة دي كانت هي الي هتولع..حاول حد يتفادي نظراتها فاصطنع ضحكة وهو بيقول: احنا هنفضل نتكلم كتير كدا علي الباب ادخلي يلا..
هنا مرسال شاطت وداست علي رجله ودخلت علي اوضتها ورزعت الباب جامد بقوة عشرة ريختر, من قوة الرزعة حد انكمش بين أكتافه وهو بيتمتم: يا لطيف ألطف.
قاطعته دينا بتسأل: هي مرسال مضايقة من حاجة؟
“لااا ابدا.. اتفضلي.” قال كلمته الاخيرة وقاد دينا لغرفة الضيوف. بصراحة كان عندي فضول أقعد معهم بس كان لازم أشوف مرسال قبل ما تولع في اوضتها جو.. دخلت اوضتها ويدوب بقفل الباب ولقيت حاجة بتتحدف ناحيتي وهي بتقول: غور من وشي مش هصالحك. ميلت راسي بسرعة وبعدين رفعت راسي وانا بقولها: انا هادي كنت هتموتني بدل جوزك.
دبت برجلها في الارض وهي في قمة غضبها بتقول: وكمان طلعت هادى يعني حتي مكلفيش نفسه يسيب الهانم خمس دقايق ويجي يشوفني.
بصصراااااااااحة أنا كنت حابب أناغش مرسال أكتر فابتسمت وأنا بقولها: ماهو بصراحة هو له حق ميسبهاش يعني مفيش حد يسيب الجمال ده ويروح يشوف مراته يعني.
أضيقت أكتر وحدفتني بالفازة وهي بتقول: أنتوا كدا يا رجالة.. عينكم كلكم زايغة.
تفاديت الفازة وانا بميل راسي وبعدين استقمت وانا بقولها: اهدي بس يا مرسال انا حفيدك مش جوزك علشان تقتله.
بصتلي وشاورتلي بايدها وهي بتقول: خد تعال هنا!
انكمشت في نفسي وانا خايف بقول: ه..هتعملي ايه؟
“تعال بس متخافيش.”
اتقدمت ناحيتها وانا خايف اقرب منها وما إن وقفت قدامها لقيتها شدتني من ودني وهي بتقول: قصدك ايه بقي بمفيش حد يسيب الجمال ده كله ويروح لمرته قصدك إني وحشة يا قليل الرباية؟
“آه..آاااه ستي ودني ابوس ايدك.”
“تحب اقطعهلك وهي ولسانك وافقعلك عينك بالمرة.”
“طب وانا مالي هو انا الي قاعد معها دلوقتي؟ ما تروحي تشوفي جوزك بدل ما بتضربني أنا.”
سابت ودني وهي بتخبط قبضة ايدها اليمين في ايدها الشمال من الغيظ بتقول: معك حق.. مش أنت بس الي تستاهل الضرب, هو كمان عايز عربية كدا تجي تاخدها هي تريحنا منها.”
“قصدك عربية تجي تاخده هو؟”
“بعد الشر عليه.. تاخدها هي وبس..انا مش طايقه اه دلوقتي بس متمناش اسمع منه كلمة اه حتي ولو من شوكة.”
“طب طالما تاخدها هي وهو سلامته من الأه بتضربني أنا لييييه دلوقتي.”
“بفش غلي يا أخي ايه مفيشيش غلي.”
“اه..بتفشي غلك..لا عادي براحتك صحيح كنتي هتفلقي راسي بالفازة نصين بس كله إلا غلك لازم يتفشي طبعا.”
فجأة اتبدلت ملامحها من الغضب العامر للحيرة الممزوجة بالتخوف وهي بتفرك في ايدها بارتباك بتسألني: هادي تفتكر حد شايفها أحلي مني؟ هي أحلي مني صح؟
ابتسمت ابتسامة واسعة بنغاشها بقول: أنتي خايفة عين حد تزوغ كدا ولا كدا ولا ايه؟
“لا طبعا انا واثقة في حدودي حبيبي بس مش واثقة فيها هي وبعدين شوفت بتتسهوك ازاي وهي بتقوله: ازيك يا حد.
“هي الشهادة لله, الست هي الي طبيعتها رقيقة مش بتتسهوك ولا حاجة.”
“قصدك ايه؟ قصدك إني بتبل عليها؟”
“لا خالص..انت بس الي مش طايقها وحاسة بالغيرة فشايفها بتتسهوك.”
“هه..غيرة؟ أنا أغار؟ ومن مين يعني؟ لا يا حبيبي مش أنا.”
“أمال اضيقت ليه ودخلتي علي أوضتك بعد ما دهست رجل الراجل.”
“هادي متصعبنيش بدل ما اطلع اولع فيك وفيها دلوقتي.”
“قصدك فيه؟”
“ولما انا اولع فيه مين الي هيعملي السموزي ويقرألي قبل ما انام ومين من بعده هحبه تاني؟”
“لا ده من الواضح إننا بعاد خالص عن مكانة سي حدودي بتاعك لا تقولي بقي فلذة كبدي ولا فلذة طحالي أنتي اتكشفتي خلاص.”
سكتت شوية وهي مميلة راسها مش معي خالص وبعدين بصتلي وهي بتقول: هادي بقولك ايه ما تروح كدا تشوفهم بيعملوا ايه؟”
“أنتي مش واثقة في حدودي بيه ولا ايه؟”
“ولا انت رخم اوي زي أمك بالظبط.. أتمني تقوم تغور من وشي دلوقتي بدل ما اسببلك إعاقة في وشك.”
ابتسمت وقومت من مكاني وقبل ما اقفل الباب وريا بصتلها وانا ببتسملها برضو: واضح إن حدودي بتاعك طلع خاربها مع ملكات جمال واحنا مش دراين أهو ده الي يتقاله الزهر لعب مع…” وقبل ما أكمل كلامي رمتني بالشمعدان وهي بتزعق: غووووور من وشي.
قفلت الباب بسرعة وخرجت قبل ما تعلم علي, الستات دول مينفعيش حد يهزر معهم أبدًا, بس بصراحة أنا كمان كان عندي فضول بخصوص دينا, ليه رجعت بعد أكتر من 45 سنة انا فاكر من أمي إنها قالتلي إن من يوم فرح “مرسال وحد” ودينا مظهرتش تاني في حياتهم, ليه ظهرت فجأة كدا واشمعنا دلوقتي.. كنت مستغرب جدا ومظنش إن ممكن تكون نيتها وحش واضح عليها إنها كانت من عيلة أكابر وحتي يوم ما انسحبت انسحبت بهدوء بدون مشاكل, اكيد بعد الوقت ده كله مستحيل تفكر تعمل حاجة وحشة وإلا كانت عملت من زمان ايام ما كان عندها الفرصة المناسبة إنها تعمل, علشان كدا الفضول قادني لغرفة الضيوف الي كانوا قاعدين فيها, بس بعدين تراجعت عن الفكرة خوفًا من إن حد ينتبه علي وجودي فدخلت غرفتي وطلبت من دي بي تعمل مسح علي غرفة الضيوف من غير ما حد ياخد باله وفعلا دي بي عملت مسح من خارج غرفة الضيوف, المسح الي دي بي بتعمله هي خاصية من خلالها بتقدر تشوف الي جو الاوضة من غير ما تدخلها لكن الصور الي جو مش بتكون بهيئتها الطبيعية يعني البني آدمين بيظهرولي علي هيئة مجسمة بشكلهم بس باللون الأحمر والالكترونات بتظهر بمجسماتها عادي بروضو بس باللون الازرق بس من حسن الحظ إن دي بي بيكون عندها قدرة إنها تتصل باي الكترونات وتقتحم نظامها وتكون هي المسيطرة علشان كدا قدرت دي بي إنها تقتحم جهاز “الركوندولجي” وده جهاز مسؤول عن درجة الحرارة في الاوضة بس بشكل مختلف شوية لأنه عنده القدرة علي التجميد بنفس درجة البرود الموجودة في القطب الشمالي بمعني آخر تقدر في عز حرارة الصيف تصنع الشتا جو اوضتك وتصنع حلبة للتزحلق كمان بدون ما تسافر للبلاد الباردة كل الحكاية بتضغط ضغطة زر بتخفي كل ديكورات الاوضة وبتبدأ تظهر أنانبيب في جدران الاوضة بتملي الارض ماية في حدود الغرفة وبعدين بتشغل الركوندولجي فبتتحول الارض لجليد في دقايق معدودة.
طبعا دي بي بعد ما قدرت تتحكم في الجهاز قدرت تضيفله خاصية الكاميرا الي من خلالها ظهرتلي الصورة واضحة وطبيعية علي شاشة دي بي.
كانت دينا قاعدة علي الكرسي المجاور للكنبة الي قاعد عليها “حد”, باشرت بالكلام وهي بتقوله: أنت متأكد إن مرسال مش مضايقة من وجودي؟!
“وهتضايق ليه بس؟”
“أنت عارف كويس هتضايق ليه حتي أنا لو كنت مكانها كنت هتضايق.. سكتت وبعدين كملت وهي بتبصله: بس للاسف عمري ما هأكون مكانها.
حد سكت ومردش وحاول يغير الموضوع وهو بيقول: أمال انتي اختفيت فين ال46 سنة دول.
اتنهدتي وكملت: مش عارفة.. حاسة إني معشتهميش أصلا يا حد.
“ليه بتقولي كدا؟”
“لأني محستيش بلحظة فيها حلوة للاخر طول الوقت تايهة ومشتتة, خايفة, يأسة مريت بلحظات من كتر صعوبتها حولتني لإنسانة سلبية مش باقية علي حاجة, للدرجة إني مكنتش باقية علي حياتي وفكرت في الانتحار كذا مرة بس كل مرة كنت بفشل, مرات حد يدخل علي فجأة يا اسمع آية من القرآن بالصدفة فافتكر إني خسرت دنيا فلما اخسر آخرتي هيكون مصيري ايه غير الخسران المبين بس سرعان ما كنت بتناسي كل الكلام ده وانخرط في مشاكل الدنيا وافتكر حياتي فاقرر انهيها تاني لحد ما يأست من كتر ما بفشل.. ضحكت ضحكة ممزوجة بحزن وكملت: حتي دي فشلت فيها.
بصلها حد بزعل وبنبرة تأنيب سأل: أنا السبب؟
بصتله لدقايق من الصمت وبعدين ابتسمت وكملت: بالعكس أنت الحاجة الوحيدة الحلوة الي حصلت في حياتي, الحاجة الي حاولت أكمل من بعدها واستلذ بطعم الدنيا تاني بس معرفتش, مكنتش أعرف إن آخر أيامي من السعادة هتكون معك وحياتي هتتحول من بعدك لجحيم.
“جحيم؟! ليه؟ أنا فاكر إن أستاذ أحمد مرة اتصل بي من فرنسا وهو بيكلمني بمنتهي السعادة إنك هتتجوزي خلاص وإنك لقيتي الشخص المناسب الي آخيرا وافقتي عليه..”
“هو بابا كلمك يومها؟”
“أه.”
بصتله وهي بتسأل كأنها بتدور علي إجابة ما: حسيت بايه لما قالك؟
” مضايق, قلقان وزعلان ومبسوط.”
“ليه؟ ”
“كنت مضايق لأنك قررتي من غير ما تاخدي رأيي زي ما اتعودتي ديما وكنت قلقان إنه مكونيش الشخص المناسب, وكنت زعلان لأني مكنتش جمبك في يوم زي ده.. كنت ديما متخيل إني الي هسلمك لعريسك يوم فرحك وإني الي هكسر دماغه لو فكر في يوم يزعلك بس مكنش لي الأحقية وقتها بس كنت مبسوط إنك أخيرا لقيت الشخص المناسب وتعافيت بسرعة.. بس الي أنتي بتحكيه دلوقتي خلاني خايف.. ايه الي حصل يا دينا وليه شايف القهرة مالية نبرتك.”
ميلت راسها وهي بتفرك صوابعها بارتباك بتحكي: لما قررت أتجوز متجوزتيش علشان تعافيت زي ما بتقول مفيش حد بيصاب بمرض الحب وبيتعافي يا حد بس كل الفكرة إني حكمت عقلي في قرار زواجي, لما شوفته اول مرة ملفتش انتباهي ولا أنا حتي لفت انتباهه بس الزواج كان مدبر من أهلي وأهله ومكنش ينفع أرفض لبابا طلب خصوصا إنه كان تعبان في الفترة دي جامد وكان قلقان علي من ناحية تاني يعني كان عدي علي جوازك خمس سنين وشايفني لسه متجوزتش فكان خايف إنه يموت ويسابني وحدي خصوصا بعد ما حاتم أخد قرار إنه يستقل بنفسه ويسافر لهولندا, وعلشان متعبهوش أكتر قعدت مع الشاب الي اختاره ولما قعدت معه, اتكلمنا لحد ما اكتشفت إنه كمان زي, مر بتجربة خسر فيها البنت الي بيحبها, لا والغريبة بقي إنها كمان متربية معه من الطفولة بس قدرها كان مع شخص تاني, شخص تاني حرق قلبه زي ما قلبي كمان اتحرق, مقدرش أقول إن في اليوم ده محصليش انجذاب بس مش انجذاب بالحب ممكن تسميه انجذاب للألم احنا الأتنين كنا حاسنا ببعض جدًا لأننا مرنا بنفس تجربة الالم والي من بعدها بدأ يكون فيه بينا حديث مشترك, لحد ما في يوم قالي: ايه رأيك نتجوز؟ قصدي منه نطمن أهالينا ومن ناحية تانية ندي فرصة لبعض, صحيح فشلنا في قصتنا الأولي بس ممكن ننجح في قصتنا احنا.. بصراحة كانت عنده ديما الطريقة الي بيقنعني بها بأي حاجة لأني مقدريش أنكر قد ايه هو كان شخصية لطيفة ومثقف ومتفهم جدا هو كان مناسب بالنسة لعقلي فواقفت ومرضتيش حتي أفكر قلبي بيقول ايه ولا حتي رضيت أسمعله.. وفعلا اتجوزنا وخلفنا كمان..” فجأة عينها بدأت تدمع وهي بتقول: خلفنا ولد أمور أوي بس..”
“ايه؟”
عيونها بدأت تدمع وهي بتحكي: بس رغم كل ده مكنتش قادرة أحبه ولا حتي أحس بحبه.. كنت حاسة إنه لسه بيفكر فيها زي مانا كنت لسه بفكر فيك, بس صدقني رغم إني مكنتش قادر انساك بس عمري ما اتكلمت عنك لا في سري ولا في علاني وكنت أما بتجي في بالي كنت بحاول أمنع التفكير فيك بأي طريقة للدرجة إني أوقات كنت باخد منوم علشان أتخلص من تفكيري فيك وفي نفس الوقت احساسي تجاهه بخيانته او خيانة العهد الي اتفاقنا عليه, فكرت كتير أتخلص من كل العذاب ده واطلب الطلاق بس كنت خايفة خايفة علي أبوي وإنه يتعب أكتر من زعله علي وكنت خايف علي ابني وانه يكبر في أسرة مفككة وحتي هو كنت خايفة علي مشاعره وإني أجرحه تاني صحيح مكنتش هفرق اوي بالنسباله بس كبريائه كان هيتجرح وثقته في نفسه كانت هتقل كان هيحس إنه قليل في عين أي حد بعد ما اتساب مرتين وكان هيحس إن العيب فيه هو مش في قلبي أنا.. قررت أكمل حياتي واحاول إني أحبه وكنت ديما بحاول أخلق ما بينا أي جو يقربنا من بعض بس لا أنا ولا هو بنكون قادرنا نتحمل التصنع ده هو بيحاول يتصنع السعادة وانا كنت بحاول اتصنع الاهتمام والحب. مرت الايام وانا بحاول اتجاهل مشاعري وبفكر بس بعقلي,. انا مكنتش بكرهه بس مكنتش قادرة أحبه ولا أحس معه بالسعادة كل واحد فينا أتجوز التاني علشان ينسي به تجربته الأليمة بس للاسف دي كانت أكبر غلطة بيغلطها كل واحد فينا في حق التاني وفي حق ابننا كمان الي اضطر يعيش للحظة الي بيشوف فيها طلاق أبوه وأمه قدام عينه ويعيش طول حياته بين أسرة مفككة.”
“طلاق؟! انتوا انفصلتوا؟”
“اه..وتخيل في يوم ميلاد ابننا العاشر كمان.”
“ازاي؟”
“كان بقالي مدة بلاحظه بيقعد علي تليفونه كتير مكنتش بشغل بالي أوي الصراحة ولا حتي بهتم هو بيعمل ايه عليه بس في مرة فوني فصل شحن وكنت محتاجة اطمن علي بابا ضروري لأني كنت برن عليه ومش بيرد بس فوني فصل فأخدت فونه علشان أكلم بابا, هو كان نايم علي الكنبة في الصالة فمرضتيش أقلقه خصوصا إنه مش بيحط باسورد علي فونه علشان عارف إني مستحيل أقلب فيه من وراه بس فجأة وأنا بفتح الفون لقيته كان مفتوح علي الجاليري كنت مصدومة كان نايم علي صورهما سوي وفيدوهاتهم, سبت الفون وجريت بسرعة علي اوضتي وبدأت أعيط, كنت حاسة بكسرة خاطر أوي يا حد, مكنتش بلومه علشان أنا كمان مكنتش قادرة انساك بس بكل الطرق كنت بحاول ابعد تفكيري حتي عنك علشان مأحسسهوش بنفس كسرة الخاطر الي حستها, كنت مجروحة أوي.. احساس إنك هامش ولا شيء ده احساس مُر اوي, الشخص الوحيد الي المفروض أحس بالأنس في وجوده كنت بحس أكتر بالوحدة وهو موجود.. يمكن الي كان مهون علي شوية هو أبوي وابني.. اتنهدت وكملت: في اليوم ده من كتر العياط نمت وما فوفتش إلا تاني يوم وابني بيصحني علشان أجهزه للمدرسة, جهزته ونزلت بسرعة علشان اروح لبابا البيت لاني مكلمتهوش امبارح, ولما روحت فضلت أرن الجرس كتير بس مفتحيش افتكرت إني معي نسخة من مفاتيح البيت ففتحت بها ولقيته حبيبي واقع في الأرض علي مدخل اوضته, اتهرعت عليه بعيط وانا بحاول افوقه وهو مش سامعني, اتصلت بالاسعاف بسرعة وفضلت ارن علي جوزي كتير بس مرديش, جات الاسعاف أخدت ابوي وركبت معه وانا لسه بحاول ارن عليه أكتر من مرة وبرضو مردش, كنت منهارة من العياط والخوف, أول مرة أحس إني لوحدي بالشكل ده يا حد أول مرة أحس إني مليش حد اتسند عليه, بابا بين الحياة والموت وأنا مش عارفة اعمل ايه, قعدت ست ساعات علي أعصابي وابوي في اوضة العمليات لحد ما طلعلي الدكتور وهو بيقولي: أنا آسف مقدرناش نعمله حاجة..
أنا من كتر الصدمة حسيت إن لساني اتقطع, مكنتش قادرة اتكلم ولا قادرة اعمل اي حاجة, دخلت اشوفه لآخر مرة, نمت في حضنه وانا مش عايزة اسيبه, مش متخيلة إني مش هشوفه تاني, ليه سابني وأنا في أمس الحاجة ليه؟ كنت حاسة إني السبب في موته لو كنت تخليت عن أنانيتي وروحتله امبارح أكيد كنت هلحقه بس أنا كنت أنانية لابعد حد… قاطع عياطها كلامها حاولت تجفف دموعها وهي بتكمل: خلصت الإجراءات وتصاريح الدفن وكل ده لوحدي وأنا مضطرة أتماسك علشان علي الأقل أدفن أبوي مع أمي في مصر علشان كدا كنت مضطرة أمشي في اجراءات سفره كمان, قعدت اسبوع كامل يا حد لا بنام ولا باكل علشان يسمحولي أسافر بأبوي وادفنه مع أمي وبعد معاناة ووساط كتير ومرمطة من هنا لهناك طلعت التصاريح أخيرا. كل ده عملته وأنا لحد دلوقتي مشوفتش جوزي ولا حتي يعرف إن أبوي مات أساسا, ولما سألت عليه الخدم قالوي إنه سافر في اليوم الي روحت فيه لأبوي وقالهم إن لما الهانم الكبيرة ترجع يبقي يقولوي إنه اضطر يسافر أسبوع لواحد صاحبه وراجع تاني, حاولت اتصل عليه كتير, كنت محتاجله اوي..اوي يا حد.. كنت محتاج أتخبي بين أكنافه أعيط بس لا أنا كان ينفع أعيط ولا هو كان موجود, وبعد ما الاجراءات خلصت, سافرت بأبوي ودفنته جمب أمي, مكنش ينفع أقعد كتير في مصر علشان ابني سايبه لوحده هناك لأنه كان صعب احكيله فجأة عن موت جده وكل أما كان يسألني عليه كنت بحاول اتهرب منه, رجعت في نفس اليوم الي سافرت فيه مع إني كنت هموت وافضل جمبه, كان نفسي ملك الموت يجي يقبض روحي في نفس اللحظة الي كانوا بيدفنوه فيها علشان ادفنه جمبه بس ده محصليش للاسف ورجعت فرنسا علشان اشوف الموت الحقيقي بعيني, رجعت البيت وكانت الساعة واحدة بليل, يدوب نزلت من المطار وروحت علي بيتي علي طول وعلي أمل إني أقلاي جوزي في البيت, وفعلا لقيته ويارتني ما لقيته بمجرد ما نزلت من العربية انتبهت ليه واقف في الجنينة بس مكنش لوحده, كانت معه وكانت بتعيط, حضنها وهو بيمسح علي شعرها بيقول: بس خلاص متعطيش أنتي بقيت حرة دلوقتي…

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى