روايات

رواية على عرش قلبي الفصل الثامن عشر 18 بقلم همس محمد

رواية على عرش قلبي الفصل الثامن عشر 18 بقلم همس محمد

رواية على عرش قلبي الجزء الثامن عشر

رواية على عرش قلبي البارت الثامن عشر

رواية على عرش قلبي الحلقة الثامنة عشر

قرب جاسر منها عشان يحضنها.. بس وقفته سدل وهي بتقول بهدوء : ابعد يا جاسر، سيبني لوحدي شويه..
زفر جاسر بحر”قه ومسك ايدها وهو بيقولها برجاء : إدخلي طيب الجو برد عليكي..
هزت راسها بإبتسامه بسيطه وهي بتسحب ايدها : شويه وهدخل..
قلبه وجعه من نظرة الحز” ن اللي في عيونها فهمس بخفوت : سدل تعالي وهنتكلم جوا..
زفرت أنفاسها بضيق وبصت قدامها بدون ولا كلمه، اتنهد جاسر وحس إنها فعلاً محتاجه تقعد لوحدها..
وقف بهدوء ونظره لسه معلق عليها وقرب منها باس راسها بخفه وخرج من البلكونه..
دمعه نزلت من عيونها وهي بتتنفس بعنف وبتهمس : انت معاك حق في كل حاجه..
سمعت صهيل الخيول جاي من الإسطبل فإبتسمت ببهوت..
حست بجاسر دخل الحمام في الغرفه من صوت الباب اللي اتقفل، فقامت بهدوء ودخلت الغرفه سحبت الحجاب بشرود وحطته على راسها تخفي بيه خصلاتها الطويله، وخرجت من الغرفه ونزلت تحت..
اتوجهت ناحية الإسطبل وابتسمت بحنان لما شافت الحصان اللي ركبت عليه مع جاسر بيصهل بقوه..

 

 

قربت منه بتوجس وملست عليه ببطء، ارتسكت ابتسامه باهته لما سكت أول ما حس بيها..
سحبته للمزرعه وهي بتهمس بشرود : أنا غلطانه فعلاً.. ازاي بعد كل اللي بيعمله ده في الآخر أتعامل معاه بالأنا”نيه دي.. ألومه على كل حاجه وأخليه شايل العلاقه كلها بدون مبادره مني، بس كلامه وجعني اوي.. حسسني بضغطي عليه حتى لو كان من غير قصد مني.. حسسني قد ايه أنا مش بشوف تعبه علشاني وعلشان ابقى سعيده ورغم كده بطلع كل حز” ني فيه وهو بيمتصه بدون شكوى..
لوت شفايفها بإبتسامه حز” ينه بينت كل الألم اللي جواها.. ركبت الحصان وبدأ يتحرك بيها بالراحه..
قهقهت بخفه وهي بتمسك في رقبته لما بدأ يتحرك بشكل أسرع..
جاسر إتصنم مكانه قدام الحمام أول ما سمع صوت الحصان اللي كان بيجري بصوت عالي في المنطقه اللي بتطل على المزرعه..
جري على البلكونه بسرعه وقلبه بيدق بعنف لتكون سدل هي اللي ركبته، شافها مش موجوده في البلكونه..
اتصدم لما لمح جسمها اللي على الحصان اللي بيجري بسرعه عاليه وهي ماسكه فيه جامد ومغمضه عيونها بإسترخاء..
عيونه دمعت بقوه على حالها، مسح وشه بهدوء وهو بيزفر أنفاسه اللي اتثاقلت لما لمحها في الوضع ده..
نزل من الغرفه بسرعه وراح للمزرعه، سمع صوت قهقهتها وهي بتتعدل على الحصان وبتوقفه قدامه وهي بتتنفس بهدوء من الهواء اللي أنعشها..
شافته واقف بيبص عليها ومبتسم بحنان، بلعت غصه قويه وهي بتتأمل ملامحه الحز”ينه..
شافت عيونه بتلمع ببريق الحز” ن من حالها فأبتسمت بيأس وهي بتنزل من على الحصان، لف بجسمه وكان هيمشي بس نادته وهي بتقول بنبره محاوطها الحز”ن : جاسر..
قال بهدوء وهو بيمشي : آسف إني قطعت وقتك بس قلقت عليكي لما سمعت الصوت..

 

 

اختفى من قدامها وهي قعدت باصه في أثره وعيونها مدمعه بقوه..
رجعت بصت الحصان ومشيت بيه ناحية المزرعه تاني وهي بتقول بصوت ضعيف وبتقوس شفايفها: هو المفروض يفهم إنه حبني كده، صح؟ إكتشف فيا حاجه أنا طول عمري مش ملاحظاها..
رفعت كتفها ونزلته تاني وهي بتبتسم : أو يمكن كنت بتجاهلها..
اتنهدت ببطء وبصت للأرض وهي بتقول بهمس أضعف : بس أنا بحبه جداً.. مكنش قصدي ألومه قد ما كنت عايزه أعاتبه.. أعاتبه على حاجه ملهوش دخل فيها!
صدح صوت آذان الفجر من حواليها.. فاتنهدت بخفه وجرت الحصان للإسطبل مره تانيه..
بعد دقايق..
دخلت الغرفه وهي بتستغفر ربنا كذا مره.. شافته واقف بيصلي بصوته الهادي، ابتسمت غصب عنها لما شافته خلص صلاه وبدأ يدعي كعادته.. ليها..
إتفاجئ بكفها اللي حطته على دراعه وهي بتهمس : مستنتنيش ليه؟
رد بصوته الرزين وهو بيشيل سجادة الصلاه بدون ما يلف ليها : كنتي عايزه تفضلي لوحدك فسيبتك !
همهمت بهدوء وراحت ناحية الحمام..
اتنهد بقوه لما قفلت الباب واستغفر ربنا بهدوء وراح قعد على السرير يستناها..
خرجت من الحمام بعد ما اتوضت وراحت ناحية السجاده بهدوء تام.. وبدأت صلاه..
كان بيراقبها بدون ملل لغاية ما خلصت الصلاه والأذكار بتاعتها ولفتله وهي بتقول بصوت رقيق كله إمتنان : أنا بشكرك حقيقي على كل حاجه عملتها.. وبتأسفلك على كل حاجه بدرت مني!

 

 

وقف وقرب منها بدون تردد وأخدها في حضنه جامد وهو بيهمس بحز”ن : ملهوش لازمه الكلام ده يا سدل، أنا آسف..
قالت بصوت باكي وهي بتمسك نفسها : لا يا جاسر، أنا تعبت أوي وانت مبقتش فاضي تسمعلي.. سيبني اعبرلك عن اللي حاسه بيه، يمكن تفهم قصدي ايه!
غمض عيونه وهو حاسس بحقيقة كلامها وقد ايه هو بعد عنها الفتره اللي فاتت، كملت كلامها بصدق وهي بتهمس بأسف : مكنش قصدي ألومك.. صدقني يا جاسر دي صفه مش فيا .. يمكن انت فهمتني غلط.. مش عارفه بجد..
ابتسم بحنان وهو بيربت على شعرها الناعم : أنا كنت متعصب شويه فحقك عليا..
اتنهدت بخفه وخرجت من حضنه وهي بتبصله بتوتر : انت بدأت تزهق مني يا جاسر؟
بصلها بنظرات طويله خليتها ترتبك رغم ابتسامته الحانيه : هكذ”ب لو قولت اه..
رفعت كتفها ببساطه : ممكن تكون زهقت وانت مش حاسس.. والكلام اللي قولته دليل على يأسك مني!
نهرها بحده : فيها ايه لما افهمك الغلط يا سدل؟ عايزاني أفرح وأنا شايفك بالسلبيه دي؟ أنا لو مش بحبك كنت أخدت الموضوع لصالحي وعملت اللي انا عايزه بدون ما حد يقولي ليه! قوليلي يا سدل ايه اللي بيحصل معاكي.. ليه حالتك النفسيه بتسوء الفتره دي.. احنا اتفقنا نيجي هنا عشان تغيري جو مش عشان تدوري على الحاجات اللي بتز”علك!
اتنهد بهدوء وحط كفه على خدها بيبص في عيونها المنفوخه من البكاء بقوه وهمس : انتِ شاكه في تمسكي بيكي؟
نفت بدون تردد فكمل بتنهيده : أومال مالك؟
بصتله بحز” ن : جاسر انت بعدت عني الفتره اللي فاتت.. يمكن ملاحظتش بس أنا كنت محتاجاك جنبي عشان تسمعني زي زمان.. تسمعني كدكتور !
سحبها من ايدها وراحوا ناحية السرير، قعدها عليه وقعد جنبها وهو بيحتوي كفها بكفه وبيقول بصوت حنون : وانا عشان بعدت شويه عشان مشغول هتلاقى النكـ ـد ده كله مستنيني؟

 

 

ضحكت بخفه وقالت بهدوء : فاضي تسمعني؟
همهم فوراً : ولو مش فاضي افضى علشانك..
فابتسمت براحه وبرمت شفايفها : ايه اللي شغلك الفتره اللي فاتت؟
ابتسم بحنان وهو بيتفحصها : جلسة إعتراف؟
ارتعشت شفايفها بإبتسامه هاديه : ومين قال؟
هز كتفه بخفه وقال : عيونك..
بلعت ريقها وهزت راسها بأيوه ،كملت كلامها بجديه : بالظبط.. اجابتك هتظهر من عيونك كذلك!
زفر انفاسه وهو بيقول بهدوء : عارف إني كنت برجع متأخر زي اللي بيخو”ن مراته بس لا..
سكت للحظه وكمل كلامه : صُهيب هيتنقل من السجن اللي هو فيه!
شهقت بفرحه ولمعت عيونها بأمل وهي بتقول : بتهزر؟
مسد على كفها ببطء وقال بتوجس وهو بيبرم شفايفه : أنا وصفاء هانم كنا مشغولين طول الفتره اللي فاتت عشان كده.. آسف إني خبيت عليكي بس ده بأمر منها! عشان كنت ملاحظ إنك قلقانه ليكي فتره..
بصتله بحز” ن ورغم كده الفرحه لسه مختفتش من على وشها وهي بتقول : المهم يبعد عننا.. مش مهم أي حاجه تانيه!
زمت شفايفها وهي بتقول ببطء : واللي عملك الحا”دث؟
– كاميليا.. مش عارف بصراحه معتز وخالد هيعملوا ايه، كل اللي اعرفه انها هتبعد عننا هي كمان عشان بتحضر لسفرها بهويه جديده .. كل اللي فارق معايا إني بكده هكون متطمن عليكي وانتِ في الشركه بس مش نفس راحتي وانتِ معايا!
ابتسمت بأمان وهي بتبصله بدفئ وبتقول : شوفت كله بدأ يتحل! مفيش حاجه دايمه على حالها..
قال بنبره فيها معنى : قولي لنفسك..
كملت بنفس نبرة الصدق وهي مش قادره تداري فرحتها : دي كانت أكتر حاجه عامله مشاكل بيننا.. واهي، اختفت!
رفع كفوفه للسما وهو بيبص فوق وبيقول بنبره مرحه : يارب كملها بعقلها يارب وبلاش فقرة النكـد اللي جايه..
ضر”بته على كتفه السليم وهي بتقول بحز” ن حقيقي : مش اتفقنا هنحل الموضوع ده مع بعض؟ ليه اقصيتني منه؟
– عشان خا”يف عليكي مثلاً.. وبعدين انتِ مالك بالحاجات دي؟ مش أهم حاجه هيبعد؟
بصتله بجديه وهي بتقول بنبره هاديه رغم اللي هي حاسه بيه : ندخل لموضوع اللي مش محترمه، بعتتلك زيها امتى؟
حك أنفه بطرف سبابته وهو بيقول بحرج : من يومين بالظبط.. بس والله مسحتها على طول!.
همست وهي بتبلع ريقها : انا مقدرتش أشوفها يا جاسر.. عايزني أتخيلك شوفتها ازاي؟
قهقه بخفه وبعد خصلاتها الطويله ورا ودنها : هكذ”ب عليكي لو قولتلك إني بصيت، والله بجد يا سدل، لما هبص هبص لواحده محترمه مش زي دي! ده لو.. لكن انتِ مش مقتنعه إنك ماليه عيني..
مسحت عيونها وهي بتتظاهر بالنعس بس كانت بتمسح دموعها اللي احتلت عيونها بدون ما تحس لكن هو لاحظها..
همست بإرتجاف : سواءً اعترفت ولا لا.. بس انت اللي غلطان من البدايه يا جاسر..
اتنهد بقلة حيله وهز راسه عشان يمشي الموضوع : أيوه انا اللي غلطان..

 

 

بصتله بإستنكار لما سمعت نبرته وعيونها دمعت : جاسر انا بتكلم بجد .. ازاي يعني واحده تبعتلك زي الحاجات دي وانت تسكت؟ مستني الموضوع يوصل لفين يعني؟ طالما من البدايه انت سكت يبقى الموضوع هيفضل يكبر ويكبر لغاية ما يتقلب عليك .. متلومنيش اني أخدت الموضوع بجديه وقولتلك كده ! طالما انت اللي خبيت بغرض إنك متضا”يقنيش فبكده الموضوع بقى أصعب..
كملت ودمعه شارده نزلت من عيونها وهي بتشاور عليه : كان هيحصل حاجه محدش هيقبل بيها لا أنا ولا انت ! وكله بسببك.. عارفه إن غلطها اكبر منك، بس لما هي بالأخلاق دي يبقى انت اللي تتصرف.. مش أنا اللي هقولك تعمل ايه مع الأشكال دي!
مسحلها الدمعه وبصلها في عيونها بصدق : عايزاني أعمل ايه؟ انتِ بنفسك شايفاها بتتصرف ازاي..
لوحت بإيدها بلامبالاه : اعمل اي حاجه، زي ما انت قادر تتصرف لوحدك!
اتنفس ببطء وهو بيهمس بالإستغفار ،بصلها بهدوء وهز راسه : تمام يا سدل هتصرف بإذن الله.. خلصتي كل حاجه كده؟ ولا في حاجه تانيه؟
بصتله بطرف عيونها واتنفست بعمق : لا ،نام..
راحت ناحية الدولاب وطلعت علبة الدواء بتاعته وقربت منه تاني..
ابتسم بحز”ن إنها رغم ز” علها منه إلا إنها مش بتتأثر بإهتمامها بيه..
بعد ساعه..
فاق من نومه بفز”ع وهو حاسس بجسمها بيتنفض جنبه بعد ما خرجت منها شهقه عاليه..
كتمت شهقاتها لما حست بيه صحي، بس رغم كده لفها ليه بسرعه بعد ما شغل النور..
اتنهد بحنان وأخذها في حضنه بعد ما اتعدل..
سابها تخرج كل طاقتها لغاية ما هديت.. هديت تماماً بعد دقايق !
بصلها شافها نامت وهي ماسكه فيه جامد ودموعها مغرقه التيشرت..
باس راسها بعمق وقعد يقرأ بعض آيات القرآن عليها..
في الصبح..
جاسر اتكلم بإستغراب وهو بيقضب حواجبه بحده : تروحي تتمشي لوحدك ازاي يعني؟
رفعت كتفها بهدوء : الدنيا أمان هنا..

 

 

اتكلم بهدوء مصطنع : سدل ،أنا جوزك.. ومش هسيبك تخرجي لوحدك دلوقتي مفيش حد في الشارع وأخا”ف يحصلك حاجه……..
قاطعته بعصبيه : في ايه يا جاسر؟ ما تسيبني براحتي..
بصلها بنظرات طويله وبعد عن الباب بهدوء وهو بيقول : انزلي يا سدل..
فتحت الباب وخرجت نزلت تحت..
قابلت صفاء اللي كانت واقفه مع هناء في المطبخ، دخلت بخطوات هاديه : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
بصتلها صفاء بإبتسامه صافيه بس اختفت لما شافت وشها اللي باين عليه إنها كانت بتبكي لمده طويله : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
ابتسمت هناء بسخريه وهي بتكمل تحضير الفطار..
شدتها صفاء من كفها بقوه وخرجت بيها من المطبخ ودخلت غرفتها، قفلت الباب وراها ولفتلها تاني..
خرج صوتها قوي وهي بتبصلها : بتبكي ليه؟
اتنهدت سدل بتوتر وهمست : مش هينفع اقولك يا ماما..
– لا قولي يا سدل..
اتنفضت سدل لما ز”عقت صفاء فيها، همست بإرتجاف : حضرتك متعرفيش ايه اللي بيحصل..
قعدت على الكنبه وراها وهي بتضم كفوفها اللي بتترجف لبعض : جاسر هيروح مني..
قعدت جنبها صفاء وأخدتها في حضنها بدون ولا كلمه..
همست بتشتت : هيروح مني بعد ما اتلاقيته..
طبطت عليها صفاء وقالت بحنيه : وانتِ لما تعيشيه في الحز”ن ده مش هيروح منك؟ بالعكس يا حبيبتي.. اكتر حاجه بتوتر العلاقه عدم التفاهم اللوم بإستمرار قلة الثقه قلة المشاعر.. حاجات كتير والله قادره تهد” م العلاقه غير إن طليقته دي تدخل حياتك.. راجعي نفسك يا سدل، متستنيش حد يوجهك يا حبيبتي انتِ كبرتي! مش هتستفيدي غير وجع قلبك بفراقه لما يستوعب الوضع اللي هو فيه! هو بيحبك بس في حب بيدوم وحب بينتهي بخسارة طرف واحد والطرف ده هيكون انتِ.. مش هلومه على حاجه هو هيعملها بعدين.. هو فهمني كل حاجه بتحصل ورغم تحذيري ليه إلا إنك غلطانه من كل النواحي.. لو بتحبيه بجد هتحافظي عليه يضيع من بين ايدك.. انت محتاجاه بقدر ما هو محتاجك.. علاقتكم قايمه على التبادل بس هو الطرف اللي بيدي اكتر ما بياخد وعشان كده هيمل بسرعه.. ليكم فتره كبيره متجوزين وانتِ بقيتي سلبيه بشكل أنا لاحظته في الدقايق اللي بقعدها معاكي.. ما بالك هو هيستحملك قد ايه.. عارفه ان اللي مريتي بيه صعب وجداً كمان.. بس شوفي الجانب الإيجابي، قد ايه ربنا كرمك باللي يستحقك ويشيلك في عيونه، ربنا كرمك بكل حاجه حلوه.. أهل واقفين معاكي وزوج بيحبك شركتك بدأت تكبر شخصيتك بتتحسن.. ليه بتبصي على اللي حصلك زمان؟ اعتبريها فتره علمتك ان بإستسلامك حصل كل ده ومتكرريش الغلطه تاني.. حاربي يا سدل، مش كل حاجه بتفضل في ايدينا اول ما بنحتاجها.. لا لو محاربتيش

 

 

لحقك مش هتلاقيه تاني.. هيطير وهتعيشي طول عمرك بتتحسر”ي على اللي فات واللي هييجي من عمرك..
خرجت سدل من حضنها وهي بتشهق بقوه ودبتمسح دموعها : أحارب ازاي؟ هو هيضيع مني؟
هزت راسها صفاء بإصرار على كلامها بتحاول تدخل الخو” ف لقلبها عشان تتحرك : أيوه يا سدل.. لو مكنش النهارده فهيبقى بكره!
بكائها زاد فإتنهدت صفاء بقلة حيله : بدل ما تبكي اتصرفي.. متخليش حد يشمت فيكي! كل ما توقفي على رجلك اقوى من الأول مفيش حاجه هتوقفك تاني..
بصتلها سدل بحز” ن شديد : أنا بحبه اوي يا ماما، بحبه بدرجه محدش هيفهمها..
ابتسمت صفاء ابتسامه واسعه من يقينها بحبها لجاسر : يبقى تحافظي على اللي ليكي يا حبيبتي.. إعملي كل اللي تقدري عليه بس علشان في الآخر تفوزي بحياتك معاه.. وعلى فكره لو أنا شايفاه ميستحقكيش مكنتش هقولك كده بالعكس..
حضنتها سدل بقوه إتآوهت ليها صفاء وشهقت وهي بتقولها : أنا بحبك اوي يا ماما.. ربنا يخليكي ليا!
ضمتها صفاء بحنان وباست راسها وهي بتقول بصوت حنون : عايزه أشوف نتيجة قعدتك معايا بقى..
بعدت سدل عنها وقالت بتوجس وهي بتبصلها : تفتكري هيفضل يحبني؟
مسحتلها صفاء دموعها وابتسمتلها بحنان : بإذن الله يا حبيبتي.. اعملي اللي عليكي عشان متند”ميش بعدين وربنا يحلها من عنده..
لمحت إيدها اللي شالت عنها الشاش فشهقت بقوه لما شافت العلامه الكبيره في ايدها..
ابتسمت سدل وهي بتطمنها : متخا” فيش شويه وأثرها يروح..
احتدت عيون صفاء وهي بتقول : كله منها..
لو سدل شفايفها وهي بتجفف عيونها بالكلينكس اللي على الطاوله قدامها : طنط مكنتش تقصد..
ابتسمت صفاء على غباء سدل وقالتلها : بصراحه الأطفال بياخدوا بالهم أكتر منك..
ابتسمت سدل وسمعتها بتكمل باللي خلاها تتوتر : هي بتكر”هك يا سدل، مش عشان الموضوع اللي اتقفل.. لا عشان الشركه اللي كانت طمعا” نه فيها لإبنها اللي مسافر بره..
لاحظت توترها فقالتلها : مالك؟ انتِ مقولتيش لجاسر على الموضوع ده ولا ايه؟
نفت سدل براسها بهدوء، زفرت صفاء وقالتلها : طيب هو راجع بعد يومين.. اتصرفي بقى وقوليله قبل ما الموضوع يتعقد..
هزت سدل راسها وقالت بإبتسامه خفيفه :بإذن الله..

 

 

عقدت حواجبها عقده بسيطه وقالت وهي لسه مبتسمه : مكلمتيش فاطمه أو آيه؟
وقفت صفاء وهي بتسند على عكازها : كلمتهم من شويه.. معتصم تعبان جداً وفاطمه مش عارفه تتصرف ازاي فإتصلت بيا.. شويه وهتصل بيها تاني أطمن على حرارته..
شهقت سدل بصوت عالي وهي بتحط ايدها على بوقها وجريت بره الغرفه..
طلعت غرفتها وشافت جاسر نايم على السرير وساند دراعه السليم على عيونه..
بطئت حركتها لما شافته رفع عيونه ليها، بلعت ريقها من نظرة الجفاء اللي بصلها بيها واتقدمت منه بلهفه وهي بتقول : مالك؟ تعبان؟ هتصل بالدكتور..
مسكت تليفونها اللي كان على السرير جنبه وقبل ما تسحبه مسك كفها بهدوء وهو بيقول بصوت كسول : سيبيه يا سدل.. متشغليش بالك !
قعدت جنبه على السرير واتربعت وهي بتبص قدامها : قوم يا جاسر .. احنا مش جايين هنا ننام!
هز راسه بنفي وهو بيقول بصوت ناعس : مش قادر..
همهمت بتفكير وكملت لما حست بيه ز”علان منها : انت ز” علان مني؟
بلعت ريقها لما قهقه بخفه وقال بصوت جامد : ز”علان منك؟ ليه وانتِ بتعملي حاجه غلط؟
وقفت بهدوء من على السرير وهمست وهي بتحاول تسيطر على نفسها : انا هنزل اتمشى..
مردش عليها فزفرت ونزلت..
بعد نص ساعه..
كانت قاعده تتمشى بين الزرع بشرود.. بتفكر في كل كلمه قالتها صفاء وكل كلمه هي قالتهاله امبارح..
ابتسمت بشرود لما افتكرت إحتوائه ليها بعد الفجر.. رغم إنها غلطانه غلط كبير من وجهة نظره إلا إنه مش بيقدر يشوفها ز”علانه وبيصالحها ويراضيها على أقل حاجه بتز” عل منها.. حتى لو كانت غلطانه!
ازاي فعلاً شايفاه مسؤول عن تصرفات ساره؟ هو مش من طبعه يتعامل مع الستات بطريقه غير دي..
حست بحاجه طريه تحت رجلها، بصت عليها شافت ورده صفراء مرميه وورقها في كل حته حواليها، ابتسمت وهي بتهمس : ده كان حالي قبل ما ينتشلني من الحز”ن اللي كنت فيه.. ازاي مش قادره أشوف كل حاجه حلوه عملها معايا.. لو شوفت نفسي دلوقتي وزمان فكله بفضله بعد ربنا!

 

 

انتبهت لواحد وقف قدامها وهو بيقول بصوت عابث : على فين يا جميل..
انتفض جسمها لما شافته واقف قدامها قريب منها، رجعت لورا خطوه وهي بتقول بحده رغم الر”عب : انت ازاي تقرب كده؟
بص للدنيا حواليه وهمس بفحيح وهو بيبصلها بتفحص : شكلنا هنتسلى..
فإنتفضت وهي بترجع لورا اكتر وبتقول بصوت باكي عالي : جاسر..
ضحك اللي قدامها وهو لسه بيقرب منها وشال السيجاره من بوقه ورماها : جاسر مين يا قطه.. مينفعش معاكي أحمد؟
بصت حواليها للمنطقه الشبه خاليه من البشر ونفسها تثاقل، همست وهي بتدور على اي حاجه تحمي نفسها بيها : لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية علي عرش قلبي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى