روايات

رواية طوق نجاتي الفصل السابع عشر 17 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الفصل السابع عشر 17 بقلم ابتسام محمود الصيري

رواية طوق نجاتي الجزء السابع عشر

رواية طوق نجاتي البارت السابع عشر

رواية طوق نجاتي الحلقة السابعة عشر

ارادت “هند” انهاء الحوار معه، والهروب منه بتلك الحجه، فكان رده بأن شكرها بضيق، اومأت له وانصرفت داخل غرفتها بذهن شارد في إصرار “عمر” أن يجدها…
شعر “سيف” ببركان يغلي داخل جسده من اسلوبها، وقف كالاسد المطعون لا يعرف كيف يتصرف، جلس بعصبية ثم امسك الحاسوب وحاول التركيز في البحث، لكن كان عقله مشتت بقوه، نهض مره ثانيه وترك البيت بالكامل حتى يهدأ..
★*****★
وصل “عمر” منزله، القى مفتاحه وجلس على اقرب مقعد حاول اقناع نفسه أنها داخل غرفتها أو في اي مكان بالشقه فهدوءها مازال يملئ البيت رائحتها مدحها في ابسط الأشياء الذي يعملها من أجلها، مناقشته معاها التي تنتهي بأقناعها كل مره، إلا هذا اليوم، انب نفسه فأكيد هذه المره تصرف خطأ ولم يحتويها ليعرفها خطأها، حزن من داخله على فقدان أمانه تعز عليه، اغمض عينه بعدما شعر بنغزه بصدره، وداعي الله أن يعثر عليها في اقرب وقت، ولم يفقد الأمل مهما كلفه الأمر…..
نهض ابدل ثيابه بتعب وعدم تركيز، ثم إلى المطبخ تذكر يكلم ضحى، وضع يده على جيب بنطاله القطن لم يجد هاتفه ليكلم صديقة “هند”، وضع يده على رأسه محاول يتذكر أين وضعه؟ لم يذكر اين وضعه اخر مره…. لكن تذكر ذكرى جميلة سحبته عنوه…….
كان يقف يبحث في كل مكان عن هاتفه، وطلب من زوجته صافي:
-رني على تليفوني كده.
هزت رأسها وهي تأكل، امسكت هاتفها ورنت عليه بدون أن تتحدث، تعصب من صمتها وقال بحده:
– مش بكلمك ؟
ردت عليه بهدوء تام ومازالت على وضعيتها:
– اتكلم حد مسكك أنا وداني اللي بتسمع وبوقي اللي بياكل… وايدي بترن اهي.
كانت “هند” في غرفتها تذاكر اخذت بالها من الموقف تركت كل شيء ونهضت قائله:
– اكيد قافل صوته يا عمر، خلاص يا صوفي كملي أكل انتي وأنا هدور معاه.
– انتي بتوصيها على ايه، دي مش محتاجه حد يوصيها على بطنها.
– بصلي في اللقمه بقى.
قالت وهي تمضغ الطعام، فحاولت “هند” فض المشكلة بينهما قبل أن تقيم الحرب الدائمه بينهما:
– افتكر اخر مره كنت فين عشان ندور؟
– كنت هنا، وفي الاوضه بتاعتي.
ذهبت تبحث معه حتى أن وجدته بين زوايا الأريكة في الصاله، اخذه منها وشكرها، فأخبرته بفكره:
– بص يا عمر بما أنك بتقفل صوته كتير، ايه رأيك تفعل خاصية Siri… واول ما هتقول Hey Siri هترد عليك حتى لو الصوت مقفول وهتعرف مكانه.
افتح الهاتف واعطاها اياه:
– طيب خدي فعلي الخاصية ينوبك ثواب أنا جاهل تكنولوجيا….
ثم رمق “صافي” الغارقه في الطعام والمسلسل التركي قائل:
– خليكى انتي كلي.
رمقته بغضب تمثيلي ونهضت حملت الاطباق:
– لا خلاص نفسي اتسدت.
ضحك “عمر” و”هند” على طريقتها، ثم فعلت “هند” الخاصية واعطته الهاتف، فقالت “صافي” بمزاح:
– اوعي يا siri تردي على عمر هيفضل يقرفك طول النهار.
– ده أنا؟
– ايون.
– أنا!
– حصل.
صمت جميعهم ودخلوا في نوبه من ضحك عندما ردت عليهم siri ؟
– هل تريد خناقه بالسكاكين ام بالألفاظ ؟
عاد من ذكريات جعلته يبتسم وهو يقول :
– Hey Siri.
ردت على الفور، اخذه واتصل على ضحى التي نفت أنها وصلت لهند، حتى أن تقابلها غدا وتناقشها في هذا الامر.
★*******★
وصلا جميعهم مكان السفاري، واستقبلهم البدو بالترحيب وقدموا لهم الشاي العربي ومن بعد اخذهم “ريان وزين” وظلوا يحدثوهم عن اهم جبال وابار في الصحراء، ثم بدوا ركوب الجمال والبيتش باجي وعربيات الاسبيدر، كل هذا وكانت بنت تتحرك خلف “ريان” اينما ذهب مثل ظله، كان هو يحاول كبت غضبه من هذه المتطفله حتى رمق “كوكي” التي ابلغتها بموعد الرحله حاولت كتم ضحكاتها وهو يشار على رقبته أنه سوف يقتلها… وقال ل “نورا”:
– روحي اتفرجي على الابار قربي مع الناس.
تبحلق عليه بنظرات بها تسبيل
– لا مبسوطه هنا.
ابتسم بملامح متقززه وتركها خلفه بعصبيه، لكن تابعته وقفت بالقرب منه، فنظر ل “زين” بضيق ملحوظ وأشار عليها وعلى رقبته أنه سوف يفقد اعصابه ويقتلها، تفهم “زين” وقال بصوت عالٍ للجميع:
– هنلعب لعبة الغمايه، مطلوب من اللي المتغمي يمسك اي حد ويتعرف على اللي مسكه.
قامت “كوكي” و”عائشة” وأمسكه يد “تولاي” لتقوم تلعب معاهم ونادى “زين” على “نورا” وانضم لهم بعض من طلع معاهم الرحله، ثم لعبوا لعبه ليعرفوا من سيكون معصم العين، وكانت “تولاي” هي التي ستبدأ، وقفت برفض، لكن ربطة “كوكي” عينيها، فقالت “تولاي”:
– يا جماعه بس اصبروا أنا معرفش الكل.
– حددي هو مين مش لازم اسمه.
ردت “عائشة”، فتحركت “تولاي” رافعه اليد وبدأ الجميع يبعد عنها حتى أن وصلت ل شاب طويل لم يتحرك اقتربت منه اكثر وبدأت بوضع يدها على وجهه بأحراج حتى أن لمست ذقنه الكثيفه ومن ثم شاربه، شعرت أنها تعرف هذا الشخص فأنه هو لا يحمل رجل هذه المواصفات غيره…. وبرغم معرفته
لم تعرف لماذا تعمقت بلمس كل انش بوجهه…
كان “ريان” مصدوما فهو يقف يتحدث مع شخص، ولا يلعب معهم من الاساس، اقتربت منها “كوكي” قائلة:
– قدامك خمس ثواني وتقولي مين ده؟
بدأ الجميع بالعد، وجعلوها تقع من مسافه عليه، اخرج “ريان” يده من جيبه وأمسك يدها بلطف وهو يحمحم، اتحرجت من ما فعلته، تصبغت وجنتها بالون الاحمر القاني، فأردفت “كوكي”:
– يلا قولي مين ؟
انزلت عصبت عينيها بتوتر وارتباك وقالت وهي تنظر ارضا:
– معرفش.
ثم تحركت بعيدا عنهم وهي تسب نفسها، لما اصبح عقلها يسلب بالقرب منه هكذا، فردت على ذاتها وهي تهز رأسها بنفي:
– لا مستحيل يكون ده اللي بحلم بيه طول عمري، مستحيل، ده واحد قليل الذوق ماجستير في الاستفزاز ….بسسسس أنا فعلا عرفته وعارفه أنه مش في اللعبه انا ممكن..
لطمت على وجنتها وقررت بداخلها أنها تبعد عنه تعامله بحزم فيما بعد، ولا تسمح له قطع اي مسافة بينهما كت….
وقف “ريان” يحك بذقنه ويرمقها بنظرات متخبطه، لما نكرت معرفته مع أنها تفحصت منحنيات وجهه كلها، امسح وجهه، ثم رجع يتبادل الحديث من جديد مع الشخص الذي يقف معه.
كانت “تولاي” تتجنب اي مكان يجلس به “ريان”، حتى أن اختفت الشمس تبدل لون السجادة الزرقاء للون الاسود القاتم، جلس الجميع بالقرب من بعضهم يشاهدون حفله بدويه…..
تعجبت “تولاي” الفتاة التي تلزق “بريان”، فسألت “كوكي” بعد تفكير:
– هي مين دي؟
اجابتها “كوكي” بابتسامة عريضة اغظتها بها:
– دي نورا واحده صاحبتي كنت بشتغل معاها في الجيم، في حاجه.
ردت عليها بضيق ظاهر:
– اصل عامله زي خيال المأته وراه.
– هي معجبه بيه جدا، وتتمنى ريان يرضى عنها.
– يعني بترمي نفسها عليه، ايه الكرامة ممرتش على طريقها، ياريت خليها تحترم نفسها شويه الناس كلها عينهم عليها.
نظرت يسارا ويمينا لم تجد احد ينظر عليهما فنظرت عليها وجدتها تتابعهما وتراقبهما، فأخبرتها:
– غريبه محدش عينه عليهم غيرك.
انهت حديثها بضحكه:
– تصدقي انك مستفزه…
قالت جملتها ونهضت لترحل، اردفت “كوكي” بتسائل:
– تولاي هو انتي مضايقه ليه؟
وقفت تجيبها بتلعثم ملحوظ:
مش مضايقه… هو أنا مضايقه… ليه توقعتى كده؟
– مش عارفه بس حاسه.
– لا ماتحسيش وأنا هروح اقعد بعيد لان مش بيعجبني الحال المايل، خليكم كلكم على راحتكم.
تعجبت “كوكي” من طريقتها وذهبت تجلس بجوار “زين” الذي كان يصفق.
★******★
رجع “سيف” للمنزل بعد لف دام ساعتين، ومعه علبتين بيتزا، بحث عنها بعينه وجدها مازالت بالغرفة، طرق باب غرفتها بلطف:
– هند جبتلك البيتزا اللي بتحبيها.
– شكرا يا سيف ماليش نفس.
– دي عليها صوص الرانشي اللي بتحبيه.
– سيف سابني معلش.
– دي البيتزا بتاعت محل”..”
لم تقدر منع نفسها اكثر من هذا وقامت فتحت الباب بعدما نجح في اغرائها، فتحت مبتسمة له ومدت يدها، قدم لها علبتها وقال بآسف:
– مش عايزك تزعلي مني.
– يا سيف مش زعلانه بس انت مش فاهم ولا مقدر اللي بيني وبين عمر وبتغير منه.
الجم غضبه وقال بمشاكسه:
– ما قولنا خلاص وانتي قمر حتى وانتي مقموصه.
– اصلا مش مقموصه.
– طيب يلا يا مش مقموصه، عشان نقفل البحث بكره التسليم.
خرجت جلست بعيدا عنه بمسافة وهي تأكل، وكان هو يأكل ومركز في انهاء اخر سطور في بحثه…
وبعد وقت ترك الحاسوب وقال بتعب من شدة التركيز:
– انتي هتروحي بكره ازاي؟
– مش عارفه بس لازم اروح مهما يحصل.
– طيب وعمر؟
– لو اتعرضلي هوقفه عند حده.
– طيب عندي فكره بدل الشوشره.
-ايه؟
– تلبسي نقاب.
صدمت من اقتراحه وقالت بغيره على دينها:
– ازاي البس نقاب ربنا موصي بيه الستره والتعفف وأنا استخدمه في التخفي والخداع، للدرجه دي النقاب سهل نلعب بيه ونقلل منه ومن اللي بيلبسوا ؟!
– يا حبيبتي انتي هتلبسيه بنية اجتناب المشاكل، والوسيلة دي هي اللي هتحميكي من عمر، والغاية تبرر الوسيلة.
صمتت وهي متأكده أن النقاب ليس للخداع، لكن عقلها صدح رأيه بالموافقة بعدما اقتنعت بوجهة نظر “سيف”، و وافقت على مضض، واخبرته:
– خلاص تمام وربنا يسامحني بقى، بس هنجيبه إزاي؟
فكر ثواني لم يجد محل يفتح في الصباح الباكر ولا يوجد وقت ينزل الآن لان مازال لم ينهي بحثه فقال بعد تفكير:
– هعملك الطرحة نقاب الصبح.
– هتعرف.
متقلقيش… ولو خلصتي قومي يالا نامي عشان هنصحى بدري.
ابتسمت له وشكرته على الطعام وقالت:
– اوكي، وبما أن هننزل بكره وخلصنا من البحث ندور على شقه لحد ما نلاقي.
هز رأسه بموافقة ودخلت هي غرفتها، امسك حاسوبها وضعه جانبا، ثم أمسك حاسوبه وبدأ العمل في بحثه حتى أن سمع صوت هاتفه وكانت والدته التي سمعته ما يكره ولا يرضى أن يسمعه.
★*****★
كانت تجلس “تولاي” بعيدا عن الحفل بجوار حلقه من النار، كانت لون السماء يسحبها داخلها لتتعمق على كثرة النجوم بسبب عدم وجود اي اضاءه تقصر على ضيها…
لاحظ “ريان” أن “تولاي” لا تشاركهم فتوجه نحوها وجلس بجوارها ارضا بهدوء:
– غريبه قاعدة لوحدك.
اخفضت بصرها وردت بنبرة بها أحراج:
– القمر والنجوم حلوين اووي.
رمق ملامحها الهادئه التي تختلف عن الفتاة الذي يعرفها جيدا فنطق بتخبط:
– سبحان الله في طبعك.
قبضت بين حاجبيها باستفهام:
– ماله؟!
ابتلع ريقه تحركت على الفور تفاحه ادم وأبلغها:
– مايبنش أنك رومانسيه خالص، بس أنا متأكد أنك رومانسيه.
انهى حديثه وهو يحاول وضع يده على وجنتها بلطف، ابتعدت سريعا وهي تخبره بتلعثم:
– مين فهمك المعلومة الغلط دي، أنا فعلا مش رومانسيه.
كانت ستنهض امسك كف يدها عجزها عن الحركة ورمقها داخل عينيها بنظرات عميقه تحمل الكثير، خطفها داخل نهر عسل عينه….
– تولاي بكلمك ؟
كان هذا صوت “عائشة” التي اقتحمت خلوتها، فاقا اثنين على صوت “عائشة” العائده جملتها:
– يالا يا تولاي، بقولك لقيت مكان في عقارب.
بربشا هما الاثنين بتوتر، فأقترب من اذنها “ريان” وأبلغها:
– تمام يا بيره روحي معاهم.
رمقته باستفهام بعيون ضيقه، لكنه قام على الفور ولم يجيب على سؤال عينيها…
امسكت “عائشة” يد “تولاي” وسحبتها خلفها، كانت “تولاي” تسير معاها لكن بذهن شارد بدون ادنى وعي، وعينيها متعلقه على “ريان” الذي بدأ يرقص مع البنات لكي يهرب من مشاعر هاجمته بطريقة اخافته، رقصه بهذه الطريقة عصبتها، كانت كل واحده تضع يدها عليه من جانب وهو لم يمانع… سمعت صوت “عائشة” قائلة بصراخ:
– حاسبي يا تولاي تحت رجلك عقرب.
نظرت سريعا اسفل قدمها ووجدت عقرب حقا… وقفت تصرخ بهلع والجميع ضحك عليها، إلا “ريان” ركض سريعا رفعها من على الارض بيده اليسرى بكل سهوله واصبحت متعلقه برقبته، رمقته من قرب بتوتر بأنفاس لهاثه لم تقوى على خروج حروفها:
– ن..ز..لني.
اقتربت منهما نورا ومسكت يده بغيره ملحوظه:
– ايه الدلع ده كله، كل الصريخ ده من حتة عقرب؟
انزل “ريان” “تولاي” التي بدأت ملامحها تختلط بحمرت الخجل والعصبية.
وبدأ الجميع يسخفون عليها، وصلت لقمة عصبيتها منهم جميعا ومشيت بغضب ملحوظ مقتربه من “زين” قائله بحده:
– مشيني حالا.
– مش هاينفع.
– بقولك عايزه امشي.
– يابنتي ازاي معانا جست اصبري ساعة.
تركته بعين تحمل الكثير من الإصرار والعناد، وصعدت سياره، كان يراقب تصرفاتها “ريان” ركض خلفها. صعد قبل أن تتحرك وأبلغها بحده:
– ممكن افهم بتعملي ايه؟
لم تجيبه، فقال بحزم:
– وقفي العربيه انتي كده بتعرضينا لخطر ؟
حاول يتحكم بالسيارة لكن دون فائدة كان الغضب عاميها وجعلها تضغط على البنزين بكل قوتها…
مشيت كثيرا عن مكان الجميع وبعد دقائق غرزت السياره داخل رمال كثيفه في وسط الصحراء، وكان “ريان” كاد أن يجن من هذه المتهوره التي تصرفت تصرف جنوني دون داعي، اخرج انفاسة المشتعلة وحاول لا ينظر للتي تلتصق بجانب الباب حتى تتفادى تهوره، فتح باب السيارة ونزل وضع يده في جيب بنطاله بغيظ شديد وظل ثواني يرمق ما حدث للعجلة الغارسه داخل الرمال الكثيفة ويرمق تولاي وجدها تظبط حجابها بالمرآه ولا تبالي ما حدث.
ياترى ريان هيكون موقفه ايه من رد فعلها؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية طوق نجاتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى