روايات

رواية حارة الباشا الفصل التاسع 9 بقلم فيروز أحمد

رواية حارة الباشا الفصل التاسع 9 بقلم فيروز أحمد

رواية حارة الباشا الجزء التاسع

رواية حارة الباشا البارت التاسع

رواية حارة الباشا الحلقة التاسعة

غادر علي الباشا شقة صديقه و هو متخبط بشكل كبير لا يعلم ماذا عليه ان يفعل ؟ .. لقد تزوجها بالفعل و اصبحت زوجته ، لا يعلم ماذا فعلت من قبله .. كان عليه ان يتحري عنها قبل ان يتزوجها
تركه عمر في منتصف الطريق ليغادر علي الباشا الي بيته .. بينما انتظر عمر مغادرته و عاد ادراجه الي شقته مجددا
طرق الباب بخفة فارتعبت مريم من الداخل من الذي يطرق بابهم في هذا الوقت ؟؟ .. ارتعبت و اقتربت من الباب تهتف بصوت مرعوب :
_ ميــ … ميــن ؟؟
همس لها من خلف الباب بهدوء :
_ انا عمر يا مريم متخافيش افتحي !
فتحت مريم جزء صغير من الباب تقف امامه تسأله متعجبه :
_ فيه ايه يا عمر ؟ .. انت جاي متأخر ليه أبيه اللي بعتك ؟؟
_ لا انا جاي من غير ما هو ما يعرف !
شهقت مريم بفزع و نظرت له قلقة تهتف بتعجب :
_ و جاي تعمل ايه يا عمر ؟؟

 

نظر لها يتنهد بشدة قبل ان يزيحها قليلا و يدخل الي الشقة يغلق الباب هامسا لها برقة :
_ متخافيش يا مريم انا مش هآذيكي و لا هاجي جمبك و الله .. انا بس عايز اتكلم معاكي !
اماءت بشدة تسأله متعجبه :
_ فيه ايه يا عمر ، قلقتني !
_ تعالي !
قالها و سحبها من يدها برفق يتجه بها ناحية الاريكه يجلسها عليها برفق ، جلس مقابلا لها و عيناه علي الغرفة هاتفا لها :
_ احنا لازم نساعد البنت الي جوا دي أخوكي هيآذيها !
شهقت مريم بعنف هاتفه بعدم تصديق :
_ انت بتقول ايه يا عمر .. استحالة أبيه يعمل كده !
_ لا هيعمل كده .. اخوكي غضبه عاميه و فاكر انها و لا مؤاخذه علي علاقات كتير مع رجالة .. مش عارف ازاي يفكر كده في الهبله اللي جوا دي .. بس اهو فاكر كده !
قالها ساخرا لتشير مريم برأسها تخبره :
_ لا يمكن روسيل تكون كده .. روسيل غلبانة اوي بجد انا استحاله اصدق انها عملت كده !
اماء لها متفهما يهتف بهدوء :
_ انا كمان بقول كده ، البت دي أعبط من انها تعمل كده .. علشان كده احنا لازم نحميها من شر أخوكي لانه عايز يعني ……
صمت بحرج لتنظر له متعجبه بعدم فهم :

 

_ عايز ايه يا عمر !
عبث عمر شعره بحرج و ابعد نظره عنها هاتفا بضيق :
_ عايز يدخل عليها ، و شايف ان دي الطريقة الوحيدة اللي تثبتله اذا كانت محترمه او لا
شهقت مريم بفزع تلطم صدرها هاتفه بعدم تصديق :
_ يالــهوي ..لا لا استحالة اخليه يعمل فيها كده ، هو أبيه جراله ايه ده كان متفاهم معاها جدا !
_ هو اخوكي كده مبيحكمش عقله لما بيتعصب .. دلوقتي انا عايز اخفي البت دي من اودامه !
_ تقصد ايه يا عمر ؟
قالتها متعجبه ليعتدل في جلستها ينظر لها هاتفا بهدوء :
_ بصي يا مريم أخوكي مش حاسس انه بيظلمها ، و لو سبناها تحت ايده هيآذيها جامد .. فاحنا لازم نبعدها عنه و عن نظره لحد ما يهدي و يعرف الحقيقه و بعدين نظهرها اودامه تاني !
نظرت له متعجبه تقضب جبينها بضيق هاتفه :
_ بردو مش فاهمه انت عايزنا نعمل ايه يا عمر !
_ قرايب أمي في اسكندرية يا مريم ،، انتي هتاخدي روسيل و تروحي تقعدي معاهم فتره تبعديها عن عين أخوكي
قالها بكيد شديدة لتشهق هي مصدومه هاتفه :
_ من غير ما اقول لحد و أمي متعرفش ؟؟ .. لا يمكن يا عمر انا كده بهرب منهم !
_ بتهربي من مين يا مريم .. خليكي واثقه فيا !
_ لا يا عمر مش هينفع .. انا ممكن اساعدك تاخد روسيل لهناك ،، انما انا روح استحاله دي ماما هتهد الدنيا علي دماغي !
فكر عمر في الامر هاتفا لها :
_ خلاص تمام ،، عايزك تفهمي روسيل اني هاخدها تقعد مع أهل أمي في اسكندرية فتره
اماءت له متفهمة قبل ان تسأله :
_ بس كده أبيه ممكن يجيبها مش هي مراته ؟ ممكن يطلبها في بيت الطاعة !
ابتسم عمر ضاحكا يسألها :
_ انت عارفه يعني ايه بيت الطاعة اصلا ؟؟

 

_ لا .. بس هما بيقولو كده !
ضحك عمر بشدة و هتف يخبرها برفق :
_ يا مريم يا حبيبتي هو مش هيلاقيها اصلا علشان يطلبها في بيت الطاعة .. و عمر ما حد هيجي في دماغه هي فين لان ملهاش حد هنا .. يعني حتي لو الحكومة دورت عليها مش هتلاقيها !
فكرت مريم قليلا وادارت الفكرة في رأسها تسأله :
_ طيب هنقول ايه لأبيه لما يلاحظ انها اختفت فجأة !
_ سيبي دي عليا هاقنعه انها هربت بعد ما هو خوفها منه ،، و خليه يدور عليها مش هيلاقيها !
اماءت له بشدة و قد اقتنعت بحديثه يجب ان تحمي روسيل من اخيها اللذي بدأت تصرفاته تصبح غريبه جدا !!
#########################
في اليوم التالي …
لم يذهب علي الباشا لشقة عمر نهائيا ،، بل عمل علي ان يتم توضيب الشقة التي تعلو شقته من اجل ان يحضر روسيل لمنزله كزوجته و تبقي تحت أعينه ، لقد أصبح لا يثق بها ! ..
جلس علي القهوة الموجودة في حارتهم يهتف للفتي الساعي :
_ هاتلي حجريين يا واد يا أحمد
_ عنيا يا باشا !!
قالها أحمد يركض يحضر ما طلبه ، اما هو زفر بشدة و فراغ صبر يفكر في ماذا سيفعل مع روسيل هو متأكد انها ليست عذراء هي قالت ذالك بنفسها .. لذا هتف هامسا يتساءل بضيق :
_ هي أكدت كلام معتز و قالت انها مش بنت بنوت .. يا تري ايه اللي حصل تاني ! .. و حادثه ايه اللي بتقول عليها ! .. مش مشكلتي في الحادثه و لا انها مش بنت ،، مشكلتي هي عملت ايه بعد اما بقت مش بنت !!
زفر بضيق و اتي برأسه ان يتحري عنها .. لذا اخرج هاتفه يحادث أحد أصدقاءه القداما في جهاز المخابرات .. دقائق و رد عليه رفيقه يهتف بحبور :
_ باشااا مصر .. مصدقتش نفسي لما لاقيتك بتكلمني !
ابتسم هو بتكلف و هتف يخبر ذالك الشخص :
_ عامل ايه يا أيمن .. بصراحة انا قاصدك في مصلحه
_ عينااا ليك يا باشا أؤمرني

 

_ الامر لله يا حبيبي .. بس كنت عايز أعرف كل المعلومات اللي تقدر توصلها عن واحده اسمها .. روسيل ألبرت ..آآآ … مش فاكر اللي بعد كده !
قالها بينما يحاول تذكر أسمها الغريب اللذي رآه علي الباسبور الخاص بها .. تعجب رفيقه علي الجهه الاخري هاتفا له :
_ هتحري عنها ازاي يا باشا دي شكلها مش مصرية !
_ لا مصرية بس معاها جنسية امريكية .. ابوها امريكي !
_ امممم .. بس ده البحث عنها هيكون صعب اوووي .. لو معاك رقم قومي ليها هتسهل عليا كتير !
تنهد علي الباشا بشدة حين رآي صبي القهوة يضع أمامه الشيشه التي طلبها ،، انتظر ان ينصرف قبل ان يهتف لأيمن بثقه :
_ معايا أه .. هبعتهولك علي الواتس !
_ تمام يا باشا هستناك
_ تسلم يا حبيبي
قالها بينما يغلق الهاتف يخرج الباسبور الخاص بها من جيبه يصوره و يرسله لأيمن ، ثم أعاده مجددا بينما يرفع خرطومه الشيشة لفمه يستنشق انفاسها بتفكير و بالٍ مشغول
شعر باحد يجلس بجواره علي الطاولة ، استدار ينظر ليجده سيد ابتسم ساخرا يهتف بضيق :
_ يا اهلا ! .. خير !
ابتسم سيد بسماجه شديدة يسأله ببرود :
_ شايف بيتكو فيه حركه كده و اشي نقاش نازل و عفش طالع ،، هو فيه ايه انتو بتجهزو شقة لعبدو هيتجوز و لا ايه ؟؟
ابتسم علي الباشا ساخرا بخبره ببرود :
_ لا أنا اللي هتجوز
_ الله ! .. مش انت متجوز ؟ هتتجوز علي مراتك !!
_ و انت مال أهلك منا حر !
ابتسم سيد ابتسامة واسعة قبل ان يسأله ببسمة كبيرة :

 

_ حيث انك هتتجوز بقي .. فكرت في الموضوع اللي أمي قالتلكو عليه امبارح ؟؟
شبك حاجبيه بتعجب يسأله بعدم فهم :
_ موضوع ايه ؟؟
_ اهيييييه ! .. معقول يا باشا الحاجة والدتك مقالتلكش ، دي أمي بتقول انها كانت موافقه علي الموضوع و مرحبه كمان
زفر علي الباشا بضيق و هو ينفخ في وجهه الدخان هاتفا بغضب فهو لا ينقصه سوا هذا الاحمق الان :
_ ما تخلص يا سيد و تقول ايه الحوار ، معرفش حاجه .. اتنيل قول و خلصني !
اعتدل سيد في جلسته يعدل من ثيابه يهتف له بخجل :
_ اصل يعني انا بعت أمي امبارح تكلم الست الوالدة في أني عايز أتقدم لمريم و أجي اطلب ايديها منكم !
_ نعم يا حيلــيتها !! .. تتقدم لمين يلا !
قالها علي غاضبا بينما يلقي خرطوم الشيشة علي الطاولة ينظر لسيد بأعين غاضبة تشتعل غيظا ،، نظر له سيد متعجبا يهتف بعدم فهم :
_ في ايه يا باشا هو انا قولت حاجه حرام ! .. انا معجب بأختك و طالبها علي سنة الله و رسوله !
ابتسم علي الباشا ساخرا قبل ان يخبره بسخرية :
_ و انا يوم ما جوز أختي هجوزها لواحد عواطلي ابن أمه زيك ! .. اعقل الكلمة انت بتتكلم علي اخت الباشا يلا !
نظر له سيد بغضب قبل ان يهتف بضيق :
_ انا مش ابن امي انا ليا رأيي و اختارت مريم بمزاجي .. و مش عواطلي انا شغال في مصنع محترم شيفت مسائي و بقبض حلو !
نظر له علي الباشا بسخرية بينما يمسك الخرطوم بيده مجددا يشير عليه ساخرا :
_ و انا يوم ما أجووز اختي اجوزها لواحد بيشتغل بليــل ! .. ليــه اختي مستغنيه عن الخلفة !
_مكنش ده رأي أمك لما أمي كلمتها يعني !!
قالها سيد بغضب اما هو فنفث دخان شيشته قبل ان ينظر لسيد هاتفا له بغضب :
_ بقولك ايه يا سيد حل عن دماغي .. لا أمك و لا أمي يقدرو يقولو حاجه .. انا مش موافق ، قوم يلا اجري من أودامي علشان أنا فيا اللي مكفيني و عفاريت الدنيا كلها بتتنططت اودامي دلوقتي .. متخلينيش أقوم أعمل معاك السليمة !!
نظر له سيد بغيظ ينهض بغضب هاتفا له :
_ مش هاخد منك رأيي دلوقتي علشان انت متعصب ، هستناك ترد عليا لما تقول لصاحبة الشأن !
قالها و غادر المكان بينما نظر علي الباشا خلفه ساخرا يهتف بضيق :

 

_ صاحبة الشأن ! .. ده لما تشوف حلمة ودنك يا ابن أم سيد ! .. قال صاحبة شأن قال !! ..
ثم جلس يدخن أنفاس شيشته ساخرا بغضب و ضيق و هو يعيد التفكير بروسيل مرة أخري !!!
#########################
قرابة المساء فتحت تلك الفتاة الشابة عيناها تأن من آلام رأسها .. دلكت رأسها برفق بينما تدور بعينيها في الغرفة .. انها غرفة بسيطه مصنوعه من خشب ، و أثاثها من خشب تحتوي علي فراش مفرد و خزانة صغيرة .. تأوهت بالم بينما تنزل ساقها ناهضه عن الفراش … ظلت تبحث حولها عن أحد و لكن لم تجد ،،
فتحت باب الغرفة و خرجت ففوجئت بصاله صغيرة مكوناتها بسيطه جدا و هي تلفاز و اريكه و طاولة خشبية صغيرة ، بحثت بعيناها عن أحد أيضا و لم تجد ! ..
خرجت من الباب لتجد نفسها في كوخ خشبي صغير جدا في الصحراء يطل علي جبل ما و حولها بعض الزرع الاخضر .. بحثت حولها عن أحد تحدثه و لكن لم تجد .. تنهدت بشدة بينما تهمس لنفسها برعب :
_ انا فين !
_ في كوخي !
قالها من خلفها لتنتفض فزعة تدير رأسها تنظر له بصدمة قبل ان تتراجع للخلف تنظر له لتشاهد جسده الضخم و عضلاته القوية فعلمت انها بجواره لا شيئ بطولها القصير هذا و انه قد يسحقها بغمضه عين فنظرت له برعب هاتفه له ببكاء :
_ انت مين و عايز مني ايه ؟؟

 

اقترب منها بينما يحمل بعض الحطب اللذي كام بتكسيره ليشعله للتدفئه هاتفا لها :
_ متقلقيش يا انسه انا مش عايز منك حاجه .. انا انقذتك من كارثه كنتي هتروحي فيها
نظرت له برعب و عيناها تذرف الدموع هاتفه :
_ انا مش فاهمه حاجه !!
نظر الي عيناها الدامعة و شعر بقلبه يتحرك من مكانه بألم و حزن عليها ،، فقد كانت عيناها زرقاء صافية جميلة تغيمت بالدموع ، ووجها الابيض بريئ و صغير مثل جسدها ، زفر بضيق بينما يلقي الحطب ارضا يشير لها علي مقعد مزدوج مصنوع من الخشب بجوار الكوخ :
_ اقعدي بس و انا هفهمك .. انتي اسمك ايه الاول ؟؟
جلست كما اخبرها تنظر له بتيه تهمس بتوهان :
_ اسمي نادين !
_ فاكرة أخر حاجه قبل ما يغمي عليكي كانت ايه يا نادين !
اماءت له بشدة و هي تتذكر قبل ان تقص عليه برعب :
_ في واحده عجوزة وقفتني في الشارع تسألني الساعة كام .. بصيت في فوني علشان اقولها لقيت حد بيكتم نفسي و محستش باي حاجه من بعدها !!
تنهد هو بشدة بينما يجلس امامها أرضا يهتف لها بأسف :
_ للاسف يا نادين انتي اتعرضتي لمؤامرة و كنتي مخطوفة !
شهقت برعب و شعر هو بالحزن الشديد لمنظرها التائه قبل ان يهتف يكمل لها :
_ المفروض متقفيش مع حد في الشارع .. اللي خطفك عصابة بتتاجر في الاعضاء ،، خدوكي علي مستوصف محدش يعرفه و كانو هياخدو منك بعض أعضاءك و يعملو فيكي حجات و لامؤاخذة ، و بعدين يرموكي في الشارع .. علشان علي حد علمي انتي بنت لواء كبير في البلد و اكيد هيدعبس وراهم فمينفعش يقتلوكي !

 

صرخت بصدمة و وضعت يدها فوق شفتيها بصدمة و عيناها تبكي بشدة هاتفه له ببكاء :
_ و انت مين ؟؟ .. انت خاطفني زيهم و لا ايه !
_ لا ابدا .. انا أنقذتك من تحت ايديهم لاننا مراقبينهم بقالنا فتره ، و مستنيين رئيسهم يظهر علشان نتحرك و نقبض عليهم !.. و بننقذ الي زيك من تحت ايديهم !
نظرت له بصدمة تهتف بعدم فهم :
_ انتو مين بالظبط !
_ مش هينفع أقولك علشان دي اسرار شغل .. بس اللي اقدر اقولك عليه انك مش هينفع تمشي من هنا ،، لان انا المفروض بحميكي بأمر من والدك !!
_ انا مش فاهمه حاجه ! .. انت تعرف بابي !!
اماء لها برفق و نهض يحضر شيئا يشعل به حطبه فقد أمسي المساء و اصبح الجو باردا ،، لم يجبها فشعرت بالغضب و هتفت تخبره بغضب :
_ انا عايزة اكلم بابي !
_ مينفعش .. محدش يعرف انك معايا هنا !
زفرت بغضب و ربعت يديها بضيق تخبره :
_ انا مش عارفه ايه السرية دي .. انا بجد بكره شغل بابي و انت اكيد واحد من اللي شغالين عنده و طبعا بتخاف منه فمخليني معاك هنا !!
شعر بالغضب الشديد منها و اسرع يمسك بذراعها يشدها بعنف هاتفا بغضب :
_ انا مش بشتغل عند والدك انا بشتغل معاه في فرق ! .. و والدك مخبيكي معايا هنا بعد موافقتي يعني لو كنت رفضت كان زمانك في التلاجة دلوقتي .. فاحترمي نفسك طالما هتقعدي معايا هنا و خلينا لطاف مع بعض
شدت ذراعها من يده هاتفه له بصراخ :
_ انت همجي ! .. مين قالك اني عايزة أقعد معاك اصلا !!
ابتسم ساخرا يفتح لها الطريق بيده هاتفا ببرود :
_ اتفضلي الطريق اودامك اهو انا مش ماسكك .. اتفضلي امشي !
زفرت بغضب و نظرت للمكان الذي بدأ يعتم بسبب الليل ، و نظرت له بعلو هاتفه :
_ هامشي .. بس بكره لما النهار يطلع !
ابتسم بتهكم و تركها داخلا الي الكوخ يخبرها ببساطه :

 

_ اعملي اللي انتي عايزاه .. بص خدي بالك متفضليش قاعده بره كتير لان النار هتطفي و هتلاقي الديابة جاية عليكي احنا مش في الساحل .. احنا في وسط الجبل !
شعرت بالخوف الشديد من حديثه و نظرت حولها بفزع بينما هو دخل للكوخ و لم يعطها اي اكتراث ،، قفزت من فوق المقعد حين استمعت لعواء الذئاب و اسرعت تركض لداخل الكوخ تغلق بابه جيدا برعب ..
وجدته يضع بعض الطعام علي الطاولة و يجلس علي الاريكه يبدأ بتناول طعامه بلا اكتراث بها .. اصدرت معدتها صوت جائعا فاقتربت منه تهتف بضيق :
_ مش المفروض تعزم عليا ! .. انا جعانه اوي علي فكره !
ابتسم ضاحكا و لم يرد ان تري ضحكته فهتف يخبرها :
_ مش قادر اقولك اتفضلي و انا عارف انك بنت ذوات و مش هيعجبك الاكل !
جلست بجواره تتناول منه رغيف الخبز تضعه في العسل اللذي يتناوله هاتفه بجوع :
_ انا اكل اي حاجه بجد .. انا حسه اني جعانه اوي !
ابتسم برفق و حنان و تراجع في مقعده ينظر لها بحب هامسا :

 

_ الف هنا !
تناولت بعض الطعام قبل ان تلتفت بوجهها تسأله بتعجب :
_ صحيح انت مقولتليش أنت مين و بتعمل ايه هنا !
_ أنا مين فأنا النقيب فارس سيف الدين .. اما بعمل ايه هنا فقولتلك ميخصكيش علشان دي اسرار شغل !
اتسعت عيناها بصدمة بينما تشير له باصبعها هاتفه بصدمة :
_ لا ثانية ! .. انت النقيب اللي بابا أنقذك و كنت قاعد في شقتنا الخارجية !!
امال لها بصمت قبل ان يقترب منها يمد يده ناحية فمها يزيل العسل اللذي التصق بشفتيها لتنتفض هي بخجل بينما نظر لها بحنان هامسا ببساطة :
_ اسمي فارس .. فارس سيف الدين !!!
●●●●●●●●● نهاية الجزء الأول●●●●●●●●●●
الفصل التاسع (الجزء الثاني)
مساءا فتحت روسيل عيناها بعد نوم استغرق طويلا .. آنت بألم و هي تحاول الاعتدال ،، تذكرت ما حدث معها و غيم عليها الحزن و الخوف قبل ان تصرخ ببكاء :
_ مريــم .. يااا مريم !
ارتجف جسدها بعنف و هي تتخيل ان مريم و علي تركوها بالشقة لمفردها .. ضمت جسدها برعب و هي ترتجف تهتف ببكاء :
_ مريم ساب أنا لوهدي (لوحدي) ليــــه !
ثم انفجرت تبكي بشده و جسدها يهتز .. اسرعت مريم تدخل الي الغرفة حين استمعت لنداءها ،، وجدتها علي تلك الحال فاسرعت تضمها بين ذراعيها تلمس علي شعرها برفق هامسه :

 

_ بس يا روسيل .. بس يا حبيبتي كفاية عياط !
رفعت روسيل عيناها الباكية تنظر لها تقول بنهيج :
_ كنت فاكر .. انتا سيب أنا … سيب أنا لوهدي (لوحدي) .. هنا
مسحت مريم دموعها برفق هاتفه لها بحنان :
_ لا متخافيش انا معاكي اهو .. يلا فوق كده و خشي اغسلي وشك علشان نتعشي سوا أنا جعانه جدااا .. أبيه جاب لنا عشا بس مرضتش أكل من غيرك
نظرت لها روسيل بلهفه حين استمعت لاسمه هاتفه لها بحزن :
_ هلي فين ؟؟ .. هلي زعلانة مني .. أنا مش هملت (عملت) حاجة !.. هلي هيرجه (هيرجع) أنا لمهتز (معتز) صح ؟؟
ربتت مريم علي كتفها برفق تخبرها بحنان :
_ متخافيش أبيه علي مش هيرجعك ليه و لا حاجه .. هو بس كان متعصب و هيهدي و يجي يتكلم معاكي تاني .. قومي يلا اغسلي وشك بقي و فكيها شوية بلاش نكد !
اماءت لها برفق و نهضت من مكانها تتجه للمرحاض ، اما مريم وقفت تنظر في أثرها تهمس بحزن :
_ الله يسامحك يا أبيه ! .. البت واثقه فيك و بتخاف علي زعلك و انت عايز تآذيها !
تنهدت بشدة و اتجهت تخرج من الغرفة تجهز طعام العشاء اللذي اوصله لها علي مع عمر .. جهزت الطعام و امسكت بهاتفها تحادث شقيقها اللذي اجاب عليها سريعا يهتف بقلق :
_ فيه ايه يا مريم انتو كويسين ؟؟

 

تنهدت مريم بشدة بينما تخبره بأسي :
_ أبيه علشان خاطري .. علشان خاطري تعالي اتكلم مع روسيل و طمنها بجد انت متعرفش حالتها عامله ازاي ،، اول ما صحيت سألت عليك و قعدت تعيط .. علشان خاطري يا أبيه تعالي اتكلم معاها !
زفر علي الباشا بشدة وصلت لمريم قبل ان يخبرها غاضبا :
_ مريم لو سمحتي متجيبيش ليا سيرتها اليومين دول لحد ما أهدي و اشوف هتصرف معاها ازاي ، علشان انا لو شوفتها هأكسر دماغها !
تأففت مريم بضيق و غضب منه تهتف له بحزن :
_ يعني انا مليش خاطر عندك يا أبيه !! .. بالله عليك يا أبيه علشان خاطر ربنا بقي أهو ، تيجي تشوفها و تطمن عليها انت ضربتها و هي اتصدمت و حاليا مش مبطلة عياط !!
زفر هو بغضب يهتف لها محاولا الهدوء :
_ سيبيني يا مريم ههدي و اجيلها !
_ لا يا أبيه هتيجي النهاردة تتكلم معاها .. علشان خاطر ربنا بقي بجد روسيل حالتها صعبة !
تنهد هو بشدة و رق قلبه من حديث مريم و هتف يخبرها بغضب فهو لم يصفي بعد من ناحية الاخري :
_ حاضر يا مريم ساعة كده اخلص اللي ورايا و هجيلكم
ابتسمت مريم بابتهاج هاتفه بفرحه :
_ ربنا يخليك لينا يا أبيه !
اغلق معها الهاتف و هو يتنهد بضيق لا يريد مواجهه روسيل الان .. اما مريم فاحتضنت الهاتف تتنهد براحة تهمس داخلها :
_ يارب يا أبيه تبقي حنين معاها .. مش عايزة اسمع كلام عمر و ابعدها عنك لانها بتحبك !
تركت الهاتف فوق طاولة الطعام ، و اتجهت تبحث عن روسيل هل هي في المرحاض كل هذا الوقت ! ..
اتجهت للمرحاض تبحث عنها فوجدتها تقف علي باب المرحاض تتمسك به بوهن و كأنها لا تستطيع السير وجهها شاحب و أصفر اللون و قدميها لا تحملاها أبدا .. اقتربت منها مريم برعب تنظر لها بخوف هاتفه بفزع :
_ روسيل مالك ! .. انتي كويسه !
اماءت لها نافية قبل ان تهمس لها تشير الي رأسها :
_ دماهي (دماغي) يا مريم .. بآآآدور (بتدور)
ساندتها مريم برفق تجلسها علي أقرب مقعد هاتفه لها :
_ هتلاقيكي دايخه علشان مأكلتيش حاجه .. تعالي نتعشا يلا !
نفت روسيل برأسها تهمس لها ببكاء :
_ مش هايز (عايز) أكل .. بليز يا مريم !
نظرت لها مريم بقلة حيلة لا تعرف ماذا تفعل فهتفت تخبرها بتساؤل :
_ طيب عايزة ايه و انا اعملهولك !
_ هايز (عايز) هلي !

 

قالتها قبل ان تسقط فاقدة الوعي بين ذراعي مريم .. تنهدت مريم بشدة و اراحتها فوق الاريكة قبل ان تتجه تحضر كحولا لايقاظها .. وضعته علي يدها و قربته من انفها لتستنشقه الاخري و تبدأ بالارتجاف و فتح عيناها .. تنهدت مريم بشدة هامسه لها :
_ خضتيني بجد !
حاولت النهوض فساعدتها مريم علي الاعتدال قبل ان تهتف لها بضيق :
_ بصي بقي انا كلمت أبيه و هو قالي انه جاي .. ممكن بقي تاكلي حاجه لحد ما يجي علشان متهبطيش تاني ؟؟
اماءت هي بالنفي تخبرها بارهاق :
_ مش هايز (عايز) ياكل !
تنهدت مريم غاضبه و اتجهت تحضر الطعام تطعمها بيدها هاتفه لها بغضب :
_ لا بقي منا مش هسيبك تقعي من طولك تاني .. كلي يا روسيل الله يهديكي !
تناولت منها روسيل بعض اللقيمات قبل ان تزيح يدها هاتفه لمريم بألم :
_ مش هايز (عايز) يا مريم كفاية !
ثم شعرت بتلبك معدتها فاسرعت تضع يدها علي فمها تركض للمرحاض تستفرغ ما في جوفها و هي تبكي بألم .. اما مريم فتركت صحن الطعام و ركضت خلفها بينما تهمس بألم :
_ شكلها حاله نفسية ! .. انت دمرت البت يا أبيه الله يسامحك !
ساعدتها مريم علي غسل فمها و وجهها و تبديل ثيابها ، قبل ان تجلسها فوق الفراش و تدثرها هاتفه لها :
_ بصي خليكي هنا بقي لحد ما أبيه يجي علشان ماتقعييش م طولك تاني
اماءت لها الاخري برفق بينما تجلس تنتظره و قد بدي علي وجهها الارهاق و الشحوب الشديدين
#########################
بعد مرور ثلاث ساعات و اكثر تعمد فيهم علي باشا التأخير فهو لا يريد رؤيتها مازال غاضبا منها .. فتح باب شقة عمر بالمفتاح اللذي يملكه ،، دخل فوجد المكان يعمه الظلام الدامس سوا من ضوء خافت ينبعث من الغرفة .. اقترب بهدوء يشعل ضوءا في الطرقة لينير له الطريق و اتجه الي الغرفة اللتان تبقي فيها الفتاتان ! ..
دخل فابصرهما فوق الفراش مريم تجلس فوقه و روسيل متسطحه بعرضه متدثره بالغطاء تضع رأسها فوق قدم مريم التي تربت و تلمس علي شعرها بشرود شديد !

 

حمحم بصوت عالي كي ينبه شقيقته فنظرت له غاضبه تشير باصبعها فوق فمها هامسه بضيق :
_ ششششش .. هوووش يا أبيه ما صدقت أنها نامت !
نظر لها علي الباشا و صدمه منظرها الهزيل و شحوب وجهها الشديد و كأنها طفل صغير بقي أياما دون طعام فهو يحتضر الان .. اقترب من الفراش ينظر لها بصدمة هاتفا لشقيقته :
_ هي عاملة كده ليه يا مريم ؟؟
عبست مريم بشدة و هتفت له بهمس غاضبة :
_ تفرق معاك في ايه يا أبيه ! .. مش قولتلك تعالي اقعد معاها و طمنها قولتلي ساعة و نسيتها !
نظر لها بضيق يهتف لها غاضبا :
_ ايه يا مريم ورايا أشغال .. مش علي ما خلصت اللي ورايا !! .. اتأخرت شوية ايه المشكلة يعني !!
_ خلاص روح لأشغالك يا أبيه و سيبها تموت و لا تولع مش مهم !
قالتها بغضب بينما توقفت عن التربيت علي شعر روسيل .. لتشعر بها الاخري فأنت بألم بصوت منخفض فاعتدلت مريم سريعا تربت علي شعرها برفق هامسه لها بحنان :
_ متخافيش يا روسيل أنا جمبك اهو !
شعر علي بآلم شديد من منظرها و لا يعلم ماذا بها حقا .. نظر لمريم بخوف شديد يهتف لها بقلق :
_ هي مالها يا مريم ؟؟
رفعت مريم كتفيها بعدم معرفه تهتف له بضيق :
_ معرفش !
نظر هو لها غاضبا يصرخ فيها بزمجره :
_ مريم انتي هتستعبطي ! .. اخلصي قوليلي مالها !
صوته العالي اخترق غفلتها ففتحت عيناها تآن بألم شديد و هي تحتضن جسدها تغلق أذنيها برعب من صوته المرتفع و جسدها بدأ بالارتجاف بشدة
لاحظتها مريم سريعا فاسرعت تضمها بحنان هامسه لها برفق :
_ روسيل ركزي معايا أنا مريم .. متخافيش يا حبيبتي محدش هيجي جمبك
لم تنظر لها الاخري بل بقي نظرها في الفراغ و ارتجافتها تزيد هامسه بصوت متقطع :
_ مش هايز (عايز) .. مش هايز (عايز) يرجع لمهتز (لمعتز) .. هلي بيزهق (بيزعق) جامد ..هلي مش هايز (عايز) أنا .. هلي هايودي أنا لمهتز !

 

ضمتها مريم بشدة تربت علي شعرها برفق هاتفه بآلم :
_ لا لا محدش هيوديكي في حتة .. انتي هتفضلي معايا هنا ، ركزي معايا يا روسيل !
بقي هو ينظر لحالتها بصدمة شديدة لا يعلم لأي حال أوصلها .. لم يراعي كونها صغيرة و لا أنها مرت بأيام صعبة لا يتحملها عقلها الصغير .. انهيارها هذا آلمه بشدة و هو السبب الرئيسي لما وصلت اليه ! .. لقد اخبرته مريم انها تحتاجه و هو تعمد التأخر عليها !
اقترب منها و حاول ان ينحني و يأخذها من بين يدي مريم الي ان مريم صرخت فيه سريعا :
_ لا لا سيبها .. متضغطش عليها أكتر من كده !!
نظر لها بحزن و تراجع للخلف ، بينما هي ظلت ترتجف في احضان مريم لمده حتي توقفت .. اعادتها مريم لوضعها السابق تضع رأس روسيل فوق قدميها تربت علي شعرها برفق دون حديث .. دقائق و كانت روسيل تغمض عيناها مجددا تستكين علي لمسات مريم !
نظرت مريم لشقيقها الواقف بغضب قبل ان تهمس له :
_ أبيه محتاجة حقنة مهدأة من هناك علشان انا لو قومت هتحس بيا و هتترعش تاني … هاتلي حقنة من هناك
اشارت له علي مكان ما تريد ليحضرها لها صامتا بينما ما زال ينظر لروسيل بصدمة و زهول من حالها .. امسكت مريم بالابرة الطبية تملأها بالسائل المهدأ قبل ان تفرغها في ذراع روسيل النائمة فوق قدمها … مسحت لها موضع الابرة برفق منتظرة ان تبدأ مفعولها لدقائق ثم اراحت رأسها فوق الفراش و نهضت من جوارها تلقي الابرة في القمامة
وقفت امام شقيقها المزهول تنظر له غاضبة قبل ان تهمس :
_ ممكن نتكلم بره !
اماء لها صامتا و مازالت عيناه مسلطة عليها .. خرج من الغرفة لتغلق مريم بابها قبل ان توجهه ناحية الصالة ، انارت المصابيح قبل ان تجلس علي الاريكه و يجلس هو بجوارها هاتفا بقلق :
_ انا عايز اعرف ايه اللي بيحصل حالا ! .. ايه الحالة اللي هي فيها دي !
تنهدت مريم بشدة و نظرت له تخبره بحزن :
_ حالة نفسية ،، معرفش عندها ايه بالظبط بس الظاهر انها حالة نفسية بحتة !
نظر لها بعدم تصديق يهتف :
_ و ايه اللي يخليها تجيلها الحاله دي !

 

عبست هي بغضب شديد و هتفت فيه بضيق :
_ ايه اللي يجيبهالها ! .. لا بسيطة أقولك انا ! .. البنت فجأة أبوها الي كانت بتثق فيه مات ، و بعدها أمها اللي المفروض تضمها و تحتويها خدتها لواحد ***** بقي يعذبها و يجلدها و هو مبسوط و امها كمان واقفه بتتفرج ! .. و بعدين لما عرفت تهرب و انت أنقذتها وثقت فيك و أمنتلك و كانت عارفة أنك مش هتأذيها ، تقوم أنت فجأة تهيج عليها و تضربها و تزعقلها و تسيبها و تمشي ! ..
غامت عيناها بحزن تخبره بأسي :
_ الظاهر ان الحالة دي جتلها قبل كده بس محدش أهتم فادهورت .. كانت محتاجاك تطمنها تقولها أنك مش هتتخلي عنها و ترجعها لامها و معتز .. من ساعت ما صحيت و هي بتقولي عايزة علي ،، مرضيتش تاكل و لا تشرب ،، قعدت تستناك كتير و لما عرفت انك مش هتيجي و اني بضحك عليها دخلت في الحالة دي ! … ليه تعمل فيها كده يا أبيه ! .. مش قولتلي ساعة و هتيجي حرام عليك بجد !
قالتها بينما تتساقط دمعاتها بألم علي حال روسيل ،، اما هو فبقي ينظر لها مصدوما يهتف بعدم تصديق :
_ متخيلتش ابدا ان الموضوع يوصل لكده .. انا كنت غضبان و ……….
صمت لم يعرف ماذا يخبرها ، أيخبرها أنه لم يأتي لغضبه هذا ليس مبررا ! .. استشفت هي ما يريد قوله فنظر له ساخرة تخبره :
_ و علشان كده اتأخرت !
نظر لها بغزي لم يعتاده ابدا اما هي فنظرت له بلوم و حزن تخبره بينما تنهض :
_ عموما يا أبيه شكرا أنك جيت ،، بس هي حاليا أخدت مهدأ مش هتصحي غير الصبح .. تقدر تمشي تكمل غضبك و تبقي تيجي الصبح ، او متجيش مش مهم !
زمجر هو غاضبا من حديثها بينما يستقيم يخبرها بضيق :

 

_ مريم بلاش اللهجة دي معايا و اتعدلي احسنلك .. انا هستناها لما تفوق لازم اتكلم معاها !
نظرت له بطرف عيناها هاتفه ببرود :
_ براحتك أنا داخله أنام ، عن اذنك
قالتها و انصرفت من امامه تذهب لتنام بجوار روسيل .. اما هو فصفع جبينه عده مرات غضبا يهمس لنفسه :
_ غبي غبي غبي .. ازاي سيبتها كده و مسمعتش كلام مريم و جيتلها علي طول ازاي !
تنهد بارهاق بينما يجلس علي الاريكه مجددا يهتف بتصميم :
_ هستناها لما تصحي و هتكلم معاها .. لازم اتكلم معاها !
#########################
صباح اليوم التالي ،، فتحت مريم عيناها علي صوت آنات روسيل الذي يتعالي .. انتفضت بفزع تنظر لها لتجدها متكومة علي نفسها تحتضن جسدها الذي ينتفض تآن بألم :
_ آآآآيــي .. هايز (عايز) داد .. أنا هايز داد .. آآآي .. داد !
اسرعت مريم تضع يدها فوق رأسها فلم تجد حرارة لماذا تهزي أذا ،، هزتها برفق هاتفه لها :
_ روسيل انتي سامعاني !! .. انتي كويسه !
نظرت لها روسيل باعين دامعة تهمس لها :
_ آآآيــي يا مريم .. جسم أنا بآآيوجه (بيوجعني) .. آآآآي .. هايز (عايز) داد بليز !
تنهدت مريم بأسي و حزن تضمها برفق هامسه لها بألم :
_ هجيبلك أبوكي منين دلوقتي يا روسيل !
_ مش هارف (عارف) ..آآآآي أنا هايز (عايز) داد بليز آآآآي
شعرت مريم بالرعب عليها يجب ان تذهب للمشفي حالتها تدهور جدا .. اسرعت تنهض من جوارها تبحث عن هاتفها لتهاتف شقيقها كي يحضر فلم تجده ، خرجت سريعا للخارج لتحضره و لكنها تفاجئت بعلي يتسطح فوق الاريكه غارقا في النوم ! ..
اتسعت عيناها بشدة و اسرعت تزجه برفق هاتفه ببكاء :
_ أبيه .. يا أبيه أصحي بسرعة !
اتنفض علي الباشا من نومه ينظر لمريم برعب هاتفا :
_ في ايه يا مريم انتي كويسه .. روسيل كويسه ؟؟
_ لا روسيل مش كويسه .. تعالي معايا بسرعة لازم تروح المستشفي !
_ مستشفي ؟؟ .. مستشفي ليه ؟؟

 

قالها بينما يقفز سريعا عن الاريكة يركض الي الغرفة .. دخل الي الغرفة ليُصدم من هيئتها اقترب منها سريعا فاستمع لأناتها المتألمه :
_ آآي داد .. جسم أنا بيوجهني (بيوجعني) .. داد ..آآآآيــي أنا هايز (عايز) داد !!
لم ينتظر علي الباشا أن يسأل ماذا بها حتي ، بل أسرع يضمها أليه يغلق عليها بين ذراعيه يربت فوق جسدها برفق هامسا لها بحنان :
_ روسيل .. روسيل أنا علي افتحي عينيكي و بصيلي !
استمعت لصوته ففتحت عيناها تنظر له بدموع تغشاها تهمس له بعذاب :
_ مش هايز (عايز) أروح لمهتز (معتز) تاني .. هيضرب أنا جامد .. أنا هايز (عايز) داد !

 

تنهد بألم و حزن شديدين و ضمها أليه بقوة يهمس لها برفق :
_ بس بس اهدي مش هرجعك ليه و الله ما هرجعك ليه
انسابت دموعها بحزن و بكاء تهمس ألم شديد :
_ لا أنتي شرير .. أنتي لاير (كداب) .. أنتي هترجه ( هترجع) أنا لمهتز (معتز)
ارتجفت بين ذراعيه بشدة، حاول هو السيطرة علي رجفتها و لكن لم يستطع ، لينتهي الامر بها فاقدة وعيها بين ذراعه .. صرخت مريم بفزع بينما تخبره باكية :
_ لازم نوديها المستشفي يا أبيه بالله عليك !
اماء لها و وضع روسيل فوق الفراش هاتفا لها :
_ غيري هدومك و غيريلها يلا بسرعة .. قالها بينما يتجه خارجا من الغرفة و هو يوجه كل اللوم لنفسه لانه سبب ما حدث لها من تدهور في صحتها النفسية !!!! …….
●●●●●●●●نهاية الفصل التاسع●●●●●●●●●

يتبع…..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حارة الباشا)

‫5 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!