روايات

رواية بنت المعلم الفصل الثاني عشر 12 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الفصل الثاني عشر 12 بقلم حسناء محمد

رواية بنت المعلم الجزء الثاني عشر

رواية بنت المعلم البارت الثاني عشر

رواية بنت المعلم
رواية بنت المعلم

رواية بنت المعلم الحلقة الثانية عشر

( إذا اشعلنه ورقة ستظل مشتعلة بـ لهيب النار حتي تُأكل وحينها تبدأ النيران في الخمود ببطيء، صحيح يبقا هناك أثر ولكنه في النهاية رماد، وفي ذلك الوقت لا نستطيع إرجاع بالورقة ولا الاستفادة بالرماد، كذلك شعور الحقد يتحكم في الإنسان حتي يصل إلى أعلي ذروته، ليبدأ السير خلف مشاعره دون أن يتحكم بها، حتي ينتهي أمره في دائرة الغيظ والحقد ويضيق الخناق ويحبس في طوق لن ينتهي) حسناء محمد سويلم
وقف بتوتر من ملامحه المقتضبة، ونظراته الغاضبة المتأملة في صمت، بلل شفتيه بطرف لسانها ثم استجمع قواه، متحدث بترجي :
صدقني هو أسبوع واحد كمان وهشقلب حالهم، بس اديني أسبوع واحد
رمقه الآخر لبرهه ثم ابتسم قائلا بتهديد صريح :
اسبوع واحد يا مصطفى، يوم زياده هقدم الشيكات الـ عليك، وهاروح لأهل كل بنت لعبت عليها واعرفهم طريقك
بلع مصطفي لعابه بصعوبة ثم قال بتعلثم:
ليه بس، أنا أنا عرفت حاجات جديده هتساعدنا بكل سهولة فـ الأنت عايزه
أشار إلى المعقد المجاور إليه كي يجلس، ثم أردف بهسيس :
ياريت عشان كدا سالم اخد أكبر من حجمه
جلس مصطفى يقص عليه المعلومات الجديدة، التي حصل عليها بكل سهولة بواسطة الساذجة كما يطلق عليها، لتفتح إليه الطريق للانتقام دون عناء
؛***********
هله صباح يوم جديد حامل بالنشاط والهمه، فاليوم الجمعة، وكالعادة تستيقظ صباح لتشرف علي الجميع، بمساعدة ناديه ونجاة،
هبطت لتساعد اخواتها، ولكن قبل ذلك عليها تجد الشاحن الكهربائي الخاص بهاتفها، بعد أن بحثت في الطابق الخاص بهم ولم تجده، بحثت في الطابق الأول ولم تجده أيضا، اتجهت بيأس إلي غرفة الضيوف لعلها تجده، ولكن وجدت شخص يصلي في الغرفة، رفعت حاجبيها بتعجب ثم بدأت في البحث وهي تتحدث بعد أن توقعت هوية الشخص :
اي يا سالم أنا شيفاك مقيم عندنا اليومين دول، أنت جاي تتوب عندنا ولا اي
ثم تأففت من البحث دون جدوي، فوقفت واضعه يدها في جانبيها وكان سالم أمامها ومازال يصلي، فقالت بمزاح:
ولاَ يا سالم حافظ الفاتحه ولا أسمعهالك، والله أنا بيصعب عليا عمي جابر منك ومن أختك الحربايه
خرجت قهقه خافته من الآخر ثم سلم دون أن يكمل صلاته، ابتسمت بانتصار ثم رمته بوساده صغيره قبل أن تفر هاربه منه :
توبه نصحوه يا سلومي، عيد صلاتك تاني بقا عشان لما أقولك تعالي أنزل السوق تبقا تعترض
دار عامر بعد أن تأكد من رحيلها مبتسم علي ذاك الصوت الجميل، فـ لم يريد احراجها بشخصيته لذلك استمر بتمثيل الصلاة بعد أن انتهي، ولكن تري من تلك ؟!
؛*************
خرجت تمشي بضيق فلن تعطيها اي واحده من اخواتها الشاحن لأنها ترفض قطعاً إعطاء أحد مستلزماتها، وقفت بخضه عندما استمعت لصوت والدها الحاد :
خيريه
نظرت إلي والدها ثم قالت بضيق طفيف :
اي ياحج حد يخض حد كدا
رمقها سالم بحده ثم سألها بشك :
كنتِ فين
ابتسمت ببلاهة وأجابته بثقه :
اي وحشتك صح أنا عارفه بقالي كتير مشفتكش
كرر سؤاله بحده أكثر :
كنتِ جايه من اوضة الضيوف ليه
تعجب خيريه من حدته، فقالت بسلاسة :
أبدا الشاحن بتاعي ضايع ودورت عليه في البيت كله،

 

 

 

همس سالم بنفاذ صبر من غباء ابنته :
ولقتيه
اشاحت بيدها قائله بيأس:
أبدا، بس لقيت سالم جوه وبيصلي تقريباً بيتوب علي إيدك
( سالم مين الـ جوه )
وما كان صاحب الصوت سوي سالم ابن عمها جابر اتي خلف عمه من الخارج، تصنمت خيريه محلها تعيد مشهد من يصلي في الغرفة فهو يشبه ابن عمها جداً من الخلف،
أشار المعلم سالم عليها بسخرية :
استني لما نشوف الأستاذة هتفهم أمته
تقريباً جف حلقها عندما فهمت أنه ما كان سوي ضيف غريب عنهم، صاحت بصدمه :
يا لهوي يعني الـ حدفته بالمخده دا ضيف !!
ضغط المعلم بقوه علي عصاه، ثم صاح بغضب :
غوري من وشي وخالي اليوم دا يعدي عليكي علي خير
هرولت بسرعه قبل أن يفقد أعصابه أكثر، بينما تقدم المعلم سالم من غرفة عامر، ولحق سالم خيريه للخارج يناديها بحده طفيفة :
أنتِ يا بت أنتِ
دارت إليه وعلي وجهها معالم الاستنكار، ثم أشارت بحنق قائله :
بت أنا بت
ابتسم سالم بمكر، واردف وهو يُلعب حاجبيه :
والله أنتِ تعرفي اكتر مني
قلدته خيريه بسخرية، ثم سألته بحده :
عايز ايه
أشار إليها بسبابته بغيظ:
أنتِ ازاي تحدفيني بالمخده اي مفيش احترام للأكبر منك
حدقت خيريه إلي إصبعه ثم قالت بغرور:
يابني أنت تطول بنت المعلم تهزر معاك، وبعدين أكبر مني ايه، دا أمي شاكه أن احنا اخوات في الرضاعة
صاح سالم بتهكم :
رضاعه مين ياست أنتِ دا الفرق بينا 5 سنين، ايه كانوا بيرضعوا عجل
أمأت خيريه قاصده استفزازه:
والله علي حد علمي العجل مش بيستني كل دا، شوف بقا انت من انهي فصيلة
كاد بالرد عليها ولكن قاطعه صوت حمحمه اتيه من الخارج، فأشار إليها بحده :
امشي دلوقتي وبعدين هبقا أعرفك أنا من انهي فصيلة
ارتبعت خيريه من نظرته الخبيثة فهي تعرفها جيداً، وكيف لا تعرفها واخر مره رأتها عندما مزاحته بدلق زجاجة مياه بارده في الشتاء عليه، فتوعد لها وبعد أيام انزلقت قدمها من أعلي الدرج وكسرت، وما كان سوي هو عندما علم بخروجها ليضع ماده لزجه علي الدرج :
ايه انطرشتي خلصي في ناس جايين لابوكي
رمقته بحده ثم غادرت من الباب الفاصل بين الجهتين الخاصة بالضيوف والجهة المنزلية، ما أن تأكد من رحيلها إذن للطارق بالدلوف، دخل يعقوب ويليه أكرم، رحب سالم بهم ثم ادخلهم المجلس وذهب يخبر المعلم بمجيء ضيوفه،
في الداخل دلفت خيريه إلي المطبخ لتجد صباح وناديه ونجاة كل واحده منهن تعد الطبخة المتميزة لديها، بينما بقيت أخواتها يرتبن اللازم لتحضير المائدة، تقدمت تنضم إليهم قبل أن تستمع إلي توبيخها علي تأخيرها، وما هي إلا دقائق لتنضم إليهم مها بعد أن اوصلها مرتضى وذهب للمجلس الخارجي،
؛********

 

 

 

في منزل جابر تقدم للخارج بعد أن عاد كي يبدل ثيابه ويلحق بوالده إلي صلاة الجمعة، بينما وقفت مكتوفة اليدين تتأمله بسخرية، بالرغم من إعجابها بطلته الأنيقة دائما، وجلبابه الأبيض الناصع ولحيته المهندمة،
لفت انتباه نظرتها المسلطة عليه فوضع زجاجة عطره، ودار يكون مقابل لها ثم قال بكبر:
للدرجه دي مش عارفه تشيلي عينك
اعتدلت نيره في وقفتها، ثم أعادت نظرتها الجامدة واجابته بتهكم :
لا وأنت الصادق من خفة دمك
أبتسم بسماجة، وكاد أن يخرج ولكن أوقفته بحده :
أنت مطلعتش شقتنا ليه وايه خلاك تغير هدومك هنا
أجابها ببرود :
مزاجي حلو ومليش مزاج اعكره
ثم تركها ورحل تستشيط غضباً من بروده واستفزازه، لا تنكر أن أسلوبه تبدل بعد إلحاحها المستمر وحديثها الدائم عن مواعيد الكشوفات والتحاليل لمعرفة سبب تأخر الحمل، ولكن ليس بإرادتها فغريزة الأمومة تسيطر عليها، لتصير مكفوفة عن كافة حياتهم ولا تري سوي اي طريقة لتصبح أم، حتي علي حساب زواجهم،
قاطعة وصله تفكيرها صوت خلود المتسائل :
نيره واقفه كدا ليه ؟!
نظرت إليها نيره ثم اجابتها بجمود :
مفيش
ضوي صوت ضحكة ساخرة اتيه من خلفهم، ألتفت نيره لتري مي تستند على الحائط وتنظر الي شاشة هاتفها فعلمت أنها كانت تستمع إليهم، تجاهلتها حتي لا تبدأ المشاكل باكراً خاصه أن عليها الذهاب كي تختار ما يناسبها في عزيمة اليوم، معروف أن نساء العائلة تتنفسن في أجمل طلاتهم اليوم، مرت بجانبها مكتفية بنظره الاشمئزاز من أفعالها الصبيانية في التصنت عليهم، مما جعل مي تغضب منها، وكادت برميها بكلماتها الساخطة ولكن منعاها نداء خلود :
مي عيزاكي قبل ما نروح عند عمي
اقتربت مي بامتضاض من أسلوب خلود واقتباس دور الأم التي تنصح ابنتها كلما خرجت من باب المنزل، فقالت بنفاذ صبر:
يوه يا خلود أنتِ مش بتزهقي، كل مره يوم الجمعه تقعد تحفظيني بلاش مشاكل بلاشـ..
قاطعتها خلود بهدوء:
أنا سمعتك امبارح كنتِ بتقولي ايه لـ رحمه
فتحت مي عينيها علي وسعهم مردفه بغضب :
أنتِ بتتصنتي عليا
ابتسمت خلود ثم أشارت علي رأسها بضيق :
هو دا الـ لفت نظرك، دا الـ دار في دماغك
تعلثمت مي من مخزي حديثها فقد علمت بكذبها علي رحمه :
دا مش من حقك بردو
صاحت بحده طفيفة ونبره شرسة عكس طبعها الهادئ ولكن نفذ صبرها من تصرفاتها الغريبة التي ستوقع الجميع في مشاكل :
أنتِ من اداكي حق أنك تكدبي علي رحمه وتقولها أن سالم كان بيحبها لكن بابا الرفض الجوازه، لا وكمان بجاحتك وصلت بيكي أنك تقوليها أنه لسا بيحبها عشان كدا رافض يخلف من نيره

 

 

 

حاولت مي التحدث ولكن وقفت اشاره من يد خلود لتكمل بتهديد صريح :
والله والله والله لو ما عقلتي وبطلتي هبل، لازم رايحه لعمي وبابا وحكليهم علي كدبك دا
وتركتها ورحلت تستغفر ربها علي قدرتها في الكذب بتلك الطريقة، لا تعرف أنها أوقعت نفسها في طريق سيظلم عليها لتكون الضحية المسكينة القادمة،
وقفت مي مكانها تتنفس بسرعة من شدة توترها، وظلت تدور حول نفسها لا تعرف ما تريد أو ما عليها فعله، فقد وقف عقلها عن العمل الأن من قوة تهديد أختها، أخرجت هاتفها تجري اتصالا هاتفيا، ولكن جاءها صوت أن الهاتف مغلق، ظلت تسب وتلعن ثم فتحت الهاتف مره اخري ترسل رسالة صوتية تخبر فيها كم تشعر بالخوف وكانت نبرة صوتها خير دليل :
الله يخرب بيتك أنت فين وفونك مقفول ليه، الحقني أنا في مصيبه، رود عليا وقولي أعمل ايه
لا تعلم عزيزتي أنها أخطأت في اختيار من ينجيها، لتغرق في دوامه لن تنتهي
؛*********
بعد صلاة الجمعة وكالعادة يدلف أولا المعلم سالم ويتبعه عائلته، وتلك المرة انضم إليهم عامر وأكرم ويعقوب بعد إصرار المعلم علي بقائهم ليحضروا طقسه المعتاد من كل أسبوع،
كان كل واحد منهم منشغل بتفكيره الخاص، وأولهم أحمد. الذي قص ما حدث معه ومع هند وما بدر منه إلي أخته، التي صاحت واستنكرت فعلته مأكده أن لا يوجد رجل عاقل يقول ما قاله أخاها، أخرجه مرتضي من شروده وهو يهمس بجانب أذنه :
مالك سرحان كدا ليه
أجابه أحمد بوجه مقتضب :
وأنت عايزني أعمل إيه أقوم أرقص
رفع مرتضي حاجبيه بسخرية :
ومالو أهو تطري القعدة
رمقه أحمد بضيق، فأكمل مرتضي بمخزي :
لا اله الا الله، هو أنت تغلط وبعدين تزعل
صدم أحمد من مخزى حديثه اعتقاد منه أنه علم بما دار بينهم، ولكنه التزم الصمت يفكر بعلوم المعلم أو لا، علي الجهة الأخرى نظر عامر إلي سالم عبده، وسالم جابر بحيره، تري من منهم التي كانت تقصده الفتاه التي لا يعلم هويتها حتي الآن، رآه سالم ابن المعلم عبده ليسأله بفضول :
أنت بتبصيلي كدا ليه

 

 

 

أجابه عامر بحيره :
بصراحه عايزه أعرف مين فيكم سلومي
رمقه أكرم ويعقوب بتعجب، بينما قهقه محمود واخويه سالم وسعد بصوت مرتفع جعل المعلم سالم ينظر إليهم بحده الزمتهم الصمت، فأشار سالم عبده علي سالم جابر الذي اقتضبت ملامحه من دلاله المنتشر وسط بنات العائلة عندما يردن منه شيء :
دا سلومي
نظر عامر إليه وهو يحاول كبت ابتسامته، ثم قال بترحيب مصطنع :
تشرفت
أمأ سالم بضيق، متوعد لـ خيريه بداخله :
العفو يا خويا
التزموا جميعاً الصمت والهدوء عندما استعموا لصوت المعلم سالم يبدأ بالتسميه، ليشرعوا في تتناول الطعام، تحت نظرات عبده إلي ابنه محمود بسخط عندما رفض أن يرجع عن طلب تقدمه من مروه،
؛*******
في غرفة النساء التفوا جميعاً حول المائدة بترتبيهم المعتاد، ولكن انضمت إليهم ريهام ابنة دولت التي قدمت أمس من عند عمتها، التي انتقلت إلي العيش معاها بعد وفاة ابنها الوحيد الذي توفي بعد شهور من عقد قرانه علي ريهام في حادث،
كان الوضع هادئ جدا لا يوجد صوت سوي ارتطام المعالق في الأطباق، نهضت أولهم مياده لبكاء صغيرها، اتبعتها حيه صغيره أرادت أن تستمع قليلاً وسط أجواء الملل التي لا تروق لها، جلست بجانبها تلاعب الصغير ثم قالت بحزن :
أنا اتصدمت لما شوفتك انهارده، بس في نفس الوقت فرحت اوعي تسيبي حقك
نظرت مياده إليها بعدم فهم، ثم سألتها بقلق مصحوب توتر :
اتصدمتي ايه وحق ايه مش فهماكي يا مي

 

 

 

اصطنعت مي التعجب واردفت بتعلثم :
أنا بصراحة بحسبك عارفه وكدا لكن خلاص
امسكت مياده معصمها قائله بترجي :
فيه ايه يا مي متخوفنيش
علمت أن الخبر التي أسمعت إليه من والدها عندما كان يقص إلي والدتها ما حدث معهم واعتراضه علي تفكير ابن أخيه وأمر زواجه من مروه، أنها ستحظى بتسليه لن تتكرر عندما تخبر مياده أو سمر بعد أن تأكدت بعدم معرفة أحد ما حدث، قائله بلامبالاة:
علي العموم أنتِ كدا كدا هتعرفي، ما هو مش معقول محمود هيتجوز من غير ما تعرفي
هبت واقفه مردده بصدمه :
ايه محمود هيجوز عليا
التفوا جميعاً علي صوتها وعلت علي وجوههم الصدمة والتعجب، وقفت رحاب تقترب منها قائله باستنكار :
محمود الـ هيجتوز يا مياده
اجابتها مي ببرود بدلا من مياده المنصدمه :
ابنك يا مرات عمي
نهضت زينب لتمسك مي من مرافقها موبخها بحده، تحاول إصلاح ما فعلته ابنتها :
ايه الهبل دا…..
بترت حديثها عندما استمعوا إلي اصوات عده وضوضاء اتيه من مجلس الرجال، فقالت صباح بقلق :
استر يارب، كل واحده تلبس طرحتها
استجابوا إليها وبدأت كل واحده منهم في أحكام حجابها، فبدأت الاصوات تتعلي وكان أكثرهم وضوحاً سالم وأبيه جابر ولكن لم يستطيعوا تحديد ما يحدث من كثره الأصوات،
انتفضوا علي صوت حاد قادم إليهن ينادي باسم خلود، وقفت بخضه تنظر إليهم بقلق وما هي إلا ثوانٍ وينفتح الباب علي مصراعيه ويظهر أبيها أمامهم بهيئة غاضبه، وفي الخارج حاول سالم الوصول ليدخل إليها ولكن أوقفه أحمد ومرتضي حتي لا يصبها بمكروه أثناء غضبه،
اقترب جابر منها ثم قال بحده ارعبتها :
اطلعي ورايا
اقتربت زينب منه كي تفهم ما يحدث ولكن أوقفها بإشارة منه صارمه :
ولا كلمه
ثم خرج واتبعته خلود بقلق سيطر عليها ورعب هب في أوصلها، وجدت سالم يقف وبجانبه أيمن زوجها (معقود قرانها)، تعجبت من وجوده لكن انصاعت خلف والدها، في ذلك الوقت استأذن أكرم وعامر ويعقوب بالرحيل لدخول نساء المجلس، اقترب منها سالم واضع الهاتف أمام عينيها يسألها بأعين قاتمة :
الصور دي مع مين غيرك
رفعت خلود نظرها لتجد صور بثيابها المنزلية وبدون حجاب، نقلت نظرها بين سالم وشاشة الهاتف ثم قالت بتوتر :
دي معايا أنا بس

 

 

 

رفع سالم يده يهوي بصفعه علي وجنتها جعلتها تضع يدها تلقائياً علي وجهها خوفاً بأن يصفعها مره أخري، كرر سؤاله مره اخري بحده :
الصور دي مع مين تاني
نظرت إلي والدها الواقف في صمت، والي أيمن ثم قالت بتوتر :
أنت بتضربني ليه أنا أنا عملت ايه
امسكها سالم من مرفقها ثم كرر سؤاله بشراسه :
هي كلمه واحده الصور دي مع مين تاني
جاءه صوت أيمن الساخر :
طيب والله عيب يكون معانا واحنا مستنين هي تقولنا مين
ظهرت معالم الاستفهام علي وجوههم بما فيهم المعلم سالم ليقول بنفاذ صبر :
احنا مش هنقعد نحل في ألغاز حضرتك
أمسك أيمن الهاتف من بين يدي سالم لبرهه، ثم رفع مره ثانيه بوجه الكل قائلا بحده :
يعني محمود بعتلي اسمه في اخر الرسالة الطالب فيها أن أطلق خلود والغي الفرح لان بينهم علاقة حب، وبعتلي صور ليها خاصه عشان يأكد ليا أنها بتكلمه
ثم نظر الي محمود المندهش وأكمل :
يا بجاحتك ياخي
وتركهم ورحل بعد أن رمي خلود بنظرات اشمئزاز، بينما انقض جابر علي محمود يمكسه من تلابيب ثيابه يصيح بغضب :
بقا يا كلب تعمل في بنتي كدا عشان رافضة جوازتك من مروه
ركضت خلود تقف خلف عمها سالم بعد أن رأت أخيها يرمقها بغضب، وتوجه عبده يقف أمام جابر قائلاً بصدمه:
ايه الكلام الـ بتقوله دا يا خويا، محمود لا يمكن يعمل كدا خلود ومي اخواته زي سمر وأنت عارف كدا
علي الجهة الأخرى لطمت زينب علي وجهها خوفاً علي ابنتها وحزناً علي حالها، بينما صدمت مياده عندما علمت بأن مروه هي الفتاه التي يحبها زوجها،
علي صعيد آخر جاءهم صوت من الخارج جعلهم يخرجوا ليروا ما يحدث، رأوا علي وعبدالله والمعلم عزيز يقتربوا منهم بوجه لا يبشر بالخير، هبط المعلم سالم بضيق من أسلوب تهجمهم لمنزله قائل :
ايه يا عزيز داخل بزعبيبك أنت وعيالك ليه
في ذلك الوقت عاد يعقوب سريعاً عندما لمح اخويه ووالده من أول الطريق، بينما انقض علي وعبدالله علي سعد باللكمات، فتقدم محمود وسالم وأحمد ومرتضي يدافعوا عنه، وحاول يعقوب الإمساك بأخويه ويبعدهم عنه وساعده عامر وأكرم، صاح عبده بحده :
انتو جايين تتهجموا علينا وفي بيتنا

 

 

 

أردف عزيز بغضب :
أنت ليك عين تتلكم دا أنا هدفنه مكانه
في تلك المرة تقدم منه المعلم سالم يقف أمامه ينذره بهدوء:
يا تتكلم عدل وتعرفنا في ايه، يا نخليها علي عيالك وعيلنا
صدح صوته بغضب جامح وهو يشير علي سعد :
ابن أخوك بيخوض في عرض بنتي يا سالم

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بنت المعلم)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!