روايات

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الفصل التاسع والعشرون 29 بقلم آية السيد

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الجزء التاسع والعشرون

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني البارت التاسع والعشرون

مرسال كل حد الجزء الثاني
مرسال كل حد الجزء الثاني

رواية مرسال كل حد الجزء الثاني الحلقة التاسعة والعشرون

مكنتش مستوعب حاجة فضلت لحظة من الصمت متجمد مكاني لحد ما خرجت عن صمتي ولحقته وأنا بقول: بابا استنى لحظة, أنت بتقول ايه علشان مش فاهم بس؟
وقف مكانه وكان هيدخل مكتبه, بصلي لوهلات وبعدين دخل, دخلت وراه وقفلت الباب, قعدت قصداه على كرسي مكتبه وأنا بكمل: ده كان مقلب صح؟
“لا, دي الحقيقة.. أنا مش باباك, باباك الحقيقي هو أحمد”.
سكت في لحظة من الصمت أحرقت ما في أحشائي مش قادر أنطق, تلعثمت: ب..ب..بس ازاي؟ وليه؟
سكت شوية وبعدين اتنهد: كان عندك حوالي خمس شهور لما هدية جاتلي تتعالج من لواحق كتير نفسية بسبب علاقتها السابقة, من ناحية كانت بتعاني من اضطراب قلق وكوابيس طول الوقت إنه هيجي وياخدك منها لتسلطه وحب امتلاكه الشديد لما هو ملكه حتى ولو مكنش عايزك بس أنت شيء بيملكه يبقى يفرض سيطرته عليك ومن ناحية تانية كانت بتحاول تتخلص من.. مشاعرها تجاهه وحاجات تانية كتير لكن.. بمرور الوقت حسيت ناحيتها بمشاعر, مكنش ينفع أعبرلها عن أي شيء علشان متحسيش إني بعمل كدا استغلالًا لضعف موقفها العاطفي لحد بعد ست شهور بالظبط كانت أمورها بدأت تتحسن وبنسبة كبيرة قدرت تتخلص من مخاوف ولواحق نفسية كتير لزواجها السابق وعلى الرغم من كدا كان لسه عندها خوف من انه ياخدك منها علشان كدا قررت إنها تطلع شهادة وفاة باسمى هادي أحمد تميم وتطلع شهادة ميلاد جديدة لك باسم جدك هادي حد غريب, طبعًا محدش من أهلها كان موافق لا “حد” ولا مرسال حاولت أقنعها كتير إن ده مش الحل الأمثل وإنها لو حابة تتطمن يأما تاخد حضانتك بقرار من المحكمة أو تأمن لقرار أحمد الأول لما فرض عليها إن كل واحد منهم ياخد طفل يربيه بشرط إنها متتجوزيش حد بعده وطول ما هي بتنفذ الشرط ده هو أكيد مش هياخده…
“بس بكدا هي مكنتش هتقدر تتجوزك خالص”.
“عارف, بس مكنش قدامي حل تاني قدام دموعها ومخاوفها, من ناحية أنا مدرك إن حتى لو قررنا ناخد الموضوع كقضية وتسترد حتى أخوك الأكبر فده هيجبرها إنها برود متتجوزيش علشان تكفل رعاية الطفلين وإلا دي هتكون حجة قوية من خلالها أحمد هيقدر ياخدك أنت وخالد بها ومن ناحية تانية الشرط الي أحمد حطه إن خلت به فده معناه إنه برود هياخدك منها, لفترة طويلة مكنتش فاهم سبب اصرارها إنها تنفذ الحل الي هي اقترحته لحد ما في يوم جاتلي العيادة منهارة وفي وسط اضطرابها وبدون ما تدرك اعترفتلي بمشاعرها, هي كانت خايفة تخسرك في كلا الحالتين علشان مكنتش قادرة تتحكم في مشاعرها ناحيتي حتى بالكره أو التجاهل علشان كدا كانت شايفة إن الحل الأمثل هو التلاعب بالورق شهادة وفاة بموتك تبلغ فيها أحمد بده واستنت لحد ما عرفت إنه برا علشان ميحضريش الجنازة ويجي بس على زيارة قبرك ومن ناحية تانية طلعنا شهادة ميلاد بنفس سنة ميلادك لكن بشهر مختلف وعلشان كدا كان لازم أخلي قسمية الجواز قبل سنة ميلادك, طبعا أحمد مكنش عارف حاجة بخصوص التلاعب بالأوراق, كل ده تم سرًا ومشفيش غير فرحنا علانية وعلشان كدا لفترة من الزمن أنت كنت لازم تكون مخفي عن الأنظار لحد ما نطمن أنه تخلى عن فكرة مطاردتنا وميشكيش فالي حصل لحد ما عدى حوالي أربع سنين من جوازنا فمبقاش واضح أوي فرق اربع سنين من خمس فبدأت تعيش بشكل طبيعي وبقيت هادي عمر ماجد واتربيت وكبرت على كدا, أنا مكنتش راضي عن الي عملته لكني ضعفت قدام خوفها واضطرابها طول الوقت حتى وإن كان الي عملته ده جريمة لكنه كان أهون من فزعها كل يوم في نص الليل وهي بتعيط من الخوف بتتوسله إنه يسيبك ومش بطمن غير لما تاخدك في حضنها وتنام جمبك, فضل الخوف محاصر هدية لحد ما انت تميت التسع سنين حتى أنت بنفسك أكيد فاكرة ازاي كنت بتصحى من النوم بتلاقيها نايمة جمبك وكأنها كانت بتعيط طول الليل, الحالة النفسية والاضطراب الي كانت فيه مقدرتيش تتعالج منه غير بعد معاناة وكان ده أسرع سبيل يخليها تتعالج من كوابيسها”.
“طب وأنا؟”
“أنت كنت ابني ولسه ابني إلا لو أنت مش شايفني أبوك”.
“أنا أنا مقولتش كدا بس حط نفسك مكاني.. أنا أساسًا مش مستوعب الفكرة, أنا حاسس إنك بتضحك عليّ, وفي النهاية تلاقيك بتختبرني علشان تشوف ردة فعلي صح؟ بابا أنت عارف أنت بالنسبالي ايه, أنت أقرب حد لي في العيلة وأكتر حد أنا بحبه”
“وعلشان السبب ده بالذات أنت المفروض ميفرقيش معاك مين فينا هو أبوك الحقيقي, أنت اتولدت من جديد باسم هادي عمر ماجد وعمري ما حسيت إنك غير كدا, انا الي ربتك مش هو وأنا الي حبيتك أكتر من نفسي وحتى أكتر من أخواتك الاتنين التانين وأنت عارف ده كويس”.
قاطعته بانفعال: لا.. مش بتتحسب كدا, أنتوا موتوا هويتي الحقيقية, عملتوا قبري وأنا لسه عايش, خلتوني مت هادي أحمد وزيفتوا هوية هادي عمر, أنتوا لو كنت بتحبني فعلًا زي ما بتقول مكنتش خلتني أتعايش في الوهم ده طول حياتي, الانسان من غير هويته الحقيقية هو انسان بلا حياة, بعيش كمجرد جسد بيؤدي وظائفه المادية وخلاص, انت انتزعت مني اسمي وهويتي بدون ما تقولي ودي في حد ذاتها جريمة, جريمة مش قادر أتقبل نواتجها. قولت كلمتي الأخيرة واتوجهت لاوضتي بلم حاجاتي, عمر جه وراي بياخد مني الشنطة بيسألني بقلق: أنت بتعمل ايه؟
“والمفروض إني أعمل ايه؟ أقعد هنا أكمل مسرحية الابن البار الممتن لأفضال زوج أمه”.
“هادي أنت اتجننت؟ شوف أنت بتكلمني ازاي؟ أنا أبوك على فكرة وهفضل أبوك غصب عنك”.
“كفاية كدب وادعاء بقى, واضح جدًا إني كنت مجرد حجة تتقرب بها من أمي وتحملك لي ولمشاكلي طول السنين دي مكنش حبًا فيّ زي ما بتقول, كل ده كان علشان هدية وبس, لأنك عارف ومتأكد إنك طالما قبلت بوجود هدية في حياتك فأنت بإرادتك أو بغيرها مضطر تقبل بوجودي…” لسه مخلصتش كلام ومحستيش بنفسي غير وعمر بيضربني بالقلم, أنا مكنتش مستوعب وهو حتى مسبنيش استوعب وليقته قفل الباب وراه ببصمته وحبسني جو اوضتي وهو بيكلمني من ورا الباب بيقول: أنت شكلك مش في وعيك حالًا, ومفيش خروج من هنا غير لما ترجع لعقلك تاني, وبارادتك أو غصب عنك فأنا أبوك ولي عليك كامل حقوقي علشان وجودك في حياتي مكنش واقع مفروض عليّ لمجرد إن قبلت وجود هدية في حياتي”.
زعقت من ورا الباب وأنا بخبطه برجلي بعصيبة: أنا كدا هخاف يعني وأخضع لك؟ ماشي عايز تحبسني احبسني لكن أنا مش هقعدلك في البيت ده كتير وهلاقي طريقة حتى ولو هكسر الباب”.
“هتكسره ازاي يعني وهو مش هيفتح غير ببصمة صوبعي؟ عصبي وغبي الاتنين؟”
“متغيريش الموضوع, أنا فاهم نظام قلب التربيزة بتاعك ده كويس جدًا”.
“طب كويس إنك فاهمه, فكرت عندك مشاكل في الاستيعاب”.
اتعصبت بخبط الباب برجلي: دنت دكتور مستفز. مسمعتش غير صوت ضحكته الخافت وسبني ومشي, مكنتش عارف أعمل ايه لحد ما افتكرت غرفة الرسم السرية بتاعتي الي كنت عاملها لرماح, عطيت الإذن للجداران إنها تفتح لكن واضح إن عمر لغى إذني ومبقتش تسمع كلام حد تاني غيره وده قانون في تكنولوجية أي بيت إن الملك الاصلي هو الناهي والآمر للبيت وصوته هو الصوت الوحيد المسموع لكنه بيدي الإذن لأي حد هو عايزه وبإمكانه يسحبه منه في أي وقت, اتعصبت وحاولت أقلاي مخرج بس عدى 8 ساعات وأنا لوحدي مش قادر أقلاي مخرج لحد ما افتكرت شريحة خالد الي طورها وبقت مشابهة لميمي يوري, مكنتش عارف بتشتغل ازاي لكن افتكرت حسام لما قال إنها بتعمل على ضربات القلب بالزياد أو النقصان, قربتها من قلبي وحاولت افتكر أي حاجة بتعصبني أكتر فافتكرت عمر وحبسته لي وكأني حيوانه الأليف وده زود خفقان قلبي فليقت حسام ظهر, اتنهدت وبصتله وأنا بقول: الحمدلله أخيرًا عرفت أتواصل مع حد.
“ليه كنت محبوس مثلًا؟” قال كلمته الأخيرة بيضحك
“بغض النظر عن استظرافك بس اه حاجة شبه كدا”.
“ليه ايه الي حصل بينك وبين عمر؟”
على مضض قولت وأنا بتجاهل النظر ليه: خانقنا.
“أحمد هو باباك فعلًا؟!”انفعلت وأنا بقول: تخيل! الكائن ده يطلع باباي, أنا مش طايق نفسي.
“مش فاهمك حقيقي يا هادي, أنت ليه مكبر الموضوع؟ اعتبر وكأن شيئًا لم يكن وعمر هو باباك وخلاص.
“أنت عبيط يا حسام معلش؟ أنت متخيل يعني ايه تعيش طول حياتك بهوية مش بتاعتك؟”
“الي أعرفه الحقيقة إني لو كنت مكانك كنت هبقى ممتن لوجود عمر في حياتي, ياريت عمر كان باباي الي رباني فعلًا”.
“أنت مش فاهم حاجة, محدش فيكم حاسس بالألم الي جويي, أنا حاسس وكأني بعيش نفس تجربة الولد الي رباه راشد, أنا كنت ناقم على الولد ده وكنت بقول زيك كدا لكن لما اتحطيت في الأمر لما حسيت بيعني ايه إنك تكون فاقد لهويتك, حسيت إن كان له الحق يمشي ويدور على باباه الحقيقي”.
“طب وأنت عايز ايه دلوقتي؟”
” مش عارف بس انا عايز أمشي من هنا, مش عايزة افضل هنا لحظة واحدة”.
“بس مفيش وسيلة للخروج لا لحظة.. هادي أنت مش عايز تخرج بر اوضتك؟”
“أيوة”.
“طيب ادي الأمان لعمر إنك مش هتمشي”.
“ده على أساس إنه هيصدقني بالساهل ويفتحلي”.
“لا ما هو أنت هتخرج بحجة إنك هتتعالج عنده كمريض نفسي بدون علاقتك الشخصية به, هو وقتها هيقتنع إنك عايز تحل المشكلة بس بتكابر”.
“لا لا مستحييل.. انسى, أنا أساسًا مش هيكون لي علاقة به تاني, عايزاني أتعالج عنده؟”
“هادي أنت بتكابر, اسمع كلامي بس وصدقيني هتلاقي نتيجة كويسة”.
سكت بفكر في كلامه لحد ما اتنهدت وغيرت مجرى الكلام وأنا بقول: أنت متعرفيش ليه الشريحة مجبتيش خالد معنا؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية مرسال كل حد الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى