روايات

رواية القديمة تحلى الحلقة السادسة 6 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة السادسة 6 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة السادسة 6 بقلم نرمين

رواية القديمة تحلى الحلقة السادسة 6 بقلم نرمين

كان يجلس بجانبها علي الفراش منتظرا استيقاظها من النوم كما أخبره الطبيب …

فقد اخذها ناير من المشفي ونقلها الي المنزل بعد أن جهز لها غرفة بالمنزل حتي يتابع ويشرف هو علي علاجها…

تململت زهرة في فراشها وفتحت عيناها وهي تضع يدها علي رأسها بملامح منزعجة…

ابتسمت زهرة عندما شاهدت ناير أمامها وهتفت…

_ازيك يا ناير؟؟…فينك بقالك كتير مبتجيش؟؟…

ثم حولت بصرها بأنحاء الغرفة الموجودة بها ..لم تكن غرفة المشفي …

_انا فين؟؟..

_ انت ف البيت…

أفلتت ضحكة صغيرة منها ثم قطبت جبينها قائلة …

_ ازاي يعني ف البيت!؟…وليه ف البيت اصلا … مش المفروض اني بتعالج!!…

اومأ ناير برأسه ونهض من مكانه قائلا…

_ المفروض…المفروض انك بتتعالجي فعلا..بس لما تكوني انت مش عاوزة تتعالجي ووجودك ف المستشفي بيتعبك اكتر وبيدهور حالتك اكتر يبقي ملهاش لازمة وتخرجي منها…ولا انت ايه رأيك؟؟…

اجفلت من كلامه الغير متوقع فطوال فترة تعبها كانت مخدرة ..فقد أمر ناير الأطباء بتخديرها حتي ينتهي من إجراءات خروجها من المشفي وينقلها الي المنزل …

_ انا مش فاهمه حاجه…بس انا حالتي كانت كويسة ف المستشفي …

ضحك ناير بسخرية ثم قال…

_ حالتك كانت كويسة!!!…ده قبل البودرة ولا بعدها ؟؟…علي حد علمي انت اول م روحتي المستشفي مكنتيش طيقاها..ومن كام اسبوع بدأتي تحسي انك مرتاحة فيها…مش حاجة غريبة ؟؟…

اتسعت عيناها بصدمة وخوف معا وتلقائيا وضعت يديها على بطنها…تفهم ناير جيدا فهو إذا علم بتعاطيها المخدرات مرة أخري كان عاقبها بداخل المشفي ..لكن هدوءه والسخرية التي تظهر على صفحة وجهه الان اخبرتها أن شيئا ما حدث لجنينها…

_ اممم…فعلا يا زهرة انت مبقتيش حامل خلاص مفيش عيل ..وحتي اني قرفان اقرب منك عشان نجيب عيل تاني..بس صدقيني هدفعك تمن العيل اللي راح ده..

تحرك ناير ناحية الطاولة المستديرة الموجودة بالغرفة وأخذ صينية الطعام وسار ناحية زهرة …

_ اول ايام الجحيم يا زهرة….فطارك وكمان كام ساعة هيجيلك الغدا…لو وقعتي الاكل ف مفيش غيره…بالإضافة لأنك هتنضفي اللي عملتيه…

انا لا عندي مصحات ولا علاج ..هتتحبسي هنا لحد السم ده م يخرج من جسمك..حتي لو بعد ميت سنة…

عاملتك زي الناس ووديتك مصحة بس انت رفصتي النعمة ..شيلي بقي…

وخرج وتركها في صدمتها وكل ما يدور برأسها أن ايامها هنا لن تمر بسلام ابدا …

********************

على طاولة الغداء كانت تجلس نجاة وزوجها ووقاص وزوجته وسيلين وبجانبها زمزم التى تمسك بهاتفها طوال الوقت ولا تفارقها تلك الابتسامة المحبة على شفتيها …كان عمها يتابعها بابتسامة صغيرة وتعبيرات غامضة الى ان انتفضت زمزم على صوت زوجة عمها توبخها كعادتها…

-ياريت تبطلي توزيع ابتسامات هنا عاوزة توزعيها اطلعي اوضتك مش ناقصين احنا…

اخفضت زمزم رأسها ونظرت الى طبقها بعينين مدمعة حتى تحدثت شيما بنبرة خبيثة متوارية ولكنها بالطبع لم تخفي على نجاة…

-معلش يا طنط سبيها هي اكيد بتكلم صاحبتها او حاجة…اصلا طول اليوم فونها مش بيبطل رسايل واتس اب..

قبضت زمزم على هاتفها بقوة مذعورة ولم تقوى على رفع عيناها ولكن سيلين كانت تستعد للهجوم على تلك الماثلة امامها اذ انها لا تحبها ابدا وتتمني خروجها من المنزل بلا رجعة…

-ملكيش دعوة يا شيما ..رسايل واتس اب مكالمات فيديو حتى ملكيش علاقة …هي مبتجيش تقولك وريني تليفونك وكلنا بنبقي سامعين الرسايل اللى بتجيلك على اى اب ف الفون …ف متدخليش ف اللى ملكيش فيه…

قاطعها وقاص عندما نظر الى زمزم بقوة قائلا…

– تعالى ورايا…

هربت الدماء من جسد زمزم وشحب لونها لم تتوقع ان يأمرها باتباعه فجميع لقاءاتها مع وقاص كان التجاهل هو ما يسيطر عليها يلقي اوامره ثم يذهب من امامها وهى تفعل ما يأمرها به بصمت خشية مواجهته او التشاجر معه…

ابتسمت نجاة بتشفي وفرح فهي تعلم ابنها جيدا رغم هجره لها لكنه لم ولن يرضي ان تقلل من احترامه او تتصرف بما يضع رأسهم بالطين …لم يتحرك عبد القادر من مكانه ولم يتفوه بحرف او يدافع عنها حتى وذلك ما اثار ريبتها فقط سيلين هى من نزعت منها الهاتف حتى انها لم تخبرها بما فعلته واعطته لها مرة اخري…

تحركت زمزم بخطي متثاقلة نحو الغرفة التى دلف اليها وقاص ومعها هاتفها …اوشك قلبها على التوقف من قوة نبضاته التى كادت ان تحطم اضلعها ….

اخيرا دلفت زمزم الى الغرفة واغلقت الباب خلفها كما امرها وقاص…

-هاتي تليفونك…

مدت يدها بالهاتف بأصابع مرتعشة خائفة من انكشاف امرها ..التقطه وقاص وحاول فتحه لكنه وجده بكلمة سر…

وقاص بحدة…

-هو انا فضل ازقك بقي ولا ايه؟؟…لما انت عارفة انه بزفت باسورد م تفتحيه…قولي الزفت…

حمدت ربها انها لم تضع كلمه السر حروف اسمه لكانت الان فى عداد الاموات فقط اليوم الاول الذي تقابلا به ومن المؤكد ان بضعة ارقام منفردة كما تقولها هي لن يستطع وقاص معرفة هويتها او ماذا تعني …

فتح وقاص الهاتف وبحث فى كافة محتوياته لكنه لم يجد شيئا -كما ظنت هي-…

-طيب يا زمزم خدي تليفونك واطلعي..

عقدت جبينها باستغراب وتوجس فهو لم يتوصل لشئ…ولكن كيف؟؟..من المؤكد ان ما فعلته سيلين بالهاتف هو ما ادي الى عدم معرفته بشئ بشأن ياسر …لا يهم اي شئ الان فقط ما يهمها انه لم يكشفها …

خرجت من الغرفة مسرعة قدر استطاعتها وصعدت الى غرفتها وتبعتها سيلين حتى تعلم ماذا حدث…

*****************************

التقطت هاتفها حتى تتحدث الى شقيقتها وتخبرها بقرارها الجديد والذي توصلت له بالنهاية …ضغطت على رقمها وانتظرت حتي ترد عليها شقيقتها وبالفعل بعد ثوان وصلها صوت زمزم المرتعش الخائف وهى تعلمه جيدا..على الفور نسيت ما اتصلت بها بشأنه وراحت تسألها بلهفة وقلق…

-مالك يا زمزم؟؟…صوتك ماله؟..

جاءها صوت زمزم على وشك البكاء…

-كـ..كنت هتكشف يا تمارا…انا ميتة ف جلدى م الرعب ..

-ليه يا حببتي بس مالك؟؟…تتكشفي ليه انت بتعملي ايه اصلا؟..

انفجرت زمزم باكية بعنف وقالت…

-ياسر..ياسر يا تمارا كنت هتكشف فعلا ووقاص اللى كان هيكشفني لولا سيلين مسحت الرسايل ….

تنهدت تمارا براحة ثم حاولت تهدأة زمزم قائلة…

-طب اهدي بس…الحمد لله اهو متكشفتيش الحمد لله يلا قومي اغسلى وشك وتعالى عشان عاوزة اكلمك ف موضوع كده..

نهضت زمزم من مكانها وفعلت كما امرتها شقيقتها …

-ها يا توتا كنت عاوزة تقولي ايه؟؟…

بدأت تمارا الحديث بحماسة اثارت استغراب زمزم واهتمامها ايضا فانتبهت اليها بجميع حواسها..

-شوفي يا ستي…طبعا زى م انت عارفة انا عجلة واااد كده على غير العادة…يعني وصلت لوزنى ده ف ست شهور بس.. .وبسبب الوزن ده غيرت استايل لبسي كله وبقي عبايات او تونيكات بس..بصراحة زهقت من شكلي كده ف انا قررت انى اخس وارجع زي الاول انت ايه رأيك؟؟…

هتفت زمزم بصراخ وفرحة…

-انت بتسأليني ع رأيي ؟!!…طبعا معاكي يا متخلفه انت لازم تخسي وترجعي زى م كنتي طبعا…

زادت حماسة تمارا واتسعت ابتسامتها وتابعت..

-امبارح بدأت رجيم من صفحة ع الفيس بتنزل نظام اكل وكدة والحمد لله ماشية عليه كويس لغاية دلوقتي بس فيه مشكلة صغنونة كده وانت اللى ف ايدك الحل…

زمزم بسرعة…

-عنيا ليكي يا توتا قوليلي بس انا ف ايدي ايه وانا هعمله فورا…

-لازم رياضة …والرياضة ديه مش هتيجي الا اذا نزلت اتمشيت كل يوم ساعة ع الاقل ع مدار اليوم..وعابد مش هيرضي ينزلني الا لو كان حد معايا ف انا فكرت انى اقولك عشان تنزلى معايا وهو كده يبقي مطمن لان انت عمو قدرى مبيسبكيش تنزلى من غير حراسة وديه حاجة هتنفعني طبعا…

-اوكي يا توتا اتفقنا بس خليها ع 10 الصبح كده ننزل واهو بعد الساعة اروح جلسة العلاج علطول…ماشي؟؟..

-طبعا ماشي يا قلب توتا…باي يا حببتي..

ودعتها زمزم كذلك واغلقت الهاتف والتفتت الى سيلين حتى تسألها ماذا فعلت بالهاتف واخفت اثر حديثها مع ياسر؟؟…

-سيلا انت عملتي ايه ف التليفون …وقاص معرفش يطلع حاجة خالص من عليه؟؟..

امسكت سيلين بياقة قميصها وهتفت بغرور مصطنع…

-عشان تعرفي بس فايدتي ف حياتك يا بنت عمو ناصر…معملتش حاجة بما انى عارفة باسورد الفون ف فتحته ومسحت الواتس خالص …وطبعا بما انك دهولة يا حياتي وادتيني انا التليفون عشان انزلهولك م الاساس ف الرسايل مضاعتش …لا تقلقي عزيزتى…

قفزت زمزم من مكانها وانقضت على سيلين تحتضنها بقوة وهى تبكي وتلقي على مسامعها عبارات الشكر والامتنان الغير منتهية….

يتبع..

لقراءة الحلقة السابعة : اضغط هنا

لقراءة باقي حلقات الرواية : اضغط هنا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى