روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الخامس والثلاثون 35 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الخامس والثلاثون

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الخامس والثلاثون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الخامسة والثلاثون

♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد أن ذهبا نسرين وفؤاد …ظلت واقفة أمام باب الجامعة تشعر بألم في قلبها. ..أغمضت عينيها وقالت:
-وحشتني يا موسى. ..وحشتني اووي
ثم فتحت عينيها وهي تسمع صوت لقدوم سيارة أمامها …توسعت عينيها بصدمة وهي ترى أن تلك سيارة موسى …وهذا هو موسى …موسى ..حبيبها !!!
-موسى!!!
قالتها ليان وقلبها يرتعش داخل صدرها …كانت لا تصدق انه أمامها …فمنذ الأمس وهي في حالة سيئة بسبب ما حدث …ولكن برؤيته اليوم تشعر ان الألم الذي في قلبها تراجع …
-أركبي يالا …
قالها مبتسما لتهز رأسها وهي تنظر حولها خوفا من أن يأتي السائق ويراها معه ثم يخبر عدي وهي لا تريد هذا ….
استقلت السيارة سريعا لينطلق موسى بهما
….
في السيارة ..
كانت ليان تنظر إلى موسى وعينيها مشبعة بالدموع …تشعر وكأن أحدهما يعتصر قلبها بقوة …لقد اشتاقت له ولا تصدق انه ابتعد عنها …
-وحشتني اووي يا موسى …
جذب كفها وهو يقبله وقال:
-وأنتِ وحشتيني اكتر يا حبيبي …
-هنعمل ايه في …
-شششش مش عايزك تفكري في أي حاجة دلوقتي يا ليان أنا هتصرف مع عدي …أنا لما جيت عشان اشوفك عشان بس وحشتيني وكنت ناوي اشوفك وأمشي بس مقدرتش بصراحة …كنت عايز اقعد معاكي واتكلم معاكي واشبع منك
..وانا هكلم.عدي تاني. …اطمني انتِ مش هتكوني لحد غيري زي ما أنا مش هكون لغيرك …مرضية يا ملكة قلبي …
هزت رأسها وهي تمسح دموعها التي انسابت على وجنتيها…لن تنكر ان كلماته جعلتها تهدأ قليلاً…هي الآن ليست خائفة ..فهي تثق بموسى
بعد قليل توقفا امام مقهى يطل على النهر …
خرج موسى من السيارة وجذب كف ليان وسحبها خلفه نحو المقهى اجلسها بلطف على المقعد وقال وهو ينظر إليها وقال:
-تشربي ايه يا ست هانم…
-انت هتشرب ايه ؟!
قالتها وهي تنظر إليه بحب فرد ببساطة :
-هشرب شاي بالنعناع .
-خلاص أنا كمان هشرب شاي بالنعناع .. ….
رفع حاجبيه بحيرة وقال :
-من امتى بتحبي الشاي..
-من.دلوقتي عشان أنت بتحبه …
ضحك وقال:
-طيب يا نصابة
ثم استدعى النادل ليأخذ طلبهما …
وبعد ان ذهب وضعت ليان كفها على وجنتها وبدأت تراقب موسى بحب …
-.وحشتني اووي بجد ..متعرفش أنا عملت ايه لما اخويا طردك اتخانقت معاه وحتى مش بكلمه من الصبح …حتى لما قالي أنه جابلي سواق جديد معملتش اي رد فعل وتجاهلته و….
قاطع كلماتها المتحمسة وجوم موسى وهو يقول :
-ليان مفروض متعامليش اخوكي بالشكل ده …مهما كان غلط ومهما كان اختلافنا معاه ده برضه اخوكي …بس انا وأنتِ لازم نعترف بحاجة!!!
صمت قليلا وأكمل :
-لازم.نعترف أننا غلطنا في حق اخوكي لما ارتبطنا من وراه …احنا كسرنا ثقة عدي وهو ميستاهلش ده مننا أبداً …في الوقت اللي كنت لوحدي مفيش حد يساعدني كان هو الوحيد اللي مد أيده وساعدني …دخلني بيته وأمني على أخته وبدل ما احميها…حبيتها …حاولت أنكر مشاعري دي …حاولت اقضي عليها بس مقدرتش …هي كانت محاصراني من كل مكان ….حبيتها اكتر من نفسي حتى وكنت مستعد أعمل ايه حاجة عشان احميها حتى لو كنت هموت مش مشكلة المهم تبقى هي بخير …وعلى قد ما كنت بحبها …على قد ما حاولت اقتل الحب ده من جوايا …مكونتش حابب اخون صاحبي بس للاسف فشلت بقوة كمان …فشلت قدامك يا ليان …فشلت وبعترف …بس برضه أنا خونت صاحبي وكنت مستعد لأي عقاب يقوله ومفروض متعاملهوش كده …عدي عمل المستحيل عشان يحميكي …وقف في وش عمه وخسره…حبس عمه وكان هيقتله في مرة عشانك …معقول نسيتي كل اللي عمله عشانك يا ليان …
أطرقت ليان برأسها …عضت شفتيها وهي تمنع شهقاتها من التسلل من بين شفتيها …تعترف انها قد عاملت عدي بأسلوب بشع…رفعت رأسها ونظرت إلى موسى وعينيها رطبة بفعل الدموع وقالت:
-انا كنت زعلانة أنه طردك يا موسى…كنت حاسة أنه طرد روحي متعرفش لنا عيشت ايه امبارح …أنا كنت هتجنن لولا أنك كلمتني اخر الليل ووعدتني أنك هترجعلي قريب …صحيح غلطت بحق عدي …مكنتش في وعي …كنت هتجنن عشان اعرف روحت فين …
ابتسم موسى وشد على كفها وقال:
-احنا مع بعض اهو …ومستحيل اي حاجة تفرقنا…
تنهد وقال:
-انا هكلم عدي تاني يا ليان …مش هستسلم ابدا غير لما تكوني ليا يا ليان ….ده وعدي ليكي …
ابتسمت له ابتسامة رائعة ..كلماته تلك أطلقت العديد من الفراشات بمعدتها…شعرت بقلبها يخفق بقوة وعينيه تحاصرها بقوة …وكفه تشد على كفها …كان كل شئ مثالي للغاية بينهما …الحب داخل قلب كل منهما ..نقي وحقيقي … فجأة أتى النادل بأكواب الشاي ليشرعا في تناوله … وبعد أن انتهيا جلسا قليلا يتكلمان ..كانت تتكلم معه دون توقف وهي سعيدة …كانت تريد أن تشبع منه قبل أن تعود للمنزل ..ولكن كان قد أتى ميعاد ذهابها للمنزل …كما أن السائق اتصل بها ….
-معلش يا حبيبي لازم امشى دلوقتي …
قالتها ليان وهي تنهض لينهض موسى ويقول :
-يالا هوصلك …
-لا لا مفيش داعي أنا هروح لوحدي …
&لا يا ليان قولت هوصلك خلاص متناقشنيش لو سمحتي ….
وبالفعل لم تجادل بل.أتبعته إلى سيارته وركبتها بهدوء وهي تبتسم ها هي سوف تنال بضع دقائق معه ولكن الخوف أن يراها السائق ويخبر عدي …
….
ما أن جلس وانطلق بها حتى قالت بتوتر :
-انا خايفة السواق يشوفك ويقول لأخويا …خايفة خالص يا موسى …
-متخافيش يا حبيبتي مش هيحصل ده ….أنا عامل حسابي ….
…..
وبعد بضعة دقائق كان قد اوصلها بعيد عن جامعتها نسبيا وقال؛
-انزلي هنا وروحي الخطوتين دوول وبعد ما توصلي اتصلي بيا عشان اطمن عليكي …
هزت رأسها وقالت وهي تنظر إليه :
-امتى هتكلم عدي ؟!
-قريب جداً بإذن الله ..
قالها بثقة لتبتسم وتترجل من سيارته وهي تشعر وكأنها ولدت من جديد …الدقائق التي قضتها مع موسى كانت اجمل دقائق قضتها في حياتها كلها ..
اقتربت من السيارة الخاصة بهما لترى السائق …استقلب بهدوء السيارة لينطلق بها بسرعة !!
……
قاد موسى سيارته عائداً الي منزله …كانت الابتسامة تملأ شفتيه …كم هو سعيد لانه رآها …لقد اشتاق اليها بجنون …حبيبته الصغيرة…كان يحتاج ليراها كي يخطو الخطوة الثانية …سوف يكلم عدي …لا أحد سوف يمنعه عن حب حياته …وعدي عندما يرى كم يحب هو شقيقته هو متأكد أن الجليد الذي في قلبه سوف يذوب وسوف يعطيه ليان …هو يعرف أن عدي طيب للغاية ولن يتحمل رؤية لا شقيقته تعيسة ولا صديقه …
تنهد وهو يوقف السيارة إمام العمارة السكنية وخرج من السيارة وهو يصفر بسعادة ثم بخطوات واسعة ولج للعمارة ….غير منتبه للسيارة السوداء الجيب الواقفة إمام العمارة والتي كان لها عدوه الأوحد…الرجل الذي قلب حياته منذ سنوات ….دمرها تماماً…هل هو يعود لكي يدمرها مرة آخرى …كان مصر على هذا …فموسى سوف يعيش اتعس أيام حياته….
نظر صموئيل الي الرجل الذي يعمل معه وقال:
-قولي بقا نقطة ضعفه الجديد …..
-ليان رشيد هو كان البودي جارد بتاعها وحبيبته في نفس الوقت …
ابتسم صموئيل وقال:
-خلينا نعيشه الكابوس مرتين !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يا بنتي متبقيش عنيدة …الدكتور يحيى عرض المساعدة عليكي ..ده هيعمل العملية لأمك بنفسه يا رانيا وفي المستشفى بتاعته الخاصة .
قالتها ماجدة …لا تصدق عناد تلك الفتاة …انها تعرض حياة والدتها للخطر بسبب غباءها ….كانت رانيا جالسة على الأريكة بمنزل ماجدة ترمش بعينيها لكي تبعد الدموع عن عينيها …لم تكن تريد البكاء أمامها …كانت مقهورة على حالها …لقد أيقنت الأن انها مثيرة للشفقة …..فيحيى لم ينجذب إليها بل يشفق عليها كحالة انسانية …يبحث لها عن عمل ويريد إجراء جراحة لوالدتها …شعور انها بائسة وتثير شفقة الجميع جعل معدتها تتلوى …أغمضت عينيها وهي تتذكر ما قاله لها

-عايز أنا اللي أعمل العملية لوالدتك في المستشفي بتاعتي وبدون أي مقابل …
هكذا قالها صادما اياها…ظنت انها سمعت بشكل خاطئ ولكن ملامحه كانت جادة …عينيه الزرقاء كانت ترمقها بإنتظار ليسمع ردها…
هزت رأسها وقالت بذهول:
-انت ايه اللي عرفك اللي حصل لأمي يا دكتور؟!مين قالك انها محتاجة عملية ؟!
-مش مهم مين قال يا رانيا …المهم دلوقتي ان والدتك محتاجة عملية وانا اللي عايز اعملهالها
-خالتي ماجدة هي اللي قالتلك صح ؟!
قالتها وقد ظهر في صوتها الجرح ….احست رانيا في هذا الوقت انها مثيرة للشفقة ..شعرت بنيران الغضب ترتفع.داخلها…لقد فعلت المستحيل لكي لا يشفق عليها احد ولكن عبثاً…فها هو يحيى يشفق عليها ….ها هو يريد مساعدتها بالتأكيد هو يراها كحالة إنسانية ….
-انطق خالتي ماجدة اللي قالتلك صح ؟!!
قالتها بإنفعال وقد حاربت ظهور الدموع بعينيها إلا أنه قال:
-قولتلك مش مهم مين اللي قال المهم ان والدتك محتاجة عملية وانا بعرض أن انا اللي اعملها !!!!
-ليه ؟!
قالتها بنبرة حاربت لإخراجها ثابتة ولكنها خرجت مرتعشة بينما تسللت دمعة من سجن عينيها لتفضح ما بداخلها من حزن وبؤس شديد …نظر يحيى إليها بحزن …كان قلبه يؤلمه عليها وهو يفعل ما بوسعه الآن لزرع الابتسامة على وجهها مجدداً…
-قولي يا دكتور ليه عايز تساعدني …ليه ؟!ايه شفقان عليا صح ؟!اكيد أنا حالة إنسانية بالنسبالك صح ؟!
نظر إليها يحيى بصبر …كان يعرف انها تعاني لذلك تركها تهذي ولم يفقد أعصابه معها فقال أخيراً:
-لا يا رانيا مش حالة إنسانية ولا حاجة …أنا عايزة اساعدك عشان أنتِ ليه مكانة عندي …
نظرت إليه بصدمة وقالت؛
-مكانة ايه حضرتك ؟!
قالتها ليرتبك هو ويقول ؛
-خلينا في المهم يا آنسة رانيا …فكري في والدتك التعبانة ومش مهم أنا دلوقتي
-طيب ما أنا فعلا بفكر في والدتي …ومش هفكر الا فيها وهي أهم …
قالتها بإندفاع ليبتسم بلطف ويقول:
-كويس اووي ..يبقى ليه مش عايزة تعملي العملية لمامتك.عندي …الانتظار في الحالات دي مش بيفيد…متبقيش عنيدة يا رانيا واسمعي الكلام …
نهضت بضيق وقالت :
-وانا قولتلك شكرا مش عايزة…مش عايزة يا بيه …مش عافية هي …
ثم تركته وغادرت تاركة إياه ينظر إليها بيأس …
…..
عادت رانيا من شرودها ودموعها تتساقط تباعاً بينما ما زالت ماجدة توبخها …
-خلاص كفاية يا خالتي كفاية …
قالتها رانيا وهي تبكي لتزعق بها ماجدة :
-لا مش كفاية …مش كفاية يا أستاذة رانيا …متبقيش أنانية وفكري في مصلحة امك …قوليلي هتكوني مبسوطة لو أمك حصلها حاجة …ها ..هتكوني مبسوطة !!!لو ماتت لا قد الله هتندمي على اللي عملتيه …يا بنتي متبقيش غبية الراجل مادد أيده وعايز يساعد فأقبلي المساعدة عشان خاطر امك على الأقل
…………..
بعد قليل….
كان يحيى يخرج من سيارته وقلبه يخفق ..منذ أخبرته أنها تريد التحدث معه لم يفكر مرتين وأتى إلى هنا …
استقبلته السيدة ماجدة في منزلها بترحاب شديد وذهبت لتحضر له شئ كي يشربه بينما ظل هو مع رانيا بصالة المنزل …
كانت رانيا تفرك كفيها بينما هو يتأملها بعمق …الاحاسيس التي تفجرها تلك الفتاة داخلة عجيبة …لم يفعل أحد هذا به …وأصبح الإنكار حماقة الآن …هو يعترف أن لديه مشاعر قوية بداخله من ناحيتها …يعترف أنه يعشقها!!!
-انا موافقة انك تعمل العملية لأمي !!
قالتها بهدوء …
♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
-ورد ..
قالها ياسين بتردد وهو يقترب من ورد …لا يعرف ماذا يتكون رد فعلها على ما سيقوله الآن لها…هي بالتأكيد سوف تغضب منه ولكنه لا يهتم …هو سوف يحاول امتصاص فغضبها وسيتحمل أي شئ منها …رفعت ورد رأسها وهي تنظر إليه …كانت جالسة على الأريكة براحة فهو بعيداً عنها منذ الصباح وهذا اراحها نسبيا ولكن الآن هو قرر اقتحام مساحتها الخاصة …تأففت وظهر الضيق على وجهها وقالت بفظاظة :
-نعم ؟!
ابتلع ريقه وقال وهو يمد لها حقيبة ورقية كبيرة بعض الشئ موقع عليها اسم محل لأحد المحجبات وقال :
-ممكن تلبسي.ده ؟!
نظرت إليه وكأنه فقد عقله وقالت:
-ليه؟!
ثم أخرجت محتوى الحقيبة الورقية والذي لم يكن سوى عباءة سوداء واسعة قليلاً وحجاب معها …
يبدو بالفعل انه فقد عقله …نظرت إليه وقالت بسخرية :
-هي هدية جميلة بس حضرتك انا مش محجبة فمش فاهمة الهدية دي عشان ايه ؟!حضرتك ناوي تحجبني ؟!
ربع ذراعيه وقال بهدوء:
-أنتِ مش عايزة تتحجبي يا ورد ؟!
أنمحت السخرية من وجهها وقالت بجدية :
-نفسي جدا وعايزة اخد الخطوة دي بس القصة أنك عمري ما قولتلي اتحجب فمستغربة دلوقتي …وكمان أنا في البيت ليه هلبس دوول
تنهد وقال :
-عشان جايلنا ضيوف يا ورد بطلب منك البيئة دوول لو سمحتي …
نظرت إليه دون فهم وقالت:
-ضيوف مين اللي عايزني اقابلهم بعباية…عندي فضول شديد !
انتهى الأمر …يجب أن يعترف لها …لن يكون جبان ويخفي عنها الحقيقة …هي يجب أن تعرفها…قال فجأة بثبات وهو ينظر الى عينيها بعمق :.
-شيخ ..اللي هيجي هنا بعد ربع ساعة شيخ عشان يقرأ عليكي ويقرا على البيت ويشوف ايه المشكلة وليه التوتر ده بيننا …
قال كلماته بكل هدوء …لم يتوتر او تظهر على ملامحة أي لحظة ضعف او ارتباك بينما ظل ينظر الى وجهها المصدوم بصبر…أخذت المشاعر تتعاقب على وجهها ..حيرة وذهول وصدمة ثم غضب …غضب شديد سيطر على ملامحها وهي تنظر إليه…كانت لا تصدق انه يقول بوجهها هذا !!انتظر ياسين انفجارها وبالفعل صرخت به !
-أنت ازاي عايز تجبلي شيخ هنا يقرأ عليا ؟!أنت شايفني مجنونة!!!
صرخت ورد وهي تسمع قراره المفاجئ بأن شيخ سوف يأتي للمنزل بعد ربع ساعة …
ابتسم ببرود وقال:.
-يا ورد يا حبيبتي …الشيخ بيعالج الملبوسين مش المجانين فلا أنتِ ست العاقلين بس شاكين أنك ملبوسة !!!
-أنا ملبوسة يا ياسين ..
ضربت على الأرض بغيظ وهي تصرخ به قال وهو يقترب منها ويحملها :
-اولا بلاش حركة كتيرة عشان البيبي …وبعدين مش احسن ما تكوني مجنونة رغم ان الاتنين بالنسبالي واحد …
اجلسها على الأريكة برفق ثم جلس بجوارها وهو يتكلم بنبرة جادة للغاية بينما يشد على كفها :
-بصي يا ورد أنا وانتِ واخدين.بالنا اووي ان فيه توتر بيننا وفيه نفور جواكي من ناحيتي غريب ودي حاجة صدمتني عشان أنتِ دايما كنتِ بتقولي أنك بتحبيني …فالنفور المفاجئ ده.صدمني وجرحني خاصة اني حبيتك …أنا أول مرة احب بالشكل ده …أول مرة اتعلق بحد بالشكل ده واخاف اخسره أنا عايزك في حياتي يا ورد …يمكن أنا جلنف زي ما بتقولي ومبعرفش اعبر عن مشاعري كويس بس صدقيني لما اقولك اني عايزك تكوني في حياتي لحد آخر ثانية في عمره ….عايز نكبر مع بعض ونجوز ياسمين والبيبي اللي جاي نربيه سوا ونجوزه كمان ونشوف احفادنا.ونفرح بيهم واحكيلهم على جدتهم اللي استحملت جدهم الجلنف عشان بتحبه….عايز حياتنا ترجع حلوة زي الأول يا ورد …حطي ايدك في ايدي وساعديني…خليكي أنتِ أقوى …لو سمحتي يا ورد …
تنهدت وقالت :
-اعمل ايه ؟!
ابتسم براحة أخيرا وقال :
-البسي دوول وقابلي الشيخ …
-حاضر ..
قالتها بوداعة …
……
بعد ربع ساعة بالضبط …
كان أمجد يلج الى المنزل وهو مثبت عينيه على الأرض و يقول :
-السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
-وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ اتفضل…
قالها ياسين بإحترام.شديد وهو يدله على طريق غرفة الضيوف…
جلس أمجد براحة على الأريكة …بدأ يتحدث مع ياسين قليلا عندما دخلت ورد وهي تحمل العصير بينما ترتدي العباءة والحجاب الذي يغطي شعرها بالكامل ..
ثبت أمجد عينيه على الأرض وقال:
-اقعدي جنب زوجك ..
فعلت ورد ما أمر به ثم قال أمجد :
-ودلوقتي أنا هقرأ وأنت يا باشمهندس راقب تصرفات زوجتك ..
-ماشي ..
قالها ياسين ..
أغمض أمجد عينيه وبدأ يقرأ …
قُلْ هُوَ اللّهُ أَحَدٌ * اللّهُ الصّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لّهُ كُفُوًا أَحَدٌ » …. بسم الله الرحمن الرحيم « قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ الْفَلَقِ * مِن شَرّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرّ النّفّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ»
بسم الله الرحمن الرحيم
فَلَمّا أَلقَوا قالَ موسى ما جِئتُم بِهِ السِّحرُ إِنَّ اللَّهَ سَيُبطِلُهُ إِنَّ اللَّهَ لا يُصلِحُ عَمَلَ المُفسِدينَ»،
بسم الله الرحمن الرحيم
وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللهِ»
كان أمجد يقرأ دون توقف بينما ياسين يراقب زوجته التي أخذت تهتز ودموعها تنفجر من عينيها …فجأة نهضت وهي تصرخ وقالت:
-كفاية …كفاية كفاية!!
ثم وضعت كفيها على أذنها وهي لا تريد أن تسمع الباقي …
-امسكها يا باشمهندس كويس ..
قالها أمجد بصرامة لياسين الذي بهتت ملامحه وهو يرى زوجته في تلك الحالة
-باشمهندس ياسين فوق معايا !!!
قالها أمجد.بنبرة مرتفعة لينهض ياسين بسرعة ويمسك زوجته …يبعد كفيها عن اذنيها بينما أكمل امجد القراءة
-بسم الله الرحمن الرحيم
الله لا إله إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم…
ثم أتبعها بسورة الفاتحة بينما بدأت ورد بالصراخ حتى فقدت وعيها …
-ورد ورد….
صرخ ياسين بخوف ولهفة ليقول أمجد:
-متخافش عليها ورح وديها على اوضتها وتعالى يا باشمهندس ..
هز ياسين رأسه وهو يحمل زوجته بينما أخذ أمجد يسبح ويستغفر ويصلي على الرسول …
….
بعد قليل جاء ياسين إليه وجلس بجواره وقال:
-ايه يا شيخ ..انت شايف ايه ..
-سحر قوي يا باشمهندس …
-مين اللي عمله
قالها ياسين والنيران تندلع بعينيه فابتسم أمجد بسماحة وقال :
-مهما كان اللي عمله ربنا يجازيه على عمله يا باشمهندس خلينا في المهم دلوقتي احنا هنكمل قراءة مع زوجتك أنا هرتب ايام واجيلك فيها وأنت مطلوب منك شوية حاجات مستعد تعملها ..
-مستعد يا شيخ ..
قالها دون تردد فقال أمجد بجدية شديدة :
-قولي يا باشمهندس انت بتصلي ؟!
تصاعدت حمرة الخجل لوجنتي ياسين وقال :
-بصراحة لا ..
-طب والمدام…
-برضه لا…هي كانت ساعات تصلي وساعات تقطع وانا كمان نفس النظام ..
ابتسم بلطف وقال:
-طيب وده ينفع يا باشمهندس الصلاة عماد الدين ده ربنا بيقول في كتابه العزيز بسم الله الرحمن الرحيم (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى)
لا يا باشمهندس ابدأ صلي …صلي عشان أنت محتاج لربنا مش العكس …وخلى المدام تصلي كمان وواظبوا على الرقية الشرعية والمعوذتين وآية الكرسي والفاتحة ويوميا حصن نفسك أنت وزوجتك …
-احصن نفسي ازاي ..
سأله ياسين ليرد :
-ردد ورايا يا باشمهندس (حصنتك برب العزة والجبروت حصنتك بالحي الذي لا يموت حصنتك بالواحد الاحد حصنتك بالفرد الصمد حصنتك بالذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد)
اخذ ياسين يردد خلفه وعندما انتهى نهض أمجد وقال :
-لينا لقاء قريب بأمر الله يا باشمهندس …في حفظ الله بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ودعه ياسين واوصله لباب المنزل والنيران تتصاعد بعينيه ..انها هي ..هي من فعلت هذا وسوف تندم على ما فعلته!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان جالس على الأريكة …يرجع رأسه للخلف ويبدو عليه الراحة …ابتسامة خفيفة تزين وجهه …فأخيراً بعد يومين .. قرر الخروج من عزلته وتواصل مع عبير بالرقم الذي اعطته اياه وقرر ان ينتقم من كل من خدعه…..
….
كان شريف يجلس على فراشه ويهز قدميه بتوتر …عدي رشيد هنا …ترى ماذا يريد منه …هل اكتشف ما فعله …هل أتى للإنتقام…
دعك عينيه بتعب ..الغبية جواهر لا ترد عليه …وبعث رجاله يبحثون عنها بكل مكان ولكن لم يجدها …هل يمكن أن يكون عدي اكتشف كل شئ وحبسها في قصره …هل فعلها معقول ؟!!
تنهد وهو يعترف داخله أن وجوده هنا لن يساعد وأنه يجب أن يرى عدي ….
نهض وهو يعدل من سترته ويخرج من الغرفة بينما قلبه يدوي داخل صدره …
-شريف بيه كل ده عشان تقابلني ..
كان عدي ينظر إليه بخبث لا يخلو من الغضب ..
-خلينا نتكلم في المكتب ارجوك…
قالها شريف بنبرة ترتعش فقال عدي :
-معنديش اي مانع يا شريف بيه …
….
بعد قليل في المكتب …
-انا عرفت كل حاجة يا شريف …بدءا من التزوير والشيكات اللي ماسكها علي جواهر وكل حاجة …
بهت شريف ليقترب عدي ويقول؛
-ايه رايك يا شريف تهمة تزوير مع الشيكات …يا سلام ده انا هتعفن في السجن….
لم يتردد شريف وهو يجلس على الأرض أمامه ويمسك كفه ويقبله قائلا:
-أبوس ايديك يا عدي بيه …ابوس ايديك ارحمني …هعمل اللي انت عايزة ……قولي عايز ايه …
ابتسم عدي بشر وقال:
-تجوزيني عبير الحقيقية وتكتبلي تنازل بالبيت ده !!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!