روايات

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الخامس 5 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الفصل الخامس 5 بقلم دهب عطية

رواية ملاذي وقسوتي الجزء الخامس

رواية ملاذي وقسوتي البارت الخامس

ملاذي وقسوتي
ملاذي وقسوتي

رواية ملاذي وقسوتي الحلقة الخامسة

كانت تجلس امام البحر شاردة الذهن ….تطلع على سالم و ورد وهم يسبحون بمهارة داخل البقعة الزرقاء مـر ثلاثة ايام على وجودهم في تلك الفيلة
الصغيرة التي تطل على البحر مباشرةً …كانت الحياة بينها وبين سالم هادئة منفصلة بالبعد عن بعضهم آخر مره تحدث لها كان منذ يومين حين نزعت ملابسها امامه واخبرته بمنتهى الجمود
انه له حق امتلاك جسده لكنه ليس له اية حق بامتلاك روحها وقلبها لأنهم ملكاً لأخيه…. لن تنسى نظرت عتابه وغضبه منها ولم تنسى جملته التي
القت على مسامعها قبل ان يخرج من الغرفة ويتركها…..
(غطي جسمك ياحضريه عشان لا مستاهل قربي منه ولا لمستي عليه …)
تعلم انها متسرعة في ردة فعلها ، ودوماً تفقد رشدها امامه ولكن لن تستسلم وتحيا معه كأي زوجين ….هو يعلم جيداً ضغطه عليها للموافقة على تلك الزيجة منه من اجل ابنتها ورد …استسلمت له ولي أوامره ولكن لن تستسلم لمشاعرها الخائنه ، من الممكن ان تنجذب إليه ان اقترب كلاً منهم للآخر فهي بنهاية من لحم ودم وطبيعي تضعف كأي أنثى أمامه ، ولكن اذا وضعت بينهم مسافات لن تجازف في علاقتهم اكثر من هذا يكفي عقد بينهم يكفي…….

فاقت من شرودها على صوت ضحكات ورد
التي تتعلم السباحة على يد سالم في قلب البحر
تابعته بتبرم واستنكار وهي تقول بسخط ….
“بلبط ياخوي بلبط ولا كانك عملت حاجه…. “

وقفت على الشاطئ أمرأه شقراء فاتنة ويبدو
انها تتجول على الشاطئ وتلتقط أيضاً لنفسها
بعض الصور ….

خرج سالم يحمل ورد الى بر البحر وضعها على الرمال الصفراء لتركض الصغيرة على حياة التي تقدمت منها بتلقائية بالمنشفة لتجفف جسدها…

كاد سالم ان يغادر المكان ولكن اوقفه صوت الأنثى الشقراء قائلة برقةٍ وتهذيب وهي تمد يدها
بالكاميرا الصغيرة….
“المعذرة ممكن ان تلتقط لي بعض الصور من فضلك ..”

رفع سالم عيناه على حياة التي كانت تجفف جسد ورد وتساعدها في ارتدى ملابسها ولم تتوقف عن اختلس النظر له و لهذهِ الشقراء بمنتهى الازدراء…

ابتسم باللطف لها وهو يهز رأسه لها ببساطة…

وقفت الفتاة على الرمال الصفراء و خلفها البحر التقط لها سالم عدة صور ولم يتوقف عن متابعة
الابتسامات والمغازلات لتلك الشقراء الفاتنة فقط ليزيد وتيرة الغيرة التي تشتبك بقلب زوجته أكثر…

“قعدي هنا ياورد…. شويه وجيالك …”وضعت ابنتها على المقعد …وذهبت اليه بوجهاً محتقن وقفت امامه قائلة بإبتسامة صفراء
“اي يا سولي ياحبيبي لس بدري على المرقعه ..
اقصد مش ناوي تعلمني العوم …..”

نظر لها بتعجب ثم ابتسم قائلاً بخبث …
“لاء انا بفكر أعلم تيا….”

“وحيات امك …”قالتها بصوتٍ عالٍ

نظر لها بحدة ارعبتها…..

تراجعت للخلف قليلاً وهي تقول بتبرير كالأطفال
“على فكره دي مش شتيمه ..اكيد وانت صغير كنت حيات امك ودنيتها …فى عشان كده بفكرك بس بالغاليه مش اكتر …”

عض على شفتيه بغيظ من اسلوبها وطريقتها معه التي تحتاج لضبط وتهذيب !!…

نظر الى تيا قائلاً بخبث…
“تيا ما رايك ان نسبح قليلاً..”

ابتسمت بسعادة ثم قائلة ..
“حقاً اتمنى ولكني لأ اجيد السباحه ..”

“ساعلمكِ هيا بنا ….”

عضت حياة على شفتيها قائلة بتوعد
“ماشي ياابن زهيره انت اللي بدأت …”

اقتربت حياة من تيا قبل ان تذهب ووقفت امامها .
وهمست لها في اذنيها ببعض
الكلمات ……
اتسعت عينا تيا وعبس وجهها ، ثم نظرت لسالم باحتقار وذهبت سريعاً من امامه …

ابتسمت حياة بشماته له ..

ضيق سالم عيناه وهو ينظر لحياة بشك….
“إنتِ قولتلها إيه خلاها تجري كده زي المجنونه ..”

ردت عليه ببرود…
“معرفش روح اسألها ..” كادت ان تذهب
امسك معصمها وهتف بحدة افزعتها ..
“حياه بلاش تستفزيني اكتر من كده… قولتلها إيه… “

كادت ان تزيد لهيبه ولكنها اجابته بخوفٍ من غضبه الجالي على وجهه ….. ردت بتلعثم وخوف

“ابداً يعني آلموضوع مش محتاج كل العصبيه دي
آنا بس قولتها انك متحرش تحت الماء ..”

اتسعت عينا سالم بدهشة تمتذج بالغضب من
ما قالته هتف من تحت أسنانه بغل ….
“يعني أنتِ قولتِ عليا اني متحرش ..”

كبحت ضحكتها وردت عليه ببرود مستفز …
“نسيت تقول تحت الماء …”

رفعها فجأه من على الأرض الى ذراعيه بغضب ..

شهقت بصدمه وهتفت بارتباك…
“بتعمل ايه يادكتور سالم ….”

رد عليها بسخط وهو يدخل بها الى البحر ..
“انتِ خليتي فيها دكتور ياستي خلي البساط احمدي وبعدين خايفه من أي انا نازل اتحرش تحت الماء …”

“وواخدني معاك ليه انا مالي….”

رد عليها باستفزاز…
“اكيد مش هتحرش بسمك يعني ….افهمي أنتِ وجودك مهم ….. “

قالت بترجي كالاطفال ..
” لا انا منفعش سبني ابوس ايدك ..”

وضعها امامه في قلب الماء وهو يقول بخبث ووقاحة …
“بلاش استعجال كدا كده هنبوس …”

نظرت له بترجي وتردد….
“اا انا اسفه أوعدك الموضوع ده مش هيتكرر تاتي …..”

نظر لها بخبث قائلا بمكر شيطاني ….
“وصرفها فين بقه اسفه دي …”

عضت على شفتيها قائلة بارتباك
“انت عايز اي بظبط …”

نظر الى عيناها البنية الامعة والى وجهها الشاحب بخجل والمرتاب بشدةٍ منه وحتى هذا السؤال الذي طرحته عليه هو عاجز بقوة عن أجابه مناسبه له

رد بمصدقية وحيرة يعجز القلم عن وصفها …
” انا ذات نفسي مش عارف انا عايز ايه منك … بس انا محتاج إنك انتي إللي تفهمي انا عايز إيه منك…”

رمقته بعدم فهم فشعرت بيداه تعتصر
خصرها اكثر من الازم ..
“سالم انت بتوجعني …”هتفت بحرج من
قربه لها وهذا الجسد القوي العريض الذي تشعر بحرارته برغم من وجودهم في قلب الماء البارد ..
وضعت يداها بتلقأئية على صدره العاري العريض
بسبب القفز فوق الأمواج العابرة …
اغمضت عيناها من انفاسه الساخنة التي تغمر
رقبتها وتسري القشعريرة بكامل جسدها …

ابتسم على هذا الأستسلام فقد اقتربت فرصة اهانتها منه هذا ما خطط له حين اعتصر خصرها بقوة وحين مالى عليها ببطء …لكن لا يعرف ماذا حدث فقد انقلب السحر على الساحر فجأه ..وبدأ يلثم عنقها ببطء وحرارة …

اغمضت عيناها باستسلام لم تكابر هذهِ المره فقد
كانت كالمخدرة امام لمساته الحانية وامام تلك المشاعر التي و للعجب كان لها مذاق اخر على جسدها واصدق بالمشاعر المجهولة عليه وعليها ..

بدأ يقبل وجهها ببطء وتروي وهي مغمضة العين ضاعت بين يديه بضعف وصرخات ضميرها تزيد بداخلها بدون هوادة عليها.. والمخجل في لأمر ايضا
ان أسم زوجها حسن يتردد في اذنيها بضراوة وهي لا تلتفت ولا تتوقف كالمغيبة تاركه نفسها لتلك العاصفة الجامحة…

ارتفعت حرارة جسده ورغبته بها تشتعل لا يعرف اهي رغبة بها ، ام انهُ أدمن قربها الذي يجذبه نحوها كالمغناطيس ……

توقف عن تقبيل وجهها ونظر الى شفتيها باشتياق
وكاد ان يقطف هذه الشفاه في قبلة يطوق
لتجربتها مره اخرى بعد ان تلامسها اول مره منذ يومين ، ولكن فاق من هذهِ النشوة والمشاعر المغيبة عن العقل ….. حين همست حياة برجاء
وهي تبعد راسها عنه ….

“سالم لو سمحت ……..كفايه !!!”

اغمض عيناه بضيق منها ومن تهوره معها ومن ذلك الضعف الذي يظهر امامها بوضوح… نعم كل ما يحدث امامها منه ليس إلا ضعف ومراهقه متأخرة لديه….

ابتعد عنها وحملها على ذراعيه الى بر البحر
وضعها على رمال الشاطئ قائلاً بضيق مكتوم من
نفسه وهو يغرز اصابعه في شعره….
“حياة انا مش عارف دا حصل ازاي بس انـ”

قاطعته قائلة بجدية….
“سالم احنا لازم نتكلم مع بعض شويه ..”

” تمام غيري هدومك وتعالي نتكلم ..”

“لا خلينا اخر اليوم اكون اكلت ورد ونايمتها لان الكلام اللي لازم نقوله مش لازم ورد تسمع بيه او اي حد يعرف عنه حاجه …”ذهبت الى الداخل وهي تحمل ابنتها الصغيرة في احضانها …

حك ذقنه بفضول من حديثها الجاد معه ولاول
مره تكون جدية هكذا …كور كف يده بغضب
بعد ان خمن عقله حديثها الغامض… قال بضيق
“استحاله اطلقها حتى لو دي رغبتها ….”

………………………………………………
وضعت ابنتها على الفراش وغطاتها جيداً
وقبلتها واخفضت الأضواء عليها …..

دلفت الى شرفة غرفتها تحاول التفكير وترتيب ما ستوليه على مسامع سالم ، تشعر بدومات داخلها
وتشويش مزمن داخل عقلها …لا تزال غير مهيئة
لبدأ الحديث معه ؟…

صدح هاتفها التي تحتفظ به بين يديها بعدم اهتمام نظرت الى اسم المتصل ، تنهدت بتوتر بعد ان رأت اسم سالم يضيء الهاتف
“الوو…”

“ورد نامت ولا لسه ..”

عضت على شفتيها بإرتباك… نعم متأكده انه ينتظرها مثلما قالت له منذ ساعات …
(اكيد لن يتجاهل حديثك كفاكِ حماقةٍ ياحياة)
رد عقلها عليها مُستنكر سؤالها…

طال صمتها على ان تجيب عليه…. علم انها تتردد في هذا الحديث الذي يبرهن انه شئ لن يروقه ابداً..

“حياة انا قاعد على البحر هستناكِ ياريت
متتاخريش عليا ..”اكتفى بجملةٍ هادئه
بها امراً يقطع التردد بداخلها….

اغلق الخط وزفر بما يعتريه ..سأله عقله بتردد
(ماذا تفعل اذا طلبت الطلاق ..”

رد بحدة وتسارع
“هدفنها مكنها …”

رد عقله باستنكار
“هل اعجبت بها ام ان العلاقة من لمسه واحده قد تطورات داخلك ياسالم ، تأثرت بجنس حواء
واصبحت تتحدث كالمجنون… اذا كانت تريد
البعد وافق…. وانتقم منها بحرمانها من ابنتها
ورد …”

“دا اللي هيحصل …”رد بدون تفكير ..
فقط كل مايشعر به معها انجذاب إليها شهوة
داخله تريدها ، هو على يقين أنه اذا اكتملت العلاقة
بينهم كاي زوجين سياتي يوماً ويمل منها ويبتعد عنها لن تكون حياة( ملاذه) الى لأجل شهوة ورغبة
بها رغبة تحركه فقط لأجلها هذا ماقنع
نفسه به…

لكن لهذا القلب الخام في قربها رأي اخر ولكن
منذ متى وسالم ينظر الى مشاعره وقلبه وتلك التراهات كما دوماً يعتقد ؟!..

ارتدت فستان طويل محتشم ازرق يزينة بعض الورود الصغيرة مع حجاب رقيق اللون وحذاء رياضي يسهل السير على رمال الشاطئ …

خرجت إليه ورفعت عيناها وهي تسير للامام وجدته يجلس شارداً ويغرز اصابعه في رمال الصفراء وكان المكان هادئ والبحر في اجمل اوقاته الساهرة (الليل) والقمر يداعب الاموج العالية بطلته المعاكسة عليها وهذهِ الرياح العابرة تبرد نيران مخادعه اشعلتها قلوب ؟ لم يفهم اصحابها اوجاعها المتناثرة !…

جلست امامه وتنهدت بهدوء ولم تحاول ان تلتفت
بوجهها له..فعل هو نفس الشيء لم يرفع عينيه عليها بل ظل ينظر امام البحر بشرود …. وهكذا حياة فعلت شردت في ارتطام الأمواج العالية برمال الصفراء… وكأن الهواء العابر يرفرف حجابها
بجمالاً….

“ساقعانه ؟ …”سالها وهو مزال ينظر امامه ببرود

“لا ابداً الجو جميل ..”عضت على شفتيها بتوتر اكثر وعقلها يصرخ بها ان تكف عن الحماقة
وتتحدث معه …

“قولي ياحياه انا سمعك …”تحدث مره اخره بهدوء مريب كما يقال السكون الذي يسبق العاصفة ….

بلعت ريقها بتوتر مما يدور بداخلها الان..
هل ترتب الحديث ام تتحدث بتلقائية وهي تعلم
ان تلقائيتها في الحديث تدمر كل شئ …
ردت عليه بخفوت ورتباك وهي تنظر له
“احنا لازم نتكلم في علاقتنا انا وانت مش معقول
هنسيب كل حاجه ماشيه كده ..”

نظر لها بحدة وهتف باستهزاء
“مالها يعني علاقتنا ببعض….. زوجين زي اي زوجين ….. “

“لا احنا مش زي اي زوجين ولا جوزنا كان طبيعي ولا كان في بينا اي استلطاف او حتى إحترام …”نظرت له بتفحص لترى أثار حديثها عليه وتغير ملامحه بغضب قبض على كف يده ونظر لها بحدةٍ قائلا بصرامة قاسية ..

“إنتِ عايز اي بظبط ، لو بتقولي الكلمتين دول دلوقتي عشان تطلبي الطلاق….”صمت لبرهة ثم
تابع بضيق….
” خليكي عارفه ان لو ده حصل مش هتشوفي ضُفر وأحد من بنتك لو طلقتك ومش بس كده أنتِ مش هيكون ليكِ قعده معانا في البيت ولا في النجع فى اوزني كلامك كويس عشان هتخسري كتير ياحضريه…”

(حين يغضب يناديها بالحضريه كا علامةٍ على سخريته منها…. وحين يكون هادئاً يناديها باسمها
لديه شخصية تصيبها باحتقار نفسها من هذا المأزق الذي وضعت نفسها به بأن تكون زوجت هذا السالم…)

نظرت له بهدوء تخفي اثار حديثه وقسوته معها
وقالت…

“احنا ممكن نتفق مع بعض على حاجه
بس ياريت تخليني اكمل كلامي للاخر…..
يادكتور سالم ..”

نظر لها بانزعاج واغاظه اللقب المصاحب لاسمه
فقال بضيق…..
“اتفضلي سمعيني….يادكتوره حياة ..”

“انت هتتريق بعد اذنك ..”ردت عليه بحنق وكادت ان تنهض من جانبه …مسك معصم يدها قائلاً
بلهجة حاول ان تكون أقل حادة..
” قعدي هنا…….. انا سامعك …”

زفرت بضيق ثم تابعت وهي تنظر امامها
“الكلام دي هيكون بيني وبينك يعني محدش هيعرف بيها….”

رد عليها بتأكيد….
“دا شئ طبيعي ان اللي بينا احنا الاتنين مش هيخرج برا ..”…

تابعت الحديث وقالت…..
“احنا اتجوزنا عشان سبب واحد وهو (ورد )بنتي
انا اتجوزتك عشان افضل جمب بنتي وانت اتجوزتني عشان تحافظ على بنت اخوك حسن اللي هو جوزي …..”

رد بتهكم عليها …
” استغفرالله العظيم….. قصدك اللي كان جوزك “

تابعت بتردد …
“ااه…… المهم ان كل اللي عايزه اوصله ليك
اني مش مستعده لي لــ …”صمتت بحرج من المتابعه فالكلام في هذا الموضوع حساس خصوصا بينهم فهم لا يزالون اغراب عن بعضهم…..

نظر لها ليرى خجلها وارتبكها في المتابعة
رد هو بالامبالاة ….
” قصدك ان مينفعش المسك دلوقتي صح ..”

توردت وجنتيها بالخجل والحنق وهي تكمل…
“انا مش مستعده لحاجه زي دي ، احنا لازم ندي
لبعض فرصه …فرصه نحترم بيها بعض ونقرب بيها من بعض كصحاب مش كزوجين ولو ارتحنا في
حياتنا بعدها اكيد هيكون كل واحد شايل لتاني
مشاعر وغلاوه…. وذكره حلوه نقدر نعدي بيها المرحلة دي…واهوه نخفف على بعض الضغط.. “

اعجب بحديثها جداً هي محقه علاقتهم تحتاج الى فرصة وقرب بدون اي ضغوطات ….
اذا تعاملت معه حياة كازوج دوماً سترى (حسن )امامها
وسالم ايضاً سيراها زوجة شقيقة الصغير عنوة عنه… لكن اذا سمح له ولها ببعض التفاهم والتقرب الودي ممكن ان تنجح الزيجة مع بعض الاحترام والتفاهم……ويتاقلم كلاً منهم على طباع الآخر مع الوقت……

اكملت حياة حديثها بتريث …
” ولو مقدرناش نكمل…وجوزنا منجحش …يبقى لازم أخد منك حريتي وطلقني ومش بس كده كمان ورد هتفضل في حضني طول مانا عايشه …”

نظر لها قائلا بهدوء بارد كالثلج..
“موافق بس انا كمان ليا شرط …”

نظرت له قائلة بتوجس
“شرط إيه؟ ..”

تنهد وهو ينظر الى سواد البحر آثار الليل الكاحل عليها…
“اولاً هتباتي معايا في نفس الاوضه دا بعد طبعاً
ما تطمني على بنتك وتنام في حضنك زي كل
يوم ، تاني حاجه انا موافق على كلامك وهنفذ اللي انتي عيزاه…..ومعاملتي من النهاردة هتتغير معاكي
ومش هتلاقي مني غير كل آدب واحترام ليكي وبنتك هتفضل في عنيا ودي مش محتاج اطمنك عليها عشان ورد غلاوتها من غلاوة الغالي الله يرحمه…..بس اعرفي ان هعمل كل ده عشان خاطر ورد متبعدش لا عنك ولا عننا….وكمان عشان دي وصية اخويه قبل مايموت اللي وصاني عليكي
وعلى بنتك قبل ما يموت بدقايق……”

عقدت حياة حاجبيه وهي تهتف بعدم فهم…
“مش فاهمه…ازاي وصاك علينا…..”

تنهد سالم بعمق وهو يحكي لها حديث أخيه عنهما وهو على فراش الموت…..

تابع سالم حديثه قال ببرود…
“دي كل الحكايه….يعني جوازي منك من الأول مكنش بارادتي…انا بنفذ وصية اخويه وبحافظ على مراته وبنته زي ماكان عايز…. “

تحجرت الدموع بعينان حياة وهي تنظر للبحر بحزن
وحنين لزوجها الراحل ولا تعرف لم احتل فمها
مرارة كالعلقم القاسي وهي تعيد جملة سالم التي اصابتها في مقتلها….
(يعني جوازي منك من الأول….مكنش بارادتي)

تابع سالم حديثه وهو يتأمل حزنها بهدوء……
“بصي ياحياه انا عارف ان طبعيّ صعب عليكِ ويمكن اكون غير حسن ومختلفين في حاجات كتير بس لازم تعرفي اني مكمل عشان وصية اخويه مش اكتر ولازم انتِ كمان تكملي معايا عشان كده وعشان بنتك واذا كان على حقوقي الشرعيه منك فى انا عمري ماهطلبك بيها غير لم احسى ان احنا بقينا فعلاً زي اي اتنين متجوزين… “

نظرت له سائلة…
“وانت شايف ان ده هيحصل ازاي واحنا مش..”

“هيحصل مع العشرة والتعود …انا مش محتاج حاجه منك غير كده و وجودك معايا كازوجه إحترامك ليا ولاهلي وانك تفهمي مع الوقت
طباعي وارتاح معاكي دا عندي كفايه أوي…..”

سألته بتردد وحرج…
“يعني معندكش مشكله لو مقدرتش احبك او
انت مقدرتش تحبني …”

رد عليها ببرود …
“لا متقلقيش انا مش من النوع اللي بيجري ورا الحب والتفاهات دي ،انا اهم حاجه عندي في الجواز
واحده تفهمني وتريحني وتقضيلي طلباتي…وتكون
ام ولادي بعض كده….غير كده مبدورش لا على حب ولا غيره…..”

شعرت بصدمه من كلامه ولكنها ايقنت ان هذا وسالم وسالم والحب صعب يتقابلان……لم تعرف لمَ
طرحت هذا السؤال بمنتهى الجرأه…..
“طب افرض حبيت في يوم من الأيام …”

نظر لها لبرهة قبل ان يجيب بين اصوت الأمواج المتراطمة بحدة وكأنه عزف قاسي يدوي على مشاعرهم الباردة معاً…نظر لها نظرة خاليه من
التعبير ومجردة من المشاعر …
“الحب لو قابلني ياحياة هيتعب جامد معايا
واستحاله يقبلني زي مانا واستحال اقبله
زي ماهوا ..”

بعد مرور ساعتين ..

خرجت من المرحاض بعد ان ارتدت بجامه
انيقه من اللون الأصفر وتركت شعرها ينساب على ظهرها بحرية …دلفت الى الفراش بتنهيدة تحمل الكثير والكثير من الحيرة وتوتر ولأرتياح ايضاً بعد حديثها مع (سالم ) نعم ارتاح قلبها قليلاً بعد ان علمت ان زواجها منه رغبة من حسن من
البداية ! ، وفيض الراحة تزايد اكثر حينما اعطى
لها سالم بعض الحرية في طلب حقوقة الشرعية
منها التي ستتأجل حتى تكن هي على استعداد لها
وهي لن تكون على استعداد حتى ان انتظر العمر
كله…….
شرد عقلها عنوة عنه في حديث سالم عن الحب ورايته الغريبة عن الزواج… مجرد واجبات يقوم
بها الزوجين بدون مشاعر او عاطفة بينهم كيف
هذا هل هناك من يعيش في تلك الكوابيس
غيرها…….

اغمضت عينيها وهي تذكر نفسها انها اول واحده
ستعيش تلك الحياة الجافة معه….لكن لا بأس
هذا افضل فهي ليست خاوية المشاعر والقلب لتفكر بارتباط عاطفي مع سالم بعد موت زوجها يكفي حب واحد اغلق عليه القلب واكتفى…….

اغمضت عيناها بعد كل تلك الأفكار المزدحمه
داخلها منها السلبية ومنها الإيجابية ولكن الحيرة
مزالت تنهش عقلها بكثير من الاسئلة …

دخل الى الغرفة وجدها ساكنة هادئه يعتريها الظلام أشعل نور الأبجورة الخافضة ..ونظر لها وجدها مغمضت العين ولكن انفاسها الغير منتظمة ورموشها الذي تهتز بقوة دليلاً على توترها ..جعله متيقن انها تتصنع النوم حتى تتجنب وجوده معها في نفس الغرفة…

دلف الى المرحاض بعد ان اخذ ملابس مريحة ليبدلها قبل ان يدلف الى النوم …

تنفست بإرتياح بعد ان اغلق الباب عليه وهتفت برتباك …..
“وبعدين ياحياة هتنامي معاه ازاي لوحدك في نفس الأوضه .. دا مسافة ما دخل الأوضة حسيت
اني هموت من الرعب ، ياربي دي اول مره ننام سوا في اوضه واحدة ….”

وضعت الوسادة الطويلة في نصف الفراش واستلقت بجسدها على الفراش وهي ترى ان تلك الوسادة ذرع حامي لها منه….

فتح سالم باب الحمام أغمضت عيناها بسرعة وتصنعت النوم ..ولكن لمح سالم هذا
المشهد فابتسم باستياء من ان تتغير حياة
وتنضج قليلاً في تصرفاتها …

جفف وجهه وشعره الكثيف جيداً ثم خلع التيشرت
القطني الذي يرتديه وكما يفضل دوماً
النوم عاري الصدر في هذا الجو الحار….نظر بسخط الى الوسادة التي تُضع في منتصف الفراش …
ضيق عيناه بتراقب ثم قال بنفاذ صبر…
“ماشاء الله مساحة السرير كبيرة لدرجة إنك
تحطى مخده في نص…. “

لم ترد عليه وتصنعت النوم بحرج …..

“انا عارف انك صاحيه ياحياة.. فى ردي عليه عشان عيب اوي اكون بكلمك وطنشي…”

فتحت عيناها ونظرت له بتردد قائلة بغباء وتبرير..
“على فكره انا لسه صاحيه ….والمخده دي عـ عشان بحب احضن وانا نايمه …”

ابتسم بخبث قائلاً بمزاح ساخر….
“لأ بقه طالما بتحبي تحضني وانتِ نايمه يبقى انتِ جيتي للخبره كلها …”

رفعت حاجباها لترد بشك واستنكار..
“انت بتتريق صح …”

تشدق بجزع….
“اكيد بتزفت اتريق…. شيلي المخده دي ياحياة وستهدي بالله ونامي وخليكِ واثقه اني لو عايز اعمل حاجه المخده اللي أنتِ حطاها بينا دي مش هتمنعني عنك…. “

عضت على شفتيها بحرج ثم كادت ان تحمل “الوسادة الكبيرة ….حملها عنها قال بهدوء
“خليكي انا هشلها …”

بعد ان القاها بعيداً دلف الى السرير بهدوء
شهقت حياة قائله بصدمة…
“انت هتنام ازي كده ، انت مش مراعي اني معاك في نفس الأوضه …”

ابتسم وهو يقول بمزاح ساخر وهو يستلقي
على الفراش بجوارها….
“لأ مراعي بس انا بحب انام كده في الجوا ده… وبعدين انتي مش غريبه انتي مراتي ولا إيه “

احمرت وجنتيها خجلاً ثم دلفت هي ايضاً
واولته ظهرها وهي تحاول اخفاء جسدها بأكمله
بالغطاء….حتى سالم اولها ظهره أيضاً واغمض عينيه
بعد تنهيده عميقه تحمل ابتسامة غربية شقت شفتيه
للحظات قبل ان يستسلم للنوم…..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية ملاذي وقسوتي)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى