روايات

رواية الشيخ مبروك الفصل الأول 1 بقلم ياسر عودة

رواية الشيخ مبروك الفصل الأول 1 بقلم ياسر عودة

رواية الشيخ مبروك الجزء الأول

رواية الشيخ مبروك البارت الأول

رواية الشيخ مبروك الحلقة الأولى

اذكر الله وصلى على الحبيب المصطفى وادعوا لاخوانكم بفلسطين والسودان.
لا احد منا ينكر ان هناك اشخاص قد فتح عليهم الله بنعمه البصيره ، بالطبع يكونوا اصحاب سمات مختلفه ، فقلبهم ابيض لا يعرف شهوات الكره او الحقد او الانتقام او الغل ، هم اشخاص لا يهتمون بالدنيا ومتاعها فكل ما يهمهم هو رضا الله عليهم ، ولكن حذارى ان تستخف بهم فهم يعلمون ما لا تعلمه ، فلديهم علم لا ندرسه نحن فى الكتب او يخبرنا به المعلمون فى المدارس والجامعات ، دائما ما يكونوا هؤلاء الاشخاص تائهين ومتأملين فى ملكوت الله ، فهم وصلوا الى درجه كبيره من الايمان وليس بينهم وبين ربهم حجاب .
هنا فى احدى القرى ذات الطابع الريفي رجل اسمه الحاج سعيد ميسور الحال يمتلك مساحه كبيره من الاراضى الزراعيه ، ولقد من الله عليه بولدين الاول هو يحيى الابن الاكبر بعد ان استكمل دراسته ذهب الى القاهره ليبداء حياته المهنيه ، بالطبع ساعده والده الحاج سعيد بمبلغ كبير من المال وبداء وافتتح شركته ومع مرور الوقت اصبح يحيى رجل اعمال ناجح ويمتلك ثروة ليست بالقليله ، تزوج يحيى من سيده كانت قد تزوجت من قبله ولكن لم يكتب لزواجها النجاح وتطلقت وتزوجت يحيى اسمها لميس وهى سيده فائقه الجمال ، مثقفه بشكل كبير ، من عائله غنيه جدا واصحاب نفوذ ، تهتم كثيرا بأناقتها ولبسها .
اما الابن الثانى للحاج سعيد وهو بطل روايتنا اسمه مبروك رغم انه لم يتجاوز الخامسه والعشرون من عمره الا ان كل اهل القريه ينادونه بالشيخ مبروك ، حتى والده الحاج سعيد يقول له ذلك ، من هو مبروك : هو شاب يعشق الصلاه والتسبيح والتامل فى ملكوت الله ، ذو صوت جميل فى قراءه القرءان الكريم ، لا يهتم باى شيء من لزات الحياه ، فهو لا يهتم بالحياه نفسها ، منذ صغر مبروك وهو منعزل عن الاخرين ، كان يحدث منه بعض الامور الغريبه مثلا يخبر والده بان شخص قادم ويحدد من ذلك الشخص قبل حضوره ، لم يكن ذلك علم للغيب ( ماعاذ الله ) انما هى مجرد نفحات يفتح بها الله على من يختاره .
كانت الامور تمشي بشكل طبيعى وظل مبروك فى قريته مع الحاج سعيد حتى توفى الحاج سعيد وبالطبع حضر يحيى للحصول على ميراثه من والده ولكن وجد ان والده قد ترك وصيه بان كل ممتلكاته باسم يحيى بشرط ان يعيش معه مبروك ، وترك جواب ليحيى مع وصيته يقول فيه : ابنى الغائب يحيى ، اوعى تفتكر ان وصيتى اللى عملتها دى بتدل على انى مبحبش الشيخ مبروك ، بالعكس انا بحبه اكتر من نفسى ، وكمان اوعى تكون فاكر ان شرطى بانه يعيش معاك دا علشان تراعيه وتاخد بالك منه بالعكس انا عملت كدا علشان هو يراعيك وياخد باله منك ، انا مش خايف على الشيخ مبروك لان اللى زيه احنا اللى نتمنى قربه ، ومردتش اسبله ميراث لانى عارف انه مش محتاجه وهيسيبه يطمع فيه الناس ، انت محتاج الورث دا اكتر منه ، بس خلى بالك يا يحيى الشيخ مبروك متفرطش فيه ابدا لانه نعمه ربنا رزقك بيها ، وخد كل كلامه صدق وثقه لان مفيش كلمه بيقولها بدون سبب .
استمر يحيى بالقريه بضعته ايام لانهاء اجراءات الميراث ، ثم قام بعد ذلك باصطحاب اخيه مبروك للذهاب الى منزله بالقاهره ، وفى اثناء الطريق حاول يحيى فتح حوار مع اخيه مبروك بالحديث عن اى شيء المهم ان يكون بينهم كلام وخلاص ولكن كان مبروك غير مكتثر وكأنه فى عالم تانى بعيد عن عالمنا هذا ، وعندم يأس يحيى من الحديث مع اخيه ظل ساكت وبعد بعض الوقت فاذا بمبروك يقول ليحيى : اقف هنا .
استغرب يحيى من كلام مبروك وقال له : فى ايه حصل حاجه انا عملت حاجه زعلتك .
ظل يردد مبروك كلمه اقف هنا حتى وقف يحيى بالسياره ونزل منها مبرو واخذ ينظر الى مدخل قريه صغيره على الطريق ، وظل على هذا الوضع خمس دقائق ثم بداء مبروك يتحرك ويدخل تلك القريه وظل يحيى يسأله ماذا يفعل واين يذهب ولكن لم يرد عليه مبروك بشيء غير انه قال له : تعالى ورايا .
ظل مبروك يتحرك فى شوارع تلك القريه حتى توقف امام منزل كبير ويبدو ان اصحابه اغنياء من هيئه هذا المنزل ، وتوجه مبروك الى باب هذا المنزل وكان يحيى يسأله : انت رايح فين ؟ طيب انت تعرف صحاب البيت دا ؟ انت مبتردش عليا ليه يا مبروك ؟
ظل مبروك متوجه الى باب هذا المنزل وخبط على بابه وفتح له رجل يبدو كخادم فى المنزل وقال لمبروك : ايوه انت عاوز مين ؟
مبروك : مش انا اللى عوزكم انتوا اللى عوزنى ، فوضع مبروك قدمه بداخل المنزل وهو يقراء بضعة ايات من القرءان ، واخذ الخادم يمسك بذراع مبروك لمنعه من الدخول ، وحاول يحيى ان يأخذ مبروك ليخرجه من المنزل ، اما مبروك فظل متوجها الى الدور العلوى من هذا البيت وقبل ان يصعد الى الدور العلوى ظهر رجل يبدو كانه صاحب المنزل ومن ملابسه تظهر ملامح الثراء وقال لمبروك انت مين وعاوز ايه ، شكلك متسول من اللى بيرموا بلاءهم على بيوت الناس ؟
مبروك رجع الى الخلف عندما شاهد هذا الرجل وكانه شاهد شيء مخيف او خطير وقال له : متقربش منى ، الظلم فايح منك .
اشطات الرجل غيظا من كلام مبروك وصرخ بوجهه ، انت شكلك مجنوووون ، انت متعرفش انا مين انا كبير البلد دى ، وممكن اخرجك منها على نقاله .
يحيى مسك بذراع اخيه وقال له : يلا يا مبروك نمشى من هنا ، متعملناش مشاكل ، احنا ممكن يموتونا هنا وانا مش هعرف اتصرف هنا .
مبروك : متخفش يا يحيى ، اللى زى دا هو اللى يخاف ، دا واحد بينام وهو ظالم ناس كتير ، لغايه ما ظلمه طال اعز الناس ليه ، ولو مسمعش كلامى هيخسره للابد .
لم يفهم يحيى شيء من كلام اخيه مبروك ، اما الرجل صاحب البيت فكان كلام مبروك قد اصاب جرح فى قلب ذلك الرجل ، فتحول من جبروت العظمه والغرور الى مسكين وبداء يقول لمبروك : انت تقصد ابنى صح ، انت ازاى عرفت حلته ، انت تقدر تشفيه صح .
مبروك : الشافى هو الله ، احنا مجرد اسباب ، هسعدك بس كلامى تنفذه من غير نقاش .
الرجل : اللى انت عوزه ، انت متعرفش انا ممكن اقدملك ايه ، او انا اقدر على ايه .
بقلم ياسر عوده .
مبروك : القدره والمقدره بيد الله ، بطل غرور وتكبر يا غريب .
الرجل : انت كمان عارف اسمى ، انا تحت امرك اللى هتطلبه هعمله .
ترك مبروك غريب صاحب المنزل وصعد الى الطابق العلوى من المنزل ودخل احدى الغرف فوجد طفل يبلغ من العمر احدى عشر سنه ، على سرير وترعاه ممرضه ولقد احتار الاطباء فى مرضه ، فهو فى نظرهم سليم معافى وان ما به مرض نفسى وليس عضوى ، وحتى الاطباء النفسيين لم يجدو حل له ، فهم لا يعرفون سبب انه لا يستطيع الوقوف على قدمه او حتى الجلوس بشكل طبيعى .
دخل مبروك الغرفه وكان الطفل مستيقظ وتبسم له مبروك وقال : مش كفايه كسل بقى وتقوم تلعب وتتنطط زى اللى فى سنك ؟
حاولت الممرضه منع مبروك من الدخول ولكن كان غريب صاحب المنزل خلف مبروك ببضعه خطوات وطلب منها ترك مبروك وشأنه .
مسك مبروك بيد الطفل وظل يقراء بضعة ايات قرءانيه ويمسح على جسد الطفل بيداه وبعد نصف ساعه تقريبا قال للطفل تعالى هننزل سوى تحت نتمشى .
الطفل بكل خوف : انا مبقدرش اقوم او اتحرك من مكانى .
مبروك متبسم : لا انت كويس ، بس كسول شويه يلا قوم .
بداء الطفل بتحريك قدمه وبالفعل نجح فى النهوض بمساعدة مبروك ، وقام باسناده للنزول بالدور السفلى للمنزل ، واجلسه على كرسى وكان غريب لا يصدق ما تراه عيناه ، واخذ يبكى وجاء يحتضن ابنه فمنعه مبروك وقال له : يجب ان تتطهر من ظلمك الاول .
غريب : انت تقصد ايه مش فاهم .
مبروك : انت ظلمت ناس كتير فى بلدك دى ، واخدت حق مش حقك ، وفى ايادى كتير بتترفع للسماء وبتدعى عليك انت وذريتك كل يوم من كتر ظلمك ليهم ، وفى حد من اللى انت ظلمتهم عملك بنفس ظلمك وتوجه للاعمال السفليه ، وكانت النتيجه والضحيه هى ابنك وحيدك ووريثك ، لو مردتش المظالم هتفقده للابد ودى اخر فرصه ليك .
غريب : طيب قولى يا شيخنا وسيدنا ، مين اللى عمل كدا بابنى .
مبروك : انا مش سيد حد ، انتو ايه مبتحرموش ، وعاوز تعرفه ليه علشان تزود ظلمك ليه ، اسمع يا غريب حيات ابنك بايدك ، ولو منفذتش اللى انا قلته هتخسره للابد ، ثم تركهم مبروك واخذ معه يحيى الذى لم يصدق ما قد شاهده بعينه ، وظل طول الطريق فى عودته لمنزله يسئل مبروك كيف فعل كل ذلك وكيف عرف ان بالمنزل طفل مريض وكيف عرف اسم الرجل ، ولكن مبروك قد رجع لسكوته مره اخرى ولم يرد على اى سؤال من اسئلة اخيه يحيى .

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيخ مبروك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى