Uncategorized

رواية دمية في يد غجري البارت الرابع عشر 14 بقلم سمسم

 رواية دمية في يد غجري البارت الرابع عشر 14 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الرابع عشر 14 بقلم سمسم

رواية دمية في يد غجري البارت الرابع عشر 14 بقلم سمسم

كل خطوة يخطيها باتجاهها تجعل قلبها يسقط بين ضلوعها مع صوت اقتراب خطواته منها فماذا سيفعل بها الآن ؟فملامح وجهه تدل على انه ربما لن تنجو من يده الا بعد ان يلقنها درسا قاسيا لن تنساه
وتين:”متقربش منى انت فاهم ابعد عنى اتفضل اطلع برا”
ثائر:”متعودتش ان فى واحدة تقولى اعمل ايه ومتعملش ايه فأحسنلك تسكتى علشان متخليش العواقب وخيمة اكتر من اللازم يا وتين”
وتين:”انت عايز ايه منى بالظبط وهتعمل ايه”
ثائر:” هتعرفى دلوقتى هعمل ايه يا وتين”
وتين بخوف:”انت تقصد ايه بكلامك ده”
نظرت الى الباب فالباب مفتوح على مصراعيه واذا كانت سعيدة الحظ ريما تصل الى الباب قبل ان يقترب منها حاولت ان تطلق ساقيها للريح وتهرب منه الا انه كان اسرع منها فالتقط يدها قبل ان تخرج من الباب ظلت تبتلع ريقها مرة تلو الآخرى ومما زاد رعبها انه قام بغلق الباب حتى لا تفكر ان تفعل ما كانت تنوى فعله وهى ان تهرب من الغرفة ظلت تتراجع وهى خائفة حتى اصطتدمت بحائط خلفها كان يقترب منها بخطوات ثابتة وهى تتمنى حدوث معجزة تنقذها الآن وصل اليها كان قريبا منها فلا يفصله عنها سوى خطوة او اثنين لم ترفع رأسها يدور بعقلها مئات الافكار تعصف به فماذا سيحدث الآن؟ لم يتحرك من مكانه كأنه سعيد برؤيتها هكذا وهى خائفة
ثائر بأمر:”بوصيلى يا وتين ارفعى رأسك وبوصيلى”
لم تقوى على رفع وجهها الى وجهه فأقصى ما وصل له نظرها عنقه الذى رأت به ذلك العرق المنتفض من الغضب عند قاعدة أسفل عنقه
ثائر:”مش بقولك بوصيلى انتى ليه مبتحبيش تسمعى الكلام انا مبحبش اكرر كلامى كتير يا وتين”
وتين:”انت عايز ايه منى ارحمنى بقى انت ايه ليه واقفلى على الواحدة دايما عايزنى ابررلك تصرفاتى انت ناقص تقولى مش لازم تتنفسى طالما انا مش موجود انا مش لعبة فى ايدك افهم بقى انا بنى ادمة من لحم ودم بنى ادمة هو انت بتتلذذ بتعذيبى وقهرتى الرحمة شوية”
ثائر:”بس انتى لعبتى انا يا وتين لعبتى انا وبس”
وتين:”خلاص مش هبقى لعبتك تانى كفاية اوى عذاب لحد كده”
ثائر:”قصدك ايه يا وتين بكلامك ده”
وتين:”يعنى خلاص كفاية كده انا مش قادرة استحمل اكتر من كده انا مش هبقى مبسوطة لما انت توصلى لحافة الانهيار او الجنون”
ثائر:”يعنى عايزة ايه دلوقتى يا وتين وضحى كلامك”
وتين:”عيزاك تسيبنى فى حالى وترحمنى شوية وشيلنى من دماغك”
ثائر:”ولو ده محصلش هتعملى ايه يا وتين ها قولى حابب اسمع انتى هتعملى ايه”
وتين بتعب:” انا عايزة اطلب منك طلب ممكن اعتبره رجاء شخصى منى”
ثائر:”طلب ايه ده اللى انتى عوزاه”
وتين بدموع:’طلقنى وسيبنى امشى من هنا مش لازم افضل قاعدة هنا اكتر من كده”
طلاق ! هل تفوهت بهذه الكلمة الآن ؟ هل تريد ان تنفصل عنه وتبتعد عنه؟ هل اساء معاملتها الى هذه الدرجة التى كانت السبب فى انها تريد الانفصال قبل الوقت المحدد لهم بالانفصال
ثائر بتوهان:”وتين انتى بتقولى ايه طلاق ايه اللى بتتكلمى عنه ازاى قدرتى تقولى الكلمة دى اصلا ازاى قدرتى تنطقيها”
وتين:”مبقتش قادرة استحمل اكتر من كده خلاص تعبت انا كنت فكراك هتخلصنى من العذاب اللى انا فيه انت اه عيشتنى فى مستوى كويس مكنتش احلم بيه بلبس احسن لبس بنام فى بيت مكنتش احلم ادخله بس كل ده مع معاملتك ليه بالقسوة ده ميلزمنيش انا عندى اعيش حتى فى اوضة بس اكون مرتاحة احسن ما اعيش فى قصر و ابقى مش مرتاحة”
ثائر بذهول:”للدرجة دى انا كنت بعاملك وحش يا وتين وكنت قاسى معاكى معملتش اي حاجة كويسة ليكى”
وتين بتعب:”لو سمحت ممكن تسيبنى ولو فعلا انت موافق على الطلاق خلاص كل واحد يروح لحاله ويادار ما دخلك شر كفاية اوى لحد كده لا يكلف الله نفساً إلا وسعها وانا خلاص صبرى وطاقتى نفذوا”
ثائر:”باين عليكى انك بتكرهينى اوى يا وتين”
وتين:”ياريتنى اقدر أكرهك فعلا مكنش هيبقى فى مشكلة”
ثائر:’وتين انا مش فاهمك ولا بقيت عارف انتى عايزة ايه بالظبط”
وتين:”ولا عمرك هتفهمنى طالما كل تفكيرك ان انا لعبتك اللى تتحكم فى مصيرها واللى لازم تسمع وتقول حاضر ونعم حتى لو على حساب أعصابها ونفسيتها المهم ترضى غرورك كراجل انك فارض سيطرتك وهيمنتك عليا”
ثائر:” ياااه دا انتى شايلة اوى فى قلبك منى بس طلاق مش هطلقك يا وتين انتى فاهمة مش هطلقك وشيلى الفكرة دى من دماغك خالص انتى هتخلصى منى فى حالة واحدة بس لما أموت”
قال ذلك واولاها ظهره خرج من غرفتها مغلقاً الباب خلفه اتجه الى غرفته وهو يزفر بضيق ارتمى على السرير ينظر بشرود الى سقف الغرفة لا يتحرك به شئ سوى دقات قلبه التى تعلن انه مازال على قيد الحياة فجسده باكمله فى حالة سكون شديد ظل يفكر ماذا يفعل حتى ينتزع منها ذلك الخوف القابع بقلبها تجاهه؟ فهو كلما حاول ان يتعامل معها بلطف يحدث شئ ويجد نفسه يتصرف بدون تعقل وكل هذا بسبب ذلك الاحساس الذى ابتدى يملأ قلبه فهو أصبح يغار بشدة اصبح لايتمنى سوى ان تكون بين ذراعيه مجرد تفكيره ان ربما هناك احد غيره فى حياتها يصيبه ذلك بالجنون والغيرة العمياء يريد ان يكون هو فقط من يستحوذ على عقلها يريد ان يكون هو فقط من يسكن قلبها لايريد ان ينعم احد غيره بلمسة يدها فهو حتى الان لم ينسى عندما عانقها اول مرة فكلما يتذكر رعشة جسدها بين يديه ولفظها اسمه من بين شفتيها يريد الذهاب اليها وتكرار ذلك مرارا وتكرارا حتى يشعر بالاكتفاء والارتواء
ثائر:”انا كده شكلى اتجننت على الآخر وده كله بسببها دا انا فى حياتى شوفت ستات وبنات اشكال والوان ليه دى اللى عايزها تبقى قريبة منى ليه دى اللى حاسس ان انا هموت وتبقى بتاعتى وليا لوحدى مش عايزها تنطق غير اسمى انا وبس ضحكتها وابتسامتها يكونوا ليا انا وبس نظرة عنيها تبقى ليا انا وبس”
ظل يحدث نفسه حتى غفى فى النوم وهو لم يشعر بالوقت كأنه يهرب بالنوم من تلك الأفكار التى اصبحت مثل الاثقال تثقل قلبه وعقله
***
“فى منزل سمير”
علم “سمير” و”عايدة” بشأن فسخ خطبة “هيام” و”اسامة” اراد الاستفسار منها عن سبب حدوث ذلك او لماذا قام “أسامة” بفسخ تلك الخطبة؟
سمير:’وايه اللى حصل خلالكم تفسخوا الخطوبة يا هيام”
هيام:”بيقول مفيش توافق بينا بس انا عارفة هو عمل ليه
كده”
عايدة:”وهو عمل ليه كده يا “هيام “ايه السبب”
هيام بحقد:”علشان البرنسيسة وتين”
سمير:”وايه علاقته بوتين وهو ماله ومالها اصلا وكان عايز منها ايه”
هيام:”شكله كان عينه منها الاستاذ”
عايدة:”طب طالما كان عينه منها خطبك انتى ليه يا هيام”
هيام بتوتر:”معرفش اهو غار فى داهية مع السلامة راح واحد يبجى بداله مليون هو مفيش غيره فى الدنيا دى”
عايدة:”يعنى تطلع البت وتين اشطر منك فى دى كمان هتفضلى طول عمرك خايبة ومش فالحة فى حاجة”
هيام بغيظ:” الله فى ايه يا ماما هو انتى كل شوية تسمعينى الكلمتين دول”
عايدة:”وياريتهم بيجيبوا معاكى نتيجة يا هيام”
سمير:”خلاص اللى حصل حصل و”وتين” احنا منعرفش حاجة عنها من ساعة ما اتجوزت زى ما تكون ما صدقت انها تخرج من البيت ده”
هيام:”دى تلاقيها بس العز والهنا اللى عايشة فيهم منسينها كل حاجة ومنسينها اسمها”
ثم اكملت بهمس:” ولا جوزها ده كمان دى ينسى الواحدة اسمها بحلاوته دى”
انفجرت براكين الحقد و الغل فى قلب تلك الفتاة بعد تفكيرها ان “وتين” دائما ما يكون الحظ حليفها فبالرغم مما كان يحدث لها الا ان دائما يكون حظها وفيرا
سمير:”على فكرة انا نويت اتجوز يا أمى”
عايدة:”ومين دى بقى اللى عينك منها يا سمير ان شاء الله”
سمير:”دى تبقى أميرة”
هيام:”أميرة مين اوعى تكون قصدك أميرة بنت سالم جارنا”
سمير:”ايوة هى دى عندك مانع يا هيام ولا ايه”
هيام:”دى بت قوية ومحدش بيعرف يتكلم معاها ولا حد بيعرف ياخد منها حق ولا باطل”
عايدة:”هى عجباك يا سمير يعنى”
سمير:”ايوة وان شاء الله نروح نخطبها وحسك عينك يا “هيام” تعملى حركة ملهاش لازمة وتبوظى الجوازة كفاية جوازتك اللى بوظتيها”
قال تلك الكلمات هب واقفا ذهب الى غرفته فهو يعرف اخته حق المعرفة فهى تحب مضايقة من حولها ولا تترك احد بحاله كأنها تشعر باللذة عندما تضايق من حولها
هيام بغيظ:”شايفة ابنك بيقول ايه يا ماما شايفة كلامه”
عايدة:”وانتى ايه اللى مضايقك فى الجوازة دى يا عيان هو حر هو انتى اللى هتتجوزيها ولا هو”
هيام:’البت أميرة دى مش سهلة ومحدش بيمشى عليها كلمة ولو سمير اتجوزها هتقرفنا فى عشيتنا ومش هنعرف نمشى عليها كلمة”
عايدة:”وهى تقدر دا انا هوريها شغل الحموات على أصوله وهتبقى زى البت “وتين” تمشى بكلمتى وباشارة منى”
ابتسمت “هيام” لكلام أمها فهى منذ ان تزوجت “وتين” لم تجد من تضايقه بتصرفاتها الغريبة والحقودة
هيام:”يعنى هتخليها تخدمنا زى البت “وتين” ما كانت بتخدمنا كده”
عايدة:”اومال هستتها ولا ايه دى تخدمنا والجزمة فوق دماغها بس مش عايزين نبين حاجة قدام اخوكى دلوقتى “
هيام:”متخافيش مش هيعرف حاجة وهنبينله ان احنا مبسوطين بجوازته دى وان احنا هنشلها على كفوف الراحة كمان”
بعد ان اردفت بتلك الكلمات علت صوت ضحكتها من تخيلها ان ربما ستأتى الى المنزل فتاة أخرى غير “وتين” وستفرض عليها هى وامها سيطرتهم مثلما كانوا يفعلوا مع تلك المسكينة
***
منذ اخر لقاء بينهم وهم اصبحوا يتجنبون لقاءهم سويا كأنهم اذا اجتموا بمكان واحد لن يضمن احد منهم رد فعله تجاه الآخر كانت تسير على غير هدى تتحسس بيدها وريقات تلك الورود فهى سارت فى الجنينة بأكملها كأن ساقيها ترفض الراحة فهى تريد ان تسير هكذا حتى يغلبها التعب وتذهب الى غرفتها حتى لا تفكر به وبما حدث بينهم آخر مرة فهى طلبت منه الطلاق ولكنه قابل طلبها بالرفض القاطع فهى مازالت تتذكر حدة صوته عندما أخبرها انه لن يتركها الا بموته ظلت تفكر كثيراً لماذا قال لها ذلك وهو يعلم انه ربما سيأتى الوقت الذى ستترك به هذا المنزل ولكنها ربما ستخرج من هنا محطمة
كان يتأملها وهى تسير هكذا بين الورود كأنها لوحة ابدع فى رسمها فنان مبدع فهو اخذ قراره بأنه لن يضايقها بعد الآن ولكن كل مرة يتخذ هذا القرار يعود ويتصرف معها بشكل غير لائق بسبب غيرته التى اصبحت تعميه ولا تجعله يفكر بمنطق سوى سمع طرق على باب الغرفة آفاق من تأمله لتلك الحورية التى تسير بالحديقة كأنها تسير بجنة خاصة بها اذن للطارق بالدخول
ثائر:” ايوه ادخل”
حسنية:”ثائر بيه “سيلا” هانم تحت ومعاها مهندس الديكور اللى هيعمل الديكور للبيت”
ثائر:” اه ثوانى وجاى وراكى”
حسنية:”عن اذنك يا ثائر بيه”
ثائر:” اتفضلى”
خرجت “حسنية” من الغرفة عاد يتأمل تلك الجميلة مرة اخرى يلقى عليها نظرة أخيرة قبل خروجه من الغرفة
هبط من غرفته وجد “سيلا” تجلس كعادتها كأنها ملكة ويجب ان يخضع لها الجميع ولكن ليس هو من يخضع لها
ثائر:اهلا وسهلا نورتوا البيت”
سيلا:”اهلا بيك يا حبيبى انا جيت انا والباشمهندس علشان يعاين الجناح قبل ما يشتغل فيه”
ثائر:” تمام تشربوا ايه”
فى ذلك الوقت دخلت “وتين” تحمل بين أحضانها مجموعة من الورود قامت بقطفها من الحديقة تبتسم ابتسامة خفيفة اُخذ بشكلها الفاتن كان يتمنى ان تهديه تلك الورود مع ذلك الخجل الذى يبدو جلياً على وجهها والذى يقسم انه لم يرى أنثى تفتنه بابسط الطرق مثلما تفعل معه هذه الفتاة فكل فعل منها يجعله يرغبها اكثر فأكثر حتى بات قلبه يحرضه على قربها حتى وان كانت غير راغبة فى هذا القرب فهو يريدها وحسب حتى بات أمره يحيره
وتينب ابتسامة:”السلام عليكم”
كلهم:”وعليكم السلام”
سيلا من غير نفس:”اهلا بيكى يا وتين”
شعرت بالسخرية فى لهجتها ففضلت الصمت وعدم الرد فهى اصبحت حتى لا تهتم بما تقوله او تفعله فهى وصل امرها الى حد الامبالاة بتصرفات اى أحد فيكفى ما تشعر به من ألم فى قلبها الذى من الظاهر لن يكتب له السعادة والفرح فى حياتها
لم يصدق عيناه فهل هذه هى تلك الفتاة التى منذ ان قابلها عن طريق الصدفة وهو يذهب الى ذلك المكان لعله يراها مرة اخرى فهو لا يصدق تلك الصدفة الجميلة التى جعلته يقابلها وجهها لوجه مرة أخرى
عقدت “وتين” حاجبيها بتفكير تريد ان تتذكر اين رأت ذلك الرجل فهى تشعر انها قابلته قبل هذه المرة ولكن أين ؟ فعقلها لا يسعفها
حاتم باستغراب:”مش انتى اسمك “وتين” برضه”
وتين:” هو انت حضرتك تعرفنى قبل كده”
حاتم:” معقولة انتى مش فكرانى”
وتين:”حاسة ان الشبه مش غريب بس مش قادرة افتكر”
حاتم:”انا “حاتم” اللى شنطته كانت ضايعة وانتى لاقتيها واتصلت عليكى وجت اخدتها”
وتين بابتسامة:”اه افتكرت حضرتك الباشمهندس حاتم الانصارى”
حاتم:”ايوة انا يا آنسة وتين”
وتين بابتسامة:” تشرفنا”
حاتم:” دا الشرف ليا انا وفرصة سعيدة”
كان “ثائر”واقفا يتابع الحوار بقلب يكاد ينفجر بين ضلوعه من فرط ذلك الإحساس المسيطر على قلبه الآن فمن اين تعرفه؟ ولماذا تبتسم تلك الإبتسامة الآن؟ فهى لا يحق لها الابتسام لاحد غيره
ثائر بغيرة قوية:”لا والله انتوا تعرفوا بعض بقى ايه الصدف السعيدة دى”
سيلا:”غريبة اوى الحكاية دى صحيح”
حاتم:”لا غريبة ولا حاجة مش بيقولك صدفة خير من الف ميعاد”
وتين:”عن اذنكم”
صعدت إلى غرفتها راى عينيه تتبعها حتى اختفت من أمامهم لماذا ينظر اليها بهذه الطريقة؟ فهو يريد اقتلاع عينيه من مكانها لانه ينظر اليها ينظر الى احدى ممتلكاته وليست اى ممتلكات فهى الاقرب والاعز على قلبه
ثائر بغضب:”فى حاجة يا باشمهندس حضرتك بتبص على ايه”
حاتم:”ها ولا حاجة ممكن اعاين الجناح علشان نشوف هنعمل فيه ايه”
ثائر:”اتفضل معايا”
صعد أمامهم تباطئت خطواته امام غرفتها ولكن ليس هذا الوقت المناسب لمعرفة ماذا بينها وبين هذا الرجل
بعد ان تمت معاينة الغرفة قام” حاتم” بتسجيل ما سوف يفعله لتحويل هذه الغرفة الى غرفة جديدة تماما
حاتم:”خلاص كده انا سجلت كل حاجة وان شاء الله الشغل هيعجبكم”
سيلا:”انا عايزة حاجة محصلتش يا حاتم ماشى”
حاتم:”متقلقيش هخليهولك احلى جناح يليق بيكم”
ثائر بغيظ:”اتمنى علشان انا مبحبش الشغل اللى بيبقى اى كلام”
حاتم:’متقلقش انا بشتغل فى مجال الديكورات من زمان حتى قبل ما اخلص دراسة وممكن تسأل عنى وتعرف شغلى بيبقى عامل ازاى وان شاء نبدأ من بكرة”
سيلا:”ماشى يا حاتم ومش هوصيك بقى”
حاتم بابتسامة:’بس كده من عنيا الاتنين”
اراد “حاتم” رؤيتها مرة أخرى قبل ان يذهب ولكنه سيراها كثيرا الايام القادمة.منذ ان رأه “ثائر” ينظر اليها وعقله يوسوس له بأن لايجعله يطأ هذا المنزل بقدمه مرة أخرى
***
منذ علم “رمزى” بموافقة “مريم” وهو صار يعد الايام ويحسب الدقائق حتى يحين موعد كتب كتابهم فهو هائم فى أحلامه لم يخرج من تلك الحالة الا بسبب صوت “ثائر” الذى يصرخ به
ثائر:”رمزززززى انت يا بنى ادم”
رمزى:”ايه يا عم فى ايه جبتلى طرش فى ودانى متهدى صوتك ده شوية يا ثائر يا ساتر يارب على حنجرتك”
ثائر:”يعنى انا عمال اكلم فى نفسى من الصبح يابارد”
رمزىببرود:”خير فى مصيبة ايه الجديدة اتحفنى”
ثائر:”اتخانقت مع وتين”
رمزى:’ها اللى بعده هو انت اصلا بتخانق دبان وشك ايه الغريب فى ان اتخانقت مع “وتين” يعنى ده الطبيعى بتاعك”
ثائر:”دى طلبت منى الطلاق يا رمزى مش عارف هى طلبت كده ازاى”
رمزى:’شوفت عمايلك السودة وصلتها لايه انا قولتلك هييجى عليها وقت وتطفش من وشك ومن الدنيا كلها”
ثائر:”والله انا نفسى اقوم اغيرلك ملامح وشك يا بارد”
رمزى:”ماشى ياعم ها وانت قولتلها ايه بقى رديت عليها بايه”
ثائر:”قولتلها ان انا مش هطلقها ومش هسيبها الا بموتى”
رمزى:”ثائر”
ثائر:”نعمين يا اخويا عايز ايه”
رمزى:”عايزك تقولى الصراحة انت حبيت وتين اوى كده”
ثائر:”هو انا بغير عليها اوى بتغاظ لما بتكلم حد غيرى لما بشوفها بتعيط قلبى بيوجعنى لو شفتها تعبانة او مجروحة بحس كأن انا اللى تعبان مش هى ده يبقى ايه”
رمزى:”دا انت كده غرقت يا حبيبى فى عشقها مش بس حبيتها اسألى انا بس هتعمل ايه مع سيلا”
ثائر:”لازم افكر يا “رمزى” انا اصلا كنت مسافر فكده كده مش هنتجوز زى ما يكون سبحان الله ربنا كل شوية يأخر جوازنا لحكمه لا يعلمها غيره”
رمزى:”مش جايز دى اشارة من ربنا علشان تسيب “سيلا” وتعيش مع “وتين”
ثائر:”جايز لما ابعد اعرف احكم عقلى وافكر بهدوء”
رمزى:” هو انت هتسافر امتى”
ثائر:” كمان اسبوع وقصدك هنسافر امتى انت جاى معايا يا حبيبى”
رمزى:”لا والنبى واجى معاك اعمل ايه ان شاء الله”
ثائر:”انت ناسى انك المحامى بتاعى يا فالح وانا مسافر فى شغل فلازم تبقى معايا”
رمزى:”واحنا هنقعد قد ايه هناك بقى ان شاء الله”
ثائر:”شهر”
رمزى:”يالهوتينى شهر يا مفترى بحاله كده كتير اوى انا مقدرش ابعد عن هنا شهر بحاله”
ثائر:”اهو لما نرجع تكون “مريم” و”وتين “خلصوا امتحانات”
رمزى بهمس:”حسبى الله ونعم الوكيل”
ثائر:”سمعتك يا حيوان على فكرة وانت بتتحسبن عليا”
رمزى:”انت ودانك دى ايه ردار يا اخى انت ناقص تسمع افكارى كمان”
ثائر:”انت بتنق عليا كمان يا جزمة”
رمزى:” بس يا غجرى”
ثائر:” قوم غور من قدامى علشان انا فى اللحظة دى مش طايقك”
رمزى:”ولا انا كمان طايق اشوف شكلك كاتك القرف فى شكلك يا اخى”
اخذ” ثائر ” بعض من الاوراق الموضوعة أمامه على المكتب يقذفها فى وجه “رمزى” الذى كان يبتسم على انه استطاع ان يثير أعصابه ابتسم “ثائر” على تصرفات صديقه التى لا يغيرها ابدا فبالرغم من ذلك فلا احد يستطيع تهدئة “ثائر “عندما يغضب غير صديقه” رمزى”
***
بدأ “حاتم” العمل في المنزل كان يختلس النظرات اليها من وقت لآخر رأها تجلس فى الحديقة وجد نفسه يذهب اليها من غير ارادة منه فهو يريد ان يتكلم معها
كانت “وتين” بانتظار مريم فهن يبذلن اقصى جهودهن فى المذاكرة فالامتحانات على وشك ان تبدأ رفعت رأسها عندما سمعت صوت خطوات تقترب وجدته “حاتم”
حاتم:”السلام عليكم ازيك يا آنسة وتين”
وتين:”وعليكم السلام الحمد لله”
حاتم:”تضايقى لو قعدت معاكى شوية”
وتين:”ليه فى حاجة حضرتك عايز منى حاجة”
حاتم:”لاء بس سيبت العمال بيشتغلوا وقولت انزل الجنينة لقيتك قاعدة “
وتين:”انا كنت مستنية “مريم” علشان نخلص مذاكرة”
حاتم:أنتى فى سنة كام فى الكلية”
وتين:”فى سنة رابعة”
حاتم:”انا ليا معارف كتير فى كلية الهندسة ممكن اوصى عليكى لو تحبي”
وتين باستغراب:”شكرا انا مش محتاجة توصية من حد وان شاء الله الامتحانات تبقى كويسة
دلف “ثائر”الى المنزل لمحها تجلس معه غلى الدم فى عروقه واستشاط غضباً وغيظاً وجد نفسه يقترب منهم بامارات الغضب الجلية على وجهه التى لو واجه بها “حاتم” سيحرقه بتلك النظرات الجحيمية التى تنطلق من عيناه الآن وهو يراه يحدثها
حاتم:”اهلا يا ثائر بيه”
ثائر:” اهلا بيك يا باشمهندس حاتم اتمنى تكون قربت تخلص الجناح اللى شكله مش ناوى يخلص فى سنته ده”
حاتم:” ان شاء الله قريب وكل حاجة هتخلص”
ثائر:” اتمنى تخلص بسرعة و عن اذنك تعالى يا وتين”
قال ذلك سحب “وتين” من يدها يجرها خلفه وهو على وشك تحطيم عظام معصمها فى يده كانت لا تستطيع مجاراته فى مشيته لماذا يقبض على معصمها بتلك القوة فيديها اصبحت تؤلمها بشكل كبير وصل الى غرفتها قام بدفعها على السرير سقطت على الفراش وهى لا تصدق ما يفعله اقترب منها ظلت تبتعد حتى وصلت الى اقصى طرف السرير اقترب منها بوجه مكفهر من الغضب
ثائر بغضب:”انتى ايه اللى قعدك تتكلمى معاه ها كان بيقولك ايه”
وتين:”انا كنت قاعدة وهو جه كنت مستنية مريم علشان نكمل مذاكرة”
ثائر بغضب شديد وغيرة:”انا مش عايز اشوفك قاعدة معاه تانى انتى فاهمة انتى مراتى شايلة اسمى انا انتى بتاعتى انا وبس ومفيش حد هيقدر ياخدك منى يا وتين مفهوووم
قال جملته بكل ما يحمله من غضب على نقطة الضعف لديه فتلك الفتاة تجعله يتصرف بدون ان يعى ماذا يفعل او ماذا يقول فكل امر متعلق بها يجد نفسه بتصرف بدون تعقل
وتين:”انت بتزعقلى ليه انا معملتش حاجة “
ثائر:”كلامى مش هكرره تانى يا” وتين” تسمعى الكلام وانتى ساكتة مفهوم ولا مش مفهوم”
بعد ان هدأت ثورة غضبه لاحظ عينيها تلمع بسبب تلك العبرات التى ربما ستتساقط الآن لماذا يفعل بها ذلك؟
وجد نفسه يقترب منها نظرت اليه بعيون دامعة مد اصابع يده يمسح تلك الدموع التى تساقطت على وجنتيها
ثائر بحنان :”خلاص يا “وتين” اسكتى متعيطيش”
وتين بدموع:’لحد امتى هتفضل تجرحنى كده وبعدين تقولى متعيطيش لحد امتى قولى رد عليا”
اسند جبينه على جبينها وسط دهشتها اغمض عينيه و يديه تحتضن وجهها
ثائر:’انا مش عارف انا ليه بعمل فيكى كده يا”وتين”
بس خلاص انا مسافر وهترتاحى منى ومن تصرفاتى اللى عارف انها ضايقتك “
بعد ان قال مالديه طبع قبلة على مقدمة رأسها ثم خرج من الغرفة وهى جالسة مكانها هل ما شعرت به فى نبرة صوته هو الندم ولكن اخبرها انه مسافراً فإلى اين سيذهب ويتركها هنا مشتاقة اليه؟ فبالرغم من كل ما يفعله فإن حبها له لم يضعف او يخف بل يزداد فى قلبها كل يوم يمر عليها وهى فى بيته
***
“فى شركة بدر الغرباوى”.جالسا على كرسيه ينفث دخان سيجاره الغالى يتذكر منظر ذلك الحارس وهو غارق في دماءه بعد ان اخبره انه فشل فى التخلص من “مريم العمرى” فهو كان يظن انه على وشك الايقاع به ولكن لم يحدث ذلك عندما دلفت سيلا الى مكتبه بتلك الملامح التى تدل على الفشل الذريع فى تحقيق أيضاً ما يريد علم انه سيسمع منها ما يزيد كرهه اكثر ل”ثائر”
بدر باستغراب:”سيلا مالك كده داخلة زى ما يكون ماتلك حد بشكلك ده”
سيلا:”ثائر عرف بموضوع الصفقة وطلب منى الغيها والا مش هيمولها”
بدر:”وهو مين اللى قاله اصلا على الموضوع ده يا سيلا”
سيلا:”ثائر مش نايم على ودانه دا بيعرف كل حاجة وهو قاعد فى مكتبه ولما حاولت اقنعه بالصفقة رفض”
بدر بابتسامة خبيثة:”وانتى يا حبيبتى مش عارفة تأثرى عليه بدلعك وجمالك ده”
سيلا:”مفيش حاجة بتأثر فى “ثائر” ابدا دا بيكلمنى بالحلال والحرام زى ما تقول كده عنده ثبات انفعالى”
بدر:”يعنى ايه الكلام ده امال انا عامل كل ده ليه وخليتك تقربى منه ليه مش علشان نضرب ضربتنا ونضيعه خالص واخلص منه هو وبنت اخوه”
سيلا:”اعمل ايه اكتر من اللى بعمله ثم انت حتى كمان معرفتش تخلص من مريم وجت البت اللى اسمها “وتين” دى وانقذتها”
بدر:”امال ايه فايدة جمالك ده كله يا سيلا مش عارفة تخليه رهن اشارتك وتخليه خاتم فى صباعك”
سيلا:”صدقنى لو “ثائر” عرف اللى بينى وبينك مش هيرحمنا يا “بدر” وهيخلص علينا دا غجرى وانا عرفاه ملوش عزيز ولا غالى غير بنت أخوه”
بدر:”وانا مش هسيبه فى حاله لازم اخلص القديم والجديد منه واصفى حسابى مع عيلة العمرى”
اقترب منها جذبها مرة واحدة حتى اصطدمت بصدره وضعت يدها تلقائيا حول عنقه تبتسم له ابتسامة مغرية
سيلا:”مش هتبطل القسوة دى يا بدر”
بدر:”مبقتش عجباكى قساوتى دلوقتى ولا الاستاذ” ثائر” بهت عليكى”
سيلا:”ثائر مبيقربش منى ولا بيلمسنى بيقول لما ابقى مراته وانت بقى هتخليه يتجوزنى انا كنت بأجل الجواز جايز نقدر ناخد منه اللى احنا عاوزينه قبل الجواز بس الظاهر مفيش فايدة”
بدر:”يبقى لازم تتجوزيه يا ما تخليه يكتبلك كل حاجة بيملكها ياما نخليكى ارملته وبرضه هتورثيه”
سيلابضحكة عالية:”انا مشفتش فى عقلك ده فى الشر انت ايه شيطان”
بدر:”بس لازم يا حبيبتى الجوازة تتم فى اسرع وقت”
سيلا:”بس هو مسافر وهيغيب شهر بحاله”
بدر:”يبقى لازم لما يرجع تتجوزوا انتى فاهمة يا “سيلا” لازم منضيعش الفرصة دى من ايدينا”
سيلا:”ماشى يا حبيبى هتجى عندى ولا انا اجيلك النهاردة”
بدر:”انتى عايزة ايه يا حلوة”
سيلا:”وحشتنى وعايزة اقعد معاك يا حبيبى شوية”
بدر:”خلاص هجيلك انا النهاردة بس حضريلنا سهرة محصلتش من سهراتك الحلوة”
تعالت صوت ضحكاتها التى ملأت المكتب وهى تحتضنه بكل جرأة وعدم خجل مما تفعله
***
تجلس امام شرفتها واضعة يدها على وجهها هائمة فى افكارها فغداً سيسافر ولن تراه لفترة طويلة كيف ستتحمل ذلك فمنذ ان اخبرها بموعد سفره وهو اصبح يتجنبها حتى لا يصدر منه فعل او قول يجعلها تستاء منه اكثر سمعت طرق على باب الغرفة ظنت ان القادم ربما تكون “مريم” او “حسنية” فلم تتحرك من مكانها فأذنت للطارق بالدخول
وتين:”ادخل”
انفتح الباب رأت الطارق هبت واقفة فالقادم لم يكن سوى زوجها نظر اليها وهى بتلك الحالة كانت لاترتدى حجابها فهذه اول مرة يراها بتلك الصورة ويرى تلك الخصلات الحريرية المسدلة على ظهرها وحول وجهها زاغت عيناها فى كل مكان ماذا تفعل الآن؟ قبضت بيدها على ملابسها كأنها تستمد قوتها
وتين بتلعثم:”ففى حاجة”
ثائر:”جيت علشان اسلم عليكى قبل ما اسافر الصبح”
وتين:”انت خلاص مسافر بكرة”
ثائر:”ايوة ميعاد الطيارة الصبح”
وتين:”تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله
ثائر:” الله يسلمك
لاحظت اقترابه منها وبدون مقدمات تناول يديها بين يديه شعرت برعشة تحتل جسدها ونبض عنيف فى قلبها وحرارة قوية تنبعث من وجهها
ثائر بتنهيدة:”وتين انا عايز اقولك متزعليش منى على اى حاجة عملتها وضايقتك وانا عارف ان انا ضايقتك كتير واتسببت فى دموعك وزهقتك برضه بس كل ده هينتهى لما ارجع ان شاء الله كل ده هيخلص”
وتين بعدم فهم:”يعنى ايه مش فاهمة”
ثائر:”يعنى لما ارجع من السفر القرار اللى انتى هتاخديه انا هنفذهولك اى ان كان القرار اللى هتاخديه”
وتين:”وانت ليه بتقولى الكلام ده دلوقتى”
ثائر:”علشان عارف انك مبقتيش قادرة تستحملى تصرفاتى معاكى وانا كمان هتأخر فى السفرية دى شوية فأنتى هيبقى ليكى الحرية انك تفكرى براحتك وكمان هريحك منى شوية علشان تعرفى تفكرى بهدوء وتاخدى القرار اللى يريحك”
هى لا تريد تلك الراحة تريده ان يظل امام عيناها شعرت بالقلق من كلامه ولا تعرف هذا الخوف الذى سيطر عليها وجدت نفسها تسحب يدها من يده وتضعها حول عنقه واضعة رأسها على صدره تحتضنه بقوة فمن اين اتتها هذه الجرأة لتفعل ذلك ؟فعقلها لم يسعفها بشئ فهى تتصرف بدون وعى منها كأنها مغيبة عما حولها فكل ما يهمها الآن انها لا تريده ان يبتعد عنها حتى اذا وصل الأمر إلى ما لا يحمد عقباه
وتين:”ثائر متسافرش علشان خاطرى خليك معايا”
ثائر:”ليه مش عيزانى اسافر يا وتين”
وتين:”كلامك خوفنى مش عارفة ليه كأنك هتسافر وهتسيبنى فى الدنيا دى لوحدى ومش هيبقى ليا حد وهرجع وحيدة من تانى من غير سند”
هل ما يشعر به فى نبرة صوتها خوفاً عليه هل حقا هى يهمها أمره؟ وجد نفسه يعتصرها بقوة في أحضانه مقبلا لها بحب وشغف فربما لن تتاح له هذه الفرصة مرة أخرى لاحظ ترددها فى بادئ الأمر فهى تبادله العناق بخجل شديد كأنها تريد ان تتناسى نفسها فى أحضانه فكل حركة تردد منها تجعله يقترب اكثر يريد نزع ذلك التردد منها ان يجعلها ترغب به مثلما تحرقه رغبته فيها اراد ان تشعر بتلك النيران التى شبت فى جميع حواسه فالأن لن يستطيع ان يبتعد حتى وان كانت هى تريد ذلك ولكنها قد ارسلت عقلها فى سبات عميق لاتريده ان يستيقظ الآن تريد فى تلك اللحظة ان ما يتحكم بها هو قلبها وليس عقلها وهذا ما كان ثم لم يعد لديها اى مقاومة
لايصدق ما حدث فهى الآن بين ذراعيه تنام بكل تلك البراءة والهدوء فهى أصبحت زوجته قولا وفعلاً وهو حتى الآن لا يعرف كيف حدث ذلك فماحدث كأنه حلم كان يتمناه منذ دق قلبه لها اغمض عينيه بابتسامة عريضة على شفتيه يتذكر تلك اللحظات الرائعة والتى لم يتصور انها ستكون بمثل تلك الروعة فهى قد سلبته عقله بتلك البراءة التى تمتلكها وبذلك الخجل والجهل الذى تتعامل به فى اولى خطواتها فى حياتهم الزوجية فهو اصبح الآن عاشق متيم لتلك الفتاة الراقدة بين ذراعيه الآن قام بطبع قبلة على رأسها وهى غارقة فى احلامها غفى فى النوم هو ايضا وهى بين ذراعيه دافنة وجهها فى عنقه يشعر بحرارة انفاسها على عنقه ترسل رعشات يهتز لها قلبه بين ضلوعه
“فى الصباح”..فتحت عيناها ببطئ وجدت نفسها فى أحضانه سحبت نفسها بخجل شديد وتمنت أن لا يفيق الآن فظلت تأنب نفسها لماذا انجرفت وراء مشاعرها ؟ فالأن عاد اليها عقلها بعد ان كانت قامت بالغاءه ليلة أمس فقلبها حرضها على الاستسلام له لتنعم بشعور القرب منه ولكن اثناء انسحابها سمعت صوت همهمة صادرة منه اقتربت منه لكى تتبين ما يحدث نفسه بها فى احلامه
ثائر:”متسبينيش خليكى معايا لاء استنى “سيلا” سيلا”
كأن احد صفعها بكل قوة على وجهها هل ما حدث بينهم لم يكن سوى رغبة رجل فى امرأة فقط و أن “سيلا” هى من تحتل تفكيره ويذكرها فى أحلامه جرت على الحمام قامت بتشغيل المياة تتساقط بقوة على رأسها وجسدها تحاول كتم صوت بكاءها وشهقاتها التي كانت تمزق نياط قلبها
وتين بدموع:”انا اللى غبية غبية انتى ليه مفكرة انه ممكن يحبك او يفكر فيكى تطلعى ايه شوفتى وصلتى نفسك لايه محدش هيبقى خسران غيرك وهو هيروح ويشوف حياته معاها وانتى هتفضلى كده متشعلقه فى حبه ومش طيلاه”
جلست على ارضية الحمام شعرت انها لن تستطيع الصمود اكثر من ذلك وضعت رأسها بين ركبتيها لتكمل بكاءها ولوم نفسها وتأنيب ضميرها الذى بدأ ينهش قلبها وعقلها الآن.استيقظ ثائر من النوم نظر بجواره فلم يجدها فأين ذهبت؟ سمع صوت الماء فى الحمام نظر الى الساعة وجد انه يجب ان يسرع حتى يستطيع اللحاق بطائرته قام من على السرير ارتدى ملابسه ذهب الى الغرفة التى يقيم فيها دخل الى الحمام لاخذ شاور سريع خرج ارتدى ملابسه أدى صلاته كانت جميع اغراضه تم ترتيبها بعد ان انتهى هبط الى اسفل كانت “وتين’ انتهت وهبطت هى الأخرى لتناول الافطار مع “مريم”
ثائر بابتسامة جذابة:”صباح الخير”
وتين ومريم:’صباح النور”
تحاشت النظر اليه فهى لا تريد ان تتذكر ماحدث بينهم جلست تتصنع البرود اصابه التعجب من صنيعها فهو يتذكر كيف كانت بين يديه فكانت مثل قصيدة من الشعر العذب فهو الدنيا لا تسعه من شدة سعادته ان “وتين” اصبحت ملكه قولا وفعلا وان لم يكن عليه المغادرة الآن كان ظل بجوارها يكتشف خباياها التى لا تكف ليلة واحدة لاكتشافها فما اجمل ان يكون هو زوجها وملقنها فنون الحب والعشق فهى كصفحة بيضاء اللون وسوف يدون بها كل تلك الاحاسيس والمشاعر التى لم يشعر بها مع احد غيرها سيخبرها بما فعلت به بتلك البراءة التى تمتلكها سيخبرها ان قلبه أصبح الآن ملك لها هى فقط هى من تسكنه وستظل ساكنته لما تبقى من حياته ولن يأخذ احد غيرها هذا القلب الذى كان بات يصدق انه من ثلج ولكن جاءت تلك الفتاة بحرارة عشقها تذيب ذلك الثلج الذى كان يحيط قلبه فقلبه اصبح الآن يتوقد بحرارة الحب والعشق
ثائر:”انا لازم امشى دلوقتى حالا فخلوا بالكم من نفسك ماشى”
مريم:”تروح وترجع بالسلامة يا عمو خلى بالك من نفسك انت كمان”
ثائر:”تسلميلي يا حبيبتى”
وتين ببرود:”مع السلامة تروح وترجع بالسلامة ان شاء الله”
ما هذا البرود الذى يكتنف صوتها وتصرفاتها هذا الصباح فكرا قليلا هل ندمت على ما حدث بينهم ؟هل هو من احرجها واجبرها على ان تتقبله كزوج ؟هل كانت تريد ان تبقى الامور بينهم بدون ان يحدث ذلك لعل عندما يحين موعد انفصالهم تكون قد احتفظت بقلبها وجسدها للشخص الآخر الذى سترتبط به بعد منه …شخص آخر فهو سيمحى من الوجود اى شخص يفكر فى اخذها منه او ابعادها عنه فليس بعد ان اتحدت روحه بروحها تنفصل عنه وتبتعد فهو لن يتحمل ذلك فهى له وستظل له حتى اخر نبضة من نبضات قلبه …قلبه الذى كان يظن انه لن يغرم ويعشق فى يوم من الأيام ولكن جاءت تلك الفتاة كاسرة كل القواعد والحدود التى رسمها لنفسه لتجعله عاشق لها راغبا بها بشدة اصبح لديه هوس بامتلاكها قلبا وجسدا وروحا
ثائر:”الله يسلمك تحبوا اجبلكم ايه معايا عايزة ايه يا مريم”
مريم:”عيزاك ترجعلنا بالسلامة ومفيش مانع اى هدية حلوة منك كده ههههه”
ثائر:”هههه بس كده من عنيا الاتنين”
مريم:”تسلملى عينيك يا عمو”
ثائر:’وانتى عايزة ايه يا “وتين’ اجبهولك انتى كمان”
وتين بضيق:”مش عايزة منك حاجة شكراً متشغلش نفسك بيا”
قبل ان يرد عليها سمع صوت “رمزى” وهو أتى من الخارج يريده ان ينتهى حتى يستطيعوا اللحاق بالطائرة
رمزى:”ما يلا يا عم الحلو الطيارة هتفوتنها هتقضيها وداع
سلام يا “وتين” سلام يا مريم”
وتين:” الله يسلمك يا رمزى”
مريم بكسوف:”لله يسلمك يا رمزى تروحوا وترجعوا بالسلامة ان شاء الله”
رمزى بهيام:”تسلملى دعواتك الحلوة اه والنبى ادعيلى ارجع بقى ونكتب الكتاب”
شعرت مريم بالخجل نظرت الى الارض وهو لا يريد ان يتحرك من مكانه بعد رؤيتها بهذا الخجل
ثائر:”يلا بينا يا رمزى”
خرج من المنزل يشعر بالضيق من اسلوب “وتين” فى كلامها معه لماذا تتحدث بهذه الطريقة ؟فهو كان يتخيل ان تودعه وداعا خاصا قبل سفره ولكن كلامها معه ببرود وضيق كأنها تريد الخلاص منه في اقرب وقت وبأى طريقة كأنها لاتريد ان ترى وجهه بعد الآن
رأته يخرج من المنزل لم تستطيع منع دموعها التى تساقطت على وجنتيها فهى كانت تريد توديعه بشكل لائق ولكنها لم تستطيع بسبب صدمة ماحدث منه هذا الصباح
وتين بهمس ودموع:”تروح وترجع بالسلامة يا حبيبى فى حفظ الله ورعايته وترجع بألف سلامة”
“فى المطار”
وصل “ثائر” و”رمزى” الى المطار بعد انتهاء المعاملات الخاصة بالمطار صعدوا الى الطائرة لاحظ “رمزى” سكوت ثائر على غير عادته وكأن هناك شئ يقلقه او شئ يضايقه بشدة
رمزى:”مالك يا” ثائر” فى ايه”
ثائر باستغراب:”مالى ما انا كويس اهو مفيش حاجة”
رمزى:”متأكد انت باين على وشك ان حصل حاجة”
ثائر:”لاء مفيش انت عملت اللى قولتلك عليه يا رمزى ولا لاء”
رمزى:”عيب عليك كله تمام وتحت السيطرة وكل حاجة هتبقى زى ما انت عايز بالظبط”
ثائر:”كويس علشان عايزين نخلص الموضوع ده بقى ونشوفه هيوصل لفين”
رمزى:”متخافش كل حاجة اتعملت زى ما انت طلبت ولما نرجع هتشوف والموضوع هيتحل”
ثائر بتفكير:”تمام كده لما اشوف اخرتها ايه معاها وناوية على ايه”
يتبع..
لقراءة الفصل الخامس عشر : اضغط هنا
لقراءة باقي فصول الرواية : اضغط هنا
نرشح لك أيضاً رواية حمزة للكاتبة ميمي عوالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى