روايات

رواية منك وإليك اهتديت الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم زيزي محمد

رواية منك وإليك اهتديت الفصل الثالث والثلاثون 33 بقلم زيزي محمد

رواية منك وإليك اهتديت الجزء الثالث والثلاثون

رواية منك وإليك اهتديت البارت الثالث والثلاثون

رواية منك وإليك اهتديت
رواية منك وإليك اهتديت

رواية منك وإليك اهتديت الحلقة الثالثة والثلاثون

جلست أمام سليم في مقهى قريب من المنزل، اجوائه هادئة تتناغم مع سكون الليل الذي يطبق بظلمته على السماء وروحها التي باتت في تلك اللحظة كـ سُخام ليلة شتوية قاسية، لقد تملك منها الضياع وهي تنظر له كالطفلة التي وقع عليها ذنب وهي لم تقترفه، مجددًا غزت الدموع مقلتيها وهددت بترك سجنها لتسلك طريقها فوق صفحات وجهها السابحة في حزن موجع..كادت تتعالى شهقاتها لعدم قدرتها على التعبير..أو اخباره ببراءتها! حتى تلك فقدتها من شدة ضعفها حيث كان ينحر بها كالذبيحة التي لا حول لها ولا قوة!
اكتفى سليم من تلك الدقائق الطويلة المغلفة بالصمت من قبلهما، اكتفى بعد أن وزن الأمور بداخله قبل أن يعلو نبرته الهادئة التي كانت تناقض ملامحه المبهمة:
-محتاج اسمع منك.
همست بنبرة مخنوقة:،
-أنا…
انسابت دموعها بغزارة وكأنه فتحت ابواب سد منيع لتنهمر بلا توقف، فقال هو بنبرة متوازنة واثقة:
-قبل أي حاجة أنا سمعت كل حاجة، وأكيد سمعت انك مظلومة، بس اللي شاغل دماغي حاجة أهم؟
استطاع سرق انتباهها من فلك الضياع المسيطر عليه، فنظرت له باهتمام كبير، جعله يستكمل برزانة:
-ليه سكتي عن الظلم دا؟
اطرقت رأسها دون أن ترد في بادئ الأمر، فمرت الثوان عليها وهي بتلك الحالة قبل أن ترفعها وتردف بحرقة:
-ومين هيساعدني! جوز ماما الراجل الغلبان هيقف في وش دكتور ماجد بنفوذه وفلوسه، ولا زيدان اللي شغله مأثر عليه واوقات بحس انه بيشك كتير، تفتكر لو كنت قولت لزيدان ان في واحد بيهددني بصور نصها حقيقي والنص التاني مفبرك كان هيبقى ايه موقفه!
صمتت لوهلة ثم استكملت بنبرة مجروحة:
-عارفة انه بيحبني، بس هو عصبي مبيقدرش يتحكم في اعصابه ما بالك بقى لو حاجة تخص الشرف، كان هيوجعني…كان هيسيب كل حاجة ويقولي ازاي اخد صورك بشعرك..
عادت تصمت ومن بعدها بكت بضعف:
-وأنا مش هستحمل…مش هستحمل اشوف نظرة شك في عينه أو اسمع كلمة تكسرني، دا الشخص الوحيد اللي باقيلي.
-وانك تخبي عليه دا حل؟!
قالها بجدية حاول اخفاء سخريته بقدر كبير، ولكنها وصلتها كالشهاب فأحرقتها أكثر مردفه بنبرة بائسة:
-كنت متخيلة لما اتجوز زيدان واسافر بعيد محدش هيعرفلي طريق وماجد هينساني.
انفعل سليم رغم محاولاته في تهدئة ذاته:
-دي سذاجة، انتي مغلطتيش عشان تهربي.
جاهد التحكم في نفسه واخفض نبرته التي كانت تقسو شيء فـ شيء:
-كان هيبقى ايه موقفك لو نزل الصور دي على النت وزيدان شافها.
ظهر الذعر بعينيها ترفض تخيل موقفها من الأساس، فقالت بتلعثم:
-محستش منه كدا، هو كان…كان عايزني وخلاص.
التوى فمه بابتسامة ساخرة:
-يعني هوس؟!
حركت رأسها في نفي بينما كانت تجاهد التماسك قليلاً كي تخبره عن شخصية ماجد واسلوبه الذي عرفته منذ أول يوم خطت فيه قدمها تلك المشفى، استمع اليها سليم جيدًا لكلماتها عنه ثم أنهت حديثها الطويل بقولها:
-طول عمره قذر وبيضغط على اي دكتورة او ممرضة واللي كانت بتشتكي كان بيلبسها تهمة أو بيسوأ سمعتها انها بتحاول توقعه والغريب ان كنت بشوف ناس في المستشفى بتصدقه، رغم انهم عارفينه على ايه.
تنهدت بثقل ثم تابعت بحزن:
-كان بيفضل يضغط ويضغط لغاية ما أي واحدة عايزاها تتنازل وتوافق، وفي الحالة دي هو كسبان بردو…عمري ما شوفته خسران في اي معركة مع بنت حاولت ترفضه.
اختنقت بوجع:
-عشان كدا كنت بخاف، بخاف اخسر صورتي قدام الناس، بخاف اخسر سمعتي حتى لو كنت بريئة، لما زيدان رجع كنت بخاف اكتر من فكرة انه يسيبني وانزل من نظره ويا ترى هيصدقني امتى؟ ويا ترى وقتها هكون فين ووصلت لأية.
زفر سليم بخفة طاردًا انفاسه الملتهبة في حين شعر بالشفقة قليلاً لِمَ تعانيه من ضعف نهش في روحها وجعلها مقيدة بسلاسل الخوف تخشى مواجهة هذا الوحش، فبقيت ضعيفة مستسلمة وقد رجح حالتها تلك لظروفها الاجتماعية مرورًا بزوج والدتها وزواجه وتلك القصة التي سمعها من اخيه، حتى زواجها بزيدان أخيه المتهور العنيد، فهو يعرفه عن ظهر قلب بعنفوانه الثائر وجنونه الجامح بالإضافة للمحة الشك التي سردتها برجفة لازمت صوتها، هو يعلم تلك الخصلة مر بمرارتها من قبل أثناء وفاة والده، تلقى اتهام صريح انه السبب الرئيسي في موت والدهم في حين أن اخيه الاهوج فكر بحماقة لمجرد ان ابيه ذكر اسمه قبل وفاته مباشرةً… وهنا رفع بصره ينظر لمليكة الشاردة ودموعها التي لا تتوقف عن غزو خدّيها بشراسة فكر للحظات هل ستتحمل عنفوان زيدان كما تحمله من قبل..هل ستسامح ان تلقت اتهامات بشعة منه بينما هي تنتظر الدعم!
اجفل على قولها القلق:
-بتبصلي ليه مش مصدقني! حقك وعارفة ان انا غلطت.
قاطعها بنبرة حازمة متوازن:
-ايوا غلطتي دي نقطة مهمة لازم تقفي عندها وتفكري صح الموضوع مش في زيدان اخويا، الموضوع فيكي انتي، كنتي لازم من الاول تقفي وتواجهي بكل قوتك وعلني كمان تثبيتله انك مش خايفة وان هو بأفكاره مجرد حشرة تقدري تدويسها…انتي خوفك على سمعتك خلاكي مش قادرة تاخدي خطوة صح.
هزت رأسها بحرقة وقهر وهي تهمس بنبرة مخنوقة بالدموع:
-فضلت اسكت وابعد على أمل كل حاجة تخلص بس مخلصتش، عارفة ان دلوقتي هتخسرني حاجات كتير اولهم زيدان بس خلاص…
بتر حديثها بصرامة كان يقطر منها الحدة:
-مش هتخسري حد، وزيدان مش هيعرف حاجة.
تعلقت عينيها به تسأله بضياع:
-ازاي، هيفضل يضغط عليا لازم اخلص منه.
بان طيف الغضب في عينيه:
-ولا هيقدر يوصلك بعد كدا..
طرق بإصبعه فوق الطاولة بحدة:
-من اللحظة دي تنسي الموضوع دا كله وتعيشي حياتك كأنها طبيعية، شيليه من حياتك وكأنه ممرش اصلا عليها، حتى فرح دي متحاوليش توصلي ليها.
همست بشحوب:
-لازم اقول لزيدان.
-لا مش لازم ولا عشان أنا عرفت فأنتي خايفة ولازم تقولي لزيدان؟
سألها بقوة، فحركت رأسها بنفي والحرج يكسو على ملامحها، بينما هو تابع بهدوء رغم صلابة صوته:
-انتي دلوقتي من عيلة الشعراوي، واحدة مننا اي خطر بيهددك بيهددنا كلنا، متفتكريش انك لوحدك، انتي في ضهرك عيلة كبيرة تاكل الزلط عشان خاطرك.
كم الامتنان الذي شعرت به اطفأ نيران قلبها، فقالت بهمس ضعيف:
-شـ..شكرًا.
-مفيش شكر ما بينا، أي خطوة هاخدها في الموضوع دا واجبي، زيدان مش موجود أنا مكانه، وانتي عارفة كويس شغله وبعيد عننا والدنيا عنده مش متظبطة هناك، مش هنشغله بموضوع بسيط زي دا.
بصوت شديد البحة أردفت بتوتر:
-الموضوع مش بسيط زي ما انت فاكر.
-مش واثقة فيا؟
سألها باستنكار، فردت سريعًا بنفي وبنبرة صادقة:
-لا بس أنا خايفة يكبر وزيدان يزعل ان كله عارف وهو ميعرفش.
-مين كله؟ محدش هيعرف الموضوع دا بيني وبينك، اما يكبر او يصغر مالكيش دعوة نهائي، اعتبري ان الصور دي مش بتاعتك تعرفي؟
ظهر الارتباك فوق تقاسيم وجهها، فعاد يحدجها بقوة:
-تعرفي؟
أومأت بإيجاب، فأخرج تنهيدة ثقيلة وهو يعيد كلماته الحازمة:
-زيدان ميعرفش حاجة يا مليكة، والموضوع دا تنسيه خالص، متقلقيش.
لا زال التوتر يغزو روحها وقد بان ذلك في نظراتها وابتسامتها المهزوزة وهي تعبر عن شكرها، أدرك ذلك فاستطرد بهدوء:
-بعد كدا أي حاجة تهدد حياتك متسكتيش وان زيدان مكنش موجود…أنا موجود ويزن كمان، محدش فينا هيخذلك ابدًا، وشيلي الخوف دا من قاموسك، عيلة الشعراوي مبتخافش هي بتخوف بس.
رغم قوة عينيه وصلابة صوته وملامحه التي تنم عن غموض زادها توتر فوق توترها، الا انه نجح في افلات ضحكة صغيرة منها رغم حديثه الساخر وقبل أن تنهض هاجمها بسؤاله:
-مين فرح دي وعلاقتها بيكي ايه؟
عادت تجلس من جديد وبدأت في الاجابة على سؤاله والخذلان يغلف صوتها فاستمع لها بهدوء شديد للغاية يحفر كلماتها حفر بذهنه قبل أن يخطو أي خطوة في استرداد حقها ومعاقبة ذلك الوقح على افعاله الدنيئة.
***
عادت مليكة للمنزل ولغرفة زيدان التي عادت تقطن بها بعد ذهابه، جلست بإنهاك فوق الفراش تفكر بجدية في كلمات سليم وتلك الوعود الخفية التي شعرت بها منه، اختلطت مشاعرها ببعضها البعض وتخبطت بين جدران صدرها فكان الوضع اشبه بساحة تعج بأحاسيس مختلفة ما بين القلق والخوف والراحة والندم وشعور بالذنب له مرارة شديدة كمرارة العلقم…تنهدت باستسلام بعدما وضعها سليم في خانة اليك، وخاصةً بعدما تذكرت كلامه:
“حتى لو عايزة تقوليله، مش دلوقتي لما الموضوع يهدا ويخلص قوليله، اخويا وانا عارفه على ايه”
شعرت بخوف خالط نبرته على زيدان، هو بالتأكيد يخشى تهوره، او ايذاء نفسه ومستقبله، فقررت أن تنصاع لرغبته حتى لا تكون سببً في اثارة المشاكل لزيدان يكفيه ما يمر به في تلك البلدة، لن تكون عبء فوق عاتقه.
صدح صوت هاتفها برنين عالي، اعتدلت بجلستها واستعدت لاتصالهما اليومي الذي لم يمل فيه بالسؤال عن حالها ومعاملة اخويه لها، ورغم أنها تشعر بالإنهاك في صوته دومًا الا عندما تسأله ينفي ذلك ويبدأ في مغازلتها أو مشاكستها بحماقته المعهودة التي باتت تضحكها، أجابت على الاتصال ونجحت في اخفاء نبرة الحزن بصوتها وحمدت الله أنه لن يراها الآن الا وعلم بكل شيء..
***
مرت الايام..وسليم يعمل في هدوء وكأن شيئًا لم يحدث، يتجاهل اسئلة مليكة الصامتة والتي يقرأها بعينيها بمجرد ظهوره أمامها، تركها تتخبط بين جدران القلق والخوف بينما هو كان يعمل جاهدًا لجمع كافة المعلومات عن ماجد منذ يوم ولادته حتى هذا اليوم لم يترك تفصيلية الا وعرفها، حتى فرح لم يتركها تنسل من مربع اهتمامه.
لقد اكتفى وحدد خطته بهدوء وعقلانية كعادته، وبدهائه المعتاد قرر انهاء خطوة البحث والانتقال للخطوة التالية الا وهي المواجهة.
***
ثار ماجد بجنون كبير منفعلاً بشراسة على فرح التي كان يحادثها بالهاتف:
-انا تقوليلي اعلى ما في خيالك اركبه، انتي اتجننتي يا بت ولا ايه؟
-لا متجنتتش ومش هغلط نفس الغلط تاني.
قالتها في هدوء اضرم نيران الانتقام فابتسم بشر:
-ماشي يا فرح، أنتي اللي اختارتي بالسلامة انتي.
اغلق الاتصال ثم انتقل نحو حاسوبه الآلي وبدأ في اختيار بعض الصور لفرح بالإضافة إلى محادثات بينهما، وايضًا بعض المكالمات المسجلة وهو يطلب مجيئها لغرفته بالمشفى او مقابلتها بالخارج..ثم وبضغطة واحدة قام بإرسالها لزوجها من حساب شخصي وهمي متعمدًا ان يظهرها بمظهر وقح.
زفر بقوة وهو يترك حاسوبه على الطاولة وبجانبه الهاتف، اجفل على جرس الباب فقام ليفتحه، مرر ماجد بصره على الرجل الواقف أمامه بشموخ حفرت خطوطه فوق تقاسيم وجهه، كانت القوة تنبعث من عينيه كسهام نارية أصابته بالارتباك قليلاً ولكنه نجح في اظهار عكس ذلك، وخاصةً حينما رأى رجال مفتولة العضلات خلفه..شعر لوهلة أن تلك الهيئة والنظرات الشرسة تنم عن رجل مافيا خطير.
-نعم! حضرتك مين؟
بنبرة قاسية غلفت صوته وابتسامة عابثة احتلت ثغره قال بجمود:
-سليم باشا الشعراوي.
دوى الاسم برأس ماجد وبدهائه أدرك هويته، لم يمهله سليم فرصة للرد حينما أكمل والشر يسكن ملامحه:
-اخو زيدان باشا الشعراوي.
ثم اقترب منه خطوة ومال بجسده نحوه يهمس بنبرة غمرها الاحتقان:
-اللي مراته مليكة، اللي أنت اتجرأت وبتهددها.
رأى سليم تلك النظرة المرتجفة تحتل عينيه وكأنه حيوان مذعور، فانتفخ صدره بالثقة، وبحركة غلب عليها الاشمئزاز ابعده بيده ودخل للشقة مستغلاً التيه التي ضربت عقل ماجد.
بعد فترة قصيرة..
كان يجلس ماجد أمام سليم الذي دخل للشقة بحرية وجلس فوق مقعد يضع ساق فوق الاخرى ونظرات تسلية يرمق بها ماجد مستمتعًا بالارتباك المنبثق من عينيه، حتى أنه صار ينقل بصره كالمعتوه بين سليم وبين الباب المغلق متعجبًا من عدم دخول الرجال مفتولة العضلات للداخل، فقطع عليه سليم تعجبه بقوله:
-لا مش ناوي اكسرلك الشقة، او اكسرلك دماغك، دول لازوم الحماية مش أكتر.
رسم ماجد الاستنكار فوق ملامحه ولا زال الصمت يقيد لسانه، فاستغل سليم ذلك وواصل حديثه بنبرة مبطنة بالتهديد:
-انت عارف كويس وضعنا المادي والاجتماعي، تجار دهب يعني مينفعش نتعامل عادي وخصوصًا مع ناس معينة كدا.
ثار ماجد بانفعال بعدما ادرك لمحة تقليل من شأنه:
-وأنا مالي بشغلكم ولا وضعكم المادي ولا الاجتماعي.
حرك سليم ساقه بتسلية ورغم هدوء نبرته الا انها كانت تحمل قسوة اقلقت ماجد:
-لا ازاي مش قبل لما تدخل حرب تعرف خصمك وضعه ايه، مش يمكن يكون اقوى منك وتبقى انت الخسران الوحيد فيها.
لم يصمت سليم عند هذا الحد بل تابع حديثه بصلف:
-شكلك عبيط ولا انت فاهم حاجة.
استقام ماجد بهياج مردفًا بغضب عارم بعدما فقد صبره في تحمل هذا الضغط النفسي الذي لم يمر عليه سوى دقائق بسيطة:
-انت جاي تشتمني في بيتي.
-اقعد.
قالها سليم بهدوء، فأبى ماجد لتنفيذ اوامره، فكرر سليم بصرامة أكبر ونبرة معنفة غليظة:
-بقولك اقعد.
ثم تحولت نبرته للاستنكار وهو يضحك وكأنه يملك قدرة التأرجح بين انفعالاته وفي ذات الوقت تلك القسوة المرعبة لم يفقدها ابدًا.
-اقعد يا دكتور…أنا بتكلم عشان مصلحتك، مينفعش تدخل لعبة أنت مش قدها يريضك تطلع خسران كل حاجة ولا ممكن تقعد وتسمعني بهدوء وتطلع كسبان.
زفر ماجد بغيظ وهو يقول بتهكم:
-وهطلع كسبان ايه ان شاء الله!
-روحك.
قالها سليم بهدوء يقطر منه الشر ثم استطرد بشراسة عندما لمح نظرة استهزاء من ماجد رغم انه يعلم ما يلج بداخله من ارتباك تفاقم بجنون وغلب نظرة الاستهزاء التي يظهرها تلك:
-صدقني، هتكسب روحك..هو في اغلى من الروح بردو يا دكتور.
-دا تهديد؟
قالها ماجد بنبرة مستنكرة، فهز سليم كتفيه ببرود وهو يردف:
-اعتبره كدا، طالما مش عايز تفتح مخك معايا وتسمعني.
-أنا مبعملش حاجة غير ان بسمعك.
قالها بغيظ، فضحك سليم وتابع حديثه بحدة:
-طيب حاجة حلوة انك تسمعني بس، كله في مصلحتك.
-ويا ترى ايه مصلحتي؟!
تساءل ماجد بحنق، فرد سليم بهدوء وهو ينظر للحاسوب والهاتف الموضوع فوق الطاولة:
-مش دا الاب بتاعك وتليفونك اللي انت بتفبرك عليهم الصور بردو.
بخبث ابتسم ماجد واردف بنبرة ساخرة:
-وانت مين قالك ان انا بفبرك، دي كلها صور حقيقية.
مط سليم شفتيه بتفكير ثم تابع وهو يخرج هاتفه مردفًا بقسوة مرعبة:
-طب وتليفوني اللي مسجلك عليه كلامك انت ومليكة وقت ما جتلها عند البيت…حظك الاسود انا كنت واقف ورا البوابة وسمعت كل حاجة تهديدك واعترافك انك مفبرك الصور…تخيل كدا يا دكتور لما زيدان اخويا يعرف باللي انت عملته موقفك ايه؟
-يسجنك؟!
سأله سليم بمكر ثم تابع بجواب هادئ:
-حقه، يقتلك حقه بردو…بس أنا مبحبش الدم لونه بيعصبني عشان كدا قولت دكتور ماجد عاقل وعارف مصلحته فين… انت متخيل كلمتي قصاد كلمتك لاخويا هيصدق مين فينا، دا احتمال يخفيك ومنعرفش طريقك تاني.
لمح انقباض يد ماجد بقوة وكأنه يجاهد انفجار بركان غضبه، فاستغل ذلك وبدأ في طرق ابواب قلقه بباقي حديثه:
-صدقني انا اهون من زيدان بكتير، أنا قلبي طيب مبحبش أأذي حد، لكن هو لدغته والقبر.
اطرق سليم رأسه قليلاً ثم رفعها ببطء يلقي ما في جعبته والشر يختلط بنبرته:
-طيب هنفترض ان زيدان ميعرفش، عيلتك اللي في البلد حبايبي كتير هناك على فكرة وخصوصًا ولاد عمك، أنا ببساطة ممكن اشتيكك اقولهم ينفع دكتور ماجد كبيركم اخو العمدة…مش أنت بردو قعدت فترة كبيرة هناك عشان بتظبط حوار الورث والعمودية لأخوك قبل ما تسافر عشان حتة الارض اللي كلكوا هتموتوا عليها دي….ايه رأيك اروح اشتيكهم وانت عارف هما هيعملوا ايه كويس لما يعرفوا ان دكتورهم المحترم بيعمل حاجات قذرة متلقش بسمعتهم ومكانتهم….دول ممكن يقتلوك والله.
ضرب ماجد قبضته في يد مقعده بعدما استنزف قوته في تحمل كم التهديدات الساقطة فوق رأسه كالشهب النارية:
-متتعصبش، ما انا قولتلك مبحبش لون الدم، كل حاجة بهدوء يا دكتور ممكن تتحل…والله انا صعبان عليا السنين اللي انت دراستها في الطب وقعدت تشتغل وتعمل اسم ودا كله ممكن يروح في ثواني كدا بإشارة مني، أصل على حسب معرفتي ولاد عمك دول مبيهزروش بيحبوك حب.
بنبرة مكبوتة غلب عليها القهر الذي لأول مرة يتذوقه:
-عايز ايه بالظبط؟
اعتلى ثغره بسمة انتصار وهو يشير نحو حاسوبه وهاتفه:
-افتحهم قدامي وتمسح الداتا كلها…وبعدها كل حاجة خلصت، شوفت مفيش اسهل من كدا، قولتلك أنا طيب غير اخويا اللي لو عرف ان مراته بتهدد هيعمل…
صمت لوهلة ثم قال بضحك ساخر:
-لا أنا هسيبك لخيالك.
مد ماجد يده نحو حاسوبه ولكن اوقفه سليم حينما نهض وجلس فوق اريكة كبيرة وأشار لماجد بالجلوس جانبه:
-امسحهم انت…أصل انا بحب ارغم اللي قدامي يعمل حاجة هو شايفها صعبة عليه، متعة كبيرة.
ضغط ماجد على نفسه بسبب كم الاهانات التي تلقاها منه، وبدأ في فتح حاسوبه ومسح جميع الملفات بما فيهم ملف فرح الذي أصر سليم على ازالته ثم كرر ما فعله بهاتفه.
-حلو اوي ….قوم افتح للرجالة! قوم متتكسفش.
ضغط ماجد فوق اسنانه بغيظ، ونهض بالفعل يفتح الباب فدخلت الرجال تتنشر في الشقة تحت نظراته المصعوقة فقال بغضب:
-احنا متفقناش على كدا، طلبت حاجة وعملتها.
-زيادة تأكيد يا دكتور.
بعد دقائق خرجت الرجال بعدما لم يجدوا شيء، فنهض سليم بعدما أشار لأحدهم بأخذ الحاسوب والهاتف ايضًا رغم اعتراض ماجد وزمجرته المعنفة لهم فقال سليم بغضب:
-قولتلك زيادة تأكيد.
انفعل ماجد بغيظ مردفًا:
-وأنا هعمل ايه بعد تهديداتك دي.
ابتسم سليم بتسلية وتشفي بعد أن لمح القهر يسكن ملامحه:
-حلو طلعت بتفهم..واكيد عارف ان تهديداتي لسه موجودة..وصدقني لو حطيتك في دماغي مش هسيبك الا لما روحك تطلع في ايدي، طول ما انت في حالك وماشي زي ألف مش هاجي جنبك، هتخبط مش هسمي عليك لحظة واحدة.
تنفس ماجد بغضب مشتعل فقال سليم فور خروجه:
-مقابلة سعيدة يا دكتور.
بعدما غادر الرجال بدأ ماجد في تكسير كل شيء يطاله يده، لقد سقط عقله في جنون حارق بعدما شعر بالذل والاهانة على يد ذلك الرجل..وبالنهاية خسر كل شيء ملفاته وحاسوبه وهاتفه، لم تكن تلك النهاية التي يريدها كيف استسلم بتلك السهولة؟، أي قسوة مرعبة يمتلكها هذا الرجل! لقد نجحت مليكة في الفرار من براثنه عن طريقه، هكذا لن يمكلها ابدًا، سيرغم على رفع راية الاستسلام كي لا يتعرض لأي أذى من ذلك الرجل وخاصةً حينما ادرك أنه من الرجال التي لا يستهان بهم أبدًا، فهو قادر على قلب الطاولة عليه في لحظة ودفعه نحو هاوية مظلمة يتلوى بها ندمًا على فقدان كل شيء، مهنته، ثروته المهددة بالخطر ايضًا روحه التي لوح بها مرارًا وتكرارًا.
***
“لم تكن تلك نهاية الانتقام بل كانت البداية لكل شيء”
مرت الايام رتيبة مملة على ماجد حيث كان يجلس في مكتبه يبعثر الأوراق التي أمامه من شدة غيظه، لم يستطع تخطي ما حدث في منزله من ذلك المدعو سليم بعد، لكنه مكتوف الأيدي أمامه الآن لا حيلة له ولا حتى يمتلك سلاحًا لمواجهته هو حقًا كالأعزل أمام مدفع مشتعل فتيله بالفعل، أخرجه من طرقات رأسه الطرقات الناعمة لباب مكتبه ليصدح بصوته الغاضب:
– ادخل.
أطلت من الباب سيدة جميلة المظهر ذات قوام فاتن ترتدي ملابس ترسم معالم جسدها باحترافٍ مدروسٍ، لتقول بصوتٍ ناعمٍ أشعل ذكوريته التي كان قد تناساها في خضم ما حدث:
-هو حضرتك دكتور محمد إبراهيم؟
اعتدل ماجد في وقفته وعدَّل من وضع قميصه ومئزره الطبي ليقول بصوتٍ يغلب عليه البهجة:
-لا للأسف يا ريتني بس اسمحيلي أساعدك أنا في الخدمة وأحسن من الدكتور محمد لو تحبي؟
ابتسمت السيدة بإغواء ودلفت إلى الغرفة مغلقة الباب وراءها إلا قليلًا قائلة بافتتان:
– بجد؟، يعني هلاقي اللي عايزاة عندك هنا؟
ماجد باستمتاع:
-وأكتر كمان بس أنتي تشاوري.
اقتربت منه بتمهل لتمسك بيدها ياقة قميصه وهي تهمس بأذنه في جرأة ادهشته:
-طيب واللي عندي أنا تحب تشوفه؟
قال ماجد والمتعة تقفز بين عينيه:
– طبعًا دا يوم المنى.
ضحكت السيدة بمجون ثم أمسكت بملابسها الرقيقة من المقدمة لتشقها إلى نصفين في مشهد أثار غرائز ماجد وتعجبه في آن واحد، وقبل أن يسألها عما تفعل كانت تلك السيدة بالفعل تصرخ بجنون مثيرة جلبة لا حصر لها وصلت صداها إلى كل من بالمشفى ليجتمع جميع من بالمشفى من أطباء ومرضى داخل الغرفة وأمامها ليروا ذلك المشهد الدراماتيكي لسيدة ممسكة بملابسها تحاول ستر ما ظهر من جسدها واقعة أسفة قدم ماجد وهو ينظر إليها لا يفهم مثلهم ما يحدث.
اندفع رجل للغرفة نحوها يسألها بقلق ونبرة مشتعلة:
-مالك، ايه اللي حصل؟
صرخت من وسط بكائها وهي تشير بيد مرتجفة:
-الكلب دا حاول يتحرش بيا.
انزوت أكثر داخل احضان زوجها ترتجف بخوف امتهنته ببراعة، ولكن زوجها تركها واندفع نحو ماجد يكيل له الضربات صارخًا به بأقذر الشتائم حاول الاطباء التدخل لحل تلك المشكلة، ولكن ساد الهرج والمرج بالمشفى لدرجة أن الوضع تطور ووصل للشرطة التي القت القبض على ماجد على الفور.
***
في اليوم التالي…
راقب سليم دخول رجل في منصف الثلاثينات يحمل ابتسامة واسعة على ثغره، فقام سليم بجذب ظرف كبير يحوي على مبلغ مالي ثم وضعه فوق المكتب:
-ايه رأيك فيا يا باشا.
رمقه سليم بنظرة رضا قائلاً:
-لا حلو، الصراحة كنت شاكك.
-لا عيب عليك يا باشا أحنا الموضوع دا نعمله كدا هوا، وبعدين لامؤاخذة الدكتور دا *** وفعلاً جه برجله في الفخ.
طرق بأصابعه فوق المكتب بتفكير سعيدًا ما وصل اليه في تدمير ذلك الاحمق، وليكمل خطة انتقامه ويمحي ما تبقى من أثر ماجد وللأبد استأجر زوجين من أصحاب خبرات سابقة في ذلك النوع من الفضائح ليفتعلا فضيحة لماجد أمام جميع من بالمشفى فعملهم يقوم على استئجار الناس لهم للإساءة لسمعة البعض سواء كان ظالمًا أو مظلومًا هذا لا يعنيهم كل ما يعنيهم هو حجم المال المدفوع مقابل تلك الخدمة البسيطة وقد نجح في ذلك حينما استمع بالأمس للقبض على ماجد وقامت المشفى بتحويله للتحقيق، ساعيًا أن يسحب منه تصريح مزاولة المهنة، فقد اقسم بعدم تركه الا وهو في الحضيض…فالحرب خدعة سيلاعبه في الخفاء والعلن بأساليب لم يكن يتوقعها ابدًا.
اطمئن الرجل على المبلغ المتفق عليه، ثم رفع بصره قائلاً:
-احنا يا باشا في السليم صح!
أومأ سليم رأسه قائلاً بهدوء وهيبة:
-متخافش، وبعدين هو مش فعلاً حاول يتحرش بمراتك، خد حقك منه ومالكش دعوة بأي حاجة..
-عليا النعمة رئيس جمهورية بهيبتك دي.
***
مرت الأيام ونجح ماجد في الخروج من السجن على ذمة التحقيقات، تلقى فور خروجه اتصالاً هاتفيًا من أخيه الذي كان ثائرًا عليه معلنًا عدم دعمه له، وان لزم الامر سيضع يده في يد ابناء عمومته طالما الموضوع مس الشرف، فاغلق ماجد الاتصال بغضب عارم متلفظًا ببعض الشتائم القذرة وهو يدخل لشقته، لم ينقصه سوى اخيه الاحمق بأفعاله الهوجاء، سيرتاح ويصفي ذهنه وبعدما يستفيق لهم جميعًا، ولكن في البداية يعود لمزاولة مهنته، فان فقدها حتمًا ستكون كارثة تطيح به لدرك الاسفل.
اغمض عينيه التي لم يطالها النوم لأيام عديدة لجلوسه في مكان قذر مع المجرمين، وعندما تذكر وضع يده فورًا فوق كدمة حاوطت عينيه حينما تجرأ مجرم عليه وقام بتعنيفه وحينما حاول الوقوف امامه، تكاتف زملائه بالسجن عليه وسددوا له الضربات العنيفة.
اجفل من ذكرياته المريرة على جرس الباب، فتوجه ليفتح الباب وما ان رأى فرح حتى تجهم وجهه قائلاً بنفور:
-فرح انتي ايه جابك هنا!
رغم بهوت ملامحها والسواد المحاط بعينيها الذابلة فبدت كمدمن استسلم للموت بعدما فقد السيطرة على كل شيء قالت بصوت ثابت مغلف بالغموض:
-مبقاش ليا مكان.
قالتها بضعف جعله يزفر بغيظ منها وهو يلج للداخل تاركًا الباب خلفه مفتوح:
-انا ناقصك انتي كمان.
دخلت ثم اغلقت الباب خلفها وهي تقول بنبرة شاحبة:
-دمرت حياتي..اطلقت قبل فرحي، واهلي طردوني.
لم تكن تلك حقيقة ما مرت به بالفعل، الحقيقة الاولى أنه وقع الطلاق بالفعل، وتلقت العذاب الوان على يد عائلتها فلم يتركها شخص الا وقام بإذلالها واهانتها عما فعلته بشرفهم، لا زالت تلك الكلمات السامة تتردد بذهنها عن وقاحتها وجرأتها..تتذكر انهيار والدها واصابته بشلل عقب صدمته بها، ومن بعدها حكم اخيها بسجنها داخل الغرفة كالحيوان لا يحق لها الاعتراض أو الندم ولكنها استطاعت التسلل صباحًا من المنزل حينما علمت بخروجه من السجن بعدما نجحت في اخفاء هاتف صغير بعيد عن عائلتها واستخدمته في مراقبة الامور المستجدة بقضية ماجد وذلك عن طريق زميلاتها.
-طيب وانا اعملك ايه؟ اهلك طردوكي ما تتحرقي يا ستي.
استطاعت رسم امارات الاستعطاف فوق وجهها:
-عشان خاطري سيبني ابات عندك الليلة.
رمقها بتفكير وقد عادت نفسه المريضة المهووسة تتحكم فيه فوافق على الفور وخيل له الشيطان ليلة تعوضه عن ما تعرض له في ذلك المستنقع.
-وماله اقعدي، تشربي قهوة؟
أومأت برأسها وتوجهت صوب الاريكة تجلس عليه في حين هو دخل للمطبخ يصنع القهوة، مد يده للغاز وقام بفتحه ولكنه شعر بغرز سكين حاد في جانبه، فقد القدرة على الاتزان واندفع للأمام بجسده، فواصلت هي بسرعة كبيرة في تسديد طعنات مختلفة بعنقه وصدره وبطنه لم تترك مكانًا سوى وغزرت فيه السكين بكل وحشية..كانت تريد التأكد من موته بكل الطرق، لم ترى أمامها سوى اهانتها وضربها من عائلتها…والدها الذي اصبح مريض بسببها، تعنيف اخيها لها…انهيار حلم الزوجية أمامها، كل شيء كانت تخطط لها أصبح كالسراب بسببه، تسلل الشيطان اليها ونجح بزجها في جحيم أسود يسدل بغمامة سوداء فوق عينيها، فلم تفكر سوى في قتله فقط.
القت السكين بعيدًا وجلست بجانب جسد ماجد تتحرك للأمام والخلف بوتيرة سريعة، تثبت بصرها الشبه غائب عليه وهو غارق في دمائه، بكت بصمت وقد هوى عقلها في تلك اللحظة في اللاوعي، لم تدرك الزمان ولا المكان ولا لجسده الغارق في دمائه أمامها…مرت دقائق طويلة عليها وهي تفقد جزء من تركيزها بسبب تسريب الغاز الذي لم تشعر به يتسلل كاللص لأنفاسها..وفي لحظة غابت عن وعيها وسقطت بجانبه مغشية عليها..استنشقت الغاز الذي اصبح معبأ لرئتيها لوقت طويل حتى صعدت روحها لربها، لقد استحوذ عليها فكرة قتله انتقامًا منه عما فعله بها ولكن لم يكن في حسبنها أن روحها ستصعد خلفه مباشرةً من تدبير الهي.
***
بعد مرور أسبوع..
انتهى مهندس الديكور من تسليم الشقة لسليم الذي كان يقف يتابع التجديدات التي طرأت على الشقة وفق لتعليمات مليكة وشمس..وفور مغادرته التفت سليم لمليكة يسألها في هدوء:
-الشقة عجبتك؟
-جدًا، انجزها في وقت قياسي.
هز رأسه موافقًا ثم اخرج هاتفه من جيب سرواله قائلاً وهو يعبث به:
-في خبر لازم تعرفيه.
عقدت ما بين حاجبيها وهي تنظر للهاتف الموضوع أمامها، تقرأ سطور الخبر في صدمة زلزلت كيانها لتلك النهاية البشعة وكأنه القدر يقتنص من منهما ما فعلاه بها.
-بيقولوا قتلته وبعدها ماتت بسبب الغاز.
رفعت عينيها الباكية تهمس بشحوب:
-مكنتش تستحق.
-كل واحد بياخد جزاته، وهي ظلمتك ويا عالم يمكن تكون ظلمت حد تاني، اهلها رفضوا يستلموا جثتها ورفضوا يتكلموا عن الموضوع.
وضعت يدها فوق صدرها من تلك النهاية البشعة، متعجبة لتلك الحالة التي وصلت اليها فرح! ولوهلة رق قلبها الضعيف رغم اذيتها لها ولكن تحركت عاطفتها لِمَ حدث لها.
-كدا الموضوع انتهي، انسيه وكأنه محصلش.
رفعت عينيها تقول برفض:
-لا لسه منتهاش، لازم اعرف زيدان كل حاجة.
غامت عينيه بتفكير:
-انا شايف ملهاش لزمة يا مليكة، زيدان مش لازم يعرف حاجة.
قالتها بحشرجة ضعيفة:
-مقدرش لازم اقوله، رغم ان خايفة من رد فعله، بس لازم اعرفه كل حاجة.
صدح صوت زيدان من خلفهما يسأل بنبرة خشنة قوية:
-ايه بقى اللي انتي خايفة منه..
صمت للحظة ثم رمق سليم بشك قائلاً:
-واللي أنت رافض يا سليم اعرفه!
ارتجفت مليكة بخوف فكانت نبرته قوية تضاهي صوت رعد في ليلة شتاء قارسة، بينما سليم حافظ على ملامحه الهادئة في مقابل كانت عيني زيدان تشع غضب وكأنه بركان اوشك على الانفجار.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

الرواية كاملة اضغط على : (رواية منك وإليك اهتديت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى