روايات

رواية غمرة عشقك الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الفصل التاسع والثلاثون 39 بقلم دهب عطية

رواية غمرة عشقك الجزء التاسع والثلاثون

رواية غمرة عشقك البارت التاسع والثلاثون

رواية غمرة عشقك
رواية غمرة عشقك

رواية غمرة عشقك الحلقة التاسعة والثلاثون

رفعت المعلقه على فمها وبدأت بتذوق الحساء
وعند التذوق همهمت برضا وهي تضع المعلقة جانباً وغطت الإناء…. ثم حانت منها نظرة للخادمة قائلة
لها بهدوء……
“عشر دقايق وطفي عليه…….”
اومات الخادمة بأحترام…..
“اوامرك ياهانم…..”
خرجت من المطبخ صاعده على سلالم الفيلا وكانت ترتدي بنطال جينز فوقه كنزة بيضاء بنصف كم كانت تربط شعرها على شكل كعكة أنيقة… وتضع فوق راسها ربطة زرقاء أنيقه تزيد بريقٍ مع اقراط
اذنيها المماثلة بنفس اللون على شكل وردة
صغيرة……..
متأنقه جميلة….. مشرقة بشكلاً ملحوظ….. وكأنها ارتوت أخيراً بعد رجوعها إليه…… مر عدت أيام
عليها معه بعد ان تصالحا…… عاد لعهده معها عاد افضل من السابق…… اكثر حناناً….اكثر حباً
واهتماماً…….. أقل تبجح…….. الكثير من الوقاحة….
من القبُلات اللمسات الهمسات….. الكثير من اللحظات الحميمية انها أشبه بدوامة ورديه مريحة تجذبها برفق إليه فتغرق معه لاعمق نقطه في عشقه…….
فتذوب جسداً وقلباً بين ذراعيه…. تئن باسمه كلما همس بحبها…….كلما قبلها بقوة وبث جنونه نحوها
عاد مجدداً وعزز تلك الثقة المهشمة داخلها….. عاد ليخبرها بقوة انهُ مدله بحبها…. انهُ مهووس بها…
انها تأثر عليه بشدة……وهو شغوف بها…. شغف لا ينضب بداخله مهم نال منها….. يريد أكثر…. ادمنها
وهذا الادمان لم يكن يوماً جسدي فلو كان كذلك
لعرف غيرها بعد الفراق……ادمنها قلبه وتعاهد
ان تبقى الحبيبة الأبدية جسدياً و روحانياً…
وهذا هو العمق التي لا تعرف كيف بدأ بينهما…. ربما
من اول يوم انكشفت عليه كزوجة ونغمس بجسدها كزوج فكانت بداية تلاحم قلوب قبل ان تكون اجساد ؟!…..
فتحت حنين باب غرفتها والقت جسدها على
الفراش وهي تجري اتصال بوالدتها للتطمئن عليها……وبعد ربع ساعة اغلقت الخط وهاتفة
سريعاً صديقتها المقربة…….سالتها حنين وهي تبتسم….
“بتعملي اي ياسمر……”
ردت سمر من الناحية الاخرى بتذمر….
“سبيني في حالي ياحنين……”
ضحكت حنين وهي تريح ظهرها على السرير
أكثر متسائلة……
“مالك بس……هو برضو مش بيرد عليكي……”
مطت سمر شفتيها وهي تلقي جسدها على الاريكة بقرف…….
“بالعافيه……علطول مشغول….انا بقالي يومين عند امي….مفكرش حتى يقولي هترجعي امتى…..”
اخبرتها حنين بهدوء…..
“لمحي طيب وقوليله ان امك بقت كويسه…يمكن مفكر انها تعبانه…….”
هزت سمر راسها يمينا ويساراً قائلة…..
“يسلام…….ماهو مكلمها و زوزو قالتله انها
بقت كويسه……تفتكري مطنشني عشان لسه
زعلان مني…”
قالت حنين باستنكار…..
“إزاي يعني مش قولتي انه اتكلم معاكي عادي لم رجع احمد البيت……”
ارجعت سمر شعرها للخلف وهي تفكر بصوتٍ
عالٍ مع صديقتها……..
“ايوا اتكلم عادي…..يعني برضو لسه مصفاش من ناحيتي…….حنين هو انا لو رجعت البيت من غير ما يقولي تعالي يبقا انا كده معنديش دم…..ولا إيه….”
عقدت حنين حاجبيها بتساؤل…..
“هو انتوا زعلانين ياسمر…..مش انتي قعده عند
امك عشان تعبانه…….”
حركت سمر شفتيها متحسرة وهي
تقول….
“فالاول افتكرت كده….بس بنظامه ده…شكلي غضبانه عند اهلي……”
فلتة ضحكة صدمة من حنين معقبه…..
“يالهووي غضبانه مرة واحده……لا أكيد في حاجة شغلاه عنك……..”
لمعة عينا سمر فجأه وبدأت الحاسه
السادسة تعمل لديها……..
“ايوا في حاجه شغلاه……..تفتكري اسمها إيه…..”
هزت حنين راسها سريعاً قائلة بتعجب…..
“مش قصدي اللي وصلك…..قصدي شغله يعني…”
زمت سمر شفتيها متبرمه……
“شغل اي ده اللي يخليه ينسى يقولي هترجعي امتى……..”
اقترحت حنين بهدوء……
“طب ما ترجعي من نفسك وخلاص…طالما عايزة تروحي…….”
نفت سمر سريعاً بكبرياء…..
“مستحيل لازم هو اللي يقولي تعالي…..دا الصح…”
حركت حنين كتفيها وهي تخبرها…..
“على فكرة انا شيفاها عادي….روحي وخلاص طالما خالتي بقت كويسه…..”
ازدادت سمر تصميماً قائلة……
“والله أبداً لازم هو اللي يقولي تعالي ويجي ياخدني كمان….احنا هنهزر…….”
قالت حنين بقلة حيلة…..
“اللي انتي شيفاه……….مش عارفه…..”
غيرت سمر مجرى الحديث بسؤال فاتر….
“خلينا في المهم………اي اخبارك مع جوزك…..”
نظرت حنين للسقف وهي تقول
بارتياب…..
“الحمدلله كله تمام……….بكرة الحفله ياسمر انا
هموت من الرعب…….”
قالت سمر بصلابة…..
“انشفي ياحنين……هما هيكلوكي يعني…..ادخلي بقلب جامد وطالما هو جمبك متخفيش…..”
عضت حنين على شفتيها وهي تقول
بتردد….
“انا خايفه يكونوا بيرطمه بالإنجليزي…..وانا أصلا مبعرفش أتكلم كده وانتي عارفه فرق المستوى اللي بيني وبين الناس دي….و….انا خايفه ياسمر انتي فهماني……..انا مش عارفه اليوم ده هيعدي ازاي
انا خايفه ابوظ الدنيا وحرجه قدام اهله
وصحابه…..”
زفرة سمر وهي تقول بوجوم…..
“العقبه مش في لغه والمستوى……. انتي عارفه
العقبه فين ……….”
سالتها بفتور…… “فين…..”
قالت سمر بغيظٍ منها…..
“في مخك……وسعي مخك شويه معايا وسمعي….
في مثل بيقول من برا هلهلا ومن جوا يعلم آلله…
الناس دي ياحنين انتي انضف واحسن منهم مية
مرة…….دول ميقدروش يعيشوا زينا ولو يوم واحد ولا يستحمله حياتنا…….بس احنا نقدر نعيش
مكانهم مية سنة….”
قالت حنين بنباهه…….
“ايوا فهمت عشان هما اغنيا….هنعيش مكانهم مرتاحين عادي لو حتى مية سنة……..”
زمجرت سمر بتبرم…..
“لا ياحماره عشان احنا مفيش زينا….. نقدر نعيش
في اي مستوى ومع اي حد……..الرك على معادن الناس…….. فهماني……. ”
نفخت حنين بحيرة اكبر قائلة…..
“نفسي افهمك……”
صاحت سمر بنبرة صلبة كالفولاذ وهي تقول
بنصح….
“يالهوي هو انا بتكلم بالالغاز…..خلاصت الكلام ارفعي رأسك ولي يبوء معاكي اعملي معاه الصح…. وجوزك يابت…… جوزك يابت اياكي واحده تشقطه منك في الحفلة…… تفضلي مسكاه في ايدك كده لحسان يتوه…….. واوعي اوعي تعملي زي الستات الهبلة وتقوليله راحه اصلح الميكب….. هترجعي مش هتلقيه……. ”
حركت حنين حدقتيها بارتياع………
“انتي بتخوفيني ليه ياسمر…..”
مطت سمر شفتيها بعدم رضا وهي تقول
بصعوبة……
“استغفر الله العظيم يارب…. مع اني مبقبلوش…بس هقول الصراحه…..جوزك في طمع….. والحربوقات
كتره…. وبيقفشه في الرجالة الحلوة المتريشه….
عينك وسط راسك واهم حاجة راسك مرفوعه ومناخيرك فوق….الناس دي كل ما عليتي عليها تكسبي ودها……اسمعي مني انا معشراهم
عمري كله وفهمه دماغهم كويسه اوي…عالم
فاضيه انعره كدابه……..فهمتي…….”
ضحكت حنين معقبه بدهشة من حديث
صديقتها المندفع….
“فهمت……صدق ابراهيم لما نداكي بشبح……”
ابتسمت سمر وهي تقول بانزعاج……
“متفكرنيش بقا كل اما افتكر انه مصدريلي الطرشة باكل في نفسي……..صحيح اي اخبار حملك…..”
ردت حنين بعد تنهيدة رآحه…….
“كله تمام…..الحمدلله………اي اخبار احمد بقا احسن دلوقتي……. ”
قالت سمر بوجوم…….
“تقريباً……يعني مبقاش بيتكلم ولا بيضحك زي الأول….هو رجع الجامعه وبعد عن الناس اللي كان مصحبهم…….بس متغير عن الأول…..مش هو دا
أحمد أخويا……حسى اني بقيت بتعامل مع حد
تاني………”
قالت حنين بهدوء…….
“متكبريش الموضوع…معداش بس غير يومين على رجوعه للبيت بكرة يبقا أحسن ……..صحيح انا برن عليه من إمبارح مش راضي يفتح عليا…..قوليله يرد عليا ويكلمني……”
قالت سمر بفتور…….
“هقوله حاضر…….لم يجي من برا….انا هقفل معاكي
دلوقتي……وبعدين هبقا اكلمك………”
“تمام………مع سلامه… “اغلقت حنين الخط ونهضت
من مكانه متجه للخارج…….
فتحت أحد الغرف المغلقة كانت غرفة فارغة بها شرفة تطل على حديقة الفيلا كحال معظم الغرف الحوائط بها بيضاء…….فارغة من اي فرش باستثناء
دلو الدهان السماوي ولفرشاة لطلاء الدهان وسلم حديدي قصير يساعد في الوصول للجزء العلوي………….
تلك غرفة طفلهما القادم……عز الدين أحضر دلو الدهان بنفسه واخبرها انه يريد ان يطلي حوائط
الغرفه معها…….وقد احضر كاميرا أيضاً لتسجيل
تلك الذكرى المميزة……
رفعت حنين عيناها على الكاميرا الموضوعه في احد الزوايا مثبته على عمودٍ خاص بها….
تعمقت شفتيها في ابتسامة ناعمة دافئه متلهفه لهذا الصغير بشغف الام……
اتجهت الى الكاميرا و وضعتها في منتصف الغرفة وبدأت بتشغلها……في البداية وجدت صعوبة في تشغيلها لكن بعد عدت محاولة نجحت في
فتحها……
ثبتت الكاميرا مكان وقوفها ثم فتحت الدلو وبدات في تغميس الفرشاة بدهان ثم تمريره بانسياب على الحائط……..
شعرت بسعادة تتسلل لقلبها بتأني كلما دهنت جزء من الحائط بلونٍ آخر…….التغيير بحد ذاته ودمج الألوان بنفسك شعور مريح للنفس يبث التجدد لانثى حامل تعاني من نوبات متقلبه طوال أليوم………
الفكرة كانت جيدة……..واعطتها شعور أفضل في يومها……..
بعد مدة قصيره كانت قد انهت نصف الجزء الاول
من الحائط………
توقفت وهي تحرك ذراعها بتعب ثم نظرت للكاميرا وضحكت وهي تمسح قطرت العرق عن جبهتها وقد تعلق بها جزء من الدهان مكان مسح يدها لكنها
لم تشعر به وحدثت نفسها وعيناها على الكاميرا……
“تعبت اوي……”ضحكت وهي تنظر للحائط بفخرٍ
بعد هذا الانجاز الجبار فقالت وهي تعود للكاميرا..
“عز لو شافني………هيقتلني……احنا كنا متفقين
ندهن سوا الأوضة…….بس بصراحة مقدرتش
امسك نفسي……….”ضحكت امام الكاميرا معقبة
بسخرية…….
“انا عبيطه أوي……بكلم نفسي…….”
جلست على الأرض وهي تاخذ بعضاً من الألوان وتدمجها ببعضها وهي تقول…….
“ممكن تطلع بنت…..فممكن أرسم كام ورده هنا
تكسر اللون……..وتدي شكل حلو….. ”
نظرت للكاميرا قائلة بفخرٍ……
“انا بعرف أرسم على فكرة……وردة بس…..من بتاعت اعدادي دي………حد عارفها… “ضحكت وهي تذكر
نفسها انها بمفردها…….فقالت
“الفيديو دا هيبقا مسخرة لازم يتمسح……”
نهضت من مكانها وبدأت تمسك فرشاة صغيرة أشبه بفرشاة الرسام لكنها اغلظ قليلاً ثم بدأت برسم وردة صغيرة………لكنها زمت شفتيها وهي تجد الألوان تندمج مع بعضها بسبب ان الدهان الاول لم يجف بعض……….
نظرت للكاميرا قائلة وهي تحرك كتفيها
ببؤس….
“تجربة فشلة………”
تركت ما بين يداها واتجهت للكاميرا لتغلق الفيديو…
لكنها شهقت بهلع وهي تجد من يعتقل خصرها ويرفعها عن الأرض قليلاً……..
توسعت عيناها وهي تنظر إليه بابتسامة مشدوهة..
“عز…….انت جيت امتى…….”
طبع قبله على شفتيها…. ثم أجاب عليها
“لسه دلوقتي………انتي بتعملي اي هنا……”رفع عيناه
على الحائط الذي قد نال خراباً بشع… يشبه لون
هذا الطلاء الذي اشتراه أمس……..
عادت عيناه عليها متسائلا بصدمة……
“مين اللي عمل كده…..”
عضت حنين على شفتها وهي تكبح ضحكتها
مشيرة على نفسها ببساطه…….
اتسعت عيناه أكثر وكاد ان يصاب بازمة قلبية وهو يسالها……
“والحيطه ذنبها اي ياحنين….بتجربي فيها……”ثم نظر لرسمة الوردة على الحائط التي شحب لونها
واصبحت بشعة…….
“انتي كنتي بترسمي عليها ولا إيه……”
قالت بحسن نيه…..
“كنت بجرب……كنت عايزه ارسم وردة تكسر اللون…..”
زم شفتيه ممتعضاً بوجوم…..
“هي مش بس كسرت اللون…..دي جابت أجله……”
دارت حنين خلفه وهي تخلصه من سترة الحلة
قائلة بحماسية غريبة……
“متكبرش الموضوع…..تعالى نجرب في الحيطه التانيه…….”
نظر لها مشدوهاً……معقباً….
“هي الاوضه دي فار تجارب…….دي اوضة ابننا ياحنين…….”
قالت حنين بتململ…..
“يووو ياعز بقا…ادينا بنجرب لو معرفناش نعملها……نجيب حد يعملهالنا……”
قال عز الدين بغلاظة….
“ولي نجرب مانجيب حد يعملها احسن…..”
بدات في فك ازرار قميصه قائلة بتصميم…..
“لا لا………..لازم نجرب……”
سألها وهو يراها تخلصه أيضاً من قميصه…
“انتي بتعملي إيه……”
قالت ببساطه والحماس يلمع بعيناها
البنية…..
“بقلعك القميص عشان هدومك متتوسخش…..”ثم
سالته وهي تمرر يدها على وجهها بقلق….
“عز……….في حاجة في وشي……”
ابتسم عز الدين وهو يمد سبابته يمسحها في جبهتها
الملونه بدهان السماوي ثم مررها على طول انفها قائلاً بنفي……..
“لا ياعيوني……..مفيش اي حاجه…….”
ابتسمت حنين بحب وهي تمرر يدها برقه
على لحيته قائلة بحب…….
“وحشتني اوي على فكرة……”
رد وهو يقطف قبله حارة من وجنتها
قائلاً بشوق……..
“وانتي كمان ياحنيني…. وحشتيني اوي…..”
ابعدت حنين يدها عنه ثم اتسعت عيناها وهي تنظر للحيته بصدمة…….
عقد عز الدين حاجبيه بتساؤل….
“مالك ياحنين بتبصيلي كدا ليه…….”
ضحكت حنين وهي تنظر لكف يدها المصبوغ بدهان
ثم للحية عز الدين التي صبغة جزءاً منها باللون السماوي……….
مسح عز الدين على لحيته بعد ان فهم المغزى من ضحكاتها ونظراتها الغريبة……عقب بغيظٍ….
“نيلتيني……انا عارف……”
قالت له بمناغشة…..
“اللون السماوي حلو عليك…….”
عض على شفتيه وهو يقترب منها متوعداً….
“والله طب ماتيجي كده نجربه على شعرك………”
ضحكت وهي تدور حول الكاميرا بخوف….
“لا ياعز…….. بهزر والله مكنش قصدي……..”
اعتقل عز الدين خصرها وادارها إليه….فضحكت
وهي تنظر إليه بعينين تلمعان بومض الحب والسعادة التي افتقدت طعمها منذ أشهر…….. ام هو فكان ينظر لها بعينين تفيضان عشقٍ……وشغفٍ بكل تفصيله بها……
حينما وقفت في احضانه تحسست ذراعيه القوية وهي تنظر لعيناه بضعف……وتبث رسائل صريحة لا
يعرفها سواهما…… بلع عز الدين ريقه وهو يحيط
خصرها بيداه مقربها منه اكثر وهو يهمس
بوقاحة…….
“امتى اخر مرة بوستك فيها……..”
قالت بخجل…..
“النهاردة الصبح……. قبل ماتروح الشغل……”
ضيق عيناه وضم شفتيه قائلا….
“مش فاكر فكريني بيها وانتي بتصلحيني …..”
ضحكت حنين بدلال وهي تقف على أطراف اصابعها
لتصل إليه لكنه وفر عليها هذا المجهود ورفعها بذراعٍ
واحد لتكن في مستوى طوله……..
تلاقت أعينهما بعناق حميمي بينما الانفاس تلتحم
بحرارة……….. همست حنين بخفوت…..
“بحبك…… يازيزو…….. بحبك اوي……”
مالت عليه ومررت شفتيها على وجهه…..وهي تبث حبها نحوه بمنتهى الحرارة…….. اغمض عز الدين عيناه وهو يمسك شعرها باليد الحرة ثم ثبت
رأسها نحوه قائلا بهمسٍ أجش……
“وانا بموت فيكي……. ياعيوني……”
تاوهت وهي تجده ينقض على شفتيها بقوة بينما
يده ترفع جسدها لاحضانه أكثر……تعلقت في عنقه وهي تنغمس معه بجنون تبث عشقها له بمنتهى الدلال……. بينما قلبها يخفق بقوة….
قوة متعبه…… مسكرة لكامل حواسها…..
لامست قدميها الأرض أخيراً بعد دقائق مجنونة انهال كلا منهم من الآخر بقدر الحب الذي يحملا لبعضهما….
نظرت له حنين بوجهاً احمر وهي تسأله بهدوء….
“هندهن الاوضة سوا…..مش كده……”
أومأ لها ببساط وهو يميل ليثني ساق بنطاله….ثم عند الانتهاء اشار لها بان تتقدم وتقف على السلم القصير وبالفعل فعلت ما امرها به وهي تنظر اليه بعدم فهم……..لتجد نفسها فجأه جالسه على كتفيه
وساقاها تتدلى امامه…….صرخت بخوف…
“هقع ياعز………..حرام عليك كتفك…….”
رد عز الدين ببساطه وهو يرفع الدلو على السلم
ويقربه منهم……..
“عادي بشيل اوزان اكتر من كده…….”
قالت بتسرع…..
“نعم………..شلت مين قبلي ياعز……”
قال عز الدين باستياء……
“حديد…….بتكلم عن الحديد……افهمي……”
برمت شفتيها قائلة بغيرة….
“آآه بحسب………..نولني الفرشة…….”
اعطاه الفرشاة قائلا بمزاح…..
“ماشي يامعلم……….اتفضل……..”
ضحكت حنين وهي تبدأ في الطلاء شاعره بقلبها يعصف بقوة من فرط السعادة والحب والامتنان
لهذا الرجل…… قالت وهي تطلي بتركيز…..
“لو حسيت انك تعبت قولي ياعز………”
تاوه عز الدين بالاسفل قائلاً بتعب….
“انا فعلاً تعبت اوي انزلي……”
توقفت حنين عما تفعله وهي تقول بقلق…..
“بجد طب……تعالى ناحية السلم عشان انزل……”
ضحك عز الدين قائلاً….
“بهزر……..كمل يامعلم……….الاوضة دي هتاخد
معاك قد إيه……..”
تبسمت شفتاها وهي تهز كتفيها قائلة…..
“انت وشطارتك………لو كل يوم رجعت من الشغل بدري كده هنخلص علطول…….”
اجابها دون مناورة…..
“موعدكيش…..النهاردة استثنائي بس….قوليلي صحيح طبختيلي الاكله اللي قولتلك عليها….”
طالت البسمة في عينيها وهي ترد عليه
بحنان الأم………
“عملت رز معمر……وعملت جمبه فراخ….حلو كده……..”
هز راسه مؤكداً برضا…….
“أيوا……حلو الزر المعمر ده…..بيبقى طعمه حلو
اوي من إيدك…… ”
قالت بصوتٍ حاني….. “بالف هنا ياحبييي………
هخلص الحته دي وننزل نغير هدومنا ونتغدى…..”
قال عز الدين بهدوء……
“براحتك خالص………انا لسه مجعوتش…….”
مالت حنين بالفرشاة على الدلو الموضوع على السلم جوراهم ثم عادت تطلي الحائط وهي تنظر للكاميرا بطرف عينيها بحرج…..
“عز الفيديو ده لازم يتعمله منتاج………”
تحسس عز الدين ركبتها وهو يقول بحنان….
“محدش هيشوف الفيديو غيرنا ياعيوني….انا
وانتي بس……”
ابتسمت حنين وهي تحرك الفرشاة على الحائط وعينيها تبرق بسعادة ليس لها مثيل……
…………………………………………………………….
كانت جالسه في الاستوديو على احد المقاعد الوثيرة
بينما يذاع برنامجها على الهواء مباشرةً…..كان جالس برفقتها ضيوف حلقة أليوم…..وكانوا من أحد الممثلين الشباب ذوى صيت عالٍ تلك الفترة
بسبب أحد الأفلام التي قاموا بمشاركتها
مؤخراً…..
كانت تتحدث معهم بثقة ومرونة…….متناولة عدت مواضيع شيقه تهدف لشد انتباه المشاهد……
وكان الضيوف غاية في الذوق والإحترام معها يتناقشاً بطلاقة دون الإنحدار عن السؤال المحدد…
بل كانت معظم اجابتهم فكاهية……..
هذا ما يميز برنامج (آية الخولي)انتقاء ضيوفها بعناية إختيار مواضيع مكثفه وكذلك موفقة تنال رضا الضيف وأيضاً المشاهد فيُحقق الحوار الفائدة المرجوة منه، ويؤتي بثماره………
قالت آية بصوتها الاذاعي الناعم……
“طب مش هنعرف الجمهور أصعب مشهد مر بيكم في كواليس الفيلم…….”
ابتسم احد الضيوف بحرج وهو ينظر لصديقه فضحك الاخر وهم يبدأ في سرد اصعب مشاهد
كانت خلف العدسات والتي كانت عبارة عن كارثه بمعنى الكلمة…..
انتبهت آية اثناء حديث الضيوف للصوت الاتي من السماعة التي تضعها باذنها….فقد حدثها أحداً من الاعداد ان هناك مكالمة طارقه لها على الهواء
مباشرةً……..
همست اثناء تحاور الضيوف مع بعضهم…
“معرفتوش مين…….”جزت على اسنانها بتوتر..
“يعني إيه مش عايز يقول أسمه…….”
تنحنحت بحرج بعد ان اخبروها ان عدسات
التصوير مثبته عليها……ابتسمت للضيوف وهي
تقول بعملية….
“عذراً هنقطع كلامكم…….معانا مكالمة
مهمة…….”
حركت السماعه قليلاً وهي تقول بهدوء وعيناها مثبته على احد الكامرات…..
“الو……….”
قال المتصل بصوتٍ خشن…….
(آية…….)
ابتسمت بدهشة وخفق قلبها وهي تبتلع ريقها بعد معرفة صوت المتصل…….
“ايوا سامعك……..”
اتى صوت المتصل على الملأ قائلاً….
(كل سنة وانتي طيبة ياحبيبتي……)
توترت الأجواء من حولها بينما هي كانت محتفظة بابتسامتها الجميلة وبدت عينيها العسلية تذوب
من وهلة العاطفة التي اجتاحتها فجأة….
بدأ العمال من خلف عدسات التصوير ينظرا لها باستغراب حتى الضيوف شعرا بالحرج وبدأ
التساؤل يعلو وجوههم…….
فقالت اية امام الكاميرا بعيون لامعة……
“دا خالد جوزي ياجماعه…….وانت طيب
ياحبيبي…..”ثم نظرت للضيوف قائلة بابتسامة متوترة…..
” النهاردة عيد ميلادي…… واضح اني نسيت….
وخالد فكرني……. ”
بدأ الضيوف بتهنئه بملامح بشوشة…… بينما ابتسم خالد من الناحية الاخرى قائلاً بصوتٍ رخيم لكن به
شيءٍ عميق يلامس قلبها الولهان……
(حابب اقولك قدام الناس كلها اني بحبك يا آية….
واني محظوظ بجد انك مراتي وام ابني……. بحبك
يايويو……. ياحسن حاجة حصلت في حياتي……)
نزلت دموع آية مع ابتسامتها الجميلة المتاثرة….
ولم تجد شيءٍ لترد عليه غير الإبتسامة والدموع
سمعته يقول آخر شيءٍ معتذراً بالباقة للضيوف
وللعاملين على إعداد البرنامج……
(انا اسف اني اقتحمت البرنامج……بس مكنش ينفع افوت اليوم ده……كل سنة وانتي طيبه ياحبيبتي…
كل سنة وانتي معايا يام علي………)
أشرق وجهها اكثر وهي تعض على باطن
شفتيها بخجل وعدسات التصوير مسلطه على وجهها توثق اللحظة للجميع…….
رغم فرحتها بهذا الاعتراف علناً للجميع…. إلا انها داخلها كانت تود ان تخبئ عمق قصة حبهما عن
اعين الحساد…… فهي باتت تخشى على علاقتهما
اكثر من السابق…… وبقت حريصة على قلبها وقلبه
من هفوات آلحب…….فهناك هفوة تنجي… وهفوة
تقسي…. وهفوة تكسر آلقلب وتمحي آلحب……..
حاولت بكل الطرق ان تركز في الحوار القائم مع الضيوف بعد ان اغلق خالد الخط…….وحمدت آلله
ان كل ما تبقى من البرنامج عشر دقائق فقط….
وكأنو أصعب عشر دقائق بنسبة لها فهي تعلم ان كل من يشاهد الان مصوب كل اهتمامه على المذيعة الخجولة ذات الجمال الناعم تلك التي أتصل
بها زوجها يعايدها بأسلوب لبق رومانسياً بمناسبة عيد ميلادها………كم زوج يفعل هذا مع زوجته
القليل……..القليل فقط…………وهي محظوظه ان
زوجها من ضمن القليلين………
بعد ان إنتهت أخيراً خرجت من مبنى التصوير متجهه الى سيارتها وكل من يراها يبدأ بالمعايده
عليها بمناسبة عيد ميلادها…… وترد التهنئة
بإبتسامة رقيقة…… حتى خرجت من المبنى أخيراً
ورفعت عينيها بهدوء باحثه عن سيارتها…..
لكن سريعاً فغرت شفتيها بصدمة واتسعت عينيها وهي تنظر للسيارة الواقفه امامها عن بعد
خطوات…..
كان يقف خالد امام سيارته بطاقم شبابي أنيق بنطال
رمادي عليه قميص أبيض……..وحذاء رياضي أبيض
وكان مصفف شعره البني للخلف باناقة….بينما لحيته حليقه ناعمه……..وعيناه الخضراء تلمع ببريق خاطف وهو ينظر لها بحب منادي عليها ان تتقدم منهم…….
نزلت عينا آية على علي الصغير الواقف جوار والده ويشير لها بكفه الصغير بان تاتي وهو يضحك لها بسعادة……وكان الصغير يرتدي طاقم مماثل كوالده بشكل واللون…….ومرجع شعره الاشقر للخلف بينما
عيناه الخضراء تلمع بجمالاً………
ان قارنة بينهما فخالد سيخسر بتأكيد…..الصغير خطف قلبها بهذا الطقم الأنيق……
ترقرقت الدموع بعيناها وهي تتقدم منهما….
ابتسم خالد وغمره الشوق عند اقترابها ففتح ذراعيه لها……. لكنه تصلب مكانه مشدوهاً وهو يراها
تنحني امام عيناه حاملة الصغير بين ذراعيها مقبله اياه بقوة وهي تقول بحرارة…..
“وحشتني ياحبيبي….وحشتني اوي….اي الجمال
ده……..الطقم جميل اوي عليك خطفت قلبي….أمال
لما تكبر شوية هتعمل اي فيا…… ”
ابتسم الصغير وهو يقرب وجهه منها طابع شفتيه على شفتيها كي تقبله…… قبلته آية بحبٍ وهي
تقول….
“وحشتني اوي يالولي…….”
(يو……… يو……)
قبلته مجدداً قائلة….
“قلب يويو…. وعيون يويو….. وروح يويو….. وحيات
يويو كلها……. انت يالولي…..”
نظر خالد للأعلى بغيظٍ متنهداً بملل الن ينال جزء من هذا الحب….. ام كله للصغير…….الذي لا يقبل الإناث الا من افوههم !!…….
انتبهت آية لخالد بعد سماع تنهيدته فعضت على شفتيها بحرج وهي تضع الصغير أرضا واقفاً…ثم اقتربت منه ومسكت كفيه بين يداها مائلة عليه
بحب وهي تقول بحرارة……
“وحشتني ياخالد……..”
زم شفتيه وهو يستقبل قبلته
بوجوم…..
“باين…….علي كل الجو مننا خلاص…..”
ابعدت وجهها عنه وهي تقول بغرابة…..
“هتغير من إبنك……..عمتا انا بموت فيه عشان هو حته منك………”
وضع كفه على وجنتها وقرصه برفق قائلاً…..
“وانا روحي فيه عشان جاي منك انتي يا آية…….”مرر ابهامه على بشرتها قائلاً بحب
“كل سنة وانتي طيبة يايويو……”
“وانت طيب ياحبيبي……”القت نفسها في احضانه فضمها بقوة وهو يدفن وجهه في جيدها طابع قبله
داخله…..اغمضت عينيها وهي تهمس بدلال….
“خالد…….”ابتعدت عنه فوجدت عينيه الشهوانيه تلمع ببريق تعرفه جيداً فاسبلت عينيها على
الصغير وهي تقول……
“هنحتفل فين النهاردة…….”
استدار لسطح السيارة واخذ من عليها باقة
ورد حمراء ثم اعطاها لها قائلاً ببساطه…..
“زي ماتحبي…..المكان اللي تشوري عليه هنروحه …..اتفقنا….. دي عشانك…. ”
توسعت ابتسامتها وهي ترفع باقة الورد وشمت عطرها وهي تنظر لخالد من اعلاها قائلة باعجاب
مُسكر لقلبه المغرم بها…….
“حلو اوي …….”
“مش أحلى منك……..”قالها وهو يفتح لها باب السيارة…..فحملت علي ودخلت جالسه جوار
مقعد القيادة وعلي جالس على ساقاها بينما
الباقة ترتاح على ركبتيها امام علي الذي بدأ في قطف أوراق الورد ووضعه في فمه متناول طعمه بفضول……
حينما دخل خالد وجلس جوارهما انتبه لم يفعله ابنه
فسحبه من على حجر آية واجلسه على حجره هو
ثم اخرج الأوراق من فمه وهو يقول بصرامة….
“مبيتكلش دا يابابا………مبيتكلش…….”
نظر علي لأبيه ثم لاية التي اومات له برفق مؤكده الأمر…
“مش بيتاكل يالولي…….دلوقتي هنقف عند اي سوبر ماركت وجبلك اللي انت عايزة……”
لم يفهم الصغير حديثها بل انفجر باكياً وهو يشير
على باقة آلورد الجالسة على حجرها…….مصمم
على تناوله فقد أحب مذاقها جداً…..
مط خالد شفتيه بملل وهو يخرج من درج السيارة
قطعة كيك مغلفة…….
“انا غلطان اني جبتك…..كنت سبتك مع فؤش اهو بيعرف يتصرف معاك……”
ضحكت آية وهي ترى الصغير بدأ بنسيان الباقة
وبدا باكل قطعة الكيك الذي يمسكها بيده……
هز خالد راسه باستياء وهو ينظر له بعتاب…
“بتضحكي……”
ضحكت اكثر وهي تقول بدهشة…..
“امال عايزني أعيط يعني……..”
هز راسه نفياً وهو يمسك كف يدها بيده ثم رفعها على شفتيه وطبع قبلة عميقة بداخل كفها قائلاً
بهمساً اجش……
“بحبك يايويو……..”
قالت بصوتٍ يقطر عسلاً…..
“وانا بموت فيك ياحبيبي……”
سالها بهدوء……
“فكرتي هنروح نحتفل بعيد ميلادك فين…..”
نظرت للصغير ثم اليه وقالت….
“بما ان علي معانا…….تعالى نروح الملاهي…..انا مدخلتهاش من زمان……….اي رأيك……”
“هو في بعد رأيك….نروح الملاهي عشان الأستاذ ينبسط واحنا ننبسط معاه……..”
قرص خالد وجنة علي فوجد الصغير ينتبه لباقة آلورد مجدداً وكان على وشك تذكر رغبته في أكلها…….وضع خالد يده امام عينا الصغير
ليحجب عنه الرؤية وهو يقول لاية سريعاً….
“شاف البوكية….. شافه…..ارمي وراه……”
ضحكت آية وهي تشتم عطر الورود للمرة الاخيرة قبل ان تضع البوكية بالمقعد الخلفي…….ثم نظرت لخالد قائلة بحسرة…..
“شكله حلو اوي…….”
ابعد يده عن عينا ابنه وهو يقول لها بحنو……
“متعوضه يايويو….هملالك الاوضه ورود….المهم الأستاذ يبطل عك…..اي حاجة على بوقه…….”
ضرب الصغير على مؤخرة عنقه برفق….
فتوسعت عينا آية وشهقت منزعجه منه….
“هاااا…… خالد….. اوعى تضربه كده تاني……..”
قال خالد بتبرم……..
“انا حر انا وابني……..خليكي في حالك…..قال يعني هو بريء….. دا مش بيحلاله الضرب غير وانا نايم… ”
عقدت يداها امام صدرها قائلة بتبرم….
“انت اللي عودته على فكرة…..”
ضيق عيناه قائلاً بغيرة……
“آآه زي مانتي عودتي على البوس مش كده…..”
بررت الموقف بجرأة…..
“لا طبعاً فدي كمان هو طلعلك……”
ابتسم خالد وهو يقول بزهوٍ…..
“صح………..بس انا حاجة تانيه خالص……..”
“أكيد…….”
ابتسمت بخجل وهي تشيح بعينيها على
الطريق أمامها…….بينما قلبها يرقص على أوتار
عشقه…..
وصلا لمدينة الألعاب وبدأ المرح في تجربة المراجيح
مختلفة الإشكال……..
جربت آية لعبة تصادم السيارات وخالد وعلي كانا يركبا في السيارة الأخرى ويلعبا سوياً وكان اصطدام السياراتين ببعضهما يجعل الصغير يكركر عالياً بضخبٍ من السعادة والمرح….
..
جربت آية كذلك بمفردها الدوده الدواره
وايضاً المنطة (الترامبولين)……….قفزت بمنتهى السعادة والمرح…..شعرت بعدها ان كل شيءٍ سلبي انصهر بعد وصلة القفز المتواصلة والضحك الغير محدود خصوصاً ان علي الصغير كان يشاركها اللعب بينما خالد يتابعهما من الخارج……..
عادت طفلة خلال ساعات قليلة وكم كانت بحاجة لهذا……بحاجة ليوم يفصلها عن روتين العمل والبيت
بحاجة ليوم استثنائي يجدد مشاعرها ويعمل على تصفية ذهنها من اي شوائب وعقد………
جلست آية على مقعد بمقهى أنيق داخل المدينة الألعاب الفخمة………..أخذت انفاسها بتعب وهي
تضع يدها على صدرها…….
“تعبت اوي…….مش قادرة اخد نفسي…….”
ارتجفت ملامح خالد بقلق وهو يسالها بهدوء….
“انتي كويسه اجبلك مايه……..”
“انا كويسه ياحبيبي……مفيش حاجه…..”
قالتها وهي تجلس الصغير على مقعد مخصص للأطفال جوارهما……..ثم عادت عينيها العسلية
لخالد قائلة بهمساً متهدج قليلاً من شدة الاجهاد الذي فعلته……
“النهاردة كان يوم حلو اوي…..شكراً ياخالد…..انا كنت محتاجه يوم زي ده أوي……..”
قال خالد بإبتسامة عذبة وعيناه تعانق عينيها
بحبٍ…….
“لو حبى المكان اوي كده….انا عندي استعداد نيجي هنا كل يوم……بس تكوني مبسوطه يايويو……”
“انا مبسوطه طول مانت معايا………”قالتها وهي تمد
كفها الرقيق إليه فمسك كفها الصغير بين يداه وقربه
لشفتيه طابع قبله رقيقة عميقة عليه…….
اغمضت عينيها وهي تبتسم وقلبها يخفق بجنون….
لتجده يهمس وهو يطبع قبله اكثر رقة داخل
كفها……
“بحبك يا آية……..”
فتحت عيناها ورمشت عدت مرات وكانت على وشك
المبادلة بكلمات اكثر عمقاً لكنها وجدت النادل يقترب منهم وبين يداه قالب حلوى كبير من اللون الأبيض
يزين بقلوب حمراء من الشوكلاته….. والشموع فوقه
عبارة عن ثلاثة احرف يحملا إسمها(Aya…)
وضعت آية يدها على فمها وهي تنهض بحرج فقد
بدا بعضاً من الزبائن الجالسين في المقهى بالوقوف
والغناء لها………
اثناء الغناء كان خالد يقف جوار آية ويحيط خصرها بيده بينما يغني معهم وعيناه الخضراء تعانق عينيها الامعة بالسعادة والخجل…..اما على الذراع الحرة يحمل خالد علي الصغير الذي يحاول القفز على قالب الحلوى واكله…….فكانت القلوب الحمراء شكلاً مغري وشهي بنسبة له…….
انتهت الاغنية فانحنت آية تطفئ الشمع بينما صفق الجميع وبدأت التهنئة تهطل عليها وهي ترد بابتسامة
رقيقة حتى انسحب الجميع وحد تلو الآخر……….
أقترب منها خالد وطبع قبلة على جبهتها وهو يخرج لها علبة قطيفة من جيب بنطالة…….اعطاها لها وهو
يقول……
“كل سنة وانتي معايا……كل سنة وانتي حبيبتي….”
ضحكت آية بحرج وهي تنظر له ثم لقالب الحلوى وللمكان الواقفين فيه ببعضاً من الدهشة فكل شيءٍ يحدث الآن لأجلها هي…. وهو من رتب لكل شيءٍ فقط لاسعادها…….
“وانت طيب ياحبيبي …….”قالتها وهي تاخد منه العلبة الصغيرة ثم رفعت راسها تطبع قبلة على وجنته فتحت العلبة بعدها لتجد ما بها عبارة عن
عقد من الالماس رقيق الشكل يتوسطه نوع من الأحجار البراقة تاخذ الشكل المستدير وكانت
من اللون الأخضر…….لمعة عينيها بانبهار وهي
تقول باعجاب…..
“تحفة ياخالد………. حلو أوي………”
كان سيرد عليها لكنه أنتبه لشيءٍ يقع من اعلى الطاولة نظرا الاثنين معاً ليجدا علي يقف على احد المقاعد ويسند جسده الصغير على الطاولة
وبيديه الإثنين يأكل من قالب الحلوى…..
توسعت عينا آية وكذلك خالد………بينما هتفت
اية بدهشة……
“علي……..”
نظر الصغير لامه ضاحكاً بسعادة وهو ياكل من قالب الحلوى بقبضة يدهُ الصغيرة…….
كانت ستتقدم منه لكن منعها خالد قائلاً بعبوس…
“سبيه يا آية……هدومه باظت خلاص…..وتورته ادمرت……. ”
إبتسمت آية وهي تشاهد ابنها ياكل بمنتهى
الانسجام والمرح………وكانه لم يفسد شيءٍ……….
اثناء مشاهدتها للصغير سندت راسها على صدر خالد
في وقفتهما فاحاط خالد خصرها بذراعه وطبع قبله
على راسها وهو يعود ناظراً بعينين يائستين لابنه الذي أفسد آخر جزء من الاحتفال بطريقته الخاصة……..
……………………………………………………………..
في اليوم التاني مساءاً اوقف خالد السيارة امام فيلا الخولي……. ترجلت آية من السيارة ولحق بها خالد
وكذلك علي الصغير……. حينما وصلا للداخل قد بدأ
الحفل الخاص الذي لا يضم إلا الاصدقاء وبعض الأقارب……..
سلمت آية في طريقة على بعضٍ من اقاربها ثم اشارت للمربية ان تتقدم وتاخذ الصغير منها…
فعلت المربية واخذت الصغير لترعاه في تلك الساعات القادمة…… مالت آية على خالد قائلة
بهدوء
“هطلع اشوف حنين خلصت ولا لسه كله
مستنيها…….”
أومأ خالد وهو يقول بتفهم…..
“انزلي معاها…. وخليك جمبها لحد ما تاخد على الجو….. أكيد متوترة……..” ثم نظر حوله متسائلاً
بحيرة…..
“امال عز فين……… مش المفروض يكون موجود بيستقبل الضيوف……..”
مطت آية شفتيها هامسه بحيرة…..
“والله ما عرفه ياخالد…. المفروض فعلاً يكون موجود……..” ثم انتبهت لمن يدخل من باب الفيلا المفتوح……
“خالو فؤاد وصل….. خليكوا انتوا هنا بقا استقبله الناس وانا هطلع اشوف حنين اتاخرت ليه وهسالها على عز بالمرة……..”
ابتعدت عن خالد صاعده على الدرج بخطوات واثقة
انيقة وكانت ترتدي ثوب سهرة أنيق من اللون الأخضر ….. وكانت تطلق شعرها الاشقر القصير
على كتفها لتلامس اطرافه كتفها بنعومة
وجمالاً……
وكذلك ضعت القليل من الزينة الرقيقة المتقنة
على وجهها لتبرز حسن تفاصيل ملامحها مع
الكحل الأسود الذي زاد سحر عسليتاها الامعة…….وقد ارتدت بعنقها العقد الذي اهداه خالد لها أمس وقد استقر الحجر الأخضر المستدير بين الترقوة البارزة لديها…….لتزيد فتنة اكثر مع جمالها الهادئ العذب………
انزل خالد عيناه الخضراء عنها وهو يتحدث مع بعضٍ
من الأقارب وكان أيضاً منهدم الشكل يرتدي حلة انيقة وكانها صممة خصيصاً له….. ازداد بها وسامة وجاذبية تخطف اعين وقلوب النسوة من حوله…..
في الغرفة عند حنين وقبل طرق آية على الباب…..
عانق عز الدين وجهها بيداه وقد لانت ملامحه
عند دموعها وتوتر البادي عليها……
“ممكن تهدي وتسمعيني……..انا بقالي ساعة بقنع فيكي ياحنين…….مينفعش متنزليش كل الناس اللي تحت دي مستناكي………”
عضت حنين على شفتيها وهي تهز راسها
بتردد….شاعره بوهنٍ يدب في اوصولها….
“انا مش عايزة انزل ياعز…..انا خايفه…..”
سالها بتريث وهو يمسح دموعها بحنو…..
“خايفه وانا معاكي….قولتلك هفضل جمبك ومش هسيبك……وآية كمان زمانها جايه وهتفضل معاكي
لو انشغلت عنك………..قوليلي خايفه من ايه…….فهميني…….”
افصحت عن مشاعرها قائلة بحرج….
“خايفه……خايفه مطلعش حلوة بالفستان..فيبدأو يتريقه…أو معرفش اتكلم زي مابيتكلمه فيبدأو
يتريقه ويبصولي باستحقار………اكمني أقل
منهم…”
ضيق مابين حاجبيه معقباً على حديثها بعدم
رضا….
“بس انتي مش اقل منهم…..وبعدين انتي زي القمر وهتبقي احلى واحده في الحفلة…….دا غير اني مش عايزك تكلمي زيهم ولا تقلديهم….انا عيزك زي مانتي
ماتتغيريش تحت اي ظرف…….انا حبيتك كده وعايزاك تفضلي كده…..دا غير ان كل اللي تحت دول
يتمنوا صحبتك……لانك مراتي….وام ابني….دا يخليكي ترفعي رأسك وتعرفي انك احسن منهم
مش أقل منهم……..”
استدارت حنين بكليتها قائلة بصوتٍ واهٍ…..
“افهمني ياعز……”
ادارها اليه مجدداً وهو ينظر لعيناها الدامعة
بقوة قائلاً بخشونة صلبة……..
“افهميني انتي ياعيوني……في حاجات بينا لازم تتصلح أولها انك لازم تظهري للناس كلها معايا ويعرفوا انك مراتي…….واذا كان على المستوى محدش يعرف مستواكي إيه……وانا خبيت النقطه دي بذات عشان متحسيش انك أقل منهم……طالما الموضوع عملك حساسيه اوي كده……..تاني حاجة
لازم نصلحها بينا….انك تثقي فيا……..خليكي واثقه فيا ياحنين……اللي بعمله ده مش هيضرك بالعكس انتي عيزاه اكتر مني…..وانا كنت متردد اعمله من ساعة ما تجوزنا……بس بعد ما حبيتك…..حساباتي اتغيرت…وبدأت احط حاجات مكانتش بينا ولا كنا متفقين عليها………وزي مانا ما بحاول انتي كمان لازم تحاولي معايا وتساعديني لحد مانوصل انا وانتي للي احنا عايزينه………..ردك إيه…. ”
سالها مع هزه بسيطه من رأسه….. ازدرات ريقها
ببطئ وهي تنظر إليه بقلة حيلة…. فقال عز
الدين وهو يربت على كتفها ….
“يلا ادخلي غيري هدومك……. اتأخرنا…… وانا هنزل
استناكي تحت….. الضيوف لوحدهم انا مش عارف
آية وخالي اتاخره ليه……..”
اثناء ذلك طرقت آية الباب وسألت بصوتها
الاذاعي الناعم…..
“حنين انتي جوه……..”
اشار عز الدين على الباب……
“اهي آية جت…….”
دخلت آية بهدوء بعد ان سمح لها عز الدين
بدخول….رفعت اية عينيها عليهما وهي تغلق الباب
فعقدت حاجبيها وهي ترى حنين واقفه جوار عز الدين ترتدي منامة بيتي بسيطه بينما اخيها يقف
بكامل اناقته يرتدي حلة سوداء رائعه عليه زاد
بها وسامة وهيبة …….وكان مصفف شعره البني
بخصلاته الشقراء للخلف…….شامخ وجذاب بطوله الفارع وقسمات وجهه الرجولية وعيناه العسلية الضارية ، صلبة النظرات….. عدت اشياء بعز الدين
تجعل منه بطل بعيون النساء اللواتي يتلهفنا
لنيل الرضا ولو بنظرة عابرة من وريث عائلة الخولي…….
سلمت آية عليه وهي تعانقه…..
“عامل اي ياحبيبي…….الف مبروك على البيبي….”
بادلها عز الدين السلام بمحبة وهو يرد على
المباركة……
“الله يبارك فيكي يا يويا……عامله إيه…و فين علي صحيح……..”
“الحمدلله علي مع الدادة تحت…..سبته معاها على ما طلع اشوف حنين…….”ثم تقدمت من حنين
وعانقتها قائلة……
“الف مبروك ياحنين على البيبي……ربنا يقومك بسلامه….”ثم فصلت العناق متسائلة بحيرة
وهي تنظر لملابسها….
“ليه ملبستيش لحد دلوقتي…….”
نظرت حنين لعز الدين بتردد…..فبنظرة واحده منه
ردت كالاتي……..
“كنت دايخه شويه…… عشان كده قعدت شوية.. ودا اللي اخرني……..”
قالت آية بقلق وهي توزع النظرات عليهما….
“لو لسه تعبانه نجبلك الدكتور يمكن يكون الضغط وطي من الحمل…….”
قالت حنين برفضاً……
“لا لا يا آية….. انا بقيت كويسه وهدخل البس دلوقتي….”
اقترحت آية بهدوء…..
“تمام…….. تحبي استناكي…..”
تلك المرة رد عز الدين قائلاً وهو يستدير مبتعد عنهن….
“خليكي معاها يا آية…… ابقوا انزلوا سوا….. انا
هنزل اشوف الضيوف…….”
اومات آية برأسها بتفهم قائلة…..
“تمام متقلقش انا معاها….. خالو فؤاد كمان تحت
هو وخالد…….”
اوما لها عز الدين براسه وهو يخرج من الغرفة….
سحبت حنين فستان سهرة أسود اللون بتصميم انيق
به لمحة من الرقة اللينه التي تمتمع بها شخصيتها….
اقتناه لها عز الدين بنفسه وأيضاً كان كالثوب البني السابق الذي كان يحمل لمحة بسيطه من شخصيتها كهذا تماماً…….لدى عز الدين ذوق مميز واحساس مرهف يجتمعا معاً حينما يقرر إختيار ثوبٍ جديداً لها…….
قالت آية بلطف…..
“تحبي اساعدك………”
قالت حنين ببعضٍ من الحرج وهي
تبتسم….
“ممكن في الميكب والشعر….. عشان انا فشلة اوي في الحاجات دي…….”
قالت آية بثقة وهي تشير على نفسها….
“متقلقيش انا معاكي…. خلصي وانا هعملك لوك يليق
بيكي وبالدريس ده………”ثم نظرت للفستان قائلة “شكله حلو اوي….. دا ذوق عز مش كده……”
اومات لها حنين بابتسامة خجولة وهي تقول بمجاملة……
“كمان فستانك جميل…. واضح اني هغير رايي
واحب اللون الأخضر……”
تخصرت آية قائلة بانزعاج…..مقلدة الحموات….
“يسلام وانتي مكنتيش بتحبيه ولا إيه… والاستاذ اللي واقع في حبك ده مخدتيش بالك من لون عينه………”
ضحكت حنين قائلة…..
“دا قلبي ده ليه مطلعتهوش……”
قالت آية مبتسمة باستياء……
“هيعطلنا……. بقا شقي اوي……. وكله من خالد….”
قالت حنين بمحبة وهي تدلف للحمام……
“علي دا حتة سكرة….. ربنا يخليهولك يا آية……”
تمتمت آية وهي تجلس على حافة
الفراش……….
“يارب……”
بعد مدة انتهت آية من وضع اللمسات الاخيرة على وجه حنين التي اشرق وجهها وزاد جمالاً بعد اضافت بعضٍ من الألوان الناعمة الرقيقة عليه….وقد اكتملت زينة وجهها حسن حينما رفعت آية شعرها في تسريحة أنيقة…..
اوقفتها آية امام المرآة وسالتها وهي تنظر الى صورتها الكاملة بعد الانتهاء……
“اي رايك كده………. الاوت فايت بقا جنان……”
نظرت حنين لنفسها بعدم تصديق لتقول باعجاب
بالتغير البسيط التي احدثته آية……
“حلو اوي يا آية……. بجد……..”
قالت آية وهي تهندم شعرها للخلف امام
المرآة……
“طب الحمدلله…… يلا بقا عشان ننزل لحسان
احنا اتاخرنا أوي……”
اومات لها حنين بهدوء وبداخلها مشاعر مختلطة تولد تماوجات تزيد التردد داخلها كلما خطت خطوة بخارج الغرفة……. لكن لا مفر يجب ان تواجه هذا
ما كانت تريده…… واليوم يحدث…..
فالحقيقة هي اكتشفت أليوم ان المشكلة لديها اكبر من مواجهة النآس واعلن نفسها بجواره كزوجة
على الملأ…. المشكلة الحقيقية تكمن في فطرتها الهشة التي كلما حاولت علاجها تفشل مع أول
موقف بسيط يواجهها…..
ليست بقوة سمر…… ومستحيل ان تكون في ثقة
آية…….. ولم تكن في طموح حبيبة…..وجسارة نور
في الحب……..لكنها حنين بها شيءٍ مميز عنهن
فهي أوقعت البارد المتبجح زوج أربعة نساء قبلها
في حبها……وحتى الآن لا تعرف كيف أغرم بها… وهي لم تخطط يوماً لايقاعه في الهوى……..
كان عز الدين يقف متحدثاً مع أحد الاصدقاء.. لوهلة
شعر بان الهمسات زادت من حوله والبعض يرفع عيناه على الدرج……
فاستدار بعد تلك الهمسات ينظر عند الدرج وهو متأكد انه هي من فعلت بلبله بالمكان مع اول ظهور لها….. فالحلفة على شرفها….. كأميرة متوجة يريد الملك اظهارها للجميع………وهي بالفعل أميرة متوجة
على قلبه الولهان في عشقها……
عند رؤيتها خفق قلبه وتخلل الدفء جسده راغب في لحظة مجنونه في ضمها لكي يخفيها عن أعين الجميع فلا يحق لأحد ان يرى هذا الجمال سواه….
ولا يجوز ان تتغزل بها العيون امامه…….. كانت عيناه المغرمة بها ترسمانها ببطئ وتأني…… تجري على حسن تفاصيلها….ولسان حاله وصفها بصورة مختلفة…… عن جميع من في الحفل…….
جميلة انتِ كلحن يناشد الحبيب بشجن اعذب في ليلةٍ قمراء تضوي بحضورك الوديع والواجهة الهشة لكِ تكمن في الانجذاب نحوك…. تعابيرك شفافه صادقه لأبعد حد كحبك كمعدنك……. انتِ الحبيبة الحزينة رغم جمالها يظل الحزن داخلها ساكنًا ، و يظل النقاء فطرة تتمتع بها ليقع أعتى الرجال في حبها وتخترق الحصون بنظرة من عيناها الحانيه…. ويذوب القلب عند هسمةٍ باسمٍ من بين شفتيها
اللينه الراضخه لأمر الهوى اذا أراد الحبيب اختراقها…….جميلة انتِ ياحنين كلحن يناشد
الحبيب بشجن اعذب في ليلةٍ قمراء تضوي
بحضورك الوديع………

جميلة انتِ كلحن يناشد الحبيب بشجن اعذب في ليلةٍ قمراء تضوي بحضورك الوديع والواجهة الهشة لكِ تكمن في الانجذاب نحوك…. تعابيرك شفافه صادقه لأبعد حد كحبك كمعدنك……. انتِ الحبيبة الحزينة رغم جمالها يظل الحزن داخلها ساكنًا ، و يظل النقاء فطرة تتمتع بها ليقع أعتى الرجال في حبها وتخترق الحصون بنظرة من عيناها الحانيه…. ويذوب القلب عند هسمةٍ باسمٍ من بين شفتيها
اللينه الراضخه لأمر الهوى اذا أراد الحبيب اختراقها…….جميلة انتِ ياحنين كلحن يناشد
الحبيب بشجن اعذب في ليلةٍ قمراء تضوي
بحضورك الوديع………
انتظرها عند اخر درج السلم بينما عيون الجميع تراقبهما منهم المشدوهة والكارهة والحاقدة……..
شعرت حنين اثناء سيرها انها تتعثر في شيءٍ وهمي وقبل ان تتماسك وجدت جسدها يميل للامام….
اغمضت عيناها شاهقة بحرج قبل ان يكون خوف من الوقعه…..ولكنها وجدت ذراع قوية تعانق بطنها تمنعها في لحظة خاطفة من السقوط للأمام……
وقفت بتوازن وهي تنظر لعز الدين بتوتر…فوجدت
وجهه بهت بخوف وهو يسالها بقلق……
“انتي كويسه ياحنين………”
هزت راسها بنعم وقد زحفت الحمرة لوجهها..وسبت نفسها بغيظٍ……فالموقف لا يحتاج للمزيد من الحماقة…….
سمعت عز الدين يقول لها بحنان …..
“متخفيش محدش خد باله….ارفعي راسك متوطيش كده……”
عندما رفعت راسها نظرت لعيناه فابتسم له برفقٍ
ثم مسك يدها بين راحته وطبع قبله على ظهر
كفها……فخفق قلبها عند تلك النقطة وهي تراه
منحني امامها يقبل كفها بينما العيون متربصة
لهما………حينما رفع عز الدين راسه داهم عينيها بنظرات عشقاً خالص……هامساً بصوتٍ رخيم…
“يلا بينا ياعيوني…….”
لم تجد رداً إلا ايماءة بسيطه عليه مع ابتسامة
رقيقة……..
ثم بعدها نزلت بصحبته اخر درجات السلم وهي تتأبط ذراعه امام الجميع……أخذت نفساً مضطرب وهي تتعرف على أول ضيوف الحفل الأثرياء…
وسيدات الحفل الغاية في الأناقة سواء في الملابس ذات الماركة المشهورة أو المجوهرات الباهظة… وكانهن في منافسة قوية مع بعضهن…..لإخراج
الأكثر ثراء ورفاهية من بينهن……….
اشار عز الدين على رجل تجد في حضورة هيبة
ونوع من الرهبة عند الوقوف جواره…..كان في منتصف الخمسينات طويل القامة ضخم الجسد
وقد سار الشيب على شعره ولحيته….
“دا ياحنين يكون اللواء صديق الخولي…..ابن عم والدي………دي حنين ياباشا مراتي…..”
ابتسم الرجل وهو يمد يده لحنين قائلاً بصوتٍ
خشن شامخ……
“اهلاً بحرم عز الدين الخولي……….”
ارتجفت شفتيها في شبه ابتسامة وهي تبادلة السلام برهبة مكنونة داخلها…….كانت جوار الرجل سيدة
تقاربه عمراً ترتدي بشكلاً أنيق…….تحمل نظرات فضوليه تجتاح بعضاً من التكبر وعدم الرضا….
“دي حرم اللواء صديق الخولي….. كريمة هانم…….”
مدت حنين يدها قائلة بترحيب مرتاب….
“أهلا يامدام تشرفنا…….”
لم تبادلها السلام بل قالت
بتعالي……
“اسمي كريمة هانم…………ياحنين…….”
تكلف عز الدين برد عليها ببرود….
“مع حفظ الالقاب يامدام كريمة……. هي كمان
حنين هانم…… مراتي…..”
لوت كريمة شفتيها بسخرية قائلة بقلة
ذوق……..
“ممم….مش بطال…..يارب تكون الاخيره ياعز….
سمعت انك اتجوزت اربعه قبل حنين….. هانم…..”
ابتسم عز الدين هازئاً وكانها القت الكرة في
ملعبه فقال…..
“اديكي قولتي يامدام….قبلها مش بعدها…..”ثم
نظر لزوجها صديق وقال بمزاح ثقيل له……
“صحيح ياصديق باشا…..نسيت اباركلك على
جوزتك التالته……..بيقوله انها تقرب لوزير الداخليه
تقريباً بنت أخوه…..مش صغيره عليك دي ياباشا….”
رد عليه صديق ببساطه…….
“المصالح بتحكم ياعز وانت سيد العرفين…….حتى
كريمة رحبت بالموضوع اكتر مني……”
اتسعت عينا حنين وهي تتابعهما…..بينما نظر عز الدين لكريمة التي شحب وجهها وهي تقول
بنبرة قوية لا تنم على ندم او غيرة او حتى
حبٍ لهذا الرجل………
“اظن مفيش اهم من مصلحة العيلة….. والخطوة دي مهمه للابننا عادل….. انت عارف انه قريب اوي هيتخرج من كلية الشرطة…… ولازم يخرج يلاقي احسن مكان مستنيه……دا غير ان العروسة والدها ملياردير……..”
ابتسم عز الدين من زواية واحده بسخرية وهو يومأ
لها ببرود…….
“آآه فهمت……….. ربنا يوفقكم يامدام كريمة… وفعلاً
مصلحة العيلة فوق كل اعتبار……. عن اذنكم…….. هنسلم على بقية الضيوف……”
حينما أبتعدا عنهما همست حنين بصدمة…..
“انا مش مصدقه….. هما بجد بيحبه بعض ومتجوزين………. إزاي…….”
اخبرها عز الدين بلا تعبير مقروء……
“حتى جوزهم كان مصلحه مشتركه…..ولو في اي لحظة ملقوش من جوزهم مصلحة هيسيبوا
بعض……”
غمغمت حنين بملامح مشدوهة….
“يعني زي ما سمر قالت…. من برا هلهلا ومن جوا يعلم آلله……….” نظرت للاجواء الفارهة… والرقي
المنتشر من حولها بسبب المجتمع المخملي المحيط بها……. فعقبت داخلها بازدراء…..
“واضح ان العالم دي منظر…….. منظر وبس……
وانا اللي مستعريه من فقري…. يجي اي الفقر جنب الكدب والغش…. ولاونطه اللي عايشين فيها
الناس دي…….” عادت عيناها لعز الدين الذي
يسير جوارها فسالت نفسها بحيرة……
“ازاي انت منهم ياعز…..”
اخذت نفساً طويلاً وهي تسلم على الضيف
الثاني……اشار عز الدين على امرأة جميلة بثوب سهرة انيق……
“دي شيري……..انتوا اتقبلته في المستشفى….ودا جوزها هاني……..انا والاتنين دول ياستي مش بس صحاب دا احنا متربين سوا….واهلهم كانوا صاحب
اهلي…..”
سلمت عليهم حنين بوجهاً بشوش وابتسامة مشرقة…….بادلتها شيري السلام بحرارة قائلة
بمحبة……
“عاملة اي ياحنين………ومامتك اي اخبارها……دلوقتي….”
ردت حنين بخفوت…..
“الحمدلله……….. بقت احسن…….”
زادت ابتسامة شيري فرح وهي تبارك
لها….
“مبروك على البيبي لسه عارفه من آية……”
قالت حنين مبتسمة…..
“آلله يبارك فيكي عقبالك……”
نظرت شيري لزوجها بتأثر لتجده يعانق خصرها
بحب ودعم بينما قالت شيري بتمني…..
“يارب ياحنين….. تقريباً بقالي انا وهاني خمس سنين
مستنيين بيبي صغير يملى علينا حياتنا…. ادعلنا….”
أخيراً رأت عاشقين في هذا الحفل بل ويظهر
عليهم الفطرة الإنسانية التي شعرت انها انقرضت
في هذا الحفل الجاف……..دعت لهم بتأثر…..
“ربنا يرزقكم بالذريه الصالحه……..”
رد هاني تلك المرة وهي يقرب زوجته لاحضانه
قائلاً بمداعبة خفية
“يارب….عمتاً انا مش مستعجل والموضوع مش شغلني……انا كده كده لسه بربي النون الصغنن بتاعي….”
همست شيري بحرج…… “هاني…….”
ابتسم هاني قائلاً لهم بمراوغة
“إيه ياشيري………….مش دي الحقيقه…………”
ابتسمت حنين بحرج وهي تنظر لعز الدين الذي
نظر لها بمناغشة وغمز لها بوقاحة……فضحكت وزال التوتر عنها رويداً رويداً…… واندمجت في الحديث معهم………..
“ممكن صورة يامدام آية……”وقفت بعد تلك الجملة ناظرة للمتحدث وعندما ابصرته حركت حدقتيها باستياء…….
“خااالد……..”
سحبها من يدها وهو يخرج الهاتف من جيبه قائلاً
ببحة خاصة لها……
“بتكلم بجد يايويو….. خلينا ناخد سليفي مع بعض… الفستان حلو اوي عليكي…….”
خضع قلبها اليه وخفق خفقات خاصة في
حضوره ….فاقتربت منه بدلال ووقفت امامه
وهي تقول بشقاوة……
“صورة واحده بس…… كفاية ان معاك الأصل…..”
قال خالد بمزاح وهو يرفع الهاتف امامهم….
“الصورة والاصل انا طماع…. وبعدين افرضي
الاولى مطلعتش حلوه……نجرب تاني… ”
قالت أية وهي تنظر لشاشة
الهاتف……
“هتطلع حلوه……. بس شغل الفلتر…….”
نظر لحسن جمالها فقال برفضاً تام…..
“مفيش فلاتر………. انتي مش محتاجه فلتر…..”
زمت آية شفتيها قائلة
بتزمر…..
“مينفعش اتصور من غيره ياخالد…..”
اصر على رأيه قائلاً….. “ينفع بصي للكاميرا……”
زمت شفتيها اكثر بغيظٍ منه ونظرت لعدسة
الهاتف واجمة دون تبسم…… فقال خالد وهو
ينظر لصورتها المنعكسة على شاشة هاتفه…….
“بعشقك يايويو…….”
وكانه دغدغ قلبها بسهولة فضحكت وهي تنظر اليه
نظرة تحمل الدهشة والغرام………
وتم التقاط الصورة وهو ينظر للكاميرا بينما هي تنظر اليه ضاحكة بحب……..وكانت من افضل الصور التي تاتي على سهوة بين الأحبة…….عقبت آية على الصورة بغلاظة…….
“مش حلوه التغفيله دي….امسحها….ونتصور تاني….”
فتح الصورة ونظر إليها قائلا بامتناع……
“نتصور تاني اي يعني………بس الصورة دي مش همسحها أبداً……..”
نظرت الى الصورة معه سائلة باستفهام……
“حلوة ياخالد بجد ؟……..”
رد مختصر بحب…….. “حلوة اوي يايويو…….”
دفعته بدلال وادعت الحنق قائلة…..
“عشان واخدها تغفيل…..انا هبطل اتصور معاك
تاني…….”
“آية……يويو……..” شعر بقلبه يخفق بقوة بعد ابتعادها وكانه يناديها سراً….. مما جعله يحدث
نفسه باسى….. “وقعت يافالح……..وقعت من
زمان اوي…… اشرب بقا…… ”
……………………………………………………………
انفرد بها في احد الزوايا ومزالوا تحت انظار
الجميع……
ابتسمت حنين وهي تنظر لعيناه العسلية بحيرة
“اي ياعز…..بتبصلي كدا ليه…….”
تنفس عز الدين بهدوء وعيناه العسلية تسير على كل انشاء بملامحها بدقة وكانه يقراء الاجابة قبل ان
يلقي السؤال……
“مرتاحه ياحنين…..ولا الجو مش عجبك……”
نظرت حولها حيث الحفلة وصفوت المجتمع المحيطين بهما…….قالت بشرود به لمحة من التفاني…….
“دا الجو اللي المفروض اخد عليه ياعز…….عشانك…”
هز عز الدين راسه وهو ينظر لجانب وجهها……
قائلا بجدية…….
“مش شرط……المهم تكوني مرتاحه…….دي اهم
حاجة عندي……..”
أدارت حنين وجهها إليه قائلة برقه……
“انا مرتاحه ياعز طول مانت معايا…..وعشانك انا مستعده احب واقبل اي حاجة……”
قال عز الدين معترضاً……
“بس انا مش عايزك تقدمي تنازلات…….”
قالت بابتسامة صافية رقيقة……
“كلنا في الحب بنقدم تنازلات…….اهم حاجة منكنش بنيجي على بعض…….وصدقني انا بحاول….بحاول اكون جمبك……وبحاول اتغير عشان اليق بيك…..”
قال عز الدين بخشونة…….
“لا ياحنين…..انا مش عايزك تتغيري….اتصرفي على طبعتك……..انا حبك كده ومش عايزك غير كده….
وبعدين انتي ليقه عليا أوي…. بدليل اني حبيتك…”
اهدته ابتسامة تقطر عسلاً وهي تشيح براسها عنه متابعه الاجواء الهادئة الراقية…….من يرى نظراتها
يظن انها مهتمه بالحفلة وضيوفها….لكن في الحقيقة
هي تضغط على نفسها لمتابعة تلك الأجواء المختلفة عليها كلياًّ والكئيبة بنسبة له….فهي حفلة استعراض
أموال وبناء صدقات زائفة اهمها المصالح الشخصية لا أكثر………..
حقيبة من تلك تحل ازمة زواج لعروس يتيمه……
عقد من هذا ثمنه يكفي عشر عائلات لعشر سنوات قادمة…..بذله من تلك تفك كرب سيدة بسجن بسبب الدين……ثوب كهذا ثمنه ينقذ طفل مريض يحتاج لعملية في اسرع وقت ليتم انقاذه…….
وغيره…….. وغيره…….كل تلك المظاهر ان ذهبت لمكانها الصحيح وتسارع البشر في الخير سيمحى الفقر واوجاعه من ذهن البشر…..لكن هيهات قليلين من يشعر بالمحتاج والدليل أمامها………
مطت شفتيها باختناق تكبح رغبتها في الفرار من هنا……..وهي تحدث نفسها بحيرة…….
هل سأكون يوماً منهم اخشى ان اتغير… وتخدعني الحياة المرفهة فاغرق بها و أنسى من أكون…..
ربما الحصن الوحيد الذي يحميها من الغوص معهم هي رغبتها في ان لأ تكون مثلهم……..
سمعت عز الدين يمد لها كوب عصير
قائلا….
“اشربي العصير دا ياحنين…….هيعجبك……”
اخذته منه وهي تشكره بهدوء…… ثم بدأت في
تناوله واثناء ذلك نظرت من فوق حافة الكوب لمن تتقدم منهم ترتدي فستان قصير جداً مفتوح من عند الصدر والظهر بمبالغة شعرها اسود بخصلات مصبوغة باللون الأخضر…….. وكان وجهها كثير الألوان للفت النظر لها……..
اقتربت منهم الشابة وعيناها على عز الدين وحينما وقفت امامهما قالت بصوتٍ رقيق مائع……
“عز الدين الخولي أوه…..مش مصدقه بجد سعيدة جداً جداً اني شوفت حضرتك…….بجد ايم سو هابي…….”
رفعت حنين حاجبها وتحاولت لوزتي عينيها لجمار مشتعلة وهي تنقل نظراتها بينهما….. منتظرة
ردة فعل زوجها بعد هذا الترحيب الانثوي الحار
من امرأة شبه عارية امامهما بالسان ملتوي
يخرج الأحرف شبه مفقودة من كثرة
الميوعه التي تتمتع بها……
هز عز الدين راسه متسائلا بهدوء…..
“تشرفنا يانسه………بس ممكن اعرف مين حضرتك……..”
وضعت مايا يدها على فتحت صدر الفستان
المفتوح لشد انتباهه بخبثٍ وهي تقول بميوعة….
“أوه نسيت اعرفك بنفسي… انا مايا…. صحفيه في جريدة (….) اكيد حضرتك عرفها…. بتهتم جداً
باخبار النجوم والمشاهير ورجال الاعمال المعروفين زي حضرتك كدخ…….”
التوى حلق عز الدين غيظٍ وهو يسالها بهدوء
خرج بمعجزة……
“أهلا تشرفنا…….. سعيد بوجودك يانسه مايا معانا….بس هو حضرتك داخله مع مين……”
قالت بنعومة وهي ترجع شعرها خلف
اذنها….
“امم مع ناس صحابي……. هل وجودي ضايق حضرتك…….”
هز عزالدين راسه موضحاً باقتضاب…..
“لا أبدا يانسة مايا…. لكن الحفلة عائليه….. عشان
كده استغربت وجود صحفيين هنا…..”
قالت مايا بابتسامة رقيقة……
“اطمن حضرتك….انا جايه الحفلة عشان اتعرف عليك
مش جايه شغل…….”
تجهمة ملامح عز الدين اثناء رده عليها بـ…….
“تشرفنا يانسه مايا…. بس مفيش حاجه اخاف
منها عشان تطمنيني……”
توترت مايا قليلاً لكنها تداركت الأمر قائلة
بابتسامة ناعمة…….
“اكيد ياعز بيه….. ممكن صورة مع حضرتك للذكرى…….” ثم اتجهت ناحية حنين وقالت بتكبر مائع…..
“بعد اذنك يامدام……..ينفع تصورينا…….”
اندلعت النيران بصدر حنين فتاتأت بشفتيها برفضٍ تام وهي تقول بنزق…….
“معاكي تصريح بتصوير…..”
رفعت الاخرى حاجبها بصدمة….. “نعم….”
لأول مرة تظهر بصورة قوية لمرأة تغار بشدة
على زوجها…….لذا قالت باندفاع…….
“اللي سمعتيه….انا اعرف ان جوزي مش ممثل هو رجل أعمال…….وصورك معاه كده هطلع اشاعات عليه……وخصوصا انها مناسبة عائلية وانتي حشرتي نفسك فيها بدون دعوة……..وده مش صح خالص نقتحم بيوت الناس ونقلع ونتمرقع عشان ننول الرضا
قصدي صورة……مع انك لو دورتي على صور ليه مش هتغلبي…….بس على راي المثل الطمع قل ما جمع….
وانتي طمعانه في الاصل ياروحي…قصدي صورة
مع جوزي……”عانقة حنين ذراع عز الدين وهي تنظر لمايا بسطوة……قائلة بهدوء يتناقض مع نظراتها
الحازمة……
“ممكن تتصوري معاه…..بس و انا معاكم طبعاً…بما اني مراته…..واهوه نضمن برضو ان مفيش اشاعات هتطلع عليه لما تنزلي الصورة دي على صفحتك….”
ابتسمت مايا بصعوبة قائلة باقتضاب….
“مفيش مشكله يامدام….نتصور سوا…….”
اعطت مايا الهاتف لأحدهم كي يلتقط لهم الصورة
وقفت حنين جوار زوجها فاحاط عز الدين خصرها وهو يميل عليها هامساً بدهشة……
“اي اللي عملتي دا يامجنونه……..”
اتكات على اسنانها قائلة بغيظٍ……
“مش عجبك اللي عملته….تحب امشي وفضيلك الجو
واضح ان المرقعه عجباك…..انا برضو بعرف اعوج لساني وتمايع كده……”ثم قلدتها بصوتٍ خفيض
مائع وهي تلوي شفتيها بتقزز……..
“اوه عز الدين الخولي…… سعيده جداً.. جداً
اني شوفتك…….ايم سو هابي…..”
كبح عز الدين ضحكته وهو ينظر لكاميرا الهاتف هامساً بغلاظة…..
“مش لايق عليكي الدلع……….العياط بيليق عليكي اكتر……..ونكد عرفاه طبعاً……. ”
لكزته في كتفه في الخفاء…..قائلة بغيرة……
“والله………… انت شايف كده……”
نظر لها بقوة قائلاً بصرامة خافته…..
“بس ياحنين……….. احنا قدام الناس…….”
“قول لنفسك……” وجدت الفتاة تقف جوار عز الدين
وتسند يدها على كتفه……. سحبت حنين ذراع الفتاة بقوة قائلة بتهكم……..
“بدون لمس ياقطه……. جوزي متوضي…..”
جفلت ملامح الفتاة ناظرة لها بقرف…..
بينما كان دور عز الدين تكرار الكلمة بعدم استيعاب….. “متوضي……”
لم ترد حنين بل بادرت بابتسامة دبلوماسيّة
وهي تعود ناظرة لكاميرا الهاتف الموجهة
على ثلاثتهم…….
تم التقاط الصورة بعدها…..ثم شكرتهم الشابة وابتعدت بحنق……
خارج الفيلا رفعت مايا الهاتف على اذنها قائلة بغيظ وانهزام….
“الخطه فشلت ياميرال…. معرفتش استفرد بيه…”
صرخت ميرال من الجهة الأخرى بجنون….
“ازاي يعني يامايا… إزاي……قولتي الكلام اللي حفظتهولك…….”
قالت مايا بغل…
“قولت كل حاجة ونفذت كلامك بالحرف الواحد… بس الجربوعه اللي متجوزها دي بوظت الدنيا……”
جزت ميرال على اسنانها قائلة بحقد….
“ازاي يعني……دي لا بتهش ولا بطنش… دي
حمارة……ازاي قدرت تقف قصادك….انتي لبستي
زي ماتفقنا……”
قالت مايا باقتضاب وهي تشعر بمرارة
الانهزام…..
“صدقيني عملت كل حاجة ياميرال…بس الزفته دي بوظت الدنيا…..كانت غيرانه عليه اوي…تصوري الصورة اللي عملتها حجه عشان افتح معاه كلام
وشد انتباهه ليا حشرت نفسها فيها قال إيه…مش معايا تصريح للتصوير…وان ممكن الصورة دي
تتطلع اشاعات على جوزها ولبلبلب
اي هبل….عشان تصور معانا….وحتى لما جت تتصور معانا زقت ايدي لم حطتها على كتفه…..اوووف بيئه وقليلة الذوق… سوفاج ازاي اتجوزها….دي مش حلوة خالص……دا انتي احلى منها مية مرة….أوه بجد شبه الخادمين……”
ارجعت ميرال شفتيها قائلة
بشرٍ…..
“هي فعلاً خدامة……وانا هوريها……”
مطت مايا شفتيها قائلة بملل….
“ميرال اقبلي نصحتي….طلعي عز ده من دماغك…بجد ميستهلكيش….وفقي على العريس
اللي باباكي جبهولك…وسفري بقا وبعدي عن هنا…
انا سمعت ان شغله كله في باريس……يعني ممكن
يوسع مجالك هناك وتكوني مودل معروفه هناك
وتسيبك من شغلك هنا….أصلا حياتك وشغلك ادمر بعد طلاقك…عوضي اللي فاتك ياميرو……ووفقي
دي فرصة متتعوضش……”
اتى صوتها الحاقد بغل……
“وسيب الخدامه دي تاخده مني………انا لازم…..”
قاطعته مايا قائلة باستهجان….
“اوه ياميرال…..بكرة يسبها ويتجوز غيرها مانتي عارفاه بيمل بسرعة…….بلاش توقفي حياتك عشانه
هو ميستهلش صدقيني…..دا ذوقه بلدي…..اوي حقيقي لايق عليها….بيئه زيها لكن انتي يابيبي
هانم ولازم تتجوزي ملياردير واحد قادر انه
ينجحك ويشهرك في مجالك…وده اللي هيعمله
العريس الجديد……ها قولتي إيه……”
هدا صوت ميرال وبد عليها التفكير قائلة
بحنق……
“مش عارفه يامايا محتاره….حتى بابي بيزن عليا
وموافق عليه جداً…….تصوري….. ”
حاولت مايا اقناعها قائلة…..
“بصراحه فرصة مش هتتعوض….الحقي نفسك ومضيعيش كل حاجة من إيدك…انتي مش ضمنه عز
بعد مايسيب الخدامه دي هيرجعلك ولا لا…ممكن يدور على غيرها مش كده…..”
اومات ميرال قائلة بعجز….. “عندك حق……”
ابتسمت مايا منتصرة وهي تقول…..
“يبقا لازم ياميرو تبقي مع الكسبان والعريس الجديد
ده المفتاح اللي هتفتحي بيه كل البابان المقفوله….”
همست ميرال باقتناع……
“صح يامايا………..انتي صح……”
زادت ابتسامة مايا اتساعاً بزهوٍ وهي تقول
لها بمرح…….
“اكيد انا صح…….. بجد سو هابي انك رجعتي
ميرو اللي اعرفها…….دقايق وهتلقيني عندك…
عشان اساعدك في اختيار الفستان……..في مصمم أزياء هايل ياميرو اسمه………..
…………………………………………………………..
“ممكن تفكي التكشيره دي…….”القى تلك العبارة
وهو ينظر لها بعينين مبتسمتين…….
جزت حنين على اسنانها قائلة بحنق…..
” ممكن افهم انت بتضحك على إيه…… ”
حرك حدقتيه للاعلى قائلاً ببراءة…
“فين الضحك ده…….. معقول أضحك وانتي جمبي دي تبقى معجزة…….”
زاد حنق حنين فقالت منزعجة…
“متهزرش ياعز…….. همشي وسيبك…….”
مط شفتيه قائلاً باستفزاز…..
“ياريت ياحنين…….. اهو اشم نفسي شوية…..”
رفعت حاجبها بشرٍ متسائلة….
“والله……… تشم نفسك مع مين بظبط….”
نظر لنساء الحفل وقال بتبجح
وقح…..
“اي حد…….. الخير كتير والحمدلله…..”
ضربته في صدره بظهر يدها وهي تصيح
بتجهم…
“هنتظر إيه من واحد زيك……… جـوز الـ…..”
كبل فمها في لحظة ونظر لعيناها مشدد
على كلماته بغضب……
“هششش اياكي تكمليها ……..سامعه…. ”
همهمات بحنق وهي تحاول التملص منه بينما عينيها المعبرة تخبره انهما تحت المراقبة من الجميع…..
قبل ان يبعد يده عنها قرص شفتها السفلى في الخفاء وهو يهسهس لها بهيمنة…..
” المرة الجاية هقطعلك لسانك الطويل ده…..ابقي فكري تقوليها تاني……”
حينما ابعد يده تحسست شفتيها وهي
تقول بتألم…
“آآه ياعز……..وجعتني…….”
القى عليها نظرة جافة بطرف عيناه وهو يقول ساخراً……
“القطه بتاعتي بقت بتخربش……دا ليه علاقة بهرمونات الحمل برضو……”
اشتعلت عينيها بالغيرة سائلة بقرف….
“انت زعلان عشانها……..واضح انك كنت فرحان بعوجت لسانها…….”
اوما بخشونة قائلاً باختصار صريح
بينهما….
“انا فعلاً فرحان……وانتي عارفه ليه بظبط…..”
شعور من الراحة والسعادة تخلل جسدها فجأه
فمالت بوجهها للناحية الاخرى قائلة بخفوت
متعجبة…
“بتحب تشوف غيرتي…..انت غريب أوي…….”
قال عز الدين بابتسامة ازداد معها وسامة
مضافة إليه….
“انا بحب اشوف حبك ياحنين……افعال وكلام….”
همهمت قائلة بمراوغة……
“ممم……واي تاني…….”
اخبرها بسفالة صريحة…..
“وحاجات تانيه بحبها معاكي……..تحبي اقولك عليها…”
رفعت حاجبها ذاهلة…… “يسلام هنا…….”
تاتأ بشفتيه وهو يشير لغرفة المكتب…..
“تؤ…… تؤ…..مش هنا……..هناك…….”
لاحت الدهشة على وجهها اكثر
سائلة…
“أكيد مش هنسيب الحفلة وندخل جوا قدام الناس……..”
قال بتصميم وعيناه العسلية تفصح عن رغبته
الصريحة في ضمها وتقبيلها الآن…..
“ربع ساعة بس……..هقولك حاجة ونرجع تاني….”
“عز…….”قالتها وهي تراه يمسك يدها داخلا بها غرفة المكتب………همست بدهشة وهي تراه يغلق الباب خلفهما…….
“عز………انت بتعمل إيه…….”
وجدته يحيط خصرها ثم قربها منه وغرقت شفتيه في جيدها بقبلات ناعمة حارة….قالت وهي تئن بقلق…..
“عز….مينفعش الناس…..برا….عز…..”
نظر عز الدين للوزتيها الجميلتين الخجولتين
قائلا بهمساً ضائع….
“عيون عز…….وقلب عز……….ياعيوني… ”
اسكت اعتراضها بهمسات حانية مليئه بالعشق
الناعم بينهما………..غرق بعدها في ثغرها بقبلات ناعمة كلمسات أوراق آلورد على شفتيها………
وذارعيه كانتا تضمها بقوة الى صدره النابض
بجنون في قربها
ورغم خفقات قلبه كان معها خاضع لين في الهوى
راضي بالهوى وعذابه طالما ستظل معشوقته
باحضانه للأبد…………
……………………………………………………………..
وضعت حبة اللب في فمها ثم بصقت القشر بعدها أرضا وهي تنظر للتلفاز بانفعال مكبوت……..
كان احمد يشاركها تلك الجلسة هو وخاله عارف… وقد انتبه أحمد لانفعالها الواضح فسالها بهدوء
وهو يضع حبة من السوداني بفمه……
“مالك ياسمر…. في حاجة مضيقاكي…..”
أدارت وجهها أليه وهي تساله بتيه…..
“بتقول حاجة يا احمد…….”
نظر أحمد لخاله قائلا بمرح طفيف….
“دي مش معانا خالص ياخالي……” ثم حرك راسه نحوها سائلاً….
“هو انتي زعلانه انتي وابراهيم…..”
هزت راسها بنفي رافعه انفها بكبرياء….
“زعلانين…. ربنا مايجيب زعل…….”
سالها أحمد بشكٍ…..
“امال مروحتيش ليه لحد دلوقتي…..”
اطبقت على شفتيها قائلة بغيظٍ….
“هو انت مضايق من قعدتي ولا إيه…..”
اجاب عارف تلك المرة دون مواربه….
” انتي اللي مضايقه مش احنا…… ”
ابتسم أحمد وهو يعود بعيناه للهاتف…..
قفزت سمر من امامهم قائلة بانزعاج….
“واضح انكم هتحفلوا عليا….. انا دخله انام……”
قال احمد من خلف ظهرها بمكر……
“لسه بدري ياشقي…….”
“بدري من عمرك ياستاذ…..وبعـ” توقفت عن حديثها
عندما طرق الباب وقد قفز قلبها عن مكانه وهي تسمع صوته خلف الباب…. وكانه يتحدث مع احدهم بالهاتف…….
ابتسمت كالبلهاء مع نبضات قلبها المجنونه… واتجهت للباب لفتحه…….. حينما فتحت الباب وقفت امامه ورفعت عينيها عليه……..
فوجدته يغلق الباب وينظر اليها بهدوء وحينما ابصرها ملياً و جرت عيناه على ملابسها تحول
الهدوء لوجوم… بينما انتفخت أوداجه بعروق حمراء…. وقد اشتعل صدره في لحظة بأتون مشتعل……..لذا احتدت نظراته عليها اكثر وهو يسالها
بصوتٍ هادئ بين طياته نبرة كالفولاذ الصلب…..
“اي اللي انتي لبساه ده…….”
عقدت سمر حاجبيها بحيرة وهي تنظر لما ترتديه بشك….. كانت ترتدي منامة بيتي عادية بنصف
كم بنطالها قصير قليلاً يكشف جزء بسيط من ساقاها………… رفعت عينيها عليه بأستغراب
زائد وقالت……
“مالوا لبسي…….. في إيه…..”
اشار باصابعه على هيئتها…..قائلاً بغضب
مكبوت……
“انتي قعده كده قدام اخوكي وخالك……”
هزت راسها مشدوهة من سؤاله واجابت
ببساطه…..
“آآه عادي…….. فيها اي يعني…. مانا لبسه كويس اهوه……”
اطبق على اسنانه وعقب بغضب سائد
” كده كويس…..”
اومات بجدية……. “ايوه…..”
مسح على وجهه بيده وهو يكبح غضب يتغلغل داخله اكثر كلما ردت عليه هكذآ….عادت عيناه
الغاضبة عليها سائلا بنبرة جليدية…..
“انتي مروحتيش ليه لحد دلوقتي….مش امك بقت كويسه…….”
رفعت سمر حاجبها وتخصرت في لحظة وقد تلبسها شيطان التمرد فقالت بترفع انثوي…….
“وانت عايزني أروح كده لوحدي…..من غير ما تقولي تعالي او حتى تيجي تاخدني…….”
قال بنبرة حازمة غاضبة……
“واجي اخدك ليه دا البيت في وش البيت…..مش هتوهي يعني…….وبعدين انتي مستنياني اقولك تعالي…….. مجتيش لوحدك انتي ليه……..”
لوت سمر شفتيها وقالت بعتاب….
“واجي لوحدي إزاي يعني….. وانت منفضلي…..”
انتفضت ملامحه بدهشة وغضب وقال…..
“منفضلك…….انا اليومين اللي فاتوا دول كان عندي شغل ومكنتش فاضي…..”
هزت راسها بغيظٍ منه فقالت ……
“آآه ولما فضيت………. جيت مش كده……”
حرك راسه قائلاً بوجوم….
“مين قال اني فضيت……….الشغل ما بيخلصش….”
ثم امرها بغلاظة……..
“البسي ويلا بينا……..ولا عجبتك القعده هنا…..”
اومات براسها برضا تام قاصدة
استفزازه…..
“آآه عادي…….دا بيتنا مش قعده في الشارع…..”
سألها عابساً بشرٍ….. “والله…….”
قالت بفتور…… “آآه والله……..”
استشاط غضباً وقال بنفاذ صبر…..
“متزوديش على نفسك يابنت الناس……ودخلي غيري هدومك ويلا بينا……..”
هزت راسها بامتناع…..
“لا……………….مش مروحه…….”
قرب راسه منها وملامحه تنذر بالشر…… “نعم…..”
جفلت حواسها فتراجعت في لحظة قائلة
بارتياع………
“أدخل استناني على ما اغير هدومي….هتفضل
واقف برا……..”
مال بوجهه للناحية الأخرى قائلاً بجزع….
“انجزي ياسمر……..هشرب زفته قدام الباب…..”
عقبت بتعجب وعيناها متعلقة
عليه……
“زفته………انت بتكلم كدا ليه…..”
حانت منه التفاته لها فقال بغلظة…..
“انتي عارفه…….وخلصي عشان انا على اخري منك…….”
رفعت حاجبها مندهشة…..
“الله !!…….. وانا عملت إيه لده كل يابراهيم……”
زفر بحنق وهو ينظر لعيناها بقوة…..
“لا إله إلا الله…….هقولهالك تاني…..نتعاتب في بيتنا مش هنا ياسمر……خلاص……”
ارتجف قلبها قليلاً وقالت……
“انت بتخوفني منك ليه……”
برم شفتيه ساخراً وعقب هازئاً…..
“وانتي بتخافي أصلا………لو بتخافي هتعملي كده….”
“واخاف منك ليه أصلا……”برقة عينا ابراهيم بتحذير بينما ملامحه تنذر بالاسوء…….غيرت الحديث سريعاً
قائلة بتوضيح……
“يعني الواحده لازم تقدر جوزها….وتخاف على زعله……..”
رفع حاجبه واستخف بحديثها…….
“وانتي بتقدري فعلآ وبتخافي…..واضح……”ربت
على كتفها قائلاً باستهانه……….
“روحي غيري هدومك ويلا بينا ولينا بيت نتحاسب فيه……”
سالته بغيظٍ…….
“نتحاسب على اي بظبط…….”
جز على اسنانه ثم أدار وجهه هابطٍ امامها على السلالم هو يخرج سجارة من العلبة قائلاً بملل…..
“عشر دقايق والقيكي تحت……”
بعد ان اختفى من امامها قلبت شفتيها بقرف
وهي تقول بتبرم…..
“ماله ده………بيكلمني كدا ليه……”
بعد قليل وصلا للبيت معاً اغلق باب الشقة خلفهما
وحينما رأها تتجه هاربة من امامه لغرفتها صرخ
بغضب……
“اقفي مكانك ياهانم…….وتعالي هنا….”
نظرت سمر للأعلى واخرجت زفرة حانقة وهي تمتم
بضيق…..
“مش هنخلص بقا…….واضح انها ليله طويلة اوي..”
عادت اليه بخطوات واثقه هادئة قاصدة استفزازه…….عقدت ذراعها امام صدرها
وقالت بهدوء……
“افندم…….يابراهيم…….”
سالها وعيناه الحادة تداهم عينيها البراقة
بالقوة والتحدي…….
“ردي على قد السؤال ياسمر…..مروحتيش ليه لما امك خفت وبقت كويسه……”
اختصرت الموضوع من منظورها هي
وقالت…..
“مستنياك تيجي تاخدني…….على الأقل قدام اهلي
تيجي تاخدني وتقدرني….وتبينلهم اني وحشتك….
وانك متقدرش تستغنى عني…….حتى لو دي مش الحقيقة….. “القت عليه نظرة عتاب….مما جعله
يرد عليها بتهكم……..
“الكلام ده لو احنا زعلانين يامدام….بس انتي رحتي تقعدي يومين مع امك عشان تعبانه…. امك خفت المفروض حضرتك تعملي إيه…….تاخدي بعضك وتيجي على هنا…… ”
اثناء حديثه خلعت سمر العباءة السوداء والقتها على المقعد فظهرت المنامة التي كانت ترتديها عندما فتحت له الباب……صاح بغيرة متذكراً أمر
المنامة أيضاً……
“وبعدين اي ده لبسالي برمودا ونص كوم قدام اخوكي وخالك……انتي اتهبلتي…..”
رفعت سبابتها وقالت بتمرد……
“من غير غلط لو سمحت…وبعدين بطل بقا افوره……بتغير عليا من اخويا وخالي…اوفر اوي
على فكرة…….”
رفع حاجبه بينما عيناه تتوهج
بغضب………
“اوفر !!…….ماشاء الله بقينا بنعوج لسانه
كمان…..”
رفعت سمر راسها بإباء قائلة بتكبر…..
“هو اي اللي بقينا دي…انت فكرني جاهله..لا…دا
انا فتحه سنتر في مكان كلاس…….”
بدأ في فك حزام بنطاله وهو يقول بشرٍ…….
“كلاس !!!….واي كمان اشجيني……اعوجي لسانك اكتر…….حلوه العوجه دي…. ”
توسعت عينيها بصدمة وهي تراه قد تخلص من حزام بنطاله وثنى إياه مرتين وهو ينظر اليها
بطريقه تنبىء بالغضب السائد……..
ركضت من امامه قائلة بصدمة….
“يالهوي……….انت اتجننت هتضربني بالحزام….”
ركض خلفها وهو يقول بغيظٍ منها……
“وحدتين من دول هيعدلوكي ياسمر…. تعالي…..”
حينما حست انه مجرد تهديد اهوج… وانه يفعل
كل هذا لاخافتها قليلاً………لفت حول الطاولة
وهي تضحك باستهجان……
“والله……لعلمك بقا انا عارفه انك بتخوفني…وانا مبخفش………”
رفع ابراهيم الحزام ضارباً به على سطح الطاولة
بقوة….وهو يقول بتوعد…….
“طب اقفي وانا اعرفك بخوفك ولا بتكلم بجد….”
“ابراهيم…..متهزرش……آآه…. يخربيتك… “صرخت بفزع حينما وجدته يضرب سطح الطاولة امامها
مجدداً…..
بدأت تشعر بالخطر وخانها قلبها فوقفت متجمده مكانها……….وحينما أقترب منها ورفع الحزام اغمضت عينيها برعب……
شعرت بالحزام يلتف حول خصرها فتحت عينيها الغارقة في الدموع فوجدته يسحبها لاحضانه بالحزام الذي يمسك اطرافه بين يداه…… حينما وصلت إليه ضربته في صدره بقوة وهي تبكي
من هول الرعب التي عاشته في تلك الدقيقة….. وللحظة خانها احساسها وظنت انه سيضربها بالحزام………..
“ملكش دعوة بيا ابعد عني…..بكرهك يابراهيم أبعد عني……ابعد… ”
حاول السيطرة على حركاتها المنفعلة
قائلاً بغلاظة…..
“اهدي يامجنونه…………امال لو كان الحزام لمسك بالغلط حتى كنتي عملتي إيه…..”
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تشعر بالعضب
منه ومن نفسها بعد ان انهزمت امامه بخوفها
امامه…..
“بالغلط ها……انت قاصد ترعبني…..قاصد…….”
قال ابراهيم ببرود وهو ينظر لعينيها بقوة….
“آآه قاصد……. دا نقطه في بحر من اللي عملتيه اليومين اللي فاتوا…….”
اندفعت بانفعال وهي تلكزه في صدره عدت
مرات بتمرد وغضب…..
“اي اللي انا عملته…….ها…..ها اي هو……قولي… ”
كبل يداها بكفٍ واحد……وصاح
بغضب…..
“لمي ايدك شويه وكلميني بالسانك……”
ضحكة هازئه خرجت منها…وقالت….
“حفظ الكلمتين دول لنفسك الأول…..”
رد ابراهيم بصوتٍ جاد صلبٍ…….
“انتي عارفه ان الون ده مش بتاعي…..ولا احبه
لا معاكي ولا مع غيرك….ومع ذلك صدقتي اني
ممكن اضربك…….. مش كده…. ”
ثم شدد على الحزام الملتف حول خصرها ومال براسه عليها ثم لفحها بانفاسه الساخنه غضباً….. وهسهس بصوتٍ معاتباً بين طياته نبرة مهيبة….
“مجتيش ليه….لما امك خفت…..مستنياني اجي اخدك……..ودي بيجامه تقعدي بيها قدام اخوكي
وخالك….وبكلمك كمان مش عجبك…..دا غير اللي عملتي قبل ما تمشي……هو انا مش مالي عينك خالص كده….. ”
رق قلبها فعضت على شفتيها وهي تنظر
لعيناه بضعف….ينبض شوقاً إليه…..فقالت
مبرره موقفها بحرج…..
“مين قال كده…………انت فاهم غلط…..اا…..”
قاطعها بقوة وهيمنه ذكورية وهو يملي شروطه عليها……..
“خلاصت الكلام يابنت الناس… لما تبقي راحه عند
امك زعلانه غير لما تبقي راحه يومين تقعدي معاها وتراعيها…….في فرق بين الإتنين……” مسك
طرف كم المنامة وقال بصوتٍ شديد
اللهجه….
“البس ده ميتلبسش غير في شقتنا… عند امك تلبسي حاجة مقفولة عن كده ووسعه ماشي……”
ثم قرب راسه منها اكثر قائلاً بتوعد شديد
الخطورة…….
“قسماً بالله…… قسما بالله ياسمر…. لو اتكرر تاني حوار انك تخبي حاجة تخصني او تخصك او تخص حد من عندي زي حوار اخوكي كده…… هيبقا
فيها كلام تاني….. كلام مش هيعجبك……واسلوب هيزعلك مني اوي…..سامعه…. ”
رفعت وجهها بحنق وعضت على لسانها تكبح رغبة شنيعة في توبيخه……..
ضاقت عيناه في خطٍ مستقيم حاد حينما لمح
تمرد نظراتها نحوه…..فسألها بحدة……
“بتبصيلي كدا ليه……..مش عاجبك الكلام….”
حاولت الفكاك من حصاره القوي وهي رغماً عنها
تخضع لتلك الهيمنة اللعينة…….
“عاجبني……عاجبني يابراهيم….ممكن تسبني بقا….”
حرر خصرها أخيراً من الحزام الجلدي ثم
تنحنح بخشونة قائلاً…..
“اسبقيني على جوا……… ضهري وجعني…….”
زمت سمر شفتيها بتعجب قائلة
بتمرد….
“يسلام وانا مالي بقا ومال ضهرك…..”
تحسس ذراعها قائلاً بمداعبة…..
“مالك ازاي انتي مش مراتي…….ادعكيلي ضهري يابت لحسان هلكان بقالي يومين…..وتعبان… ”
ابعدت ذراعها عنها موبخه اياه بضيق…..
“بت !! بعد اللي عملته…….مش عملالك حاجه واياك تلمسني…….”
بسط ابراهيم الأمر بعبارة وقحة……
“هلمسك…………وهتنامي في حضني اليلادي….”
القت نظرة قوية تنطق إباءٍ…..وقالت
بامتناع شديد……
“بعد ما هددتني بالحزام………أبداً……”
“اسمعي الكلام….ادخل الحمام ارجع القيكي مستنياني……….آآه صحيح… انا جايب عشا جاهز
من برا…. هتلقيه على رخامة المطبخ…….حضري
كده على ما اخرج عشان ميت من الجوع……”
مطت شفتيها بوجوم وهي تراه يدلف للحمام
مُغلق الباب خلفه………
زفرة بغيظٍ وهي تدلف للمطبخ كي تحضر الطعام له
وبداخلها رغبة قوية في ضربة بعد مزاحه الثقيل
بالحزام معها………اي مزاح هذا !….
مزاح الرجل مع المرآة يشبه نطح الثور لصاحبه !…….
………………………………………………………….
رنة اساورها الذهبية على أذنه لها ايقاع خاص
مميز يجمع مابين الاغراء وبريق البهاء لديها….
أخرج زفرة متعبة وهو يشعر بيداها تسير على عظم
ظهره بخفة تدلك باصابعها الطويله عموده الفقري
برفقٍ……… همست سمر بملل واضح…..
“كفايه كده ولا لسه تعبك…….”
قال بهدوء وهو يستوي جالساً….
“كفاية………… تسلم إيدك……”
لم ترد عليه بل اتجهت لصنية الطعام واشارت
عليها بفتور……
“جهزت الأكل….. هتاكل……”
سالها بهدوء….. “انتي هتاكلي……”
قالت بامتناع…..
“لا مليش نفس…….”
نهض من مكانه عاري الصدر لا يرتدي سواء سروال
بيتي مريح……….قال ببرود وهو يبحث عن علبة السجائر في جيب بنطاله المعلق……..
“طب وحطيتي الأكل ليه طالما مش هتاكلي…
رجعي مكانه……..”
نظرت اليه بتعجب قائلة…..
“ارجعه إزاي انت مش قولت انك جعان…..”
وضع السجارة بفمه قائلاً بخشونة…..
“كنت جعان…………. نفسي اتسدت…….”
سحبت منه السجارة قبل ان يشعلها وقالت باستهجان……
“مفيش سجاير يابراهيم….ممكن تاكل لو سمحت…”
كان وجهه حجري وعيناه هادئه وهو يسالها بخشونة…….
“هتاكلي معايا…….”
نظرت اليه بحدقتين مهتزتين……..معاتبتين …
ثم قالت بعد زفرة استياء…
“هاكل يابراهيم………اي اوامر تانيه…….”
رفع حاجبه وقد اندفع الغضب في اوردته في
لحظة فاشار لها بنفاذ صبر…….
“اومر !!……هاتي السجارة…..هاتي السجارة ياسمر….”
اتسعت عينيها بصدمة وقالت مشدوهة…..
“انت اي حكايتك بظبط……بتكلمني كدا ليه….هو انت مش طيقني لدرجادي…….”
ضرب الحائط جواره وهو يهدر بغضب….
“انا اللي مش طايقك ولا انتي اللي مش طيقالي كلمة واي حاجه بقولها مش عجباكي…..وكاني
واحد من الشارع مش جوزك…….”
لوحت بيدها بدفاع عن نفسها…….
“مين قال كده……انت اللي طرقتك وحشة معايا…لما بتزعل مني بتكون واحد تاني……..”
اشتدت نظراته عليها وتحدث بضراوة…..
“وانتي عملتي اي عشان ترضيني….انتي لسه معوجه عليا……وكان انا اللي خبيت عليكي….. ولبستك العمه……”
برقة عينيها بحنق معقبة باستنكار……
“احنا هنتكلم تاني في الموضوع ده….مش اتكلمنا
برا وقفلت الموضوع……”
زفر ابراهيم وهو يقول بنفاذ صبر….
“بنسبالي انا الموضوع اتقفل لكن لويت بوزك دي هي اللي بتفتحه……..بقولك إيه هاتي السجارة الكلام ممنوش فايدة معاكي….. ”
صاحت سمر بانفعال أكبر……
“مش هديك حاجة…..ومن امتى بقا وانا بلوي بوزي ها……..انت اللي بتحب النكد…وعايز تفضل تكلم في الموضوع كل شويه وضايقني وضايق نفسك….”
صاح ابراهيم بتشنج……
“وهي مش حاجة تضايق……ولا الموضوع تافهه بنسبالك…….”
زاد احمرار وجهها من كثرة الانفعال فقالت…..
“لا مش تافهة وانا غلطانه فعلاً واعتذرتلك وانا عند أهلي…… وكنت فاكره ان الموضوع خلص على كده
بس انت طلعت شايل بدليل انك حتى لما عرفت ان امي خفت وبقت كويسه مقولتليش ارجعي البيت….”
ضرب على كفيه بتعجب صائحاً
بوجوم…
“وانتي مترجعيش ليه من نفسك مستنياني
اقولك…..”
ترقرقت الدموع بعينيها وهي تومأ
بتصميم….
“ايوا طبعاً……مستنياك تقولي……المفروض اكون وحشتك…….مش شوية زعل مابينا يخلوك تعملني بطريقه دي……..”
برقة عينا ابراهيم بشكلاً مخيف واصبح على
حافة التهور معها……….فصرخ بنفاذ صبر……
“اي طريقه…..اي طريقه يابنت الناس…انتي اللي معوجه عليا….ومش عجبك كلامي…حتى عتابي ليكي مش قبلاه……”
صرخت سمر تلك المرة امامه باستهجان…..
“مين قال اني مش قبلاه انت بتحلل على مزاجك…”
حذرها بصعوبة وهو يكبح رغبته في
صفعها….
“وطي صوتك ياسمر……..وكلميني عدل……”
رفعت راسها بإباء لا يناسب الموقف قط خصوصاً
وهو يحاول كبح شياطينه عنها……..وقالت
بعناد…..
“شايفني بتكلم إزاي يعني…..وبعدين انت بتعلي صوتك من الصبح…….”
اشتعل كل الغضب بداخله دفعه واحده….فمسكها
من ذراعها بقوة واتكأ عليه بغضب وهو يصرخ
بهيمنة……..
“انا راجل اعلي صوتي زي مانا عايز انا حُر…..”
“ايدي يابراهيم…… بتوجعني……”
صرخت متألمه وهي تنظر لذراعها الذي يعتصره بين قبضته دون ان يلاحظ الحالة الذي وصل إليها بسبب
ردود افعالها معه……..
تركها في لحظة واستدار مبتعد خطوتين وهو
يغمغم بحنق……
“اللهم اخزيك ياشيطان……….”
تحسست ذراعها بوجع وهي تبكي…..حينما سمع
نحيبها عاد الخطوتين اليها وتحسس ذراعها عنها
قائلاً بنبرة نادمة…….
“انتي اللي استفزتني ياسمر….متقفيش قدامي وانا مضايق……..قولتهالك كذا مرة……”
سحبت سمر ذراعها عنه بقوة وهي تنوي الخروج من الغرفة لكنه اعتقل خصرها من الخلف وقربها منه
دافن وجهه في جيدها هامساً باعتذار وندم…..
“انا اسف حقك عليا……..انتي بتستفزيني…..وردك
بيعصبني اكتر…….حقك عليا كفاية عياط….”
حاولت التملص منها قائلة من بين دموعها….
“ابعد عني يابراهيم…….ابعد عني…..”
طبع قبلات حانيه على جيدها وكتفها وهو
يهمس معتذراً بحنان……
“مش هبعد ومش هتطلعي من الاوضه دلوقتي……وريني دراعك…….”
لم تستجيب وزاد عنادها أكثر……
“ملكش دعوة بدراعي وملكش دعوة بيا وهطلع يابراهيم…….. هطلع………”
“بطلي نشفيت دماغ ياسمر….انا دماغي انشف منك….
اسمعي الكلام….ورييني دراعك……”ادارها لعنده بقوة
فزاد نحيبها واطرقت براسها أرضا اثناء تفحصه لذراعها رأى اصابعه طابعه على بشرتها البيضاء باحمرار قوي……تحسس ذراعها برفق معتذراً
فزاد نحيبها واطرقت براسها اكثر أرضاً…….
شعر اثناء بكاءها بغصه تشطر حلقه نصفين….
وقد تشنجت عضلة فكه بشدة….وخفق قلبه
خفقات صداها مؤلم داخل صدره……..لذا اندفعت
مشاعره نحوها ومد ذراعاه وضمها لصدره……
فسكنت في احضانه باكية بصمتٍ ناعماً………
ربت على كتفها سائلا بقلق أحمق
“دراعك بيوجعك اوي كده………”
اجابته سمر بنشيج……
“انت اللي بتوجعني ومصمم تبعدني عنك……طريقتك دي بتقول انك مش بتحبني……. ”
ضمها اليه اكثر وهو يقول بهدوء
حاني…..
“انا محبتش في دنيا غيرك ياسمر…..بس انتي مضايقاني ومزعلاني منك…….”
لم ترد عليه ظلت صامته ساكنه في احضانه…ابعدها عنه برفق ونظر لذراعها مجدداً فوجد الاحمرار يزول
عنه بتدريج………قال بهدوء….
“خليكي هنا………. هجبلك تلج…….”
قالت بامتناع حزين……
“مش بتوجعني……خليك انا كويسه……”
رفع ذراعها وطبع قبلة طويلة حانيه عليه ثم رفع راسه اليها معتذراً……..
“معلش صدقيني……مكنتش أقصد……”ثم رفع
كفه ومسح دموعها وهو يقول بهدوء
رتيب……..
“كفايه عياط اوعدك مش هنتكلم في الموضوع ده تاني لا من بعيد ولا من قريب…….”
لعقت شفتيها وهي تبعد عينيها المخاصمتين عنه…
رفع ابراهيم فكها جابرها على النظر إليه قائلاً
بمرح طفيف……
“هتفضلي قلبه وشك كده…..انت طلع قلبك أسود اوي ياشبح وانا معرفش…….”
اسبلة جفنيها ولم ترد عليه مالى عليها قليلاً
قائلاً بهمساً أجش……
“وحشتيني…….”
خفق قلبها واغمضت عينيها شاعره بشفتيه تلامس شفتيها بنعومة ورقة تذيب الخصام بينهما….
لم تتجوب معه وظلت ثابته على موقفها رغم انها داخلياً و رغماً عنها تذوب مع قبلاته الناعمة
ومع كل قبلة يهمس لها بحبٍ…..
“بعشقك ياسمر…….وحشتيني……..بعدك كان هيجنني……..”بين كل كلمتين قبلة رقيقة ناعمة
تلتحم بها شفتيهما وتثبت ببساطه لها مدى عشقه واشتياقه لها…….
قاومة كثيراً مشاعرها ورغباتها التي تحيا مع لمساته وهمساته وقبلاته الاشبه بتعويذة غرامية تلقى على قلبها فيرضخ للهوى بأمر الحبيب…..
اغمضت عينيها وتجاوبت مع قبلاته بضياع فوجدت
القبلات الرقيقة تتحول لمصارعه حرة بينهما وكلاً منهما أراد ان يثبت للآخر كم هو أشتاق اليه وكان بحاجة لمسكنه المريح………
بعد ان جردها من كل شيءٍ يعيق لمساته حملها على ذراعيه وكانتا شفتاه تعزف سمفونية خاصة على شفتيها الشهيه الراضخه إليه…….
وضعها على الفراش وهو معها واغرقها في قبلاته وهمساته ولمساته الجريئة واثناء ذلك قال بعتاب لها…….
“معقول مكنتش وحشك ياسمر……..لقيتي الراحه في بعدك عني … ”
لم ترد عليه فكانت ضائعة في احضانه لكنه كان اعند من ان يتركها للذة مشاعرها الخاصة معه
فقال بعد ان قبل شفتيها بقوة………
“ردي عليا………. مكنتش وحشك……”
همست بلوعة الحب…… “أكيد وحشتني……من
امتى برتاح في بعدنا…….. ”
شبك يداه بيداها وسند على جبهتها هامساً
بزفره حارة……..
“وانا مش برتاح غير في حضنك…..وحشتيني…
وحشتيني ياسمر……. ”
اغضمت عينيها وضاعت اكثر في احضانه……وبعد
قضاء ليلة مجنونة بدايتها شجار شديد الخطورة
يهدد بعلاقة أمتن من كسرها، لنهاية وردية كقصص الحب العاطفية…. فلم تشرق الشمس إلا والحبيبان
نائماً في احضان بعضهما بعد صخب حافل
في ليلة خاصة بينهما…….

يتبع..

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية غمرة عشقك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى