روايات

رواية جنون العشاق الفصل العشرون 20 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الفصل العشرون 20 بقلم إيمي عبده

رواية جنون العشاق الجزء العشرون

رواية جنون العشاق البارت العشرون

جنون العشاق
جنون العشاق

رواية جنون العشاق الحلقة العشرون

غادر كرم ودلفت شهد للداخل واقتربت منهما بقلق : فى إيه ياجماعه مزعل العروسه ليه ياعريس
أجابها عز بضيق : مش فايقلك يا شهد دلوقتى روحى شوفى وراكى إيه
– طيب متزوقش
همت برحيل ولكنها عادت مره أخرى فسألها بغضب : عاوزه إيه تانى
إستنكرت غضبه : إنت مالك الله كنت هسألك معاد فرحك إمتى عشان أعمل حسابى على أجازه
– فرح إيه إنتى كمان اطلعى من نفوخى
– انت بقيت لا تطاق الله فى عونك دا كرم له حق
تنبهت كافة حواسه لها : كرم ماله؟
أجابته بتلقائيه : قابلته عالباب وشاكله زعلان منك عشان معرفتوش بجوازك من بدرى
– جواز إيه
– انت وشيرين
صر على أسنانه بغضب : هو قالك كده
– لأ إستنتجت من كلامى معاه لما قولتله لتكون زعلان إن عز هيتجوز قبلك وإستغربت لما سألنى مين العروسه
سالها بترقب : وقولتيله مين
– شيرين طبعا هيكون مين
صرخ فى وجهها بغضب : الله ياخدك يا بعيده
بينما سقطت شيرين جالسه على الأرض فى حاله صدمه فها هيا قد خسرته للأبد
تعجبت شهد من حالة شيرين : فى إيه مالها
أجابها بغيظ : مملهاش وامشى من هنا الساعه دى بدل ما اولع فيكى
تعجبت من حالته فهى لم تسأل حتى من تكون شيرين فقد إنشغلت بجاسر عن كل شى وتوقعت أنه سيتزوجها بالفعل بسبب إنسجامه معها على عكس رحمه التى دائما ما يتعاركان ولم تهتم حقا فقد تعبت من نصحها بلا فائده وقد تكون سعادته الحقيقه مع شيرين بينما كان عز يمرر أصابعه فى خصلات شعره بغضب وهو فى حالة من التيه فقد وقع كل شئ برأسه غافلا عن تلك التى تشاهده من شرفه غرفتها بقلب يحتضر وقد إتخذت قرارها بعد ما سمعته فنزلت له بكبرياء جريح ووقفت أمامه : أنا كنت جايه أسلم عليك
قضب جبينه بإستغراب فتابعت بإيضاح : جالى شغل ف إسكندريه وناويه أعيش هناك
إنفعل بغيظ فهو به ما يكفيه الآن : نعم إنتى عاوزه تطفشى وتقعدى لوحدك
إعترضت بهدوء حزين : إيه الكلام ده أنا راحه اشتغل ومش هقعد لوحدى هقعد عند خالتى وهيا هتبقى مبسوطه أوى هيا بتحبنى عشان أنا اللى فضلالها من ريحة أختها
إزداد إنفعاله منها : لا والله ومش خالتك دى اللى ابنها هيموت ويتجوزك
أجابته بفتور : معدتش فارقه وأهو أولى من الغريب
– أولى إيه إنتى عبيطه ولا فاكره نفسك حتة أرض هنبيعها
فأجابته بإنكسار : لا يا عز أنا حتى محصلتش حتة الأرض لأنك هتتمسك بالأرض لكن أنا هه عن إذنك
حين همت لتغادر أوقفها بغضب: استنى هنا مفيش سفر
فأجابته بإصرار : لأ فيه أنا مش هستنى لما اتفرج عليك جنبها فى الكوشه كفيايا أوى كده
– أنا قولت مفيش سفر وخلصنا
– لأ فى ياعز بدل ما أسافر الأخره مش هستحمل أشوف فرحك يا أخى إفهم بقى قلبى تعب معاك
ركضت تبكى وهو ينظر فى إثرها بألم بينما نهضت شيرين تعاتبه : إيه ياعز طريقتك دى البت شكلها مقهوره
أجابها بغضب : تتقهر ولا تتحرق أنا قرفت من دلعها أنا أحب واتبهدل وهيا تتقصعلى فى الآخر ترفضى
هزت رأسها بعدم إقتناع : غريبه أوى مع إن عينيها بتقول إنها بتحبك
أومأ لها بغيظ مؤكداً : آه بتحبنى وبتموت فيا واللى محدش يعرفه إنى عارف من زمان بس غبيه سمعت كلام الزفته كوثر وموثقتش فيا
تسائلت بإستغراب: هيا اللى قالتلك
– لأ هيا متعرفش إنى عارف أنا سمعتها بتحكى لشهد لو أقولك إنى كنت عاوز أفتح نافوخها ساعتها بقى ملقتش إلا كوثر وتصدقها
– طب والحب
– قوليلها
إبتسمت بهدوء تربت على كتفه ليجلس : لا قصدى ازاى عرفت إنها بتحبك
تنهد ببطأ وجلس معها : كل تصرفاتها ونظراتها ليا بتأكد ده دا غير إنها مره سألتنى لو عاوزه تقول حاجه مهمه لحد ومكسوفه تعمل إيه قولتلها تكتبها وتديهاله وفعلا كتبتلى جواب بس مدتهوليش حطته على مكتبى قريته وكنت فرحان أوى إنها بتبادلنى نفس الإحساس بس ماما شافتتى وحذرتنى لو كوثر عرفت مش هتهنينا على جواز أبدا فقررت أعمل نفسى مشوفتش الجواب وحطتيته زى ماكان وألفت حكايه قدامها إن ليا صديق واحده بتحبه وبعتتله جواب وأد إيه البنت دى مش متربيه إزاى تسمح لنفسها بكده ولو حصل معايا نفس الموقف هكرها واحتقرها
– ياخبر وبعدين
– فهمت إنى هضايق وانى مشوفتش الجواب لسه جريت على اوضتى وخدته
لم تكن رحمه قد إبتعدت وسمعت كل ما قيل وأحست بغبائها فقد واكب فصته المزعومه حدث كتابتها للجواب وبنصيحه منه كذلك إستمعت لكوثر ولغت ثقتها به وأدركت لما لطمها بقوه أول مره فقد كانت قريبه منه بشده مستسلمه له وهما وحدهما فأبعدها قبل أن يرتكب جريمه بحقها ولكنها لم تفهم أنه يحميها من نفسه وتبعته وأهانته حتى خرج عن شعوره وضربها
تنهدت بإرتياح الآن لن تسافر هى فى الأساس تكره إبن خالتها ذلك وستنتظر عز حتى يهدأ ويصفح عنها وستعتذر لوالدها وتخبره أنها لن تتزوج سوا عز ولكن ستنتظره ليأتى مجدداً ولن تسمح لأحد أن يشككها به مجدداً فقد تعلمت الدرس بأقسى الطرق
بينما وقف عز سريعا : أنا هروح لكرم لازم يفهم كل حاجه دا حمار ومضمنش يلبس نفسه فى أنهى بلوه بسبب حموريته
أومأت له شيرين بترجى: ياريت ياعز دا أنا أموت من غيره
عقب بسخريه : لأ إتجوزيه الأول وموتو مشلولين من غبائكم أنا ماشى
قاد سيارته إلى حيث يقطن كرم وحين وصل طرق الباب بسرعه ففتحت والدة كرم وهى تنظر له بمقت : عاوز إيه ياعز
أجابها سريعا وعيناه تبحث عن كرم : عاوز كرم وسعى كده بس دا أنا عاوزه فى شغل
زوت فمها بإمتعاض : شغل
أجابها بمكر : آه كلام بينى وبينك كان لمحلى لو نجح المره دى هيبجبلك هديه متكلفه بس عاملها مفاجأه
تهلل وجهها بفرحه : بجد ياعز
– اومااال
– كده طب هو فى اوضته
إبتسم بزيف فى وجهها : حبيبتى ياطنط روحى بقى كملى المسلسل اللى كنتى بتتفرجى عليه لإن تقريبا البطل ولع فى البطله
لم تنتظر إستفسار بل ركضت لترى ما حدث بالمسلسل بينما دلف عز إلى الداخل وفتح باب غرفة كرم ودخل ثم أغلقه بقوه جعلت الصامت منكس الرأس الحزين ينتفض فزعا : إنت بتعمل إيه هنا
فأجابه بسخريه : بتشمس ياخويا
عاتبه بألم : بقى كده ياعز أسلمك رقبتى تجذرنى شيرين وإنت ليه ياعز دا إنت الوحيد اللى فضفضتله باللى فى قلبى ليها
زفر بيأس فكلاهما ينويان قتله : مهو عشان كده مرارتها فرقعت افتكرت إنها بتحبك وإنت ولا إنت هنا قولت أهاودها فى جنانها بدل ما تتهور وتوافق على أى غبى يلبس فيها غيرك وساعتها هتعيشو طول عمركم فى ندم وأهو منها أربى رحمه وتقريبا النتيجه واحده المتخلفه عاوزه تطفش وتروح تجوز إبن خالتها وأولع أنا
قضب جبينه بإستغراب : أنا مش فاهم حاجه
تنهد بتعب ثم جلس بجواره : أفهمك أمك أبوها وأمها وجدها الفلوس وأعمامك كمان وطول ما إنت متردد وقلقان على زعلهم هيفضلو يمطوحو فيك فلوس أبوك سابهالك بخطره مش مغصوب عشان عارف قذارتهم إخواتك خدو حقهم وكلهم إتجوزوا وعاشو حياتهم ولما جات الفرصه لأبوك يهاجر مفكرش مرتين خد مراته التانيه وعياله الصغيرين وهج بس مرضيش يظلمك مكنتش لا خلصت دراسه ولا إتجوزت ومحدش توقع إنك هتعتمد على نفسك وتشتغل جنب الدراسه ومتحتاجش للفلوس وأديها نفعت شاركتنى فى الشركه ونجحنا سوا والباقى موجود لجوازك بس للأسف عمامك طمعو فيك وخوالك حتى أمك كل واحد فى عيلتك عاوز يجوزك بنته عشان فلوسك حتى أمك عاوزه تجوزك على هواها عشان تتحكم بس إنت كبرت ومبقتش صغير ولازم تختار راحتك وبس ولو على أمك سيبلها البيت ده تعيش فيه ويفضل بإسمك لتبيعه الصبح وتدور على غيره وابعتلها كل شهر مبلغ يكفيها وبس إوعى تبعزق لتأجر بالباقى اللى يقتلك وأعمامك وأخوالك الحيط واسع يخبطو دماغهم فيه أو ممكن تأجر كل حاجه وتسافر بعيد وتسيبهم يولعو بجاز يا ابنى مشكلتك سهله إنت اللى معقدها
نظر لها بسخريه : إسم النبى حارسك وصاينك وانت مشكلتك أسهل عمك مش هيمانع وأمك وأختك فى صفك وأبوك ربنا هداه وقلقك كله من مراته تقدر تسيب البيت بعيد عنها وتتجوز بتضيع وقت ليه
أجابه بغيظ : عشان بقره اتقدمتلها رفضت بسبب كوثر برضو الغبيه صدقت كدبها
ظلا يتحاوران طويلا حتى وصلا إلى حل ممتاز لكليهما سيسحب كرم أمواله من البنك وسيضعها بحساب آخر فى فرع آخر فى نفس المدينه التى تسكن بها عائلة شيرين ويفتتح فرعا للشركه هناك ويديره هو ويشترى شقه ويتزوج شيرين ويحيا معها هناك وسيقوم بتأجير الأرض التى له كذلك المنزل تاركا شقه واخده لوالدته وسيرسل لها راتبا شهريا محسوبا
أما عز فسيتقدم لخطبة رحمه مجدداً وفى حضورها حتى لا تأخذ وقتا فى التفكير أول الوقوع فى مكائد كوثر وسيتزوجها حتى لو تطلب الأمر منه تقييدها وإرغامها على الزواج
عاد عز من الخارج وطمئن شيرين أن كرم تفهم الحقيقه لكن يجب أن تدرك أن تهورها كاد يُفقدها إياه ويجب عليها أن تستمع له فيما بعد وإذا طلب منها الإنتظار تنتظر فهو يُعانى أكثر منها من أجلهما سويا فوافقت ووعدته أن تسير بما يرتضيه كرم فحسب ثم قفزت تصرخ بفرح وهى تحتضنه بإمتنان فأبعدها بغضب لأنها كادت أن تخنقه فلم تهتم بل ركضت إلى غرفتها لتتصل بكرم تعتذر له وتخبره كم تعشقه
بينما دلف عز إلى الداخل ووجد الجميع مجتمعين فى إنتظار قدوم عائلة الأسيوطى فوجد أنها فرصة ذهبيه لن يعوضها حيث وقف أمام رحمه وعيناه بعينيها وهو يخاطب والدها الجالس بالجهه الأخرى : عمى أنا كنت طلبت منك إيد رحمه سابق ومحصلش نصيب وأنا دلوقتى بعيد طلبى ف حضورها عشان لا تسمع لحد ولا تشغل عبقريتها الفذه خلينا نخلص
أجابه عمه مازحا: ياولد أنى جاعد إهنه إطلعلى لول
عقب عز بلا إهتمام : عندى حول إخلص ياعمى الضيوف زمانهم جايين
– طيب مش نسأل العروسه لول
نظر عز إلى رحمه بقلب خائف من تدهورها وتسألها بتردد : موافقه يارحمه
أومأت بخجل فإبتسم غير مصدقا : سمعيهالى والنبى
وما إن همت بالقول حتى قاطعتها كوثر بحقد : هو دا وقته إحنا مستنيين ناس و
قاطعها صوت عز وعزت الغاضبان : اخرسى
فزعت من صراخهما وصمتت بغيظ بينما إبتسم عز لوالده الذى أومأ له بإبتسامه هادئه
ثم أعاد عز نظره إلى رحمه : هاه قولتى إيه
إبتسمت بخجل : أيوه موافقه
هلل عز : الله أكبر وأخيرا
ثم إستدار إلى عمه : شوفت سمعت أهوه وافقت سامع لو إعترضت الصبح حلال دفنها آه
ثم إستدار نحوها :سمعانى محدش هيخلصك منى ساعتها
أومأت بإبتسامه جعلت قلبه يُرفرف وإبتسم بحب : ما نكتب الكتاب دلوقتى أحسن
أجابها والدها : متجلجش عجوزهالك ولو جالت له تانى عكسر راسها
لاحظت شهد ضيقها : خلاص ياجماعه وافقت متعكننوش عليها بقى
ثم تابعت بغباء : الله أومال هتعمل إيه مع شيرين
فنظر لها عز بغيظ : شيرين خطيبة كرم يابقره ولسانك اللى عاوز حشه كان هيخرب الدنيا لولا ربنا ستر
جحظت عيناها بصدمه بينما تابع عز بمزاح حتى يطلف الأجواء : لسه عندنا وجاسر كل عقلك وخلى تركيزك فاصوليا أومال لما تتجوزوا بقى هتنسينا خالص
نظرت له بغيظ وأرادت نهره لكن هديه قاطعتها بإخبارهم أن الضيوف قد حضروا حيث تم الترحيب بهم بحفاوه وتناولو العشاء معا ثم جلسو يتسامرون حينها أتى إتصال لعز يخص عمله فإعتذر منهم وخرج إلى الحديقه لكى لا يزعج أحد ولم تكن كوثر تعلم جهل جاسر بالأمر وأن عظيمه تخطط من رأسها حيث سألت ساميه أمامها وكأنها هى كبيرة المجلس : جهزتى الحاجه يا أم العروسه
أومأت ساميه بضيق واضح : أيوه
سأل جاسر بحده : حاجه إيه؟
توترت عظيمه من سؤاله فقد ظنته منشغل مع الرجال ولم يسمع شئ بينما أجابته كوثر بلا إهتمام : لأ دى حاجات حريمى متخصكش
حيث تفاجأت بإصراره : أى حاجه تخص مراتى تخصنى
فأجابته كوثر بضيق : متخصش مراتك تخصنا إحنا
تنهدت عظيمه بإرتياح لظنها أنه سيكف عن التدخل لكنها إبتلعت ريقها بقلق حين أعاد سؤال كوثر بحده أكبر : إيه هيا؟
قضبت كوثر جبينها بتعجب : الله وإنت مالك
فنهرها جاسر بغضب : اتأدبى وانتى بتتكلمى معايا
إنتفضت بفزع فإنتبه الجميع بينما نظر جاسر إلى ساميه سائلا بأدب : طنط ساميه ممكن تفهمينى حاجه إيه دى
توترت ملامح والدته حينما اخبرته ساميه عما يتحدثان فهدر بغضب : نعم
حاولت والدته أن تتهرب من غضبه : جرى إيه ياولدى مش فرح وإحنا عاوزبن نفرحروا بيك
إعترض بغضب : تفرحو انتو وأتحرق أنا
نظرت له عظيمه بسخط : ليه
أجابها بسخريه قاتله : هو إيه اللى ليه أنا اللى هتجوز يبقى أنا أولى بالفرحه دى مش انتو
تدخلت كوثر لظنها أنها تُلطف الأجواء : مهو إنت اللى هتخلص الموضوع
فهدر بها : تخلص روحك بدرى إنتى إيش حشرك
إبتلعت ريقها بخوف بينما نهرته عظيمه : متزعجلهاش دى عوايدنا لازم نلتزم بيها
سخر من مبررها الساذج : ليه كانت فرض ولا سنه مجرد جهل وغباء ثم إننا مش فى البلد وأنا مش هعيد كلامى تانى الموضوع ده تنسوه علاقتى بمراتى مش من حق أى مخلوق يطلع عليها ثم يعنى عوايدك دى منفذتيهاش إنتى ليه ولا حتى بنتك
عقبت فرح بإمتنان واضح : راجل يا جاسر
ولم تنتبه على ياسين الذى أحس بألم يقطع أوصاله حينما سمع تعليقها فما مرت به ليس من السهل نسيانه لذا تنهد بتعب وقرر أن يُسرع فى أمر الإنتقال إلى منزله الجديد ويعمل على تعويضها ما فات
إغتاظت عظيمه وأرادت إخباره لتؤكد سلطتها: خبر إيييه إنت خايف من حاجه ولا مخبى حاجه إنت وهيا
أدركت كوثر مقصدها فأرادت مساعدتها : بنتنا صاغ سليم وهتعرفى فى الفرح
صر جاسر أسنانه بغيظ منهما وهدر بغضب : طب جسما عظما ما هيحصل واصل واللى هيتجن ويخالف حديتى ده هطربجها على نفوخه
نظرت عظيمه نحو الأسيوطى لظنها أنه يساعدها ولا أعلم حقا لما أهداها عقلها الفارغ لهذا :سامع ياعمى عاوز يفضحنا فى البلد
نظر لها الأسيوطى بمقت : والله ماحد عيفضحنا غيرك البت زينه وبت اصول وولدك راجل مالك بيهم وعوايد إيه دى هو إحنا كنا عملنا معاكى إكده
بهتت ولم تعلم بما تجيبه : ها أأ اب مم مهو
بينما تابع الأسيوطى بغضب : خلصنا بطلى لت وعجن الموضوع لحد إهنه وخلص
أجابته بغيظ : ماشى اما نشوف أخرتها بكره تركب وتدلدل رجليها
نظر جاسر لشهد بعيون يملؤها الحب وتنهد بإشتياق : تركب عمهلها أنى راضى واما اجى اشتكى ابجى اتحدتى
خجلت شهد من نظراته وحديثه فتوردت وجنتيها وهيا تتوارى من نظراته العاشقه بينما مالت إليها رحمه هامسه : الصعيدى بتاعك طلع حمش لأ وعاشق متيم
أجابتها بهمس خجول : تصدقى أول مره أسمعه بيتكلم صعيدى بس كلامه حلو أوى
عقبت رحمه بهيام : اوعدنا يااارب
فوجدت عز يميل نحوها مجيبا بهمس : اللهم آمين
تفاجأت رحمه به : ها عز إنت هنا من امتى
أجابها بتلقائيه : لسه داخل إيه فى إيه هما كانو بيتخانقو ولا إيه
همست بحماس : اسكت دى القعده كانت حكايه
فأوما لها ثم همس : طب لما المولد ينفض عاوزك تحكيهالى بالتفصيل
أشارت إلى نفسها بإستغراب: أنا؟!!!
– آه فى مشكله
– لا أبدا
وإبتسمت بسعاده فها هو يكسر الحواجز بينهما بينما مالت كوثر إلى عزت وهيا تنفث سمها بأذنيه : شاكل بنتك عامله مصيبه معاه وعاوز يدارى لازم تخليه ينفذ اللى أمه قالته لتتفضح وسط الناس دا مش عاوزك تفرح ببنتك
ظنت أن مكرها لازال نافذا ولكنها تفاجأت به ينظر لها بغيظ : هو عشان عاوز يصونها وميستعجلش ويبهدلها يبجى معاوزنيش أفرح ولو بيناتهم حاجه عفشه مكانش إتجوزها وإتمسك بيها
إنفعل ياسين من تدخل تلك الأفعى : مش كفايه واحده إدمرت عشان غيرت حريم زباله وراجل بيمشى وراهم
كان كمن يعنف نفسه على إنصاته لعظيمه سابقا وكأنه يجلد روحه لتطهر من مساوئه وتابع بغضب : شهد مش هتعيش اللى حصل لفرح
ثم نظر لكوثر بغيظ : ولمى نفسك أحسنلك ولو عشان الهبل اللى بتقولوه فهما دكاتره يعنى بسهوله يعرفو يلاقو حل ولا إيه
أكد حديثه جاسر : قولها دا غير إن دا جهل المفروض نعمل بدينا اللى بيقول إن علاقه الزوج بزوجته أمر خاص جدا بينهم ومينفعش يطلع عليه حد وابقى اسألى حد ثقه بيفهم فى الدين وهو يقولك إنه برئ من العوايد الزفت دى ومعتقدش إن عوايد غلط أهم من كلام الدين ولا إيه
بوهت الذين أرادو بهما السوء ولم تجد إحداهما أى مبرر آخر لتتممنا حيلهما
نظر ياسين لعظيمه وكوثر بتقزز : وللعلم لو إتخابثتو وحبيتو تدبسوه زيى هقف قدام البلد بحالها وهخلى من كبيركم لصغيركم فى نص هدومه دا غير إنه فى اللحظه دى هيبقى عادانى باقى العمر وأنا اللى يعادينى يبقى حكم على روحه بالهلاك
بينما نظر جاسر لشهد بقوه : شهد بقت مراتى خلاص ولو حد عقله وزه على ضربها أو إهانتها سوا راجل أو ست هيبقى حسابه معايا أنا ولو لقيت علامه واحده فى جسمها هتبقى سنينكم سوده
إبتسمت بحب بينما ربت عزت على كتفه : ربنا يباركلك ياولدى أنى إكده إطمنت على بتى
ربت جاسر بيده على يد عزت التى على كتفه وأمأ بإبتسامه هادئه فقد أخبرته شهد سابقا أن والدها أصبح أبا حقيقيا لها ولم يعد يستمع لكوثر ولكن كوثر كوالدته لن يفرغ قلبها من الحقد أبدا
بينما أصرت عظيمه على تدمير فرحته لأنه يتحداها ولجأت إلى الداجالين لعمل الأسحار التى تمكنها من السلطه لكن الأمور ظلت بخير فخططت بجلب نساء أغراب لا يعلمون بشئ لتقضى نهائيا على شهد فكيف لها أن تجعل خطتها تفشل وتجعل جاسر طوع أمرها
بعد أن إنفض جمعهم جلس عز يرتشف قهوته ويستمع لما حدث من رحمه : وأدى ياسيدى اللى حصل بس بينى وبينك جاسر ده طلع راجل وجدع وأمه طلعت واطيه واطينه الوليه قال إيه عاوزه تحضر هو فيلم سيما بروح أمها لأ وكوثر الله يحرقها عاجبها الموضوع وماشيه وياها عالخط حريم هم
رفع حاجبه بدهشه : خبرك إسود إنتى كرفتى على كرم إمتى دا إنتو مكملتوش شغل ست أشهر لحقتى لقطى منه
تعجبت متسائله : وإيه علاقة كرم باللى بحكيه
فأجابها بغيظ : علاقته إن مصطلحات الردح دى ألفاظه هو
عقبت بلا مبالاه : ما علينا المهم إن الموضوع عدى على خير عارف ياعز لو كان الموضوع زى ما حصل بين ياسين وفرح كان ماشى لكن دا أمه عاوزه تتفرج الوليه إتهطلت باين
إبتسم بسخريه غاضبه : لا والله يعنى إنتى موافقه أول مره بينا يبقى فى ناس واقفيلنا عالباب يستعجلونا أقوم أتوتر أكتر مانا متوتر ويمكن أتعصب عليكى طبعا مش مكسوفه وأنا مستعجل بسبب اللى عالباب وممكن دا إذا مكنشى أكيد إنك هتتأذى دا غير إن الإستعجال هيخلى جسمك نفسه مضطرب من المفاجأه ومش متجاوب وده هيبهدلك أكتر موافقه على ده
إبتلعت ريقها بخوف : أأ لل أأ
زفر بضيق : إهدى يارحمه مقصدتش أخوفك أنا بس بشرحلك الوضع ولعلمك العاده دى معناها إن مفيش ثقه لا فى العريس ولا العروسه ومن مين من أهلهم والأدهى بقى لما يتوتر العريس من الضغط اللى عاملينه عليه وتيجى ستات معندهاش حيا تقوم بدوره طب عملتو المطلوب والعروسه إتأكدوا منها وبعدين مش يمكن العريس عنده مشكله فعليه تدبس هيا بقى بقية عمرها لأ ولو فعلا فى مشكله مستحيل يتعالج إزاى ميصحش إحنا عندنا غباء لدرجة إننا بنبدى العيب عالحرام
توترت بحرج : أنا مخدتش بالى من ده كله أنا بس قصدى
أضاق عيناه عليها بشك :مين اللى إقترح عليكى الموضوع ده
عضت على شفاهها بندم فصر على أسنانه بغيظ : تانى تانى يارحمه صدقتى كوثر دا إحنا مبطلين العاده دى من زمن دا حتى هيا نفسها معملتهاش ومتبريه من كل عادات البلد دى عاوزه تخرب فرحتنا يامتخلفه عشان متجوزتش بنت أختها اللى هتموت وتجوزهالى ومش حبا ف بنت أختها لأ دا عشان مفكراهم هيفضلو يتذللوها كعادتهم حتى بعد جوزاها منى وتبقى هيا المتحكمه متعرفش إنهم بيتمحلسولها لحد ما يتمكنو ويدوها بالجزم
– عز أنا
قاطعها بغضب : قومى من خلقتى الساعه دى بدل ما أفتح نفوخك
نهضت سريعا ثم ركضت إلى غرفتها بينما زفر عز بغضب ونظر للسماء : يارب أنا عملت إيه ف دنيتى عشان أنطس ف نظرى وأقع ف البقره دى
فى صباح اليوم التالى مرت كوثر بجوار مخزن الحبوب وسمعت صوت رحمه تتأوه فظنت بها السوء : آه آه مش قادره آه لأ كفايه كده آه بالراحه شويه
لمعت عيناها بالشر وهيا تتمتم بهمس غير مسموع : والله وباضتلك فى القفص يا كوثر وأخيرا هخلص منها وعز هيبقى لبنت أختى
أسرعت للداخل حتى تتمكن من إخبار عبدالرحمن قبل أن ينتهى الأمر
بينما زفرت شهد بضيق : بالراحه إزاى اهمدى عشان أعرف أطلعه أنا مش فاهمه دا فات من الجزمه ازاى
بكت رحمه بوجع : بختى المهبب ااااه خلصى بقى
– يوووه بطلى تتلوى زى القرموط ليدخل زياده
لم تعد تحتمل وصرخت بقوه : اااااه رجلى اااه
– كده إنتى رسمى لازملك تتنوس
إنكشمت رحمه بخوف : لأ أنا بخاف موت
رفعت شهد حاجبها : مش هتبقى أصعب من المسمار يا فالحه يالهوى دا غرس فى رجلك ولزق بغرا إيه ده
– غلب ياختى غلب
حينها دخلت كوثر المنزل فوجدت الجميع جالسا بغرفه المعيشه يتحدثون
إبتسمت بخبث : ازيك يا أبو رحمه
أجابها عبد الرحمن بضيق : مرحب
ساىلته بحقد : إلا فين بنتك المصونه
– عايزاها فى إيه
– وهعوزها فى إيه بس إبقى قولها تتدارى شويه بلاش تبقى المسخره علنى وفى البيت كمان للدرجادى شايفه رجاله البيت خرعين
حجظت عيناه بصدمه : إنتى عتخرفى تجولى إيه
– بقولك روح المخزن إسمع وشوف شرف بنتك اللى نجس الأرض
فزع الجميع وركضوا للخارج غير مصدقين حتى وصلو لباب المخزن بقلوب ترتجف حيث كانت رحمه تتألم : اهدى إيه بس مش قادره بيوجع أوى
حينما سمعوا صوتها وحديثها من خلف الباب كانت صدمه كبيره وكاد عبد الرجمن أن يسقط صريعا ولكن عز لم يتحمل أكثر وفتح الباب على مصرعيه ليصدمه ما قد رأى وتحول وجهه الغاضب لوجه خائف مصدوم : إيه دا
فهتفت به شهد : إلحقنا ياعز
أسرع نحوهما : إيه اللى حصل ده ومندهتيش ليا ليه
أجابته بضيق : إنت ليه هتسأل إلحقنى دى أغمى عليها
كان الحديث غريبا فتقدم الجميع بحذر حينها صرخ عبدالرحمن هلعا على صغيرته حينما وجد الدماء تحيط بها وهيا تقاوم الألم ولم ينتظر عز لحظه أخرى : وسعى كده
حملها بين ذراعيه وركض للخارج والجميع خلفه بينما وقفت كوثر تجز على أسنانها بغضب وتمتم لنفسها : والله وإطربقت على دماغك يا كوثر
دلف الجميع إلى المشفى وكانت شهد برفقة رحمه طيلة الوقت بينما حذر عز الجميع من التفوه بأى حرف عما قالته كوثر وركضهم ليتأكدو فرحمه لن تغفر لهم
حين إطمئنو على رحمه سألها عز لما كانت بمخزن الحبوب منذ الصباح فأخبرته أنها أرادت مراضاته بعد أن أغضبته بالأمس وذلك بصنع أكلته المفضله ( البليله) لذا ذهبت مع شهد لتحضر القمح ولا تعلم من أين أتاها هذا المسمار ونفذ من حذائها حتى إنغرس بكعبها فلم يعلم بما يجيبها غير : قدر ولطف
بينما عاتب عبدالرحمن عزت على ماحدث فلو كان متحكما بها لما فعلت ذلك
صمت عزت وعقله يفكر لما يُبقى عليها فهى سليطة اللسان حقود وليس لديه مايربطه بها كذلك هو لا يحبها فوجد نفسه يسب غباؤه لا حاجة لبقائه متزوج منها وحين عادوا برفقة رحمه إلى المنزل ذهب إليها ودنها سترجوه لكى لا يعاقبها لكنه تفاجئ بها تخبره أنه لا ذنب لها الخطأ خطأ رحمه ما الذى أدخلها مخزن الحبوب من الأساس لم يعد يحتمل حيث إنهال عليها ضربا حتى تكسرت عظامها لم يكن ضربه لها بجديد ولكن الجديد أنه ألقى عليها يمين الطلاق وحينما هددته أنها ستكلفه ثروه لمستحقاتها ضحك بقوه وسخر منها لأنها لم تنتبه لفرق الوقت فمستحقاتها حين تزوجو كانت مكلفه لكن الآن لا تساوى شيئا ونفقتها مهما كانت فلن تكلفه كما تكلفه هيا بتباهيها الفارغ وأمرها أن تأخذ كل ما يخصها وترحل فلا حاجة لها هنا يكفيه ماعاناه وعانته أسرته منها
كانت ناقمه ترغب فى الإنتقام وذهبت إلى عظيمه لظنها أنها تستطيع جعل جاسر يطلق شهد أو تؤذيهم بأى صوره وتفاجأت بعظيمه تطردها فلا حاجة لها بعد أن تطلقت وأصبحت بلا سلطه على شهد كما أن عظيمه لو كانت تستطيع التحكم بجاسر لما خطب شهد من الأساس
لم تجد بدا من العوده إلى القريه التى تمقتها وتبيع جزء من الأرض لتحيا فى رخاء فى المدينه وتتعايش من إيجار ممتلكاتها بجانب نفقتها ولكن حين ذهبت تفاجأت بأخواتها يمرحون فى أموالها بلا حساب حينها ثارت وطردتهم لكنهم سخروا منها وطردوها فقد أصبح كل شئ لهم فهى مغروره عمياء حين أتاها إبن أختها يطلب منها الإمضاء على أوراق ما لكى يستطيع شراء حبوب للأرض لأنه ليس لديه أرض ولابد أن يثبت أنه مستأجر كى يستطيع شراء الحبوب ولأنها جاهله بتلك الأمور وغرورها منعها من سؤال عزت الذى لو سألته لأخبرها أن هذا الكلام ماهو إلا هذى فارغ ولغبائها صدقة إبن أختها ومضت دون أن تنظر جيدا لظنها أنهم لن يتجرئو على خداعها فدوما كانو أذلاء لها ولم تعلم أنهم وجوه ثعالب تتنكر كما تشاء
لا شئ أغلى عند كوثر من أموالها لذا كانت من نُحر عنقها حيث هاجت على الجميع لكن بلا فائده ولم تدرى كيف سحبت الفأس وإنهالت بها على رأس إبن أختها الذى خر صريعا بينما صرخت والدته وأخواته فزعا عليه وتجمع أهل القريه فى حين فقدت كوثر عقلها حينما رأت دماؤه تغرق يديها وملابسها وبدأت تضحك بهستيريا وتقفز حوله مما جعل الجميع يخاف منها ويبتعد حتى أتت الشرطه وحاولو تقييدها بلا فائده فقد كانت تتحرك بجنون وعيناها زائغه وتحمل من الأرض حفنات من التراب وتمطرهم بها وتضحك : خدو الفلوس أهه فلوسى أهه ههههههههه فلوسى أهه ههههههههه
فأدرك الظابط أنها فقدت عقلها فأرسل فى طلب سياره من مشفى المجانين حيث تم محاكمتها ولكن لا فائده من عقوبتها فقد فقدت الأهليه لذا ستقضى مابقى من عمرها فى مشفى المجانين وتم إخطار عزت لأنه قانونا لازال زوجها حينها تم إقامة عزاء للقتيل ولا حاجه للثأر فمن قتلته هى خالته وليس لديها من يؤخذ منه ثأرهم ويكفيهم أنهم أخذوا أموالها
قص أحدهم خبرا عن إخوه تقاتلو وسفكو دماء بعضهم من أجل المال فسألهم حكيم عن مصدر المال فإتضح أن أباهم أكل حق أخاه
لن يدوم الأجل ويوما ما ستنال جزاء مافعلت فإحذر

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية جنون العشاق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!